سادسًا: الظاهريات كاتجاه ديني١

يوجد الاتجاه الديني في الظاهريات نفسها بثلاث طرق: مباشرة، وغير مباشرة، وضمنية.

(١) الاتجاه الديني المباشر٢

ويظهر الاتجاه الديني المباشر في التأملات حول «الله»، وهو الموضوع الديني الرئيسي؛ وضعه خارج الدائرة، واستبعاده من الحقيقة العقلية الموضوعية، ورفض إثبات المفارقة أو الحلول، وعلاقته بالشعور والعالم، وحضوره داخل الحضارة.

ليس «الله» مشكلة؛ إذ إنه لا يتدخل في العالم على الإطلاق، وقد تم تناول موضوع الله في فقرة «إنارة خطأ أساسي» فيما يتعلق بنظرية الإدراك، والتصور المتناقض هو الذي يجعل الإدراك عاجزًا عن الوصول إلى الشيء ذاته؛ لأن الله وحده «موضوع المعرفة الكاملة على الإطلاق؛ وبالتالي كل إدراك مطابق ممكن، هو القادر بطبيعة الحال على إدراك الشيء في ذاته الذي يندُّ عنا، نحن الموجودات الفانية.»٣ هذا التصور متناقض؛ لأنه ينكر الفرق الأساسي بين المفارقة والحلول، ثم يعزو إلى «الله» الشيء المكاني الحالَّ في تيار شعوره. «الله» إذَن افتراض «لا فائدة منه» في تكوين العالم، كما يُرفض تصور أن الله يرى الشيء في ذاته في حين أن أعضاءنا الحسية ليست إلا نظارات مشوهة، وأزيحت جانبًا القضية الأخرى أن الشيء مكان مملوء، له صفات مطلقة لا يمكن معرفتها، ولا يمكن قبول التصور الثالث الذي يقوم على وحدة الذهن بين «الله» و«النحن»، حيث يتحد الشيء في ذاته مع الظاهرة؛ لأنه يفترض أن الله «مصاب» بعمى الألوان في الوقت ذاته الذي يرى فيه الصفات الحقيقية، ويُعزى له بدن مع أعضاء حسية. ولحل هذه المشكلة من الضروري التمييز بين الصفات الثانية والصفات الأولى، دون إيقاع الأولى في وضعية علوم الطبيعة أو النسبية الخالصة، التجربة المشتركة وحدها هي التي تضمن الموضوعية وإدراكها.٤ لا يتدخل «الله» إذَن في الإدراك، والعالم مستقل عنه، والآخر يحل محله في التجربة المشتركة وفي الجماعة الإنسانية، ليس لله أي وظيفة في واقع العالم الخارجي، «بل إن أي فيزيقا إلهية لا تستطيع أن تقلب إلى حدوس بسيطة تحديدات الواقع الذي يحقِّقه الفكر عن طريق المقولات، ولا تستطيع القدرة الإلهية أن تجعل إنسانًا يعزف الكمان بوظائف بيضاوية.»٥ بل إن «الله» لا يستطيع أن يضع قانونًا قائمًا على التوازي السيكوفيزيقي.٦ الطبيعة عالم لا يعتمد على شيء أو شخص أو حتى على الله،٧ وهل تستطيع الألوهية الحصول على العقل اللانهائي لماهية الأحمر غير ما يظهر؟
ولا يتدخل «الله في النظام العقلي»،٨ ولا يغير الله شيئًا فيه، «لا يستطيع أي إله أن يغير على الإطلاق أو يستطيع أن يمنع أن يكون ١ + ٢ = ٣، أو منع أي حقيقة ماهية من الوجود.»٩ «الحقيقة واحدة مع ذاتها سواء أدركها البشر أو موجودات تفوق البشر، مثل الملائكة أو الإلهية، أو حكموا عليها.»١٠ ولا يهم إذا كان اللفظ مفردًا ليدل على «الله» الواحد أو جمعًا ليدل على «آلهة» الأوليمب، فهناك حقيقة مستقلة عنهما معًا، وتؤخذ قضية «الله عادل» كنموذج لقضية منطقية متميزة عن مضمونها النفسي، وهي مثل قضية ٢ × ٢ = ٤. وهكذا تصبح الصفات الإلهية مثل المعادلات الرياضية،١١ «الله» نفسه «يخضع» لضرورة مطلقة، «وبالتالي يخضع الله لهذه الضرورة المطلقة والبديهية، وكذلك أيضًا لبداهة أن ١ + ٢ = ٢ + ١. وهو أيضًا لا يستطيع أن يستمد من شعوره أو من مضمونه إلا معرفة تأملية.»١٢ فالله نفسه ظاهراتي! والرياضيات علم مطلق من خلالها يكون الحوار مع الله ممكنًا.١٣ وإذا كان الإنسان صورة الله، فالله هو الإنسان البعيد إلى ما لا نهاية، وقد حوَّل الفيلسوف الله إلى مثال من خلال تحويله العالم إلى رياضة،١٤ ولدى الله رياضيات شاملة للعالم، ويعلم قوانين كل العوالم الممكنة، القوانين المضبوطة للموجودات المكانية الزمانية، وللموجودات بوجه عام، وقوانين العلِّية، ونظرية الكثرة ممتدة إلى ميدان الروح؛١٥ ومن ثَم تكشف مشكلة «الله» بوضوحٍ مشكلة العقل المطلق كمصدر غائي لكل عقل ولكل معنًى في العالم. وليست مسائل الخلود والحرية بأقل أهمية من مشكلة العقل،١٦ «الله» هو العقل في التاريخ، وفي التاريخ هناك علم عام ينتظم كل الحوادث،١٧ وفي العملية العامة للتحول إلى مثال التي لها أصلها في الفلسفة، يتحول «الله» إلى منطق، ويصبح حاملًا للعقل المطلق.١٨
وقد تم تناول «الله» تحت عنوان «وضع مفارقة الله خارج الدائرة»؛١٩ إذ ينطبق «الرد» على المفارقة في كل اتجاهاتها، نحو العالم ونحو الله، المفارقة خيال. ووجود الله ووجود الإنسان كموجودات مفارقة من صنع الخيال، ولا يُرضي هذا الحكم الميتافيزيقي اللاهوتي،٢٠ وتُستعمل المفارقة الإلهية من أجل تأكيد وجود الجواهر المتناهية والمكانية،٢١ بل إن الله نفسه لا يستطيع إدراك الشيء في المكان؛ وبالتالي المفارق للشعور. «لا يمكن إدراك أي شيء في المكان ليس فقط البشر بل أيضًا الله، باعتباره ممثلًا مثاليًّا للمعرفة المطلقة، إلا من خلال المظاهر التي يبدو من خلالها أو يعطي من منظور متغير، طبقًا لأنماط متعددة بالرغم من أنها محددة، وتبدو طبقًا لتوجه متغير.»٢٢
وبعد وضع «الله» خارج الدائرة يثبت بوضوح كمطلق حال، «يكفينا أن هذا الموجود ليس مفارقًا للعالم، بل ينكشف أيضًا في الوعي المطلق.»٢٣ يتكون المطلق في الوعي الداخلي بالزمان؛ «فالمطلق الترنسندنتالي الذي تم الوصول إليه عن طريق عدة مرات من «الرد» ليس في الحقيقة الكلمة الأخيرة، بل هو بأحد المعاني شيء عميق وفريد على الإطلاق قائم بذاته، ويستمد وجوده الجذري من ذاته كمطلق حقيقي ونهائي.»٢٤ ليس «الله» مفارقًا بالمعنى الدنيوي، ولا حالًّا بمعنى التجربة الحية، بل هو مطلق يتجلى في «الشعور المطلق». ونظرًا لأن «الله» الدنيوي مستحيل بداهةً، وكما أن حلول الله في الوعي المطلق لا يتصور بمعنى حلول أي موجود كمعطًى حي، ففي تيار الشعور المطلق وفي المظاهر المختلفة للانهائية هناك طرق أخرى للإعلان عن المفارقات خارج تكوين واقع الأشياء كوحدات مظهرية مطابقة.٢٥
وفي فقرة طويلة أخرى «لقد استُبعد «الله» من قبلُ من الأنساق الفيزيقية والعقلية للعالم، وتم تصوره كحلول خالص في الشعور، فإنه علاقة الشعور بالعالم، وليس واقعة يفرضها الله عليَّ، ويحدد هذه العلاقة بطريقة حادثة، من الخارج، وهي أيضًا ليست واقعة يفرضها سلفًا عالم حادث وبشرعية علنية فيه، القبلي الذاتي هو ما يسبق وجود الله والعالم وكل موجود يفكر دون أي استثناء. الله بالنسبة لي هو تضايف مع الشعور، ولا يمكنني أن أحيد بوجهي عن ذلك خوفًا من اتهامي بالتجديف، بل على العكس؛ من الضروري رؤية المشكلة.»٢٦ يتضمن هذا النص ثلاث قضايا؛ الأولى: الوجود في العالم علاقة مباشرة بين الشعور والعالم دون أي تدخل من نظرية في الخلق. الثانية: القبلي الذاتي يسبق أي وجود آخر حتى ولو كان وجود الله. والثالثة: الله تجربة معيشة واقعية بعد وضع وجوده الواقعي بين قوسين، يمكن التفكير فيه في معطًى مباشر للشعور، وإدراك الوحدة التركيبية للأفعال المعطية للمعنى.٢٧ وفي نقد النسبية تؤدي نسبية الحقيقة إلى نسبية وجود العالم؛ أي إن الإنسان يأتي من العالم، والعالم يأتي من الإنسان. وبتعبير آخر، «الله يخلق الإنسان، والإنسان يخلق الله.»٢٨ فيوضع الله في توازٍ مع العالم، ويُتصور على أنه مرادف للحقيقة المستقلة.
ويظهر الله على رأس الجماعة الإنسانية، هو عقلانية العالم الذي تجتمع فيه الذوات المموضَعة بعد الموت في محبة خالصة تنتصر على الموت، الله إذَن هو الضامن لخلود النفس، «الرغبة الشاملة المطلقة؛ أي الإرادة هي القدرة الإلهية، ولكن هذه القدرة تفترض مجموع التجارب المشتركة ليس كشيء يسبقها، وممكنة قبله. ولكن طبقة بنيوية بدونها لا تستطيع هذه الإرادة أن تصبح عيانية.» «ليس الله نفسه كل الجواهر المفردة، بل الكمال الأول الذي توجد فيه فكرة الغاية اللانهائية للتطور، هي غاية الإنسانية طبقًا للعقل المطلق الذي ينظم ضرورة الوجود المونادي وينظمه طبقًا لأمره الخاص.»٢٩ الله هو العالم المركزي لكل الجواهر المفردة، هو الواحد اللانهائي، هو الوجود المطلق الكامل، هو الحياة الكاملة في الشخص الإنساني، والكمال رؤية للرسالة، ومن ثم فالله ليس فعلًا بل صيرورة دائمة، لا يمكن أن يوجد إلا في «عملية تتحقق فيها الألوهية ذاتها».٣٠ وهكذا يتم استرجاع الله في دين الوحي بعد أن فُقد في الديانات التاريخية، إذَن في الظاهر كل النصوص الظاهراتية الخاصة بميدان الدين خاصةً الله تستبعد اللاهوت العقائدي، وتقترب من الحلول الصوفي، الله لا شأن له بالعالم، والدين لا دخل له في الحياة الإنسانية. والواقع هذا التصور لله هو تصور «الدوجماطيقية» التاريخية، الله كظاهر، الله المفارق، واقع خارجي أو فكر صوري. الله في الظاهريات حلول خالص، هو قصدية ذاتية لشعور مطلق، وقصدية في التجربة المشتركة في الوعي الأوروبي.
وتُرفض كل وظيفة لله كفكرة محدِّدة أو كضامن للبداهة والموضوعية، والنقاش حول الله ليس نقاشًا على المستوى اللاهوتي، «فكرة الله فكرة محددة ضرورية في المناقشات المعرفية أو كمؤشر لا غنى عنه عند بناء أفكار محددة معينة، حتى الملحد نفسه لا يستطيع الاستغناء عنه عندما يتفلسف.»٣١ «وقليل للغاية من يتردد في أن يعزو إلى العقل اللانهائي حتى ولو كان فقط كفكرة محددة لنظرية المعرفة، هذه البداهة، هذه البداهة المطلقة، وهو ليس أفضل على الإطلاق من تصوره قادرًا على الإطلاق على تكوين معشر منظم أو تناقض نظري، إن لمعنى وجود الطبيعة صورة أساسية فرضها عليه بالضرورة الأسلوب الأساسي للتجربة الطبيعية، وأيضًا حتى الإله المطلق لا يستطيع أن يخلق «إحساسًا بالبداهة» يضمن الوجود الطبيعي على الإطلاق في تصور وبطريقة تعبير أفضل، لا يستطيع خلق تجربة حية كافية بذاتها، ومهما كانت متميزة عن تجربتنا الحسية تعطي موضوعها ذاته بطريقة قطعية ومطابقة.»٣٢ ويتضمن هذا النص أيضًا ثلاث قضايا؛ الأولى: اعتماد الموجود الطبيعي على نظريته العقلية، وليس على أي خالق. الثانية: البداهة إحساس داخلي خالص دون أي ضمان من أي موجود لا نهائي. والثالثة: التجربة المعيشة الخالقة للموضوع والتي تكتفي بذاتها ليست مخلوقة على الإطلاق؛ فالواقع أن الله ضامن للبداهة العقلية؛ وبالتالي أصبح الوجود الإلهي ضرورة ميتافيزيقية،٣٣ وبالرغم من تدمير البداهة يشير الله بوضوح إلى استنباط العالم الموضوعي من العالم الذاتي، وإثبات الظاهرية الخالصة من الباطنية الخالصة.٣٤ الله مقياس البداهة، وضامن لصدق العلوم الرياضية والموضوعية، وتتحول البداهة إلى خلق. ليس الله فقط ضامنًا للموضوعية بل هو خالق للعالم، البدن والنفس،٣٥ وكان اللجوء إلى الله كمصدر للوجود هو الوسيلة للحصول على حقيقة خارج الشك، والحصول على معرفة حالة.٣٦ ومعرفة الإنسان والسراب والسماء والملاك أو الله معرفة حالة، الله وحده يستطيع أن يهب الموضوعية للمعرفة الذاتية، وبالتالي لا تمثل فكرة الله أي صعوبة للذاتية الترنسندنتالية، الله مبدأ العقلانية، الله عقل مطلق، ولا يهم إذا كانت الذاتية إنسانية أم إلهية،٣٧ والبراهين على وجود الله في الذاتية الترنسندنتالية هي بقايا الفلسفة المدرسية، وهي مملوءة بالغموض والاشتباه،٣٨ وكان يمكن استخدامها لإثبات الكوجيتو الترنسندنتالي بعيدًا عن النزعة النفسانية،٣٩ ولم يحدث ذلك، وضد نظرية الصدق الإلهي مصدر البداهة وضمان الموضوعية في المثالية ترفض الظاهريات هذه البداهة التي تقرب أو تبعد من العاطفة الصوفية.٤٠ وتنقد بوضوحٍ الافتراض المسبق للحقيقة المطلقة كأساس لنظرية «دوجماطيقية» للبداهة، كما ترفض البرهان على وجود الله من أجل جعل تصور مفارقة التجربة والإيمان بالوجود أكثر قبولًا،٤١ ولا يتجاوز اللجوء إلى الصدق الإلهي في البرهان على وجود الله مستوى الشك أو النقد على أكثر تقدير،٤٢ وقد ألغى افتراض إله قادر أو شيطان ماكر خلقا النفس الإنسانية بحيث تكون دائمًا ضحية خداع بالنسبة للوجود الواقعي للأشياء لإثبات بداهة المعطى الأصلي.٤٣
ليست نظرية الصدق الإلهي إلا نموذج الخلط بين اللاهوت والفلسفة منذ العصر المدرسي حتى العصور الحديثة، ونظرية الواحد وهو الله، ومنه يصدر العالم تُغْري كأنطولوجيا ولكنها تنفِّر كلاهوت، والفلسفة المدرسية كلها في نفس الوضع.٤٤ كان التوفيق بين الاعتبارات العلية واللاهوتية أساس كل فلسفة الوجود الحديثة، الواحدية الميتافيزيقية وحدها هي التي استطاعت التخلص من هذا المطلب من الدين الوضعي واللاهوت، وتأسيس نظرية غير لاهوتية للوجود، نظرية في الله كجوهر مطلق. ومع ذلك، ما زال فيها مطلب أخلاقي مختلط بمطلب ديني، وتم استنباط نظام العالم من ماهية الله مما أدى إلى غياب الحرية والغائية الإلهية. وفي كل الأحوال نقص النسق ماهية منهجية.٤٥
وكان هدف نظرية «المونادولوجيا» توفيق الحقيقة الرياضية والعلمية مع الحقيقة الدينية واللاهوتية، ولم تكن بحثًا نظريًّا خالصًا منزهًا،٤٦ بل إنه حتى في المثالية النقدية جعل الدين واللاهوت الله خالقًا للعالم، وكمبدأ أقصى يخرج منه العالم خاصة العالم الأخلاقي، وبوجه أخص الحرية. وتجد كل ملكات النفس اكتمالها في الله، وتتفق الحقيقة الوضعية والحقيقة اللاهوتية وكذلك وجود الله ووجود العالم، واللاهوت ليس هو الفلسفة، والعلم ليس العقيدة أو الإيمان،٤٧ وهنا تضيع الذاتية في الدين والأخلاق كما ضاعت من قبلُ في الكوجيتو، وتقع المثالية النقدية في التناقض فيما يتعلق بنظريتها في «العقل النموذجي».٤٨ الله وحده هو الذي يعرف كل شيء على نحو قبلي دونما حاجة إلى تجربة للشيء؛ لأنه مخلوق منه سلفًا. ويحدد الله قوانين الأشياء ويعرفها جميعًا على نحو تركيبي، وتقع هذه النظرية أيضًا في الدوجماطيقية والحسية في آن واحد، لا يستطيع أن يعرف الله شيئًا آخر سوى نظام العالم؛ فقد وُجد العالم ولم يكن قد وُجد من قبل، وقوانين الأشياء ثابتة بإرادة ما مهما كانت، وكذلك للقوانين الأخلاقية للحياة الأخلاقية الدينية استقلالها الكامل، وكل المقولات، والله أحدها، ليس لها إلا وجود مصطنع أو زائف.
وقد تعثرت الفلسفة الرومانسية أيضًا لتدخل الدين واللاهوت والله في الفكر.٤٩
وقد تأسَّس علم نفس لاهوتي على فكرة «الله» في مواجهة علم النفس التجريبي، وأكملت علم النفس بالأخلاق، ومع ذلك ظلت البداهة لاهوتية، أدخلها الله في ذهن كل واحد منا.٥٠ ولم تكن مثالية تجريبية أخرى إلا لاهوتًا، مهمته معارضة الإلحاد. وكانت «المونادولوجيا» لديه لاهوتًا كذلك؛ لأن خالق هذا النظام الله، الله هو الذي خلق العلاقة بين الأفكار في نظرية التجريد.٥١ وكان لعلم النفس التجريبي فضل التخلص من أفكار التمثلات الغامضة لله وللعالم، للبدن وللنفس … إلخ.٥٢ ولم يكن بالإمكان أي تجربة مباشرة، بل إن الله ذاته موضوع علي.٥٣
وإذا اختلط اللاهوت بالفلسفة في العصور الحديثة فإن هذا يدل بوضوح على حضور الدين كشكل من أشكال الحضارة، وقد اختلط العلم في التاريخ بالدين. والاعتقاد الديني بالله أو بالحقيقة مفارقة ميتافيزيقية، ويُبحث عن العالم في مصدره الأخير وفي معياره المطلق، الفلسفة أيضًا علم كل موجود حتى ولو فصلت بين الموجودات المتناهية والموجود اللانهائي، والمطلق في العلم أو الفلسفة والمطلق في الدين موضوع للفلسفة للتوفيق بين الدين والفلسفة كما كان الحال في العصر الوسيط، وقد انتهى هذا الزمان إلى غير رجعة! فعدم الإيمان بالدين شرط تأسيس علم مستقل قائم بذاته، الاعتقاد جزء من رؤية العالم الشخصية لكل فرد،٥٤ يدخل الدين في تصور العالم في الحضارة، والموقف من الآلهة والشياطين … إلخ عند اليونان كان جزءًا من الحضارة اليونانية.٥٥ ومع ذلك لا يُعتبر الدين القائم على تعدد الآلهة تحولًا إلى مثال؛ فالآلهة في صيغة الجمع التي تعبر عن قوًى أسطورية من كل نوع هي موضوعات طبيعية مثل كل الموضوعات الأخرى في العالم، الله الواحد وحده له ماهية فردية، وهو في علاقة مع الإنسان، ويتجلى من خلال التجربة الإنسانية؛ لذلك اختلط مع الفلسفة في عملية التحول إلى مثال؛ ففي هذه العملية العامة في الفلسفة، يتحول «الله» أيضًا إلى منطق كحامل للعقل المطلق، وتستدعي القوى المنطقية؛ الدين واللاهوت، إلى بداهة الاعتقاد وإلى حقيقة الأشياء، والآلهة الوطنية موضوعات خالصة في العالم، لا تضع أي سؤال نظري للفلسفة.٥٦ وكل الألفاظ مثل: حضارة، دين، علم، فن، حساب التفاضل والتكامل، هي تصويرات حدسية للتعبيرات، تستعمل صورًا ذهنية لتصوير الدلالة كدلالة مفترضة،٥٧ الدين إذَن هو نموذج لنمط معرفي ما زال يستعمل الصور دون الوصول إلى الصورة الخالصة مثل الرمز الجبري للجذر ، ومع ذلك فالأسطورة والدين لهما جذورهما في التجربة في التاريخ، ويرتبطان بالتكيف والتأقلم مع البيئة.٥٨ ووضع الحضارات غير الأوروبية وضع يدعو إلى الإحباط؛ فإذا كانت أوروبا تمثِّل الإنسانية والبحث المنزَّه عن الحقائق العقلية فإن الحضارات الشرقية الصينية أو الهندية مرتبطة بأهداف عملية تقوم على تصورات أسطورية دينية. العالم الهندي افتراضي لأنه لم يخضع لعلم عقلي موضوعي.٥٩ والعالم الصيني بل والعالم اليوناني كذلك حتى صولون كان عالمًا موضوعيًّا، وهل يرضي الروح الإنساني أمام التناقض الإنساني، وهو الذات، أن يكون ذاتًا للعالم وموضوعًا في العالم الذي خلقه الله، وخلق الموجودات الإنسانية فيه، وأعطاهم الشعور والعقل، وفتح لهم آفاق المعرفة؟ هذا ممكن في الموقف الساذج؛ موقف الدين الوضعي الذي يؤكد وجود حقيقة خارج الشك، وسر الخلق مشكلة جزئية في الدين الوضعي؛ ولهذا التناقض في الفلسفة أهمية نظرية، ويظل موضوعًا دائمًا كسؤال.٦٠ واليقين والبداهة نتيجة للموقف النظري، وهو أفضل من النبوءة أو الله.٦١ وإذا ناضل الوعي الأوروبي من قبلُ ضد التراث دفاعًا عن الدين الطبيعي فإنه يناضل هذه المرة أيضًا ضد الدين الطبيعي دفاعًا عن العلم الشامل. الصراع ضد الآلهة والشياطين وقوى الطبيعة ضروري؛ لأنها أساطير داخل الحضارة.٦٢ «وفي دائرة حضارتنا الأوروبية التوحيدية فإن ملايين البشر الذين يتصورون الله كفكرة أنثروبولوجية حقيقة، يتصورنه كخالق أنثروبولوجي للعالم؛ وبالتالي يتصورون العالم ذاته كتكوين حضاري هائل ومصطنع بالرغم من فخامته.»٦٣
وأحيانًا تكشف بوضوحٍ بعض الأفكار المتناثرة التصور الديني للظاهريات، مثلًا تؤخذ قضية «فليساعدني الله» كمثل للدلالة على الفكر كمضمون حي يكوِّن معنى اللغة.٦٤ وهذا يدل على أن «الله» ليس إلا ذاتًا مثل باقي الذوات دون أن يكون له وضع خاص، وكذلك «الآلهة» موضوع مثل باقي الموضوعات مثل: الشياطين، الحضارة، المجتمع، القيمة في تيار الشعور.٦٥ ووضع خارج الدائرة الدين والدولة، والعادات والقانون كواقع طبيعي،٦٦ وأخذت كاتدرائية القدس بطرس كمثل للدلالة على أحد معاني التمثل، وهو فعل الخيال؛٦٧ ومن ثَم ليس للكنيسة وضع خاص في التاريخ كما هو الحال في اللاهوت.
الكنيسة والدولة، والعادة والقانون، موضوع قيمة من مستوًى أعلى، ولكن يمتد إليها التحليل كموضوعات.٦٨ وكذلك يضرب المثل ﺑ «البابا» على التمثل؛ فتمثل «البابا» يمثل «البابا» تمامًا.٦٩ «البابا» موضوع مثل باقي الموضوعات لا أكثر.

(٢) الاتجاه الديني غير المباشر٧٠

يظهر الاتجاه الديني على نحو غير مباشر في التفكير في موضوعات فلسفية هي ذاتها تحولات لموضوعات دينية، نُقلت فقط إلى مستوى الشعور وتم التعبير عنها بلغة إنسانية وشاملة ومفتوحة، مثل: المطلق، الماهية، المثال، الخالص … إلخ. وكل الفلسفة الحديثة خاصةً المثالية الترنسندنتالية من هذا النوع.

ويظهر المطلق في صورة منطقية، فهو الفرد، الموضوع النموذجي، كما أنه الصورة المنطقية الخالصة، كما يبدو المطلق في الفردية الشديدة وفي الشمول الأعم،٧١ كما يظهر كفعل حال في الإدراك الحال، وهو الميدان المطلق للوضع المطلق حيث لا يوجد صراع أو شبح أو مغايرة، ثنائية المعطى الحي واقع مطلق،٧٢ والكل تضايف مع الوعي المطلق.٧٣ والتأمل باعتباره إدراكًا باطنيًّا له قيمة مطلقة.٧٤ والمعرفة المطلقة مسموح بها؛ فقد تم الحصول عليها من قبل، ولها أبنية ثابتة جدلية تقوم بدور المؤسِّس لكل علم.٧٥ المعرفة المطلقة إذَن معرفة أساسية، أليس الوحي أيضًا معرفة مطلقة معطاة سلفًا؟ ترفض الظاهريات كبحث عن المطلق كل صور الشك والنسبية؛ فالنزعة النفسانية نسبية شكية.٧٦ ولا يقتصر الشك على ميدان معين، ولكن يمتد إلى جميع أجزاء العام كموضوع مثالي.٧٧ وآخر فكرة في «التكوين» هي: «نسبية الطبيعة، والروح كمطلق».٧٨ وضد الشك، وهو تصور دقيق في النظرية على العموم، تبحث الظاهريات عن الشروط المثالية لإمكانية نظرية على العموم، حتى ولو فُهم الشك بالمعنى الواسع يظل أيضًا نزعة نفسانية؛٧٩ ومن ثَم فإن التأملات الظاهراتية حول المطلق وتجلياته المختلفة، مثل: الوعي الشامل، والماهية الخالدة (اللازمانية)، تدل بوضوح على نفس مضمون الدين الإنساني كما كانت وكما هي الآن وكما ستكون في الفلسفة الحديثة، ما تبقى من إعدام العالم،٨٠ الوعي الترنسندنتالي هو إمبراطورية الوجود المطلق.٨١
ويظهر الدين أيضًا على نحو مباشر في الميدان العملي والأخلاقي المختفي وراء المنطق، وإذا كانت أخلاق الأمر المطلق مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمذهب التقوى أو القنوط فإن الظاهريات ليست أقل قنوطًا؛ فالواقع أن التمييز الأساسي بين المفارقة والحلول تتبع مطلبًا دينيًّا خالصًا. فالمعطى الحي النفسي المفارق ضروري ومطلق.٨٢ البيئة المثالية للذات هي عالم القيم، عالم الخير والعالم العملي.٨٣ الأخلاق مثل عملي، والظاهريات وبحوثها الأخلاقية تعطي الانطباع بأنها طريق صوفي من أجل سمو النفس أكثر منها منهجًا للبحث في إطار نظرية للمعرفة، ولولا نقل الأخلاق إلى الرياضة لكان الطريق الصوفي أكثر وضوحًا، وتظهر مشكلة الحرية على استحياء داخل التحليل الظاهرياتي، كل نشاط الشعور نشاط حر،٨٤ ولولا تحول الحرية إلى المستوى المنطقي لكانت الحرية فلسفة عملية للفكر والعمل.

(٣) الاتجاه الديني الضمني٨٥

يظهر الاتجاه الديني الضمني في الحركة الباطنية للفكر إلى الأعلى حتى ولو أخذ طابعًا رياضيًّا، والطابع النفساني في «فلسفة الحساب» هو اقتراب إلى «الحميمي الأكثر حميمية» الذي تتحدث عنه الفلسفة المدرسية. والاتجاه المثالي في «بحوث منطقية» يتبع أيضًا نفس المطلب، وتُسمى فلسفات العصور الحديثة «أعلى الأعلى» «من الخارج إلى الداخل، ومن الداخل إلى الأعلى»، وهذا هو ما يفسر الاتجاهين السابقين، لا يوجد تغير لأن مطلب المطلق في كل مكان. «الرد» الظاهرياتي اتجاه ديني ضمني. هو تحرير للنفس من سيطرة الاتجاه الطبيعي بالتحول من الخارج إلى الداخل، وبالتعبير بالصورة هو ملاء كافٍ من الوضوح، هو تقريبًا فعل الحرية، مع أن تعليق الحكم يظل إيحاءً بالحقيقة التي لا يمكن زحزحتها.٨٦ أما «التكوين» فإنه قلب العالم الكبير إلى العالم الصغير، والذي يعبر عن ملاء الإيمان، وأنماط الاعتقاد المعرفي هي في الحقيقة أنماط الاعتقاد الديني، وحياد الشعور هو رفض سيطرة العالم على الشعور، ومنهج الإيضاح بحث عن الحقيقي أي الحقيقة الدينية، الوعي الأوروبي ذاته يبحث عن الحقيقة الدينية، والتي رفضها كتاريخ ثم أوجدها كحقيقة إنسانية، جوهر الحقيقة الموحى بها.
إن مظاهر الثقة لدى مؤسس الظاهريات تؤكد التأويل الديني للعلم الذي أنشأه، «انظر إلى العهد الجديد أمامي، هو دائمًا فوق مكتبي، ولكن لا أفتحه على الإطلاق، وإذا شرعت في القراءة فإني أعلم أنني يجب أن أترك الفلسفة.»٨٧ ومن ثَم تعبر الظاهريات من خلال الفلسفة ما وُجد من قبل في الدين طبقًا لعبارة «لن تبحث عني إن لم تكن قد وجدتني»، والتماثل المطلق بين الاثنين، الفلسفة والدين جعلت مؤسس الظاهريات يقول عن رائد الفلسفة الوجودية: «أنا متفق معه خاصة حول التناقص لأن التناقص ضد العقل.»٨٨
ما صدم مؤسسَ الظاهريات هو الدينُ الظاهري الشعائري، وهو ما منعه من الانتساب إليه، «أنتم أيها الكاثوليك، تجلسون على المائدة وكأنكم في مأدبة»، وعنده «هذا ليس سهلًا» «لو أنني أستطيع ذلك».٨٩ وظاهرية الشعائر مثل تعقيد العقائد، «أنا الآن طاعن في السن، وقد أنفقت حياتي كلها وأنا أعمل بوعي تام؛ لذلك يلزمني قضاء خمس سنوات مع كل عقيدة، انظر الآن كم أحتاج من وقت للوصول إلى كل شيء.»٩٠ لا يمكن زحزحة الدين التاريخي، «الله خير ولا يمكن النفاذ إليه، وهذا امتحان كبير لي.» وأيضًا «أرى أنه معي، ولكني لا أشعر أنه قريب مني.»٩١
بين الظاهريات والدين هناك تماثل في الغاية، واختلاف في الوسيلة، «حياة الإنسان ليست إلا طريقًا إلى الله، أحاول الوصول إلى هذه الغاية دون أدلة ومناهج أو وسائل لاهوتية مساعدة. وبتعبير آخر، الوصول إلى الله دون اللجوء إليه، كان لزامًا عليَّ إبعاد الله من فكري العلمي من أجل شق طريق إليه مثل هؤلاء الذين مثلنا ليس لديهم اطمئنان الإيمان عن طريق الكنيسة. أنا أعلم أن هذه الطريقة خطرة عليَّ إن لم يكن لدي ارتباطات عميقة بالله وإيماني بالمسيح.»٩٢ والواقع أن «الرد» الظاهرياتي هو طريقة للبحث عن الحقيقة بداية بلا شيء، وهؤلاء الذين يرفضونها «يخشون النفاذ إليها حتى ولو كان الهدف البرهنة على أسسها اللاهوتية، يخشون أن نطالبهم بأن يستبعدوا من روحهم، حتى ولو لحظة واحدة، الوحي والعقيدة بل والله نفسه. يخشون من الدخول في نار الشك التام.»٩٣ وتُستعمل لغة الرمز للتعبير عن الطريقين. «هناك حركتان يبحث كلٌّ منهما عن الآخر باستمرار، يتقابلان ثم يبحثان من جديد.»٩٤ هذان الطريقان هما الحقيقة الإنسانية والحقيقة الإلهية، الحقيقة العقلية والحقيقة الموحى بها.
والعبارات الرمزية التي تفوه بها مؤسس الظاهريات هنا وهناك استعمل فيها لغة التصوف، لغة النور، فبعد أن قرأ الإنجيل وهو جالس في الشمس قال: «الآن سطعت شمسان فيَّ.» كما قال: «من النور إلى الظلام، والظلام الكثير، ثم إلى النور من جديد.» وترتبط لغة النور بلغة رؤية الرائع: «رأيت شيئًا رائعًا. بسرعة أكتب.»٩٥
وفي الحياة الخاصة لمؤسس الظاهريات كان الإيمان الديني حاضرًا: «آه، أتخيل تمامًا أنك ستكون حاضرًا عندما أموت قارئًا الإنجيل بصوت مرتفع بينما أنا داخل إلى الخلود.» وأيضًا: «منذ مطلع شبابي ناضلت ضد كل صور الغرور، والآن انتصرت عليها تقريبًا، بل إن غرور وظيفتي، واحترام طلابي وإعجابهم بي، وبدونهما لا يستطيع أي أستاذ أن يعمل، أحب قبل موتي أن أتجه إلى العهد الجديد مثل نيوتن، وألا أقرأ شيئًا آخر، ما أجملها من أمنية لو حدث ذلك!» وأيضًا: «بعد أن أكملت رسالتي كفيلسوف أكون حرًّا في أن أعمل لمعرفة ذاتي لأن أحدًا لا يستطيع أن يعرف نفسه إن لم يقرأ الكتاب المقدس.» وأيضًا: «أي يوم رائع يوم الجمعة المقدس الذي غفر لنا فيه المسيح كل شيء.»٩٦
هذه التأملات الدينية تعبر عن رؤية شاملة: «الفضل حرية الله، لا يقترب الإنسان من الله بالفضل بل بجهوده الخاصة المستمرة.» وأيضًا: «يسير الراهب مثل كل مسيحي، في طريق ضيق ومرتفع، يمكن أن يقع بسهولة، ولكنه يمكن أيضًا أن يرتفع، ليس لأنه يرفض العالم بل لأنه يراه في الله.»٩٧
١  Ex. Phéno., pp. 442–58.
٢  Ibid., pp. 242–53.
٣  Ideen I, pp. 138–40. مصاب بعمى الألوان Daltonian.
٤  Ibid., II, pp. 85-6. بيضاوية Elliptique.
٥  Ibid., I, p. 177.
٦  Er. Philo., I, p. 218.
٧  Krisis, p. 60-1.
٨  Idee der Pano., p. 57.
٩  Ideen I, p. 142.
١٠  Rech. Log. I, p. 127.
١١  Ibid., p. 190.
١٢  Ideen I, p. 265.
١٣  Krisis, p. 55.
١٤  Ibid., p. 67.
١٥  Ibid., p. 295.
١٦  Ibid., p. 7.
١٧  Er. Philo. I, p. 289.
١٨  Krisis., p. 335. عقل Loges.
١٩  Ideen I, pp. 191-2.
٢٠  Krisis., p. 432.
٢١  Ibid., p. 83. خيال Fiction.
٢٢  Ideen I, p. 506 المكانية، المفارق للشعور Transcendant.
٢٣  Ibid., p. 192.
٢٤  Ibid., pp. 274-5.
٢٥  Ibid., p. 169.
٢٦  Log. For. Trans., pp. 335-6.
٢٧  Er. Philo. I, p. 131.
٢٨  Rech. Log. I, p. 131.
٢٩  Toulemont: L’Essence …, pp. 269, 271, 295.
٣٠  Ibid., pp. 277-8, 290. الذوات المموضعة les sujets objectivisés . خالص Authentique. الرغبة Vouloir. طبقة Couche. كمال أول Entelechie. غاية Telos. تجديف Pélagianisme. ظاهرية Extériorité.
٣١  ملاحظة الهامش (٥) Ideen I, p. 265. فكرة محددة Concept-limite.
٣٢  Log. For. Trans. P. 346، معشر Décaedre.
٣٣  Krisis., p. 95.
٣٤  Méd. Cor., p. 3. الظاهرية Extériorité. الباطنية Intériorité.
٣٥  Er. Philo. I, pp. 65, 341.
٣٦  المقصود هنا ديكارت Krisis., pp. 403, 418, 422.
٣٧  Krisis, p. 62. سراب Chimère.
٣٨  Ibid., pp. 76-7.
٣٩  Ibid., p. 92.
٤٠  Ideen I, p. 71.
٤١  Log. For. Trans., p. 372.
٤٢  Idee der Phäno., p. 49.
٤٣  Ibid., p. 81.
٤٤  المقصود هنا أفلوطين Plotin، ونيقولا الكوزي Nicolas de Cuse، Er. Philo. I I, pp. 328–30.
٤٥  المقصود هنا اسبينوزا Ibid., p. 149, Krisis, p. 65.
٤٦  المقصود هنا ليبنتز Er. Philo. I, p. 154.
٤٧  المقصود هنا كانط Ibid., pp. 189–93.
٤٨  Ibid., pp. 35-6, 375, 400. العقل النموذجي Intellectus Archetypus.
٤٩  المقصود هنا هيجل وشلنج Er. Philo. I, pp. 409–40.
٥٠  المقصود هنا علم النفس عند أفلاطوني كمبردج Er. Philo. I, p. 86.
٥١  المقصود هنا بركلي Krisis, p. 447, Er. Philo. I, pp. 153-4, 346–8, 360.
٥٢  المقصود هنا لوك Er. Philo. I, p. 97.
٥٣  هذا هو رأي هيوم Ibid., pp. 350, 355.
٥٤  Krisis, pp. 508-9، مفارقة Transcendance.
٥٥  Ibid., p. 317، التحول إلى مثال Idéalisation. العقل Logos.
٥٦  Ibid., pp. 335-6، حساب التفاضل والتكامل Calcul differential.
٥٧  Rech. Log. II, Rech I, pp. 72–4.
٥٨  Er. Philo. I, pp. 291-2. تصويرات Illustrations.
٥٩  krisis, pp. 304-5، التناقض Paradoxe.
٦٠  Ibid., p. 184.
٦١  Ibid., p. 142. النبوءة Oracle.
٦٢  Er. Philo. I, pp. 207, 213.
٦٣  Inédits, FI, pp. 33, 77, cité par Toulemont: L’Essence …, p. 32.
٦٤  Log. For. Trans., p. 34.
٦٥  Er. Philo. I, p. 53.
٦٦  Ideen I, p. 188.
٦٧  Rech. Log. II, Rech. V, p. 318.
٦٨  Ideen I, p. 511.
٦٩  Rech. Log. V, Rech, p. 241.
٧٠  Ex. Phéno., pp. 453–5.
٧١  Ideen I, p. 54. الموضوع النموذجي Proto-type. شبح Simulacre.
٧٢  Ibid., pp. 149–51.
٧٣  Ibid., pp. 244.
٧٤  Ibid., pp. 256. باطني Immanent. قيمة Validité.
٧٥  Rech. Log. I, pp. 15–8.
٧٦  Ibid., ch. VII, pp. 119–66.
٧٧  Ibid., II, Rech. II, pp. 240–2.
٧٨  Ideen II, pp. 297–302.
٧٩  Rech. Log. I, pp. 132–66.
٨٠  Ideen I, pp. 160–4.
٨١  Ibid., p. 242. مذهب التقوى أو القنوط Piétisme.
٨٢  Ibid., pp. 181–3. الأمر المطلق L’Impérative Catégorique.
٨٣  Ibid., p. 50. على استحياء Subrépticement.
٨٤  Ibid., p. 502.
٨٥  Ex. Phéno., pp. 253–8. الحميمي الأكثر حميمية L’Intime le plus intime.
٨٦  Ibid., pp. 94–104 حميمي Intime. العالم الصغير Microcosme. العالم الكبير Macrocosme.
٨٧  Oestereicher: Septs Philosophes Juifs devant le Christ, p. 95.
٨٨  هذا هو حكم هوسرل على كيركجارد Ibid., p. 105.
٨٩  Ibid., pp. 106-7.
٩٠  Ibid., pp. 157-8.
٩١  Ibid., pp. 164-5، لا يمكن النفاذ إليه Inébranlable.
٩٢  Ibid., p. 153.
٩٣  Ibid., p. 156.
٩٤  Ibid., p. 165.
٩٥  Ibid., pp. 156, 66.
٩٦  Ibid., pp. 157, 163-4.
٩٧  Ibid., p. 157.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤