التاريخ التصويري

بقلم  أبو شادي 
قلْ يا أرَقَّ الكاتبين، فأنتَ مَنْ
يُلْقَى بكلِّ طَريفةٍ مَشْغُولا
صَوِّرْ لنا الماضي تَزِدْ أعمارَهُ
عُمْرًا، وتُشْعِرُنَا الحياةَ الأُولى
ما كُلُّ مَنْ عُدَّ المؤرِّخَ وَصْفُهُ
أَثَرٌ تَزيدُ بهِ المآثرُ طُولا
أوْجزْتَ إِيجازَ البَخيِل، وإنَّما
كان الغِنَى في طَيِّهِ مَحْمُولا
في كلِّ سطْرٍ للوقائِع مَعْرَضٌ
وبكلِّ فَصْلٍ ما يُعَدُّ فُصُولا
نتَأَمَّلُ الفَنَّانَ في إِبداعهِ
كالجوهريِّ تَأَنُّقًا وأصُولا
ونُطَالِعُ الإِحسانَ في آياتهِ
منْ كلِّ فاتنة تَرُدُّ عَجُولاَ
ونُصاحِبُ التاريخَ في أيَّامهِ
صُوَرًا، ونَلْمسُ سِرَّهُ المنقولا
شَأْنُ الأديبِ الألمعي بَيَانُهُ
يَغْدُو الجمالُ بِرُوحهِ مأهولا

•••

راحتْ «مَصَارِعُهُم» وقد ترَكَتْ لنا
عِبَرًا تُسَائِلُ أَنْفُسًا وعُقُولا
وَمَضَوْا، وما كانوا سِوَى خَبَرٍ لَهُمْ
فإذا المُقَاتِلُ صاحَبَ المَقْتُولا
حَتَّى إِذا هَمَّتْ بَراعَةُ «كاملٍ»
صار الدَّفين مُمَثَّلًا مَوْصُولا
و«الفَنُّ» أَقْدَرُ مَنْ يُعيِد مَعَالِمًا
دَرَسَتْ، وأَكْرمُ مَنْ يَشُوقُ مَلُولا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤