مفارقات وأضداد في توظيف الدين والتراث
«فهمُ الدين وكيفيةُ قراءة نصوصه من أهمِّ العوامل الفاعلة في تحوُّلات السياسة والاقتصاد والثقافة والعلاقات في حياة المجتمعات والأفراد. الدينُ هو الحبل السُّري الذي يتغذَّى منه تكوينُ الفرد، وتقاليدُ المجتمع وأعرافُه وقيمُه وهويتُه، والبنيةُ اللاشعورية للمجتمع.»
يمثِّل هذا الكتاب إضافةً نوعية ومهمة لمسيرة تطوُّر الثقافة والفكر العربي؛ إذ يقدِّم لنا «عبد الجبار الرفاعي» خلاله قراءةً متعمِّقة لنخبة من المفكرين والفلاسفة الذين تناولوا قضية نقد الفكر الديني من زوايا فكرية وتفسيرية وصياغية متباينة. ويضُم هذا الكتاب بين دفتَيه نماذجَ فكريةً متنوعةً ومتميزة من المشرق والمغرب العربي؛ فمن المشرق، نجد المفكِّر العراقي البارز «علي الوردي»، وإلى جانبه أربعة فلاسفةٍ إيرانيين مرموقين هم «داريوش شايغان»، و«أحمد فرديد»، و«حسين نصر»، و«جلال آل أحمد»، ومن مصر المُفكِّرَين الكبيرَين «حسن حنفي» و«محمد عمارة»، بالإضافة إلى المُفكِّر السوري المتميز «جودت سعيد»، ومن المغرب، نجد المُفكِّر الجزائري الرائد «مالك بن نبي». وهذا التنوُّع الجغرافي والفكري يُضْفي على هذا العمل عُمقًا سياقيًّا ثريًّا.