حرف الضَّاد

  • «ضَاعْ عَقْلُهْ فِي طُولُهْ» هذا من التندير بطويل القامة ورميه بالبله وقلة العقل، كَأَنَّ عقله وُزِّع على طوله فضاع بين أجزائه. وقد قالوا في بله الطويل: «أهبل ولو كان حكيم.» وسيأتي. ومن أمثال العرب في الطويل بلا طائل: «ذهبت طولًا وعدمت معقولًا.»١
  • «اِلضَّبَابْ مَا يِعْمِيشِ الْكِلَابْ» يُضرَب لمن لا يضر ضررًا يحول بين المرء وبُغيته، ويَكْثُر ضربه في من يقصد الأذى ولا يمنعه مانع قويٌّ.
  • «ضَبِّة خَشَبْ تِحْفَظِ الْعَتَبْ» الضبَّة: القُفْل يُعْمَل من الخشب، وهي باقية الاستعمال في الريف إلى اليوم. والعتب: جمع عتبة الباب. يُضرَب في الحثِّ على الاحتياط بما يتهيأ من الأسباب.
  • «اِلضِّحْكْ عَ الشَّفَاتِيرْ وِالْقَلْبْ يِسْبُغْ مَنَادِيلْ» أي: لا يغرنَّكَ الابتسام البادي على الشفاتير، وهي عندهم الشفاه، فإن ما في القلب من سواد الحزن يصبغ المناديل، وقد جمعوا بين الراء واللام في السجع وهو عيب، ولو قالوا: «مناديل كتير» لسلموا منه. وفي معناه: «البُق أهبل.» وقد تقدم في الباء الموحدة. وانظر في الألف: «إن ضحك سني …» إلخ، وفي الواو: «الوش مزَيِّنْ والقلب حِزَيِّنْ.» وفي معناه قول محمد بن أبي زرعة الدمشقي:
    لا يُؤْنِسَنَّك أن تَرَانِي ضَاحِكًا
    كَمْ ضحكةٍ فيها عبوسٌ كَامِنُ٢
  • «اِلضِّحْكْ عَلَى الْهِبْلْ صِيفَهْ» الهِبْل عندهم: جمع أهبل، وهو الأبله. والمراد هنا بالضحك عليهم: مخادعتهم بالأكاذيب لاقتناص ما في أيديهم، ويريدون بالصيفة والتصييف: الخروج إلى الحقول للجمع من هنا وهناك. يُضرَب في أن الأبله غنيمة المخاتل. وسيأتي في الفاء: «الفقير صيفة الغني.» وهو معنى آخر.
  • «ضِحْكْ مِنْ غِيرْ سَبَبْ قِلِّةْ أَدَبْ» معناه ظاهر، وهو من قول الشاعر:
    والضَّحِكُ في غَيْرِ حِينِهِ سَفَهٌ٣
  • «اِلضِّحْكَهْ هَبْلَهْ» انظر: «البُق أهبل» في الباء الموحدة.
  • «ضِحْكُوا عَ السَّقَّا حَسَبُهْ مِن حَقَّا» السَّقَّاء أتوا به هنا للسجع، ومعنى ضحكوا هنا: كذبوا؛ أي: كذبوا على شخص في أمر ساخرين به فصدقهم لسذاجته وظنه حقًّا. يُضرَب في مَنْ يُصَدِّقُ كل ما يقال له.
  • «ضَرْبِ الْحَاكِمْ شَرَفْ» هو من أمثالهم الدالة على ما كان في نفوسهم من الخنوع للحكام حتى كانوا يَعُدُّون الإهانة منهم شرفًا يفتخرون بنواله. ولعل بعضهم كان يقوله تسلية لنفسه على ما يصيبه من أولئك الظَّلَمَة الغاشمين مع عجزه عن دفعهم عنه وفقدان النصراء، أو يقوله في هذه الحالة ليوهم السُّذَّج أنه لم يهن، بل نال شرفًا على شرفه بهذا الضرب.
  • «ضَرْبِ الْحَبِيبْ فِي الْحَبِيبْ زَيِّ أَكْلِ الزِّبِيبْ» يرادفه: «فكل ما يفعله المحبوب محبوب.» وأورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «ضرب الحبيب كأكل الزبيب.»٤
  • «ضَرْبِ الدَّابَّهْ صَفْعًا لِصَاحِبْهَا» المقصود: من يَضرِبُ دابة إنسان أو خادمًا له فقد صفعه هو؛ لأنه استهانة به. ولفظ الدابة والصفع لا يستعملونهما إلا في الأمثال ونحوها.
  • «ضَرْبِ الطُّوبْ وَلَا الْهُرُوبْ» الطوب: الآجُرُّ أو اللَّبِن. وضربه: عمله. والهروب: الهرب، والمعنى على ما يراه بعضهم: خير للإنسان أن يقيم ببلدته، ولا ينتقل منها ولو لم يَجِد من الصناعات إلا عمل اللبن. ويروي آخرون في معناه أن المراد: خير للمرء أن يصبر على ضربه ورميه بالطوب — أي: أن يحتمل العذاب — من أن يفر ويظهر العجز والجبن، ويؤيده روايتهم هذا المثل بلفظ: «الزقل بالطوب …» إلخ. وقد تقدم في الزاي. وأورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «الرجم بالطوب ولا الهروب.»
  • «ضَرَبْ وِبَكَى وِسَبَقْ وِاشْتَكَى» يُضرَب لمن يشكو وهو المعتدي. ويرادفه من أمثال العرب: «تلدغ العقرب وتُصبئ.» أي: وتصيح. يُضرَب للظالم في صورة المتظلم. والمثل قديم في العامية أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «ضرب وبِكِي وسبق يشتكي.»٥
  • «اِلضَّرْبْ فِي الْمَيِّتْ حَرَامْ» المراد: إساءة الضعيف ليست من الشمم والمروءة.
  • «ضَرْبَة فِي كِيسْ غِيرَكْ كَإِنَّهَا فِي تَلِّ رَمْلْ» أي: إذا ضربت بيدك في كيس غيرك، فكأنما تضرب في حقف من الرمل، ولو كان ذلك في كيسك لعلمت قيمة ما فيه. وأورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «ضربة على كيس غيري كأنها في عدل حنا.»٦
  • «ضَرْبِتِينْ فِي الرَّاسْ تِوْجَعْ» يُضرَب لمن يساء من شخص مرتين أو يصاب بمصيبتين، وهو مَثَلٌ قديم عند العامة أورده الأبشيهي في «المستطرف»،٧ والبدري في سحر العيون٨ برواية: «تِعْمِي» بدل توجع. وبعضهم يروي فيه: «خبطتين» بدل ضربتين، والمعنى واحد.
  • «ضَرَبُوا الْأَعْوَرْ عَلَى عِينُهْ قَالْ: أَهِي خَسْرَانَهْ» ويُروَى: «قال: خسرانه خسرانه.» أي: تالفة على أي حال، سواء ضُرِب عليها أو لم يُضْرَب. يُضرَب في العقاب الذي لا يفيد، وكذلك في الأمر يُحَاوَل إفساده وهو فاسد من قبل.
  • «ضَرَبُوا ابْتَاعِ التُّومْ شَخِّ ابْتَاعِ الْكُسْبَرَهْ» شخ بمعنى: أحدث، وبتاع التوم يريدون به هنا: صاحب الثوم؛ أي: بائعه. يُضرَب للمكروه يُعْمَل في شخص فيؤثر في شخص آخر. وهو مثل قديم أورده الأبشيهي في «المستطرف» ببعض تغيير في ألفاظه، وزاد في آخره: «قال: دي داهية جات على الخضرية.»
  • «اِلضَّرُورَةْ لَهَا أَحْكَامْ» أي: الضرورات تبيح المحظورات وتدفع المرء إلى ركوب ما لا يحسن من الأمور، فلا وجه للوم إلا على ما يأتيه المرء بالرغبة لا بالاضطرار. وفي معناه قول عبيد الله بن عبد الله بن طاهر:
    أَلَا قَبَّحَ اللهُ الضرورةَ إِنَّهَا
    تُكَلِّفُ أَعْلَى الخَلْقِ أَدْنَى الخَلَائِقِ
  • «ضَعِيفْ وِيَاكُلْ مِيةْ رِغِيفْ» أي: يدعي المرض والضعف وهو يستطيع أكل مائة رغيف.
  • «اِلضِّفْرْ مَا يِطْلَعْشْ مِنِ اللَّحْمْ وِالدَّم مَا يِبْقَاشْ مَيَّهْ» يُضرَب في الاتصال الموجود طبيعة بين الأقارب مهما يقع بينهم من الشقاق؛ أي: إن كل واحد للآخر بمنزلة الظفر في اتصاله بالأُصبع وصعوبة نزعه، كما أن الذي يجمعهم دم واحد يجري في عروقهم فهيهات أن يتفرقوا إلا إذا صار الدم ماءً وهو مستحيل. وانظر: «عمر الدم ما يبقى ميه.»
  • «ضِل رَاجِلْ وَلَا ضِل حِيطْ» الضل: الظل. والراجل: يراد به الزوج. والحيط (بالإمالة): الحائط. والمراد: الاستظلال بظل الزوج والاحتماء بكنفه مهما يكن خير من قعود المرأة بجانب الحائط؛ أي: عاطلة لا زوج لها. وانظر في الألف: «أقل الرجال يغني النسا.» لأنه يقوم بشئون زوجته. في الأغاني ج٣ ص٥: «زوج من عود خير من قعود.» وانظر نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٣٣.
  • «ضَلَالِي وِعَامِلْ إِمَامْ، وَالله حَرَامْ» عامل؛ أي: جاعل نفسه. والمراد: كيف يكون ضالًّا مضلًّا ويتولى الإمامة ليصلي بالناس؟! وكيف يحل هذا؟ يُضرَب في وضع الشيء في غير موضعه.
  • «ضَمِّةِ الْقَبْرْ وَلَا ضَمِّةْ عَدُو» هو من المبالغة في النفور ممن يُضْمِرُ العداء والبُغْض، وتصوير الموت وضمة القبر بأنها أسهل على النفس من ضمه واعتناقه.
  • «ضَيَّعِ الاِسْمْ بِالصَّنْعَهْ» يُضرَب لمن يجمع بين الحَسَن والقبيح في صفاته. وبعضهم يقتصد في هذا المثل على ما هنا ويحذف ما قبله وفيه توضيح معناه. انظر: «اسمك إيه …» إلخ في الألف، وانظر «سَرَبَاتِي واسمه عنبر» في السِّين المهملة.
  • «ضَيَّعْ سُوقَكْ وَلَا تْضَيَّعْ فُلُوسَكْ» يريدون بالفلوس مطلق النقود؛ أي: إذا صادفت غلاءً فلا تَشْتَرِ وَدَعْ هذا السوقَ يمر، فخير لك أن تضيعه من أن تضيع نقودك وتشتريَ بالزيادة.
  • «اِلضِّيفِ الْمِتْعَشِّي تُقْلُهْ عَ الْأَرْضْ» لأنه متى كان قد تَعَشَّى فقد زال ثقله عن أهل الدار، فلا ثقل له إلا على الأرض في جلوسه أو نومه. ويُروَى: «زال همه» بدل تقله على الأرض.
  • «اِلضِّيفِ الْمَجْنُونْ يَاكُلْ وِيْقُومْ» جمعوا فيه بين النون والميم في السجع وهو عيب، ومعنى المثل ظاهر.
  • «ضَيَّقْ تُسْقُفْ» انظر: «ديق تسقف» في الدَّال المهملة.
١  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٣١.
٢  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٨٩.
٣  الآداب لابن شمس الخلافة ص١٤٦.
٤  ج١ ص٤٥.
٥  ج١ ص٤٥.
٦  ج١ ص١٣٣.
٧  ج١ ص٤٥.
٨  ج١ ص١٢٣.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤