استدراك وتكميل

لترجمة الجاحظ المصدَّر بها الجزء الأول

كان من أثر العجلة التي دفعتنا إلى تسليم ترجمة الجاحظ إلى الطابع أن سقطت منها أوراق لم يفطن إليها لعدم شهودنا تجارب الطبع، فرأينا أن نستدركها ها هنا، وجُلُّها مما لخَّصناه عن كتاب «إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب» المعروف ﺑ «معجم الأدباء» لمؤلِّفه «ياقوت الرومي»، مع ما اقتبسناه من كتاب «الكامل» لأبي العبَّاس «محمد بن يزيد المُبرد» وغيره من الكُتب، وأن ننشره على نسق ذلك القسم وتنسيقه ليؤلف ذلك ترجمةً تامة كاملة لهذا الكاتب العظيم، وسنُخلي هذا القسم مما ذُكِر في القسم الأول إلا ما كان فيه زيادة بيان أو فضل إيضاح.

(١) نسبه وكنيته وأوليته

كان الجاحظ مولًى لأبي القلمس عمرو بن قلع الكناني. قال يموت بن المزرع: الجاحظ خال أمي، وكان جده أسود يُقال له فزارة، وكان جمَّالًا لعمرو بن قلع الكناني. وقال المرزباني، حدَّث المادي قال: حدَّثني من رأى الجاحظ يبيع الخبز والسمك بسيحان.

(٢) مقامه ومنزلته

قال أبو حيَّان التوحيدي في كتابه الذي ألَّفه في «تقريظ الجاحظ»: حدَّثني أبو سعيد السيرافي — وهمَّك من رجل، وناهيك من عالِم، وشرعك من صدوق — قال، حدَّثنا جماعة من الصابئين الكُتاب أن ثابت بن قُرَّة قال: ما أحسد هذه الأمة العربية إلا على ثلاثة أنفُس:
  • أولهم: عمر بن الخطاب في سياسته ويقظته، وحذره وتحفُّظه، ودينه ويقينه، وجزالته وبذالته، وصرامته وشهامته، وقيامه في صغير أمره وكبيره بنفسه، مع قريحة صافية، وعقل وافر، ولسان عضب، وقلب شديد، وطويَّة مأمونة، وعزيمة مأمومة، وصدر مُنشرح، وبال مُنفسح، وبديهة نضوح، ورويَّة لقوح، وسر طاهر، وتوفيق حاضر، ورأي مُصيب، وأمر عجيب، وشأن غريب. دعم الدين وشيَّد بُنيانه، وأحكم أساسه ورفع أركانه، وأوضح حجته وأنار بُرهانه. ملِكٌ في زي مِسكين، ما جنح في أمر إلى ونى، ولا غض طرفه على خنا. ظهارته كالبطانة، وبطانته كالظهارة. جرح وأسا، ولان وقسا، ومنع وأعطى، واستخذى وسطا.

    كل ذلك في الله ولله. لقد كان من نوادر الرجال.

  • والثاني: الحسن بن أبي الحسن البصري؛ فلقد كان من دراري النجوم علمًا وتقوى، وزهدًا وورعًا، وعِفَّة ورِقَّة، وتألُّهًا وتنزُّهًا، وفقهًا ومعرفة، وفصاحة ونصاحة. مواعظه تصل إلى القلوب، وألفاظه تلتبس بالعقول، وما أعرف له ثانيًا، لا قريبًا ولا مُدانيًا. كان منظره وفق مَخبره، وعلانيته في وزن سريرته. عاش سبعين سنةً لم يُقرَف بمقالةٍ شنعاء، ولم يُزَن برِيبة ولا فحشاء. سليم الدين، نقي الأديم، محروس الحريم، يجمع مجلسه ضروبًا من الناس، وأصناف اللباس؛ لما يوسعهم من بيانه، ويفيض عليهم بافتنانه؛ هذا يأخذ عنه الحديث، وهذا يُلقَّن منه التأويل، وهذا يسمع الحلال والحرام، وهذا يتبع في كلامه، وهذا يجرِّد له المقالة، وهذا يحكي له الفُتيا، وهذا يتعلم الحكم والقضاء، وهذا يسمع الموعظة، وهو في جميع هذا كالبحر العجَّاج تدفقًا، وكالسراج الوهَّاج تألقًا. ولا تنسَ مواقفه ومشاهده بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الأمراء وأشباه الأمراء بالكلام الفصل، واللفظ الجزل، والصدر الرحب، والوجه الصلب، واللسان العضب، كالحجَّاج وفلان وفلان، مع شارة الدين، وبهجة العلم، ورحمة التُّقى. لا تثنيه لائمة في الله، ولا تُذهله رائمة عن الله. يجلس تحت كرسيه قتادةُ صاحب التفسير، وعمرو وواصل صاحبا الكلام، وابن أبي إسحاق صاحب النحو، وفَرقد السبخي صاحب الدقائق، وأشباه هؤلاء ونظراؤهم.

    فمن ذا مِثله، ومن ذا يجري مَجراه؟

  • والثالث: أبو عثمان الجاحظ، خطيب المسلمين، وشيخ المُتكلمين، ومِدره المُتقدمين والمُتأخرين. إن تكلَّم حكى سحبان في البلاغة، وإن ناظَر ضارَع النظَّام في الجدال، وإن جدَّ خرج في مَسكِ عامر بن عبد قيس، وإن هزل زاد على مزيد حبيب القلوب، ومَراح الأرواح، شيخ الأدب، ولسان العرب. كُتُبه رياضٌ زاهرة، ورسائله أفنانٌ مُثمرة. ما نازَعه مُنازع إلا رشاه آنفًا، ولا تعرَّض له منقوص إلا قدَّم له التواضع استبقاءً. الخلفاء تعرفه، والأمراء تُصافيه وتُنادمه، والعلماء تأخذ عنه، والخاصة تسلِّم له، والعامة تُحبه. جمع بين اللسان والقلم، وبين الفِطنة والعلم، وبين الرأي والأدب، وبين النثر والنَّظم، وبين الذكاء والفهم. طال عمره، وفشت حكمته، ووطئ الرجال عقبه، وتهادَوا أدبه، وافتخروا بالانتساب إليه، ونجحوا بالاقتداء به.

    لقد أوتي الحكمة وفصل الخطاب.

هذا قول ثابت، وهو قول صابئ لا يرى للإسلام حُرمة، ولا للمسلمين حقًّا، ولا يوجب لأحد منهم ذِمامًا، قد انتقد هذا الانتقاد، ونظر هذا النظر، وحكم هذا الحكم، وأبصر الحق بعينٍ لا غشاوة عليها من الهَول، ونفس لا لطخ بها من التقليد، وعقل ما تحيَّل بالعصبية. ولسنا نجهل مع ذلك فضل غير هؤلاء من السلف الطاهر، والخلف الصالح، ولكنا عجبنا فضل عجب من رجل ليس منا، ولا من أهل مِلَّتنا ولُغتنا، ولعله ما خبر عمر بن الخطاب كل الخبرة، ولا استوعب كل ما للحسن من المَنقبة، ولا وقف على جميع ما لأبي عثمان من البيان والحكمة، يقول هذا القول، ويَعجب هذا العَجب، ويحسد أمَّتنا بهم هذا الحسد، ويختم كلامه بأبي عثمان، ويصفه بما يأبى الطاعن عليه أن يكون له شيء منه، ويغضب إذا ادُّعي ذلك له، وأنه للموفر عليه، هل هذا إلا الجهل الذي يُرحم المبتلى به؟

وقال أبو الفضل بن العميد: ثلاثة علوم الناسُ كلهم عيال فيها على ثلاثة أنفُس؛ أما الفقه فعلى أبي حنيفة؛ لأنه دوَّن وخلَّد ما جعل من يتكلم فيه بعده مُشيرًا إليه، ومُخبرًا عنه. وأما الكلام فعلى أبي الهُذيل. وأما البلاغة والفصاحة واللَّسَن والعارضة فعلى أبي عثمان الجاحظ.

وقال أبو محمد الحسن بن عمرو النجيرمي: كنت بالأندلس فقيل لي: إن ها هنا تلميذًا لأبي عثمان الجاحظ يُعرَف بسلَّام بن يزيد، ويُكنى أبا خلف. فأتيته فرأيت شيخًا هِمًّا، فسألته عن سبب اجتماعه مع أبي عثمان ولم يقع أبو عثمان إلى الأندلس. فقال: كان طالب العلم بالمشرق يَشرُف عند ملوكنا بلقاء أبي عثمان، فوقع إلينا كتاب «التربيع والتدوير» له فأشاروا إليه، ثم أردفه عندنا كتاب «البيان والتبيين» له، فبلَغ الرجل الصكاك بهذين الكتابين. قال: فخرجت لا أعرِّج على شيء حتى قصدت بغداد فسألت عنه، فقيل: هو بسُرَّ من رأى. فأصعدت إليها فقيل لي: قد انحدر إلى البصرة. فانحدرت إليه وسألت عن منزله، فأُرشدت ودخلت إليه فإذا هو جالس وحوالَيه عشرون صبيًّا ليس فيهم ذو لحية غيره، فدُهشت فقلت: أيُّكم أبو عثمان؟ فرفع يده وحرَّكها في وجهي وقال: من أين؟ قلت: من الأندلس. فقال: طينةٌ حمقاء. فما الاسم؟ قلت: سلام. قال: اسم كلب القراد. ابن من؟ قلت: ابن يزيد. قال: بحق ما صِرت، أبو من؟ قلت: أبو خلف. قال: كُنية قرد زبيدة. ما جئت تطلب؟ قلت: العلم. قال: ارجع بوقت فإنك لا تُفلح. قلت له: ما أنصفتَني؛ فقد اشتملت على خصالٍ أربع؛ جفاء البلدية، وبُعْد الشُّقَّة، وغِرَّة الحداثة، ودهشة الداخل. قال: فترى حولي عشرين صبيًّا ليس فيهم ذو لحية غيري، كان يجب أن تعرفني بها.

فأقمت عليه عشرين سنة.

قال أبو حيان: وحدثنا ابن مقسم [قال: قيل لأبي هفان] وقد طال ذكر الجاحظ [له]: لِمَ لا تهجو الجاحظ وقد ندَّد بك وأخذ بمخنقك؟ فقال: أمِثْلي يُخدَع عن عقله؟ والله لو وضع رسالة في أرنبة أنفي لمَا أمست إلا بالصين شُهرةً، ولو قلت فيه ألف بيت لمَا طنَّ منها بيت في ألف سنة.

وقال أبو حيَّان: ومن عجيب الحديث في كُتُبه ما حدَّثنا به علي بن عيسى النحوي الشيخ الصالح قال، سمعت ابن الأخشاد شيخنا أبا بكر يقول: ذكر أبو عثمان في أول كتاب الحيوان أسماء كُتُبه ليكون ذلك كالفهرست، ومر بي في جملتها «الفرق بين النبي والمتنبي»، وكتاب «دلائل النبوة»، وقد ذكرهما هكذا على التفرقة، وأعاد ذكر «الفرق» في الجزء الرابع لشيءٍ دعاه إليه، فأحببت أن أرى الكتابين ولم أقدر إلا على واحد منهما، وهو كتاب «دلائل النبوة»، وربما لُقب ﺑ «الفرق» خطأً، فهمَّني ذلك وساءني في سوء ظفَري به. فلما شخصت من مصر ودخلت مكة حرسها الله تعالى حاجًّا أقمت مُناديًا بعرفات يُنادي — والناس حضور من الآفاق على اختلاف بُلدانهم، وتنازُح أوطانهم، وتبايُن قبائلهم وأجناسهم من المشرق إلى المغرب، ومن مهبِّ الشمال إلى مهبِّ الجنوب، وهو المنظر الذي لا يُشابهه منظر — رحم الله من دلَّنا على كتاب «الفرق بين النبي والمتنبي» لأبي عثمان الجاحظ على أي وجه كان. قال: فطاف المنادي في ترابيع عرفات وعاد بالخيبة، وقال: حجَّت الناس مِنًى ولم يعرفوا هذا الكتاب ولا اعترفوا به. قال ابن الأخشاد: وإنما أردت بهذا أن أُبلغ نفسي عذرها.

قال ياقوت: وحسبُك بها فضيلةً لأبي عثمان أن يكون مِثل ابن الأخشاد — وهو هو في معرفة علوم الحكمة، وهو رأسٌ عظيم من رءوس المعتزلة — يُستهام بكُتب الجاحظ حتى يُناديَ عليها بعرفات والبيت الحرام. وهذا الكتاب موجود في أيدي الناس اليوم لا يكاد تخلو خِزانة منه، ولقد رأيت أنا منه نحو مائة نسخة أو أكثر.

(٣) مولده ومَنشؤه وأساتذته

قال الجاحظ: أنا أسَنُّ من أبي نُواس بسنة، وُلِدت في أول سنة ١٥٠ (٧٦٧م)، ووُلِد في آخرها. قلت: وهذا هو الصحيح، وليس بعده نص.

وقال أبو القاسم البلخي: الجاحظ كِناني من أهل البصرة.

سمع من أبي عُبيدة والأصمعي وأبي زيد الأنصاري، وأخذ النحو عن أبي الحسن الأخفش، وكان صديقه، وأخذ الكلام عن النظَّام، وتلقَّف الفصاحة من العرب شفاهًا بالمِربد.

(٤) معارفه

حدَّث أبو هفان، قال: لم أرَ قط ولا سمعت من أحبَّ الكُتب والعلوم أكثر من الجاحظ؛ فإنه لم يقع بيده كتابٌ قط إلا استوفى قراءته كائنًا ما كان، حتى إنه كان يكتري دكاكين الورَّاقين ويبيت فيها للنظر؛ والفتح بن خاقان، فإنه كان يحضر لمجالسة المُتوكل، فإذا أراد القيام — يعني المتوكل — لحاجةٍ أخرج كتابًا من كمِّه أو خفِّه وقرأه في مجلس المتوكل إلى حين عوده إليه حتى في الخلاء؛ وإسماعيل بن إسحاق القاضي، فإني ما دخلت إليه إلا رأيته ينظر في كتاب، أو يقلِّب كُتبًا، أو ينفضها.

وقال أبو بكر أحمد بن علي: كان أبو عثمان الجاحظ من أصحاب النظَّام، وكان واسع العلم بالكلام، كثير التبحُّر فيه، شديد الضبط لحدوده، ومن أعلم الناس به وبغيره من علوم الدين والدنيا، وله كُتبٌ كثيرة مشهورة جليلة في نصرة الدين، وفي حكاية المخالفين، و[في] الآداب والأخلاق، وفي ضروب من الجد والهزل، وقد تداوَلها الناس وقرءوها وعرفوا فضلها. وإذا تدبَّر العاقل المميز أمر كُتُبه عَلِم أنه ليس في تلقيح العقول، وشحذ الأذهان، ومعرفة أصول الكلام وجواهره، وإيصال خلاف الإسلام ومذاهب الاعتزال إلى القلوب، كُتُب تُشبهها، والجاحظ عظيم القدر في المعتزلة وغير المعتزلة من العلماء الذين يعرفون الرجال ويميزون الأمور.

(٥) الجاحظ في ديوان الرسائل

حدَّث عبد الرحمن بن محمد الكاتب، قال: كان الجاحظ يتقلَّد خلافة إبراهيم بن العبَّاس الصُّولي على ديوان الرسائل، فلما جاء إلى الديوان جاءه أبو العيناء، فلما أراد الانصراف تقدَّم الجاحظ إلى حاجبه إذا وصل إلى الدهليز أن لا يدعه يخرج، ولا يمكنه من الرجوع إليه. فخرج أبو العيناء ففعل به ذلك، فنادى بأعلى صوته: يا أبا عثمان، قد أرَيتَنا قدرتك فأرِنا عفوك.

وقال أبو دُلف الكاتب: صُدِّر الجاحظ في ديوان الرسائل أيام المأمون ثلاثة أيام ثم استعفى فأُعفي. وكان سهل بن هارون يقول: إن ثبت الجاحظ في هذا الديوان أفل نجم الكُتَّاب.

(٦) تخطئة الجاحظ وتصويبه

قال علي بن يحيى المُنجم، قلت للجاحظ: مِثلك في علمك ومقدارك في الأدب يقول في كتاب «البيان والتبيين» «ويُكره للجارية أن تُشبَّه بالرجال في فصاحتها»، ألا ترى قول مالك بن أسماء الفزاري:

وحديثٍ ألَذُّه هو ممَّا
يَنعَتُ الناعتون يُوزَنُ وَزْنا
مَنطِقٌ صائبٌ وتَلحَنُ أحيا
نًا وخيرُ الحديثِ ما كان لَحْنا

فتراه من لحن الأعراب، وإنما وصفها بالظرف والفطنة، وإنما تلحن أي تُوري في لفظها عن أشياء وتتنكت ما قصدت له. فقال: فطنت لذلك. فقلت: فغيِّرْه. قال: فكيف لي بما سارت به الرُّكبان؟ فهو في كتابه على خطائه.

قال أبو محلم: أراد الفزاري بقوله هذا أنَّ خير الحديث ما أومأت إليَّ به، وورَّت عن الإفصاح به لئلا يعلمه غيرنا. ومِثله قول الكلابي:

ولقد لحنتُ لكم لكيما تفهمـوا
ووحيتُ وحيًا ليس بالمُرتابِ

ومنه قوله تعالى: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ. أي فيما يتوحَّونه بينهم من النفاق والطعن.

قال أبو حيَّان التوحيدي: وعندي أن المسألة مُحتملة للكلام؛ لأن مُقابل المنطق الصائب المنطق الملحون، واللحن من الغواني والفتيات غير مُنكَر ولا مكروه، بل يُستحب ذلك لأنه بالتأنيث أشبه، وللشهوة أدعى، ومع الغزل أجرى، والإعراب جد، وليس الجد من التغزُّل والتعشُّق والتشاجي في شيء، وعلى مذهب علي بن يحيى أن المنطق الصائب هو الكلام الصريح، وأن اللحن هو التعريض، وأنها تعرف هذا وهذا، فهَبْ أن هذا المعنى مقبول، لِمَ ينبغي أن يكون المعنى الآخر لهوجًا ومردودًا؟ وقد يجوز أن يكون مُراد الشاعر ذاك؛ لأن الشاعر يشعر بهذا كما يشعر بهذا.

(٧) جوائز بعض كُتُبه

قال ميمون بن هارون، قلت للجاحظ: ألك بالبصرة ضَيعة؟ فتبسَّم وقال: إنما أنا وجارية، وجارية تخدمها، وخادم وحمار.

أهديت كتاب «الحيوان» إلى محمد بن عبد الملك الزيات فأعطاني خمسة آلاف دينار.

وأهديت كتاب «البيان والتبيين» إلى ابن أبي دؤاد فأعطاني خمسة آلاف دينار.

وأهديت كتاب «الزرع والنخل» إلى إبراهيم بن العبَّاس الصولي فأعطاني خمسة آلاف دينار. فانصرفت إلى البصرة ومعي ضَيعة لا تحتاج إلى تجديد ولا تسميد.

(٨) نُخَب من رسائله الخاصة

من كتاب له إلى محمد بن عبد الملك الزيَّات:

لا والله، ما عالَج الناس داءً قطُّ أدوى من الغيظ، ولا رأيت شيئًا هو أنفَذُ من شماتة الأعداء، ولا أعلم بابًا أجمع لخصال المكروه من الذل، ولكن المظلوم ما دام يجد من يرجوه، والمُبتلى ما دام يجد من يرثي له، فهو على سبب درك وإن تطاولت به الأيام؛ فكم من كربةٍ فادحة، وضيقةٍ مُصمتة، قد فُتحت أقفالها، وفُككت أغلالها، ومهما قصَّرت فيه فلم أُقصِّر في المعرفة بفضلك، وفي حسن النية بيني وبينك، لا مُشتَّت الهوى، ولا مُقسَّم الأمل، على تقصير قد احتملته، وتفريط قد اغتفرته، ولعل ذلك أن يكون من ذنوب الإدلال، وجرائم الإغفال، ومهما كان من ذلك فلن أجمع بين الإساءة والإنكار، وإن كنت كما تصف من التقصير، وكما تعرف من التفريط، فإني من شاكري أهل هذا الزمان، وحسَني الحال، ومتوسِّطي المذهب، وأنا أحمد الله على أن كانت مرتبتك من المُنعمين، فوق مرتبتي في الشاكرين؛ وقد كانت عليَّ بك نعمة أذاقتني طعم العز، وعوَّدتني روح الكفاية.

وكتب إلى إبراهيم بن المُدبر:

قال عبد الله بن جعفر الوكيل: كنت عند إبراهيم بن المدبر فرأيت بين يدَيه رقعةً يردِّد النظر إليها، فقلت له: ما شأن هذه الرقعة؟ كأنه استعجم عليك شيء فيها؟ فقال: هذه رقعة أبي عثمان الجاحظ، وكلامه يُعجبني، وأنا أردِّده على نفسي لشدة إعجابي. فقلت: هل يجوز أن أقرأها؟ قال: نعم. وألقاها إليَّ، فإذا فيها:

ما ضاء لي نهار ولا دجا ليل مُذ فارقتك إلا وجدت الشوق إليك قد حزَّ في كبدي، والأسف عليك قد أُسقط في يدي، والنزاع نحوك قد خان جِلدي؛ فأنا بين حشًا خافقة، ودمعةٍ مُهراقة، ونفس قد ذبلت بما تُجاهد، وجوانح قد بَلِيت بما تُكابد؛ وذكرت وأنا على فِراش الارتماض، ممنوع من لذَّة الإغماض، قولَ بشَّار:

إذا هتَفَ القُمْريُّ نازَعَني الهوى
بشَوقٍ فلم أملِكْ دُموعي من الوَجدِ
أبى اللهُ إلَّا أن يفرِّقَ بيْنَنا
وكنَّا كماءِ المُزنِ شيبٌ مع الشَّهدِ
لقد كان ما بَيْني زمانًا وبيْنَها
كما كانَ بيْنَ المِسكِ والعَنبرِ الوَرْدي

فانتظم وصف ما كنا نتعاشر عليه، ونجري في مودَّتنا إليه، في شعره هذا. وذكرت أيضًا ما رماني به الدهر من فُرقة أعزَّائي من إخواني الذين أنت أعَزُّهم، ويمتحنني بمن نأى من أحبَّائي وخُلصاني الذين أنت أحَبُّهم وأخلصهم، ويجرِّعنيه من مرارة نأيهم وبُعْد لقائهم، وسألت الله أن يَقرِن آيات سروري بالقرب منك، ولين عيشي بسرعة أوبتك، وقلت أبياتًا تقصر عن صفة وجدي، وكُنْه ما يتضمنه قلبي، وهي:

بخدِّيَ من قَطرِ الـدُّمـوعِ نُـدوبُ
وبالقلبِ منِّي مُذ نـأيتُ وَجـيبُ
ولي نفسٌ حتى الدُّجى يَصدعُ الحشا
ورَجعُ حنين لـلـفـؤادِ مُـذيبُ
ولي شاهدٌ من ضرِّ نفْسي وسُقمِها
يخبِّرُ عـنِّـي أنَّـنـي لَـكـئيبُ
كأنِّيَ لم أُفجَعْ بفُـرقةِ صـاحـبٍ
ولا غابَ عن عيني سِواكَ حبـيبُ

فقلت لابن المدبر: هذه رقعة عاشق لا رقعة خادم، ورقعة غائب لا رقعة حاضر. فضحك وقال: نحن ننبسط مع أبي عثمان إلى ما هو أدق من هذا وألطف، فأما الغيبة فإننا نجتمع في كل ثلاثة أيام، وتأخَّر ذلك لشغلٍ عرض لي، فخاطبني مخاطبة الغائب، وأقام انقطاع المدة مقام الغيبة.

(٩) شذور من كلماته

قال أبو عثمان: ليس جهد البلاء مد الأعناق وانتظار وقع السيف؛ لأن الوقت قصير، والحين مغمور، ولكن جهد البلاء أن تظهر الخلة، وتطول المدة، وتعجز الحيلة، ثم لا تعدم صديقًا مؤنبًا، وابن عم شامتًا، وجارًا حاسدًا، ووليًّا قد تحوَّل عدوًّا، وزوجةً مُختلعة، وجاريةً مُسبعة، وعبدًا يحقرك، وولدًا ينتهرك.

وقال: إذا سمعت الرجل يقول «ما ترك الأول للآخر شيئًا»، فاعلم أنه ما يريد أن يُفلح.

وقال: احذر من تأمن؛ فإنك حذِرٌ ممن تخاف.

وقال: أجمع الناس على أربع؛ أنه ليس في الدنيا أثقل من أعمى، ولا أبغض من أعور، ولا أخفُّ روحًا من أحول، ولا أقود من أحدب.

وقال: أربعة أشياء ممسوخة؛ أكل الرُّز البارد، والنَّيك في الماء، والقبل على النقاب، والغناء من وراء ستار.

وقال للسدري مرةً: إذا كانت المرأة عاقلةً ظريفة كاملة كانت قَحبة. فقال السدري: وكيف؟ قال: لأنها تأخذ الدراهم وتمتع بالناس والطيب، وتختار على عينها من تريد، والتوبة معروضة لها متى شاءت. فقال له السدري: فكيف عقل العجوز؟ قال: هي أحمق الناس وأقلهم عقلًا.

وقال: كل عشق يُسمَّى حبًّا، وليس كل حب يُسمَّى عشقًا؛ لأن العشق اسم لِما فضل عن المحبة، كما أن السرف اسم لما جاوَز الجود، والبخل اسم لما قصر عن الاقتصاد، والجبن اسم لما فضل عن شدة الاحتراس، والهوج اسم لما فضل عن الشجاعة.

وقال: إن تهيَّأ لك في الشاعر أن تبرَّه وتُرضيَه، وإلا فاقتله.

وقال: يجب للرجل أن يكون سخيًّا لا يبلغ التبذير، شجاعًا لا يبلغ الهوج، مُحترسًا لا يبلغ الجبن، ماضيًا لا يبلغ القحة، قوَّالًا لا يبلغ الهذر، صموتًا لا يبلغ العي، حليمًا لا يبلغ الذل، مُنتصرًا لا يبلغ الظلم، وقورًا لا يبلغ البلادة، نافذًا لا يبلغ الطيش.

وقال أبو زيد البلخي: ما أحسن ما قال الجاحظ؛ عقل المُنشئ مشغول، وعقل المُتصفح فارغ.

(١٠) الجاحظ وابن أبي دؤاد

نشرنا هذه الرواية ضِمن ترجمة الجاحظ في الجزء الأول ملخَّصةً، ثم رأينا أن ننشرها هنا مفصَّلةً لما فيها من زياداتٍ طريفة، ولنصحِّح بها رواية ياقوت التي وردت في كتابه «معجم الأدباء» محرَّفةً.

قال أبو عُبيد١ الله المَرزباني: حدَّث إسحاق المَوصلي وأبو العيناء، قالا:٢ كنا٣ عند أحمد بن أبي دؤاد بعد قتل ابن الزيَّات، فجيء بالجاحظ مقيَّدًا، وكان من أصحاب ابن الزيَّات وفي ناحيته، فلما نظر [إليه] قال: والله ما عَلِمتك إلا مُتناسيًا للنعمة، كفورًا للصنيعة، مَعدِنًا٤ للمساوي، وما فتني باستصلاحي لك، ولكن الأيام لا تُصلح منك٥ لفساد طويَّتك، ورداءة دخلتك،٦ وسوء اختيارك، وتغالب طبعك.

فقال الجاحظ: خفِّض عليك، والله لأن أسيء وتُحسن، أحسن [في الأحدوثة] عنك من أن أحسن وتُسيء، وأن تعفوَ عني في حال قدرتك أجمل [بك] من الانتقام مني.

فقال له ابن أبي دؤاد: قبَّحك الله، [والله] ما علمتك إلا كثير تزويق الكلام، وقد جعلت بيانك٧ أمام قلبك، ثم اضطغنت٨ فيه النفاق والكفر. ما تأويل هذه الآية: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ؟

قال: تلاوتها تأويلها، أعزَّ الله القاضي.

فقال: جيئوا بحدَّاد.

فقال: أعز الله القاضي، ليفكَّ عني أو ليَزيدني؟

فقال: بل ليفكَّ عنك.

فجيء بالحدَّاد فغمزه بعض أهل المجلس أن يعنف بساقه ويُطيل أمره قليلًا، فلطمه الجاحظ وقال: اعمل عمل شهر في يوم، وعمل يوم في ساعة، وعمل ساعة في لحظة؛ فإن الضرر على ساقي، وليس بجذع ولا ساجة. فضحك ابن أبي دؤاد وأهل المجلس منه. وقال ابن أبي دؤاد لمحمد بن المنصور، وكان حاضرًا: أنا أثق بظرفه ولا أثق بدينه. ثم قال: يا غلام، صِر به إلى الحمَّام، وأمِط عنه الأذى … إلخ.

(١١) شيء من أخباره ونوادره

قال أبو العبَّاس محمد بن يزيد المبرد، حدَّثني عمرو بن بحر، قال: أتيت أبا الربيع الغَنوي، وكان من أفصح الناس وأبلغهم، ومعي رجل من بني هاشم، فقلت: أأبا الربيع ها هنا؟ فخرج إليَّ وهو يقول: خرج إليك رجلٌ كريم. فلما رأى الهاشمي استحيا من فخره بحضرته، فقال: أكرم الناس رديفًا، وأشرفهم حليفًا.٩ فتحدَّثنا مليًّا فنهض الهاشمي.

فقلت لأبي الربيع: يا أبا الربيع، من خير الخلق؟

فقال: الناس والله.

قلت: من خير الناس؟

قال: العرب والله.

قلت: فمن خير العرب؟

قال: مُضَر والله.

قلت: فمن خير مضر؟

قال: قيس والله.

قلت: فمن خير قيس؟

قال يَعصُر والله.

قلت: فمن خير يَعصُر؟

قال غني والله.

قلت: فمن خير غني؟

قال: المُخاطِب لك والله.

قلت: أفأنت خير الناس؟

قال: نعم إي والله.

قلت: أيسُرُّك أن تحتك بنت يزيد بن المهلَّب؟

قال: لا والله.

قلت: ولك ألف دينار؟

قال: لا والله.

قلت: فألفا دينار؟

قال: لا والله.

قلت: ولك الجنة؟ فأطرَق.

ثم قال: على ألا تلد منِّي. وأنشد:

تأبى لأعصُرَ أعراقٌ مهذَّبةٌ
من أن تُناسِبَ قومًا غيْرَ أكْفاءِ
فإنْ يَكُنْ ذاك حَتمًا لا مَردَّ له
فاذكُرْ حُذيفَ فإنِّي غيرُ أبَّاءِ١٠

وقال الجاحظ: كان رجل من أهل السواد تشيَّع، وكان ظريفًا، فقال ابن عم له: بلَغني أنك تُبغض عليًّا عليه السلام، ووالله لئن فعلت لتردِنَّ علية الحوض يوم القيامة ولا يسقيك. قال: والحوض في يده يوم القيامة؟ قال نعم. قال: وما لهذا الرجل الفاضل يقتل الناس في الدنيا بالسيف وفي الآخرة بالعطش؟ فقيل له: أتقول هذا مع تشيُّعك ودينك؟ قال: والله لا تركت النادرة، ولو قتلتني في الدنيا وأدخلتني النار في الآخرة.

وقال الجاحظ: كان يحضر إليَّ رجلٌ فصيح من العجم، فقلت له: هذه الفصاحة وهذا البيان لو ادُّعيت في قبيلة من العرب لكنت لا تُنازع فيها. فأجابني إلى ذلك، فجعلت أحفِّظه نسبًا حتى حفظه وهذَّه هذًّا، فقلت له: الآن لا تته علينا؟ فقال: سبحان الله، إن فعلت ذلك فأنا إذًا دعي.

(١٢) نُبَذ من شعره

قال في أحمد بن أبي دؤاد:

وعويصٌ من الأمورِ بَهِيمٌ
غامضُ الشخصِ مُظلِمٌ مستورُ
قد تسنَّمتَ ما تَوعَّرَ منه
بلسانٍ يَزِينُه التحبيرُ
مثلُ وَشيِ البُرودِ هَلهَله النَّسـ
ـجُ وعندَ الحِجاجِ درٌّ نثيرُ
حَسنُ الصمتِ والمقاطعِ إمَّا
أنصَتَ القومُ والحديثُ يدورُ
ثم من بعدُ لحظةٌ تُورِث اليُسـ
ـرَ وعِرضٌ مهذَّبٌ موفورُ

وكتب إليه يقول:

لا تراني وإن تَطاوَلتُ عمدًا
بيْنَ صفَّيهم وأنتَ تسيرُ
كلُّهم فاضلٌ عليَّ بمالٍ
ولساني يَزِينُه التحبيرُ
فإذا ضمَّنا الحديثُ وبيتٌ
وكأنِّي على الجميعِ أميرُ
رُبَّ خصمٍ أرَقُّ من كلِّ روحٍ
ولفَرطِ الذَّكا يكادُ يَطيرُ
فإذا رامَ غايتي فهْو كابٍ
وعلى البُعدِ كوكبٌ مبهورُ

وقال في إبراهيم بن رباح:

وعَهْدي به واللهِ يصلحُ أمرُه
رحيبُ مجالِ الرأيِ مُنبلِجُ الصدرِ
فلا جعلَ اللهُ الولايةَ سُبَّةً
عليه فإنِّي بالولايةِ ذو خُبْرِ
فقد جهَدوه بالسؤالِ وقد أبى
به المَجدُ إلا أنْ يَلِجَّ ويَستشري

وقال في أبي الفرج نجاح بن سلمة يسأله إطلاق رزقه، من قصيدة:

أقامَ بدارِ الخفضِ راضٍ بخفضِه
وذو الحزمِ يَسْري حيث لا أحدٌ يَسْري
يَظنُّ الرِّضا شيئًا يسيرًا مهوَّنًا
ودونَ الرضا كأسٌ أمرُّ من الصَّبرِ
سواءٌ على الأيَّامِ صاحِبُ حُنْكةٍ
وآخَرُ كابٍ لا يَرِيشُ ولا يَبْري
خضعتُ لبعضِ القومِ أرجو نوالَه
وقد كنتُ لا أعطي الدنيَّة بالقسرِ
فلما رأيتُ القومَ يَبذُلُ بِشرَه
ويجعلُ حُسنَ البِشرِ واقيةَ الوَفرِ
رجعتُ على ظَلْعي وراجَعتُ مَنزلي
فصِرتُ حليفًا للدراسةِ والفِكرِ
وشاوَرتُ إخواني فقالَ حليمُهم
عليك الفتى المُرِّيَّ ذا الخُلُقِ الغَمرِ
أُعيذُك بالرَّحمنِ من قولِ شامتٍ
أبو الفرجِ المأمولُ يزهدُ في عمرِو
ولو كان فيه راغبًا لرأيتَه
كما كان دهرًا في الرَّخاءِ وفي اليُسرِ
أخافُ عليك العَينَ من كلِّ حاسِدِ
وذو الودِّ مَنخوبُ الفؤادِ من الذُّعرِ
فإنْ تَرْعَ ودِّي بالقَبولِ فأهلُه
ولا يَعرفُ الأقدارَ غيرُ ذوي القَدرِ

(١٣) شيء من هجو الجمَّاز له

هجا الجاحظ الجمَّاز، فردَّ عليه الجمَّاز، فقال:

يا فتى نفسُه إلى الـ
ـكُفرِ بالله تائقةْ
لكَ في الفضلِ والتَّزهُّـ
ـدِ والنُّسكِ سابِقةْ

وقال الجمَّاز فيه:

قال عمرٌو مُفاخرًا
نحن قومٌ من العَربْ
قلتُ في طاعة لرَبِّـ
ـكَ أبليتَ ذا النَّسبْ

(١٤) خبر وفاته

قال يزيد بن محمد المهلَّبي، قال لي المعتز بالله: يا يزيد، ورد الخبر بموت الجاحظ. فقلت: لأمير المؤمنين طول البقاء، ودوام النعماء. وذلك في سنة ٢٥٥.

ولما مات رثاه أبو شراعة القيسي بقوله:

في العِلمِ للعُلماءِ أنْ
يَتفهَّموه مَواعظُ
وإذا نسيتَ وقد جمَعـ
ـتَ عَلا عليك الحافظُ
ولقد رأيتُ الظرف دَهـ
ـرًا ما حواه اللَّافظُ
حتى أقامَ طريقَه
عمرُو بنُ بحرِ الجاحظُ
ثم انقضى أمَدٌ به
وهو الرئيسُ الفائظُ

قلت: قد نص الجاحظ على أن مولده كان في أول سنة ١٥٠ﻫ/٧٦٧م، وقد أجمع المحقِّقون على أن وفاته كانت في أول سنة ٢٥٥ﻫ/٨٦٨م، وذلك في آخر سنة من خلافة المعتز، ومن المعروف أن مرضه كان في خلافة المُتوكل، ولا شك في أنه أصيب في سنة ٢٤٧ﻫ/٨٦١م، فيكون قد ظل مريضًا بالفالج ثماني سنين.

(١٥) بقيَّة مؤلَّفاته مما لم يُذكَر هناك

  • كتاب المعرفة.

  • كتاب مسائل كتاب المعرفة.

  • كتاب جوابات كتاب المعرفة.

  • كتاب مسائل القرآن.

  • كتاب الإمامة على مذهب الشيعة.

  • كتاب حكاية قول أصناف الزيدية.

  • كتاب العثمانية.

  • كتاب الرد على العثمانية.

  • كتاب إمامة معاوية.

  • كتاب الأخبار وكيف تصح.

  • كتاب القواد.

  • كتاب ذكر ما بين الزيدية والرافضة.

  • كتاب صياغة الكلام.

  • كتاب المخاطبات في التوحيد.

  • كتاب تصويب علي في تحكيم الحكمَين.

  • كتاب وجوب الإمامة.

  • كتاب الشارب والمشروب.

  • كتاب افتخار الشتاء والصيف.

  • كتاب المعلمين.

  • كتاب الجواري.

  • كتاب نوادر الحسن.

  • كتاب الفخر ما بين عبد شمس ومخزوم.

  • كتاب العرجان والبرصان.

  • كتاب الطُّفيليين.

  • كتاب أخلاق الملوك.

  • كتاب الرد على اليهود.

  • كتاب المعاد والمعاش.

  • كتاب النعل.

  • كتاب السلطان وأخلاق أهله.

  • كتاب البلدان.

  • كتاب الدلالة على أن الإمامة فرض.

  • كتاب الاستطاعة وخلق الأفعال.

  • كتاب المغنين والغناء والصنعة.

  • كتاب الإخوان.

  • كتاب الرد على من ألحد في كتاب الله.

  • كتاب آي القرآن.

  • كتاب الناشي والمتلاشي.

  • كتاب حانوت عطار.

  • كتاب التمثيل.

  • كتاب فضل العلم.

  • كتاب المزاح والجد.

  • كتاب جمهرة الملوك.

  • كتاب الصوالجة.

  • كتاب ذم الزنا.

  • كتاب التفكر والاعتبار.

  • كتاب الحجر والنبوة.

  • كتاب آل إبراهيم بن المدبر في المكاتبة.

  • كتاب إحالة القدرة على الظلم.

  • كتاب الاعتزال وفضله على الفضيلة.

  • كتاب الأخطار والمراتب والصناعات.

  • كتاب أحدوثة العالم.

  • كتاب الرد على من زعم أن الإنسان جزء لا يتجزأ.

  • كتاب أبي النجم وجوابه.

  • كتاب التفاح.

  • كتاب الأنس والسلوة.

  • كتاب الكبر المستحسن والمستقبح.

  • كتاب نقض الطب.

  • كتاب الحزم والعزم.

  • كتاب عناصر الآداب.

  • كتاب تحصين الأموال.

  • كتاب الأمثال.

  • كتاب فضل الفرس على الهملاج.

  • كتاب الرسالة إلى أبي الفرج بن نجاح في امتحان عقول الأولياء.

  • كتاب رسالة أبي النجم في الخراج.

  • كتاب رسالة في القلم.

  • كتاب رسالة في فضل اتخاذ الكُتب.

  • كتاب رسالة في كتمان السر.

  • كتاب رسالة في مدح النبيذ.

  • كتاب رسالة في ذم النبيذ.

  • كتاب رسالة في العفو والصفح.

  • كتاب رسالته في إثم السكر.

  • كتاب رسالته في الأمل والمأمول.

  • كتاب رسالته في الحلية.

  • كتاب رسالته في مدح الكُتَّاب.

  • كتاب رسالته في مدح الوراق.

  • كتاب رسالته في ذم الوراق.

  • كتاب رسالته في من يُسمى من الشعراء عمرًا.

  • كتاب رسالته اليتيمة.

  • كتاب رسالته في فرط جهل يعقوب بن إسحاق الكندي.

  • كتاب رسالته إلى أبي الفرج بن نجاح في الكرم.

  • كتاب رسالته في موت أبي حرب الصفار البصري.

  • كتاب رسالته في الميراث.

  • كتاب رسالته في الأسد والذئب.

  • كتاب رسالته في كتاب الكيمياء.

  • كتاب الاستبداد والمشاورة في الحرب.

  • كتاب رسالته في القضاء والولاة.

  • كتاب الملوك والأمم السالفة والباقية.

  • كتاب رسالته في الرد على القولية.

  • كتاب العالم والجاهل.

  • كتاب النرد والشطرنج.

  • كتاب خصومة الحول والعور.

  • كتاب أخلاق الشطار.

  • كتاب أمهات الأولاد.

  • كتاب الأمصار.١١
  • ومما نُسِب إليه قديمًا:
    • كتاب الإبل.

    • كتاب الهدايا.

وهذا ما أمكن استدراكه مما قد سقط أثناء الطبع من ترجمتنا لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، ومن رأينا أن ما أثبتناه هنا من كُتُب الجاحظ قد يكون في ضِمنه ما هو مذكور هناك؛ لأن لبعض كُتُب الجاحظ كثيرًا من العنوانات، وأكثر ما يكون ذلك من تصرُّف النُّساخ، مع العلم بأن كتاب «الحيوان» يحوي كُتبًا عدة، وكذلك كتاب «البيان والتبيين»؛ فهو عبارة عن عدة كُتُب، والمعروف أن الجاحظ وضع منه نسختين كانت الثانية منهما أصح وأجود، ولا ندري أيتهما التي بين أيدينا، غير أننا بذلنا جهدًا عظيمًا في تحقيقها وضبطها وتجويدها، فإذا لم تكن هي الأصح الأجود من صنيع الجاحظ فهي الأقرب إلى الصحة والجودة من صنيعنا، والله حسبنا ونعم الوكيل.

حسن السندوبي
١  في معجم الأدباء: أبو عبد الله.
٢  وفيه: قال.
٣  وفيه: كنت.
٤  وفيه: معددًا.
٥  وفيه: إلا لفساد.
٦  وفيه: داخلتك.
٧  وفيه: ثيابك.
٨  وفيه: اصطفيت. والكلمات التي بين المعقوفين ليست هناك.
٩  أكرم الناس رديفًا: فإن أبا مرثد الغنوي كان رديف رسول الله . وأشرفهم حليفًا: كان أبو مرثد حليف حمزة بن عبد المطلب.
١٠  فاذكر حذيف: أراد حذيفة بن بدر الفزاري، وإنما ذكره من بين الأشراف لأنه أقربهم إليه نسبًا، وذاك أن يعصر بن سعد بن قيس، وهؤلاء بنو ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان.
١١  هذا الكتاب ذكره المسعودي في كتابه «مُروج الذهب»، ولعله هو المسمَّى هنا بكتاب «البلدان»، ولكنا ذكرناه لاحتمال التغاير.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤