أرسطو والمرأة

«يعتقدُ أرسطو أن المرأةَ «الفاضلة» صاحبةَ الامتياز الحقيقي والجدارة الحقيقية هي التي تكون ربَّةَ منزل من الطراز الأول، تسهَر على تربية الأطفال، وتسير على قواعدَ محدَّدة.»

تكمُن خطورة نظرية «أرسطو» عن المرأة في تقنينها لوضعٍ مهينٍ عاشت المرأة في ظله على مدار قرونٍ طويلة حتى القرنِ التاسعَ عشرَ الميلادي؛ إذ أضفَت مكانةُ «أرسطو» في الفكر الإنساني، باعتباره المعلِّم الأول، حجابًا كثيفًا حول مدى منطقية أو صواب نظريته عن المرأة؛ تلك النظرية التي تَعتبر المرأة رجلًا ناقصًا ليس لها دَورٌ في هذه الدنيا سوى الإنجاب وتربية الأولاد، مُرجِعًا مكانتَها الدُّونيَّة إلى الطبيعة وليس إلى العادات والتقاليد المجتمعية، ومُدعمًا نظريتَه بالكثير من الأفكار الفلسفية. وهي نظريةٌ لم يخفِّف منها نماذجُ لامعةٌ لنساءٍ عاصرَهن، وتعرَّف عليهن عن قُرب، مثل «أوليمبياس» والدة «الإسكندر الأكبر» التي تمتَّعَت برجاحة العقل، وكذلك الشاعرة «سافو» التي قال عنها «أفلاطون» إنها الربَّة العاشرة للفنون؛ وهو ما يُفسِّر لنا خضوعَ «أرسطو» في نظريته للتقاليد السائدة في عصره وليس لأساسٍ فكريٍّ سليم.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور إمام عبد الفتاح إمام.

تحميل كتاب أرسطو والمرأة مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٩٦.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٥.

عن المؤلف

إمام عبد الفتاح إمام: أكاديمي ومترجِم مصري، متخصِّص في الفلسفة والعلوم الإنسانية، اشتُهِر بترجماته العربية لأعمال الفيلسوف الألماني «هيجل»، حتى صار البعض يلقِّبه ﺑ «معرِّب هيجل»؛ فقد كتَب عنه كثيرًا وترجَم له العديد من المؤلَّفات حتى صار أحدَ أهمِّ المراجع العربية عنه وعن فلسفته.

وُلد الدكتور «إمام عبد الفتاح إمام» بالشرقية عام ١٩٣٤م، وحصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام ١٩٥٧م، ثم درجة الماجستير عن موضوع «المنهج الجدلي عند هيجل» عام ١٩٦٨م، فالدكتوراه من جامعة عين شمس عن موضوع «تطوُّر الجدل بعد هيجل» عام ١٩٧٢م، ودرَّس بعددٍ من الجامعات المصرية والعربية مثل جامعة القاهرة، وعين شمس، والمنصورة، والزقازيق، وجامعة الكويت، وطرابلس.

تتلمذ على يد الفيلسوف المصري «زكي نجيب محمود»، ونهل من عِلمه. يَنعته البعض ﺑ «شيخ المترجِمين»، وهو رائدُ مدرسةٍ خاصة في الترجمة، وقدَّم إلى المجتمع الثقافي عددًا من المترجِمين والباحثين. ساهَم في تأليف مناهج الفلسفة التي تُدرَّس لطلبة المرحلة الثانوية في مصر، وأشرف على سلسلة «أقدِّم لك» بالمجلس الأعلى للثقافة، كما أشرف على ترجمة «موسوعة كوبلستون» في تاريخ الفلسفة الغربية وترجم بعضَ أجزائها.

عُرف بغزارة أعماله، فله ما يزيد عن المائة والعشرين كتابًا ما بين مؤلَّف ومترجَم، ومن أشهر مؤلَّفاته: «المنهج الجدلي عند هيجل»، و«مدخل إلى الفلسفة»، و«تطوُّر الجدل بعد هيجل»، و«معجم ديانات وأساطير العالم»، و«سلسلة المرأة في الفلسفة»، وأثار كتابُه «الطاغية» جدلًا ونقاشًا واسعًا في الأوساط الثقافية، حيث تناوَل فيه فكرةَ الديمقراطية والاستبداد. ومن أهم أعماله في الترجمة: «أصول فلسفة الحق»، و«ظاهريات الروح»، و«محاضرات في تاريخ الفلسفة»، وجميعها ﻟ «هيجل»، و«استعباد النساء» لـ «جون ستيوارت مل» و«الوجودية» ﻟ «جون ماكوري»، و«فلسفة هيجل» ﻟ «ولتر ستيس» وغيرها.

رحل «إمام» عن عالمنا في يونيو ٢٠١٩م، مخلفًا وراءَه ثروةً ثقافية وفكرية متخصِّصة.

رشح كتاب "أرسطو والمرأة" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥