مقدمة المؤلفة

كان هدفي من هذا المشروع محاولة العثور على كليوباترا «الحقيقية»، بَيْدَ أنني أدركتُ فيما بعد وفهمتُ أن ما كنتُ أعنيه بكليوباترا «الحقيقية» هو رؤيتي «الخاصة» لكليوباترا. بالطبع سيُظهر أسلوب عرضي لهذه الملكة نقاط ضعفي وقوتي ككاتبة وباحثة. ومع ذلك، آمل أن يقدِّم هذا الكتاب طريقة مختلفة لدراسة شخصية مألوفة لدى كثير من القراء. أعتقد أن نقاط قوتي تتمثَّل في كوني مؤرخةً وعالمةَ آثارٍ متخصصةً في الفن الكلاسيكي وعالمة مصريات؛ ولذلك اعتمدتُ بشدة على تفسيرات هذه المصادر لمحاولة فهم الأسلوب الذي عُرضت به كليوباترا. عندما بدأتُ الكتابة نويت ألا أعتمد على السجلات الرومانية كمصدر أساسي للأدلة، كما فعل آخرون في الماضي؛ من أجل تقديم سرد تاريخي منظم لحياة كليوباترا. لكني سرعان ما أدركتُ أن الإشارة إلى هذه المصادر كانت ضرورية من أجل ملء كثير من الفجوات الموجودة في الأدلة الأثرية والوثائقية الشحيحة من مصر في عهدها. لقد حاولت أن أضع في ذهني دومًا حقيقة أن هذه المصادر متحيزة وأن دقَّتها موضع شك في كثير من الأحيان. حاولت أيضًا استخدام المصادر المصرية كإطار عام أبني عليه وأنمِّقه بدلًا من محاولة جعل الأدلة الأثرية تضاهي النصوص الرومانية.

لقد تغيَّر ترتيب الكتاب عدة مرات بناءً على مدى تعقيد المصادر الأثرية والشخصيات المختلفة التي تقمَّصتها كليوباترا في مصر، والتي كانت تتغير مع تغيُّر زوجها، وحسب الجوانب المختلفة لدورها كحاكمة مصرية والجمهور الذي تستهدفه في العالم القديم الواسع. لقد درستُ كليوباترا لما يقرب من عشر سنوات واكتشفت أنني كلما تعمقت أكثر في تاريخها، زاد تعقيد ما أكتشفه عن شخصيتها. إن شخصية كليوباترا التي سأعرضها ليست بسيطة على الإطلاق ولا يسهل وصفها، لكنها تظل، كما أرجو، امرأة ذات شخصية ملهِمة.

سالي-آن أشتون
كامبريدج، ٢٠٠٧

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤