العقلية العربية

العربي ذكي تكفيه الإشارة ليفهم — إن اللبيب من الإشارة يفهم — حاضر البديهة، ذكاؤه ليس في الإبداع بل تفنن بأساليب الكلام، مفرط بحب الحرية الشخصية — لا الاجتماعية — لا يخضع ولا يدين لأحد؛ ولذلك قال عنه الأب لامنس اليسوعي: العربي مثال الديمقراطية، سبب كل شقائه إغراقه في محبة الحرية وثورته على السلطة، وهو من ناحية أخرى مخلص مطيع لتقاليد القبيلة، كريم مضياف، يبرُّ إذا حالف، ويفي إذا صادق.

قال أوليري: «العربي ضعيف الخيال جامد العواطف.»

ليس العربي جامد العواطف ضعيف الخيال، بل العربي مقلد لا يفكر كثيرًا ككل من يعيش في محيط محدود. هو في أدبه مثله في حياته، فكما أنه لم يفكر بتغيير مجرى حياته لم يفكر بتغيير أسلوب أدبه وتفكيره؛ ولذلك لم يخرج على مألوف مَن تقدموه إلا خروجًا ضئيلًا في كل أطواره، فهذه آثار البداوة لا تزال ظاهرة في شعراء القرن العشرين وأدبائه ظهورًا ملموسًا.

قلة تفكير العربي جعلته يصدِّق خرافات كثيرة، وليس العربي وحده مصدقًا للخرافات، فللأمم العريقة في المدنية خرافات تُضحك كل مفكر.

فماذا نقول متى عرفنا أن الأميركي يعتقد اعتقادًا يكاد يكون عقيدة أن «نعلة الفرس» فيها سعادة وفأل؟!

العقل العربي لا ينظر إلى الأشياء نظرة شاملة تتحرى المسائل من أصولها، بل يطوف حول الموضوع كالنحلة، تأخذ شيئًا من الشهد وتترك كثيرًا، ولكن عسلها في كل حال لذيذ.

ولهذا ضعف «منطقه» وظهرت أفكاره كسلسلة ذهبية مفككة الحلقات، وهذا ما نلمسه في الشعر العربي، وبناء على هذه الخاصة جعلوا البيت وحدة القصيدة.

وقد قصرَ نفَس الشاعر العربي وصرت إذا أغفلت من القصيدة بعض أبياتها أو قدمت أو أخرت فيها لا تدرك أن هناك شيئًا مفقودًا.

أسباب تكوين عقلية العرب

  • البيئة الطبيعية: وهي المحيط الذي عاشوا فيه، فهناك جبال وأنهار وصحراء.
  • البيئة الاجتماعية: كنظام الحكومة والدين والأسرة … إلخ.

فبيئتهم الطبيعية القاسية حالت دون دخول المدنية إليها، فلم يطمع بجزيرتهم الفاتحون والمستعمرون لجدبها وخشونة العيش فيها.

إن حياة الصحراء على وتيرة واحدة، ولذلك جاء الأدب العربي على وتيرة واحدة، فلا تبدُّل ولا تغيير في مشاهد الطبيعة يولِّد الفكر وينوِّع الخيال ويلوِّن التصور.

ففي ذلك الإقليم الطلق نشأ عقل طلق إلا من قيدين: قيد الدين وقيد القبيلة.
  • قيد الدين: دعاهم إليه خوفهم من عناصر الطبيعة الثائرة التي تقابلهم وجهًا لوجه، فترهبهم.
  • قيد القبيلة: دعاهم إليه التنازع والخصام والحرب في سبيل المعاش.

    في لغتهم دلالة على عقليتهم، سموا المطر غيثًا لقحط أرضهم، وعدوا الكرم رأس الفضائل لبؤسهم، وجعلوا الشجاعة رأس المكارم الأخلاقية لحاجتهم إلى الدفاع.

  • اللغة وعملها في تكوين العقلية: اللغة تدل على العقلية بألفاظها الدالة على الأشياء التي تعرفها الأمة، وهذا نعرفه من المعاجم. أما معاجمنا فلا تدل على شيء من هذا؛ لأنها لم توضع في عصور مختلفة، بل جمعت كلها دفعة واحدة، فخلطت الألفاظ الجاهلية بالأموية والعباسية. قد تصلح دليلًا على العصور السالفة، أما أن تدل في الغد على عقليتنا نحن فهذا بعيد؛ لأننا لم نُدخِل فيها شيئًا يدل على عقليتنا، من مسميات علومنا وما نعرفه من غرائب العلم والفن على اختلاف فروعهما.

    أما أسلافنا الأقدمون فمن لغتهم نستدل على عقليتهم.

    ففي الماديات أوجدت حاجتهم إلى الناقة الألفاظ الكثيرة المتعلقة بها، وقلة احتياجهم إلى السفينة والانتفاع بها قتل ألفاظها جدًّا. وصفوا الصحراء وما فيها بكل دقة، ولم يصفوا البحر إلا قليلًا، وهذا طبيعي؛ إذ لا يصف الإنسان إلا ما يحتك به.

    ألم يقل عمر بن الخطاب لأحد قواده صف لي البحر عندما سأله ركوبه للفتح؟ ألم يقل الشاعر العربي في ذلك الزمان:

    لا أركب البحر أخشى
    عليَّ منه المعاطب
    طين أنا وهو ماء
    والطين في الماء ذائب

    وفي المعنويات نجد ألفاظ البؤس أكثر من ألفاظ السعادة، لكثرة مصائبهم وبلاياهم.

    إذا لجأنا إلى الشعر فلا نستطيع أن نحكم به على عقلية العرب جميعًا؛ لأنهم كانوا قبائل متعددة تستعمل ألفاظًا مختلفة، ولأسباب أخرى ستأتي فيما يلي.

    وإذا لجأنا إلى القرآن الكريم — كما يريد الدكتور طه حسين — فلا نجد صورة الجاهلية تامة؛ لأن في ألفاظه وتعابيره ما هو خارج عن مألوف عرب الجاهلية.

  • الشعر: الشاعر علم القبيلة، والشعر في عرفهم من شَعَرَ؛ أي عَلِمَ. أما علماء اللغات فيقولون إنه من كلمة شير العبرانية، ومعناها: الغناء. ونحن إلى هذا الرأي أقرب؛ لأننا إلى الآن لا نزال نقول أنشد فلان قصيدة.

    إننا نخالف القائلين إن معنى شَعَرَ عَلِمَ؛ لأن شعراءنا اليوم — شعراء الزجل — ليسوا أعلم الأمة، بل هم ذوو قرائح منحتهم إياها الطبيعة، وكذلك كان الشعراء في الجاهلية.

    الشعر ديوان العرب. هكذا قال الأقدمون، وهذا معناه أن الشعر وثائق تاريخية، وهو كذلك لو عني الرواة بحفظ الشعر نظرًا لقيمته التاريخية، ولكنهم لم يحفظوا ولم يدوِّنوا إلا ما لاءم أذواقهم، وأغفلوا كثيرًا من الشعر الذي لو حفظ وبقي لكان منه وثائق تاريخية ذات قيمة تدل دلالة واضحة على عقلية العرب.

  • الأمثال: تدل دلالة أصدق من الشعر على عقلية الأمة؛ لأنها صادرة عن مجموعها، بخلاف الشعر الذي ينبع من أفرادها.

    والأمثال تدل على ضروب حياة الأمم تجارية واجتماعية وزراعية؛ كقولهم: استنوق الجمل، لا في العير ولا في النفير، في بيته يؤتى الحكم. فالأمثال التي قيلت في المرأة تدل على انحطاط مقامها، والتي قيلت في الحياة الاقتصادية تدل على جدب البلاد وقحطها.

  • الأحاجي والأسئلة: وهذه تدل على مبلغ عقليتهم أيضًا كما جرى لعبيد الأبرص مع امرئ القيس، وما جرى لامرئ القيس مع الابنة التي خطبها، ومعاوية مع من سأله.
  • القصص: القصص التي خلقوها للحيوانات تدل على عقليتهم أيضًا؛ كقولهم: ذهبت النعامة تطلب قرنين فعادت بلا أذنين.

    ومن القصص أيام العرب؛ أي حروبهم وأحاديث الهوى، وقصص أخرى أخذوها من أمم أخرى، أو أحدثوا هم ما يشبهها، وهذا يدل على أنهم لم يكونوا بمعزل عن غيرهم من الأمم كما يُظنُّ، بل كان هناك امتزاج.

  • الإسلام وعقلية العرب: للإسلام أعظم أثر في عقلية العرب؛ فقد جاء بتعاليم جديدة مخالفة لمعتقدهم فغيَّرت عقليتهم.

    وبواسطة الفتح الإسلامي استفاد العرب من مدنيات الأمم التي استولوا عليها فأخصبت عقليتهم.

    الإسلام غيَّر قيمة الأشياء في نظرهم، فمنها ما غلا ومنها ما رخص. فمثل الإسلام الأعلى غير المثل الجاهلي.

  • المثل الجاهلي: شجاعة شخصية، شهامة لا حد لها، إسراف في الكرم، منتهى الإخلاص للقبيلة، انتقام، ثأر، عصبية، لذَّات، تمتُّع.
  • المثل الإسلامي: خضوع لله وانقياد أعمى، صبر، إخضاع منافع الشخص والقبيلة لأوامر الدين، قناعة، تواضع، مساواة لقتل العصبية، تعصب للجنس.
  • في القرآن الكريم: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا إلخ، وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ إلخ.
  • وفي الشعر الجاهلي:
    إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني … إلخ

    إلا أن العصبية التي حاربها الإسلام ظهرت من حين إلى آخر في التاريخ الإسلامي، وهي سبب النزاع بين عثمان وعلي ومعاوية.

    أجل لم يصبغ الإسلام كل العرب صبغة واحدة، بل صبغ الذين تغلغل الإسلام في أعماق نفوسهم، وهم المهاجرون والأنصار. والنزعة الجاهلية ظاهرة أشد الظهور في الشعر الأموي.

  • التمازج: وامتزج العرب بغيرهم من الأمم والشعوب بعد الفتح الإسلامي، فتغيرت بذلك العقلية العربية، وتناول المزج كل شئون الحياة من اجتماع وآراء ودين.

    وقد ساعد الرقُّ والولاء على الامتزاج، فالإسلام حبَّب عتق الرقيق، وجعله كفَّارة عن جرائم كثيرة، ومن أُعتِقَ كان «مولى» وهذا ما عُرف بالولاء، وإذا مات المعتَق بدون عقب ورثه المعتِق.

    إن للموالي هؤلاء يدًا كبرى في تكوُّن العقلية العربية؛ فبالزواج بالإماء والموالي اختلط الدم العربي بسواه، ومن أبناء هؤلاء السراري: زين العابدين بن الحسين، وقاسم بن محمد بن أبي بكر، وغيرهما. وقد نبغ كثير من أبنائهن فزادوا في ثروة الأدب العربي.

    والاختلاط في السكنى كان من أقوى عوامل المزج، فالعجم الذين جاءوا بلاد العرب أسرى حرب صاروا فيما بعد موالي أحرارًا، وأمست تعج بهم الأمصار، فاحتكروا الصناعة والتجارة، كما يحدث بعد كل انقلاب عظيم.

    فمن كل الأسباب المتقدمة امتزجت العادات والأنظمة والحِكم والفلسفة وضروب الحُكم.

    ولما كانت هذه الأمم المغلوبة أرقى مدنية من العرب، كانت السيادة لمدنيتهم وحضارتهم ونظمهم، ولما كان العرب العنصر الأقوى صبغوا هذه المدنيات بصبغتهم الخاصة.

    وبالإجمال، كان هذا التمازج تطعيمًا بين العقل العربي والعقل الأجنبي أنتج بعد زمن قليل.

    فلما اطمأن المغلوبون إلى الإسلام بدءوا يؤلفون في علومهم، فتأثر العرب بها، بكل شيء حتى العقيدة الإسلامية فإنها لم تخلُ من تأثر.

    وكانت الحرب سجالًا في الشئون الاجتماعية والدينية واللغات والآمال والأماني والنظم والعصبية، فللعربي فيها ما ينافي غيره.

    ثم ظهرت نتائج كل هذا في العصور التي تلت الفتح الإسلامي فانخذل العرب في النظم الاجتماعية والسياسية وانتصروا في اللغة والدين.

    غلبت اللغة جميع اللغات وهزمتها، واعتنق المغلوبون الدين الإسلامي، وإن تأثر الدين واللغة بشيء أعجمي.

  • أثر الفرس: اعتنق الفرس الإسلام ولم يكونوا كالمسلمين العرب، وتعلموا العربية ولكنهم لم يفكروا كالعرب ولم يتخيلوا مثلهم، فدخل بذلك تعاليم جديدة في الإسلام ظهرت في التشيع والتصوف، وغُمِر الأدب العربي بمنتوجات فارس الأدبية.
  • مراكز الحياة العقلية: الحياة تكون في المدن طبعًا مختلفة عن السواد، وقد تمتاز كل مدينة بعلم لأسباب أدبية.

    فظهور النبي في مكة وهجرته إلى المدينة جعل لهما صبغة علمية خاصة، وكثرة الأحداث السياسية في العراق وتتابع الفتن أنشأ المذاهب الدينية، ووجود الدولة الأموية في الشام كيَّف الحياة العلمية فيها.

    فأهم المراكز العقلية هي: (١) مكة والمدينة في الحجاز. (٢) البصرة والكوفة في العراق. (٣) دمشق في الشام. (٤) الفسطاط بمصر.

    • (١) الحجاز: مكة والمدينة؛ مركز لطلاب الحديث والفقه والتاريخ، فاقت المدينة مكة لكثرة مهاجرة الناس إليها، فهي مقر الخلافة وكبار الصحابة، لا يبرحها كبار قريش إلا لحاجة ماسة، وبها كانت توزع الأسرى. فلكل هذه الأسباب المتقدمة كانت تزدحم فيها الناس من كل طبقة.

      إن هؤلاء الأسرى كانوا من طبقة عالية من مختلف الأمم التي دوَّخها العرب، وبتوزيعهم على العرب صبغوا الحياة الإسلامية بعقلية تخالف من بعض الوجوه عقلية العرب؛ لأنهم أبناء علم منظم.

      كان في المدينتين حياتان متناقضتان: حياة زهد وتقى وعلم؛ لوجود الصحابة الأنقياء القانتين، وحياة لهو وتمتع أنتجت فنًّا وأدبًا. وقد امتلأت المدينة ومكة بالمغنين والمغنيات؛ لأن طبقة العرب العليا كانت هناك، وكانوا يتسابقون إلى اقتنائهم ويتهادونهم كما يتهادون بالسلع.

    • (٢) العراق: رغب العرب في الهجرة إليه لغناه وخصبه، حملوا إليه العصبية القبلية وأرستقراطية الفاتح.

      فعصبية القبيلة ظهرت تجاه بعضهم بعضًا؛ إذ خططوا البصرة والكوفة تخطيطًا قبليًّا، كل فريق على جانب «كما في بعض المدن الإسلامية المسيحية اليوم، حارة الإسلام وحارة النصارى».

      أما أرستقراطية الفاتح فظهرت في موقف العرب تجاه الموالي.

      ثم تحولت العصبية القبلية إلى عصبية للمدينة؛ فالبصريون تعصبوا للبصرة، والكوفيون تعصبوا للكوفة. تفاخروا بالفتوح أولًا ثم بالعلم، وتعصب كلٌّ لعلمائه في كل الفروع.

      فالعراق أكثر البلاد ثروة علمية وأدبية لأسباب:
      • (أ) المدنيات التي ورثها العرب عن العراق، وثروة البلاد التي تمكِّن العالم من التفكير إذا تهيأ معاشه.
      • (ب) كثرة الفتن التي كان العراق ساحتها، ونزوح كبار العرب إليها، وبحثهم هناك في الحقوق والشرع توصُّلًا لمعرفة صاحب الحق من الزعماء.
      • (جـ) اضطرار العرب لوضع علم النحو لكثرة الموالي في العراق ليتعلموا العربية، وقد وُضع على النمط السرياني؛ لأن السريان كانوا قبل العرب في العراق.
    • (٣) الشام: خصب الأرض واعتدال الجو بعث كثيرًا من الأنبياء في هذا القطر، فنشروا تعاليمهم، وتعاقب المدنيات عليه أورثه علومًا كثيرة؛ فحروف الكتابة عن الفينيقيين، والتعاليم الإلهية عن العبريين، والمذاهب الفلسفية عن اليونان، والنظرات الفقهية عن الرومان.

      نزح العرب إلى الشام في جاهليتهم وصاروا فيها ملوكًا وأمراء، وإليها انتسبوا لا إلى الجزيرة العربية.

      فعند الفتح الإسلامي سادت لغة قريس فيها بدلًا من لغتها التي كانت خليطًا من الآرامية والعربية.

      وكان فيها نصارى كثيرون محتفظين بدينهم، فقامت المساجد بجانب الكنائس، وحصل احتكاك وجدال وحوار وخصومة، فأدى كل ذلك إلى البحث في القضاء والقدر وصفات الله التي هي الأساس لعلم الكلام.

    • (٤) مصر: أهم علومها كان علم الدين أولًا، فلما هدأت حركة الفتح استعادت الثقافة اليونانية الرومانية نشاطها إلى أن اصطبغت بصبغة إسلامية، وهذا لم يظهر إلا في آخر عهد الدولة الأموية.
  • الخلاصة: عقلية عربية لها طبيعة خاصة هي نتاج بيئتها، وعيشة اجتماعية خاصة يعيشها العرب في جاهليتهم.

    دين إسلامي جديد أتى بتعاليم جديدة، رسم للحياة مثلًا أعلى غير المثل الجاهلي.

    فتحٌ إسلامي مد سلطانه على فارس وما حولها من مستعمرات رومانية كثيرة، فأذاب مدنية وعلم ودين الفرس ودين ومدنية وعلم المستعمرات الرومانية، وكوَّن منها مزيجًا واحدًا مختلف العناصر.

    كل هذه الأشياء كانت أسبابًا لها نتائجها، ومن نتائجها ما كان من حركة علمية ودينية.

    وهكذا تطورت العقلية في وقت قصير وبلغت غير قليل، ولكنها عادت إلى الجمود عندما ضعف أمر العرب، وصارت إلى الهمود عندما ذهب المُلك من يدهم وآل إلى الأتراك، وعادت إلى اليقظة والانبعاث عندما فكر العرب بحقهم المسلوب، وقاموا يجاهدون للوصول إليه، ولا يزالون يجاهدون لاستعادة أمجادهم الغابرة. أما اللغة فظلت تقاوم العوادي، ولو لم تثبت في وجه الزمان لبادت الأمة واضمحل كيانها، وسترى أسباب هذا الثبات بعد قليل.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤