أرسطو والمرأة
«يعتقدُ أرسطو أن المرأةَ «الفاضلة» صاحبةَ الامتياز الحقيقي والجدارة الحقيقية هي التي تكون ربَّةَ منزل من الطراز الأول، تسهَر على تربية الأطفال، وتسير على قواعدَ محدَّدة.»
تكمُن خطورة نظرية «أرسطو» عن المرأة في تقنينها لوضعٍ مهينٍ عاشت المرأة في ظله على مدار قرونٍ طويلة حتى القرنِ التاسعَ عشرَ الميلادي؛ إذ أضفَت مكانةُ «أرسطو» في الفكر الإنساني، باعتباره المعلِّم الأول، حجابًا كثيفًا حول مدى منطقية أو صواب نظريته عن المرأة؛ تلك النظرية التي تَعتبر المرأة رجلًا ناقصًا ليس لها دَورٌ في هذه الدنيا سوى الإنجاب وتربية الأولاد، مُرجِعًا مكانتَها الدُّونيَّة إلى الطبيعة وليس إلى العادات والتقاليد المجتمعية، ومُدعمًا نظريتَه بالكثير من الأفكار الفلسفية. وهي نظريةٌ لم يخفِّف منها نماذجُ لامعةٌ لنساءٍ عاصرَهن، وتعرَّف عليهن عن قُرب، مثل «أوليمبياس» والدة «الإسكندر الأكبر» التي تمتَّعَت برجاحة العقل، وكذلك الشاعرة «سافو» التي قال عنها «أفلاطون» إنها الربَّة العاشرة للفنون؛ وهو ما يُفسِّر لنا خضوعَ «أرسطو» في نظريته للتقاليد السائدة في عصره وليس لأساسٍ فكريٍّ سليم.