مُضحِكاتُ الرِّقَابة

تُرى لو شهدنا حوادث الحياة كلها دفعةً واحدةً، هل تصعب أو تهون؟ وهل يقع أثرها في النفس فاجعًا أو مضحكًا سخيفًا مغريًا بالهزء والابتسام؟

تشغلنا الحادثة أيامًا وشهورًا فلا نفكر إلا فيها، ولا نحسب أن في الدنيا أمرًا جديرًا بالتفكير والاهتمام غيرها، ولا نظن أننا نطيق العيش ونصبر على البقاء لو تحقق ما نحذره منها، ولا نرضى من أحدٍ أن يستخفَّ بها ويستكثر ما نعيره إياها من الهم والقلق والأهبة، ثم تمضي الحادثة وتتبعها العاقبة بعد العاقبة فتصبح عندنا — نحن لا غيرنا — تسليةً نرويها ونضحك منها ونتفرج بها كما نتفرج برؤية المشاهد الفنية التي تقع لشخوص المسارح الخيالية!

تُرى لو رأينا الحادثة وعاقبتها، أو الحوادث وعواقبها، دفعةً واحدةً هل تكون كلها فاجعة كما نراها في حينها؟ أو تكون كلها خفيفة مسلية كما نراها بعد فواتها؟ وهل يكون اجتماع الحوادث بمثابة الفاجعة تضيفها إلى الفاجعة فلا تقوى النفس على احتمالها؟ أو تكون بمثابة الشيء يلغيه ما بعده فيُطفئ بردها حرها، ويُذهب قيظها بشتائها؟

سواء كان هذا أو ذاك يُخطئ مَن يظن أن عبرة الايام تُعلِّمنا الاستخفاف بالحاضر كما نستخف بالماضي، فإنما هي تُعلِّمنا الاستخفاف بالماضي ولا زيادة، ولو علَّمتنا أن ننظر إلى حوادث اليوم كما ننظر إلى حوادث الأمس لحلَّت نسج الحياة وفكَّت خيوطها ومسحت أصباغها وتركتنا أمام حياةٍ لا لون لها ولا مادة! كما تجتمع ألوان الصورة الزيتية مرةً واحدةً بدلًا من أن تتفرق في مواضعها، فلا ملامح إذا اجتمعت، ولا أشكال ولا ألوان!

إن خير ما يُتَاح لأبناء الفناء أن يقلقوا ويضحكوا من القلق بعد فواته، فيأخذوا الدنيا طبيعية فنية على هذا المنوال: طبيعية حين يعيشونها ويقلقون بشواغلها، وفنية حين ينظرون إليها على البُعد بعد ذلك كما ينظرون إلى روايات الخيال.

بدأت الرقابة وفاقًا لما كان منظورًا منها بغير اختلالٍ: أمانةٌ بالغةٌ وشدة لا هوادة فيها، ثم مضحكات لا تنقطع يومًا إلا ريثما تنقضي عليها ثلاثة أو أربعة أعوام، أما في أوانها فأيسر ما فيها يغيظ غيظ الجنون.

ومن اليوم التالي ظهرت أمانة الرقيب حرفًا حرفًا في كل جليلة ودقيقة، فطابقت رواياته كل ما كان يعلمه همام من أخبارِ سارة التي تحكيها له طواعيةً أو التي يتحرى سؤالها عنها في ثنايا الحديث، وما كان همام يطلع أمينًا على مواعيده مع سارة، ولا على الساعة ولا على الجهة التي ينويان اللقاء فيها، فكانت مطابقة الأخبار لهذه المواعيد وما يلحق بها من الحواشي والملابسات مؤكِّدة لهمام ما كان يعتقده من صدق أمين وصواب الاعتماد عليه.

وجاء أثناء الرقابة يومٌ شاتٍ من أيام الزمهرير، عاصفٌ قارسٌ مطيرٌ، فأشفق همام أن يتصرف أمين فيستبيح لنفسه إهمال الرقابة في ذلك اليوم ولا لوم عليه، إذ أين هي السيدة الرشيقة الأنيقة التي تغادر دارها بين أوحال الأرض وسيول السماء؟

إن أمينًا لمعذور إذا هو استباح الإغضاء والهوادة في مثل ذلك اليوم المكفهر العَبُوس، ولكن الذي يعرف سارة لا يعرف يومًا هو أحق بتشديد الرقابة من ذلك اليوم؛ لأن هذه الأوقات هي أوقاتها المختارة للتسلل والروغان، وفرق عشرين درجة في ميزان الحرارة الجوية لا يقابله فرقٌ مثله في حرارة جسمها الفتيِّ المنيع؛ لأنها لَمْ تعرف قط ما هو مدلول كلمة الزكام في الآناف والأجسام.

أشفق همام من ذاك فهبط ملتفًّا في دثاره، وركب ساعةً ليبلغ إلى المكان الذي يتربص فيه أمين، فألفاه متربصًا حيث يقيم كل يوم.

لا خوف إذن من هذه الناحية.

ولا غبار على نتيجة الرقابة في اليوم كله، فقد خرجت سارة فعلًا قبيل العصر وعادت إلى المنزل قبيل المغرب، ولم تذهب فيما بين ذلك إلا إلى منزل صديقة عزيزة لها كانت تناجيها بأشجانها وتُطلِعها على أسرارها، فلم يشأ همام أن يكون مفرطًا في التوجس والافتراض، ولم يلاحظ إلا أن الخروج في اليوم المطير لزيارة صديقة أمر غريب مريب، واكتفى بتفسير هذه الغرابة بأنها واحدة من غرابات «سارة» وبدواتها التي لا تتقيد بالعُرف والاصطلاح … ولو أُتِيحَ له أن يعلم يومئذٍ — كما علم بعد شهور — أن الصديقة العزيزة لَمْ تكن إذ ذاك في المنزل ولا في القاهرة لما كبح ظنونه عن الإفراط في التوجس والافتراض.

•••

وأخلص أمين لطبعه كما أخلص لصديقه، فلم ينسَ حق السهوات عليه وبالغ في أفانينها ومعجزاتها بمقدار ما كان يبالغ في اجتنابها والاحتراس منها.

وكان الرسم المتفق عليه بين همام وأمين أن يقص أمين كل ما يراه ويسمعه منذ خروج سارة من منزلها إلى عودتها كائنًا ما كان شأنه من التفاهة وقلة الدلالة في نظره، فلا يُسقِط شيئًا ولا يستهين بشيء وإن هان، وضرب همام مثلًا لذلك لون الرداء وزي الملابس، فهو شيء لا يختلف مدلوله في رأي أمين، ولكنه يدل على الكثير في رأي همام، وضرب مثلًا آخرَ أن تركب السيدة الترام فتتخطى مقصورة السيدات إلى مقصورة الرجال، أو تتخطى هذه وتلك إلى كراسي الدرجة الثانية، فلا يمكن أن يكون ذلك بغير دلالةٍ تقترن بدلالةٍ أخرى فتعين على جلاء الحقيقة، وهكذا من أمثال هذه الطفائف والقرائن التي لا غنى عنها للوصول إلى نتيجةٍ من وراء الملاحقة والرقابة.

ولم يكن في سرد هذه المشاهدات صعوبة على أمين؛ لأنه كان مطبوعًا على التقاط ما يبصر ويسمع، ومحاكاة ما يلتفت إليه من اللهجات والحركات والإشارات، فجاء يومًا بعد مراقبة نهارٍ كاملٍ بحكاية ما شك همام وهو يسمع أوائلها أنه لن ينتهي إلى أواخرها حتى يضع يده على لباب الحقيقة ويتطرق منها إلى النبأ اليقين.

قال: لقد خرجتِ السيدة عصرًا تلبس رداءً عنَّابيًّا ومعها طفل صغير، فذهبت إلى بيتٍ صعدت إلى دوره الأعلى ثم نزلت ومعها سيدة تكبرها بعدة سنوات، ومضتا إلى دارٍ من دور الصور المتحركة في شارع عماد الدين فجلستُ أنتظرها على القهوة الملحقة بالدار، ولم يمضِ نصف ساعة حتى خرجت وحدها وليس معها الطفل ولا السيدة …!

ما شك همام حين وصل أمين إلى هذه المرحلة من حكايته أن في الأمر شيئًا، وأنه يتعقب الأثر الصحيح إلى النتيجة الصحيحة.

نعم، إن أمينًا أخطأ إذ لَمْ يدخل معها إلى قاعة الصور المتحركة، ولكن خروجها بعد ذلك قد أصلح ذلك الخطأ وعفى عنه … وما يراه بعد الخروج هو المهم، وليس ما يراه في القاعة إن رأى هناك ما يستحق الالتفات … وإلا فلماذا تخرج بعد نصف ساعة؟ ولماذا تخرج وحدها؟ وذلك الثوب العنَّابي أليس هو الثوب الذي تحب أن تتزين به لخلوتها وتحسبه أجمل عليها من سائر ثيابها؟

فالحقيقة إذن على مدى خطوتين، ويستر الله فلا يعثر أمين بإحدى سهواته في إحدى هاتين الخطوتين، وماذا عسى أن يعثره بعد هذا المدى؟ وكيف يعثر يا ترى؟ ذلك بعيد … وأغلب الظن أن الأمر سينكشف وأن الغاشية ستنجلي، وإن ليل الشكوك والهواجس المضطربة سيسفر بعد لحظةٍ عن فجرٍ صادقٍ بيِّن.

– ثم ماذا يا أمين؟

ثم سهوةً من تلك السهوات التي تنقض في صدمة المباغتة، والتي لا ترد على البال ولا تقع في الأوهام، والتي يُخيَّل إليك أن أمينًا لَمْ يعثر بها إلا لأنه تعمَّد أن يعثر بها وأصر على تدبيرها؛ لأن ما صنعه هو الشيء الوحيد الذي لا يُنتظَر أن يكون.

اعتدل أمين في مجلسه واتكأ على عصاه، وقال في راحة الذي لَمْ يضيع أقل فرصة وأقصى احتمال: إن السيدة لَمْ تعد بعد خروجها من دار الصور المتحركة!

– ويحك! وإلى أين ذهبت؟

– لا أدري.

– وكيف لا تدري؟ ألم تتبعها؟

– لا، لأنني ما شككتُ في أنها خرجت لحاجةٍ لها ثم تعود … ولا يليق أن أتبعها.

فانتفض همام وهو يغالب غيظه وسخطه وصاح به: يا أخرق! أليس في دار الصور ما يُغنِي سيدة مهذبة عن الخروج إلى منعطفات الطريق؟

ففطن أمين ساعتئذٍ لسهوته «الجبارة» … وأخذ في تمحل الأعذار والمسوغات، وهو — على صدقه — لا يتورع في هذه الأزمات المحرجات عن أكذوبةٍ صغيرةٍ يتقي بها التهزئة والتسخيف أشد من اتقائه الملامة والتعنيف، وقال: الواقع أنني صادفتُ والدي عابرًا فحياني وجلس معي وخشيتُ إن أنا تبعتُ السيدة فجأة أن يستريب ويتكدر، فلبثتُ في مكاني على رجاء أن تعود.

ومن الجائز حقًّا أن تكون السيدة قد ذهبت ولم تعد؛ لأنها واعدت صاحبتها أن تلقاها في مكانٍ اتفقتا عليه، ولكن إلى أين ذهبت؟ ولماذا ذهبت؟

هنا الحيرة التي لا تدع للذهن أن يتجه خطوة إلى اليمين حتى يرجع فيتجه خطوة مثلها إلى الشمال، ثم يتبلد حائرًا في موقفه لا إلى هنا ولا إلى هناك.

في الحي الذي قصدت إليه بيوت فيها مَخَادِع محجوزة لطلاب الغواية، وفيه أسرتان بينهما وبين سارة ولاء وثيق، وبعض الأطفال في إحدى الأسرتين مريض، ويجوز أن تكون سارة قد ذهبت إلى مخدعٍ من مَخَادِع الغواية كما يجوز أنها ذهبت لسؤال عن الطفل ولم تصطحب طفلها خوفًا عليه من العدوى، وما عدا ذلك من الاحتمالات يتقابل ويتوازن بحيث لا ترجح كفة على كفة، وإن رجحت إحدى الكفتين فإنما ترجح بالتخمين والتقدير، وليست الرقابة للتخمين بل لليقين القاطع المفصل الذي لا لبس فيه.

ويجيء أمين في يومٍ آخر بنبأ من هذه الأنباء التي تدنو بهمام إلى مدى خطوتين من الشاطئ ثم تقذف به في لمحة عين كما يقذف الموج الغريق إلى مدى آباد لا تُعبَر، وقد حَدَّث نفسه بالنجاة.

ذهبت السيدة إلى دار الصور المتحركة ولقيها شاب مديد القامة، فحمل الطفل وقبَّله ودخل معها إلى الدار، وودعها بعد الانصراف إلى أن ركبت الترام الذي يصل بها إلى المنزل، فتبعها أمين ولم يتبع الشاب الذي هو موضع البحث والسؤال!

وتضاربت الظنون في وهم همام حتى كانا بعد يومين يسيران هو وأمين في الطريق، فأوشك أمين أن يقفز من جانبه ويعدو وراء شاب مُقَبَّع طويل وقد صاح في صوتٍ مسموعٍ: هذا هو الشاب!

فلم يمنعه همام أن يستمر في صياحه وعدوه إلا بمشقةٍ، وأدرك الشاب وتبينه، فمَن رأى أمامه؟ … أخاها!

ولا ذنب لسهوات أمين في هذه القصة إلا في غفلته عن متابعة الشاب وإيثاره أن يتابع السيدة بعد ركوبها الترام … كأنما المقصود أن يعرف منزلها لا أن يعرف مَن كان معها، أما البقية فالذنب فيها ذنب همام؛ لأنه كتم عن صاحبه كل ما يتعلق بسارة غير شخصها ومسكنها؛ حذرًا من سهواته لا حذرًا من نياته.

•••

ولزمت سارة مسكنها يومًا لا تريمه إلى زيارة ولا إلى مسرح، وتلك نادرة لَمْ تتكرر فيما عدا أيام حفلاتها وولائمها غير مراتٍ معدوداتٍ؛ فليس لسارة عالم تعيش فيه غير عالم الدنيا الواسعة وعالم الحب والمحبين.

أما عالم الضمير الذي يروده الإنسان وحده ويأنس فيه إلى التفرد والوحشة فذلك أبغض العوالم إليها وأثقلها وطأة عليها، لا تمكث فيه هنيهة إلا بإغراء كتاب، وقلما يكون الكتاب عندها إلا منفذًا إلى الدنيا الواسعة، ودنيا الحب والمحبين.

فسنحت لهمام خاطرة أن يجرب الرقابة داخل المنزل لعل هناك أحدًا تحوم حوله شبهة ويصلح لاتجاه المظنة، ولما سأل أمينًا عن النور في جناح سارة من أين كان مصدره في ذلك اليوم، علم أنه كان يصدر فيما بين الساعة السابعة والساعة الثامنة من الحجرة التي يعلم همام أنها حجرة النوم، وهي حجرة لا تأوي إليها سارة إلا لتنام، ولم تتعود أن تستقبل زوارها ولا أن تقرأ في غير حجرة الاستقبال، ولم تختلَّ تلك الوتيرة سنوات كان همام يجاورها فيها ويلم بجميع عاداتها وحركاتها في منزلها، فلماذا تختل في ذلك الموعد من المساء؟ لماذا تختل القاعدة في الموعد الذي تكون فيه على انفرادٍ بعد نوم الطفل وانصراف الخادمة؟

ربما كانت الرقابة داخل المنزل ألزم وأجدى من الرقابة خارجه ولو يومًا من الأيام، وقد أدى أمين رسالته في هذه الرقابة الجديدة وخاب كما خاب في غيرها، لولا أن الخيبة هنا كانت مشفوعة بخطر الضرب المبرح والفضيحة الشنيعة، فما سلم منه إلا بأعجوبة من أعاجيب السياسة!

ذلك أنه ولج المنزل متسلِّلًا وصعد السلم متلكئًا ليقرأ الأسماء التي على الأبواب، ولمحه فتى يهبط من أعلى المنزل فظن أنه يتلصص أو يتجسس، وليس التجسس ببدع في ذلك الحين.

فانتهره الفتى مزدريًا، وناداه متأففًا: مالك تتسكع على الأبواب يا هذا؟ ماذا تريد؟

ولم يكن أمين بالذي يتراجع إذا هُوجِم، ولا بالذي يلين إذا خُوشِن، وقد تملكه الربكة إذا خُوطِب في رفقٍ وأدبٍ واضطر إلى تدبير الجواب وتحضير المعاذير، فأما إذا قُوبِل بالتوقح والإهانة فلا ربكة ولا عناء … إنما هي دقة بدقة وصيحة بصيحة، وصفعة بصفعة، إذا استطرد اللجاج إلى هذه النهاية.

فما حفل أمين بالفتى ولا زاد على أن نظر إليه متجهمًا متجعدًا وقال: امضِ في سبيلك، فليس هذا من شأنك!

ولقد دهش الفتى والتفت إليه مذهولًا وهو يتمتم: ليس من شأني كيف؟ إنني أسكن هنا … إن في المنزل آلي وحَرَمي! يا لها من أعاجيب! يا لها من صفاقة!

ولكنه مع ذلك نزل، وسمعه أمين ينادي على البواب من أقصى الطريق ويقول له: أين أنت؟ وماذا عساك أن تصنع إذا كنتَ تسمح لهذا الجاسوس أن يقتحم البيت ويتسمَّع على الأبواب؟

جاسوس؟

لقد سَلِمَ أمين بفضل الجاسوسية والخوف من الجاسوسية، ومَن ذا يضرب الجواسيس ووراءهم قوة الشرطة وقوة الدولة وكل قوةٍ تُخَاف في تلك الأيام؟

سلم أمين من الضرب وهبط السلم يتهادى غير هيَّاب ولا وَجِل! وألهمه الله أن يتشمخ بأنفه ويزجر البواب قائلًا: أنتم تأكلون بغير عمل، أنتم لا تستحقون أجوركم … لقد صفَّقتُ وناديتُ فما أجابني أحد، ولقد حاولتُ أن أراك لأسألك عن جناحٍ فما اهتديتُ لك إلى شبح، ولو سكنتُ في هذا البيت لما أبقيتُ عليك!

فقبع البواب واستخذى، ولاح له أنه غانم سالم إذا انجاب هذا الرجل السليط سواء كان جاسوسًا أو باحثًا عن مسكن، وتركه ينفتل لطيبته وهو يتبعه بقوله: معذرة يا بك! لا بأس يا بك! حقك علينا يا بك!

وافترقا وكلاهما يحمد الله على النجاة.

إلا أن أمينًا قضى منذ تلك الساعة على مستقبله في الرقابة مضروبًا وناجيًا أو غير ناجٍ! فما كان في وسعه أن يتراءى وهو آمن على جلده «حول مكان الواقعة» كما يقولون في لغة الشرطة قبل أن تنصرم أيام وأيام … وشاءت المصادفات إلا أن تكون الخسارة عظيمة، فإن عناء الرقابة قد ضاع بغير جدوى، وأن الإجازة قد قاربت الانتهاء.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤