تقديم

ما أقل ما نَعرف عن بلاد الشرق الأقصى التي يسكنها أكثر من نصف عدد سكان العالم! إننا لا نعرف عنها إلا القليل مما تَنشُره الصحف من أخبار معاركها أو مجاعاتها، أو كوارثها الطبيعية. وفي هذا الكتاب القيم يُطوِّف بنا الكاتب في هذه البلدان، ليُحدثنا عن انطباعاته ولقاءاته مع الإنسان الآسيوي العظيم. الإنسان الذي صنَع ثورة الصين العظيمة، والذي استطاع — بعد قسوة الهزيمة في اليابان — أن يَستعيد مكانته وقوته، كما استطاع في نضاله مع الاستعمار الأمريكي في فيتنام أن يُحقِّق أروع البطولات.

هذا الإنسان الآسيوي، لماذا هو هكذا؟ ما هي طبيعته؟ ما هو طبعه؟ مَن هي المرأة فيه؟ ذلك ما يُجيب عنه الدكتور يوسف إدريس الأديب الفنان والطبيب العالم بحقائق النفس البشرية، بعد أن «اكتشَفَ» هذه القارة التي ظلَّت أحداثها الهائلة — حتى وقت قريب — لا تُثير بيننا أي اهتمام أو انفعال.

هذه «القارة» — كما يقول المؤلِّف — عالم ثانٍ إن يَكُن قد ظلَّ حبيس حدوده الجغرافية لو لم يُغرق بفتوحاته وغزواته وجه الأرض، إلا أنه لم يقلَّ عراقة عن عالمنا، إن لم يَزِد. بل إن الإنسان الآسيوي المعاصر الذي جاء نتيجة ذلك العالم يَفوق مِن أوجهٍ كثيرة إنساننا نحن.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤