الفصل الحادي عشر

في بَيان أنه ليس في إنسان واحدٍ إلَّا١ نفسٌ واحدة

[١٨] فنقول: ليس النفس الناطِقة شيئًا إِلَّا ما يُشير كلُّ واحدٍ من الناس إلى ذاتِه بقوله: أنا، ويَشهَد العقل الصَّافي أنَّ هذا ليس إِلَّا شيئًا واحدًا٢ فقط والطبع أيضًا شاهِد كذلك.

إن الغَضَب حال نفسانِيَّة بها تُدفَع المَضارُّ، والشَّهوَة حال نفسانية يُجذَب بها النَّافِع إلى ما هو مُلائم له، والدَّافع يَعلَم ما هو دافِع له وكذلك الجاذِب يعلَم ما هو جاذِب له، ومِن المَعلوم أنَّ ذلك العالِم بهذه الأفاعيل الصادِرَةِ هو الذي أدرَكَها قبل تَصرُّفه فيها وليس ذلك إِلَّا النفس الواحدة وهو المَطلوب.

إنَّ الإنسان جِسم مُتنفِّس حسَّاس مُتحرِّك بالاختِيار، ومن المعلوم أنَّ الحسَّاس هو المُتحرِّك وهو المُختار، والاختِيار [١٩] إِن كان جاذبًا فهو شَهوانيٌّ وإِن كان دافِعًا فهو غَضوب.٣
١  سقط في الأصل: إلَّا.
٢  في الأصل: شيء واحد.
٣  بدلًا من «غضوب» قل «غَضَبي».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤