الفصل الخامس

بين السحر والدين

انطلاقًا من فرضية الفيلسوف هيجل، التي تقول بأن عصرًا ساد فيه السحر قد سبق عصر الدين في تاريخ الحضارة الإنسانية، قام رائد الأنتروبولوجيا النظرية في بريطانيا السير جيمس فريزر بصياغة نظريته المعروفة حول أصل الدين وعلاقته بالسحر. في البداية، يفترض فريزر أنه قد مرَّ على الإنسان عهدٌ ظن فيه أن بمقدوره التحكم في سير عمليات الطبيعة بواسطة تعاويذه وطقوسه السحرية. وعندما اكتشف بعد فترة طويلة قصورَ هذه الوسائل عن تحقيق غايتها، تصوَّر أن الطبيعة التي تأبَّت على الانصياع له، واقعة تحت سلطان شخصيات روحانية فائقة القدرة، فتحول إلى عبادة هذه الشخصيات واستعطافها، واسترضائها بالأضاحي والقرابين، لتقف في صفه وتلبِّي له حاجاته؛ وبذلك ظهر الدين وتحوَّل الإنسان عن السحر، وحل كاهن المعبد محل ساحر القبيلة. يقول في كتابه الغصن الذهبي:

في شكله الصافي، يفترض السحر التعاطفي أن الأحداث في الطبيعة يتلو بعضها بعضًا، بشكل اطرادي دون تدخُّل من شخصيات روحانية ما ورائية. من هنا، فإن المفهوم الأساسي للسحر يتشابه مع المفهوم الأساسي للعلم الحديث، حيث يسود الإيمان التام بالانتظام والتماثل في الطبيعة. فالساحر لا ينتابه شك في أن الأسباب الواحدة سوف تنتج بالضرورة النتائج نفسها، وفي أن إتيان الطقوس المناسبة المصحوبة بالتعاويذ المناسبة سوف تتلوها النتائج المرغوبة، إلا إذا تدخلت قوة ساحر أقدر منه للحيلولة دون ذلك. والساحر في عمله هذا، لا يلتمس عون أية قوة عُليا، ولا يسعى لاستمالة كائن روحاني ما، متقلب المزاج أو عصي على الإرضاء. إنه يؤمن بقدرته غير المحدودة طالما استطاع استخدام تقنياته على الوجه الصحيح.

ولكن، إذا كان السحر هو أقرب الأقرباء إلى العلم من حيث افتراضاته الأساسية، فما هي صلته بالدين؟ قبل الشروع في الإجابة على هذا التساؤل، ينبغي علينا أن نوضح ما الذي نعنيه بالدين؛ لأن الإجابة سوف تتلوَّن وفق ما نراه من شأن الدين وطبيعته. إن الدين، كما أراه، هو تلك الأفعال الهادفة إلى استعطاف أو استمالة قوًى متفوقة، يعتقد الإنسان بقدرتها على التحكم بمسار الطبيعة والحياة الإنسانية؛ أي إن هنالك عنصرَين مكونين للدين؛ واحد نظري يتعلق بالإيمان بالقوى المتفوقة، وآخر عملي يتعلق بالعمل على استرضاء هذه القوى.

فإذا كان الدين اعتقادًا بكائنات خارقة تحكم العالم، والقيام بما من شأنه التأثير على هذه الكائنات، فإن الإنسان المتدين يفترض أن سير العمليات في الطبيعة هو عُرضة للتبدل والتغير في أي وقت، إذا تدخلت الكائنات المقدسة التي تتحكم في الطبيعة من أجل ذلك، فإننا نستطيع إقناع هذه الكائنات بإحداث مثل هذه التغيير لصالحنا. وهذا يعني أن الطبيعة في الفكر الديني ذات خصائص مرنة، على عكس ما يتصورها الفكر السحري الذي يفترض فيها الصلابة والثبات، وعدم خروج عملياتها عن مسارها نتيجة التوسط لدى القوة الإلهية المتحكمة بها. وهكذا، فبمقدار ما ينظر الدين إلى العالم كجملة محكومة من قِبل كائنات عُليا عاقلة، يمكن التدخل لديها وإقناعها من أجل تعديل سلوكها، بمقدار ما يقف على طرف نقيض مع السحر ومع العلم أيضًا؛ ذلك أن السحر والعلم يؤمنان بأن العالم لا تحكمه أهواء كائنات عُليا مشخصة، بل عددٌ هائل من القوانين التي تفعل فعلها بشكل آلي. قد يتعامل السحر مع كائنات روحانية تُشبه ما لدى الدين، إلا أنه يتعامل معها بطريقته الخاصة التي تختلف عن الدين؛ ففي الطقوس السحرية لا يتوسل الساحر إلى هذه الكائنات، بل إنه يجبرها على تنفيذ مشيئته … وهنا نجد امتزاجًا بين السحر والدين ضمن نظام مختلط … إلا أن هذا التمازج ليس أصليًّا بل طارئ؛ فلقد مرَّ على البشرية وقت اعتمدت فيه على السحر وحده … ولعل في المثال الأسترالي ما يُعزز استنتاجاتنا. ففي أستراليا، حيث نواجه أكثر المجتمعات الموثقة لدينا بدائية، نجد الجميع يلجأ إلى السحر، بينما نلاحظ غياب الدين بالمعنى الذي أوضحناه؛ أي التقرب إلى قوًى عليا واسترضائها. فكل فرد هنا يتخيل أنه يستطيع التأثير في أقرانه أو في الطبيعة من خلال السحر التعاطفي، ولا يفكر أبدًا باسترضاء إلهٍ ما بالصلوات أو القرابين.

«ولكن إذا كان عصر السحر قد سبق في كل مكان عصرَ الدين، كما غامرنا بالحدس والافتراض، فإن من الطبيعي أن نتساءل عن الأسباب التي حدَت بالجماعات الإنسانية، أو ببعضها، إلى نبذ السحر كعقيدة وممارسة، واللجوء إلى الدين. وفي الحقيقة، فإن الوضع الراهن لمعلوماتنا عن هذه المسألة لا يساعد على تقديم حل مُرضٍ ووافٍ لها، ولكننا نستطيع المخاطرة بتقديم افتراض يتمتع بقدر لا بأس به من المعقولية، وبكل الحذر اللازم؛ فبعد أن اكتشف الإنسان متأخرًا زيف وعُقم السحر، حاول تكوين نظرية أكثر صدقًا لتفسير الطبيعة وتسيير عملياتها لصالحه … فإذا كان هذا العالم الواسع يسير في سُبله غيرَ آبهٍ بالإنسان وطقوسه السحرية، فإن ذلك راجع ولا شك على أنه مُسيَّر من قِبل كائنات غير منظورة، واعية مثل الإنسان ولكنها أكثر قدرة بما لا يُقاس، وهي التي تقوم على تدبير شئون الظواهر التي اعتقد لفترة طويلة باعتمادها على طقوسه السحرية. وهكذا ابتدأ الإنسان تدريجيًّا بالتوجه إلى هذه الكائنات المبجَّلة معترفًا بعجزه أمامها، واعتماده على قواها غير المنظورة من أجل حياته ومعاشه.»١
لقد كان من الضروري أن نتوقف هذه الوقفة الطويلة نسبيًّا عند أفكار فريزر كما بسطها في غصنه الذهبي؛ لما كان لآرائه من تأثر كبير في حقل دراسة الدين وأصوله. ورغم أن كتاب فريزر، الذي اكتملت أجزاؤه الاثنا عشر في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، لم يؤثر كثيرًا على علم الأنتروبولوجيا، إلا أنه يُعتبر أعظم آثار المدرسة التطورية طرًّا، وكان له سلطان على الدراسات الكلاسيكية وعلى الآداب والفنون في الثقافة الغربية المعاصرة. وقد كان للغصن الذهبي تأثيرٌ مباشر على مدرسة التحليل النفسي، وبشكل خاص فقد أثَّر كتابه الآخر Totem and Exogamy (١٩١٠م) على كتاب فرويد الشهير Totem and Taboo (١٩١٣م)، الذي يُعتبر إلى جانب كتابَيه الآخرين The Future of an Illusion وCivilization and its Discontent بمثابة مساهمة فرويد الخاصة في المدرسة التطورية، وربما آخر إنجازاتها الكبيرة.

إن التمييز الحاد الذي وضعه فريزر بين السحر والدين، يأتي نتيجةً لفهمه الخاص للدين ولما هو ديني؛ فلقد أوضح منذ البداية أنه لا يرى دينًا إلا عندما يرى طقوسًا تتوسل إلى كائنات روحية فوق طبيعانية تتحكم في مظاهر الطبيعة، وأن الدين لم يبتدئ في تاريخ الإنسان إلا مع ظهور الآلهة المشخصة. وقد قاده ذلك، كما هو متوقَّع، إلى اعتبار كل معتقد وطقس سابق على ذلك، بمثابة معتقد سحري وطقس سحري لا يمتُّ إلى الدين بصِلة. ولكن استقصاءنا عبر الفصول السابقة، قد قادنا إلى رؤية مختلفة تمامًا لعلاقة الدين بالسحر، فكما أشرت باقتضاب وفي أكثر من موضع، فإن الدين لم ينشأ عن السحر؛ لأنه لا فرق بين السحر والدين عند منابت وجذور الثقافة الإنسانية، وليس الذي يدعوه فريزر سحرًا إلا شكلًا أصليًّا وأوليًّا من أشكال الدين، سابقًا على ظهور الشخصيات الإلهية في المعتقدات الدينية للإنسان؛ فالساحر الذي يتوسط بين الأسباب ونتائجها، لا يعتمد مبدأ ميكانيكية الطبيعة وخضوع عملياتها لقوانين ثابتة، كما يرى فريزر ومن يردِّد مثل أفكاره إلى الآن، بل على مبدأ القوة السارية الذي يربط عالم الظواهر، ويكمن خلف تسلسل الأحداث في الطبيعة. والقوى التي يعتمد عليها الساحر هي قوًى دينية بالمعنى الحقيقي للكلمة.

إن أي مخلوق منتصب على قائمتين، وذي دماغ يعادل وزنه ما للغوريلَّا والشيمبانزي، لن يمكنه التصديق، اعتمادًا على تجربته المباشرة مع الطبيعة، بأن تقليدَ حادثٍ ما يمكن أن يؤدي إلى وقوعه. ومع ذلك، فقد رأينا أن الإنسان الأول كان يقلد في حركات طقسية سقوطَ الطرائد صرعى حرابه قبل التوجه إلى حقل الصيد، ورأينا أن الإنسان البدائي يقلد صوت سقوط المطر بأدوات طقسية متنوعة استجلابًا للمطر، فكيف توصَّل الإنسان إلى ابتكار هذه الممارسات التي تتعارض من حيث الظاهر مع كل تجاربه العملية؟ في الحقيقة، لقد طوَّر الإنسان منذ عصور وعيه المبكرة مفهوم السببية تدريجيًّا، من خلال مراقبته للعمليات الجارية من حوله؛ فالحرارة تُسبب الحريق، والماء يطفئ النار، والسحاب ينزل المطر … إلخ، إلا أن ما يميز مفهوم السببية عند الإنسان القديم عن مفهومه عند الإنسان الحديث، هو أن الإنسان الحديث يعزو الأثر الذي ينتقل بين السبب والنتيجة إلى خصائص كامنة في طبيعة الأشياء، أما الإنسان القديم فيرى أن العنصر الفاعل وراء السببية هو قوة تنقل الأثر من السبب إلى النتيجة، وتتوسط بين طرفَي الحادث. من هنا فإن طقس المحاكاة الديني أو السحري، هو إجراء يهدف إلى التأثير في القوة من أجل دفعها إلى إحداث النتيجة المطلوبة، وهو يشبه فعل الصلاة أو تقريب القرابين في الأديان التي تجزَّأت فيها القوة الأصلية إلى عدد من القوى الإلهية المشخصة. وفي الواقع، فإن ظهور الآلهة المشخصة في تاريخ الدين هو الذي أدَّى إلى استقلال السحر عن الدين، حيث توجهت طقوس الدين إلى الآلهة، وبقيت طقوس السحر تدور حول المفهوم القديم للقوة السارية، بعد أن ابتعد هذا المفهوم عن بؤرة الحياة الدينية، وتحول إلى إحساس بقوًى غامضة مؤثرة في الطبيعة.

غير أن التحول من طقوس التأثير في القوة وما تقوم عليه من معتقدات، إلى طقوس التضرع والصلوات وتقريب القرابين إلى الآلهة، لم يتم إلا ببطء شديد، وبقيت طقوس التأثير في القوة التي ندعوها سحرية قائمة بقوة في قلب الديانات التي تقوم على الإيمان بالآلهة المشخصة، ويمكن في هذا المجال إيراد الكثير من الأمثلة.

ففي سِفر الخروج التوراتي (٩–١٠)، يقوم موسى وهارون بعدد من الممارسات التي لا تخفي طابعها السحري؛ فلِكي يعمل موسى على إصابة المصريين بالبثور والدمامل، يلجأ إلى القيام بفعل يقلد انتشارها، حيث ينثر في الهواء ذرات من رماد الآتون:

«فأخذ موسى وهارون رماد الآتون ووقفا أمام فرعون، وذراه موسى نحو السماء فصار دمامل في الناس وفي البهائم.» وبعد ذلك تقوم عصا هارون بالدور المعروف لعصا الساحر: «ومد هارون يده بعصاه وضرب تراب الأرض، فصار البعوض على الناس وعلى البهائم» … و«ضرب الماء الذي في النهر أمام عينَي فرعون وأمام عيون عبيده، فتحول كل الماء في النهر دمًا ومات السمك» … «طرح هارون عصاه أمام فرعون وأمام عبيده فصارت ثعبانًا، فدعا فرعون أيضًا الحكماء والسحرة، ففعل عرَّافو مصر بسحرهم كذلك، طرحوا كل واحد عصاه فصارت العِصي ثعابين، ولكن عصا هارون ابتلعت عِصيهم.»

وفي الواقع، لو أننا قرأنا عن عجائب موسى وهارون في ملحمة شعبية لا تستند إلى خلفية دينية، لقلنا ساحران عظيمان، أما هنا فهما من رجال الدين الصالحين؛ لأن القوة التي تنقل الأثر من حركة اليد أو العصا إلى النتيجة المرجوة، هي قوةٌ منسوبة إلى قدرة إله مشخص ومسمًّى يتمتع بصفات وطبائع وتاريخ، أما وراء عِصي حكماء وسحرة فرعون فهناك القوة الغفلة التي كانت في بؤرة الدين وصارت في بؤرة السحر. فإذا تابعنا المعجزات التي يجترحها موسى وهارون وصولًا إلى قيام موسى بشق البحر بعصاه، لوجدنا أن هذا العمل الأشهر لموسى ليس إلا نسخة عن عمل سحري مشابه وردَ في بردية مصرية تعود إلى حوالَي عام ١٥٥٠ق.م.٢ تحكي البردية ما ملخصه أن الفرعون سنيفرو شعر في أحد الأيام باكتئاب لم تنفع في إزالته كل ضروب اللهو المتوفرة في القصر الملكي، فدعا إليه كاهنًا حكيمًا معروفًا بقدراته السحرية واستشاره فيما يزيل عنه اكتئابه، فأشار الكاهن برحلة نهرية في القارب الملكي تتخللها ضروب اللهو والتسلية، ثم أشرف بنفسه على ترتيب الرحلة. وكان من جملة ما أعدَّه الكاهن لهذه النزهة عشرون فتاة في ريعان الصبا، لبسن أبهى حُلة، وتزينَّ بأحلى زينة، ورُحن يجذفن المركب الملكي ويُنشدن أعذب الألحان، فطرب الفرعون وزال عن قلبه الغم. ولكن إحدى الفتيات أسقطت إلى الماء سهوًا مشبك شعرها التركوازي العزيز عليها، فحزنت وتوقفت عن التجذيف والغناء، وتوقفت معها أيضًا صُوَيحباتها. وهنا توجَّه الفرعون إلى الكاهن ليجد حلًّا للمسألة ويُعيد الفرح إلى قلوب الفتيات، فوقف الكاهن عند حافة القارب وتلفَّظ ببعض أسماء القوة، فانشقَّ الماء وانزاح نِصفه متراكبًا فوق النصف الآخر، فظهرت الحلية التي تم التقاطها وإعادتها إلى الفتاة، ثم نطق ثانية بأسماء القوة فعاد الماء سيرته الأولى.

ومن مصر القديمة بالذات تأتينا أغزر الوثائق عن العروة الوثقى التي تربط بين الدين والسحر في الحضارات الكبرى القديمة. يقول السير واليس بدج، وهو أهم دارس للديانة المصرية القديمة، عن علاقة الدين بالسحر في مصر القديمة:

«إن الإيمان بالسحر هو أقدم في مصر من الإيمان بالإله. وإنه لمن المؤكد أن عددًا كبيرًا من الطقوس الدينية التي كانت تؤدَّى في الأزمنة اللاحقة، كجزء من العبادة الروحية السامية، تضرب أصولها في المعتقدات والممارسات الخرافية، التي تعود إلى عصر لم يكن الإله فيه قد تصوَّر في عقل المصريين بأية صورة أو بأي اسم. ومن المحتمل أن رمز الفأس الذي يُستخدم في الكتابة الهيروغليفية للدلالة على كلمة الله أو الإله، هو استمرار لنوع من الطقوس السحر-دينية التي كانت تتمركز حول الفأس نفسها في عصور ما قبل الأسرات، والتي رأت في هذه الأداة رمزًا لحضور قوة عُليا … لقد تطور الدين والسحر جنبًا إلى جنب في مصر القديمة عبر تاريخها، وإلى درجة تجعل البحث في أحدهما بالضرورة بحثًا في الآخر.»٣

إن وصف واليس بدج للطورَين اللذين مر بهما المعتقد المصري، وهما طور السحر وطور الدين، لَيستقيم تمامًا إذا نحن استبدلنا تعبير الإيمان بالسحر بتعبير معتقد القوة السارية؛ لأن الطور الأقدم الذي تلمَّسه بدج عند جذور المعتقدات المصرية، هو دين العصر الحجري الذي استمر في أشكاله التي أوضحناها آنفًا حتى بواكير عصر الأسرات. وقد نفَذ هذا الباحث ببصيرته الثاقبة إلى المعنى الحقيقي لرمز الفأس، فرأى فيه شارة الألوهة التي تُعادل، في تفسيرنا، رأس الثور عند إنسان العصر الحجري، وبقية تلك الشارات المستمدة من الوسط الطبيعي، والتي ترمز إلى حضور القوة في مقامات الإنسان الأول. كما تستقيم في ذهننا أيضًا الفكرة التي يؤكد عليها واليس بدج دائمًا، حول امتزاج الدين بالسحر عبر تاريخ الديانة المصرية؛ لأن الذي مازج المعتقدات والممارسات الدينية في مصر إبان عصورها التاريخية هو في الواقع تلك المعتقدات والطقوس الخاصة بالأشكال الأصلية للدين، وقد تحوَّرت بما يلائم ظهور الآلهة المشخصة في تاريخ الدين. يقول بدج:

«إن دراسة ما وصل إلينا من الأدبيات الدينية لمصر القديمة يُظهر أن الاعتقاد بالسحر؛ أي بفعالية الكلمات السحرية والتعاويذ والتمائم وما إليها، وأداء الطقوس المصحوبة بترديد أسماء القوة لتحقيق النتائج المرجوة، يشغل حيزًا واسعًا من الديانة المصرية. وإنه لمن المؤكد أنه بصرف النظر عن المساهمة الكبيرة والمستمرة التي أدَّتها مصر إلى الحضارة، وعن المستوى الراقي الذي وصل إليه فكر المصريين، فإن الاعتقاد بالسحر قد مارس تأثيره على عقولهم وصبغه بصبغته منذ بداية تاريخهم وحتى أواخره. وهذا ما يصعب علينا فهمه في هذه المرحلة من تاريخ الحضارة التي نعيشها الآن. إنه لمن الصعب علينا أن نفهم تلك العناية الفائقة التي مارسوا بها طقوسهم الدينية التي لا حصر لها، وحافظوا على تلك القواعد الموضوعة الخاصة بعبادة القوة أو القوى القدسية، وذلك الإخلاص التام للممارسات السحرية.»٤

وإنني لأتساءل في الواقع، أمام استغراب هذا الباحث اللامع، عن الفرق بين الإيحاء لقوة قدسية شمولية غير مشخصة بإحداث النتائج التي يرجوها الإنسان، وبين استجداء كائن إلهي مشخص ذي إرادة وأهواء ورغبات من أجل النتائج نفسها! ولماذا يكون الاعتقاد بقوة غفلة سارية في الكون اعتقادًا بالخرافات والترهات، ويكون الاعتقاد بالآلهة التي ليست إلا صورة متفوقة عن البشر اعتقادًا حضاريًّا راقيًا؟

ومما يدل على أسبقية القوة السارية في الفكر الديني المصري على الآلهة المشخصة، أن الكاهن المتمرس بفنون السحر كان قادرًا على التحكم حتى في الآلهة من أجل إجبارها على التدخل لصالح الناس؛ ذلك أن القوى التي يمتلكها كانت بلا حدود، فإذا نطق الكاهن بأسماء القوة بالطريقة المناسبة، استطاع شفاء المرض، وطرد الأرواح الشريرة من الأجسام، وتحويل الناس إلى حيوانات من شتى الأصناف وحتى على إحياء الموتى. كما كانت أسماء القوة قادرة على التحكم بالأمطار والرياح والعواصف وغيرها من الديناميات الطبيعية. ومن امتلكها انكشفت له حجب الماضي والمستقبل وعرف أقدار البشر أجمعين، لا يقف أمام قدرته حاجز المسافة أو الزمن، أو حتى قدرة الآلهة. لقد كان موقف المصري من آلهته مزدوجًا؛ فهو يعبدها ويقدم لها القرابين ويستعطفها لتأمين معاشه وتخليص روحه، ولكنه من جهة أخرى كان يحاول التأثير عليها وقسرها على الوقوف في صفه، حتى وإن لم تكن راغبة في ذلك. ويبدو أن أسماء القوة التي كان الكهنة يمتلكونها، كانت قادرة أيضًا على عون الآلهة ومساعدتهم على أداء مهامهم، لا نستثني من ذلك كبير الآلهة رع، الذي لم يكن يستطيع إنقاذ قرصه الشمسي من انقضاض التنين «أبيب» عليه عند الشروق، إلا بواسطة طقوس سحرية معينة وتعاويذ تُتلى من قِبل كهنة طيبة في أوقات معينة من الليل والنهار، من شأنها إظهار الإله الأعلى على خصمه الأبدي.٥
وفي الميثولوجيا المصرية، يلعب السحر دوره في عالم الآلهة كما في عالم البشر. ولعل في قصة حصول الإلهة إيزيس على قواها السحرية الخارقة عن طريق خداعها للإله رع، خير مثال على ذلك؛ فلقد شاخ الإله الأكبر ووهنت قواه، ولكنه استطاع البقاء سيدًا للسموات والأرض بقوة اسمه السري الذي لا يعرفه أحد. وكانت إيزيس متمرسة بفنون السحر، وتمتلك من أسماء القوة ما لا يعرفه أحدٌ غيرها، إلا أن طموحها الذي لا يقف عند حدٍّ دفعها إلى محاولة امتلاك الاسم السري لرع، حتى تسيطر بواسطته على الأرض كما يسيطر رع على السماء والأرض، فأعدَّت لذلك خطة مُحكَمة. قامت إيزيس بصنع حية من تراب الأرض الذي يسيل عليه لُعاب العجوز رع، فتلَت عليها تعويذتها وأرسلتها تسعى في طريق الإله الذي يسلكه كل يوم، فعضَّته في ساقه ودفعت سُمها في شرايين دمه. سرى السُّم في جسدِ كبير الآلهة واشتد ألمه، فدعا كل آلهة الأرض والسماء لشفائه دون أن يفلح منهم أحد، وهنا تطوَّعت إيزيس للمهمة ومثلت أمامه قائلةً: ما الذي حل بك أيها الأب المقدس؟ هل عضَّتك حية؟ وهل تجرَّأ كائن من خلقِك على رفع رأسه إليك؟ سأقهر هذه الحية بأسماء القوة التي عندي، ولن تزحف بعد اليوم تحت أشعة شمسك، ولكن قُل أولًا عن اسمك القدسي؛ لأن مَن عرفه وجد الحياة. فأجابها متهربًا: في الصباح اسمي خيبيرا، وفي الظهيرة اسمي رع، وفي المساء اسمي توم. ولكن إيزيس تجيبه بأن أيًّا من هذه ليس اسمه السري، وتمتنع عن علاجه، ثم تعود إلى تكرار السؤال لتسمع منه الجواب نفسه. ولكن آلام الإله تصل بعد مدة إلى حدٍّ لا يُطاق، فيرضخ لمشيئة إيزيس ويلقي باسمه السري في قلبها من دون أن ينطق به، فتقوم بشفائه وتنتقل إليها قوى الاسم الأعظم.٦
وفي الحقيقة، فإن ديانة مصر القديمة برُمَّتها إنما تقوم على مفهومَي المجال والقوة، رغم أن وادي النيل كان يعجُّ بالآلهة والكائنات الروحية من كل نوع، وربما أكثر من أي مكان آخر في المشرق الأدنى القديم. فالمصري القديم رغم اعتقاده بالآلهة المشخصة وقيامه بتقديم فروض العبادة لها، فإنه آمن دومًا بألوهة منزهة هي القاع الكلي للوجود، عنها صدرت المادة والآلهة والحياة بكل أشكالها. يقول واليس بدج في كتابه المعروف عن الديانة المصرية:٧

«حين يدرس القارئ نصوص الديانة المصرية، تحصل لديه القناعة بأن المصريين قوم كانوا يؤمنون بإله واحد، موجود بذاته، خالد، غير مرئي، أبدي، قدير، لا يحيط به عقل، خالق السموات والأرض والعالم الأسفل، خالق الرجال والنساء والحيوان والطير والسمك والزواحف والشجر والزرع، والكائنات الروحانية الذين كانوا رُسله يُنفذون مشيئته ويُحققون كلمته … وأننا مهما أوغلنا في الزمن رجوعًا، فربما لن نقترب أبدًا من زمان كان فيه المصري بدون هذا الإيمان الرائع.»

إن ما يصفه بدج هنا بكلمات وتعابير مستمدة من مخزونه المعرفي التقليدي، ليس في واقع الأمر إلهًا مشخصًا، بل ألوهة غير مشخصة أو مجال قدسي أو قوة سارية. ويظهر ذلك بكل جلاء من التحليلات التي تابعها المؤلف؛ فهذه الألوهة التي استمر الإيمان بها من العصور الحجرية إلى نهاية التاريخ المصري، لم يكن لها في العصور التاريخية معابد أو هياكل، ولم تصور في أية هيئة شخصية أبدًا، وإنما بقيت في أذهان المصريين وقلوبهم كقدرةٍ كونية لا يحدُّها وصف أو قول. وكما يقول بدج: «فإن الاسم الذي أطلقه المصريون على هذه الألوهة هو نتر Neter، وكان يرمز إليها بفأس ذي رأس حجري ومقبض خشبي، وتحيط بالرأس أربطة جلدية أو قماشية لتثبيتها على المقبض الخشبي؛ لأن الحجر كان عُرضة للتشقق بالاستعمال الطويل. وعندما حل الرأس المعدني محل الرأس الحجري، غابت الأربطة الجلدية عن رأس الفأس الذي لم يعد بحاجة إلى تدعيم. ونستطيع متابعة هذا التطور في رسم الفأس من صورته في الكتابة الهيروغليفية الدالة على الألوهة.» ويبدو أن اختيار الإنسان الحجري لرمز الفأس للدلالة على الألوهة هو التوكيد على جانب القوة المتبدية فيها، ويدعم هذا الرأيَ أن كلمة نتر بالذات يمكن أن تعني القوة أو الشدة، من جملة ما يمكن أن تعني. وهنا يمكن أن نقارن مع الكلمة المشابهة في اللغة السورية المحكية «نَتَر»، والتي تعني ممارسة القوة في إتيان الفعل، فنقول: «نتر» بمعنى انتزع بقوة. وهناك من علماء الهيروغليفية من يرى رأيًا مخالفًا، ولكنه يدعم أيضًا ما ذهبنا إليه؛ فالعالِم الفرنسي دي روجيه يرى أن في الكلمة ما يدل على التجدد أو التجديد، وكأنما الفكرة الأساسية عن الألوهة هي تجديد نفسها بنفسها، أو بكلمة أخرى: الوجود بالذات. أما ﻫ. بروكش، فقد قَبِل هذا الرأي جزئيًّا حين عرَّف الاسم بأنه القوة الفاعلة التي تُنتج الأشياء وتخلقها وفق أدوار منتظمة؛ مما يمنحها حياةً جديدة ويشحنها بالحيوية والشباب.

وإلى جانب كلمة نتر، لدينا كلمة نترو، وتعني الكائنات التي تشترك على نحوٍ ما في طبيعة نتر أو في شخصيته، وتُسمى في العادة آلهة. وقد كانت الأقوام الأولى التي كان لها صلات بالمصريين كثيرًا ما تسيء فهم طبيعة هذه الكائنات، لكننا حين نَدرس هذه الآلهة عن كثب نجد أنها ليست إلا صورًا أو تجليات أو مظاهر لإله واحد هو الإله رع، إله الشمس الذي هو النموذج أو الرمز لنتر. وها هو الإله حابي إله النيل، في تواحده بالإله رع، يشفُّ عن كل ما يُسبغه المصري على الألوهة المنزهة؛ فحابي المتواحد مع رع، كما تصفه إحدى التراتيل: لا يُصوَّر ولا يُرى في صور منحوتة، لا قرابين تقرب إليه، ولا أعمال تؤدى إليه، لا يطلع من مكانه الخفي، ومكان سكناه غير معروف؛ إذ لا مكان يمكن أن يحتويه، وأنت لا تستطيع أن تتصور هيئته في قلبك.

وتُعطينا البردية المعروفة باسم بردية نيزي أمسو، أكثر النصوص المصرية تعبيرًا عن الجدلية القائمة في المعتقد المصري بين المجال القدسي والآلهة المشخصة؛ فالنص يُشبِّه المجال القدسي بالروح الإلهية الهاجعة في الهاوية المائية، والتي لم يكن لها أثر أو فعل قبل صدور القوة السارية عنها، وهي القوة التي أنتجت الكون والآلهة. تقول البردية:

«لقد أنشأتُ نشوء الناشئات، لقد أنشأتُ نفسي على هيئة أطوار الإله خيبيرا، الذي كان تطوره في بداية الأزمان. لقد نشأت بنشوء الناشئات؛ أي إنني أنشأت نفسي من المادة. اسمي أوزارس؛ جرثومة المادة البدئية. لقد جعلت إرادتي كلها في هذه الأرض؛ بسطتها إلى الخارج وملأتها وشددت أزرها بيدي. كنت وحيدًا إذ لم يكن ثمة شيء مخلوق، في ذلك الوقت ما كنت أصدرتُ عن نفسي شو ولا طفنوت، نطقت باسمي، باعتباره كلمة القوة، من فمي، وأنشأت نفسي من المادة البدئية التي أنشأت عددًا لا حصر له من النشوءات منذ بداية الأزمان. ما من شيء كان على الأرض حينئذٍ، وأنا صنعت كل شيء. لقد خلقت الخلق بواسطة الروح الإلهي الذي ظل عاطلًا في الهاوية المائية لا يفعل شيئًا. ما وجدت مكانًا أقف عليه، ولكني كنت قويًّا في قلبي، فصنعت قاعدة لنفسي وصنعت كل ما قد صُنع. كنت وحيدًا، عملت أساسًا لقلبي (أو لإرادتي)، وخلقت حشودًا من الأشياء التي تطورت بأطوار الإله خيبيرا، وجاءت ذرياتها من أطوار ولاداتها. أصدرت عني الإلهين شو وطفنوت، ومن كوني واحدًا صِرت ثلاثة، لقد انبثقا مني وجاءا إلى الوجود على هذه الأرض، ومن شو وطفنوت انبثق سب ونوت وإيزيس وطفنيس في ولادة واحدة.»

إن الآلهة المذكورة في هذا النص لا تشتمل إلا على أولئك المرتبطين بدورة حياة وموت الإله أوزوريس، أما الآلهة الأخرى المعروفة لنا، فهناك روايات ميثولوجية أخرى تُقدمها لنا من خلال تنويعات نشوء-كونية أخرى، تتخذ فيها كل مجموعة من الآلهة الأدوار الرئيسية التي لحظناها في نصنا أعلاه. فاللاهوت المصري كان لاهوتًا ديناميًّا لا يبقى على حال، وكلما دعت الظروف إلى إقامة نظام جديد من الآلهة، وجد المصريون أنفسهم مضطرين إلى أخذ الآلهة المحلية القديمة في اعتبارهم، وإيجاد مكان لها في النظام الجديد. وكانوا يفعلون ذلك بأن يجعلوا الآلهة أعضاءً في ثواليث أو في تاسوعات؛ فكان لديهم التاسوعة العظمى والتاسوعة الصغرى والتاسوعة الدنيا. ومع ذلك فإن الآلهة المألوفة أسماؤها في الميثولوجيا الرسمية وطقوسها ليست كل الآلهة؛ فقد كان لكل ولاية إلهُها، ولكل مدينة إلهها، ولكل قرية إلهها، بل ولكل عائلة إقطاعية كبيرة إلهها أيضًا. وكانت هذه الآلهة جميعًا في حالة حركية دائبة؛ فقد يتفق لبلدة أو قرية أن تترك إله الأمس لتتبنى إلهًا جديدًا من مناطق مجاورة، وقد يغدو إله محلي مغمور إلهًا في الغد لمدينة كبيرة، وقد نجد إلهًا تُقرَّب إليه القرابين الكثيرة في شهر ليغمره الإهمال ويغدو إلهًا ميتًا في شهر آخر. كل ذلك يدفعنا إلى الاستنتاج الأساسي الذي أود التوكيد عليه هنا، وهو أن المصري القديم (والإنسان القديم عامة) لم يكن يأخذ مسألة الآلهة المشخصة على محمل الجد، وأن هذه الكائنات لم تكن في ذهنه سوى أردية متبدلة تعكس تداخلات المطلق في ظواهر النسبي.

لقد كان المصريون أكثر شعوب العالم القديم تديُّنًا، غير أن تديُّن المصري لم يتركز في حقيقته حول الكائنات الإلهية إلا بمقدار ما تقوده الصلة مع هذه الكائنات إلى المستوى الأعمق للصلة مع المستوى القدسي للوجود، وكان يدرك بعقله ووجدانه أن كل هذه الكائنات، التي تتدرج من سوية الأولياء والقديسين إلى سوية الآلهة السماوية العظمى، ليست إلا تجليات للإله الأسمى رع، وأن هذا بدوره وفي وجوهره ليس إلا الشعار المنظور للألوهة غير المنظورة نتر. نقرأ في ترتيلة مرفوعة إلى رع وُجدت منقوشة على جدار في قبر الفرعون سيتي الأولى، كيف يمثل أبو الآلهة رع كل إله، وكيف يمثل كل إله جانبًا من جوانب رع:

«الثناء يا رع، أنت القدرة المجيدة التي تسري في مساكن أمنت، هو ذا جسدك فهو طيمو. الثناء لك يا رع، أنت القدرة المجيدة التي تسري في مخبأ أنوبيس، هو ذا جسدك فهو خيبيرا. الثناء لك يا رع، أنت القدرة المجيدة، الذي تدوم حياته أكثر من كل الكائنات الخفية، هو ذا جسدك فهو شو. الثناء لك يا رع، أنت القدرة المجيدة، هو ذا جسدك فهو طفنوت. الثناء لك يا رع، أنت القدرة المجيدة التي تطلع الخضرة في مواسمها. هو ذا جسدك فهو سيب … إلخ.»٨

ولدينا ترتيلة أخرى مرفوعة إلى رع أيضًا تحت اسمه الأحدث آمون رع، وهي ذات مضمون مُشابه:

«آمون رع، الروح القدس الذي جاء إلى الوجود في البدء، الإله العظيم الذي يحيا في الحق والحقيقة، التاسوع الأول الذي أنجب التاسوعين الآخرين، الكائن الذي يوجد فيه كل إله، واحد أحد، خالق الأشياء التي جاءت إلى الوجود في البدء، ولاداته خفية، وصوره لا حصر لها، ونشأته لا تُعرف، رب المكان الواحد القدير في صورة خيبيرا، الذي جاء إلى الوجود في هيئة خيبيرا … عندما أنشأ هذا الإله القدوس نفسه خُلقت السموات والأرض بقلبه … من عينَيه الإلهيتين ينبعث الرجال والنساء، ومن فمه تطلع الآلهة … هو رب الزمان، يتخلل الأبدية، هو القديم الذي يُجدد شبابه … هو الكائن الذي لا يُعرف، وهو أخفى من جميع الآلهة.»

هذا المثال المصري عن العلاقة الجدلية بين المستوى القدسي والآلهة المشخصة، حيث يتجزأ مفهوم الألوهة إلى آلهة متعددة، وتقود هذه الآلهة المتعددة بدورها إلى الألوهة، يضعنا أمام سؤال مهم أعتقد أن الوقت قد حان لمعالجته، وهو: متى نشأت فكرة الآلهة في تاريخ الدين؟ وكيف نشأت؟ ولماذا؟

١  James Frazer, The Golden Bough, op. cit, pp. 56–68.
٢  Wallis Budge, Egyptian Magic, Routledge, London 1985 pp. 7–10.
٣  Ibid, pp. Ix–x.
٤  Ibid, pp. vii–viii.
٥  Ibid, pp. x–xiii.
٦  Ibid, pp. 7–10.
٧  المادة المعلوماتية فيما يلي عن الديانة الفرعونية، وكذلك النصوص، مأخوذة عن واليس بدج، انظر: Wallis Budge, Egyptian Religion, Routledge, London 1975, ch. 1.
انظر أيضًا الفصل الأول من الترجمة العربية للكتاب، واليس بدج، الديانة الفرعونية، ترجمة نهاد خياطة، دمشق ١٩٨٦م، والترجمة الأخرى ليوسف سامي اليوسف، دمشق ١٩٨٦م أيضًا.
٨  Ibid, ch. 3.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤