الفصل العاشر

مصادر السينما الروائية في سورية

مثل السينما العالمية عمومًا، هناك ثلاثة مصادر رئيسة في السينما السورية هي:

  • (١)

    المصادر العالمية وتتمثَّل في الرجوع إلى رواياتٍ ومسرحياتٍ وأفلام عالمية، يتم الاستعانة بموضوعاتها الرئيسة، وتعريبها بما يناسب الواقع العربي في سورية؛ حيث يتم تعريب النص والأسماء والحدوتة، كما تتم صياغتها بما يتناسب مع البيئة التي ستدور فيها القصة السينمائية، وقد انتشرت هذه الظاهرة بقوة في الأفلام السورية التي قام بكتابتها كُتَّاب سيناريو مصريون في السينما التجارية، أو بالنسبة للأفلام التي كتبها السوريون العائدون من مصر بعد أن ظهرت صناعة سينما سورية، سواء من إنتاج القطاع الخاص أو العام.

  • (٢)

    المصادر الأدبية المحلية، وهي تتسم بلجوء كاتب السيناريو إلى الاستعانة برواية محلية في المقام الأول. ومن المعروف أن السينما المأخوذة عن روايات أدبية تهتم كثيرًا بأن تمتزج حدوتة جادة مع الفكر والمتعة، ويُعتبَر الروائي حنَّا مينا هو الأكثر رجوعًا إلى رواياته في أفلام السينما السورية على اختلاف مشارفها، يليه الروائي الفلسطيني غسان كنفاني، وهناك أيضًا علي عقلة عرسان، وحيدر حيدر، وفاضل العزاوي، وفيصل خرتش، والروائي المصري صبري موسى، الذي تمَّت الاستعانة مباشرة بروايته «حادث النصف متر» في ظاهرة لم تتكرر بعد ذلك بالنسبة للرواية المكتوبة خارج سورية سوى عام ١٩٩٠م، حين أخرج نبيل شميس فيلمه «امرأة في الهاوية» عن رواية للكاتبة نوال السعداوي. والجدير بالذكر أن العديد من الأدباء في سورية قد شاركوا في كتابة النص السينمائي، سواء السيناريو أو الحوار، بالإضافة إلى النص الأدبي، ومنهم علي عقلة عرسان، أما حنَّا مينا فلم يشأ أن يقترب من هذه التجربة، وترك آخرين يفعلون ذلك أسوة بتجربة نجيب محفوظ في مصر.

  • (٣)

    السيناريو الأصلي الذي يستلهمه المخرج أو كاتب السيناريو من خياله المحض، وأحيانًا من حوادث حقيقية عاشها أو قرأ عنها، وفي أغلب الأحوال تكون التجربة الشخصية، أو السيرة الذاتية هي المرجع الرئيسي عند الكتابة، وقد حدث هذا بكل قوة في الأفلام التي أخرجها المخرجون الذين عادوا من دول المعسكر الشرقي، وشاهدوا التجارب السينمائية الغربية الجيدة، متمثِّلة في أعمال فردريكو فيلليني، وإيليا كازان، وبوب فوس، وأيضًا في التجارب التي قدَّمها يوسف شاهين في ثلاثيَّته عن سيرته الذاتية.

وقد قمنا بتخصيص دراستين كبيرتين منفصلتين عن «السينما والاقتباس»، ثم «السينما والأدب في مصر»، بما يعني أن موضوع المصادر السينمائية في السينما السورية يحتاج إلى دراسة خاصة موسَّعة، تتم فيها المقارنة بين النص الأدبي والسينمائي، وما تم على الأدب من تعديلٍ وإضافات، أو حذف، سواء كانت الأفلام مأخوذة عن رواياتٍ أو مسرحياتٍ أو قصص قصيرة. ولا أعتقد أن هذا يمكن أن يتم إلا إذا توفَّرت النصوص الأدبية والسينمائية للباحث، وليس هذا بالأمر السهل.

المُلاحَظ هنا أن السينمائي الذي عمل في القطاع الخاص قد لجأ إلى التساهل باقتباس الأفلام العالمية، أسوة بما حدث في مصر، وسوف نلاحظ أن كُتَّاب السيناريو والمخرجين الذين اشتهروا بالاقتباس في مصر هم الذين جاءوا إلى سورية — ولبنان — في نهاية الستينيات، ونقلوا الأفلام العالمية إلى الشاشة السورية.

أما المخرجون الذين عملوا في المؤسسة فقد نظروا إلى الأدب السوري، وتعاونوا مع الأدباء، سواء بالكتابة أو بالرجوع إلى النصوص. وهي عملية من التعاون الحميد والإحياء للأدب المكتوب في سورية، باعتبار أن كل دولة هي الموكلة بنقل إبداعها المحلي إلى السينما التي تنتمي إليها؛ فليس من المعقول أن دولة ما سوف تهمل إبداعها الأدبي، وتروح تقتبس آداب الآخرين، وإن كان من الطبيعي في بعض السينما أن نجد الأمرَين معًا.

وعليه فسوف نُورد هنا فقط ما أمكن الحصول عليه من قوائم للأفلام المقتبَسة أو المأخوذة عن نصوصٍ أدبية سورية وعربية، ربما تكون هذه القائمة فاتحة للدراسة المأمولة حول المصادر التي تمت الاستعانة بها في الفيلم السوري:

١٩٦٥م «الشريدان» (رضا ميسر) عن قصة قصيرة أمريكية للكاتب أو هنري.
«المليونيرة» (يوسف معلوف) عن الفيلم الأمريكي «الحب كرة»، إخراج دافيد سويفت، عام ١٩٦٣م.
«فندق الأحلام» (ألبير نجيب) عن الفيلم الأمريكي «أهلًا سبتمبر»، إخراج روبرت موليجان ١٩٦١م.
«لعبة الشيطان» (زهير الشوا) عن قصة للكاتب سعيد كامل كوسا.
١٩٦٧م «غرام في استانبول» (سيف الدين شوكت) عن الرواية البريطانية «تزوجت رجلًا ميتًا»، تأليف روبرت أيريش.
«الصعاليك» (يوسف معلوف) عن الفيلم الأمريكي «قصة منتصف الليل»، إخراج رالف ليفي ١٩٦٣م.
١٩٦٨م «اللص الظريف» (يوسف عيسى) عن المسرحية الأمريكية «مرح مع ديك وجيت»، تأليف نيل سايمون.
۱۹۷۰م «الرجل المناسب» (حلمي رفلة) عن المسرحية الروسية «المفتش العام»، تأليف نيكولاي جوجول.
«الرجل» (فيصل الياسري) عن رواية «قيامة إليعازر»، تأليف سعيد حورانية.
«حتى الرجل الأخير» (أمين البني) عن مسرحية «أغنية على الممر» تأليف علي سالم.
۱۹۷۱م «امرأة تسكن وحدها» (نجدي حافظ) عن الفيلم الأمريكي «امشِ لا داعي للجري»، إخراج تشارلز والتر ١٩٦٦م.
«السكين» (خالد حمادة) عن رواية «ما تبقى لكم» تأليف غسَّان كنفاني.
«جسر الأشرار» (نجدي حافظ) عن الفيلم الأمريكي «فن الحب»، إخراج نورمان جويسون عام ١٩٦٥م، وهو مأخوذ عن مسرحية من تأليف نيل سايمون.
۱۹۷۲م «الفهد» (نبيل المالح) عن رواية «الفهد» تأليف حيدر حيدر.
«العالم سنة ۲۰۰۰» (أحمد فؤاد) عن الرواية البريطانية «آدم الجديد» تأليف بال فرانك.
«مقلب من المكسيك» (سيف الدين شوكت) عن رواية ألمانية تأليف كورت جينز.
«المخدوعون» (توفيق صالح) عن رواية «رجال تحت الشمس» تأليف غسَّان كنفاني.
۱۹۷۳م «مسك وعنبر» (أحمد ضياء الدين) عن الفيلم الأمريكي «العمة الأمريكية».
«العار» (بشير صافية، بلال صابوني، وديع يوسف) عن ثلاث قصص قصيرة تأليف فاتح المدرس.
«زوجتي من الهيبز» (عاطف سالم) عن الفيلم الأمريكي «الرجل الذي جاء للعشاء، ومكث ثلاثة شهور»، إخراج روبرت كيجلي.
١٩٧٤م اليازرلي (قيس الزبيدي) عن رواية «على الأكياس» تأليف حنَّا مينا.
«السيد التقدمي» (نبيل المالح) عن رواية «إظهار الحقيقة» للكاتب البريطاني موريس ويست.
«كفر قاسم» (برهان علوية) عن رواية للكاتب عاصم الجندي.
«المغامرة» (محمد شاهين) عن مسرحية «مغامرة رأس المملوك جابر»، تأليف سعد الله ونوس.
«رحلة عذاب» (رضا ميسر) عن الفيلم الهندي «ماسح الأحذية».
١٩٧٦م «أموت مرتين وأحبك» (جورج لطفي الخوري) عن رواية «من يحب الفقر» تأليف عبد العزيز هلال.
«الأبطال يُولَدون مرتين» (صلاح دهني) عن رواية «سر البري» تأليف علي زين العابدين الحسيني.
۱۹۷۹م «بقايا صور» (نبيل المالح) عن رواية «بقايا صور» من تأليف حنَّا مينا.
«القلعة الخامسة» (بلال صابوني) عن رواية بالعنوان نفسه من تأليف فاضل العزاوي.
«حبيبتي يا حب التوت» (مروان حداد) عن قصة من تأليف أحمد داود.
۱۹۸۰م «المصيدة» (وديع يوسف) عن رواية من تأليف علي عقلة عرسان.
«حادثة النصف متر» (سمير ذكرى) عن رواية «حادث النصف متر» تأليف صبري موسى.
١٩٨٤م «أمطار صيفية» (محمد شاهين) عن المسرحية الإيطالية «فيلومينا مادوراتو» تأليف إدواردو دي فيليبو.
١٩٨٥م «باسمة بين الدموع» (وديع يوسف) عن رواية من تأليف عبد السلام العجيلي.
«الشمس في يوم غائم» (محمد شاهين) عن رواية بالعنوان نفسه من تأليف حنَّا مينا.
۱۹۹۰م «امرأة في الهاوية» (نبيل شميس) عن قصة من تأليف نوال السعداوي..
۱۹۹۲م «الليل» (محمد ملص) عن رواية «إعلان عن مدينة كانت تعيش قبل الحرب»، تأليف محمد ملص.
«المرابي» (محمد شاهين) عن رواية من تأليف محمد ابراهيم العلي.
۱۹۹۳م «شيء ما يحترق» (غسان شميط) عن رواية من تأليف وليد معماري.
١٩٩٤م «آه يا بحر» (محمد شاهين) عن رواية «الدقل» من تأليف حنَّا مينا.
١٩٩٥م «اللجاة» (رياض شيا) عن رواية «معراج الموت» من تأليف ممدوح عزام.
۱۹۹۸م «تراب الغرباء» (سمير ذكرى) عن رواية بالعنوان نفسه من تأليف فيصل خرتش.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥