الفصل السادس عشر

لم يغيِّر انتهاء دروس إلينورا كثيرًا من روتينها اليومي، فظلَّت تستيقظ في الموعد نفسه، وتستحمُّ ثم تنزل من غرفتها كي تتناول الإفطار مع البِك، وتقضي أمسياتها غالبًا جالسةً في مقعدها أو على مكتب الكولونيل وهي تلفُّ خُصْلة من شعرها حول أصبعها بينما تقرأ. كانت مكتبة البِك ضخمة بما يكفي كي تشغلها لعدة أعوام مُقبِلة على الأقل، ولكن دون أن يكون الكاهن مولر خلفها ودون الحثِّ المستمر من معلِّمها، وجدت التركيز صعبًا بالنسبة إليها. وبينما كانت تقرأ وهي تتجوَّل في سجلات التاريخ القديم والخطابة، مُستخرِجةً المنافسات والنزاعات التافهة الخاصة بالقرون الماضية، كانت أفكارها كثيرًا ما تشرُد بعيدًا عن النصِّ الموجود في متناول يدها. حتى القراءات الخفيفة؛ مثل مجموعة الروايات البوليسية التي وجدتها بجوار «الأعمال الكاملة لبلزاك»، كانت تجد صعوبةً في الانتباه الكامل إليها.

ورغم أن مسألة الكاهن مولر كانت قد حُسِمت تمامًا، فقد استعادتها إلينورا مرة تِلْو الأخرى. كانت تحدِّق إلى ورق الحائط أمامها وتسترجع ذكرى الحادث؛ الدُّرج المفتوح والكاهن ينادي اسمها قبل أن يُغادِر الغرفة. كانت تعلم أن دورها في الأمر لا يستحقُّ اللوم، فلا شكَّ أنها قد رأت الكاهن يفتِّش دُرْج الكولونيل، ولا شكَّ أنه قد وضع ورقةً أو رِزمةً من الورق في حقيبته، ولا شكَّ أنها قد قامت بالفعل الصحيح عندما أخبرت البِك. أخبرت نفسها أن الأمر ليس معقَّدًا، فقد سرق الكاهن مولر شيئًا؛ ومن ثمَّ فإن البِك لم يعُدْ يرغب في استضافته في منزله، ولكن ما زال شيء ما في الأمر يُزْعِجها؛ فلم تفهم السببَ الذي دفع الكاهنَ إلى سرقة شيء من البِك في المقام الأول، ولا السبب في أن ردَّ فعل البِك كان بتلك الحِدَّة. ربما كان ذلك تأثير الروايات البوليسية التي كانت تقرؤها، أو ربما كان شعورها الطبيعي بالفضول. وبصرف النظر عن مصدر ذلك الشعور، فلم تستطع إلينورا أن تتخلَّص من فكرة ارتباط قضية الكاهن مولر بطريقةٍ ما بالشاب الغريب في مقهى أوروبا، وربما أيضًا بالرسالة المُشفَّرة التي أراها إيَّاها قبل طَرْده ببضعة أسابيع.

في تلك الفترة، بين انتهاء دروسها ونهاية شهر رمضان، بدأ البِك يقترح عليها القيام بعدة رحلات قصيرة في أنحاء المدينة. فعندما كانا يتناقشان بشأن هوميروس، كان يَذْكُر لها أن أطلال طروادة قد اكتُشِفت مؤخَّرًا على مسيرة أقل من يوم واحد من إسطنبول. وإذا وجَّهتْ إليه سؤالًا عن المهندس المعماري سِنان، كان يمْدَح التصميم الداخلي لمسجد السلطان أحمد. وأشار أكثر من مرَّة إلى منظر المدينة الرائع من أعلى قلعة روميليا، مُضِيفًا أنها تُعَد إلى حدٍّ بعيد أفضل مكان للتنزُّه في إسطنبول. ولكن لمَّا كان مُنصِف بِك لا يرغب في الضغط عليها، فلم يقترح مباشرة القيام بأيٍّ من تلك الرحلات، ولم ترفض إلينورا مباشرةً أيضًا. ظلَّ كلٌّ منهما يلمِّح ويعترض، ثم يعود مرة أخرى إلى نفس الموضع، كما لو كانا مَلكًا ورُخًّا في حصار أبديٍّ في لعبة الشطرنج. كان البِك يمتدح جمال اليوم، وإلينورا تهزُّ رأسها بينما فِكْرها مشغول بأمور أخرى.

وذات مساء، بينما كان شهر رمضان يُوشِك على الانتهاء، كانت إلينورا تجلس إلى مكتب الكولونيل في المكتبة تقرأ كتابًا لأرسطوفانيس. كانت السماء تمطر في الليلة الماضية، مجرد عاصفة صيفية قصيرة. ولذلك فتحت السيدة داماكان الستائر حتى غمر ضوءُ الأصيل الغرفة، مُضْفِيًا على الأثاث وصفحات الكتاب الذي في يديها صِبْغةً غير معهودة من الكآبة:

أيُّ هموم لم تنخُر في قلبي؟ وكَمْ كانت قليلة المُتَع في حياتي! أربعًا تحديدًا، بينما متاعبي لا تُعَد ولا تُحْصَى كعدد حبَّات الرمل على الشاطئ.

تنهَّدت إلينورا ونظرت إلى ورق الحائط الذي يمتد أمامها. كالعادة، كان هو التصميم نفْسه الأحمر الداكن المُزركَش ذا الشرائط الذهبية، ولكنها عندما حدَّقت إليه لاحظت للمرة الأولى مجموعةً من السيوف الذهبية الدقيقة المتناثِرة عبر ورق الحائط المُزركَش. أمالت مقعدها إلى الخلف حتى استقرَّ على قائمتين فحسب كي تتمكَّن من ملاحظة ورق الحائط على نحو أفضل، فخُدِشت رُكْبتها في جانب المكتب. نظرت للأسفل واستقرت عيناها على المِقْبض النحاسي المقوَّس للدُّرْج الأيسر، وتساءلت، وهي تحكُّ ركبتها، كما تفعل دائمًا عما كان يبحث عنه الكاهن وما إذا كان قد وجده أم لا. ولكن ذلك المساء لأسباب لا تستطيع شَرْحها حتى لنفسها فعلت ما هو أكثر من التساؤل؛ فقد دفعت مقعدها بعيدًا عن المكتب، ولفَّت أصبعين عبر مِقْبض الدُّرْج وجذبته. توقَّعت أن تجده مُوصَدًا، ولكنه فُتِح بسهولة، وهناك وجدت رِزْمة من الخطابات مربوطة بعناية بخيط، كما لو كانت عُشًّا من الطيور مُختبِئًا وراء الجدار الأعلى لكنيسة.

نظرت إلى باب المدخل، ثم فكَّت الخيط وسحبت الخطاب العلوي. كان مظروفًا مُربَّعًا سميكًا يحتوي على دعوة موجَّهة إلى السيد مُنصِف باركوس، وعنوان المرسِل بارِزٌ على الغلاف الخلفي: القنصلية الأمريكية في بيوجلو، وتحت تلك الكلمات صورة نسر يحْمِل العالم في مخالبه. رفعت الغلاف وضغطت على حواف الخطاب حتى انزلقت الدعوة. «مطلوب حضور حامِله في حفل تنكُّري في القنصلية الأمريكية.» وأسفل الدعوة كان مُدوَّنًا تاريخ أكتوبر ١٨٨٣ منذ عامين تقريبًا. وضعت إلينورا الدعوة جانبًا، ورفعت رِزْمة الخطابات بأكملها. كانت خليطًا من المراسلات الشخصية وبضع دعوات وخطابين رَسْميَّيْنِ من القصر، لا شيء فيهما يهمُّ. كانت على وشك العودة لأرسطوفانيس، عندما وجدت في قاع الرِّزْمة خطابًا لا يشبه الخطابات الأخرى.

كان مغطًّى بالبصمات الزيتية والغُبار، مما أعطاه طابعًا ريفيًّا. لم يكن ثمة طابع بريدي أو عنوان مُرسِل، والدليل الوحيد على وجهته تلك الكلمات: «مُنصِف باركوس بِك، حاملته إليك السيدة داماكان.» حملت إلينورا الخطاب أمام أنفها واستنشقت رائحةً مألوفة، رائحة طريقٍ ريفيٍّ مدفونة في أعماق ذاكرتها. لم يكن هذا هو ما بحث عنه الكاهن بالطبع، ولكن الرائحة لمست وَتَرًا بداخلها كما فعلت اليد الصغيرة المتردِّدة في مقدمة الخطاب. أعادت بقية الرِّزْمة مكانها وأغلقت الدُّرْج، ثم جلست مستقيمةً وجذبت مقعدها نحو المكتب. أخرجت الخطاب من مظروفه وتركته يسقط على ورق النشَّاف. كان ورقُه مصفرًّا عند الحواف ومطويًّا على هيئة مربع، وكان من ورقتين مُغطَّاتينِ من الأمام والخلف بخطٍّ رديء مُتلهِّف.

«أيتها الآنسة كوهين.»

قبل أن ينطق مُنصِف بِك باسمها، سمعته إلينورا وهو يتنحنح، وأدركت من صوته أنه كان يراقبها منذ فترة. اتَّجه إلى الجانب الآخر من الغرفة واتَّكأ على حافة مكتب الكولونيل، فرأى الخطاب. كان ينظر إليه مباشرةً، ولكن فيما عدا نظرته فإنه لم يعترف بوجوده.

سألها وهو يشير نحو الكتاب: «ماذا تقرئين؟»

فأدارت كَعْب الكتاب نحوه حتى تمكَّن من قراءة الاسم: «أرسطوفانيس.»

لم تجد ما تفعله بيديها، فعدَّلت الكتاب وحرَّكته إلى وسط المكتب.

قال البِك: «إنني أفكِّر في القيام برحلة إلى قلعة روميليا، سوف يكون ذلك لَطِيفًا.»

فهزَّت إلينورا رأسها وهي غير واثقة مما كان يَنْتَويه من وراء تلك المحادثة، ولكنها سعدت أنها لا تتعلَّق بالخطاب الموجود فوق النشَّاف.

فتابع قائلًا: «إن الزهور البرية تتفتَّح، وليس لديَّ مواعيد أخرى هذا المساء. إنها مسافة قصيرة، ويمكننا أن نأخذ معنا وجبةً خفيفة.»

ألقت إلينورا نظرةً على المكتبة ذات الستائر الحمراء المُخْملية التي تحجب الهواء ومجسمات الكرة الأرضية والسجاد وأَرْفف الكتب التي يعلو بعضها بعضًا. كم ساعة قضتها في تلك الغرفة؟ كم صفحة قرأت؟ كان البِك يرغب بشدة في الذهاب معها إلى قلعة روميليا، وهي تدين له بذلك على الأقل، أليس كذلك؟

سألها: «ما رأيك؟ هل ترغبين في الذهاب إلى قلعة روميليا اليوم؟»

نعم، سوف تكون نزهة لطيفة.

أعادت الكتاب مكانه على الرفِّ، وفي خلال ساعة كانا قد انطلقا بمحاذاة الشاطئ الغربي للبوسفور في اتجاه المصبِّ الضيِّق للمَضِيق. كان يومًا رائعًا بالفعل؛ فشمس الأصيل تخْبُو، وأرنب أبيض وبني اللون يقفز على جانب الطريق. وضعت إلينورا رأسها عند الساتر الشبكي، فأمكنها أن ترى لمحات من سِرْبها وهو يحلِّق فوقها. وكما وعد البِك، فقد كانت مسافة قصيرة.

قال وهما يتوقفان: «هذه هي قلعة روميليا. من ذلك البرج حاصَرَ السلطان محمد الفاتح إسطنبول واستولى على المدينة من البيزنطيين منذ أكثر من أربعمائة عام.»

كانت قلعة روميليا بُرْجًا حجريًّا قصيرًا يرتفع على نحو عشوائي بين كَوْمة من الأنقاض والكلأ، ولم تبدُ للوهلة الأولى ذات قيمة على الإطلاق. ولكن عندما ترجَّلا وسدَّدا النقود للحارس وتسلَّقا السلالم المُقوَّسة حتى وصلا إلى تاجِه المُحزَّز المُزوَّد بفتحاتٍ للرَّمْي، أدركت إلينورا أن البرج نفسه لا يهم، ولكن ما أضفى على قلعة روميليا أهميَّتَها موقعُها عند مصبِّ البوسفور والميزة التي يوفِّرها ذلك الموقع. في ذلك الوقت من العام، كانت ساعة قلعة روميليا مغطَّاة بالزهور البرية الزرقاء الفاتحة، ونبتت باقاتٌ من الكلأ في شقوق الحجر. كانت حرارة النهار قد هدأت حِدَّتها، وهبَّ نسيم خفيف من جهة البحر. وبينما كان البِك يُعِد الوجبة التي سيتناولانِها في الهواء الطلق، والتي كانت تتكوَّن من اللحم البارد والخبز والجبن والزيتون، اندفعت الهداهد من مئذنة أحد المساجد القريبة وامتدت بطول المضيق، وظلَّت رقعةٌ من اللون الأُرْجواني تنكمش وتتمدَّد في مقابل سماءٍ برتقالية زاهية كما لو كانت رِئة سماوية. لم تكن إلينورا على يقين مما تودُّ الهداهد قوله، ولكنها شعرت بوضوح أن سِرْبها يتحدَّث إليها. وبعد أن عبرت الطيور الماء عدَّة مرات، تفرَّقت في أَيْكة من أشجار الصَّنَوْبر خلف أوسكادار.

استنشقت إلينورا نَفَسًا عميقًا وتركت المدينة تغمرها، فبدلًا من المنظر المحدود الخالي من الحياة التي كانت تراه من نافذتها البارزة، رأت تلك المدينة وهي نابِضة بالحياة وتعجُّ بالبشر والصياح والموسيقى ورائحة الخبز. فهناك قُبَّة المسجد الجديد التي على شكل سُلَحْفاة، والمآذن المُدبَّبة لمسجد السلطان أحمد، ومنزل البِك الذي يحمل اللونين الأصفر والأبيض، وعند مُلتقَى المياه يُوجَد قصر السلطان؛ الجوهرة التي تقع في قمة القرن الذهبي بحوائطه الرخامية البيضاء اللَّامعة وأبراجه البلورية وحدائقه المزيَّنة بزهور الوستارية. عضَّت باطن وَجْنتها بينما كان آخر شعاع للشمس يختفي خلف منحنى التلِّ ويَطلي حوائط القصر باللون البرتقالي الفاتح المائل نحو الوردي. وعندما اختفى آخر شعاع للشمس، انطلق صوتُ مِدْفَع من الجانب الآخر للمياه.

قال البِك وهو يشير إليها أن تجلس وتشاطره الطعام: «منذ عدة سنوات حظيتُ بشرف زيارة القصر.»

أعدَّ لها طبقًا وسلَّمها إياه عبر الغطاء الذي افترشه على الأرض المُخصَّص لتلك النُّزهات.

«ولكنكِ ربما تعلمين ذلك بعد قراءتك للخطابات اليوم.»

توقَّف ووضع ثمرة زيتون في فمه.

«عندما عرضتُ للمرة الأولى أن أَسْتضِيفك أيتها الآنسة كوهين، لا يمكنني القول بأنني كنت مدفوعًا بشيء سوى الواجب والوفاء لذكرى والدك. ولكن رغم أن الشهور الماضية كانت صعبة من نواحٍ عديدة، فقد أثبتتْ أنها من أمتع الأوقات التي يمكن لعجوز عَزَبٍ مثلي أن يتذكَّرها.» وتابَعَ قائلًا: «أي إنني مستاء من اختلاسك النظر في مراسلاتي، رغم أنني أتفهَّم الدافع. إنني مُدرِك أن لديكِ عددًا من الأسئلة حول الخطابات وقضية الكاهن مولر، ولكن قبل أن تتوجَّهي بتلك الأسئلة أودُّ أن أوضِّح لكِ بعض الأمور بقدر الإمكان.»

أخذ قَضْمة من الشطيرة التي صنعها لنفسه وابتلعها.

«هل قرأتِ شيئًا لجان جاك روسو؟»

فهزَّت رأسها.

فأخذ البِك يوضح: «عندما كنت شابًّا فُتِنتُ بأفكار روسو؛ العقد الاجتماعي والمجتمع المدني والإرادة العامة للناس وما إلى ذلك. يمكنك القول إن أفكاره كانت مصدر إلهام بالنسبة إليَّ، ولم أكن وحدي؛ ففي ذلك الوقت كان ثمة عدد من الشباب مثلي من أبناء رجال الأعمال والمسئولين الحكوميين وضباط الجيش وملتزمي الجِباية الذين تلقَّوا أفكار روسو وأُشرِبوا بها تمامًا. كوَّنتُ مجموعة للقراءة تلتقي مرة شهريًّا، وأصبحت محبوبًا بشدة، وكنت أكتب أيضًا عددًا من المقالات القويَّة في الصحف مُدافِعًا عن حقوق الإنسان.»

نظر البِك في عينيها كي يتأكَّد من أنها تتابعه.

«وكنتيجة مباشرة لروسو ودفاعي عن آرائه أُرسِلتُ إلى كونستانتسا، وفي ذلك الوقت كنتُ عضوًا في البرلمان، وكان والدي رجل أعمالٍ ذا شأن؛ حيث كان أحد كبار مورِّدي المنسوجات إلى الجيش. فبدلًا من أن يضَعَني السلطان في السجن كما كان يحب أن يفعل بلا شكٍّ، كرَّمني بمنصب دبلوماسي عند أطراف الإمبراطورية.»

فهزَّت إلينورا رأسها معبِّرةً عن فهمها.

«قابلتُ والدكِ في كونستانتسا، وكوَّنتُ العديدَ من علاقات العمل المهمَّة. ولكن قَدْر استمتاعي بالحياة هناك، فإن إسطنبول هي وطني. وهكذا فعندما هدأ المناخ السياسي عُدْتُ مرة أخرى. عدتُ شريطةَ ألَّا أشارك في السياسة مرة أخرى. وبالفعل لم أشارك. ما زلتُ أحتفظ بآرائي نفسها، ولكن أساليبي تغيَّرت. فمنذ أن عدتُ والصدر الأعظم يراقب تحرُّكاتي من كَثَب، ويمكنني أن أؤكِّد لكِ أن شكوكَه لا أساس لها من الصحة. إنني لا أدعو إلى ثورة على الدستور، ولم أقُم بذلك على الإطلاق من قبلُ، ولكنني أفهم السبب الذي ربما يدفعه إلى الرغبة في مراقبتي، بسبب ماضيَّ واللَّغط الذي أُثير حول حادث السفينة. ولكنني رغم ذلك لم أشكَّ في الكاهن، ولا أدري لماذا فعل ذلك. ولكن إذا نظرتُ إلى الأمر بأَثَر رجعيٍّ فإنه يبدو منطقيًّا. لستُ أدرى ما إذا كان يعمل لحساب القصر أو الأمريكيين أو كليهما، ولكن على أي حال فلا يمكننا أن نستمر في الدروس. إنكِ تفهمين الأمر، أليس كذلك؟»

ابتلعت إلينورا طعامها ونظرت إلى البِك. كانت تفهم ما يقول، ولكنَّ طَنِين الأسئلة في عقلها كان كمجموعة من الحشرات محبوسة في برطمان من المُخلَّلات.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤