الفصل الرابع

في إبطال قَول من قال: إن النفس الْتِحامُ العناصر

فنقول: إنَّ الجسد مُركَّب من اجتماع العناصر الأربعة١ ولمَّا كان [٨] مُجتمِعًا٢ من الأضْداد افتقَر إلى عِلَّة أُخرى غيرِه تَضبِطه في الوجود لأنَّ هذه المُجتمِعة في تركيبه يقَع بينها الغلَب والتَّغالُب، وليس الضابط لها المِزاج٣ لأنَّ المِزاج تابِع لها والعِلَّة الجامعة يجِب أن تكون مُقدَّمة على معلولها، فإذن ضابط المجموع شيء آخَر وهو النفس.
وأيضًا فقد نرى مِزاج البدَن يَشتاق إلى شيءٍ ويتلهَّف على الحصول عليه والنفس تمنعه عن الحصول على مَرامه،٤ فنَعلَم أنَّ المُشتاق غير المانع، فإذن النفس ليسَتْ مِزاجًا.
١  في الأصل: الأربع.
٢  في الأصل: مُجتمِع.
٣  سقَط في الأصل: المِزاج.
٤  في الأصل: حُصول مَرامِه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤