باب ما يُجلب من البلدان من طرائف السلع والأمتعة والجواري والأحجار وغير ذلك

يُجلب من الهند: البُبُور والنُّمور والفِيَلة وجلودُ النُّمْر، والياقوتُ الأحمر والصَّندل الأبيض والأبنوس وجوز الهند.١
ويُجلب من الصين: الفِرِنْد والحرير والغَضَائر٢ والكَاغِد والمِدَاد والطواويس، والبراذِين الفُرَّه والسروج واللُّبُود والدَّارصِيني وأدارند٣ الروم الخالص، ويُجلب منها أواني الفِضة والذهب والدنانير الخالصة القيسرانية، والعقاقير والبزيون والأبرون والديباج والبراذين الفُرَّه، والجواري وطرائف الشبه، والأقفال المحكمة واللورا٤ ومهندسو الماء وعلماء الحراثة والأكَّارة وبُناة الرخام، والخِصْيَان.
ومن أرض العرب: الخيل العِراب والنَّعَام والنَّجائب والقانة٥ والأَدَم.٦
ومن البربر ونواحي المغرب: النمور والقَرَظ٧ واللُّبُود والبُزَاة السُّود.
ومن اليمن: البُرُود والأَدَم والزَّرافات والجواميس٨ والعقيق والكُنْدُر٩ والخِطْر١٠ والوَرْس.١١
ومن مصر: الحُمُر الهماليج١٢ والثياب الرِّقاق والقراطيس ودُهن البَلَسَان، ومن المعدِن الزبرجدُ الفائقُ.

ومن الخَزَر: العبيد والإماء والدروع والبَيْضَات والمغافِر.

ومن أرض خُوارِزْم: المِسْك والقَاقُم والسَّمُّور والسِّنجاب والفَنَك وقَصَب الطِّيب.

ومن سَمَرْقَند: الكَاغِد.١٣
ومن بَلْخ ونواحيها: العِنَب الطيب والفوشنة.١٤

ومن بُوشَنْج: الكبَر المربى.

ومن مَرْو: الضرَّابون بالبَرابِط الجِياد والطَّنافِس والثياب المَرْوِيَّة.١٥
ومن جُرْجَان: العُنَّاب والتَّدْرُج وحبُّ الرُّمَّان الجيد واليرمق١٦ الليِّن والإبْرَيْسَم الجيِّد.١٧
ومن آمِدَ: الثِّيابُ المَوْشِيَّة، والمنادِيلُ والمقارم١٨ الرِّقاق والطَّيَالِسة من الصوف.
ومن دَبَاوَنْد:١٩ نُصُول السِّهام.
ومن الرَّي: الخوخ والزئبق واليَرْمَق والأسلحة والثياب الرِّقاق والأمشاط والقَلانِس الملكية والقَسِّيات٢٠ الكتان والرُّمان.٢١
ومن أصفهان: الشَّهْد والعسل والسَّفَرجَل والكُمثرى الصيني والتفاح والملح والزعفران والأُشنان والأسفيذاج٢٢ والكحل والسرر المطبقة والأثواب الجياد والشراب من الفواكه.٢٣
ومن قُومَس: الفئوس والأمساح والجِتْر٢٤ والطيالسة من الصوف.

ومن كِرْمَان: النِّيلَج والكمُّون.

ومن الجور: الجوارشن،٢٥ وبِزْرُقَطُونا.٢٦
ومن بَرْذَعَة: البِغال الفُرَّه.٢٧

ومن نَصِيبِين: الرَّصاص.

ومن فارس: الثياب الكتان التوَّزي والسابري وماء الورد٢٨ ودُهْن النَّيْلُوفَر ودُهْن اليَاسَمين والأشربة.

ومن فَسا: الفستق وأصناف الفواكه وطرائف الثمر والزجاج.

ومن عُمان وسواحل البحر: اللؤلؤ.

ومن مَيْسَان: الأَنْماط والوسائد.

ومن الأهواز ونواحيها: السُّكَّر والدِّيباج الخَز.٢٩
… والصنَّاجات والرقَّاصات٣٠ … وأنواع التمر والدِّبْس والقَند.٣١
ومن السوس: الأُتْرُجُّ ودُهن البنفسج والشاه سبرم٣٢ والجِلال والبراذع.
ومن الموصل: الستور والمسوح٣٣ والدرَّاج والسماني.
ومن حلوان: الرمان والتين والكامَخ.٣٤
ومن أرمينية وأذربيجان: اللُّبُود … والبراذع والفُرُش والبُسُط الرِّقاق والتِّكَك والصوف.٣٥
١  قال أبو منصور الثعالبي: ولبلاد الهند من الخصائص ما لم يكن لغيرها، فمنها الفيل والكركدن والبَبْر والببغاء والطاؤوس والدجاج الهندي، والياقوت الأحمر والصندل الأبيض والعاج والساج، والتوتيا والقَرَنْفُل والسنبل والفُلْفُل، وغيرها من العقاقير (ثمار القلوب، ٤٢٣).
٢  الغضائر: جمعُ غَضَارة هي القصعة أو الصَّحْن الكبير ذو ساق يُتخذ من خزف، وأرفعُ الغضائر ما يُؤتى به من الصين كما نص عليه الجاحظ هنا؛ لاشتهارها وحُسْن صنعتها وجودة طليها وجمال رونقها. وقال شَمِرٌ: الغَضَار الطين الحمر نفسُه، ومنه يُتخذ الخزفُ الذي يُسمَّى الغَضَار. وقال ابن دريد: فأمَّا الغَضَارة التي تُستعمل فلا أحسبها عربية محضة (تاج العروس وغيره).
٣  لفظ «أدارند» هنا لا معنى له، وأظنه تحريفًا من النَّاسخ، ويظهر أنَّه قصد الرَّاوَند. قال مرتضى: الروند الصيني وهو أنواع أربعة، أعلاها الصيني ودُونَه الخراساني، ويُعرف بروند الدواب، تستعمله البياطرة وهو خشب أسود، والأطباء يزيدونها ألفًا فيقولون «راوند»، ولفظه ليس بعربي محض (تاج ٢، ٣٥٩ و٣٦٠، مادة راد).
٤  كذا بالأصل، ولم أرَ لها معنًى، ولا شك أنَّ النَّاسخ حرَّف فلم يأتِ باللفظ على أصله، اللهم إلا أن يكون اللاذ واللاذة، وهي ثياب من حرير تُنسج بالصين تسميها العرب والعجم اللاذ (المخصص ٤، ٦٨). وفي القاموس اللاذة: ثوبٌ حريرٌ أحمرُ يُنسج بالصين.
٥  القانة: وجمعها القان، وهو شجر جبلي ينبت بجزيرة العرب، زاد الأزهري: ينبت في جبال تِهَامة، ويُتخذ منه القِسِي (لسان العرب).
٦  الأَدَم، ج أَدِيم: هو الجلد المدبوغ إذا كان عليه شعره أو صوفه أو وَبَرُه.
٧  بالأصل: القرض، وهو تحريف واضح، وصوابه القرظ، وهو وَرَق السِّلَم تُدبغ به الجلود، وقيل هو السَّنْط يُعتصر منه الأقاقيا، وهو مما يُتداوى به (المعاجم اللغوية).
٨  كذا بالأصل ولا أخالها إلا الجَوَاشن، ج جَوْشن، وهو الدِّرع من حديد. وقال ابن سيده: زَرَدٌ يُلْبَسُه الصَّدرُ والحَيْزُوم (المحكم، خط بالمكتبة الزيتونية في تونس).
٩  الكُنْدُر: ضربٌ من العِلْك عن ابن سِيدَه، وهو اللُّبان عند الأطباء وغيرهم (تاج ٣، ٥٢٩).
١٠  الخِطْر – بالكسر – نبات يُجعل ورقُه بالخِضَاب الأسودِ يُختَضب به، وقال أبو حنيفة: هو شبيهٌ بالكَتَمِ وكثيرًا ما ينبُت معه، واحدته خِطرة (تاج ٣، ١٨٣).
١١  قال الثعالبي: ومن خصائص اليمن الزَّرافة، وكان الأصمعي يقول: أربعةٌ قد ملأت الدنيا ولا تكون إلا باليمن، الوَرْس والكُنْدُر والخطي والعقيق (كتاب ثمار القلوب، ٤٢٥). وقد جعل الناسخ هنا الخَطِّي — وهي الرُّمح — مكان الخِطْر، فليُنْتَبه.
١٢  على ذكر الحَمير المصرية قال الإصطخري: وبمصر بِغال وحَمير لا يُعرف في شيء من بلاد الإسلام أحسن ولا أثمن منها، ولهم من وراء أسوان حَمير صِغار في مقدار الكباش ملمَّعة تشبه البِغال الملمَّعة، إذا خرجت من مواضعها لم تَعِش، ولهم حَمير يُقال لها «السملاقية» بأرض الصعيد، زعموا أنَّ أحد أبويها من الوحشي والآخر من الأهلي، فهي أسير تلك الحَمير (راجع مسالك الممالك، ص٥٥. وكذا ابن حوقل، ص١٠٧).
١٣  كاغد (بفتح الغين وكسرها) وكاغذ: لفظ صيني معرَّب دخل العربية بطريق الفارسي، ولم يكن الكاغِد معروفًا بالمشرق في أول عهد الإسلام، وإنَّما كانت الكتابة على القراطيس المتَّخَذة من البردي المصري أو على الرُّقُوق، وأول ظهور الكاغِد في الإسلام كان في سَمَرْقَند، صنعه هنالك أسارى من الصين أَسَرَهم الأمير زياد بن صالح في وقعة أطلخ سنة ١٣٤ للهجرة، فاتخذوه له من خِرَق الكتَّان والقُّنَّب على ما كان جارٍ في بلادهم، فقلَّدهم الناس من ذلك الحين، وكثُر صُنعه في بِقاع متعددة من بلاد الإسلام، ومنها دخل إلى أروبا واشتهر. قال أبو منصور الثعالبي: كواغِدُ سمرقند هي من خصائصها التي عطَّلت قراطيسَ مصر والجلودَ التي كان الأوائل يكتبون فيها؛ لأنَّها أنعم وأحسن وأرفق، ولا تكون إلا بالسمرقند والصين، ثمَّ كثُرت الصَّنعة واستمرت العادة حتى صارت متجرًا لأهل سمرقند، فعمَّ خبرُها والارتفاقُ بها إلى جميع البلدان في الآفاق (ثمار القلوب، ص٤٣١). وذكر المقريزي في خططه أن جعفر البرمكي هو أول مَن استبدل الكتابة على القراطيس بالكاغد في الدواوين (النويري ١، ٣٦٧).
أقول: ومن أشهر الأصناف التي كانت تُصنع قديمًا في العالم الإسلامي: الكاغِد الفرعوني تقليدًا للقراطيس المصرية المستعمَلة إلى حدود ذلك الوقت، والكاغِد السليماني نسبة إلى سليمان بن رشيد ناظر بيت المال بخراسان على عهد الخليفة هارون الرشيد، والجعفري منسوب إلى جعفر البرمكي الوزير العباسي، والطَّلحي منسوب إلى طلحة بن طاهر ثاني أمراء بني طاهر، والنُّوحي نسبة إلى الأمير نوح الأول من بني ساسان، وسوى ذلك كثير، وقد شاعت الوِرَاقة في البلاد العربية، وخُصصت بدُور صناعة في العراق واليمن وفارس والشام ومصر والمغرب، لا سيَّما في القيروان والمهدية، وفي الأندلس خصوصًا بمدينة شاطبة Xativa وغيرها (انظر كتاب الفهرست لابن النديم، ص٢١؛ وصبح الأعشى ١، ٤٧٤ و٤٧٦).
١٤  الفوشنة: ويسميها أبو بكر بن الفقيه الهمذاني «الغوشنة» (كتاب البلدان، ص٢٥٥)، ولم نهتدِ إلى معرفة ماهيتها.
١٥  ثياب مَرْو، قال الثعالبي: كانت العرب تُسمِّي كلَّ ثوب صفِيق يُحمل من خُرَاسان المَرْوِيَّ، وكلَّ ثوبٍ رقيقٍ يُجلب منها الشاهجاني؛ لأنَّ مَرْو عندهم أمُّ خُراسان، ويُقال لها مَرْو الشاهجان، وقد بقي إلى الآن اسم الشاهجان على الثياب الرقيقة، ومما تختص به مرو من الثياب «المُلْحَم» (ثمار القلوب، ص٤٣١). ومَن يُنسب إلى مَرْو من الرجال يُقال له مَرْوَزِيٌّ، ومن الثياب مَرْوِيٌّ (العقد الفريد ٣، ٢٥٧). أقول: المتعارف هو أنَّ النسبة إلى مَرْو الروز: مَرْوَزِيٌّ، وإلى مَرْو الشاهجان: مَرْوِيٌّ؛ للتفريق بين المدينتين.
١٦  لم نقف على معنًى للفظ «اليرمق»، وكأنه تحريف «النَّرمق» بالفتح، فارسي معرَّب «نرمه»، وهو الليِّن الناعم من كل شيء، وأنشد الليث لرؤبة يصف شبابه:
أَجُرُّ خَزًّا خَطِلًا ونَرْمَقا
إنَّ لِرَيْعانِ الشَّبابِ غَيْهَقا
تاج (٧، ٧٥): ويمكن أن يكون أيضًا «يلمق»، ج يلامق، وهو ضربٌ من الفِراء المبطنة.
١٧  قال الإصطخري: ويرتفع من جُرْجَان من الإبْرَيْسَم شيء كثير، وإبْرَيْسَم طبرستان يحمل بِزْر دُودِه من جُرْجَان، ولا يرتفع من بِزْر طَبَرِسْتان إبْرَيْسَم، وبجُرْجَان الثلجُ والنَّخيل وفواكه الصُّرُود والجُرُوم من التين والزيتون وسائر الفواكه (الإصطخري، ص٢١٣؛ وابن حوقل، ص٢٧٣). وقال المقدسي: ولأهل جُرْجَان المقانِعُ القزِّيَّات تُحمل إلى اليمن، والعُنَّاب. ولهم ديباجٌ دون (أحسن التقاسيم، ص٣٦٧).
١٨  المقارِم: ج مِقْرَمَة، وهي السِّتْر، وعن ابن الأعرابي هي المِحْبَس نفسُه يَقْرَم به الفِراش، قال: وهو ثوبٌ من صوف فيه ألوان من عُهُونٍ، فإذا خِيط فصار كأنَّه بيتٌ فهو كِلَّة، وقد تُزيَّن المقارِم في أطرافها بالرَّجَائز، وهي نسيجة حمراء عرْضُها ثلاث أصابع وأربع (المخصص ٤، ٧٥). أقول: وقد أخذ الإفرِنج لفظةَ مِقْرمَة عن اللغة العربية وأطلقوه على نوع من الطُّرَر يسمُّونه Macramè.
١٩  دَبَاوَنْد: كذا بالأصل، وهو عندي تحريفٌ من الناسخ، وصوابه «دُنْبَاوَنْد»، وهو جبلٌ عالٍ بناحية كِرْمَان، قال ابن الفقيه: وبكِرْمَان مدينةٌ يُقال لها «دِمنْدَان»، وهي مدينة كبيرة واسعة، وبها أكثر معادن الذهب والفِضة والحديد والنُّحاس والنُّوشاذر والصُّفْر، ومعدِنه بجبل يُقال له «دُنْبَاوَنْد»، جبل مرتفع شاهق في الهواء ارتفاعه ثلاث فراسخ (كتاب البلدان، ٢٠٦).
٢٠  بالأصل العسيات، وعندي أنَّها السيات: نوع من الثياب كانت تُجلب أوَّلًا من قس بمصر، ثمَّ أُطلق الاسم على غيرها، وقد ورد ذكرها في الحديث الشريف (راجع النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير). وقال ابن سيده: الثِّياب القَسِّيَّة تُنسب إلى قس، وهو موضع، وهي ثياب فيها حرير تُجلب من نحو مصر، وقد نُهي عن لبسها (المخصص ٤، ٧٢).
٢١  قال الثعالبي: وكان يحمل إلى السلطان مع خراج الرِّي – وهو اثنا عشر ألف درهم – من الرُّمان مائة ألف، ومن الخوخ المقدَّد مائة ألف رطل (ثمار القلوب، ٤٢٨).
٢٢  الإسفيذاج: فارسي مُعرَّب، وهو نوع من الطلاء أبيض اللون شارقه، ويسميه الإفرنج Blanc de Ceruse، وهو المعروف في تونس بالباروق، وقد أطال ابن البيطار ذكر صنعه وتحضيره، فليُراجع (جامع المفردات ١، ٣١).
٢٣  قال الثعالبي: وكان يُحمل من أصبهان إلى حضرة السلطان كل سنة مع خَراجها – وهو واحد وعشرون ألف ألف درهم – قَدرٌ كبير من الكحل ومن العسل ألف ألف رطل، ومن الشمع عشرون ألف رطل، وكُحْلها موصوف بالجودة، والزعفران بها كثير (ثمار القلوب، ٤٢٧).
٢٤  الجِتْر: فارسي معرَّب، وهي المِظلَّة تُتَّخَذ للوقاية من الشمس.
٢٥  كذا بالأصل والأقرب أن تكون الجواشن، ج جوشن، وهي الدروع، وقد ذكرها الجاحظ في «المحاسن والأضداد» (فصل محاسن الهدايا).
٢٦  بِزْرُقَطُونا: نبْتٌ معروف، وهو صِنفان، شتوي وصيفي، وأنفع ما فيه بِزْرُه، وهو الأسفيون بالفارسية، وفي اليونانية فسيلون Psyllium (راجع المختصر الفارسي للصقلي. والمعتمد في الأدوية لا بن رسولا: طبع مصر، ص١٦. وكشف الرموز للجزائري. وغير ذلك).
٢٧  قال الإصطخري: ويرتفع من نواحي بَرْذَعَة بِغال تُجلب إلى الآفاق (المسالك، ١٩٠). وقال ابن حوقل: ويُجلب منها من البِغال الجِياد الموصوفة بالنَّجابة والصحة والجَلَد والصَّبر إلى خُراسان والعراق والشام وغير ذلك مما يُستغنى بشهرته عن ذكره (حوقل: ٤٢٨).
٢٨  قال الثعالبي: جُور من كُوَر فارس مخصوصةٌ بالورد الذي لا أطيب منه في سائر البلاد، يُضرب به المثل في الطيب، وهو مجلوب إلى أقاصي المشرق والمغرب … وكان يُحمل من فارس إلى الخلفاء كل عام مع خَراجِها من ماء الورد سبعة وعشرون ألف قارورة (ثمار القلوب، ٤٢٧؛ وراجع أيضًا: الإصطخري، ١٥٢؛ وابن حوقل، ١٢٣؛ والمقدسي، ٤٤٣).
٢٩  السُّكَّر: من خواص الأهواز ومفاخرها ومتاجرها، ولا يكون إلا بها على كثرة قصب السكر في سائر النواحي، والمثل المضروب بسُكَّر الأهواز كما قال أبو الطيب المتنبي:
تقضِم الجمرَ والحديدَ الأعادي
دونه قَضْم سُكَّر الأهواز
وكما يُحمل إلى الخلفاء كل عام مع خراج الأهواز — وهو خمسة وعشرون ألف درهم — ثلاثون ألف رطل من السُّكَّر، ومما يُنسب إلى الأهواز من النَّفائس ديباج تسر وخز السوس، قال كشاجم يصف الروض:
كأنَّ الذي دبجت تسر
وطرزت السوس فيه نسر
(ثمار القلوب، ٤٢٦).
٣٠  حصل هنا ترهل عطَّل قراءة بعض الكلمات. أما لفظ «الصناجات» الواردة بالأصل، فأظنها تحريفًا من الناسخ، ولا أخالها إلا «النِّصَاحات»، وهي الجُلود، واحدتها نِصاحة (راجع المخصص ٤، ١٠١). وكذا قوله «الرقاصات»، فهي عندي «الطرَّاحات» ج طرَّاحة، وهي مقاعد صغيرة مربَّعة تُطرح في البيوت.
٣١  القَند والقَندة: معرَّب «كند»، وهو عصارة أو عسل قصب السكر إذا جَمَد، وهو المعروف عند الأطباء بسكر النبات، ويسميه الإفرنج Sucre candi؛ أيْ سكر مربَّى.
٣٢  شاه سبرم، ويُقال أيضًا شاهسفرم وشاهشفرم: نوع من الريحان، كان يُسمَّى الريحان السلطاني والحَبَق الكِرْمَاني. واللفظ فارسي معرَّب «شاه سيرغم»، وهو مما عُرِّب قديمًا لوقوعه في شعر الأعشى (شفاء الغليل؛ وتاج العروس ٨، ٣٦١؛ وكتاب المعتد لابن رسولا، ص١٧٨؛ وغير ذلك).
٣٣  المسوح، ج مسح: عن ابن سيده كساء مخطَّط يكون في البيت يُستتر به ويُفترَش (المخصص ٤، ٨٠). ولا يخفى أن منسوجات الموصل كانت لها من قديم الزمان شهرة كبيرة في الشرق والغرب، حتى إن الأمم الإفرنجية أطلقت عليها اسم Mousseline تذكيرًا لأصل مَوْردها.
٣٤  الكامَخ: فارسي مُعرَّب، وأصله «كامه»، ويُجمَع على كواميخ. قال الجواليقي: الكامَخ الذي يُؤتَدم به (كتاب المعرب). وقال مرتضى وغيرها في شرح الكامَخ: ومنهم مَن خصه بالمخلَّلات Hors d’oeuvres التي تُستعمل لتشهِّي الطعام (تاج ٢، ٢٧٧)، وكذا شفاء الغليل. أقول: والمعنى الأخير هو المقصود هنا، ويؤيده ما حكاه الجاحظ نفسه في البيان والتبيين (ج٣، ص١٩١، من طبعة مصر، سنة ١٣٣٢).
٣٥  قال ابن حوقل عند ذكره أرمينية وأذربيجان: وبهذه البلاد وفي أضعافها من التجارات والمجالب وأنواع المطالب من الدواب والأغنام والثياب المجلوبة إلى النواحي والأقطار، معروفة لهم ومشهورة كالتِّكك الأرمنية التي تعمل بسلماس، تُباع التِّكة من دينار إلى عشرة دنانير، ولا نظير لها في سائر الأرض. ثمَّ قال: وأكثر ما يخرج إلى بلاد الإسلام من الديباج والبُزْيُون وثياب الكتان الرومي وثياب الصوف والأكسية الرومية، فمن أطرابزندة (المسالك والممالك، ص٢٤٦). وقال الثعالبي: وكان يُحمل إلى حضرة السلطان مع خراج أرمنية كل عام — وهو ثلاثة عشر ألف ألف درهم — من البُسُط المحفورة (؟) ثلاثون بِساطًا، ومن الرَّقْم خمسمائة وثمانون قطعة، ومن البُزاة ثلاثون بازيًا (ثمار القلوب: ٤٢٨).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤