حرف الزاي

  • «زَانِي مَا يْآمِنْ عَلَى مْرَاتُهْ» لأنه بسوء سيرته يحملها على الاقتداء به، ويسهل على نفسها التفريط، وهو مَثَلٌ قديم في العامِّيَّة رأيته في مجموع مخطوط ولكن بلفظ «مرته.»
  • «زَبَّالْ مَكْفِي سُلْطَانْ مَخْفِي» الزبَّال غير خاص عندهم بحامل الزبل، بل هو الكَنَّاس الذي يحمل القمامات من الدور. ويُروَى: «فلاح مكفي …» إلخ. وقد تكلَّمنا عليه في حرف الفاء.
  • «زَبَّالْ وفي إِيدُهْ وَرْدَهْ» الزبال: الكَنَّاس. يُضرَب للمتجمِّل بما لا يتفق مع حالته ومهنته. وقد يُضرَب لمن يحوز نفيسًا لا يستحقه.
  • «اِلزِّبْدَهْ مَا تِطْلَعْشِ إِلَّا بِالْخَض» أي: الزبد لا يخرج من اللبن إلا بالخض. يُضرَب في أن اجتناء الثمرة لا يكون إلا بالعمل والكد.
  • «زِبْلَهْ وِيْقَاوِحِ التَّيَّارْ» انظر: «بعرة ويقاوح التيار» في حرف الباء المُوَحَّدة.
  • «اِلزُّبُونِ الزِّفْتْ يَا يْبَدَّرْ يَا يْوَخَّرْ» الزبون (بضمتين): من تعوَّد الشراء من التاجر فهو زبون ذلك التاجر. الزفت: القار؛ أي: الزبون الرديء الجاهل إما أن يبكر في مجيئه إلى الحانوت قبل فتحه أو ترتيب أعماله فلا يتيسر له ما يرغب، وإما أن يتأخر فتفوته أطايب السلع. يُضرَب لمن لا يباشر الأمور في أوقاتها.
  • «زُبُونِ الْعَتْمَهْ فُلُوسُهْ زَغَلْ» الزبون: المتعود الشراء من حانوت مخصوص. والفلوس: النقود. والزغل: المغشوشة. والصواب في العَتَمَة أنها بفتحتين، والعامة تسكن ثانيها. والمعنى أن الشاري المتعود الشراء في العتمة يستطيع غِشَّ البائع بالنقود المزيفة لصعوبة نقدها في الظُّلمة. يُضرَب لمن يتحين الأوقات التي تعينه على غش الناس.
  • «زَحْمِةِ الْعِيدْ يَا مَنْخُلْ» لأنهم في العيد يصنعون الكعك والفطير والخبز المُسَمَّى بالشريك فتشتد حاجتهم إلى المناخل. يُضرَب في اشتداد الحاجة إلى الشيء إذا حزب الأمر.
  • «زِدْنِي يَا نَقَاوِةْ عِينِي» أي: يا من انتقيتُه من بين الناس، بمعنى: انتخبته، وأصله على ما يروون أن أحد العُمَد؛ أي: دهاقين القرى سعى لشخص حتى أقيم مدبِّرًا لهم؛ أي: حاكمًا على ولايتهم، فكان أول ما باشره من الأمور أمره بِضرب هذا العمدة، فقال له ذلك. وهو يُضرَب لمن يُكَافَأُ على الإحسان بالإساءة.
  • «اِلزَّرْعَ اخْضَرْ وِالنَّاسْ أَخْبَرْ» يُضرَب للحديث العهد بالنعمة ينتحل مجدًا تليدًا. وقولهم: الزرع أخضر، معناه ما بالعهد من قدم ينسي الناس ما كنت فيه من بؤس وضعة.
  • «اِلزَّرْعْ إِنْ مَا غَنَى سَتَرْ» أي: إن لم يُغْنِ فإنه يُعين على ستر الحال ويسد الحاجة. يُضرَب في مدح الزراعة وبيان فائدتها.
  • «اِلزَّرْعْ زَيِّ الْأَجَاوِيدْ يِشِيلْ بَعْضُهْ» لأن الكرام يساعد بعضهم بعضًا، فالزرع مثلهم إن ضعف بعضه في نمائه جاد بعضه؛ فيكون مجموعه مرضيا.
  • «اِلزَّرْعْ يِصْدِفَكْ مَا تِصْدِفُوشْ» أي: يجود مصادفة. يُضرَب فيما يجود من الزرع مع قلة العناية به.
  • «زَرَعْت سَجَرَةْ لَوْ كَانْ، وِسَقِتْهَا بِمَيِّةْ يَا رِيتْ، طَرَحِتْ مَا يْجِيشْ مِنُّهْ» السجرة: (بالمهملة): الشجرة؛ أي: زرعت «لو كان»، وسقيتها بماء «يا ليت»؛ فأثمرت «لا يفيد.» يُضرَب في أن التمني لا يفيد بعد نَفَاذِ المقدور. وانظر قولهم: «كلمة يا ريت ما عمرت ولا بيت.» وقولهم: «قولة لو كان تودي المرستان.» وقد نظم العرب المُوَلِّدون هذا المعنى قديمًا؛ فمنه ما أنشده صاحب الأغاني للنمر بن تولب:١
    بكرت باللوم تلحانا
    في بعير ضَلَّ أو حَانَا
    عَلقَتْ لوًّا تكررها
    إن لَوا ذاك أعيانا

    وراوه السَّيِّد مرتضى في شرح القاموس: «لوا مكررة»، وأنشد لغيره:

    وقدما أهلكت لوٌّ كثيرًا
    وقبل القوم عالجها قدارُ

    وأنشد أيضًا لأبي زبيد:

    ليت شعري وأين مني ليتَ
    إن ليتًا وإن لوا عناءُ
    ورأيت في مجموع مخطوط لبعضهم:٢
    سَبَقَتْ مَقَادِيرُ الإلهِ وحكمُهُ
    فَأَرِحْ فُؤَادَكَ مِنْ لَعَلَّ وَمِنْ لَو

    وقال البحتري في شكوى الزمان:

    ذهبَ الكرامُ بأسرِهِمْ
    وبقي لنا ليت ولَو٣
  • «الزَّعْبُوطِ الْعِيرَهْ يِبَانْ مِنْ لَم دِيلُهْ» الزعبوط (بفتح فسكون): ثوب واسع من الصوف واسع الأكمام طويلها غير مشقوق من الأمام يُلْبَس في الريف. والمراد: بالعيرة (بالكسر): العارية. والمعنى: أن الثوب المستعار يعرف بقلة اكتراث لابسه بضم ذيله؛ أي: رفع طرفه عن الأرض؛ لأنه لا يهتم به كاهتمامه بثوبه. وانظر في معناه: «اللي ما هو لك يهون عليك.» وقريب منه قول العرب في أمثالها: «ليس عليك نسجه فاسحب وجره.»
  • «اِلزَّعْرَهْ يِنِش عَنْهَا الْمَوْلَى» ويروون: «يحوش» بدل ينش، والمراد: يدفع. والزعراء؛ أي: التي لا ذَنَبَ لها. وينش: يطرد عنها الذباب. والمعنى: الله وَلِيُّ العاجز يدفع عنه.
  • «زَعَلُهْ عَلَى طَرْفْ مَنَاخِيرُهْ» أي: غضبه على طرف أنفه. يُضرَب للسريع الغضب من أقل بادرة. وإنما كنوا بهذا عن هذه الحالة؛ لأن من عادتهم إذا أرادوا إغاظة الأَبْكَم أن يحك له أحدهم بإصبعه على أنفه فيغضب. ولهذا قالوا للسريع الغضب في مثل آخر: «زَيِّ الأخرس لما يحكوا له على طرف مناخيرهم» وسيأتي. والعرب تقول في أمثالها: «ملحه على ركبته.» وتضربه للذي يغضب من كل شيء سريعًا ويكون سيِّئ الخلق؛ أي: أدنى شيء يبدده، أي ينفره، كما أن الملح إذا كان على الركبة أدنى شيء يبدده ويفرقه، كذا في أمثال الميداني.
  • «اِلزَّغَارِيطْ بِالْمَحَبَّهْ وِالنُّقُوطْ بِالْغَرَضْ» الزغاريط: جمع زغروطه، وهي صوت تخرجه المرأة من فمها بتحريك إصبعها فيه، وأصلها من زغردة البعير. والنقوط: جمع نقطة، وهو ما يُعْطَى من الهدايا لأصحاب العرس، أو من النقود للمغنيات والراقصات. يُضرَب في أن الشيء إنما يعمل بميل النفس وارتياحها لا بالتكلُّف.
  • «اِلزَّغَارِيطْ تِبْقَى عَلَى رَاسِ الْعَرُوسَهْ» الزغاريط: جمع زغروطه، وهي صوت تخرجه المرأة من فمها بتحريك إصبعها فيه، وأصلها من زغردة البعير. ومعنى تبقى: تكون؛ أي: الوجه أن تؤخر الزغاريط إلى أن تُزَفَّ العروس فيصاح بها على رأسها. يُضرَب للشيء يُعْمَلُ قبل حلول أوانه.
  • «اِلزَّقْلِ بِالطُّوبْ وَلَا الْهُرُوبْ» الزقل: الرمي. والطوب: الآجُرُّ. والمراد هنا: مطلق الحجارة. يُضرَب في تفضيل تحمل الأذى على تحمل عار الفرار، فهو في معنى: «النار ولا العار.» وهو مَثَلٌ قديم عند العامة، رواه الأبشيهي في المستطرف بلفظ: «الرجم» بدل الزقل.
  • «زَمَّارِ الْحَي مَا يِطْرِبْشْ» وذلك لتعوُّد أهل الحي سماع زمره. وفي معناه قول بعضهم:
    لا عَيْبَ لي غيرَ أنِّي من ديارِهم
    وزامرُ الحيِّ لا تُشجي مَزَامِرُه٤
  • «اِلزَّمَّارْ مَا يْخَبِّيشْ دَقْنُهْ» انظر: «اللي يزمر ما يغطيش دقنه.»
  • «اِلزَّمَانْ دَهْ يَالله هِدُّهْ لَمَّا الرَّاجِلْ يِغْضَبْ وِالسِّتِّ تْرُدُّهْ» الهد: الهدم، وهو فصيح. والراجل: الرجل. والست: السيدة، ولمَّا هنا بمعنى: حتى؛ أي: اللهمَّ امْحَق هذا الزمان؛ فقد فسدت فيه الطباع وانعكست الأحوال حتى صار الرجل يغضب من زوجته، فيهجرها وتسعى هي لردِّه، وإنما إظهار الغضب والتدلل من شأنها لا من شأنه …
  • «اِلزَّمَانْ يِقْلِبْ وِيْعَايِرْ» المراد بالقلب: قلب القمح في حجر الطاحون. والمراد بالعيار: عيار الدقيق النازل لتنعيمه أو تخشينه. والمراد: الزمان يفعل بالناس أفاعيله.
  • «اِلزِّنَادِ الصُّلْبِ يْوَلَّعْ مِنْ قدْحُهْ» الصُّلب: نوع من الحديد فيه صلابة؛ ولهذا سموه بذلك. والزناد المتخذة منه إذا قدحت لا تخيب. يُضرَب للقويِّ الماضي الأمور. والزناد في الأصل: جمع زند، ولكن العامَّة تستعمله في المفرد. ومعنى يولع: يشعل.
  • «زَيِّ الإِبْرَهْ تِكْسِي النَّاسْ وِهِيَّ عِرْيَانَهْ» يُضرَب لمن يعمل لنفع غيره بلا فائدة تعود عليه. وقد أورده الأبشيهي في «المستطرف» في أمثال العامة والمولدين برواية «كالإبرة تكسو الناس وهي عريانه.»٥ وأورده الميداني في أمثال المولَّدين بهذه الرواية، ولكن بزيادة كلمة. وقريب من معناه قول بعضهم:
    أُحَمِّلُ نفسي كلَّ وقت وساعةٍ
    همومًا على من لا أفوز بِخَيْرِهِ
    كما سَوَّدَ القَصَّارُ في الشمس وجهَهُ
    حريصًا على تبييض أثوابِ غَيْرِهِ٦

    وفيه نظر؛ لأن القصار يفعل ذلك للكسب.

  • «زَيِّ أَبْرِيقِ الْحِمَلِي دَايْمًا يِرْشَحْ» ويُروَى: «ينز» بدل يرشح، والمعنى واحد. والحِمَلي (بكسر ففتح): بائع الماء في الأسواق، وكون إبريقه لا ينفكُّ ينضح؛ لأنه لا يخلو من الماء. يُضرَب للثَّرْثَار.
  • «زَيِّ ابْنِ الْعَنْزَهْ يِعَيَّطْ وِالْبِز في حَنَكُهْ» العِيَاط: البُكَاء والصِّيَاح. والبِزُّ: الثدي، والمراد هنا: حَلَمَة الضرع. والحنك: الفم. يُضرَب لمن يكثر الصياح والشكوى ومطلوبه في يده.
  • «زَيَّ ابُو قِرْدَانْ أَبْيَضْ وِعِفِشْ» أبو قردان (بكسر القاف وسكون الراء): طائر أبيض أسود الرجلين نافع في المزارع؛ لأنه لا يأكل إلا الدود. ومعنى عِفِش: قذر لأكله الدود. يُضرَب للحسن الظاهر القذر الباطن.
  • «زَيَّ ابُو قِرْدَانْ صَايِمْ عَنْ زَادِ الدُّنْيَا» لأنه لا يأكل إلا الدود، فلا يشارك الناس في طعامهم. يُضرَب للزاهد المتعفف عما بأيدي الناس.
  • «زَيِّ الْأَخْرَسْ لَمَّا يحُكُّوا لُهْ عَلَى طَرْفْ مَنَاخِيرْهُمْ» يُضرَب للسريع الغضب من أقل بادرة، فهو كالأبكم يغضب إذا حك له أحدهم بإصبعه على أنفه؛ أي: لأقل سبب. ومن العادة إذا فعل أحدهم ذلك أمام الأبكم أن يغضب غَضَبًا شديدًا، وهم يفعلونه إذا أرادوا الاستهزاء بالبُكْمِ وإثارتهم. وانظر قولهم: «زعله على طرف مناخيره.» والعرب تقول في أمثالها للسريع الغضب: «ملحه على ركبته.» وسبق الكلام عليه في شرح قولهم: «زعله …» إلخ.
  • «زَيِّ الْأَغَوَاتْ يِفْرَحُوا بِوْلَادِ اسْيَادْهُمْ» الأغوات جمع أغا: والمراد بهم هنا الخصيان. والولاد (بكسر الأول): الأولاد. والخصيان يسرون ويفخرون بأولاد سادتهم؛ لأنهم لا أولاد لهم. ومثله من أمثال العرب: «كالفاخرة بحدج رَبَّتِها.» والحدج: مَرْكَب ليس برحل ولا هودج تركبه النساء. يُضرَب لمن يفخر بما ليس له فيه شيء.
  • «زَيِّ أَكْلِ الْحِمِيرْ فِي النِّجِيلْ، لَا الْحُمَارْ يِشْبَعْ وَلَا النِّجِيلْ يِفْرَغْ» النجيل: نبت تستطيبه الدوابُّ فمهما تشبع منه لا ترجع عنه، وكونه لا ينتهي لأنه كثير في الريف. يُضرَب للشيء لا يَنْتَهِي ولا يُنتهى عنه. وقد نظمه الشيخ محمد النجار المتوفى سنة ١٣٢٩ﻫ في زجل يقول فيه:
    وفر عليك نفسك بلا قال وقيلْ
    لا فائده لا عائده لا سبيلْ
    زَيِّ الحمير تاكل كتير في النجيلْ
    ولا النجيل يفرغ ولا يشبعوشْ٧
  • «زَيِّ اللِّي رَقَص فِي السَّلَالِمْ؛ لَا اللِّي فُوقْ شَافُوهْ، وَلَا اللِّي تَحْتْ شَافُوهْ» يُضرَب لمن يحاول أمرًا يذكر به فيفعله في الخفاء، فهو كالرقص في السلم لا يراه من في أعلى الدار ولا من في أسفلها، فكأنه لم يفعل شيئًا.
  • «زَيِّ اللِّي هِيَّ لُقْمِةْ عِرْس يَاكُلْهَا وِيِنْسِلِتْ» انسلت بمعنى: انصرف بسرعة وفي خفاء. يُضرَب لمن ينقطع عن الزيارة إذا نال مأربًا كان يطمح إليه، فهو كالذي يحضر وليمة وينصرف إذا طعم.
  • «زَيِّ أُمِّ الْعَرُوسَهْ فَاضْيَهْ وِمَشْبُوكَهْ» أي: خالية ومشغولة؛ لأن العرس لغيرها وهي مشغولة البال به.
  • «زَيِّ أُمِّ قْوِيقْ مَا تِهْوَى إِلَّا الْخَرَايِبْ» أم قويق (بالتصغير): البومة، وهي تهوى الخراب عادة. يُضرَب لمن ينفر من مخالطة الناس وسكنى البلدان، ويجنح للعزلة في القرى والبوادي.
  • «زَيِّ الْبَدَوِي مَا يْفُوتْشْ تَارُهْ» لأن البدو اشتهروا بذلك. يُضرَب لمن هذا دأبه.
  • «زَيِّ الْبَدَوِي يْقُولْ: وِشَّكْ وِالْبِل، ضَهْرَكْ وِالْبِل» البل (بالكسر) من لغة البدو، والمراد: الإبل. يُضرَب لمن يعظم قلبه للتفاخر، فهو كالبدوي الذي يسوق ناقة واحدة ويوهم الناس بصياحه أنها إبل كثيرة يدعوهم للاحتراس منها بإخلاء الطريق لها لئلا تدفعهم في وجوههم أو ظهورهم.
  • «زَيِّ الْبَرَابْرَهْ يِتْكَلِّمُوا وِوَاحِدْ بِسْمَعْ» البرابرة: يريدون بهم سكان النوبة، وهم كثيرو الكلام إذا اجتمعوا. يُضرَب للقوم الكثيري الصخب والجلبة.
  • «زَيِّ بَرَاغِيتِ الْقَنْطَرَهْ عُرْيْ وِزَنْطَرَهْ» الزنطرة (بفتح فسكون ففتح): التعالي والتبجح. والمراد: مثل البراغيث لا ثياب عليها ومع ذلك تثب من هنا إلى هنا، وخصوا ذلك بالتي بالقناطر؛ لأنها عارية فيها ليس لها ما يسترها لا كالتي في الدور الكامنة في الفرش والثياب. يُضرَب للصعلوك المتبجح بما هو فوق قدره المتنقل في مجالس القوم.
  • «زَيِّ بَرَاغِيتِ الْوِكَالَةْ يُحُطُّوا الرَّك عَلَى الْبَيَّاتَهْ» الوكالة (بكسر الأول): الفندق الرخيص المُعَدُّ للفقراء. والرك (بفتح الأول وتشديد الثاني): السند الذي يُعَوَّل عليه؛ أي: مثل براغيث الفندق تجعل معولها على من يبيت فيه. وانظر في معناه: «زَيِّ البراغيت يتلموا ع الضيف» و«زَيِّ البرغوت يتعشى بالخاطر.»
  • «زَيِّ الْبَرَاغِيتْ يِتْلَمُّوا عَ الضِّيفْ» اتلم عندهم بمعنى: اجتمع، وانظر: «زَيِّ براغيت الوكالة …» إلخ.
  • «زَيِّ بَرْجَاسِ الْكِلَابْ عَفَرَهْ وِقِلَّةْ قِيمَهْ» البرجاس عندهم: حلبة السباق، ومسابقة الكلاب لا يكون منها إلا إثارة الغبار لشيء لا قيمة له.
  • «زَيِّ الْبَرْغُوتْ يِتْعَشَّى بِالْخَاطِرْ» هو من أمثال أهل الصعيد، والخاطر عندهم القادم؛ أي: الضيف. يُضرَب لمن يضيف إنسانًا لينتفع منه ويسلبه ما معه. وانظر: «زَيِّ براغيت الوكالة …» إلخ.
  • «زَيِّ بِرْكِةِ الْفِسِيخْ كُتْرَه وْنَتَانَهْ» الفسيخ: سمك مملح كريه الرائحة معروف بمصر؛ يعالج بطمره في حفرة وقتًا معلومًا فتُشم منها رائحة منتنة وقتَ طمرِه. يُضرَب للقوم يَكْثُرُون في مكان واحد وتكثر فيهم القذارة.
  • «زَيِّ الْبَصَلْ مَحْشُورْ فِي كُل طَعَامْ» ويُروَى: «زَيِّ الملح»، والملح أكثر استعمالًا في الأطعمة من البصل. ويُروى: «زَيِّ البقدونس.» يُضرَب للمتطفل الكثير الغشيان للمجالس والالتصاق بالناس.
  • «زَيِّ بَعْجَرْ أَغَا مَا فِيهْ إِلَّا شَنَبَاتْ» بعجر: اسم مُخْتَرَع. والأغا: العظيم من الترك. والشنبات: جمع شنب، وهو عندهم الشارب؛ أي: ليست فيه فضيلة إلا غلظ شاربيه وطولهما، وكفى به خزيًا أن تكون هذه فضيلته. يُضرَب للجاهل الغبي يظن فضل المرء بهذه الظواهر التي لا طائل تحتها.
  • «زَيِّ الْبَغْلِ الشَّمُوشْ؛ اِللِّي يِمْشِي قُدَّامُه يْعُضُّهْ، وِاللِّي يِمْشِي وَرَاهْ يُرْفُصُهْ» الشموس: يريدون به الشموس (بالسين المهملة في آخره)، ولا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوها. والرفص: الرفس. يُضرَب لمن لا يسلم مصاحبه من أذاه في حال من الأحوال.
  • «زَيِّ الْبَقَرَهْ الْبلْقَهْ» أي: مشهور يعرف من بين الناس، وإنما شبهوه في ذلك بالبقرة البلقاء؛ لأن البلق قليل في دواب مصر. وأهل الشرقية يقولون: «زَيِّ البقرة اللبطة.» واللبط عندهم البلق. والعرب تقول: «وأشهر من الفرس الأبلق» و«وأشهر من فارس الأبلق.» وفي كتاب «ما يُعوَّل عليه في المضاف والمضاف إليه» للمحبي: «شهرة الأبلق، يقال: أشهر من الفرس الأبلق لقلة البلق في العرب؛ ولأنه إذا كان في ضوء ظهر سواده وإذا كان في ظلمة ظهر بياضه، ويقال أيضًا: أشهر من فارس الأبلق.» انتهي. وللأعشى:
    تَعَالَوْا فَإِنَّ الْحُكْمَ عند ذوي النُّهَى
    من النَّاس كالبَلْقَاءِ بَادَ حجولُهَا٨
  • «زَيِّ بَلَدَ ابُو رَاضِي؛ اِلْمِشَنَّهْ مَلْيَانَهْ وِالسِّر هَادِي» انظر: «من عيلة أبو راضي …» إلخ في الميم.
  • «زَيِّ بُنْدُقِ الْعِيدْ مِزَوَّقْ وِفَارِغْ» لأن المعول في بندق العيد على تزويقه وتلوينه، لا على جودته فيوجد فيه الفارغ. يُضرَب للحسن المنظر السيئ المَخْبَر.
  • «زَيِّ بُهْرُجَانِ التَّرْبِيعَهْ؛ شَعْرِةْ رِيحْ تِهِزُّهْ» البُهْرُجَان (بضم فسكون فضم): شريط مُذَهَّب رقيق جدًّا يُتْخَذ من المعدن يتحرك بأقل ريح تُزَيَّن به رءوس العرائس في القرى ورءوس الصبيان في مواكب ختانهم. والتربيعة: محلة بالقاهرة يباع فيها العطر، ومن عادة العطارين تعليق البهرجان في حوانيتهم لبيعه فيسمع المار بها حفيفه لأقل ريح تصيبه. ومعنى شعرة ريح: أقل ما يكون منها. يُضرَب للجبان الفروقة يفزعه أقل شيء.
  • «زَيِّ بَوَّابِةْ جُحَا؛ وِسْعْ عَلَى قِلِّةْ فَايْدَهْ» جُحا (بضم أوله): مضحك معروف. والبوابة (بفتح الأول والواو المشددة): الباب الكبير. والمراد بهذه البوابة: باب يراه الحجاج بالصحراء في طريق الحج يزعمون أنه من بناء جحا فيضحكون عند رؤيته. يُضرَب للشيء ليس منه فائدة كالباب يُبْنَى في الصحراء عبثًا. وانظر أيضًا قولهم: «يكفاه نعيرها.» فهو عن دولاب للماء عمله جحا المذكور يشبه هذا الباب في عدم الفائدة.
  • «زَيِّ بَيَّاعِ الْبِدِنْجَانْ مَا يْهَادِي صَاحْبُهْ إِلَّا بِالسُّودَهْ» البدنجان (بكسرتين فسكون): الباذنجان. والسودة: السوداء. يُضرَب لمن لا يجيء منه إلا القبيح؛ أي: هو كبائع الباذنجان إذا أهدى صاحبه منه تخير السوداء؛ لأنها تامة النضج. والسواد لون غير مرغوب فيه.
  • «زَيِّ التُّرْكِي الْمَرْفُوتْ يِصَلِّي عَلَى مَا يِسْتَخْدِمْ» «على ما» يريدون بها: إلى أن. والمرفوت: المفصول من منصبه. والمراد: أنه لا يعرف ربه ويلازم صلواته إلا إذا طرد، فإذا أُعِيد إلى الاستخدام رجع لعتوِّه وترك التعبد. يُضرَب لمن يكون هذا شأنه في حالتي العسر واليسر.
  • «زَيِّ التَّعَابِينْ كُل مَنْهُو يِجْرِي عَلَى بَطْنُهْ» لأن الثعابين تمشي زحفًا على بطنها، والمراد: تشبيه الإنسان بها في سعيه على قُوتِه؛ لأنهم يقولون: فلان يجري على بطنه أو قوته؛ ففيه التورية.
  • «زَيِّ التِّعْبَانْ يُقْرُصْ وِيِلْبَدْ» انظر: «زَيِّ العقربة …» إلخ.
  • «زَيِّ تَنَابْلِةِ السُّلْطَانْ؛ يُقُومْ مِنِ الشَّمْسْ لِلضِّل بِعَلْقَهْ» التنابلة: جمع تنبل (بفتح فسكون ففتح)، وهو عندهم: الكسول، والعلقة (بفتح فسكون): الوجبة من الضرب. والمراد بتنابلة السلطان: من تَكَفَّل بأرزاقهم لفقرهم وعجزهم عن العمل؛ أي: لا ينتقلون من الشمس إلى الظل إلا إذا ضُرِبُوا، مع أن انتقالهم إلى الظل في مصلحتهم. يُضرَب لمن استغرق في الكسل.
  • «زَيِّ جِدْيِ الْمَرْكِبْ إِنْ عَامِتْ قَرْقَشْ وِانْ غِرْقِتْ قَرْقَشْ» أي: هو كالجدي في السفينة يأكل مما فيها من الحب عامت أو غرقت. ويُروَى: «وحلت» بدل غرقت، الظاهر أنه الأصح. ومعناه غرزت في الطين. ويُروى «زَيِّ فيران المراكب …» إلخ. يُضرَب للعاطل يشارك القوم في طعامهم في حالتي الأمن والفزع ولا يشاركهم في العمل.
  • «زَيِّ الْجَزَّارْ كَرِيهُه اللِّي يِشْتَر» يشترُّ: يَجْتَرُّ. والجَزَّار يذبح المريض الذي لا يجترُّ، وأما الصحيح الذي يجترٌّ فإنه يفوته ولذلك يكرهه.
  • «زَيِّ الْجِمَالْ حَنَكُهْ في كُدْيَهْ وِعِينُهْ في كُدْيَهْ» الكديه (بضم فسكون): يريدون بها الكُثْبَة الملتفة المجتمعة من النبت في الأرض. والحنك (بفتحتين): الفَمُ. يُضرَب للطمع الذي لم ينفد ما في يده وعينه طامحة لغيره.
  • «زَيِّ جَمْعِيِّةِ الْغِرْبَانْ أَوِّلْهَا كَاكْ وِآخِرْهَا كَاكْ» كاك: حكاية صوت الغراب؛ أي قوله: غاق. يُضرَب لمن شأنهم في الاجتماع الجلبة والصياح في أوله وآخره بلا فائدة.
  • «زَيِّ الْجَمَلْ اِللِّي يِحْرِتُهْ يِبَطَّطُهْ» لأن الجمل إذا اسْتُعْمِل في الحرث يفسد ما حرثه بوطء خفه، فهو لا يصلح للحرث. يُضرَب لمن يتعب في عمل شيء ثم يُفْسِد ما يعمله.
  • «زَيِّ الْجَمَلْ نَاعِمْ وِيَاكُلِ الْخِشِنْ» المراد: فم الجمل؛ لأنه مع نعومته يستطيع به أكل الشوك.
  • «زَيِّ الْجَمَلْ يِمْشِي وْيِحْدِفْ لِوَرَا يِبَيِّنْ عُيُوبِ النَّاسْ وِعُيُوبُهْ مَا يَرَى» ويُروى: «يخطر» بدل يحدف. ومعنى يحدف: يرمي برجله إلى وراء في مشيه، وهو عيب؛ أي: هذا المُظهر لعيوب الناس لا يرى عيوبه، فهو كالجمل في مشيه لا يرى رميه بقدمه؛ لأنها خلفه فيظن نفسه خاليًا من العيوب.
  • «زَيِّ الْجِمِّيزْ كَلَامُهْ يُغُم عَ الْقَلْبْ» الجميز: ثمر شجرة معروفة شبيه بالتين في شكله، والإكثار منه قد يحدث غثيانًا، وهم يقولون: غمت نفسي: إذا غثت. والقلب عندهم المعدة. والمراد تشبيه كلام الفدم الثقيل بالجميز في غثيان النفوس منه.
  • «زَيِّ جِنْدِي الْمَقَاتَهْ يِخَوِّفْ مِنْ بِعِيدْ» جندى المقاتة؛ أي: المقثأة، هو الخيال الذي يُنْصَب في الزرع على هيئة الرجل لتفزيع الطير، وقد يراه الشخص من بعيد فيظنه رجلًا تُخْشَى بوادره حتى إذا دنا منه ظهرت له حقيقته. يُضرَب لمن تغر ظواهره فَيُخْشَى وهو بعيد، فإذا خولط رُئِي بعكس ذلك.
  • «زَيِّ الْجُوزْ مَا يْجِيشْ إِلَّا بِالْكَسْرْ» الجوز معروف ولا يمكن الوصول إلى لبه إلا بفدغ قشره. يُضرَب لمن لا يصلح إلا بالشدة.
  • «زَيِّ الْحَاكِمْ مَالُوشْ إِلَّا اللِّي قُدَّامُهْ» أي: هو مثل الحاكم لا يؤاخذ إلا من حضر أمامه من المجرمين، وقد يكون فيمن غاب من هو أشد إجرامًا وأولى بالعقوبة.
  • «زَيِّ حَدَّادِ الْكُفَّارْ حَيَاتُهْ وْمُوتُهْ فِي النَّارْ» لأن الحداد في الدنيا مجاور للنار، وإذا كان كافرًا بالله فسيصلاها في الآخرة. يُضرَب لسيئ الحال في الكونين.
  • «زَيِّ الْحَدِيدْ نِقْطَعْ فِي بَعْضْ» يُضرَب للقوم يُسِيء بعضهم بعضًا، فهم كالحديد يقطع الحديد؛ إِذْ لا يقطعه سواه.
  • «زَيِّ الْحُرْمَهْ الْمِفَارْقَهْ لَا هِي مِطَّلَقَهْ وَلَا هِي مْعَلَّقَهْ» أي: مثل المرأة التي فارقت زوجها لا هي مُطَلَّقة فتصنع ما تشاء ولا هي معلقة؛ أي: كائنة مع زوجها. يُضرَب للحائر في أمره الذي لا نعرف له وجهًا يستقر عليه.
  • «زَيِّ الْحُمَارْ مَا يْجِيشِ إِلَّا بِالنَّخْسْ» ما يجيش، يعني: لا يطيع. يُضرَب لمن لا يطيع إلا بالشدة كالحمار، فإنه لا يسير إلا بنخسه.
  • «زَيِّ الْحُمَارْ يِحِب شِيلِ التَّلَالِيسْ» هو في معنى قولهم: «يموت الطور ونفسه في حكة في الصُّدُود.» وسيأتي في الياء آخر الحروف؛ أي: يجب حمل ما يتعبه ويبحث عنه لتعوده عليه.
  • «زَيِّ الْحَمَامْ يِغْوَى ابْرَاجِ ابْرَاجْ» يغوى هنا بمعنى: يألف. والبرج معروف؛ أي: هو مثل الحمام يألف برجًا فيسكنه، ثم ينتقل لبرج آخر. يُضرَب لمن لا تدوم مودته.
  • «زَيِّ حْمِيرِ التَّرَّاسَهْ يِتْلَكِّكْ عَلَى قُولِةْ هِس» التَّرَّاسَة: الذين ينقلون على حميرهم بالأجر، ويتلكَّك يُرْوَى بدله: «يتلزز»، ومعناهما: يستند؛ أي: مثل هذه الحمير لكثرة ما تعاني على سماع هس فَتَقِف، وهو زجر للدواب لتقف. يُضرَب لمن يستند على أقل سبب لإبطال عمله.
  • «زَيِّ حْمِيرِ الْعِنَبْ تِشِيلُهْ وَلَا تْدُوقُهْ» لأن العنب ليس من مأكول الحمير، فهي تحمله مُسَخَّرَة ولا تَذُوقه. يُضرَب لمن يُسَخَّر في أمر لا يعود عليه شيء منه.
  • «زَيِّ حْمِير الْغَجَرْ يِنَهَّقوا وْهُمَّا نَايْمِينْ عَلَى جَنْبُهُمْ» الغجر: فئة معروفة تطوف القرى بحميرها ودجاجها، فإذا حلوا قرية نزلوا بقربها بقضهم وقضيضهم، وإنما تنهق حميرهم وهي نائمة لشدة تعبها. يُضرَب لمن يقتصر على الصخب والجلبة وهو قاعد لا يتحرك للعمل.
  • «زَيِّ الْخَرُّوبْ قِنْطَارْ خَشَبْ عَلَى دَرْهِمْ سُكَّرْ» يُضرَب لما نفعه أقل من جرمه.
  • «زَيِّ الْخَمَلْ يِرْكَبِ الْعَيَّانْ» الخمل (محركًا): نوع من القمل يصيب الدجاج والماشية. وهو يصيب المريض فيزيده ضعفًا. يُضرَب لمن يتطاول على الضعيف لضعفه. وانظر: «زَيِّ الدِّبَّان يعف ع الضعيف.»
  • «زَيِّ الْخُنْفُسْ لَا يِتَّاكِلْ وَلَا يِتْلِعِبْ فِيهْ» لأن الخنافس قبيحة المنظر لا يستطيع الإنسان أن يلهو بها، ولا هي مما يُؤْكَل، فهي عديمة النفع على أي حال في الجد واللعب. انظر أيضًا: «زَيِّ ولاد الحداية …» إلخ.
  • «زَيِّ الْخُنْفُسْ يِتْكَعْبِلْ فِي الْمِشَاقْ» المشاق (بكسر أوله): دقاق الكتان. واتكعبل معناه: نشب في نحو حبل، أو عثر بشيء فوقع، والعادة في الخنافس أنها إذا عثرت في دقاق الكتان نشبت أرجلها به، ولم تستطع التخلص منه ولا المشي. يُضرَب لمن يرتبك من أقل شيء.
  • «زَيِّ الْخَوَلِ الرِّيفِي» الخول (بفتحتين): الرقَّاص يَتَزيَّى بزيِّ النساء ويُسْتَأْجَرُ للرقص بالأعراس، وإذا كان ريفيًّا كان أقبح حالًا وأسمج. يُضرَب للمتخلع في مشيته المتفكك مع قبح وسماجة.
  • «زَيِّ خِيلِ الطَّاحُونْ لَا عَافْيَهْ وَلَا نَضَرْ» النضر: النظر. يُضرَب لمن عجز عن العمل وضعف نظره وذهب الانتفاع به، فهو كخيل الطاحون؛ لأنهم يستخدمون بها الضعاف من الدواب لرخص ثمنها حتى التي عُمِيَت فإنها تصلح لإدارتها.
  • «زَيِّ الْخَيْلَه الْكَدَّابَهْ» يقولون: «فلان داير زَيِّ الخيله الكدابه.» أي: لا يستقر يروح ويجيء. ومرادهم بالخيلة اشتغال النظر برواحه ومجيئه؛ أي: رؤية خياله ذاهبًا آتيًا، والمراد بالكدابة هنا: التي لا فائدة منها تعود.
  • «زَيِّ الدِّبَّانْ يِعف عَ الضَّعِيفْ» الدبان (بكسر الأول وتشديد الموحدة): الذباب. ويعف معناه: يجتمع ويتهافت؛ وذلك لأن الضعيف يعجز عن طرده. يُضرَب لمن يتحامل على الضعيف ويظلمه لعجزه عن مناهضته، وهو من أقبح الظلم. وانظر: «زَيِّ الخمل يركب العيان.»
  • «زَيِّ الدَّبُّورْ يِدِن بَلَاشْ» الدَّبُّور(بفتح أوله وضم الموحدة المشددة): الزنبور، ويدنُّ؛ أي: يَطِنُّ. فهو محرف عنه بقلب الطاء دالًا. والأكثرون يقولون فيه: «يزن» بالزاي، ولا يبعد أن يكون «يدن» محرفًا عن هذا توهمًا أن الزاي ذال، وهي تقلب عندهم دالًا مهملة. وقولهم: بلاش (بفتحتين) أي: بلا شيء. يُضرَب لمن يتطوع للكلام أو نحوه مجانًا ويورث السأم سامعيه.
  • «زَيِّ الدُّخَّانْ يُخْرُجْ مَا يِرْجَعْ» أي: إذا خرج الدخان من نافذة ونحوها لا يعود. يُضرَب لمن ديدنه الإفلات من المكان الذي يكون به وعدم العود إليه.
  • «زَيِّ دَكَاكِينْ شُبْرَا وَاحْدَهْ مَقْفُولَهْ وِالتَّانْيَه مْعَزِّلَهْ» لأن شبرا كانت قبلًا قليلة السكان قليلة الأخذ والعطاء، فحوانيتها بين مقفل وبين مُزْمَع على إقفاله، وهم يعبرون بالتعزيل عن إغلاق التاجر حانوته في آخر النهار. والمراد هنا: العزم على التعزيل.
  • «زَيِّ الدِّلْوْ» يُضرَب للغبيِّ البليد الذي لا يحل ولا يبرم حتى يحركه محرك، فهو كالدلو تُنْقَل من هنا إلى هنا من غير شعور.
  • «زَيِّ دِيكِ الْخَمَسِينْ عِرْيَانْ وِمْزَنْطَرْ» الزنطرة (بفتح فسكون): التعالي والتبجح والتكبر. والخَمَسِين (بفتحتين): خمسون يومًا من الحسوم معروفة بمصر تكون قبل شم النسيم، وفيها تُرَبَّى أنواع الدجاج والإوز تُسَمَّن لتُذْبَح في شم النسيم. والديوك العريانة، وهي التي لا ريش عليها خلقة تسمن وتعظم عن غيرها. يُضرَب للصعلوك المتبجح المتعالي وهو عريان لا يجد ما يستره.
  • «زَيِّ الرُّهْرِيطْ لَا يِبْنِي وَلَا يْسِدِّ خْرُوقْ» الرهريط (بضم فسكون مع إمالة الراء الثانية): الروبة التي تكون في قاع الخلجان عقب نضوب الماء، وتكون عادة غير متماسكة فلا تفيد في البناء ولا في سد شقوق الحيطان. يُضرَب لمن لا فائدة تنتظر منه. وبعضهم يقتصر على قوله: «زَيِّ الرُّهرِيط.» ويقصدون به تشبيه الشخص الرخو الذي لا عمل له ولا فائدة منه.
  • «زَي رَوَايِحْ أَمْشِيرْ كُل سَاعَهْ في حَالْ» الروايح يريدون بها جمع ريح. وأمشير: شهر من الشهور القبطية تكثر فيه الرياح في أيام دون أخرى. يُضرَب للمتقلِّب المتغير الطباع أو الأحوال.
  • «زَيِّ الزَّقَازِيقْ كُل مَنْهُو شُوكْتُهْ في ضَهْرُهْ» الزقازيق: جمع زقزوق (بفتح فسكون فضم)، وهو نوع من السمك صغير له شوكة بظهره وشوكتان في جانبيه. يُضرَب للجماعة ينفرد كل واحد منها بشأنه ويتبع رأيه وهواه.
  • «زَي زِيتِ الْغَارْ كُلُّهْ مَنَافِعْ» الغار: شجر معروف له دهن نافع في الطب يذكره الأقدمون. يُضرَب في كل ما كثر نفعه.
  • «زَي سَاعِي الْيَهُودْ مَا يْوَدِّي خَبَرْ وَلَا يْجِيبْ خَبَرْ» وذلك لاعتقادهم في اليهود أنهم لا يصلحون لشيء. ويودي أصله: يؤدي. ويجيب؛ أي: يجيء بكذا.
  • «زَيِّ السَّبَّاغْ تَنَاهْ عَلَى ضَهْرْ إِيدُهْ» السباغ (بالسين المهملة): يريدون به الصباغ. والتنا (بفتحتين): الأصل، أو العرض. والمراد هنا: علامة المهنة التي تدل على الشخص، فالصباغ تظهر مهنته على ظهر يده؛ لأنها تكون ملوثه بالأصباغ فَيُعْرَف بها. يُضرَب لمن فيه ما يدل على أصله أو مهنته، ويرويه بعضهم: «زَيِّ العبد» بدل السباغ، والمراد العبد الأسود، ولعلهم يريدون أن ظهر يده أسود يدل على أصله. أو أن يده مَجَلَتْ من العمل فدلت على مهنته.
  • «زَيِّ السَّفَافِيرْ عُقْلَه وْغَلَبَهْ» السفافير عندهم جمع سُفَّارة (بضم الأول وتشديد الفاء)، وهي الصفارة التي ينفخ فيها. ومعنى العقلة (بضم فسكون): الأنبوب من القصب. والغلبة (بفتحتين): كثرة الصياح والجلبة؛ أي: هي أنبوب صغير وصوتها كبير وعالٍ. يُضرَب لمن صياحه ودعواه فوق قدره.
  • «زَي سَلَامِ الْمَوَارْدِي عَلَى الْفَسَخَانِي» المواردي: بائع العطر نسبة لماء الورد، والفسخاني (بفتحتين): بائع الفسيخ، وهو السمك المملح الكريه الرائحة المعروف بمصر، فسلام بائع العطر على بائع هذا السمك لا يحتاج لوصف. يُضرَب لوصف سلام المُعْرِض المقتصر على الضروريِّ من الألفاظ.
  • «زَي سُلْطَانِيِّةِ الْمِش كُلِّ سَاعَهْ فِي الْوِش» السلطانية: وعاء من الغَضَار الصيني، والمش (بكسر الأول وتشديد الثاني): الجبن القديم المخزون، والوِّش بهذا الضبط: الوجه، والريفيون إنما يعتمدون في الإدام على هذا النوع من الجبن، فوعاؤه أمام وجوههم في أكثر الأحيان. يُضرَب للمُبْغَض الملازم الذي لا يغيب عن العين. ويُروَى: «زَيِّ المش …» إلخ بدون ذكر السلطانية.
  • «زَي سَلَّاقِينِ الْبِيضْ أَوِّلْ بِأَوِّلْ» أول بأول: يريدون به الإتيان على الشيء وعدم الإبقاء عليه. يُضرَب في الفقراء ليس عندهم ما يبقى، بل ما يأتيهم يذهب عند الحصول عليه لقلته واحتياجهم إليه؛ أي: هم في ذلك كمن يسلق البيض يلقيه في الماء الغالي ويخرجه ثم يلقي سواه.
  • «زَيِّ السَّمَكْ إِنْ طِلِعْ مِنِ الْمَيَّهْ مَاتْ» يُضرَب لمن يلازم الشيء لا يفارقه، فكأنه السمك في ملازمته الماء وموته إذا فارقه.
  • «زَيِّ السَّمَكْ يَاكُلْ بَعْضُهْ» يُضرَب للأقارب يؤذون بعضهم بعضًا بالقول أو بالفعل.
  • «زَيِّ السَّمَكْ يِنْزِلْ عَ السَّنَانِيرْ بِدِيلُهْ» أي: مثل السمك الذي يفعل ذلك، ولو كان جميعه يفعله ما اصطاد أحد منه شيئًا. والسنانير: جمع سِنَّارة (بكسر الأول وتشديد النون)، وهي الشصُّ يُعَلَّق بخيط ويُصَاد به. والدِّيل: الذَّنَب. يُضرَب للمتيقظ الكثير الحذر، فهو كالسمك الذي لا يدنو من الشصِّ إلا بذنبه فلا يعلق به.
  • «زَيِّ السَّمْنْ وِالْعَسَلْ» يُضرَب للمتَّحِدَيْن في صفاء؛ أي: هما في اختلاطهما كالسمن والعسل في الامتزاج.
  • «زَي سِيرِةِ التَّعَابِينْ» لأنهم إذا ذكروا نوادر الثعابين لا ينتهون منها، بل كلما سكت أحدهم بدأ الآخر بنادرة. يُضرَب للكثير المخازي الذي إذا أخذ قوم في اغتيابه لا ينتهون.
  • «زَيِّ شَحَّاتِ التُّرْكْ جَعَانْ وِيْقُولْ: مُوشْ لَازِمْ» الشحات: السائل المكدي، والمراد: هو مثل السائل التركيِّ يكون جائعًا فإذا عرضت عليه طعامًا حمله ما رُكِّب في طباعه من احتقار خلق الله على أن يردَّه ويقول: لا يلزم. يُضرَب لمن يتعالى عن قبول ما ساقه الله إليه من الرزق وهو محتاج إليه.
  • «زَيِّ شُخَاخِ الْجِمَالْ تَمَلِّي لْوَرَا» شَخَّ عندهم بمعنى: أحدث أو بال، وهو في اللغة بمعنى بال، وهو المراد هنا. وتملي معناه: دائمًا. يُضرَب للشخص يبقى متأخرًا معكوس الحركات، فهو كبَوْل الجمال يُرْمَى به إلى وراء دائمًا.
  • «زَيِّ شُرَّابِةِ الْخُرْجْ لَا تْعَدِّلُهْ وَلَا تْمَيِّلُهْ» الشرابة (بضم الأول وتشديد الثاني): هنة كالذؤابة تناط بآخر الخرج للزينة لا يثقله تعليقها ولا يخففه نزعها. يُضرَب للضعيف لا يحل ولا يبرم فيستوي وجوده وعدمه، وهو في معنى قول القدماء: هو «كواو عمرو» لمن لا عمل له ولا يُحْتَاج إليه، ومنه قول بعضهم:٩
    أَيُّهَا المُدَّعِي سُلَيْمَى سفاهًا
    لستَ منها ولا قلامةَ ظُفْرِ
    إِنَّمَا أنتَ مِنْ سُلَيْمى كَوَاوٍ
    أُلْحِقَت في الهِجَاءِ ظلمًا بِعَمْرِو

    وقول ابن عنين:

    كَأَنِّي في الزَّمان اسمٌ صحيحٌ
    جرى فتحكَّمت فيه العواملْ
    مزيدٌ في بنيه كواو عمرٍو
    وملغى الحَظِّ فيه كراءِ وَاصِلْ

    وقول الرستميِّ للصَّاحب بن عبَّاد:

    أفي الحق أن يعطى ثلاثون شاعرًا
    ويُحرم ما دون الرضا شاعرٌ مثلي
    كما أُلحقت واوٌ بعمرٍو زيادةً
    وضويق بسمِ الله في ألفِ الوصلِ
  • «زَيِّ الشِّرِيكِ الْمِخَالِفْ» أي: فيما يفعله مع شريكه من المضايقة بخلافه. يُضرَب للمولع بمخالفة غيره.
  • «زَيِّ الشِّعِيرْ كُتْرْ دَبَكَهْ وِقِلِّةْ بَرَكَهْ» الدبكة (بفتحتين): القرقعة والدويُّ؛ لأن ما يُعْمَل في طحن الشعير مماثل لما يعمل في القمح، ثم لا يتحصل منه إلا على دقيق سخيف رديء. وهو قريب من قولهم: «أسمع جعجعة ولا أرى طحنًا.»
  • «زَيِّ الشِّعِيرْ مَوْكُولْ مَذْمُومْ» الموكول: يريدون به المأكول. يُضرَب لمن ينتفعون منه ثم يذمونه، فهو كالشعير يُؤْكَل ويذم. ولما جمع جمال الدين بن نباتة المصري سرقات الصفدي من شعره في كتاب سَمَّاهُ: «خبز الشعير»؛ إشارة إلى أنه مأكول مذموم.
  • «زَيِّ شَمَّامْةِ الضُّبَبْ» الضبه (بفتح الأول وتشديد الموحدة) وجمعها ضبب: قفل من الخشب ومفتاحه من الخشب أيضًا؛ أي: هي مثل التي تشم آثار الأيدي على أقفال الدور؛ لتعرف أنواع ما طبخوه من الدسم، فتسقط على ما تشتهي أكله. يُضرَب فيمن يتجسس على الناس وينقب ليتعرف أخبارهم.
  • «زَيِّ الشَّمْعَهْ تِحْرَقْ نَفْسَهَا وِتْنَوَّرْ عَلَى غِيرْهَا» يُضرَب لمن يضر نفسه في سبيل نفعه للناس. وفي معناه قول العبَّاس بن الأحنف:
    صِرْتُ كَأَنِّي ذُبَالَةٌ نُصِبَتْ
    تُضِيءُ للنَّاسِ وَهْيَ تَحْتَرِقُ١٠

    وقريب منه قول الآخر:

    يَفْنَى الحريصُ بجمع المالِ مُدَّتَهُ
    وللحوادثِ ما يُبْقِي وَمَا يدَعُ
    كدودةِ القزِّ ما تحويه يبلغُها
    وغيرُها بالذي تحويه يَنْتَفِعُ
  • «زَيِّ الشَّيَاطِينْ سِرُّهْ في بَطْنُهْ» يُضرَب للماكر الخبيث الذي يُخْفِي ما يريده.
  • «زَيِّ الشَّيَّالْ لَا يَذْكُرُ اللهْ إِلَّا تَحْتِ الْحِمْلِ» الشيال: الحَمَّال الذي يحمل الأمتعة للناس. والمراد: الخلق من طغيانهم لا يذكرونه — تعالى — إلا وقت الشدائد. وفي معناه قولهم: «زَيِّ المراكبية ما يفتكروش ربنا إلا وقت الغرق.» وسيأتي.
  • «زَيِّ الصُّوفْ دُوسُهْ وَلَا تْبُوسُهْ» يُضرَب لمن لا يصلحه الإكرام، فهو كالصُّوف إذا صُنْتَه لعب به العثُّ وأفسده، وإذا أهنته باللبس والاستعمال بقي سليمًا.
  • «زَي صَيَارِفِ الرِّيفْ يِعِدُّوا بِالْأَلْفْ وِيْنَامُوا عَلَى الِانْخَاخْ» الصيارف عندهم: جمع صَرَّاف، وهو جابي الأموال. والأنخاخ: شبه حصر غلاظ يجلس عليها الفقراء؛ أي: هو مثل جباة الريف يعد الألوف من الدنانير، ثم ينام على الحصير؛ لأنه لا يملك منها شيئًا. ولهذا المثل رواية أخرى، وهي: «زَي ضَرَّابين الطوب …» إلخ، وسيأتي.
  • «زَي ضَرَّابِينِ الطُّوبْ يِعِد بِالْأَلَفَاتْ وِيْنَامْ عَلَى الأَبْرَاشْ» الطُّوب (بضم أوله): اللَّبِن، وضرَّابه: صانعه، والبُرش (بضم فسكون) وجمعه أبراش، يريدون به: سفيفة تُنْسَج من الخوص كالجوالق ثم تستعمل للجلوس عليها؛ أي: يعدون الألوف ثم ينامون على الحصر. ويُروَى: «يعدوا المية» بدل الألف. ويُروَى: «زَي صيارف الريف يعدوا بالألف ويناموا على الأنخاخ.» وقد تَقَدَّم.
  • «زَي ضَرَّابِينِ الْكُبَّهْ» الكُبَّة (بضم الأول وفتح الموحدة المشددة) يريدون بها: غدة الطاعون، وفي اعتقادهم أنها من وخز الجن. يُضرَب للمبغَض إلى النفوس المعتقَد فيه الأذى البشع المنظر.
  • «زَيِّ الطَّاوُوسْ يِتْعَاجِبْ بِرِيشُهْ» يُضرَب لمن يزهى على الناس بجمال ثيابه وحسن هندامه، ويظن الفضيلة محصورة في ذلك لصغر نفسه وعقله.
  • «زَيِّ الطَّبَّالِ الْأَعْمَى» لأن الطبَّال إذا كان أعمى خبط في ضربه خبط عشواء.
  • «زَيِّ الطَّبْلْ صُوتْ عَالِي وِجُوفْ خَالِي» يُضرَب للثرثار المتشدق بما لا طائل تحته، وقد يُرَادُ به الفقير الخاوي الكثير الكلام. وهم لا يستعملون الصوت إلا في الأمثال ونحوها. وأما في غيرها فيقولون: الحس (بكسر الأول).
  • «زَيِّ الطَّبْلْ مَنْفُوخْ عَلَى الْفَارِغْ» يُضرَب للمتعاظم المتجهم للناس على لا شيء.
  • «زَيِّ طَبْلْ نِشْوَهْ مَجْعُورْ وِمْلَاحِقْ عَلَى زَفِّتِينْ» نشوة: قرية بالشرقية. ومجعور؛ أي: مثقوب. والزَّفَّة: موكب العرس، والمقصود بملاحق أنهم يقرعونه في زفة ثم يلحقون به أخرى. يُضرَب للعاجز الذي لا يصلح لأمر واحد ويحاول القيام بأمرين معًا.
  • «زَي طُرَبِ الْيَهُودْ بَيَاضْ عَلَى قِلِّةْ رَحْمَهْ» الطرب عندهم: جمع طربة، وصوابها: تربة، بالمُثَنَّاة الفوقية. يُضرَب لحسن الظاهر وقبح الباطن. وفي معناه قولهم: «زَي قبور الكفار من فوق جنينة ومن تحت نار.»
  • «زَيِّ الطَّوَاحِينْ إِنْ بَطَّلِتْ تِلْحَسْهُمِ الْكِلَابْ» لأن الطواحين إذا أُبْطِلَت تجتمع الكلاب على لحسها لما علق عليها من الدقيق. يُضرَب لمن يُسْتَهَانُ به إذا عُزِلَ أو ترك العمل.
  • «زَيِّ الطَّوَاحِينْ مَا يْجِيشْ إِلَّا بِالدَّق مِنْ وَرَا» أي: لا يستقيم أمره ويصلح إلا بالدق عليه وحثه؛ أي: بالشدة، فهو مثل الطواحين إن لم تُدَق في إصلاحها لا تنضبط أجزاؤها. يُضرَب لمن تصلحه الشدة ويفسده اللين، ولا يعمل إلا بِحَثِّه وزَجْرِه.
  • «زَيِّ طُورَ اللهْ فِي بَرْسِيمُهْ» الطور: الثور. والبرسيم: نبات تأكله الدواب. يُضرَب للرجل المغفل الشديد الجهل بأموره وبما حوله.
  • «زَيِّ الْعَبْدْ تَنَاهْ عَلَى ضَهْرْ إِيدُهْ» انظر: «زَيِّ السباغ …» إلخ.
  • «زَيِّ عَجَايِزِ الْفَرَحْ أَكْلْ وِنَقْوَرَهْ» النقورة أو النأورة عندهم: هي التعريض بالمعايب والاستهزاء بطريق التنادر؛ أي: مثل العجائز في الأعراس يأكلن ثم يتنادرن على ما أكلنه.
  • «زَي عَذَابِ الزِّيتْ فِي الْقَنْدِيلْ تَحْتُهْ مَيَّهْ وِفُوقُهْ نَارْ» المية: الماء. والصواب في «القنديل»: (كسر أوله)، والعامة تفتحه. يُضرَب لمن أحاطت به المصائب وأصبح كمن لا مَفَرَّ له من الإغراق أو الإحراق، وأَيُّ عذاب للنفس أشد من هذا؟
  • «زَي عَفْرِيتِ الْقَيَّالَهْ مَا يِنْهَدِّشْ» القيالة (بفتح الأول وتشديد الثاني) يريدون بها: القائلة والقيلولة؛ أي: نصف النهار، حيث يشتدُّ الحر. ومرادهم ﺑ «ينهد»: يدركه التعب فيسكن. يُضرَب للنِّشيط لا يفتر عن العمل ولا يفل عزمه التعب، ويكثر ضربه للنَّشيط في الشر، والصَّواب في العِفريت (كسر أوله)، والعامَّة تفتحه.
  • «زَي عَقْبِ الْبَابْ مَا يُسْكُتْشْ إِلَّا عَلَى بَرْطُوشَهْ» العقب (بفتح فسكون): عقب الباب الذي يدور عليه. والبرطوشة (بفتح فسكون فضم): النعل الغليظة البالية. والمراد هنا: قطعة من الأديم تجعل تحت العقب حتى لا يصر في دورانه. يُضرَب للثرثار المتفيهق الوضيع النَّفس لا يُسْكِنُه القول الطيب، فيحتاج في إسكاته إلى النعال. وانظر في الدَّال المهملة: «دور العقب على وطاه …» إلخ. فهو مثله، ولكن مغزاه يختلف.
  • «زَيِّ الْعَقْرَبَهْ قَرْصِتْهَا وِالْقَبْرْ» أي: مثل العقرب ليس بعد لدغها إلا الموت. يُضرَب لمن بلغ أذاه مبلغًا عظيمًا.
  • «زَيِّ الْعَقْرَبَهْ يُقْرُصْ وِيِلْبَدْ» أي: هو مثل العقرب يلدغ ويسكن في مكانه حتى لا يُعْرَف. يُضرَب لمن يسيء خفية. وبعضهم يرويه: «زَيِّ التعبان.»
  • «زَيِّ الْعُقْلَهْ فِي الزُّورْ» العقله: الكعب. يُضرَب للثقيل يعترض للشخص في وجهه ويلازمه كما ينشب الشيء في الحلق.
  • «زَيِّ الْعَمَلِ الرَّدِي» أي: عمل الإنسان الذي يُجَازَى عليه في الآخرة. يُضرَب للقبيح المنظر الثقيل المتجهِّم المبغض للقلوب.
  • «زَيِّ الْعَوَالِمْ يِتْبَغْدِدْ فِي بِيتِ الزُّبُونْ» العوالم جمع عالمة، وهي عندهم القينة المغنية تُسْتَأْجَر في الأعراس والولائم. وتبغدد: تدلل، وأصله التشبه بأهل بغداد في التظرُّف والتدلُّل. والمراد هنا: التثاقل في التدلل. والزبون (بضم الأول) يريدون به من تَعَوَّد الشراء من تاجر ولازم ذلك فإنه يكون زبونه. والمراد به هنا: صاحب الدار الذي تعود أن يستأجر هذه القينات للغناء عنده فهو زبونهن؛ أي: فلان مثل القينات يتدلل ويتحكم في دار غيره.
  • «زَيِّ الْغُرَابْ يِتْعَايِقْ بِعَوَارِةْ عِينُهْ» انظر: «زَيِّ الفسيخ يتعايق …» إلخ.
  • «زَي غُزِّ الْجِيزَهْ تَمَلِّي السِّجَّادَهْ عَ الْبَحْرْ» تملي: أي دائمًا. والسجادة: المصلى. والمراد هنا: الطنفسة يجلس عليها، وكان الغز في مصر كثيرًا ما يسكنون في الجيزة؛ لكونها على النيل ولقربها من القاهرة، وممن كان يسكنها مراد بك المشهور. يُضرَب للمترفه الكسول.
  • «زَي غُزِّ طَطَرْ لَا يِوحِشُهْ مِنْ غَابْ وَلَا يِئْنِسُهْ مِنْ حَضَرْ» يُضرَب لمن لا يُعْنَى إلا لنفسه ويهمل أمر غيره، فلا يسره من حضر، ولا يشتاق لمن غاب. والمراد بغز ططر: الغزاة من التتار؛ فإنهم كذلك لغلظ طباعهم.
  • «زَي غَنَمِ الْعَرَبْ تِبَاتْ تِشْتَر عَلَى بَرْبُورْهَا» تشترُّ: تجتر. والبربور: ما سال وتدلَّى من المخاط من الأنف. وغنم العرب لا تجد في الصحراء ما تشبع منه فتجتر عليه. يُضرَب للسَّيِّئ الحال المتعلِّل بما لا ينفع.
  • «زَي غِيطِ الْكُرُنْبْ كُلُّهْ رُوسْ» الغيط (بالإمالة): المزرعة، وإذا قطع الكرنب من مزرعته بقيت بقايا رءوسه فيها. يُضرَب للشيء الرديء أكثره لا فائدة فيه.
  • «زَيِّ فَارِ الشِّشْمَهْ غَلِيضْ وَاعْمَى» الشِّشمه (بكسر فسكون): المرحاض يُضرَب للرجل الغليظ المتجهم.
  • «زَيِّ الْفِجْلْ مِتْحَزِّمْ عَ اللَّمَاضَهْ» يُضرَب لمن يجعل معوله في المناقب والفضائل على الجعجعة بلا طائل. ومعنى اللماضة: القدرة على كثرة الكلام كأنه يتلمظه في فمه كما يتلمظ اللقمة، فهو شبيه بالفجل؛ لأنهم يحزمون حزمه بحزام عريض من الخوص لا يناسبه، فكأن هذا الشخص تَحَزَّم بكثرة الكلام على لا شيء.
  • «زَيِّ الْفِرَاخْ تِبِيضْ وِتِحْزَقْ لِلتَّاجِرْ» الفراخ: الدجاج. والحزق: أنين فيه شده وضغط على النفس. يُضرَب لمن يجهد نفسه في أمر تكون ثمرته لغيره.
  • «زَيِّ الْفِرَاخْ رِزْقُهْ تَحْتْ رِجْلِيهْ» ويُروَى: «في رجليه.» يُضرَب لمن يُيَسَّر له رزقه أينما سار، فهو كالدجاج كلما بحث في التراب وجد ما يقتات به.
  • «زَيِّ الْفَرَارْجِي لُهْ فَرُّوجْ لَا يْمُوتْ» الفرارجي: بائع الدجاج وحانوته لا يخلو منها؛ لأنها تجارته، فهو في حكم من له فروج لا يموت. يُضرَب للشيء الدائم لا ينقطع عن الشخص.
  • «زَيِّ فَرَحِ الْهِدْهِدْ كُل مَا يْقَرَّبْ يِبْعِدْ» أي: مثل الفرح بصيد الهدهد يراه المرء قريبًا فيطمع فيه، فإذا دَنَا منه طار وبَعُدَ عنه؛ لأنه حذر سريع التنقل. يُضرَب لمن يفرح بالشيء يظنه قريب النوال وهو بعيد لا مطمع فيه.
  • «زَيِّ الْفَرْخَهْ الدَّوَّارَهْ كُل سَاعَهْ فِي بِيتْ» الفرخه: الدجاجة. يُضرَب لكثير الغشيان للدوار الساقط الكرامة الذي يلتقط رزقه كما تلتقط الدجاجة الحب من هنا وهناك. والعرب تقول في ذلك: «توقري يا زَلِزَة.» ومعنى الزَّلِزَة: المرأة الطياشة الدائرة في بيوت جاراتها.
  • «زَيِّ الْفِرِيكْ مَا يْحِبِّشْ شِرِيكْ» الفريك (بكسر أوله): يريدون به القمح بلغ؛ أي: يفرك من سنابله فيجنون منه ويلوحونه بالنار ثم يطبخونه. والمراد: أنهم عند جنيه وتلويحه بالنار يأخذون منه في أيديهم ويفركونه ويأكلونه سخنًا بلا طبخ تفكهًا. وهو في هذه الحالة لا يحتمل مشاركة الغير فيه؛ لأن ما بالكف منه قليل. يُضرَب لكل شيء لا يستحق الشركة ولكل شخص يحب التفرد بالشيء.
  • «زَي فِسَا طَلَّاعِ النَّخْلْ لَا هُو طَالِعْ فُوقْ وَلَا وَاصِلْ تَحْتْ» يُضرَب للشيء يُعْمَل لا يفيد القريب ولا البعيد.
  • «زَيِّ الْفِسِيخْ يِتْعَايِقْ بِعَوَارِةْ عِيْنُهْ» لأن الفسيخ، وهو السمك المملح المعروف، قد ذهبت عيناه، ولكن لا يظهر إلا عوره؛ لأنه يُلْقَى على جنبه عند عرضه في الحوانيت فلا يظهر منه إلا عين واحدة ذاهبة. ومعنى يتعايق: يتباهى بحسنه؛ لأنه إنما يعرض للترغيب في شرائه، فكأنه متباهٍ بحسنه مع عوره. يُضرَب لمن يتباهى ويفتخر بما لا يحسن إلا ستره. يُروَى: «زَيِّ الغراب» بدل الفسيخ؛ وذلك لأنهم يسمونه بالأعور، والأكثر الأول.
  • «زَيِّ فْطِيرِ الزِّيَارَهْ وَاسِعْ عَلَى قِلِّةْ بَرَكَهْ» المراد بالفطير هنا خبز يعجن بالسمن ويُتَصَدَّق به على الفقراء عند زيارة الأموات في المواسم، وهم غالبًا لا يكثرون سمنه فيكون على سعة قرصته قليل البركة. يُضرَب للكبير الحجم القليل الفائدة.
  • «زَي فُقَرَا الْيَهُودْ لَا دُنْيَا وَلَا أُخْرَى» يُضرَب للسَّيِّئ الحال في دينه ودنياه.
  • «زَي فُوَطِ الْحَمَّامْ كُل سَاعَهْ في وِسْطْ رَاجِلْ» الفوط: جمع فوطة (بضم الأول) وهي المئزر. يُضرَب للشيء المبتذل لكل أحد.
  • «زَيِّ الْفُولِ النَّابِتْ خَالِعْ مِنْ بَاطُهْ» الفول: الباقلاء. والنابت: الذي ينقع في الماء ثم يترك فتظهر الهنة التي في رأسه كأنها لسان نبت؛ ولهذا يسمونه بالنابت، ثم لهم طبخه بعد ذلك عدة طرق، وهو في هذه الحالة يكون كالشخص الذي خلع كمه وأبدى ذراعه عاريًا إلى إبطه. يُضرَب لمن يفعل ذلك مرحًا ونشاطًا أو تهيؤًا للعمل.
  • «زَي فِيرَانِ الْمَرْكِبْ إِنْ عَامِتْ قَرْقَشِتْ وِانْ وِحْلِتْ قَرْقَشِتْ» انظر: «زَي جدي المركب …» إلخ.
  • «زَيِّ الْقَبْرْ مَا يِرْجِعْشْ مَيِّتْ» ويُروَى: «ما يرد»؛ أي: مثل القبر لا يُرْجِعُ من يُدْفَنُ فيه من الأموات. يُضرَب للمهلكة، أو الأمر يذهب فيه محاوله ولا يرجع، وقد يقصدون به النَّهِم الذي لا يرد طعامًا ويلتهم ما يجده.
  • «زَي قُبُورِ الْكُفَّارْ مِنْ فُوقْ جِنِينَهْ وِمِنْ تَحْتْ نَارْ» الجنينة (بالإمالة): تصغير جنة، وصوابها (بضم ففتح)، والمراد بها عندهم: الحديقة. يُضرَب لحسن الظاهر وقُبح الباطن. وفي معناه قولهم: «زَي طرب اليهود بياض على قلة رحمة.»
  • «زَي قِرَايْةِ الْيَهُودْ تِلْتِينْهَا كِدْبْ» أي: ثلثاها كذب. يُضرَب لمن أكثرُ كلامه كَذِبٌ.
  • «زَيِّ القَرْع يِمِد بَرَّا» لأن القرع في مزرعته إذا طال مَدَّ سوقه فتخرج عن الخط المزروع فيه. يُضرَب لمن يخصُّ بخيره البعيد دون القريب.
  • «زَيِّ الْقُرُودْ يِخَافْ مِنْ خِيَالُهْ» يُضرَب لشديد الفزع. ويرون أن القرد إذا رأى خياله في المرآة فزع فزعًا شديدًا؛ ولهذا شبهوا به الضعيف القلب الكثير الفزع الذي يفرق من كل ما لاح له حتى من ظله. ومن طريف ما يُرْوَى أن ماجنًا من الظرفاء زار أحد الوجهاء في إحدى ليالي شهر رمضان، وكان هذا الوجيه بدينًا متصفًا بالغفلة ساكنًا على النيل في الجهة المسماة بمصر العتيقة، فلما أراد الانصراف خرج معه إلى ساحة الدار وحمل خادم المصباح أمامهما، فوقع نوره من بعيد على ثور كان مربوطًا هناك فظهر ظله على الحائط كبيرًا، ولم يفطن الوجيه لسببه فهاله ما رأى وارتد خائفًا فزعًا، فتبسم الماجن وقال له: أترى سيدنا ممن يخاف من خياله.
  • «زَيِّ القُط» يراد به الذليل الخائف المستكن، يقولون: «خلاه زَيِّ القط قدامه.» أي: تركه أمامه في غاية الذلة والمهانة، و«فلان قاعد زَيِّ القط.» أي: منكمش في ذلة وصغار.
  • «زَيِّ القُط يِسَبَّحْ وِيِسْرَقْ» يُضرَب للكثير التلاوة المتظاهر بالورع، وهو مع ذلك لا يحجم عن أكل أموال الناس بالباطل.
  • «زَيِّ الْقُطَطْ بِسَبَعْ تِرْوَاحْ» كتبناه كما ينطقون، والمراد: بسبعة أرواح. يُضرَب لمن تكثر نجاته من الأمراض الشديدة ونحوها، فهو عندهم كالقطط في حياته؛ لأنهم يزعمون أن لها سبع أرواح إذا خرجت روح قام ما بقي مقامها.
  • «زَيِّ الْقُطَطْ يَاكْلُوا وِيِنْكِرُوا» يُضرَب لمن ينكر المعروف، وإنما شبهوه بالقطط في ذلك؛ لأنهم يزعمون أنها تنسى من أطعمها ولا تألفه كما تألف الكلاب صاحبها. ويرويه بعضهم: «زَيِّ القطط تاكل وتنقل» أي: تنقل الطعام لأجرائها، ويريدون به الكثير الطمع، والرواية الأولى أعرف وأشهر.
  • «زَيِّ الْقُطَطْ يِقْرُوا مِنْ غِيرْ عِلْمْ» يُضرَب للجاهل المتظاهر بالعلم بكثرة القراءة فيما لا يفهمه.
  • «زَيِّ القَنَافِدْ مَا يِسْرَحْشْ إِلَّا بِاللِّيلْ» يُضرَب لمن لا يَظْهَر إلا ليلًا.
  • «زَيِّ الْقُنْفُدْ لَا يِنْحِضِنْ وَلَا يِنْبَاسْ» أي: هو مثل القنفذ لا يُعَانَقُ ولا يُقَبَّلُ لشوكه الذي على جلده. يُضرَب للبشع المنظر، أو السَّيِّئ المَخْبَر يُكْرَهُ الدُّنُوُّ منه.
  • «زَي قَوَادِيسِ السَّاقْيَهْ، الصَّغِيرْ يُشُخ عَ الْكِبِيرْ» قواديس الساقية: كيزان دولاب الماء، وهي في دورانها يصب بعضها الماء على بعض، وقد يقطر الماء من الصغير منها على الكبير فكأنه يبول عليه. يُضرَب في القوم يسفه أسافلهم ويتطاولون على أعاظمهم.
  • «زَيِّ قَوَادِيسِ السَّاقْيَهْ مَشْنُوقْ مِنْ رَقَبْتُهْ وِرِجْلُهْ» القواديس: كيزان من الفخَّار تكون في دواليب الماء واحدها قادوس. والساقية يراد بها البئر، والدولاب الذي يخرج الماء منها. والشنق: الخنق بحبل معلق يربط بالعنق. والعادة في تعليق القواديس أن تربط بحبل في العروتين اللتين بقرب الفم وفي الهنة التي في أسفلها حتى تثبت على الآلة الدائرة. يُضرَب لمن أحاطت به موانع وروابط تُقَيِّدُه.
  • «زَيِّ قَوَادِيسِ السَّاقْيَهْ؛ اِلْمَلْيَانْ يُكُب عَ الْفَارِغْ» قواديس الساقية: كيزان الدولاب، وهي في دورانها يصب بعضها الماء على بعض. يُضرَب في القوم أغنياؤهم يواسون فقراءهم.
  • «زَيِّ قُولِةْ يَا نِمْرَهْ خَيِّكْ زَعِيرَبْ مَاتْ» يُضرَب للعجل الذي لا يلوي على شيء في سيره. وهو مبني على قصة موضوعة يذكرونها عن جنية وجنِّي ملخصها: أن جنية ظهرت في صورة كلبة ودخلت على امرأة تطبخ دجاجة، وأدركها المخاض فولدت في موقد النار، وأشفقت المرأة عليها فأطعمتها الدجاجة وتركتها، وأخذت تخبز خبزها فإذا بصائح يصيح في الطريق بهذا المثل، فلما سمعته الكلبة جزعت من موت أخيها زعيرب فانقلبت امرأة وعمدت إلى الانتقام من المرأة، فوضعت في عنقها خرقة الفرن وحاولت خنقها بها، ثم غابت فخرجت المرأة تجري مذعورة لا تلوي على شيء.
  • «زَيِّ الْكُتِّيحْ اِللِّي يِشْبَعْ مِنُّه يْطَق» الكُتِّيح (بضم أوله وتشديد التاء الممالة): نبت ينبت في البرسيم بالصعيد تنتفخ منه الماشية ويميتها. وقولهم: يطق؛ أي: ينفجر بطنه. يُضرَب للشيء السيئ العاقبة.
  • «زَيِّ كَدِيشِ الطَّطَرْ اِلقَمْشَهْ وَرَاهْ وِحَامِلِ الْهَم عَلَى قَفَاهْ» الكديش: البرذون. والططر: التتار. والقمشة: سوط من الجلد نصابه خشب. يُضرَب للذليل المهان الكثير الهموم لسوء حاله، وإنما خصُّوا التتار بالذكر لغلظ قلوبهم وخلوها من الشفقة.
  • «زَيِّ كَرَابِيجِ الْحَاكِمْ اِللِّي يْفُوتَكْ أَحْسَنْ مِنِ اللِّي يْحَصَّلَكْ» الكرابيج: جمع كرباج (بضم فسكون)، وهو السوط، ولا يخفى أن ما يخطئ الشخص منها وقت الضرب أحسن مما يصيبه. يُضرَب في تفضيل ما يخطئ الإنسان من المكروه على الذي يصيبه؛ أي: إنما يفضل من هذه الجهة فقط وإن كان كلٌّ مكروه في نفسه.
  • «زَيِّ الْكِلَابْ، اِلْأَبْيَضْ فِيهُمْ نِجِسْ» وانظر في حرف الألف: «الأبيض في الكلاب نجس.»
  • «زَيِّ كْلَابِ السِّكَّهْ» أي: في الدناءة والتطفل على الدور.
  • «زَيِّ كْلَابِ السِّكَّهْ يُعُضُّوا عَ الْمَاشِي» يُضرَب لمن صار الأذى من طبعه، فهو يأتيه أينما سار بلا تَكَلُّف. ومعنى على الماشي: في أثناء السير بلا تعمد بل طَبْعًا وسجيةً.
  • «زَيِّ كْلَابِ الْعَرَبْ، يِهَبْهَبْ وِنُصُّهْ فِي الْخُرْجْ» لأن عادة البدو في انتقالها حمل صغار الكلاب في نحو خرج أو عيبة لعدم استطاعتها المشي، فلا يظهر منها إلا رءوسها. ومعنى يهبهب: يعوي وينبح. يُضرَب للضعيف يستطيل بلسانه وهو بعد لم يبلغ أن يقاوم.
  • «زَيِّ الْكِلَابْ، لَمَّا يْفَتَّحُوا يِنْبَحُوا» لأن صغار الكلاب متى فتحت عيونها بدأت بالنبح. يُضرَب لمن تَعَوَّدَ السفاهة من صغره.
  • «زَيِّ الْكِلَابْ، يِحِبِّ الْجُوعْ وِالرَّاحَهْ» يُضرَب للفاتر الهمَّة الكسول.
  • «زَي كَلْبِ الدَّخَاخْنِي أَعْوَرْ وِكَيِّيفْ» لعلَّ عوره من كثرة التدخين في حانوت صاحبه، ومعنى الكَيِّيف عندهم: صاحب الكيف، ويريدون به مَنْ تعود على المخدرات وصارت ديدنًا له. يُضرَب للوضيع المشوَّه يجعل نفسه من أصحاب الأمزجة الرقيقة.
  • «زَيِّ الْكَلْبْ مَا يِشَّطَّرْشْ إِلَّا فِي جُحْرُهْ» يِشَّطَّر؛ أي: يُظْهِرُ الشَّطَارة، وهي عندهم: النشاط والبراعة؛ أي: هو في وضاعته كالكلب لا يتحمس ويتشجع إلا في مكانه؛ لأن فيه من يحميه.
  • «زَيِّ الْكَلْبْ، يِخَافْ وِيْخَوِّفْ» أي: يخيف الناس بنباحه وهو في نفسه خائف منهم. يُضرَب لمن هذا حاله.
  • «زَي كيلِ الْحُمُّصْ كِبِيرْ وِنَاقِصْ» وذلك لأنه خفيف الوزن.
  • «زَي لَيَالِي الشِّتَا طَوِيلَهْ وْبَارْدَهْ» يُضرَب للشيء المتناهي في البرودة والثقل.
  • «زَيِّ مَا تَرَانِي يَا جَمِيلْ أَرَاكْ» المراد: كما تكون لي أكون لك.
  • «زَي مَا تْكُونْ لِي أَكُونْ لَكْ مَانْتَشْ رَب أَخَافْ مِنَّكْ» أي: كما تكون لي أكون لك، وكما تعاملني أعاملك؛ لأنك مخلوق مثلي ولست ربًّا أخافك وأتقي سخطك. يُضرَب للمتعاظم عن مساواة نفسه بغيره.
  • «زَي مَالَكْ مَا يِصْعَبْ عَلِيكْ» أي: لا يشفق المرء على شيء مثل إشفاقه على ماله وما يملكه. ومثله قولهم: «اِللِّي من مالك ما يهون عليك.» وقد تقدَّم ذكره في الألف وذكرنا معه ما في معناه من الأمثال.
  • «زَيِّ الْمَجَاذِيبْ، كُل سَاعَهْ فِي حَالْ» المجذوب: الأبله المعتوه إلا أنه مخصوص بمن يعتقد الناس فيه الولاية، ومن يكون كذلك يكثر تخليطه وتقلبه في أقواله وأفعاله. يُضرَب للمتحوِّل القلب لا يَبْقَى على حال.
  • «زَيِّ الْمِحْتِسِبِ الْغَشِيمْ، نَاقِصْ اِرْمِي زَايِدْ اِرْمِي» الغشيم الجاهل بعمله، ومثله إذا ولي الحسبة لا يفرق بين الناقص والزائد في الوزن، وليس عنده إلا الأمر بالرمي؛ أي: طرح البائع على الأرض لضربه إظهارًا لسطوته. يُضرَب للغشوم يُوَلَّى أمرًا فيعم ظلمه المذنب والبريء.
  • «زَيِّ الْمُخَاطْ يِقْرِفْ وَلَا يِتْمِسِكْشْ» يقرف، معناه: تَتَقَزَّزُ منه النفوس.
  • «زَيِّ الْمَرَاكْبِيَّهْ مَا يِفْتِكْرُوشْ رَبِّنَا إِلَّا وَقْتِ الْغَرَقْ» المراكبية: الملَّاحون؛ أي: إنهم لا يذكرون الله — تعالى — إلا وقت الإشراف على الغرق. وانظر: «زَيِّ الشَّيَّال لا يذكر الله إلا تحت الحمل.» وقد تقدَّم.
  • «زَيِّ الْمَرَاكْبِيَّةْ يِتْخَانْقُوا عَلَى حَبْلْ» المراكبية: المَلَّاحون. ويتخانقوا؛ أي: يتشاجرون، وأصله من قولهم: أخذ بخناقه. يُضرَب لمن يختلفون ويتشاجرون على التَّافه الذي لا يستحق.
  • «زَيِّ مَرْزُوقْ يِحِبِّ الْعُلُو وَلَوْ عَلَى خَازُوقْ» مرزوق اسم ولا يراد به شخص معين. والخازوق: وَتدٌ طويل كان يُسْتَعْمَل آلة القتل يدخل في الأسفل فيمزق الأحشاء. يُضرَب لمن يحب التعالي على غيره ولو بما فيه حتفه كما يُشهر المقتول بالخازوق. ويرويه بعضهم: «يحب الطرطره ولو على خازوق.» وسيأتي في الياء آخر الحروف.
  • «زَيِّ الْمِزَيِّنْ يِضْحَكْ عَلَى الْأَقْرَعْ بِطَقْطَقِةِ الْمِقَص» المزيِّن: الحلَّاق. ويضحك عليه: يريدون يكذب عليه. والمعنى: هو مثل الحلاق إذا جاءه الأقرع لعب بالمقص فوق رأسه وأسمعه صوته؛ ليوهمه أن برأسه شعرًا قصه ويسره بذلك فيزيد في الأجر. يُضرَب لمن يوهم الحمقى التصديق بما يسرهم كذبًا واستغلالًا لينال برهم.
  • «زَيِّ الْمِش دُودُهْ مِنُّهْ فِيهْ» انظر «دود المش منه فيه» في الدال المهملة.
  • «زَيِّ الْمِش كُل سَاعَهْ فِي الْوِش» انظر: «زَيِّ سلطانية المش …» إلخ.
  • «زَيِّ الْمَلَانَهْ مَنْفُوخْ عَ الْفَاضِي» الملانة أصلها الملآنة، ويريدون بها الحِمَّص الأخضر يُجْنَى بسوقه ويباع فيؤكل؛ أي: إن كيس الحبة منه أكبر مما بداخله فكأن انتفاخه على خلو. وبعضه يكون خاليًا من الحب إذا حاول شخص إخراج ما فيه بالضغط فرقع، كقول القائل فيه:
    وما مثله إلا كفارغ حِمَّصٍ
    خَلِيٍّ من المَعْنَى ولكن يُفَرْقِعُ
  • «زَيِّ الْمَلْحْ مَحْشُورْ فِي كُل طَعَامْ» انظر: «زَيِّ البصل …» إلخ.
  • «زَيِّ الْمُنْشَارْ، طَالِعْ وَاكِلْ وِنَازِلْ وَاكِلْ» يُضرَب للمختلس المستفيد من عمله الذي لا يدع فرصة تمر بدون فائدة يحصلها لنفسه، فهو كالمنشار يقطع في صعوده ونزوله (انظر نظمه لإمام العبد ص٥٦ من مجموعة الأزجال رقم ٧٠٥ شعر).
  • «زَيِّ الْمَيِّتْ مَا يُخْرُجْشْ إِلَّا بِالْكَفَنْ» يُضرَب للسائل واللحوح لا يخرج إلا بشيء.
  • «زَيِّ النُّجُومْ قُرَيِّبِينْ وِبْعَادْ» قُرَيِّب (بالتصغير)، يريدون به: قَرِيب، وبُعاد (بضم الأول): جمع بعيد عندهم. والمراد بالقرب هنا أنهم غير محجوبين عن الأنظار. يُضرَب فيمن تُسْتَطَاع ملاقاته، ولكن تُسْتَبْعَد مواساته.
  • «زَيِّ النَّحْلْ مَا يْطَلَّعُوشْ إِلَّا الدُّخَّانْ» لأنهم يدخنون على الخلايا عند جني العسل لإخراج النحل منها. يُضرَب لمن لا يطيع إلا باستعمال الشدة.
  • «زَي نَخْلْ أَبُو قِيرْ دَكَرْ قُدَّامْ دَكَرْ» لأن جهة أبو قير تكثر الفحال في نخلها فيقل التمر فيها. يُضرَب للقوم يكثر عددهم وتقل الفائدة منهم لكثرة العاطلين فيهم.
  • «زَيِّ النِّسْنَاسْ مَرْبُوطْ مِنْ وِسْطُهْ» النسناس (بفتح أوله وكسره) معروف، والعامة تقتصر على الكسر، والعادة في ربطه أن يُجْعَل في وسطه حزام كالطوق يكون به الحبل الذي يُرْبَط به لِئَلَّا يَفِرَّ. يُضرَب لمن تحدث له أسباب تجبره على الإقامة بمكانه.
  • «زَيِّ النَّمْل يِشِيلَ اكْبَرْ مِنُّهْ» يشيل؛ أي: يحمل. يُضرَب لمن في قدرته حمل الأحمال العظيمة.
  • «زَيِّ نَهَارِ الشِّتَا مَالُوشْ أَمَانْ» أي: صحوُه غير مأمون. يُضرَب للسَّريع الغضب لا يُؤْمَن في صفائه أن يفاجئك بما تكره.
  • «زَيِّ النُّوتِي الْغَشِيمْ تُقْلُهْ عَ الْخَشَبْ» الغشيم (بفتح فكسر): العامل الجديد الجاهل بالعمل. ومثله إذا كان نوتيًّا كان ثقلًا على السفينة بلا فائدة. يُضرَب فيمن لا يقتصر وجوده على عدم النفع، بل يتجاوزه إلى الضرر.
  • «زَيِّ هْزَارِ الْحِمِيرْ كُلُّهْ عَضِّ وْرَفْصْ» الهزار (بكسر أوله): يريدون به المزاح. والرفص: الرفس. والحمير إذا مرحت وتلاعبت لا يكون بينها غير العض والرفس. يُضرَب للجافي الطباع الخشن المعاملة إذا مازح جرى في الممازحة على طباعه.
  • «زَيِّ الْهَلُوكْ لَا تِبْنْ وَلَا غَلَّهْ» الهلوك (بفتح فضم): نبات ينبت في الفول مُضِرٌّ به، وإذا جف لا يُجْنَى منه تبن ولا حبة مما يُنْتَفَع به. يُضرَب للشخص العديم النفع الكثير الإساءة والإضرار بغيره.
  • «زَيِّ الْوَرْدْ كُلُّه مَنَافِعْ» لأنه يُشَم وهو غض ويستقطر ماؤه، وإذا جفَّ اسْتُعْمِل في الصيدلة؛ فكله منافع. يُضرَب للكريم الطَيِّب يَعُمُّ نفعه.
  • «زَيِّ الْوِز حِنِّيَّهْ بَلَا بِز» الحِنِّيَّة (بكسر الأول والثاني المشدَّد وفتح الياء المشددة) يريدون بها: الحنان. والبز (بكسر الأول وتشديد الزاي): الثدي؛ أي: في حنانه كالإوز يحنو على أفراخه ولا يرضعها. يُضرَب لمن يشتهر بمقاله دون نواله. ونظمه الشيخ محمد النجار المتوفى سنة ١٣٢٩ في مطلع زجل في «الموضة» أي: الزيُّ الجديد، فقال:
    يا موضةْ يا جيل الوز
    يا حنية من غير بز

    ويقول فيه:

    يا موضة جيلك معروضْ
    فات السُّنَّة والمفروضْ
    يبقى صغار لسه ومقروضْ
    ويروح قال يسكر ويْمِز

    وهو مذكور في مجلته «الأرغول». والعرب تقول في أمثالها: «بشر كحنة العَلُوق الرائم.» والعلوق (بفتح فضم): الناقة التي ترأم ولدها بأنفها وتمنعه درها؛ أي: تعطف عليه ولا ترضعه. ومن أمثالها أيضًا: «لا أحب رئمان أنف وأمنع الضرع.» ومنه قول أفنون التغلبي:

    أم كيف ينفع ما تعطي العلوق بِهِ
    رئمان أنف إذا ما ضن باللبنِ؟

    ومنها أيضًا: «ما نجني مناح العلوق.»

  • «زَيِّ وْلَادْ بِلْبِيسْ يِبِيعُوا الْعِيشْ وِيِشْحَتُوهْ» الصوابُ في بُلْبَيْس أنها (بضم فسكون ففتح فسكون)، وقد يُفْتَح أولها، وهي بلدة بمصر كانت قديمًا طريقًا للقوافل يتزود المسافرون منها أزوادهم، فأهلها كانوا يبيعون الخبز عليهم وفقراؤها يستجدونهم فيعطونهم منه. يُضرَب لمن يبيع الشيء ثم يسعى إلى استرداده بوسيلة أخرى فيربح مرتين.
  • «زَيِّ وْلَادِ الْحَارَهْ زُمَّارَهْ تِجْمَعْهُمْ وِعَصَايَهْ تْفَرَّقْهُمْ» الحارة: الطريق دون الشارع الأعظم، والمراد هنا: المحلة؛ أي: هم مثل صغار الحارة في صغر العقل والجبن، يهتمون للشيء التافه فيجتمعون عليه ويفرقهم ما لا يخيف.
  • «زَيِّ وْلَادِ الْحِدَّايَهْ لَا يِتَّاكْلُوا وَلَا يِتْلِعِبْ بِيهُمْ» الحداية (بكسر الأول وتشديد الدال): الحدأة. وأصل «بيهم» بهم، وهم يضمون باء الجر فيها، ولكنهم قد يكسرونها كما هنا وإذا كسروها أشبعوا كسرتها حتى تتولد الياء. يُضرَب لمن لا يصلح للجد ولا اللعب كأفراخ الحدأة؛ فإنها لا تؤكل، ولبشاعة منظرها لا يُتَلَهَّى بها. وانظر أيضًا: «زَيِّ الخنفس …» إلخ.
  • «زَيِّ وْلَادِ الْغَارْ قِلَّهْ وْقَنَاطَهْ» الغار: قرية بالشرقية قرب نشوة قليلة السكان. والقناطة: معناها التكبر والتجهم للناس. يقولون: فلان قنط إذا كان بهذه الصفة، والمراد بالأولاد هنا: الأهل والسكان؛ أي: مثل أهل هذه القرية متكبرون على قلة عديدهم، وأكثر مَنْ يروي هذا المثل يرويه بلفظ: «قِلَّهْ وعامل قناطه.» وهو عام لا يختص بأهل مكان دون غيرهم. والمراد ﺑ «عامل»: متظاهر بالكبر.
  • «زَيِّ وْلَادْ الْكُتَّابْ يِنْسِرِعُوا مِنْ أَوِّلْ كَف» ينسرعوا: يُصْرَعُون. والمراد: ينزعجون ويضطربون من الخوف فيعلو صياحهم وبكاؤهم من أول صفعة يُصْفَعُونها. يُضرَب للضعيف القلب يفزع من أول نبأة أو هول يصادفه.
  • «زَيِّ الْيَهُودْ وِشِّ نْضِيفْ وِجِبَّهْ زَيِّ الْكَنِيفْ» الوش: الوجه. والكنيف: المرحاض. يُضرَب لمن يعتني بما يقابل الناس منه وسائره بعكس ذلك.
  • «زَيِّ يُومِ الشِّتَا قُصَيَّرْ وِنِكِدْ» أي: إنه مع قصره نكد تكمد النفوس منه لبرده وغيمه ومطره. يُضرَب للحال المفكرة وإن كانت قليلة الدوام.
  • «زِيَادْةِ الْخِيرْ خِيرِينْ» أي: لا ضرر من الزيادة في الخير. ويُروى «خير تاني» بدل خيرين.
  • «اِلزِّيَادَهْ فِي الْوَقْفْ حَلَالْ» معنى الحلال هنا: الثواب. والمراد: العمل الصالح المسبب للثواب، وكثيرًا ما يستعملونه في هذا المعنى؛ أي: من وقف وقفًا ثم زاد فيه فقد عمل عملًا صالحًا يُثَابُ عليه؛ لأن مال كل وقف للخير.
  • «زِيَارَهْ وِتْجَارَهْ» يُضرَب للزيارة التي تُقْضَى معها حاجة.
  • «اِلزِّيتْ إِنْ عَازُهْ الْبِيتْ حَرَامْ عَ الْجَامِعْ» عازه بمعنى: احتاج إليه، وقالوا في معناه: «اِللِّي يلزم البيت يحرم على الجامع.» و«حصيرة البيت تحرم ع الجامع.» و«الحسنة ما تجوزش إلا بعد كفو البيت.»
  • «زِيتْنَا فِي دْقِيقْنَا» أي: أمورنا بعضها مع بعض لم نَحْتَج فيها إلى شيء من الخارج.
  • «اِلزِّيطَهْ وِالْعِيطَهْ عَلَى حِتَّهْ مخِيطَهْ» أي: الجلبة والصياح على قطعة من المخيط، وهو شجر به دبق يُصْطَاد به الطير. يُضرَب في الاهتمام بالشيء التَّافه أو المشاجرة عليه.
  • «زَيَّكْ زَيِّ غِيرَكْ» أي: أنت مثل غيرك فَارْضَ بما رضي به القوم ولا لوم عليك. يُضرَب تسليةً للنفس إذا أكره قوم على قبول ما لا يُرضى، وهو قريب من قول القائل:
    وَهَلْ أَنَا إلا مِنْ غزيَّة إن غَوَتْ
    غويتُ وإن تَرْشُدْ غزيةُ أَرْشُدِ
  • «اِلزِّينْ مَا يِكْمَلْشْ» الزين قد يُسْتَعْمَل في الريف بمعنى: الحَسَن، وأهل المدن يقولون: كُوَيِّس بالتصغير. والمراد هنا: الكامل في الخَلْق أو الخُلُق. يُضرَب للحسن الخلقة يكون به عيب يشينه، أو للحسن الأخلاق يَشِذُّ في بعضها فينقصه شذوذه.
  • «زِيوَانْ بَلَدْنَا وَلَا الْقَمْحِ الصَّلِيبِي» الزيوان: نبت ينبت في القمح له حب كَحَبِّه، غير أنه ضئيل دقيق مسود يضر به ويرخص من قيمته. والقمح الصليبي: نسبة إلى صليب أفندي، وهو رجل من الأقباط كان يعتني بانتقاء الحب للبزر فجاد بذلك نوع قمحه ونُسِبَ إليه. يُضرَب في تفضيل ما للإنسان والقناعة به. وفي معناه: «شعيرنا ولا قمح غيرنا.» وسيأتي في الشين المعجمة. ومثله «كتكتنا ولا حرير الناس.» وسيأتي في الكاف.
١  الأغاني ج١٩ ص١٨٥.
٢  رقم ٣٠٠ ص٣١.
٣  عبث الوليد ظهر ص٩٣، وانظر ديوانه رقم ٥٥٤ شعر ص٣٢٧ ج٢.
٤  انظر ص٧٧ من رقم ٦٤٧ شعر.
٥  ج١ ص٣٦.
٦  تاريخ ابن إياس ج١ ص٢٦١.
٧  مجموعة أزجال النجار رقم ٦٧٥ شعر ص٩٢.
٨  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٦٨.
٩  انظر المطالع النصرية ص١٥٦-١٥٧، وما يعول عليه ج٣ ص٦١٣، ورحلة المحبي رقم ١٣٧٨ تاريخ ص٢٦.
١٠  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٨٤.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤