الرقَابَة

لماذا كتب ذلك الخطاب؟

إنه لَمْ يستوضح نفسه سببًا لكتابة ذلك الخطاب وهو يفكر في كتابته، ولا استوضحها السبب وهو يكتبه ويسلمه إلى الرسول الذي تعوَّد أن يسفر بينهما بالرسائل، ولكنه جلس بعد كتابته يسأل ويعجب: أي خاطر ذلك الخاطر الذي ورد على باله وهو يحسب أنه واصل إلى نتيجة ترضيه من كتابة هذه المواعظ؟ أيظن أن خطابًا كهذا قد يثوب بها إلى الوفاء والإخلاص إن كانت تخون وتخدع؟ أيزعم ولو على سبيل الوهم البعيد أنها تتعظ وتندم لأنها تقرأ كلامًا كهذا الكلام وتُرَوِّي النظر في مصيرٍ كَذلِكَ المصير؟

آخر ما يطمع فيه العاقل أن يظفر بهذه النتيجة من امرأةٍ يميل بها الهوى ويوسوس لها شيطان الخداع! فكيف بصاحبتنا التي يعرفها حق عرفانها ويعرف أن الكلام لا يستحق عندها الهزء والتحدي بمزية أفضل من مزية الوعظ والتذكير … إنها تريد أن تثور وتجمح، ولا شيء أقمن بإشباع شهوة الثورة والجماح من مخاطبة الإنسان بكلامٍ يصدر عن العقل ويلبس ثوب النصيحة والهداية! وإن الرجل من رجال الدين ليستحق عندها كل إكبارٍ وتبجيلٍ؛ لأنه يخالف في حياته الخاصة ما يعظ به الناس في حياته العامة، وقد خاضا في حديث بعض «الأئمة النساك» مرةً فقال لها: لستُ على يقينٍ أن مولانا هذا يحب السماء والآخرة، ولكني على يقينٍ من حبه الأرض والدنيا … ألا تعلمين ذلك؟ … قالت: أعلم كل العلم، بل أعلم أنه يحب فلانة وفلانة وفلانة وفلانة … غلطانٌ أنتَ يا صديقي إن حسبتَ أنك تغض من «مولانا» بما اتهمته، إن خفاياه تلك لهي التي تعجبني وتكبره في نظري وتحملني على تقبيل يديه، وإنني ما سمعتُ عظاته يومًا إلا استعظمتُ منه أنه قادر على مخالفتها، ثم راحت تقول مازحةً — وكانت كلمة غلطان يا صديقي من لوازمها في الحديث: غلطانٌ أنتَ يا صديقي إن حسبتَ أن المرأة تنقم على رجل الدين أنه يَدَعُ السماء من أجلها!

قال: وما رأيك في الراهبة التي تترك السماء من أجل رجلٍ؟ ألها عندك مثل هذا المكان من الإعجاب؟

قالت: إن الراهبات لا يعظن أحدًا، واللعبة تفقد كثيرًا من بهجتها بهذا الدور البسيط الذي تمثله الراهبة الغاوية، وأعني به دور الوجه الوحيد!

إذن ما أضيع الوعظ عند صاحبتنا التي لا تعجب من الوعاظ إلا بقدرتهم على الوعظ وقدرتهم بعد ذلك على نقض المواعظ.

نعم، إنها تتذوق الكلام وتعطيه «درجته» العادلة من التقريظ والتأثر، ولا يبعد أن تبكي إذا كان فيه ما يحرك الشجن ويستدر الدمع، ولكنها لن تزيد على ذلك، ولن تخلط بين التقدير الفني والنتائج العملية! ولو كانت في موضع السلطان العثماني «سليم الأول» لبكت من قصيدة الشاعر الذي تشفَّع لديه بالشعر البليغ ليعفو عنه، ثم أمرت كما أمر بسوقه إلى ساحة الموت عقيب إنشاده القصيدة؛ لأن الفن شيء والسياسة شيء آخر!

أم أن صاحبنا، وليكن اسمه «همامًا»، وليكن اسمها منذ الآن «سارة» لتيسير الكلام عنهما …

أم أن صاحبنا «همامًا» قد شاقته الفتاة بعد الفراق القصير ولم يشأ أن يعترف بشوقه ولا أن يستدعيها إليه صراحةً فعمد إلى كتابة الخطاب ليفتح باب الحديث فاللقاء …؟!

لا، ولا كل هذا.

إن «همامًا» لَمْ يكن من دأبه أن يقصر في مراجعة نياته ودسائس طبعه، ولقد يغلو في ذلك حتى يعزو إلى نفسه من المقاصد ما ليس في حسبانه، ولكنه — غلا أو لَمْ يغلُ — ما كان في وسعه أن يزعم أنه بحاجة إلى تلك الحيلة لتدبير اللقاء دون استدعاء؛ فاللقاء لَمْ يكن بالشيء العسير، ولم يكن بينهما بعد القطيعة ما يُلجئ إلى الحيلة والمناورة، ولعل انتظاره الهداية من توجيه ذلك الخطاب أقرب إلى التصديق من التذرع به إلى تدبير لقاء.

السبب في الحقيقة أنه لا سبب هناك.

السبب هو الحيرة الملحاح التي تستحثنا إلى كل عملٍ مستطاعٍ دون أن نستوضح أنفسنا عن علةٍ معقولةٍ أو نتيجةٍ مأمولةٍ، وكل مَن حار هذه الحيرة يومًا يذكر أنه فعل شيئًا لا علة له، ولا هو يقبل التعليل.

كذلك يفعل الأب الذي يرى بين يديه ولدًا مريضًا ميؤسًا من شفائه وهو لا يستقر إلى التسليم، وكذلك يفعل المحرج الذي يرى أن العمل واجب؛ لأنه خير من سكونٍ لا صبر له عليه، وكذلك يفعل الذي لا بد أن يفعل؛ لأنه بالفعل يستريح، أما بالسكون فلا راحة ولا أمل في الراحة.

وأتبع وصول الخطاب حديث بالتليفون.

لم يكن هذا الحديث بالمقصود، ولكنه لم يكن كذلك بالمكروه ولا بالمرفوض.

وأتبع الحديث موعد وزيارة.

وجاءت في الموعد وهي تبدو بتلك الطلعة التي يعهدها منها بعد كل مغاضبة وقبل كل مصالحة، طلعة السفير الذي يدخل المملكة الغريبة ولا يدري أحربٌ أم سلامٌ، فهو لا يبرز القوة ولكنه يتقي أن يبرز الضعف، ولا يحمل غصن الزيتون ولكنه مستعد به في الحقيبة المغلقة، ولا يتجهم ولكنه لا يتطلق ويتبسط … فلم تتهيأ للموعد بزينتها التي تعلم أنها تروقه وتستجلب هواه، ولكنها لَمْ تهمل زينتها إهمال المعرض قليل الاكتراث، فهي زينة صالحة مع قليل من الاعتذار، وإذا وصل الأمر إلى هذا فأي اعتذار لا يغني غناه ولو جاء عفو الساعة؟!

وكان من دأبها أن تختلس رضاه وتحطم الحواجز بينها وبينه بسلاحٍ من سلاحين: بالدعابة والتهكم، أو بالأسى والتضعضع، فأما في هذه المرة فسلاح الأسى والتماس الشفقة لن يلائم مظهر السفارة التي تتردد بين الحرب والسلام، فدخلت من الباب وهي تُشْهِر سلاح التهكم والمناوشة، والتفتت وهي داخلة كمَن ضل الطريق وأفضى به السير إلى غير المكان المتوقع، فقالت وهي تلقي بقبعتها: من أكبر العجب أنني وصلتُ إلى هنا ولم أصل إلى المعبد!

قال «همَّام» في سره: ويحكِ! هذه تحية وعظكِ! ثم أجابها من نمط تحيتها قائلًا: معبد؟ استغفري الله يا أَمَة الله! وهل تستطيع قدماكِ أن تحملاكِ إلى المعبد ولو قادكِ إليه ألف دليل؟

قالت ولم تتريث: إنه لتقريظٌ حسنٌ لبيتك أن يكون هو المكان الوحيد الذي تحملني إليه قدماي!

قال: وهل تحسبينني أغتبط بهذا التقريظ؟

قالت: معاذ الله! ولا سيما وأنت بخطابك صاحب دعوى في الهداية والإرشاد لا تقلُّ عن دعوى أهل الصناعة … ومع ذلك لا أظنك آسفًا لهذه الغلطة.

وبدأت في نغمة الدلال بعدما أنست من لهجة الحوار أن الساعة ساعة غصن الزيتون لا ساعة السيف، ثم دنت منه تُقبِّله فقبَّلها وضمها وأجلسها وجلس إلى جانبها وهو يغمغم متخاذلًا: لو أنها غلطة قدمين يا «سارة»؟!

قالت: غلطة قدمين أو غلطة يدين، ألا تستطيع أن تتعلم «الربوبية» ساعةً وتغفر الزلات؟

وضحكت ضحكةً حلوةً خبيثةً مسترسلةً ليس لها معنى إلا أنها تقول فيها: أنا أعرف كيف أرضيك، أليس كذلك؟

فجاراها في الضحك وقال بلهجة المستظرف والعاشق معًا: وهل أحرص عليكِ يا ملعونة إلا لهذه الحذلقة؟ متى علمتِ أن ربًّا من أرباب الأساطير غفر الزلات لشريكة قلبه! إنما يغفرون للمخلوقات التي تخون المخلوقات من أمثالها، أما «الخيانة العظمى» فأين هم الأرباب الذين يغفرونها؟

•••

واطمأنت إلى مكانها، وشعرت أنها في بيتها … نعم، في بيتها لا في «سفارة» تقبل عليها غريبة وتخرج منها مقبولة أو مريبة، فوثبت من جانبه كما يثب الطائر بلا تنبيه ولا انتباه، إلى أين؟ إلى «الرشاش» كعادتها في كل زيارة بلا اختلاف بين صبحٍ ومساءٍ وصيفٍ وشتاءٍ؛ لأنها لا تميز الفصول كما تقول إلا بالتقويم وجريدة الأزياء!

أفي هذه تريد التفريط يا همَّام وهي في قبضة يديك؟ لا يا صاح! لستُ معك في هذا … إنما التفريط فيما يُعوَّض ويُستبدَل، فأما الذي لا عوض عنه ولا بديل له فإن احتمال الأذى فيه لخيرٌ من احتمال ضياعه واللهفة عليه.

وإنه لفي هذه المناجاة إذا هي تتهادى وتنفض شعرها كما تنفض الفرس الكريمة عرفها، وإذا هي أمام المرآة مصقولة ندية كالثمرة الناضجة في شعاع الفجر البليل … وكالشيطان!

منذ الأزل وقفت هذه الفتنة إلى جانبٍ ووقف إلى الجانب المقابل لها حكماء الأرض وهداتها ومشترعوها وأصحاب النظم والدساتير فيها، وقالت هذه الفتنة كلمتها، وقال الحكماء والهداة كلمتهم، ونظرت ونظروا، ووعدت وأوعدت ووعدوا وأوعدوا، وأمامك الناس جميعًا فاسألهم واحدًا واحدًا: كم مرة سمعتم هذه وكم مرة سمعتم هؤلاء، وأنا الضمين لك أن في تاريخ كل إنسان مرةً واحدةً على الأقل سمع فيها لهذه الفتنة ولم يسمع معها لحكمة الحكماء ولا لشيء من الأشياء.

ليست هي المرأة المسموعة هنا ولكنها هي الطبيعة.

والمرأة والرجل والحكماء والحكمة ألعوبة الطبيعة التي لا تسأم اللعب، ولا تعرف الجد لأنها لا تعرف التعب، وربما كانت المرأة أضعف هذه الألاعيب كما يكون الطُّعم أضعف من السمكة التي تأكله، وإن كان الطُّعم ليقودنَّ السمكة إلى الهلاك.

ومَن القاضي الفاصل بين الطبيعة والحكمة؟ إنما القضاء لمن ينتظر منهما الحجة الأخيرة والنتيجة الخاتمة.

ولكن ليس للطبيعة انتهاء.

فهي في جميع الأزمان صاحبة القول الأخير.

في ملحمة الصراع بين الفتنة والحجى ينسى الإنسان ما لا يُنسَى، ويخطر له الإغضاء عما يشهده بعينيه ويثبته ببرهانه، ولقد خطر هذا لهمام في تلك اللحظة ووسوس له الهوى أن ينزل بتلك المرأة الماثلة أمامه إلى حيث ينسى خيانتها ولا يذكر إلا متعتها، فتمنى في تلك اللحظة أمنية غريبة، تمنى لو كان حبه لها أملَّ، وماضيه معها أقصر، وشرطه عليها أقرب وأيسر، إذن لاكتفي منها بما تعطيه، واستبقاها على شرطها ومرامها لا على شرطه ومرامه.

إن الرجل الذي يهب للمرأة ساعةً من يومه يكتفي منها بساعةٍ من يومها، ولكن هل يكتفي منها بتلك الساعة وهو يهب لها ساعاته وأيامه وينسج حولها ماضيه وحاضره، ويحجب بيديه ضياء المستقبل الذي يطلع عليهما مفترقين كأنه يطمع من الدنيا في غرامٍ بغير فراق؟

إن الابن لن يكون ابنًا أو نصف ابن، وإن التحفة النفيسة لن تكون صحيحة أو نصف زائفة، فهي إما صنعة الفنان المنسوبة إليه والفترة المردودة إليها أو هي ليست بصنعته على الإطلاق.

فلا تقريب ولا توسط في هذه الأمور.

وهذه المرأة، بل هذا العالم الحاشد من النساء؛ لأن كل لحظة من لحظاته معها تمده بنسخةٍ منها قلما تختلط بأخواتها، هذه المرأة التي لا مرأة غيرها كيف يرضاها ولديها رجل غيره في إبان هواها؟

ليست الحكمة هي التي تتكلم هنا ولكنها هي الطبيعة، ومَن ذا يقاوم الطبيعة في غوايتها غير الطبيعة في ثورتها؟ إن الصراع هنا لبين ندين متكافئين، والويل للفريسة المطرودة بين الندين.

لا، سأحتفظ بهذه التحفة وأصونها جهد ما في وسعي من احتفاظٍ وصيانةٍ، ولكنني لن أحتفظ بها إلا تحفةً نفيسةً … فإذا بعتها فلن أبيعها إلا وقد أيقنتُ أنني غير مغبون فيها ولا نادم عليها تحفة بين يدي لا شك فيها.

أقول حينًا إنها تحفة نفيسة فليس في كنوز الأرض ما يعدلها ويقوم بثمنها.

وأقول حينًا إنها تحفة زائفة فلو بعتها بدرهمٍ لَمَا كنتُ بخاسرٍ.

وهذه هي الحيرة، فقولي يا حكمة الحكماء ويا هداية الهداة، وقولوا لي يا صيارفة هذه الجواهر ويا دهاقين هذه المعادن، ويا مَن يستطيعون أن يضعوا المنظار لحظةً واحدةً وراء هذه العين اللامعة فيلمحوا هنالك الفارق الهائل بين ما يُبَاع بدرهمٍ وما ليس يُبَاع بكنوز الأرض وذخائر البحار.

لا، لن أبيعها إلا بدرهمٍ، فإن كانت الأخرى فلا بيع ولا شراء:

لما غلا ثمني عدمت المشتري

نعم، وعدمتُ البائع أيضًا …

هذه هي الحيرة فكيف الخروج منها؟ لا حاجة إلى أكثر من نظرةٍ واحدةٍ لتسويم هذه الجوهرة، فمَن ذاك الذي تُتَاح له تلك النظرة؟

كان همَّام في تلك الأيام يقرأ رواية «سيدة الأكاذيب» للكاتب الفرنسي الكبير بول بوربيه، ولعله قرأها لعنوانها وما يرجو أن يطَّلع عليه من أكاذيب سيدتها … وفي الرواية امرأة لعوب من نساء الأسر المترفات، وزوج غافل وعاشق كهل يبذل المال والحلي والهدايا، وعاشق ناشئ يبذل شبابه وجماله وطرافة هواه، وكلٌّ من هؤلاء راضٍ بنصيبه إلا العاشق الفتى الذي يتنطس ويتوجس ويلح في كشف الأسرار فيعمد إلى الرقابة ولا يلبث أن يخلص إلى الحقيقة.

فما الرأي إذن في الرقابة؟

إن نظرة من رقيبٍ أمينٍ لتغني عن كل صيارفة الجواهر الذين يسومون معادن الوفاء وليس لهم معيار واحد يبطل فيه الخلاف … فإن لَمْ يكن من الرقابة فلتكن الرقابة، ولكل شيء من جنسه آفة!

وأثلجت تلك الخاطرة صدر همَّام وإن كانت قد غضت من سروره باللحظة التي هو فيها، ومن أين يخلص السرور وبينك وبينه رقيب؟

تتابعت الخواطر عدوًا دراكًا في رأس همَّام وهو يتأمل الفتنة الماثلة أمام المرآة ويتنامى شغفه بها كلَّمَا تمادى في تفتيشها واستقصائها، ولم تستغرق كل هاتيك الخواطر منه إلا ريثما فرغت «سارة» من تسريح شعرها وتجفيف إهابها؛ لأنه كان يستعرض هاتيك الخواطر كما يستعرض صفحةً مفتوحةً بين يديه يحيط بها في نظرةٍ واحدةٍ، ولم تكن خواطره لتشغله عن كلمةٍ من هنا وتعليقٍ من هناك جوابًا لما كانت تعابثه به من الملاحظات والمناوشات، غير أنها فطنت لما يجول في خُلده، وأدركت أنه ليس معها بجميع قلبه ولسانه، وأشفقت أن يستطرد ويستطرد فتتسع المسافة بينهما، فاستدارت إليه من المرآة متفترة متكسرة، ومدت جيدها وثنت أعطافها وقالت: أراني متعبة، أرى أن أذهب أو أريد أن أنام.

•••

وانقضى اليوم بسلامٍ، ونسيا أو تناسيا خطاب «الوعظ» بعد ما كان من عبث التحية الأولى، ونزلت سارة وهي مستريحة مستبشرة خفيفة القلب والطوية لا يبدو عليها أثر من التكلف والرياء، ومن دأب المرأة إذا انتعشت حواسها أن تخف وتنشط ولا يثقل على ضميرها عبءٌ من الأعباء، وهذا الذي يلوح للرجل في صورة البراءة فينخدع، أو هذا الذي يسمونه أحيانًا بعمق المرأة وقدرتها على إجادة الرياء وإخفاء ما في الطوية، وإنما هي خفتها كالطفل الذي تأخذه حماسة اللعب فلا تحضره الشواغل ولا تثقله الدخائل، وقد ودَّ «همَّام» لو يستطيع أن يخلط بين هذه الخفة وخفة البراءة، وما هو بمستطيع، فليرجع إلى الرقابة فهي مرجع الإنصاف ومقطع الخلاف، وفيها وحدها تسويم لتلك المتعة بكنوز الأرض وذخائر البحار، أو بدرهمٍ لا يندم عليه مُلقيه في التراب.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤