مساعد الكاهن

١٥

فتح الكاهن الباب بتلقائية ليخرج كرامب، فرأى الخوري ميندام قادمًا في الطريق بحذاء سياجٍ شجري من نباتات البيقة وإكليلية المروج. وحينئذٍ كانت يده على ذقنه وبدت في عينَيه الحيرة، ماذا لو كان قد خُيِّل إليه بالفعل؟ مرَّ الطبيب بالخوري فلمس حافة قبعته بيده. كان الكاهن يرى كرامب رجلًا حادَّ الذكاء، يعرف عن عقل أي شخص أكثر مما يعرف الشخصُ نفسُه عن عقله. وقرَّ ذلك في ذهن الكاهن، وصعَّب عليه تفسير الأمر لأي شخصٍ آخر. هب أنه عاد إلى غرفة الاستقبال فلم يجد سوى متسولٍ نائم على الأرض أمام المدفأة.

كان ميندام رجلًا نحيفًا ذا لحيةٍ بالغة التشذيب، بدا أنه قد بالغ كثيرًا في العناية بلحيته وتشذيبها، ولم يكن صوته أقل تفرُّدًا من لحيته.

صاح ميندام وهو لم يزل بعيدًا عن الباب: «جاءت زوجتي إلى المنزل في حالة سيئة.»

قال الكاهن: «تفضَّل بالدخول، تفضَّل، حدث شيءٌ غريب، تعالَ إلى المكتب، أعتذر منك بشدة، لكن عندما أشرح لك …»

قاطعه الخوري: «وتعتذر أيضًا، آمل ذلك.»

استأنف الكاهن: «وأعتذر أيضًا.» ثم أدرك الخوري قبل أن يذهب في اتجاهٍ خطأ: «لا، المكتب ليس من هذا الاتجاه، بل من هنا.»

سأل الخوري: «الآن أخبرني من تكون تلك المرأة؟» في حين كان الكاهن يغلق باب المكتب.

رد الكاهن: «أي امرأة؟»

قال الخوري ممتعضًا: «دعك من المراوغة!»

قال الكاهن: «لا أراوغك.»

قال الخوري: «تلك المتبرِّجة ذات الملابس الخفيفة، أو بالأحرى الفاضحة، التي كنت تتمشى معها في الحديقة.»

رد الكاهن: «كان ذلك ملاكًا يا عزيزي ميندام.»

قال ميندام: «ملاك بالغ الحُسن؟»

قال الكاهن: «لقد أصبح العالم واقعيًّا أكثر من اللازم.»

صاح ميندام: «العالم يزداد قتامة كل يوم، لكن أن يُقدم رجل في منصبك بلا خجل وعلانية هكذا على …»

قال الكاهن بصوتٍ خفيض: «تبًّا!» رغم أنه لم يَعْتد التلفُّظ بمثل هذه العبارات، ثم قال: «اسمع يا ميندام، أنت لم تفهم الأمر فهمًا صحيحًا، أؤكد لك.»

قال الخوري: «فلتشرح ما حدث إذن!» وقف الخوري مباعدًا بين ساقيه النحيلتَين، ومُربِّعًا ذراعَيه، وارتسم على وجهه عبوسٌ أطَّرته لحيته الكبيرة.

(وهنا أكرر أن التفسيرات هي المغالطة الأكبر في عصر العلم.)

نظر الكاهن حوله في يأس، أصبح العالم كله كئيبًا ميتًا في عينَيه، أكان يحلم طوال تلك الظهيرة؟ هل كان في غرفة الاستقبال ملاك بالفعل؟ أم أن هذا كله هلوسةٌ كبيرة؟

بعد مرور دقيقةٍ كاملة قال ميندام: «ألن تشرح؟»

أخذ الكاهن يعبث بذقنه ثم قال: «القصة معقَّدة.»

قال ميندام بعنف: «لا شك في ذلك.»

منع الكاهن نفسه من الإتيان بحركة تدل على نفاد صبره، ثم قال:

«خرجت أبحث عن طائرٍ غريب بعد ظهر اليوم … هل تؤمن بالملائكة يا ميندام؟ الملائكة الحقيقيين؟»

رد ميندام: «لست هنا للتناقش في أمور اللاهوت، أنا زوج امرأةٍ تعرَّضت للإهانة.»

قال الكاهن: «أقول لك إن هذا ليس بتشبيه، يوجد ملاك، ملاكٌ حقيقي له جناحان، وهو في الغرفة المجاورة الآن. لم تفهمني؛ لذا …»

قاطعه الخوري: «حقًّا يا هيليار؟»

قال الكاهن بصوت احتد من فرط التحمُّس: «الأمر حقيقي، أؤكد لك يا ميندام. أقسم أنه حقيقي، لا أعلم أي ذنب اقترفتُ لأُكفِّر عنه باستضافة وكساء ملاكٍ زائر، لا أعلم إلا أن لديَّ ملاكًا في غرفة الاستقبال الآن، مهما كان ذلك مزعجًا، وهو الآن يرتدي بذلتي الجديدة ويحتسي الشاي. وسيظل معي إلى أجل غير مسمًّى، أنا من دعوته. لا شك أني تسرعت في هذه الدعوة، لكن لا يمكنني طرده لمجرد أن السيدة ميندام … قد أكون ضعيفًا، لكن لم أَعدم المروءة.»

قال الخوري: «حقًّا يا هيليار؟»

كرَّر الكاهن بصوتٍ شابته نبرة يأس: «أؤكد لك أن ذلك حقيقي، أطلقتُ عليه النار بعد أن ظننته طائر الفلامنجو، وأصبته في جناحه.»

قال الخوري: «ظننت أني سأسمع منك تبريرًا تسوقه من بعدي إلى الأسقف، لكنَّ ما تقول جنونٌ محض.»

قال الكاهن: «فلْترَهُ بنفسك يا ميندام!»

رد الخوري: «لكن لا وجود للملائكة.»

قال الكاهن: «ليس هذا ما نعلِّمه للناس.»

رد الخوري: «أعني الوجود المادي.»

قال الكاهن: «على أي حال، تعالَ لرؤيته.»

قال الخوري: «لا أريد أن أرى هلوساتك.»

رد الكاهن: «لا يمكنني الشرح إلا إذا رأيتَه بنفسك، رجل أشبه بالملائكة من أي شيء على الأرض أو في السماء، لا بد أن تراه لتفهم.»

قال الخوري: «لا أريد أن أفهم، لا أريد أن أرى أي مدَّعٍ، يمكنك أن تخبرني بنفسك يا هيليار إذا كنت محقًّا، فلامنجو، حقًّا؟!»

١٦

فرغ الملاك من احتساء الشاي ووقف ينظر من النافذة متفكرًا، يتأمل بإعجابٍ بالغٍ الكنيسةَ القديمة القائمة في الوادي تُغلِّفها أشعة شمس الغروب وتزيدها جمالًا، لكنه لم يفهم الصفوف المتراصَّة من شواهد القبور التي انتشرت على جانب التل وراء الوادي؛ وفيما كان ميندام والكاهن يدخلان استدار نحوهما.

أصبح الآن بوسع ميندام أن يُغلظ للكاهن في القول بابتهاجٍ زائد، تمامًا كما كان بوسع الكاهن أن يُغلظ للرعية، بيد أن ميندام لم يكن من شيمه الغلظة في القول مع غريب. ما إن نظر إلى الملاك حتى تهافتت فرضية «المرأة الغريبة» تلك. كان جمال الملاك أشبه بجمال مراهقٍ حسنِ الملامح.

قال ميندام بنبرة اعتذار: «يقول لي السيد هيليار إنك … ويا له من شيء غريب، تدَّعي أنك ملاك.»

قال الكاهن: «بل قلت إنه ملاك.»

انحنى الملاك احترامًا.

وتابع ميندام: «وبالطبع نحن نشعر بالغرابة.»

قال الملاك: «مظهركم غريب، اللون الأسود والشكل العام.»

قال ميندام: «معذرة؟»

كرر الملاك: «اللون الأسود والشكل العام، وليس لديكم أجنحة.»

رد ميندام مرتبكًا: «بالتحديد نريد أن نعرف كيف جئت إلى القرية بهذا الزي الغريب.»

نظر الملاك إلى الكاهن، وكان الكاهن يعبث بذقنه.

قال الكاهن: «رأيت؟»

قال ميندام: «دعه يشرح، رجاءً.»

قال الكاهن: «فقط أردت أن أقترح …»

قاطعه ميندام: «وأنا لا أريدك أن تقترح شيئًا.»

قال الكاهن: «تبًّا!»

نقَّل الملاك نظره بينهما وقال: «تبدو على وجهَيكما تعبيراتٌ غريبة!»

قال ميندام وقد قلَّ ما في صوته من توقير: «اسمع يا سيد … لم تخبرني اسمك، ما حدث هو الآتي: كانت زوجتي، أو بالأحرى أربع سيدات إحداهن زوجتي، يلعبْنَ التنس في الحديقة، ثم ظهرتَ أنت أمامهن فجأة من بين أشجار الورد مرتديًا زيًّا فاضحًا، ومعك السيد هيليار.»

قال الكاهن: «لكني …»

قاطعه ميندام وقد علا صوته: «أعلم، هو من كان يرتدي الزي الفاضح؛ لذا فمن حقي أن أطلب تفسيرًا لما حدث، وها أنا أطلبه.»

رد الملاك على غضبته وحزمه المفاجئين وذراعَيه المتشابكَين أمامه بابتسامةٍ خفيفة.

ثم قال: «أنا جديد على هذا العالم.»

رد ميندام: «عمرك لا يقل عن تسعة عشر عامًا، لا بد أنك تعي ما تفعل، عُذرك واهٍ.»

قال الملاك: «هل يمكنني أولًا أن أطرح سؤالًا؟»

قال ميندام: «فلتطرحه.»

قال الملاك: «أتحسبني بشريًّا مثلك؟ كما حسبني الرجل الذي كان يرتدي رابطة العنق ذات المربعات.»

قال ميندام: «إذا لم تكن بشريًّا، ﻓ…»

قاطعه الملاك: «سؤالٌ آخر: ألم تسمع قط بالملائكة؟»

قال ميندام بلهجته العادية: «لا تحاول أن تقنعني بهذه القصة، أُحذِّرك!»

قاطعهما الكاهن: «لكن يا ميندام، لديه جناحان!»

قال ميندام: «أرجوك أن تدعني أتحدث معه.»

قال الملاك: «أنت غريب للغاية، تقاطعني كلما أردتُ أن أقول شيئًا.»

قال ميندام: «وماذا لديك لتقوله؟»

رد الملاك: «أقول إني حقًّا ملاك …»

قال ميندام: «دعك من هذا!»

قال الملاك: «ها أنت تفعلها مجددًا!»

سأله ميندام: «أخبرني بصراحة كيف انتهى بك المطاف بين شجيرات مقر كاهن سيدرمورتون بالحالة التي كنت فيها، وفي صحبة الكاهن نفسه، ألن تدعك من قصتك السخيفة الأخرى؟»

هزَّ الملاك جناحَيه وقال للكاهن: «ما خطب هذا الرجل؟»

قال الكاهن: «عزيزي ميندام، اسمح لي بكلمةٍ سريعة …»

قال ميندام: «سؤالي مباشر وواضح بما يكفي.»

قال الملاك: «لكني لا أعرف أي إجابة تريد، ولا ترضيك أي إجابة غيرها.»

قال الخوري مجددًا: «دعك من هذا!» ثم التفت إلى الكاهن وسأله: «من أين هو؟»

وكان الشك قد تملَّك من الكاهن حينئذٍ.

فقال: «يقول إنه ملاك! لِمَ لا تستمع لما يقول؟»

رد الخوري: «ما كان لملاك أن يزعج أربع سيدات.»

قال الملاك: «هل هذا هو كل ما في الأمر؟»

رد الخوري: «وهذا ليس بالقليل حسبما أرى.»

قال الملاك: «لكني لم أكن أعلم.»

رد الخوري: «تجاوز الأمر المدى!»

قال الملاك: «أعتذر بشدة عن مضايقة هؤلاء السيدات.»

قال ميندام: «حريٌّ بك الاعتذار، لكن يبدو لي أن لا فائدة تُرجى من أيكما.» وتوجه نحو الباب وتابع: «أنا متأكد أن وراء هذه الأكمة ما يشين، وإلا قُلْتما قصةً بسيطةً واضحة، تحيَّرت في شأنكما، لا أفهم لماذا قد تأتون بقصة الملاك الخرافية تلك التي لا تنطلي على أحد في زمننا المستنير هذا، أي طائل ترجون من وراء ذلك؟»

قال الكاهن: «لكن توقف وانظر إلى جناحَيه، أؤكد لك أن له جناحَين.»

قال ميندام في حين كانت أصابعه على مقبض الباب بالفعل: «رأيت ما يكفي، ربما كان كل ذلك خدعةً ما يا هيليار.»

قال الكاهن: «ولكن يا ميندام …»

اتجه الخوري عند الباب والتفت إلى الكاهن وبدا أنه وجد متنفَّسًا لنقمةٍ عليه كان يضمرها منذ شهور، فقال: «لا أفهم يا هيليار، لماذا تنتمي إلى الكنيسة؟ لا أفهم ذلك على الإطلاق، في خضمِّ كل هذه الحركات الاجتماعية والتغيرات الاقتصادية وقضية المرأة والجدل حول الملبس الملائم وإعادة توحيد مملكة الرب والاشتراكية والفردانية، وكل قضايا الساعة التي تشغل الناس، ومن المفترض أننا من أتباع المصلح الأعظم، ومع كل ذلك ها أنت تُحنِّط الطيور وتفزع السيدات برعونتك وطيشك …»

قال الكاهن: «لكن يا ميندام …»

لم يسمع له الخوري، بل قال بلهجة تهديد زادها صوته الجهوري حدة: «تجلب العار لتلاميذ الرب بهزلك، ليست هذه إلا البداية.» ثم انصرف مسرعًا، وصكَّ الباب وراءه (بعنف).

١٧

قال الملاك: «هل كل الرجال بهذه الغرابة؟»

رد الكاهن: «أنا في وضع صعب.» وأخذ يعبث في ذقنه ويبحث عن حل.

قال الملاك: «بدأت أفهم ذلك.»

قال الكاهن: «لا يصدقون الأمر.»

رد الملاك: «لاحظت ذلك.»

قال الكاهن: «سيظنون أني أكذب.»

رد الملاك: «ثم؟»

قال الكاهن: «ثم سيُسبِّب لي ذلك الكثير من الألم.»

رد الملاك: «الألم! أتمنى ألَّا يُصيبك أي ألم.»

هز الكاهن رأسه، لطالما كانت مكانته الرفيعة في القرية دافعًا له في الحياة، قال: «إذا قلت إنك لست سوى بشر فسيبدو الأمر أكثر قابلية للتصديق.»

قال الملاك: «لكني لست بشرًا.»

رد الكاهن: «أعلم ذلك، لكن لا جدوى من الإصرار.

لم يسبق لأحد هنا أن رأى ملاكًا أو سمع به إلا في الكنيسة. لو كنتَ ظهرتَ ظهورك الأول على مذبح الكنيسة يوم أحد لاختلف الحال، لكنَّ أوان ذلك قد فات (تبًّا!) لا أحد سيصدقك، لا أحد.»

قال الملاك: «أتمنى ألَّا أكون قد جلبتُ لك المتاعب.»

رد الكاهن: «لا تقلق، ما من متاعب، لكن — بطبيعة الحال — قد يكون من المزعج أن تحكي قصة لا يقبلها عقل، أقترح …»

قاطعه الملاك: «تقترح ماذا؟»

رد الكاهن: «اسمع، أغلب الظن أن الناس في هذا العالم سيظنونك إنسانًا مثلهم، وإذا أنكرت ذلك، فسيكذِّبونك؛ إذ لا يؤمن بالأمور الاستثنائية إلا أناس استثنائيون، عندما يكون المرء في روما، ينبغي له أن يساير أهلها بعض الشيء، بالتحدُّث باللاتينية مثلًا، سيكون ذلك أفضل.»

قال الملاك: «تريدني أن أدَّعي أني إنسي؟»

رد الكاهن: «فهمتَ قصدي بسرعة.»

حدق الملاك في أزهار الكاهن متفكرًا.

قال الملاك ببطء: «ربما أتحوَّل إلى إنسان بالفعل بعد هذا كله، ربما أكون قد تسرَّعت بإنكاري ذلك، تقول إن الملائكة لا وجود لهم في هذا العالم، ومن أنا لأشذَّ عن قاعدتكم؟ لستُ سوى شيءٍ عابر يصادفه أحدهم في يومه فينساه قبل غده في عالمكم هذا. إذا كنتم تقولون إن الملائكة لا وجود لها، فلا بد إذن أني شيءٌ آخر، أنا آكل، والملائكة لا تأكل، ربما أصبحتُ إنسيًّا بالفعل.»

قال الكاهن: «وجهة نظر معقولة.»

رد الملاك: «معقولة بالنسبة إليك.»

قال الكاهن: «هي بالفعل كذلك، أما عن تفسير وجودك هنا …»

وتردد قليلًا ثم تابع: «إذا افترضنا جدلًا أنك رجلٌ عادي يهوى الخوض في المياه، وأنك خضت في مستنقع سيدر، ثم سُرقت ملابسُك، وصادفتُك أنا وأنت في كربك ذلك، فحينها لن يكون في التفسير الذي سأقدمه للسيدة ميندام خرقٌ لنواميس الطبيعة، ففي هذه الأيام هناك معارضة لكل ما فيه خرق لها، ولو كان مصدره منابر الواعظين، لن تصدق …»

قال الملاك: «هذا مؤسف!»

رد الكاهن: «مؤسف بالطبع! على أي حال، سأكون ممتنًّا لك إن لم تفرض على أحد طبيعتك الملائكية، سيكون الجميع ممتنِّين لك في الواقع، هناك رأيٌ راسخ يقول إن الملائكة لا يقدمون على شيء كالذي حدث. لا ألم يفوق ألم النخر في رأيٍ راسخ؛ فالآراء الراسخة بينها وبين الأسنان أوجهُ تشابهٍ عديدة، حسبما خبرت.» ومرر الكاهن يده على عينيه لوهلة ثم تابع: «لا يسعني إلا أن أصدق أنك ملاك؛ فأنا أصدق عينيَّ.»

قال الملاك: «نصدق أعيننا دائمًا.»

رد الكاهن: «ونحن أيضًا، لكن بحدود.»

عندئذٍ دقَّت الساعة القابعة على رف المدفأة معلنة تمام السابعة، وفي اللحظة ذاتها أعلنت السيدة هينيجر أن العشاء جاهز.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤