ثانيًا: النزعة التاريخية في ظاهريات الموضوع١

(١) ظاهريات المؤسسة

ومن أجل إقامة ظاهريات للمؤسسة كان من الأفضل استعمال الظاهريات النشوئية. وإذا كان الغرض دارسة المؤسسة اليهودية، فإن الظاهريات النشوئية تكون أكثر ملائمة؛ إذ تقوم هذه الظاهريات أساسًا على البحث عن نواة المعنى؛ وبهذه الطريقة تكون ظاهريات المؤسسة قد تخلصت من سيادة الوقائع والحوادث التاريخية التي ندت عن «الرد»، والظاهريات النشوئية التي تبحث عن نواة المعنى، وتخلص من الشوائب التاريخية المتعلقة بمعطى الوحي في التاريخ، لا تميز في طبيعتها ذاتها بين ما هو مبدئي وما هو واقعي؛ فمثلًا شعب إسرائيل هو الشعب المميز بالوحي لأنه يكون جماعة بشرية، وله وعي جمعي؛ لذلك عُقد عهد بينه وبين الحضور الإلهي، وكان هذا العهد مشروطًا بالحفاظ عليه من جانب بني إسرائيل، هذا هو المبدأ. وفي الواقع لم يحافظ بنو إسرائيل على العهد بل نقضوه، رافضين الكلام الإلهي. تاريخ إسرائيل إذَن ليس تاريخ الخلاص، بل على العكس تاريخ اللعنة.٢ ومثل آخر على التمييز بين المبدأ والواقع هو الوحي كما هو والوحي كما كان. الوحي كما هو مستقل عن التاريخ، وقائع وأحداث وأشخاص، هو كلام الله المعلن من خلال وعي متميز إلى وعي عادي.٣ في حين أن الوحي كواقع خليطٌ بين الوحي والتاريخ، بين الكلام والشخص الذي يعلنه، بين دلالة الواقعة والواقعة ذاتها؛ لذلك ضلت ظاهريات المؤسسة الطريق أولًا عن المبدأ أو التصور، وثانيًا عن الواقع. ولم تحافظ الظاهريات إلا على اسمها، تضمنت منهج التحليل النظري والنقدي الذي تبنَّته فلسفة الدين من قبل؛ مما انتهى إلى دفاع راقٍ؛ إذ أعاد التحليل النظري تأويل العقائد القائمة بعد تخليصها إلى حد كبير من عيوب اللاهوت العقائدي والتاريخي، وقد قام النقد بهذه المهمة للتطهير، ليست الظاهريات إلا لفظًا يغطي كل هذا المجموع المعقد من الفلسفة بكل أنساقها والدين بكل علومه. صحيح أنه تم وضعُ الوعي داخل معطى الوحي، ولكنه ظل مسيطرًا عليه من أعلى، وأسيرًا لتصورات اللاهوت العقائدي، ومسيطرًا عليه من أسفل، ومحكومًا بالحوادث التاريخية التي يُحيل إليها اللاهوت العقائدي. ظاهريات المؤسسة ليست إلا فلسفة الدين التي تأسست من قبل، بالإضافة إلى بعض المفاهيم، وقليل من مصطلحات الظاهريات، وأخيرًا اعتُبرت الظاهريات كنظرية فلسفية كغيرها من النظريات. وكل أوجه الخلط من قبل في فلسفة الدين موجودة أيضًا في ظاهريات المؤسسة، لم يؤخذ المنهج الظاهرياتي، ولم يطبَّق في المعطى الأصلي؛ أي معطى الوحي ذاته، وبوجه خاص النص المقدس. وظلت الظاهريات مرة أخرى تحت سيطرة لعبة التبرير كدفاع راقٍ، ويظهر تردد ظاهريات المؤسسة بين الوقائع التاريخية التي تكوِّن الدين والنظريات الدينية التي تكوِّن الفلسفة أحيانًا في تحليل المؤسسة اليهودية كمصدر للمؤسسة المسيحية، وأحيانًا أخرى في تحليل الاختيار، وهي مشكلة فلسفية خالصة، كموضوع للمؤسسة.٤
انتهت ظاهريات المؤسسة إلى الفشل لأسباب عديدة؛ إذ إنها لم تستطِع أولًا التخلص من لعبة تبرير المؤسسة القائمة بمجرد تغيير طريقة فهمها، ولعبة التبرير هذه هي حجر العثرة لكل ظاهريات للدين حتى الآن. ليس فهم المؤسسة إعادة بناء نشأتها وإعادة فهم معناها في أبنيتها القائمة، بل البحث عن مشروعيتها بالبحث عن أساسها في مصادرها الأولى؛ وهي نصوص الوحي، ونزع كل مشروعية نُسبت إليها من قبل. ظاهريات المؤسسة ناقصة لو نجحت في العثور على بنيتها المثالية، وليس تبرير المؤسسات القائمة. والحقيقة أن لفظَي «قائم» و«مؤسس» لفظان متشابهان؛٥ إذ يعنيان من حيث المبدأ «وضعيًّا»، ولكن من حيث الواقع يُستعملان بمعنى «تاريخي». الدين القائم أو الدين المؤسَّس هو الدين الوضعي. ويكون الدين وضعيًّا عندما يصبح الواقع داخل الوحي. والواقع هو الحياة كما هي عليه. ويتكون الدين التاريخي في المقابل من مجموع الحوادث والمؤسسات والأشخاص خارج الوحي، وقد تؤدي تسمية الدين المسيحي دينًا مؤسَّسًا أو قائمًا إلى هذا الخلط بين «الواقعي» و«التاريخي». «التاريخي» هو المعنى السائد في ظاهريات المؤسسة على ما يبدو؛ إذ يخلق اللاهوت كالعلم-الأم في الحال علومًا أخرى للعقائد. لكل عقيدة تاريخية علم؛ فهناك علم الشياطين، وعلم الملائكة، وعلم مريم، وعلم المسيح، وعلم آباء الكنيسة … إلخ، دون تحديد مسبق بميدان العلم، هناك علم واحد فقط ممكن هو «علم الذات»؛ فالأنا هي المنطقة الأصلية لكل علم ممكن. الظاهريات «علم الذات»؛ ومن ثَم فإن ظاهريات المؤسسة خليط هجين ومضطرب من التاريخ والعقائد والفلسفة والدفاع تحت عنوان ظاهريات الدين،٦ ولا يوجد فيها أي مفهوم أو أي تصور أو أي تحليل ظاهرياتي، وكل الافتراضات المسبقة الخمسة ما زالت موجودة.٧ ظاهريات المؤسسة نوع من الفهم الجديد للمؤسسات القائمة دون تغيير أي واحدة منها، وظاهريات الدين أساسًا ظاهريات تقويمية، مهمتها إصلاحية بالتخلص من الشوائب التاريخية العالقة بنواة المعطى الديني، وهو نص الوحي.٨ ليس الوصف إعادة بناء تاريخي باسم ظاهريات الدلالات المسيحية، بل هو تفكيك مسبق لكل بناء من أجل البحث عنه نواة معطى الوحي كمعطًى أصلي.٩ صحيح أن الدين هو الشامل العياني، ولكن ذلك لا يتحقق فقط في التاريخ، بل أيضًا في التحليل اللغوي للنص للبحث عن الفكرة الشاملة والوضع الفردي في آن واحد، الفكرة هي العامُّ الذي يجد فيه كل الأفراد وضعًا مشتركًا، في حين أن الوضع الفردي هو لكل فرد على حدة، الدين الشامل العياني في حاجة إلى أن يتحول من مستوى التاريخ إلى مستوى اللغة.١٠
ثانيًا: ظاهريات المؤسسة أقرب إلى فلسفة الدين منها إلى ظاهريات الدين،١١ وهي أقرب إلى فلسفة المسيحية منها إلى منطق نص العهد الجديد. ظاهريات الدين، والتي تعيَّنت بعد ذلك في ظاهريات المؤسسة، هي جزء مستقل عن فلسفة الدين، ولم تتم صياغتها كعلم جذري، بل كفلسفة مثل غيرها داخل العلم–الأم، وهي فلسفة الدين. في ظاهريات المؤسسة، وكما هو حال فلسفة الدين، ما زال الخلط قائمًا بين الدين والفلسفة، صحيح أن الفلسفة والدين شيء واحد، ولكن القضية كيف؟
وتحتوي ظاهريات المؤسسة، مثل فلسفة الدين، على كلمات وتصورات كبيرة، تشير إلى أشياء معروفة وبسيطة للغاية. مثلًا الإشارة إلى الوحي في إسرائيل بتعبير الدين النمطي، هذا القدر الجامع من الكلمات تجعل ظاهريات المؤسسة خاضعة لمصطلحات مستحدثة، وتوحي بأنها نسق فلسفي صغير، ظاهريات الدين بسيطة للغاية؛ تعبر عن نفسها بلغة عادية دون بناء أي مذهب من أجل تجنب الأخطار الموجودة سلفًا في العلوم الدينية خاصةً اللاهوت. الدين النمطي ليس إلا طريقة أخرى لإحصاء المراحل المتتابعة للوحي قبل اكتماله، وتصبح معيارية بعد تحقق الوحي كمعطًى أصلي للشعور.١٢ كان العهد قبل اكتمال الوحي، ثم نقض مرات عديدة، تقريبًا في كل مرحلة،١٣ وبعد اكتمال الوحي، يظل العهد القديم قائمًا وممكنًا لكل وعي فردي أو جماعي يلتزم به. ليس العهد شيئًا معطًى من قبل، بل هو حق مكتسَب، ولم يعد مطروحًا لوعي جمعي محدد بل وعي ممكن، فردي أو جماعي، لقد نقضت إسرائيل العهد عدة مرات حتى ظهور المسيح، فقطعه الله من طرفه، يظل العهد ممكنًا من الطرفين؛ إذا حافظ عليه الطرف الإنساني يحافظ عليه الله. ليس هدف تطبيق المنهج الظاهرياتي في الظاهرة الدينية إقامة لاهوت جديد مرة أخرى بل إقصاء كل لاهوت، وليس هدفه مدخلًا جديدًا لإقامة لاهوت عقائدي تاريخي قائم من قبل، بل العثور على معطى الوحي كمعطًى أصلي، وهو ما يمكن الحصول عليه بالاتصال المباشر بين الشعور والنص المقدس؛ ومن ثَم فإن ظاهريات الدين هي أساسًا وقبل أي شيء ظاهريات للتأويل.
ثالثًا: ظاهريات المؤسسة هي مجرد طريقة في التعبير أكثر منها منهجًا حقيقيًّا للبحث، وتظهر عبارة «ظاهريات المؤسسة» هنا وهناك من أجل التذكير بالعنوان دون تطبيق فعلي للمنهج الظاهرياتي في الظاهرة الدينية. صحيح أن «الصورة»، «المضمون»، «الخبرة المشتركة»؛ تصورات يمكن أن تساهم إلى حد كبير لإقامة ظاهريات المؤسسة،١٤ ومع ذلك ليست الصورة هي صورة المؤسسة القائمة تاريخيًّا، بل صورة اللغة التي تشترط وجود المؤسسة في النص المقدس، وليست الخبرة المشتركة مجموع التجليات الحضارية للنص المقدس دون أي مقياس لموضوعيته. صحيح يرجع اكتشاف هذه المصطلحات إلى منهج التحليل النظري للخبرات الحية من أجل صياغة فلسفة للدين تخترقها بين الحين والآخر ظاهريات الدين، خاصةً ظاهريات المؤسسة.١٥ والتحليل النظري ليس جانبًا للمنهج الظاهرياتي وليس منهجًا مستقلًّا؛ لذلك لم يتم التعرف على أن «الصورة» و«المضمون» و«الموضوعية» ثلاثة جوانب للشعور. يضع المنهج الظاهرياتي أولًا الشعور كموطن للموضوع، ثم يأتي التحليل النظري بعد ذلك للكشف عن الجوانب الصورية في الموضوع. ظاهريات الدين ليست ظاهريات المؤسسة بل ظاهريات النص،١٦ ونقطة البداية في التجربة المسيحية ليست المؤسسة المسيحية بل نص العهد الجديد.

(٢) ظاهريات التاريخ

وفي الدين التاريخي، من الحكمة التمييز بين التاريخ قبل تحقيق الوحي وبعده، قبل التحقق كان دور الوحي التجريب الذي يقدر الوحي على قدر المستوى الإنساني من أجل إدخال الواقع داخل الوحي في اكتماله الأخير، في حين أنه بعد التحقق يصبح التاريخ ميدان العمل للذات الفاعل والنشط، ويصبح معطى الوحي نظامًا مثاليًّا للعالم بعمل الذات، وأثناء تطور الوحي ليست الحوادث والمؤسسات ولا الأشخاص حقائق، بل وقائع لها دلالاتها؛ مثلًا تدل الواقعة على الواقع، وتدل المؤسسة على الجماعة، ويدل الشخص على الشعور، وفي ظاهريات الدين كل المجموع التاريخي أثناء تطور معطى الوحي يوضع بين قوسين من أجل الإبقاء على الدلالة وحدها، وهذا ما لم تفعله ظاهريات المؤسسة، ماهية الكلام الإلهي مستقلة عن الحوادث التي تحملها.١٧ وفي الدين التاريخي، الخلط بين التاريخ والوحي خلط دائم. صحيح أن الوحي تاريخي أثناء تطوره كميدان للتجربة، وبعد تحققه كميدان للفعل، ومع ذلك ليس الوحي تاريخيًّا كما هو الحال في ديانات الطبيعة غير الموحاة؛ فهذه لم تتأسس ابتداءً من الوحي، بل أسستها العقول العظيمة كعلم للأخلاق أو أسستها الجماعات البشرية كوظيفة اجتماعية. دين الوحي ودين الطبيعة غير الموحى به، كلاهما تاريخيان، ولكن ليس بنفس المعنى.

وقد عُقِد التوازي بين النوعين من الدين لغاية دفاعية خالصة، يقوم الدفاع بالمقارنة بين دين الوحي كالمسيحية، ودين الطبيعة غير الموحى به مثل الدين اليوناني الروماني من أجل إعطاء الأولية للأول على الثاني. ونظرًا لأن النوعين من الدين منفصلان انفصالًا جذريًّا بعضهما عن بعض، ومختلفان اختلافًا نوعيًّا، وُضع دين الوحي على نفس مستوى الدين التاريخي، وكأن ذلك دفاع عن الأول؛ لذلك تمَّت المقارنة بين الأسطورة في دين الوحي مع الأسطورة في الدين التاريخي، بين الشعائر في دين الوحي مع الشعائر في الديانات التاريخية … إلخ. وهناك موضوعات ومخططات وبنيات عديدة في دين الوحي، مع أنه خالٍ منها تمامًا، للمقارنة طوعًا أو كرهًا مع مثيلاتها في الدين التاريخي. وفي النهاية انقلبت غاية الدفاع عن دين الوحي كالمسيحية إلى نقيضها؛ لأن الدين التاريخي في الحقيقة هو الذي يفرض موضوعاته وأبنيته على دين الوحي. وتاريخ الأديان المقارن مليء بالأمثلة على هذا القلب اللاإرادي للغاية؛ فالمقارنة بين الأسرار المسيحية والأسرار الوثنية من بين الموضوعات الأثيرة في تاريخ الأديان، وفي هذا العصر الفرق بل ربما التعارض بين دين الوحي والدين التاريخي يكون أكثر وضوحًا من التشابه أو التماثل بينهما.

ويتجلى الدين على مستويات عدة؛ أولًا يتجلى الوحي تدريجيًّا في التاريخ، في جماعة متكونة، حتى تحقُّقه النهائي في آخر مرحلة بعد مسار تجريبي طويل للنجاح والفشل؛ ثم يُجرَّب الوحي في الواقع من خلال الوعي الفردي والوعي الجمعي. كان النجاح باستمرار في الوعي الفردي، البقية الصالحة، والصفوة المختارة. وكان الفشل من جانب الوعي الجمعي، واستُعملت آيات كثيرة لإدخال الوحي في الشعور عن طريق أشخاص عدة لإعلان كلام الوحي من أجل إظهار معطى الوحي دون أن تكون معطيات في ذاتها. هنا، للتاريخ، أي للجماعة الإنسانية، دور إيجابي في إدخال الواقع داخل الوحي، وبعد اكتمال الوحي يتوقف دور التاريخ كميدان للتحقق، ويظهر الدين أيضًا في مستوًى ثانٍ هو العالم الواقعي؛ فبعد اكتمال معطى الوحي يتوقف دور التاريخ كميدان للتجربة، ويستمر كميدان حقيقي للفعل، ومعطى الوحي الذي تحقق مثال، يتحقق كنظام مثالي، وبنية فعلية في العالم؛ فقد تحقق معطى الوحي بالفعل كحقيقة إنسانية، كمعطًى أصلي للشعور، وفهمه كإيمان أخلاقي، في مقابل الإيمان الرسمي، وكعاطفة في مقابل الصورية، وكتصوف في مقابل الشعائر؛ إنما هو ترجمة إلى لغة فلسفية وببحث إنساني بعد أن تحقق كمعطًى أصلي للشعور، الدين الذي يظهر ليس هو دين المؤسسة بل هو الذي يتحول إلى نظام مثالي للعالم.١٨
التمييز بين اللاهوت والدين ضروري؛ فاللاهوت — حتى في تعريفه الرسمي — ليس إلا علمًا دينيًّا واحدًا مثل غيره من العلوم: الدفاع، الأخلاق، تاريخ الدين، التفسير … إلخ.١٩ اللاهوت هو أقل العلوم دينية، وأبعدها عن الدين، يتصف بالنسقية، والعقلانية، والصورية، والخارجية، والشيئية. وعلى العكس، يتصف الدين بالانفتاح، والحياة، والملأ، والداخلية، والمعطى الديني للشعور. ومع ذلك استبدل الأول بالثاني، وتتردد ظاهريات المؤسسة بين التصورات، مقولات ومخططات، وبين الوقائع أو الحوادث. التصورات هي المسموح بها عامة في الحالة الراهنة. المقولة تصور لاهوتي في حين أن المخطط تصور فلسفي.٢٠ مهمة ظاهريات المؤسسة أولًا البحث عن مصادر التصورات دون أخذها كحقائق معطاة سلفًا، ثم «ترد» الوقائع وتضعها بين قوسين، وفي هذه الحالة لا يُوجد التصور ولا الوقائع، وتصبح مشكلة العلاقة المؤسسية علاقة زائفة بعد اختفاء التصور والواقعة.٢١
١  Ex. Phéno., pp. 557–65. النشوئية Génétique.
٢  يكفي مراجعة الكتاب المقدس والعبارات التي تبدأ كل كتاب فيه، مثل: «اللعنة عليكم.»
٣  ترجع أهمية كارل بارث K. Barth، وقوته وكذلك مدرسته، جوجارتن Gogarten، وبرونر E. Brunner. في اللاهوت المعاصر إلى الحضور المباشر والوقتي لكلام الله في كلام الإنسان. وما يعيبه هو «المفارقة»؛ فظاهريات الدين هي أساسًا ظاهريات الكلام خاصةً اللغة، تهتم اهتمامًا كبيرًا بلاهوت حكمة الله وكلمة الإنسان، وتجنب المفارقة وتحويلها إلى حلول؛ مبدئي En droit، واقعي En Fait، بشري Ethnique.
٤  تظهر الفلسفة أيضًا في الملحق «فلسفة الدين وماضيها» Duméry: Phéneménologie et Religion, pp. 77–100. الخلاص Salut. دفاع راقٍ Haute Apologétique.
٥  Ibid., p. 1. مشروعية Judication، تقويمي Judicative، مؤسس Institué ، قائم Etablie، علم الشياطين Démonologie، علم الملائكة Angélogie، علم مريم Mariélogie، علم المسيح Christologie، علم الآباء Patrologie، علم الذات Egologie.
٦  لم يستطِع ديميتري الاستفادة من ثقافته الواسعة في اللاهوت العقائدي وتاريخ الفلسفة بسبب نقص الرابطة الداخلية بين العناصر المكونة له، والتي وُضعت بجوار بعضها بحيث يمكن القول بوجود «نسق ديميتري الصغير».
٧  Duméry: op. cit., pp. 71–6.
٨  Ibid., p. 29.
٩  Ibid., p. 33.
١٠  Ibid., pp. 26–30.
١١  وهذا طبيعي؛ إذ يُعتبر ديميتري الآن من بين أكبر الباحثين المعاصرين في فلسفة الدين.
١٢  Ibid., pp. 18–26. النمطي Typologique، مصطلحات مستحدثة Néologisme.
١٣  المرحلتان الكبيرتان اللتان نقض فيها الميثاق هما مرحلة موسى وعصيان بني إسرائيل، ومرحلة عيسى وعدم إيمان اليهود به.
١٤  Duméry: Phénoménologie et Religion, p. 1.
١٥  Duméry: Critique et Religion, pp. 178–220.
١٦  Duméry: Phénoménologie et Religion, Structure de l’Institution Chrétienne, 1958. موطن Résidu. صوري Noétique.
١٧  Ibid., p. 6. البشري Ethnique.
١٨  Ibid., p. 2. الرسمي Statutaire.
١٩  يحدد ديميتري أربعة علوم فقط: تاريخ الأديان، التفسير، الدفاع وأخيرًا اللاهوت Duméry: Critique et Religion, Annexes, pp. 235–84.
٢٠  انظر الباب الثالث، الفصل الأول: فلسفة الدين.
٢١  Duméry: Phénoménologie et Religion, pp. 2-3.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤