الفلسفة: براءة الصيرورة
«لقد انتهى عهد الممكنات المغلقة التي لا تشتغل إلا على ذاتها، كيما تفر من الآخر. وفي انتهاء تلك الفلسفة، يولد الفلسفي في الغربة المطلقة، حيثما الاستحالة تبقى هي الإمكانية الوحيدة: المواجهة الأخيرة مع «براءة الصيرورة».»
في عصرٍ تجاوزت فيه الفلسفة الميتافيزيقا التقليدية، وانفتحت نحو فلسفات الحداثة الفائقة، كان على الفكر العربي أن يتخذ له مكانًا ضمن خريطة الاجتهاد الفلسفي، وأن يكون على وعي بالمتغيرات الكونية التي طرأت على العالم. وفي هذا السياق، جاء هذا الكتاب الذي يُعَد من أواخر ما كتبه الأستاذ «مُطاع صفدي». يُقدِّم هذا الكتاب تصورًا عن نمط الكينونة في عالم الحداثة الفائقة، حيث تُهيمن التقنية على مناحي الحياة كافةً. في هذا العالم الجديد، ضاقت الفلسفة بالعقلانية الكلاسيكية، فهَيمَن سؤال الاختلاف على سؤال الهُوية، وعلا صوت الصيرورة على صوت الأصل والبدايات. يستعين الكاتب بعُدَّة مفاهيمية وفلسفية شديدة الصعوبة من فلاسفة غربيين أساسيين، مثل «إيمانويل كانط» و«مارتن هايدجر» و«جيل دولوز» في محاولة لتقديم إسهام فلسفي فرانكفوني خالص بلغة عربية.