حرف الباء

  • «بَابِ الْحَزِينْ مِعَلِّمْ بِطِينْ» مِعَلِّم (بكسر ففتح مع تشديد اللام المكسورة) اسم مفعول عندهم؛ أي: عليه علامة، وهو مبالغة في وصف سوء حالة الحزين، كما قال الشاعر في العاشقين:
    مساكينُ أهلُ العشقِ حتى قُبُورُهُم
    عليها ترابُ الذُّلِّ بين المقابرِ
  • «اِلْبَابِ اللِّي يِجِي لَكْ مِنُّهْ الرِّيحْ سِدُّهْ وِاسْتَرِيحْ» ويُروَى: «اللِّي يجيب الريح.» أي: الذي يجيء بالريح. والمراد: تَجَنَّبِ الشَّرَّ بسَدِّ بابه تَسْتَرِحْ.
  • «بَابْ مَرْدُودْ شَر مَطْرُودْ» يُضرَب في مدح التَّوَقِّي والتَّحَفُّظ، وهو مثل قولهم: «الباب المقفول يرد القضا المستعجل.» الآتي بعده.
  • «اِلْبَابِ الْمَقْفُولْ يُرُد الْقَضَا الْمِسْتَعْجِلْ» ويُروَى: «يمنع» بدل يرد. يُضرَب في الحثِّ على الاحتياط. وفي معناه: «باب مردود وشر مطرود.» وقد تَقَدَّمَ قبله.
  • «بَابِ النَّجَّارْ مِخَلَّعْ» أي: مفكك الأجزاء غير محكم الصنع، وذلك لأن عناية الصانع مصروفة إلى إتقان ما يصنعه للناس طمعًا في زيادة الأجر. يُضرَب للصانع الماهر إذا لم يُتقن ما يصنعه لنفسه.
  • «اِلْبَابْ يِفَوِّتِ الْجَمَلْ» انظر: «السكة تفوت الجمل» في السين المهملة.
  • «بَاتْ فِي بَطْنْ سَبْعْ، وَلَا تْبَاتْ فِي بَطْنْ بَنِي آدَمْ» المراد ببني «المفرد»؛ أي: ابن، يعني: كن آمنًا من الأسد ولا تأمن لابن آدم، وهو مبالغة في وصف الإنسان بالغَدْر.
  • «بَاتْ كَلْبْ، وِاصْبَحْ سَبْعْ» أي: تَحَمَّل ذُلَّ العمل تُصبح عزيزًا بين الناس باستغنائك عنهم. يُضرَب في تفضيل ذلِّ العمل على ذل السؤال.
  • «بَاتْ مَغْلُوبْ، وَلَا تْبَاتْ غَالِبْ» المقصود منه الحث على تجنب الشقاق، وتفضيل الحالة الأولى على ما فيها من الغضاضة على الثانية؛ تواضعًا وقمعًا للنفس. ويضربونه في الغالب عند اليأس من الغلب تسليًا.
  • «بَارَكَ اللهْ فِي الْمَرَهْ الْغِريبَهْ، وِالزَّرْعَةْ الْقَرِيبَهْ» المراد بالمرأة الغريبة: الزوجة من غير الأقارب، وقد قالوا في ذلك: «خد من الزرايب ولا تاخذ من القرايب.» وقالوا: «الدخان القريب يعمي.» وقالوا: «إن كان لك قريب لا تشاركه ولا تناسبه.» وأما قولهم: «والزرعة القريبة» فمرادهم المزرعة تكون قريبة من دار صاحبها. وفي معناه قولهم: «اللِّي غيطه على باب داره هنياله.»
  • «اِلْبَاطِلْ مَالُوشْ رِجْلِينْ» أي: ليس له قدمان يسير بهما، وهو تعبير حسن. ويُروى: «الكدب» بدل الباطل، وسيأتي في الكاف. وسيأتي في الحاء المهملة: «الحرامي مالوش رجلين.» وهو عكس ما هنا؛ لأن المراد ليس له رجلان يقف عليهما؛ أي: هو سريع الفرار، وقد تكلمنا عليه هناك.
  • «بَانِ الْوِش وِالْقَفَا، وِالْعَدُو مَا اشْتَفَى» بان بمعنى: ظهر وانكشف. ويُروَى: «انحرق»، وقد سبق ذكره والكلام عليه في حرف الألف.
  • «اِلْبَانِي طَالِعْ، وِالْفَاحِتْ نَازِلْ» انظر: «يا باني يا طالع، يا فاحت يا نازل.»
  • «اِلْبَايْرَهْ أَوْلَى بِبِيتْ أَبُوهَا» يريدون بالبائرة: العانس؛ أي: التي لم يُقْبِلْ أحد على تزوجها، وأن الأولى بمثلها أن تلزم دار أبيها ولا تتعرض للأخطار وما تلاقيه من إعراضهم عنها. يُضرَب للمحارف لا يُقْبَلُ في عمل لسوء حظه. ويُروَى: «البايرة لبيت أبوها.»
  • «بِتَاعِ النَّاسْ كَنَّاسْ» بِتَاع (بكسر الأول) محرف من المتاع. والمراد: ما يُكْتَسَب من حرام يذهب من حيث أتى ويَكْتَسِحُ غيره معه، فلا يُبْقِي ولا يَذَرُ.
  • «بِجْدِيدْ بَسْطْ يِغْنِيكْ عَنْ خَمَّارَهْ» الجِدِيد (بكسرتين): نوع من النقود كانوا يتعاملون به. والبَسْط (بفتح فسكون): نوع من مطبوخ الحشيشة؛ أي: بهذا المقدار القليل الرخيص تستغني عن الحانة وعما تنفقه فيها ثمنًا للخمر؛ لأن النتيجة واحدة، وهي حصول ما تحاوله من السرور. يُضرَب للشيء القليل المقدار والثمن يُغْنِي عن الكثير الغالي. ويُروَى: «بعشرة بسط يغنيك عن دخول الخمارة.» وسيأتي.
  • «بَحِّرْ سَنَهْ وَلَا تْقَبِّلْ يُومْ» بَحِّرْ؛ أي: سَافِرْ إلى الوجه البحري، وهو الريف، ولا تْقَبِّل؛ أي: لا تسافر إلى الوجه القبلي، وهو الصعيد. والمراد: خير لك أن تسافر إلى هذا ولو قضيت سنة من أن تسافر إلى ذاك يومًا واحدًا، وذلك لتفضيلهم الريف على الصعيد لما في هذا من المشقة. يُضرَب في تفضيل طول المسافة مع الراحة على قصرها مع التعب.
  • «اِلْبَحْرْ غُرْبَالِ الْخَايْبَهْ» البحر؛ أي: نهر النيل. والمعنى أنها لكسلها وقلة عنايتها بغربلة قمحها تعتمد في تنظيفه على غسله في النيل فيقوم لها مقام الغربال. يُضرَب للمتساهل في عمله كسلًا وإهمالًا.
  • «اِلْبَحْرْ مَا يِتْعَكَّرْشْ مِنْ تِرْعَهْ» البحر هنا: النهر الأعظم. والتِّرْعَة (بكسر فسكون): الخليج يُشَقُّ منه، ومعنى اتْعَكَّر: صار عَكِرًا، ويُراد به: تَكَدَّرَ وغَضِبَ. والمراد: أن العظيم أكبر من أن يكدره كلام الوضيع، كما أن النهر لا يُؤَثِّر فيه الخليج العكر. يُضرَب لتهوين الأمر العظيم إذا تطاول عليه وَضِيعٌ.
  • «اِلْبَحْرْ مَا يِنْفَدْ فِيهِ السِّحْرْ» أي: ينفُذ (بالذال المعجمة)، والمراد: أن البحر لعظمه واتساعه لا يؤثر فيه السحر. يُضرَب للكبير في همته لا يُؤَثِّرُ فيه نَمُّ النَّمَّام ولا يحوله عن رأيه.
  • «اِلْبَحْرِ يْعُوزِ الزِّيَادَهْ» أي: كل كثير محتاج إلى القليل، ولولا القليل ما كان الكثير. وانظر: «البحر يُوفِي من قيراط.»
  • «اِلْبَحْرْ يُوفِي مِنْ قِيرَاطْ» والمراد: بالبحر: نهر النيل، ولا يحكم بوفائه إلا إذا بلغ حدًّا معلومًا في المقياس، ولا يبلغه إلا بالقيراط الأخير. يُضرَب في عدم الاستهانة بالشيء القليل. انظر: «البحر يعوز الزيادة.»
  • «بَخْتَكْ يَا بُو بْخِيتْ» الْبَخْتْ (بفتح فسكون): الحظُّ. البِخِيت (بكسرتين) ذو الحظ المجدود، وهو أيضًا من أعلام الرجال عندهم، وتغلب التسمية به في السودان. والمراد: هذا بختك يا أبا البخت؛ أي: إنما ينال الحظَّ الموفَّقُ له.
  • «بَخْتَهَا مِعْهَا مِعْهَا إِينْ مَا تِمْشِي يِتْبِعْهَا» الْبَخْت (بفتح فسكون): الحظُّ والطَّالع. يُضرَب في سيئة الحظ يدركها سوء حظها في كل ما تحاول وأينما تذهب. وانظر أيضًا في الراء: «رحت بيت أبويا أستريح …» إلخ. وسيأتي هنا: «البخت يتبع أصحابه.» وهو في معناه. وانظر: «بختي لقاني …» إلخ. و«قلت لبختي أنا رايحة أتفسح …» إلخ.
  • «اِلبَخْتْ يِتَّبَّعِ اصْحَابُهْ» أي: الحظ يتبع صاحبه أينما ذهب، والمراد: سوء الحظ. وفي معناه قولهم: «بختها معها معها …» إلخ. وقولهم: «بختي لقاني …» إلخ. وقولهم: «رحت بيت أبويا أستريح …» إلخ. وقولهم: «قلت لبختي أنا رايحة أتفسح …» إلخ. وهي مذكورة في مواضعها.
  • «بَخْتِي لَقَانِي فِي الطَّرِيقْ يُعْرُجْ، قَالِّي: ارْجَعِي يَا خَايْبَهْ لَارْقُدْ» أي: لقيت حظي السيئ يعرج في الطريق، فأرجعني عن قصدي؛ لئلا يزيد سوءًا فيرقد. يُضرَب للسيئ الحظ يحاول إسعاد نفسه فيزيد تعاسةً بعناده.
  • «بَخْتِي لَقَانِي فِي مَدْيَقْ اللَّيَّهْ عَكَّرْ عَلَيَّ رَايِقِ الْمَيَّهْ» مَدْيَق اللَّيَّه؛ أي: مضيق المنعطف، ويُرْوَى «في المعدية»، وهي المَعْبَر. والمراد: لاقاني على الموردة فكدر صفو مائها عليَّ. يُضرَب في أن الحظ السيئ يتبع صاحبه أينما ذهب. وانظر في معناه: «البخت يتبع أصحابه.» وقولهم: «بختها معها معها …» إلخ. و«رحت بيت أبويا أستريح …» إلخ.
  • «بِخَمْسَهْ بَصَلْ، بَصَلْ بِخَمْسَهْ» الخَمْسَة: قطعه من الفلوس النحاس كانت بمصر. والمراد: أن هذا مثل ذاك، والنتيجة منهما واحدة، فقولنا: بخمسة بصل، كقولنا: بصل بخمسة، يؤديان لمعنًى واحد:
    خُذَا جانبي هرشي أو قفاها فإنما
    كلا جانبي هرشي لَهُنَّ طَرِيقُ
  • «بِخَمْسَهْ قَهْوَةْ تِقْضِي الشَّهْوَهْ» الخمسة: نقد من نحاس بطل استعماله الآن. والقهوة: قهوة البُنِّ المعروفة. والمراد: تُقْضَى شهوة النفس بالرخيص كما تُقْضَى بالغالي، فلا معنى لالتماس ما ليس في الطاقة وتحمل المَنِّ أو المشقة في الحصول عليه. يُضرَب في الحث على القناعة.
  • «بِدَالْ خُطُوطِكْ وِالْحُمْرَهْ، اِمْسَحِي عمَاصِكْ يَا سَمْرَهْ» بدال (بكسر الموحدة) معناه: بدل، كسروا أوله، ثم أشبعوا فتحة الدال. والخطوط (بضمتين) تخطيط الحاجبين بالسواد، ويُطلق أيضًا على المادة السوداء التي تتخذ لذلك، والعماص (بضم أوله) يريدون به الرَّمَص، وهو الوسخ الأبيض المجتمع من موق العين؛ أي: بدل تخطيطك حاجبيك وتحمير خديك امسحي ما اجتمع من الرَّمَص بعينيك أيتها السمراء الجاهلة بوسائل التزين. يُضرَب لمن يحاول أمرًا يتجمل به ويغفل عن آخر يشينه. والمثل قديم في العامية أورده البدري في «سحر العيون»١ برواية «عماشك» وبتغيُّر يسير في ألفاظه.
  • «بِدَالْ لَحْمِتَكْ وِقُلْقَاسَكْ هَاتْ لَكْ شَد عَلَى رَاسَكْ» الشَّدُّ: ما يُشَدُّ على الرأس؛ أي: يلف كالعمامة؛ أي: للناس ما ظهر منك لا ما بطن، فاجعل بعض النفقة لما تتجمل به بينهم. يُضرَب للسيِّئ التدبير في شئونه. ويُروَى: «بدال اللحمة والبدنجان هات لك قميص يا عريان.» والمعنى واحد، وهما مَثَلَانِ قديمان في العامية أوردهما الأبشيهي في «المستطرف» بلا تغيير.٢
  • «بِدَالِ اللَّحْمَةْ وِالْبِدِنْجَانْ هَاتْ لَكْ قَمِيصْ يَا عِرْيَانْ» البِدِنْجَان (بكسرتين فسكون) يريد به: الباذنجان. وانظر معناه في: «بدال لحمتك وقلقاسك …» إلخ.
  • «بِدَالْ مَا أَقُولْ لِلْعَبْدْ يَا سِيدِي، أَقْضِي حَاجْتِي بْإِيدِي» السِّيدْ (بكسر فسكون): السَّيِّد. والإيد (بكسر الأول): اليد؛ أي: تعبي في قضاء حاجتي بيدي خير لي من التزلُّف والتذلل لمن يريحني بقضائها لي. يُضرَب في تفضِيل التعب مع العزَّة على الراحة مع الذلَّة، ويُروَى: «أعمل حاجتي بإيدي ولا أقول للكلب يا سيدي.» وقد تقدَّم في الألف.
  • «بِدَالْ مَا تْحِلِّهَا بِسْنَانَكْ حِلَّهَا بْإِيدَكْ» انظر: «حلها بإيدك أولى ما تحلها بسنانك.»
  • «بِدَالْ مَا تِعْمِلْ تُوبْ بِفَرْحَهْ هَاتْ تُوبْ وِطَرْحَهْ» التوب: الثوب. والطَّرْحَة (بفتح فسكون): الخِمَار، سميت بذلك؛ لأنها تطرح؛ أي: تلقى على الرأس؛ أي: بدل إسرافك في شراء ثوب ثمين يسرُّك اجعل ثمنه في ثوب وخِمَار. والمراد: ما يستر جسمك ورأسك. يُضرَب في الحث على حسن التدبير.
  • «بِدَالْ مَا تْغِشُّهْ قُولْ لُهْ فِي وِشُّهْ» الوش (بكسر الأول): الوجه، والمعنى: واجهْهُ بالحقيقة وإن آلمته؛ لأن إخفاءها عنه غِشٌّ قد تسبب منه مضار، ويكفي من ذلك أن يُخْدَع بالسكوت فيتمادى فيما يُذَم به أو يضره، ويُروَى: «قول له في وشه ولا تغشه.»
  • «بِدَالْ مَا تُقْعُدْ وِتِتْجَسْطَنْ إِكَّلِّمْ وِاتْوَسْطَنْ» اتجَسْطَن معناه عندهم: قَعَدَ متمكنًا مسندًا ظهره تَكَبُّرًا. والمراد: بدل ما تفعل ذلك وأنت صامت كالأبكم توسط في قعودك وتكلَّم، فبالكلام يظهر فضلك لا بهذه القعدة.
  • «بِدَالْ مَا نْقُولْ: دِيبَةْ، نُقُولْ: قَدَحْ شِعِيرْ» الدِّيبة (بكسر الأول) يريدون بها الذِّئْبَة أنثى الذئب، وهي كلمه شتم ودعاء بالشر في الريف، وقد اشتقوا منها فعلًا فقالوا: «اِديب» أي: تلف وهلك، وأصله: أصابه الذئب فأهلكه، ثم استعمل في مطلق التلف والهلاك. ومعنى المثل: يحسن بنا إذا رأينا مزرعة ألا نقول «ديبهْ» دعاءً عليها بالتلف أو تشاؤمًا، بل نقول: قدح شعير؛ دعاءً لها بالخصب أو تفاؤلًا به. يُضرَب في المعنيين؛ أي: في الحثَّ على تَعَوُّد المنطق الحسن، وفي أن التفاؤل خير من التشاؤم.
  • «اِلْبَدْرِيَّهْ عَلِّمِتْ أُمَّهَا الرِّعِيَّهْ» البدرية عندهم: الصغيرة من الضأن. ويُروَى: «الحولية.» وهي التي أتى عليها الحول، ويُروَى: «الرِّبْعِيَّهْ» بكسر فسكون فكسر، وهي بمعنى: البدرية، وفي هذه الرواية لزوم ما لا يلزم في السجع، ومعنى الرِّعية (بكسرتين): الرَّعْي. يُضرَب للصغير الجاهل يعلم الكبير ما هو أعلم به منه، وانظر في الجيم: «جا الخروف يعلم أبوه الرعي.» والعرب تقول في أمثالها: «رُبَّ حَامِلِ فقهٍ إلى مَنْ هو أفقه منه» رواه ابن عبد رَبِّه في «العقد الفريد» على أنه حديث مرفوع.٣
  • «بَدْلِةِ الرَّقصْ لِهَا اكْمَامْ» البدلة: الحُلَّة؛ أي: حلة الرقص ليست كالحلل، بل لها أكمام طويلة تعرف بها. يُضرَب للشيء يمتاز على غيره بما لا يفيد. وانظر قولهم: «موش حايشك عن الرقص إلا قصر الأكمام.» ويُقصد به معنى آخر.
  • «بَرَّا وْجُوَّا فَرَشْتْ لَكْ وِانْتَ مَايِلْ وِإِيهْ يِعْدِلَكْ» إيه (بالإمالة)؛ أي: أَيُّ شيء؟ والمعنى: فرشت لك الدار داخلًا وخارجًا، وهَيَّأْتُهَا لك وأنت لم تزل مائلًا عني؛ فأيُّ شيء يعطفك عليَّ ويعدل اعوجاجك؟ وهو من كلام النساء لأزواجهن. يُضرَب للمُعرِض عمن يقبل عليه ويسعى في راحته.
  • «بَرَّا وَرْدَهْ وْجُوَّا قِرْدَهْ» يُضرَب في حسن الظاهر وقبح الباطن.
  • «اِلْبَرْطِيلْ شِيخْ كِبِيرْ» الصواب في البِرْطِيل (كسر أوله)، وهو الرشوة، والمقصود بالشيخ: الولي المتصرف؛ أي: البرطيل يحل المشكلات ويصرف الأمور كالشيخ الواصل إذا التجأ إليه ملتجئ، وليس المراد مدح الرشوة والحث عليها، بل بيان تأثيرها في بعض النفوس. ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «عُرَاضَة توري الزناد الكائل.» والعُرَاضَة: الهدية. والزناد الكائل: الكابي. يُضرَب في تأثير الرشا عند انغلاق المراد. وفي كتاب «الآداب» لجعفر بن شمس الخلافة: «من قَدَّم هديةً نال أُمْنِيَتَه.»٤ والظاهر أنه من أمثال المولَّدين. وانظر في الألف «اِرشُوا تشفوا.»
  • «اِلْبَرَكَهْ تَحْتِ الْفَلَكَهْ» ويُروَى: «الفلك» بدل الفلكة، وهو جمعها ولا سجع فيه على هذا. والمراد: بالفلكة (مُحَرَّكَة): حديدة مستديرة كالهالة مثقوبة الوسط، حادة الطرف، يجمع بين عدد منها بعود يدخل في ثقوبها، ثم تجعل تحت النورج فيسير بها على القت لدرسه في البيدر؛ أي: انظر غلتك حتى تدرس ولا تقلق من قلتها عند الحصد؛ فإن البركة تظهر في البيدر.
  • «اِلْبَرَكَهْ فِي كُتْرِ الْأَيَادِي» لأن الناس إذا تعاونوا على أمر تَيَسَّرَ إتمامه. يُضرَب في مدح المعاونة والتكاتف. وانظر: «إيد على إيد تساعد.» والعرب تقول في أمثالها: «لا يَعجزُ القومُ إذا تعاونُوا.» وهو من الأمثال التي أوردها الهمذاني في كتابه.٥
  • «اِلْبَرَكَهْ فِي اللَّمَّهْ» أي: في الاجتماع والائتلاف؛ ففيهما الخير الكثير.
  • «بَرَكَهْ يَا جَامِعْ اِللِّي جَتْ مِنَّكْ مَا جَتْ مِنِّي» أصله أن رجلًا كان يفضِّل الصلاة في داره، وَلِيمَ على ذلك؛ فتكلف الذهاب إلى المسجد فوجده مغلقًا. والمعنى: هذه بركة أشكر الله عليها تُبَرِّئُنِي من وصمة التقصير وتدفع عني المَلام، وقد بلغت بها ما أطلب. يضربه أحد المتهاجرين أو المتخاصمين إذا تسبب الآخر فيما يوجب المقاطعة أو الخصومة. ويزيد بعضهم في أوله لتوضيح معناه: «مصلي لقي الجامع مقفول، قال: بركة …» إلخ.
  • «الْبَرْمِيلِ الْفَارِغْ يِرِن» وقد يزيدون في أخره لفظ: «كتير»؛ أي: كثيرًا. والبَرْمِيل (بفتح فسكون فكسر): وِعَاءٌ كبير من الخشب للسوائل كالماء والزيت. ومعنى المثل: الإناء الفارغ إذا نقرته رن. والمراد: لا يجعجع بالدعوى إلا العاطل، وهو في معنى قولهم: «ما يفرقعش إلا الصفيح الفاضي.» وسيأتي في الميم. ومثله قولهم: «الإبريق المليان ما يلقلقش.» وقد تقدم في الألف.
  • «اِلْبُسَاطْ أَحْمَدِي» يُضرَب في طرح التكلُّف والاحتشام بين الحاضرين. والصَّواب في البساط (كسر أوله)، والعامة تَضُمُّهُ. والأحمدي نسبة إلى السيد «أحمد البدويِّ» صاحب المقام المعروف بطنطا. وأصل المثل على ما يذكرون في كتب مناقبه أنه كان له بساط صغير على قدر جلوسه يسع من أرادوا الجلوس معه ولو كانوا ألفًا. قال الشيخ علي الحلبي الشافعي في «النصيحة العلوية في بيان حسن طريقة السادة الأحمدية»:٦ «ومن ها هنا صار الناس يقولون في المثل: البساط أحمدي.» قلت: كأنهم يريدون: يجلس عليه من شاء كما يشاء.
  • «بِسْمِلَّهْ قَهْوَهْ مِنْ جِيبِ الْأَغَا» بسملة: كلمة منحوتة من «بسم الله»، يريدون بها الدعوة إلى الطعام أو الشراب. والقهوة: قهوة البُنِّ. والجيب في الأصل شبه خريطة تخاط في الثياب لحمل النقود وغيرها. والمراد به هنا: النقود نفسها. والأغا: الخصيُّ، والكبير من الجند وهو المراد هنا. يُضرَب لمن يدعو الناس والنفقة من غيره، ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «جدح جوين من سويق غيره.» والجدح: الخلط والدوف. وجوين اسم رجل. يُضرَب لمن يتوسع في مال غيره ويجود به.
  • «بَشَاشِةِ الْوَجْه عَطِيَّهْ تَانْيَهْ» لم يقولوا هنا الوش في الوجه على لغتهم، والمعنى: بشاشة المرء للناس عطية من الله أخرى خَصَّه بها؛ لأنها تحبِّبه إليهم.
  • «بَصَلِةِ الْحُب خَرُوفْ» الحُبُّ: المحبة، وقد يراد به هنا الحِبُّ (بكسر أوله) أي: المحبوب، والمعنى: أن القليل منه كثير، ولله دَرُّ إسحاق الموصلي في قوله:
    هَلْ إِلَى نَظْرَةٍ إليك سبيلُ
    يُرْوَ منها الصَّدَى ويُشْفَى الغَلِيلُ
    إنَّ ما قَلَّ مِنك يَكْثُرُ عِنْدِي
    وكثيرٌ من الحبيب القليلُ

    ويُروَى: «مِمَّنْ تُحِبُّ» بدل من الحبيب، وقد جزم «يُرْوَى» للوزن.

  • «بَطَّلُوا دَهْ وِاسْمَعُوا دَهْ» أي: أبطلوا ما أنتم فيه، واسمعوا هذا. يُضرَب للأمر المستغرب يحدث فيصرف الناس عما هم فيه.
  • «اِلْبَطِّيخَهْ الْقَرْعَهْ لِبَّهَا كْتِيرْ» القرعة: القرعاء، ويريدون بها هنا البيضاء الشحم التافهة الطعم. واللب (بكسر الأول وتشديد الياء)، يريدون به عجم البطيخ والقثَّاء ونحوهما. وكلا الأمرين مذموم، فالمراد: الرديء رديء في كل شيء.
  • «اِلْبَطِّيخَهْ مَا تِكْبَرْشْ إِلَّا فِي بِيتْهَا» أي: مقثأتها التي زرعت فيها؛ لأنها لو نقلت منها إلى مقثأة أخرى قبل أن تنضج لاقتضى ذلك قطعها ذلك فتجف وتفسد. يُضرَب للطفل يربَّى عند غير أهله فلا ينمو لقلة العناية به، ويُروَى: «إلا في غيطها.» أي: في مزرعتها.
  • «اِلْبَطْنْ مَا تْجِيبْش عَدُو» معناه: الولد لا يكون عدوًّا لوالديه مهما يظهره من البغض لهما، والانحراف عنهما عن نَزَق أو سوء خُلُق.
  • «بِطِينُهْ وَلَا غَسِيلِ الْبِرَكْ» الضمير فيه للفجل، والمراد تفضيل ما كان عليه طينه على الذي غُسِل بماء البرك الآسِن. يُضرَب في تفضيل أخف الضَّرَرين.
  • «بَعْدِ أُمِّي وُاخْتِي اِلْكُلِّ جْرَانِي» أي: إنما يُشفق عليَّ أمي وأختي، وأما من عداهما من أهلي فليسوا في المودة إلا كالجيران.
  • «بَعْدِ الْجُوعَهْ وِالْقِلَّهْ لُهْ حُمَارْ وِبَغْلَهْ» يُضرَب فيمن اغتنى بعد فقر وظهر بمظهر العظماء، وهو مَثَلٌ قديم في العامية أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «بعد الجوع والقلة بقالك حمار وبغله.»٧
  • «بَعْدِ الرَّاسِ الْكِبِيرَهْ مَا فِيشْ» يُضرَب لكبير الأسرة يموت ولا يخلفه من ولده أو أهله مَنْ يُحْسِن تدبير أمورِها مثله.
  • «بَعْدِ رَاسِي مَا طِلْعِتْ شَمْسْ» ويُروَى: «بعد عيني»، والمعنى واحد؛ أي: بعد موتي. يُضرَب في معنى:
    إِذَا مِتُّ ظَمْآنًا فَلَا نَزَلَ الْقَطْرُ

    وقريب منه قولهم: «خراب يا دنيا عمار يا مخ.» وسيأتي. ولبعضهم في المعنى:

    وَمَا نَفْعُ مَنْ قَدْ مَاتَ بِالْأَمْسِ صَادِيًا
    إِذَا مَا سَمَاءُ الْيَوْمِ طَالَ انْهِمَارُهَا٨
  • «بَعْدْ سَنَهْ وِسِتُّ اشْهُرْ جَتِ الْمِعَدِّدَةْ تُشْخُرْ» الْمِعَدِّدَة (بكسر مع تشديد الدال الأولى): النائحة التي تُسْتَأْجَرُ في المآتم؛ أي: بعد أن مضى على من مات سنة وستة أشهر جاءت النائحة تشخر؛ أي: تصيح وتولول. وأصل الشخير عندهم: غطيط النائم، أو صوت يخرجه المستيقظ من حلقه وأنفه عند المنازعة ونحوها، ولا يفعله إلا السِّفْلَة. يُضرَب للأمر يُعمل بعد فوات وقته، وانظر أيضًا: «بعد العيد ما ينفتلش كحك.» وانظر: «يا معزي بعد سنه يا مجدد الأحزان.»
  • «بَعْدِ الْعَرْكَهْ يِنْتِفِخِ الْمِفَش» المفش: الفخور المدعي ما ليس فيه، والمعنى: بعد المعمعة والعراك وخلو الميدان من الأبطال يظهر مثله متعاظمًا منتفخًا داعيًا للنِّزال كما قال الشاعر:
    وَإِذَا مَا خَلَا الْجَبَانُ بِأَرْضٍ
    طَلَبَ الطَّعْنَ وَحْدَهُ وَالنِّزَالَا

    وقريب منه قول الآخر:

    أَسَدٌ عَلَيَّ وَفِي الْحُرُوبِ نَعَامَةٌ
    فتخَاءُ تَنْفِرُ مِنْ صَفِيرِ الصَّافِرِ
  • «بَعْدِ الْعِيدْ مَا يِنْفِتِلْشْ كَحْكْ» يريدون بالفتل: فتل عجين الكعك ليصنع منه كالحلقة، وهو عجين مبسوس بالسمن يصنع منه الكعك في عيد الفطر، فإذا خبز جعلوا عليه السكر المدقوق وأكلوه. يُضرَب للأمر يحاول عمله بعد فوات وقته. وهو قريب من قولهم: «بعد سنة وست اشهر جت المعددة تشخر.» وإن كان لكل واحد وجه يُضرَب فيه.
  • «بَعْدِ الْقَمْلْ والسِّيبَانْ بَقَى احْمَرْ وَاخْضَرْ وِمْلَطَّعْ عَ الْحِيطَانْ» السيبان (بكسر الأول): الصئبان، وهي في اللغة جمع صؤابة؛ أي: بيضة القُمَّل، والعامَّة تُطلق السِّيبان على صغار القُمَّل. والمراد: بعد الوضاعة والقذارة بدلت الحال وتغيرت وتجاوزت الأصباغ الخدود إلى الحيطان. والخطرة ليست مما يُسْتَعمل في ذلك، وإنما يقصدون بذكرها زيادة التشنيع. يُضرَب في تجاوز الحد في الظهور بمظهر الرفاهية بعد الفقر وما يحيط به.
  • «بَعْدِ مَا أَكَلْ وِاتَّكَى قَالْ: دَهْ رِيحْتُهْ مِسْتِكَى» الريحة (بكسر الأول): يريدون بها الرائحة. والمستكى (بكسر فسكون فكسر): المصطكى، وهو علك رومي معروف طَيِّب الرائحة؛ أي: بعد أن امتلأ شبعًا وانقضت شهوته من الطعام أخذ يُظهر عيوبه ويدعي أن رائحته لا توافقه. يُضرَب لمن يعيب الشيء بعد قضاء حاجته منه.
  • «بَعْدْ مَا رَاحِ الْمَقْبَرَهْ بَقَى فِي حَنَكُهْ سُكَّرَهْ» بقى بمعنى: صار. والحنك: يريدون به الفم؛ أي: بعد أن مات وذهب أصبح وفي فمه سكرة عندكم. يريدون: كنتم لا تأبهون له لَمَّا كان بينكم وتذمُّونه، فلما ذهب عنكم مدحتموه ونسبتم له المناقب. يُضرَب لمدح الشيء والتعلق به بعد ذهابه من اليد، وقريب منه قولهم: «يموت الجبان يبقى فارس خيل.» وسيأتي في المُثَنَّاة التحتية. وانظر فيها أيضًا: «يا عينه يا حواجبه …» إلخ. وفي كتاب «الآداب» لجعفر بن شمس الخلافة لبعضهم في المعنى:
    رَأَيْتُ حَيَاةَ الْمَرْءِ تُرْخِصُ قَدْرَهُ
    فَإِنْ مَاتَ أَغْلَتْهُ الْمَنَايَا الطوائِحُ٩
  • «بَعْدْ مَا شَابْ وَدُّوه الْكُتَّابْ» ودوه: محرف عن أدوه، ويريدون به: ذهبوا به؛ أي: بعد الكبر والشيب ذهبوا به إلى الكُتَّاب ليتعلم. يُضرَب فيمن يُكَلَّف بأمر فات وقتُه، أو من يحاولون تعويده على أمر لم يتعودْه. وفي معناه من أمثال العرب: «عَوْد يُقَلَّح»، والعود (بفتح فسكون): البعير المُسِنُّ. والتقليح: إزالة القَلَح، وهو الخضرة في أسنان الإبل والصفرة في أسنان الإنسان. يُضرَب للمُسِنِّ يُؤَدَّب وَيُرَاض. ويقول العرب أيضًا: «عَوْد يعلم العنْج.» والعنْج (بتسكين النون): ضرب من رياضة البعير، وهو أن يجذب الراكب خطامه فيرده على رجليه. ومعنى المثل كالأول في أنه جَلَّ عن الرياضة كما جَلَّ ذلك عن التقليح، وذلك أن العنج إنما يكون في البكارة، فأما العودة فلا تحتاج إليه. وتقول العرب أيضًا: «وَمِنَ الْعَنَاءِ رِيَاضَةُ الْهَرِمِ.»
  • «بَعْد مَا طَارِتْ سَاعِدْهَا بْقُولِةْ هِش» هِش (بكسر الأول وتشديد الشين المعجمة): زجرٌ للطائر ليطير؛ أي: قال ذلك بعد أن طارت ولم تَبْقَ فائدة من زَجْرِها ومساعدتها على الطيران. يُضرَب لمن يُظهر المساعدة على أمر بعد انقضائه، وقد يُضرَب في معنى إظهار عدم الاكتراث لما خرج من اليد؛ أي: قال ذلك بعد أن طارت العصفورة من يده إظهارًا لعدم اكتراثه لإفلاتها.
  • «بَعْدْ مَا كَانْ سِيدْهَا بَقَى يْطَبِّلْ فِي عرْسهَا» السِّيد (بكسر فسكون): السَّيِّد. وبَقَى؛ أي: صار. يُضرَب في تبدِّل الزمان وتغيُّر الحالات، وهو من أمثال النساء التي أوردها الأبشيهي في «المستطرف» ولكن برواية: «بعد ما كان زوجها بقى طباخ في عُرْسها.»١٠
  • «بَعْدِ نُومَكْ مَعَ الْجِدْيَانْ بَقَى لَكْ مِطَل عَلَى الْجِيرَانْ» أي: بعد أن كان مأواك رَبَض المعزى أصبحت ذا صرح تُشْرِفُ منه على نساء جيرانك. يُضرَب للوضيع يعلو فلا تفارقه وضاعة خُلُقِه.
  • «بَعْرِ السِّوِيسْ وَلَا رُطَبْ بِلْبِيسْ» السِّوِيس (بكسر الأول وإمالة الواو) والصَّواب أنه بالتصغير: بلد معروف على بحر القلزم كان يُسَمَّى قديمًا بالقلزم، وبه سُمِّيَ البحر. وبِلْبِيسْ (بكسر فسكون وإمالة الموحدة الثانية)، والصَّوَابُ بُلْبَيْس (بضم فسكون ففتح): بلد في الشرقية، وهو مما وضعوه على لسان الحيوان والطير. وسبيه أن غرابًا كان بالسويس لا يجد إلا البعر لقلة الغراس بها؛ فأرشده غراب آخر إلى بلبيس وكثرة نخلها، فلمَّا انتقل إليها رماه شخص قصد قتله؛ فقال هذا المثل. والمراد: شظفُ العيش مع السَّلامة خيرٌ من الرَّغَدِ مع الأخطار.
  • «اِلْبَعْرَهْ تَدُلُّ عَلَى الْبَعِيرْ» أي: يُستدل على الشيء ببعض آثاره ولو كان ضئيلًا لا يُلتفت إليه.
  • «بَعْرَهْ وِيْقَاوِحِ التَّيَّارْ» يقاوح معناه: يُقَاوِمُ بِوَقَاحَة، ولعله مقلوب يواقح. والتيار: مجرى الماء الشديد؛ أي: يكون كالبعرة في الصغر والضعف ثم يقاوم تيار الماء مع شدته. ويُروَى: «يقاوم» بدل «يقاوح»، ويُرْوَى «قد الزبلة …» إلخ؛ أي: يكون قدر البعرة، وأهل الريف يَرْوُونَهُ: «زبلة ويقاوي التيار.» يُضرَب للضعيف يقاوم من هو أقوى منه ويحاول صدَّه.
  • «بِعَشْرَهْ بَسْطْ يِغْنِيكْ عَنْ دُخُولِ الْخَمَّارَهْ» انظر: «بجديد بسط …» إلخ.
  • «اِلْبَغْلِ الْعَجُوزْ مَا يْخَافْشْ مِنِ الْجَنَاجِلْ» الجناجل: الجلاجل. والعجوز: الهَرِم؛ أي: البغل المُسِنُّ لا يَفْزَعُ من الجلاجل إذا عُلِّقت عليه لتعوُّده إياها. يُضرَب في أن من عارك الدهر وحنكته التجارب لا تفزعه الشقشقة بالوعيد لتعوُّدِه سماعها وعلمِه بأنها قرقعة لا تضر.
  • «بِفْلُوسَكْ بِنْتِ السُّلْطَانْ عَرُوسَكْ» الفُلُوس (بضم الأول): يريدون بها النقود، وقد حذفوا التاء من العروسة هنا لتزاوج الفلوس، وأما في غير هذا فإنهم يثبتونها، ويقولون للرجل: عريس. والمعنى: بمالك تفعل ما تشتهي حتى لو أردت التزوج ببنت السلطان لاستطعت.
  • «بِفْلُوسَكْ حَنِّي دُرُوسَكْ» الفُلُوس: النقود، والدُّرُوس (بضمتين): الأضراس، وهي لا تخضَّب بالحِنَّاء. وإنما المراد: متى كان الإنفاق من مالك فلا اعتراض عليك فيه حتى لو خضَّبت أسنانك، وإنما الاعتراض على من يُنْفِق من مال غيره. يُضرَب في أن للمرء أن يفعل بماله ما يُسَاءُ ولا دخل لأحد في شئونه. وانظر: «أقرع بياكل حلاوه، قال: بفلوسه» و«مِكَسَّحْ طِلِعْ يِتْفَسَّحْ، قَالْ: بِفْلُوسُهْ.»
  • «بِفْلُوسُهْ الْحِلْوَهْ يِكَلِّمْ أَبُوهْ عَلَى الْعِلْوَهْ» الفلوس: النُّقود. والعِلْوة (بكسر فسكون): الرَّابِيَة؛ أي: صاحب النقود يستطيع أن يكلِّم الناسَ من علٍ ولو كان المخاطب أباه. والمراد: يستطيع أن يتعالى عليهم فيرضون لما تعودوه من تعظيم الغني.
  • «اِلْبَقَرَهْ بْتِوْلِدْ وِالطُّورْ بِيِحْزَقْ لِيهْ؟ قَالْ: أَهُو تَحْمِيلْ جَمَايِلْ» الحَزْق: أنين فيه شدة وضغط على النفس. والطُّور: الثَّوْر. وليه (بالإمالة) أي: لأي شيء؟ والمراد: أن أنين البقرة لولادتها، فلأي شيء يئنُّ الثَّورُ معها؟ قالوا: إنما يفعل ذلك لِيُحَمِّلَهَا الجميلَ. يُضرَب فيمن يعطف على شخص بما لا يفيد ابتغاء أن يُحَمِّلَهُ جميلًا كاذبًا يأسره به.
  • «الْبُقَّ اهْبَلْ» البق (بضم أوله وتشديد ثانيه): الفم. وأهبل معناه أبله. يُضرَب للمحزون يعرض له ما يضحكه؛ أي: لا عبرة بتبسُّم الفم، وإنما العبرة بما في القلب. ويرويه بعضهم: «الضحكة هبلة.» والمعنى واحد. وانظر في الضاد المعجمة: «الضحك ع الشفاتير …» إلخ، وانظر في الألف: «إن ضحك سني …» إلخ. وفي الواو: «الوش مزين والقلب حزين.»
  • «اِلبُقِّ الْمَقْفُولْ مَا يْخُشُّوشِ الدِّبَّانْ» أي: الفم المُقْفَل لا يدخله الذباب، والمعنى: من يُطْبِق فمه ويسكت يدفعْ عن نفسه ما يكره سماعه، ويتجنَّبْ ما يضره.
  • «اِلْبَقَّهْ تِوْلِدْ مِيَّهْ، وِتْقُولْ: يَا قِلِّةِ الدِّرِّيَّهْ» ويُروى «الأكلانة» بدل البقة، وهي تُسَمَّى بذلك أيضًا عندهم؛ لأنها تمتص من دم الناس فكأنها تأكل منهم؛ أي: البقعة تَلِدُ مائة ومع ذلك تشكو قلة الذرية، يُضرَب لِلَّاهِجِ بالشكوى من القلة وهو في كثرة؛ أي: للطَّمِع الذي لا يقنعه شيء. وانظر الحاء المهملة: «حبلة ومرضعة …» إلخ.
  • «بَقَى لِلشَّخْرَمْ مَخْرَمْ، وِبَقَى لِلْقِرْدْ زِنَاقْ، وِبَقَى لُهْ مَرَةْ يِحْلِفْ عَلِيهَا بِالطَّلَاقْ» الشَّخْرَم (بفتح فسكون ففتح): اسم من أسماء العرب أتوا به هنا للسجع. والمراد به: الشخص الوضيع، وهو المقصود أيضًا بالقرد. والمخرم صوابه مَخْرِم (بفتح فسكون فكسر)، وهو في اللغة: المسلك بين جبلين. والزِّناق (بكسر أوله): الخيط أو نحوه يمر تحت الذقن ويناط من طرفيه بالقلنسوة ونحوها ليمسكها. والمعنى: لقد صار لهذا الوضيع ما يدخل ويخرج منه؛ أي: صارت له دار وصارت له زوجة يتحكم فيها ويحلف بطلاقها، وقلنسوة يخشى من سقوطها بعد أن كان مكشوف الرأس كالقرد. وفي معناه من الأمثال العامية القديمة التي أوردها الأبشيهي في «المستطرف» قولهم: «بقى للكلب سرج وغاشية وغلمان وحاشية.»١١
  • «بُكْرَهْ تْمُوتْ يَا ابُو جِبَّهْ وَاعْمِلْ لَكْ فُوقْ قَبْرَكْ قُبَّهْ» بكره (بضم الباء)؛ أي: غدًا. والمعنى: غدًا تموت أيها المُعْجَب بنفسه المَزْهُوُّ بجبته؛ لأن الموت لا يفرق بين الغني والفقير، ولكني سوف أحافظ على زهوك بعد موتك وأَبْنِي لك قبة على قبرك لتَزْهُوَ بها بين الموتى. والمراد: التهكم.
  • «بُكْرَهْ نُقْعُدْ عَلَى الْحِيطَهْ وِنِسْمَعِ الْعيطَهْ» الحيطه (بالإمالة) الحائط. والعيطة: الصياح والجَلَبَة. ويُرْوَى بدلها: «الزِّيطة»، وهي بمعناها؛ أي: ما تحاولون كتمانه اليوم سيشيع غدًا ويصرف الناس من فوق الحيطان لرؤيته وسماع ما يُقَال عنه.
  • «بُكْرَهْ نُقْعُدْ عَلَى رَاسَكْ وِنْشُوفَ افْقَاسَكْ» أَفْقَاسك: جمع فقس (بفتح فسكون)، وهو عندهم الفرخ الخارج من البيضة، يقولون: فقست البيضة؛ أي: انفلقت وخرج منها القوب. يُضرَب للمُولَع بالوقيعة في أبناء غيره. والمراد: كيف تنال منهم قبل أن تكون على ثقة مما سيكون عليه أولادك.
  • «بُكْرَةْ يْدُوبِ التَّلْجْ وِيْبَانِ الْمَرْجْ» يُضرَب في أن كل مستور مجهول لا بد من ظهوره متى حان الحين وزالت الحوائل.
  • «بُكْرَهْ يْهِل رَجَبْ وِتْشُوفِ الْعَجَبْ» أي: غدًا يهلُّ رجب، وهو الشهر الذي وعدنا فيه بالعجائب فنراها. والمراد: كل آت قريب فلا تكثروا من الأراجيف رجمًا بالغيب. وإنما خَصُّوا هذا الشهر بالذكر؛ لأن أصحاب الأجفار ومدَّعي علم الغيب يزعمون أن وقوع الحوادث الغريبة يكون بين جمادى ورجب، حتى اشتهر بين الناس قولهم: «بين جمادى ورجب تشوفوا العجب.» وأصل ذلك قول العرب في أمثالها: «العجب كل العجب بين جمادى ورجب.» وأول من قاله عاصم بن المقشعر الضبي، وكان أخوه أبيدة علق امرأة الخنيفس بن خشرم الشيباني فقتله الخنيفس، ولما بلغ نعيه أخاه عاصمًا لبس أطمارًا وتَقَلَّدَ سيفًا، وذلك في آخر يوم من جمادى الآخرة، وانطلق إلى الخنيفس فخدعه حتى أبعده عن قومه، ثم قتله قبل دخول رجب؛ لأنهم كانوا لا يقتلون في رجب أحدًا. هذا أصل المثل فجعلته العامة ومدعو الغيب لظهور العجائب بين هذين الشهرين، أو في أحدهما، وهو رجب. والظاهر أنه زعم قديم، فقد أنشد ابن المخلطة في العزيزي المحَلَّى لبعضهم:١٢
    دَعِ الأَتْرَاكَ وَالعُرُبَا
    وَكُنْ في حِزْبِ مَنْ غَلَبَا
    فَقَدْ قَالَ الَّذِينَ مَضَوْا
    فَفِي رَجَبٍ تَرَى عَجَبَا
    بِعَجْلُونٍ تَرَى فِتَنًا
    تُهِيجُ الْقَتْلَ وَالْوَصَبَا
    فَإِنْ تَعْطَبْ فَوَا أَسَفًا
    وَإِنْ تَسْلَمْ فَوَا عَجَبَا

    وهي منقولة من كتاب «موقظ الوَسْنَان» للشيخ الأكبر.

    وأما قول العرب في مثل آخر: «عش رجبًا تَرَ عجبًا.» فالمراد به عش رجبًا بعد رجب. وقيل: رجب كناية عن السَّنة؛ لأنه يحدث بحدوثها، ومن نظر في سنة واحدة ورأى تغير فصولها قاس الدهر كله عليها، فكأنه قال: عش دهرًا تَرَ عجائب. وفي معناه قولهم أيضًا: «إِنْ تَعِشْ تَرَ مَا لَمْ تَرَهُ.» قال أبو عيينة المهلبي:

    قُلْ لِمَنْ أَبْصَرَ حَالًا مُنْكَرَة
    وَرَأَى مِنْ دَهْرِهِ مَا حَيَّرَهْ
    لَيْسَ بِالمُنْكَرِ مَا أَبْصَرْتَهُ
    كُلُّ مَنْ عَاشَ يَرَى مَا لَمْ يَرَهْ

    ويُروَى: رأى ما لم يَرَه.

  • «اِلْبِلَادْ بِلَادَ اللهْ وِالْخَلْقِ عَبِيدَ اللهْ» يُضرَب للمتجبِّر المغرور الذي يحاول استعباد الناس وتسخيرهم له تذكيرًا له بأنه عبد من عبيد الله، وأن ما يملكه ليس إلا عارية سترد.
  • «بِلَادَ اللهْ لِخَلْقِ اللهْ» يقوله مَن ينوي التغرب والرحلة عن بلده؛ أي: أنا عبد من عبيده — تعالى، والبلاد جميعها له لخلقه يعيشون فيها، فبلدي كغيرها في ذلك لا يمنعني عنها مانع:
    إِذَا وَطَنٌ رَابَنِي
    فَكُلُّ بلادٍ وَطَنْ١٣

    ومن أمثال العرب في ذلك: «في الأرضِ للحرِّ الكريمِ منادحُ.» أي: متسع ومرتزق، ومثله: «إذا جانب ألياك فَالْحَق بجانب.» ولعلي بن الجهم:

    لا يَمْنَعَنَّكَ خَفْضُ العَيْشِ تَطْلُبُهُ
    نُزُوعُ نَفْسٍ إلى أهلٍ وأوطانِ
    تَلْقَى بكل بلادٍ إن حَلَلْتَ بِهَا
    أهلًا بأهلٍ وجيرانًا بجيرانِ١٤

    وقال آخر:

    فى سعَةِ الخَافِقَيْنِ مُضْطَرَبٌ
    وفي بِلادٍ مِنْ أُخْتِهَا بَدَلُ١٥

    وقال الحريري:

    وَجُبِ البلاد فَأَيُّهَا
    أَرْضَاكَ فَاخْتَرْهُ وَطَنْ١٦
  • «بَلَاشْ تِوَكِّلْنِي فَرْخَهْ سْمِينَهْ، وِتْبَيِّتْنِي حَزِينَهْ» بَلَاشْ (بفتح الموحدة) أي: بلا شيء، وهي هنا لا النَّاهية؛ أي: لا تطعمني دجاجة سمينة برًّا بي، ثم تُغْضِبُنِي فأَبِيت ليلي حزينة. يُضرَب لمن يتبع المنَّ بالأذى، ويجمع بين الإحسان والإساءة. وانظر: «لاقيني ولا تغديني.»
  • «اِلْبَلَاشْ كَتَّرْ مِنُّهْ» بلاش؛ أي: بلا شيء، نَحَتُوا منه اسمًا وأدخلوا عليه أداة التعريف؛ أي: ما كان مجانًا بلا ثمن أكثر منه فلا ضرر يعود عليك من ذلك، بل هو غُنم ليس به غُرْم. وانظر قولهم: «من لقي من غير كلفة …» إلخ.
  • «اِلْبَلَاوِي تتْسَاقِطْ مِنِ الْجِيرَانْ» البلاوي عندهم: جمع بلوة أو بلية بمعنى: البلاء. والمراد: تساقط علينا البلاء ممن كنا ننتظر منهم دفعه عنا. يُضرَب في أن المصائب قد يسبِّبها أقرب الناس. ومثله قولهم: «ما تجي المصايب إلا من الحبايب.» وسيأتي في الميم.
  • «اِلْبَلَا يْعُم وِالرَّحْمَهْ تْخُص» هي حكمة قديمة جرت عندهم مجرى الأمثال.
  • «بَلَدْنَا صْغَيَّرَةْ وِنِعْرَفْ بَعْضْ» صُغَيَّر (بضم ففتح مع تشديد الياء المفتوحة): تصغير «صغير» عندهم، وهو المستعمل غالبًا في المدن وكثير من بلاد الريف، وأما في الصعيد وبعض بلاد الريف فينطقون به مُكَبَّرًا، والمعنى: بلدنا صغير لا تخفى فيه خافية فكيف يتظاهر بعضنا بما ليس فيه ويكذب على مَنْ يعرفه.
  • «بَلْوَهْ عَلَى عَلْوَهْ» البلوة (بفتح فسكون) يريدون بها البلاء. والعلوة (بكسر فسكون): الرابية ونحوها، وهي أيضًا بلاء معترض في الطريق فيه صعود وهبوط. والمراد بالمثل: بلاء فوق البلاء.
  • «اِلْبَنَاتْ بِسَبَعْ وُجُوهْ» يُضرَب في تَغَيُّرِ الشبه في البنات كُلَّمَا كَبرْنَ.
  • «اِلْبَنَاتْ مَرْبَطْهُمْ خَالِي» المربط: ما تربط فيه الدواب؛ أي: موضعها. والمعنى: أن البنات سيخلو مكانهن منهن في الدار؛ أي: سيتزوَّجن ويفارقْنَ الأهل، فلا عبرة بامتلاء المكان بهنَّ، فإنه في حكم الخالي بما سيئول أمرهُنَّ إليه.
  • «بِنْتِ الْأَكَابِرْ غَالْيَهْ وَلَوْ تُكُونْ جَارْيَهْ» يُراد بالجارية هنا: الخادمة المملوكة. يُضرَب في أن النفيسَ نَفِيسٌ ولو حَطَّ الزمانُ قدرَه وقيمتَه.
  • «بِنْتِ الْحَرَّاتَهْ تِطْلَعْ دِرَّاسَهْ» الحَرْت (بفتح السكون): هو حرث الأرض. والدراس (بكسر أوله): دوس المحصول في البيدر لفصل الحب عن القَتِّ. ويُضرَب في مشابهة البنت لأمها إذا كانت صناعًا؛ أي: متى كانت الأم مُجِيدَةً للحرث يقظة في عملها فستنشأ بنتها مجيدةً لدوس ما أنبتته يد أمها؛ لأن الطفل ينشأ على ما عَوَّدَهُ أهله ويقلدهم غالبًا فيما هم عليه من خير أو شر.
  • «بِنْتِ الدَّارْ عُورَهْ» أي: في حكم العوراء الفاقدة لإحدى عينيها. والمراد: غير مستحسنة؛ لأن ما ملك مَزْهُودٌ فيه.
  • «بِنْتِ السَّايِغْ اِشْتَهتْ عَلَى ابُوهَا مِزَنَّقَهْ» السايغ: الصائغ الذي يصوغ الحلي. المِزَنَّقة (بكسر ففتحتين مع تشديد النون): قلادة مزدوجة من الجمان، فإن لم تكن مزدوجة فهي عندهم اللبة (بكسر اللام وفتح الموحدة المشددة). يُضرَب لمن يشتهي ما هو ميسَّر له، وقد قالوا في معناه: «ابن السايغ اشتهى على ابوه خاتم.» وتقدم في الألف.
  • «بِنْتِ الْفَارَهْ حَفَّارَهْ» يُضرَب لمن يعمل عمل آبائه ويبرع مثل براعتهم فيه. وفي معناه قولهم: «ابن الوز عوام.»
  • «بِنْتْ لِعَمِّتْهَا» انظر: «ولد لخاله» في الواو.
  • «بَنِي آدَمْ طِيرْ مَاهُوشْ طِيرْ» المراد المفرد؛ أي: ابن آدم. يُضرَب في التعجب من سرعة الانتقال من مكان إلى مكان؛ أي: هو كالطائر في ذلك.
  • «اِلْبِهِيمِ السَّايِبْ مَتْرُوكْ عَوَضُهْ» أي: الدابة المطلقة المهمل أمرها تضيع، فكأن صاحبها استغنى عن ثمنها ولم يحفل بما يعوض عنها، وإلا لاحتاط واحترس بتقييدها وربطها. يُضرَب في التَّفْرِيط. وانظر: «اِللِّي ما يربط بهيمه ينسرق.»
  • «اِلْبِهِيمْ يِتْرِبِطْ مِنْ وِدْنُهْ وِبَنِي آدَمْ مِنْ لِسَانُهْ» الوِدْن (بكسر فسكون): الأذن. و«بني» المراد به المفرد؛ أي: ابن آدم، يريدون أن الدابة تُربَط من الأذن والإنسان يُربط من لسانه، والمقصود بالثاني الربط المعنوي؛ أي: يرتبط بما يقول ويجب عليه الوفاء به.
  • «اِلْبِهِيمَهْ الْعِشَرْ مَا تْنَاطِحْشْ» أي: الدابة العشراء لا تتعرض للمناطحة، ولا ينبغي لها ذلك خوفًا على حملها، وفي معناه: «العُشْر تخاف م النطاح.» وسيأتي في العين المهملة. والمقصود: من خشي على نفسه من أمر فليكفَّ عن التعرض لما يسببه.
  • «بُوسْ إِيدْ حَمَاتَكْ وَلَا تْبُوسْ إِيدْ مِرَاتَكْ» البوس: التقبيل. والإيد (بكسر الأول): اليد، وليس المقصود هنا الحث على التأدب مع الحماة لأنها في مقام الوالدة، بل المراد: إذا أردتَ أن تطيعك زوجتك وتحسن معاشرتك فعليك بإرضاء حماتك والتزلف إليها وبها تصل إلى مرغوبك.
  • «بُوسِ الْإِيدْ ضِحْكْ عَلَى الدُّقُونْ» ويُروَى «على اللحى»؛ أي: تقبيل اليد خِدَاعٌ واستغفال، وهم يُعَبِّرُون عن ذلك بالضحك على الدقن؛ أي: اللحية، ومنه قول ابن أبي حجلة:١٧
    وإذا بَدَا لك ثَغْرُهُ مُتَبَسِّمًا
    فاضْحَكْ عَلَى ذَقْنِ العَزُولِ وقَهْقِهِ
  • «اِلْبُوسَةْ فِي إِيدُهْ رَطْلْ» البوسة: القبلة. والإيد: اليد؛ أي: يُقبِّل الناس يديه قبلات عظيمة لو وزنت الواحدة لكانت رطلًا. يُضْرَب لمن له في قلوب الناس اعتقاد وقبول يعظمونه بسببهما.
  • «بِالْوَعْدِ أَسْقِيكْ يَا كَمُّونْ» يُضرَب في عدم الوفاء وكثرة الوعود، وهو مَبْنِيٌّ على زعمهم في اكتفاء الكمون بالوعود عن السَّقْيِ. وأصله قول العرب في أمثالها: «أَخْلَف من شرب الكمون.» قال حمزة الأصفهاني في كتابه «الدرة الفاخرة» في الأمثال التي جاءت على أفعل: أما قولهم: «أَخْلَف من شرب الكمون»؛ فلأنَّ الكَمُّون يُمَنَّى السقي فيقال له: غدًا تشرب الماء، ويُقال في المثل: مواعيد الكمون، كما يقال: مواعيدُ عرقوب، إلا أن الكَمُّون مفعول لا فاعل. وقال الشاعر:
    إذا جِئْتَهُ يومًا أَحَالَ على غَدٍ
    كَمَا وَعَدَ الكَمُّونَ مَا لَيْسَ يَصْدُقُ

    انتهى.

    ولبعضهم:

    لا تَجْعَلَنِّي كَكَمُّونٍ بِمَزْرَعَةٍ
    إِنْ فَاتَهُ المَاءُ أَغْنَتْهُ الْمَوَاعِيدُ
  • «بِيتِ الظَّالِمْ خَرَابْ» انظر: «بيت المحسن عمار.»
  • «بِيتِ الْمُحْسِنْ عَمَارْ» أي: عامر، فهو من الوصف بالمصدر؛ لأنهم يريدون بالعمار (بفتح الأول) العُمران. والمراد: أن دار المحسن تبقى عامرة لإحسانه وكثرة الداعين له. وبعضهم يزيد فيه: «وبيت الظالم خراب.» وقد أورده الأبشيهي في «المستطرف» مثلًا مستقلًّا برواية: «دار الظالم خراب ولو بعد حين.»١٨
  • «بِيتْ مَلْيَانْ مَا يِمْلَاشْ بِيتْ فَارِغْ» المراد: لا بد من أن يكون للمرء ما يُنْفِقُ منه على داره غير مُتَّكِلٍ في ذلك على الناس ولا ناظر لوفرة ما في دارهم، فإنها بحسب حاجاتهم.
  • «بِيتِ النَّتَّاشْ مَا يِعْلَاشْ» النتاش: الكثير النتش، وهو عندهم الكذب، والمعنى: دار الكذوب لا تعلو؛ لأنه يكذب فيما يحدِّث به عنها وعن بنائها.
  • «بِيتْ يِنْكِرِي وِبِيتْ يِنْشِرِي» أي: الدُّورُ بحسب مواقعها وجيرانها، فدار تُكرى؛ أي: تؤجر للغَيْرِ ولا تُسْكَن، ودار تُشْتَرَى لحسن موقعها وطيب أخلاق جيرانها، وكلتاهما دار صالحة في نفسها. ويُروَى: «بيت ينشري وعشرة تنكري.» أي: ليست العبرة بكثرة الدُّور؛ فقد يكون لك عشر لا تستطيع السُّكنى في واحدة منها فتؤجرها، ودار واحدة تسعى في شرائها، فهي من حيث النفع أفضل من العشر.
  • «بِيرْ تِشْرَبْ مِنُّهْ مَا تِرْمِيشْ فِيهْ حَجَرْ» أي: بئر تستقي منها لا تَرْمِ فيها حجرًا. والمراد: لا تُتْلِفْ ما فائدته عائدة إليك، ولا تُسِئْ لمن تحتاج لإحسانه. والعرب تقول في أمثالها: «لا تَبُلْ في قليب قد شربت منه.» والقليب: البئر.
  • «اِلْبِيرِ الْحِلْوْ دَايْمًا نَازِحْ» ويُرْوَى بدون لفظ «دايمًا»؛ أي: البئر العذبة الماء يقلُّ ماؤها لكثرة المُسْتَقِين منها. يُضرَب للكريم يَضُرُّ به جوده.
  • «اِلْبِيضِ الْخَسْرَانْ يِدَّحْرَجْ عَلَى بَعْضُهْ» الخسران: يريدون به الفاسد؛ أي: إن الطيور على أشكالها تقع، وشبه الشيء منجذب إليه.
  • «بِيضِتْهَا أَحْسَنْ مِنْ لِيلِتْهَا» أي: بيضة الدجاج أضمن لها، وإن لم يَجْرِ لها ذكر لدلالة الكلام عليها. والمراد بليلتها: ليلة تذبح وتؤكل؛ أي: إن في الإبقاء عليها نفعًا مستمرًّا. يُضرَب في أن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع. وفي معناه قولهم: «كشكار دايم ولا علامة مقطوعة.» وسيأتي في الكاف.
  • «بِيضِةِ الْفَرْخَهْ مُوشْ لِقِيَّهْ وِجُوزِ الْبِنْتْ مُوشْ خَبِيَّهْ» أي: بيضة الدجاجة ليست باللُّقطَة الثمينة التي يسر التقاطها، كما أن زوج البنت؛ أي: الخَتَنَ، ليس لحماته من الخبايا التي ينبغي أن تهش لها وتبش. يُضرَب في عدم محبة الخَتَن لحماته.
  • «اِلْبِيضَهْ مَا تِكْسَرْشِ الْحَجَرْ» معناه ظاهر. يُضرَب لمن يحاول معالجة شيء بما لا يَقْوَى عليه.
  • «بِيضِةِ النَّهَارْدَهْ أَحْسَنْ مِنْ فَرْخِةْ بُكْرَهْ» الفَرْخة (بفتح فسكون): الدجاجة. وبكره معناه غدًا. يُضرَب في تفضيل القليل العاجل على الكثير الآجل. وانظر في الألف: «ادِّيني اليوم صوف …» إلخ.
  • «بِيعْ بِخَمْسَهْ وِاشْتِرِي بْخَمْسَهْ، يُرْزُقَكَ اللهْ مَا بِينِ الْخَمْسِتِينْ» الخمسة – الخَمْستين: قطعة من الفلوس النحاس بَطل التعاملُ بها الآن؛ أي: لا تستقل رأسَ مالِك بل أَقْدِمْ، واللهُ المُسَاعِد.
  • «بِيعِ الدَّهَبْ وِاشْتِرِي الْعَتَبْ» المراد بالعتب: الدُّور، من إطلاق البعض وإرادة الكل. يُضرَب في تفضيل ابتياع العقار لما فيه من الفائدة على اقتناء الحلي.
  • «بِيعْ وِاشْتِرِي وَلَا تِنْكِرِي» أي: بِعْ وَاشْتَرِ، فذلك أفضل لك من أن تؤجر نفسك للعمل، والقصد تفضيل الارتزاق من التجارة على العمل بالأجر لِمَا فيه من امتهان النفس بتحميلها ما قد تأنف منه. ويُروَى: «بِيعِي» بالخطاب للمؤنث، ولعله الأصح؛ لأن الغالب في النساء المحتاجات أن يخدمن ولا يَتَّجِرْنَ.
  • «بِيعُهْ وَلَا تِرْهِنُهْ» أي: الذي تريد رهنه على بعض قيمته الأَوْلَى بك بيعه والانتفاع بثمنه كاملًا، فقلما يوفق الراهن لفك ما رهن. وانظر في الألف: «اِللِّي بدك تقضيه امضيه، واللِّي بِدَّك تِرْهِنُه بيعه …» إلخ. وسيأتي في الميم: «مال تودعه بيعه.» وهو معنى آخر.
  • «بِيعُوا مِنْ قُوتْكُمْ وِاسْرِجُوا بْيُوتْكُمْ» لأن إضاءة الدُّورِ مستَحَبَّة، وفيها كبت للشامت، فافعلوا ذلك ولو بالبيع من القوت.
  • «بِينِ الْبَايِعْ وِالشَّارِي يِفْتَحَ اللهْ» يفتح الله: كلمة يقولها البائع عادة إذا لم يُرْضِهِ الثمن، فإذا زاد الشاري زيادةً لم ترضه كَرَّرَ قولها. يُضرَب في أن المماكسة لا حرج فيها على الاثنين.
  • «بِينْ حَانَهْ وْمَانَهْ ضَاعِتْ لِحَانَا» حانه ومانه: كلمتان أتوا بهما للكناية عن شيئين؛ أي: بين هذا وذاك، أو بين الأخذ والرد ضاعت لحانا وخسرناها، وهو مَثَلٌ قديم في العامية أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «بين حانه وبانه حلقت لحانا.»١٩
  • «بِينِ الرَّاكِبْ وِالْمَاشِي حَلِّ الْبَرْدَعَهْ» البردعة (بفتح فسكون ففتح): الإكاف. يُضرَب لتقارب الزمن بين الشيئين؛ أي: إذا سبق الراكب لسرعة دابته وتخلَّف الماشي على قدميه لبطء سيره، فإن الفرق بينهما قليل، فريثما يشتغل السابق عند وصوله بنزع الإكاف، وربط حماره على المذود يصل الماشي.
  • «بِينِ اللِّبَّهْ وِاللِّبَّهْ أَرْبِعِينْ يُومْ» اِللِّبَّه (بكسر الأول وتشديد الموحدة): واحدة من اللُّب، ويريدون به عُجَام البطيخ ونحوه. والمراد: أن بين زرع العَجَمَة في المقثأة وبين ظهور العَجَمَة الجديدة أربعون يومًا ينبت فيها الزرع ويطيب، ويصير له عُجَام ينزع ويزرع. يُضرَب في تقريب الزمن.
  • «بَيِّنْ حَقَّكْ واتْرُكُهْ» أي: إذا كان لك حق مجحود فبيِّنْه وَاسْعَ في إثباته، وإذا شئت بعد ذلك تَرْكه فاتركه؛ لئلا يُظَنَّ بك الكذبُ وادعاءُ ما ليس لك إذا تركته قبل إثباته.
  • «بَيِّنْ عُذْرَكْ وَلَا تْبَيِّنْ بُخْلَكْ» أي: إذا سئلت شيئًا فبَيِّنْ عدم قدرتك عليه وسبب امتناعك يعذرك السائل، ولا عار عليك في ذلك، وهو أولى وأخلق بك من أن ترده بلا بيان فينسبَك للبخل.
  • «بَيِّنْ لِلرَّعْنَهْ بِيتْ وِهِيَّ تُكْنُسُهْ، وِانْ مَا تُكْنُسُهْ تِكْرِي عَلِيهْ» الرَّعنة: الرَّعْنَاء الخرقاء الكسلى، أي: أعلمها بأنها ملكت دارًا تَرَها نشطت لكنسها والعناية بها، وإذا لم تستطع ذلك تستأجر من يقوم به عنها. يُضرَب في اهتمام المرء وعنايته بما يملك.
١  ص١٣٣.
٢  ج١ ص٤٣.
٣  ج١ ص٣٤٦.
٤  ص٦٦.
٥  ص٢٥٥ من المجموعة رقم ١٩٩ مجاميع.
٦  ص٢٨ رقم ١١٢٩ تاريخ، وهو كتاب في مناقبه.
٧  ج١ ص٤٣.
٨  «الآداب» لابن شمس الخلافة ص١٣٠.
٩  ص١٢٣.
١٠  ج١ ص٤٨.
١١  ج١ ص٤٣.
١٢  العزيزي المحلى رقم ٦٢٨ أدب ص٧٦٧.
١٣  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٩٠، والبيت لعبد الصَّمد بن المعذل.
١٤  كتاب الآداب لابن شمس الخلافة، آخر ص٨٣.
١٥  منه ص١٢٦.
١٦  العكبري ج١ ص٤٨٥.
١٧  ديوان الصبابة رقم ١٤٧ أدب ص١١٥.
١٨  ج١ ص٤٤.
١٩  ج١ ص٣٤.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤