الفصل الرابع

بداءة شبوبها

في ٢٣ يوليو سنة ١٩١٤ أرسلتْ حكومة النمسا بلاغًا إلى الحكومة السربية تطلب فيها أن تترضَّاها عن مقْتَل وليِّ عهدها، وتشترط لذلك عشرة شروط بسطَتْها في البلاغ، وأمهلتْها ٤٨ ساعة. وعلى رغم توسُّط روسيا وبريطانيا العظمى وفرنسا وإيطاليا، وسعْيِهن في حمل النمسا على حذْف الشرط المتعلِّق بتعرُّضها لشئون السرب الداخلية؛ ظلَّتْ بإيعاز ألمانيا مُصِرَّة على كلِّ ما طلبتْه، وإذْ لم تُجِبْها السرب إليه شهرتْ عليها الحرب في ٢٨ يوليو، وأخذتْ تُطْلِق مَدافِعَها على بلغراد من عبر الدانوب.

أثار غبارَها غليوم عمدًا
وأسعر نارها ختلًا وغدرا
تأهَّب في الخفاء فكان يرخي
على استعداده للحرب سترا
ويُبدي حبَّه للسِّلْمِ جهرًا
ويحضأ مارجَ الهيجاء سِرَّا
وزيَّن خوضَها لِمُحالِفيه
وأغراهم بها خبثًا ومكرا
وأغواهم كما إبليس قِدْمًا
بصورةِ حيَّةٍ حواءَ غرَّا
وصيَّر مقتل ابن حليفِه في
سراجيفو لها سببًا وعذرا
وقال لدولة النمسا أغيري
على السرب التي وترتْك١ وتْرا
فلبَّتْه وهبَّتْ من فينَّا
تُذِيق بني بلغراد الأمرَّا
وهذا كان مبتدأ الرزايا
ومنه شرُّها استشرى٢ وأكرى
١  جنَتْ عليه جناية.
٢  تفاقَم وزاد.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤