الخاتمة

هذا ما وُفِّقْتُ إلى تحقيقه من المبادئ والقواعد التي يسار عليها في مناهج الحياة، وكلها كما يلاحظ القارئ الأديب مجموع ملاحظات مرتبة ومفصلة ومبوَّبة؛ بحيث يتضح ارتباط بعضها ببعض، ويسهل تناولها.

ولا ريب عندي أن بعض هذه المبادئ مقرر في الأذهان كالبديهيات، وبعضها يلوح في الضمائر جليًّا كأنه شرائع عمرانية ثابتة؛ لذلك ما قصدت فيما كتبت إلا أن يكون تذكرة للغافلين.

ولا أشك أيضًا أن كثيرين تنجلي لهم حقائق أخرى بهذا الموضوع لم تتجلَّ لي فينقصها كتابي هذا، أو أنهم يرون في بعض المواضيع غيرَ ما رأيت، وأصحَّ منه، فأكون قد أخطأته، فلذلك أمتنُّ سلفًا لكل أديب مخلص النية على ما يتحفني به من ملاحظاته.

ثم هناك نظر لا بد من اعتبار القارئ الكريم له؛ وهو أن تلك القواعد والمبادئ ليست حقائق رياضية لا تحتمل إلا وجه الصواب المحض؛ بل هي مبادئ عمرانية نسبية للناس بحسب اختلافهم في الأميال والآمال، فالإسراف مثلًا لازم للمقتر، والكسل واجب للمجتهد، وملاطفة المتدلل تفضي إلى غير المقصود منها، والرفق بالمستخدم الكسول ضارٌّ به وبالمصلحة، والخضوع التام للرئيس المتصلف مذلة منكرة … إلى غير ذلك؛ فلا بد من الحكمة في انتهاج تلك المناهج، ولا مندوحةَ من تدبُّر تلك القواعد والمبادئ حسب مقتضى الحال.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤