حرف اللام

  • «لَا اجَّوِّزْتْ وَلَا خِلِي بَالِي وَلَا انَا فِضِلْتْ عَلَى حَالِي» أي: لا تَزَوَّجْتُ وخلا بالي من الهموم، ولا بَقِيتُ على حالتي القديمة. يُضرَب للشخص يغير حالته بحالة أشقى منها.
  • «لَا أَحِبَّكْ وَلَا اقْدَرْ عَلَى بُعْدَكْ» يُضرَب للشخص يتعلق بالشيء وهو غير راضٍ به. ويرويه بعضهم: «لا أحبكم ولا أطيق فرقتكم.»
  • «لَا إِحْسَانْ وَلَا حَلَاوِةْ لِسَانْ» أي: لا إحسان يُنَال منه، ولا قول بمعروف. ويرويه بعضهم: «لا إنسان» بدل لا إحسان؛ أي: لا هو إنسان رضي الأخلاق، والصح ما هنا، وقريب منه قولهم: «لا ود ولا حديث يلد.» وقالوا أيضًا: «ما عندك إحسان ما عندكش لسان.» ومن أمثال العرب: «كسفًا وإمساكًا.» والكسف من قولهم: وجه كاسف؛ أي: عابس. يُضرَب للبخيل العبوس؛ أي: أتجمع كسفًا وإمساكًا؟ ويجوز أن يكونا منصوبين على المصدر؛ أي: انكسف الوجه كسفًا وتمسك المالي إمساكًا، وكذا في أمثال الميداني.
  • «لَا أَلْفْ لِي وَلَا أَلْفْ لَكْ» أي: كلانا يفخر بما ليس عنده، فلندع هذا الكذب إذا خلا أحدنا بالآخر.
  • «لَا إِنْسَانْ وَلَا حَلَاوِةْ لِسَانْ» انظر: «لا إحسان …» إلخ.
  • «لَا بْإِيدُهْ وَلَا بِالْمَنْجَلْ» يُضرَب للعاطل الأخرق الذي لا يحسن عمل شيء لا بيده، ولا بما يستعين به؛ أي: لا يعمل ما يُعْمَل باليد ولا هو ماهر في صناعة.
  • «لَا بِر وَلَا هْدُو سِر» أي: لا بِر يصلنا ولا نحن في راحة بال. يُضرَب لمن هذا حاله.
  • «لَا بَصَلْتَكْ وَلَا عِينِي تِدْمَعْ» البصل إذا أُكِلَ أو شم تدمع العيون من رائحته؛ أي: إني في غنى عن معروفك الذي تتبعه بما يبكيني.
  • «لَابِطِ الْبَدَوِي وَلَا تْجَارِيهْ» ويَرْوِي بعضهم: «العرباوي» بدل البدوي، والمعنى واحد. ولابَطْه بمعنى: صَارِعْهُ واعتنقه فإنك تغلبه، ولكن لا تُجَارِه؛ لأن البدو مشهورون بسرعة العدو.
  • «لَا بْمَالَكْ تِرَغَّبْنِي وَلَا بْحَلَاوْتَكْ تِعْجِبْنِي» أي: لست طامعًا في مالك فأرغب فيك بسببه ولا جمالك مما يعجبني، فلأي شيء أتهافت عليك؟!
  • «لَا بِيتْ مِلْكْ وَلَا طَاحُونَهْ شِرْكْ» أي: لا يملك شيئًا.
  • «لَا تْآمِنْ لِلْمَرَهْ إِذَا صَلَّتْ، وَلَا لِلْخِيلْ إِذَا طَلَّتْ، وَلَا لِلشَّمْس إِذَا وَلَّتْ» أي: لا تأمن للمرأة وإن صلت فاحجبها وراقبها، ولا للخيل وإن أطلت عليك فإن فرارها قريب فاعقلها، ولا للشمس وإن غابت فَدُمْ على التَّوَقِّي منها، وكله من المبالغات في الاحتراس.
  • «لَا تَاخُدِ اللِّي يِبْقَى وَلَا اللِّي كَانْ» أي: لا تَشْتَرِ من الماشية الضعيف أو المريض الذي يُقَال فيه: سيكون جيدًا إذا عُولِجَ أو اعْتُنِيَ به، ولا تَشْتَرِ أيضًا المُسِنَّ الذي يُقَال فيه: كان قويًّا فيما مضى؛ بل اشْتَرِ الفتيَّ القويَّ.
  • «لَا تْخَلِّي نَدَى الْوَرْدِ يْفُوتَكْ وَلَا طَل بَابَهْ يِنْزِلْ عَلِيكْ» هو من النصائح التي جرت مجرى الأمثال. أي: لا تَبِتْ في شهر بابه في العراء، فينزل عليك الطَّلُّ ويضر بك؛ لأنه من أشهر الشتاء، ولا يفتك ندى الورد؛ أي: اخرج في الصباح زمن الورد وذلك في توت؛ أي: أواخر الصيف، واستنشق النسيم العليل.
  • «لَا تْدِم وَلَا تُشْكُرْ إِلَّا بَعْدِ سَنَه وْسِتُّ اشْهُرْ» أي: لا تذم ولا تمدح إلا بعد سنة وستة أشهر؛ أي: إلا بعد تجربة. ومن أمثال العرب في ذلك: «لا تحمدْ أمة عام شرائها ولا حرة عام بنائها.» ومن أمثالهم أيضًا: «لا تهرف بما لا تعرف.» قال الميداني: «الهرف» الإطناب في المدح. يُضرَب لمن يتعدَّى في مدح الشيء قبل تمام معرفته. وفي لسان العرب: «وفي رواية قبل أن تعرف؛ أي: لا تمدح قبل التجربة.»
  • «لَا تِرْحَمْ وَلَا تْخَلِّي رَحْمِةْ رَبِّنَا تِنْزِلْ» أي: لا رحمة منك ولا تترك رحمة الله — عزَّ وجل — تحف بنا؛ أي: لم تقتصر على المنع وحسب، بل مانعت فيما ينالنا من غيرك، وهو قريب من قولهم: «لا منه ولا كفاية شره» وسيأتي.
  • «لَا تْشَارِكْ أَبُو دَوَايَهْ وَلَا اللِّي حْزَامُهْ خِيطْ» الدواية هنا: حجر الدخان الذي يجعل في آخر القصبة؛ أي: لا تشارك هذا فإنه مشغول بالتدخين فيهمل العمل، وكذلك من كان حزامه من الخيط، فإنه سريع القطع فيشتغل عند قطعه بإبرام غيره ويهمل العمل أيضًا؛ أي: لا تشارك المشغول بغير ما شاركته فيه.
  • «لَا تْعَايِرْنِي وَلَا أَعَايْرَكْ دَا الْهَمِّ طَايِلْنِي وْطَايْلَكْ» يُضرَب للمتساوِيَيْنِ في مصيبة أو أي أمر سيئ، وأورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «لا تعيرني ولا أعيرك، الدهر حيرني وحيرك.»١
  • «لَا تَمْدَحْ يُومَكْ إِلَّا بَعْدِ مَا يْفُوتْ» لأنك لا تدري ماذا يكون بآخره، فاصبر حتى يمضي ثم امدحه.
  • «لَاجْلْ عِينْ تُكْرَمْ أَلْفْ عين» أي: لأجل شخص واحد يُكْرَم ألف (انظر نظم هذا المثل بحاشية ص١٥٧ من كُنَّاش الشيخ يوسف الحسيني رقم ٤٥٨ أدب، وانظر الريحانة ص٩١، وانظر نظمه لابن الشهيد في المنهل الصافي ج٤ ص٥٤٨، وانظر نظمه في سحر العيون ص٢٨٨).
  • «لَاجْلِ الْوَرْدْ يِنْسِقِي الْعُلِّيقْ» لأجل ينطقون بها: لجل، والعليق (بضم أوله وإمالة اللام): نبات يتعلق بالورد وغيره؛ أي: يُسْقَى العليق لأجل الورد لأنه بجواره، وبعضهم يزيد فيه: «ولاجل الصقر تشرب أم قويق.» وهي البومة. يُضرَب للوضيع يُحْبَى ويُعْتَنَى به إكرامًا لآخر رفيع لا لنفسه. وفي المعنى لبعضهم:
    رَأَى المجنونُ في الْبَيْدَاءِ كَلْبًا
    فجرَّ عليه للإحسان ذيلا
    فَلامُوهُ على ما كان منه
    وقالوا: لم مَنَحْتَ الْكَلْبَ نَيْلَا؟
    فَقَالَ: دَعُوا الملَامَ فإن عيني
    رَأَتْهُ مرَّةً في دار ليلى
  • «لَا خِيرْ فِي زَادْ يِجِي مَشْحُوطْ وَلَا نِيلْ يِجِي فِي تُوتْ» أي: لا خير في زاد يكون قليلًا، ولا في النيل إذا فاض في شهر توت؛ لأنه يكون متأخرًا، فيفوت سقي الذرة ومعول الزُّرَّاع عليها في قُوتِهِمْ.
  • «لَا دُرَّهْ وَلَا سِلْفَهْ دِي دَاهْيَه مِخْتِلْفَهْ» الدرَّه (بالضم) يريدون بها الضَّرَّة (بالفتح). يُضرَب فيمن تُلَازِمُ أخرى وتَلْتَصِقُ بها لأذاتها والإضرار بها؛ أي: ليست في قربها مني بضرَّة لي ولا هي بسلفة (وهي امرأة أخي الزوج) تؤذيني كما تؤذيانني، بل هي داهية عظمى يخالف أذاها كل أذى في عِظَمِهِ وكثرته.
  • «لَا الزَّي زَي، وَلَا اللَّفْتَاتْ لَفْتَاتْ مَي» أي: لا الهيئة والشبه كهيئة مي ولا اللفتات كلفتاتها. يُضرَب للبعيد الشبه عن الآخر أو لمن يقلد إنسانًا في أمر فلا يحسنه مثله.
  • «لَا سدِّتْ كَر وَلَا طَاقِيَّهْ» الكر ويُسَمَّى عندهم ﺑ «الشَّدِّ» أيضًا: ما تُلَفُّ به العمامة. والطاقية: قلنسوة خفيفة من البَزِّ؛ أي: هذه القطعة من النسيج لم تسد؛ أي: لم تصلح ولم تكف للقلنسوة ولا العمامة. يُضرَب للشيء لا ينفع لهذا ولا لذاك.
  • «لَا شُفْتِ الْجَمَلْ وَلَا الْجَمَّالْ» أي: لم أَرَ هذا ولا ذاك. يُضرَب في شدَّة كتمان المرء لأمر. ويرويه بعضهم بلفظ: «شفتش الجمل؟ قال: ولا الجمال.» وقد تقدَّم في الشين المجمعة.
  • «لَا صَاحِبْ بِقِينَا وَلَا عَلِيلْ دَاوِينَا» أي: لا أبقينا على صاحبنا وصحبته، ولا داوينا العليل. وأصله: أن أحدهم رأى عليلًا ولكنه عدوُّ لصاحبه فأشفق عليه وأخذ في مداواته، فلم ينجح فيها، وأضاع بذلك صحبة صاحبه.
  • «لَا صَلَّى الله عَلِيهْ وَلَا سَلِّمْ» يُضرَب لمن لا يُؤْبَهُ له. وانظر قولهم: «لا فوق ولا تحت.» وقولهم: «لا فيش ولا عليش.» وقولهم: «لا هنا وهناك.»
  • «لَا صَنْعَهْ وَلَا اسْتَادِيَّهْ» أي: لا هو ذو صناعة متقن لها فيعمل، ولا هو أستاذ حاذق يرشد غيره إلى العمل. يُضرَب لمن لا يُحْسِنُ شيْئًا.
  • «لَا طَارْ وَلَا طَبْلَهْ» الطار: الدف. يُضرَب للذي لا يصلح لشيء. وفي معناه قولهم: «لا للبيت ولا للغيط.» وانظر: «لا للسيف ولا للضيف.» وقد تقدم في الألف: «اِللِّي ما ينفع طلبه ينفع طار.» وهو معنى آخر.
  • «لَا طَالْ تُوتِ الشَّامْ وَلَا عِنَبِ الْيَمَن» يُضرَب للشخص الذي يتعلق بأمرين فيُحْرَم منهما معًا.
  • «لَا طَيَّارْ وَلَا نَافِخْ نَار» جملة جرت مجرى الأمثال عندهم، يُرَادُ بها التعبير عن المكان القفر الخالي من الأنيس، ويفسرون الطيار بالطير يُصَاد ويُشْوَى؛ أي: لم نجد بالمكان ما يُشْوَى ولا من يشوي، والذي يظهر أنَّ الطيار محرَّف عن الديَّار، فهو من بقايا الفصيح عندهم ولكنهم حرَّفوه لما لم يعرفوا معناه.
  • «لَا فَرَحْ وَلَا زَفَّهْ وِإِيهْ دِي الْخِفَّهْ» يُضرَب للمتزين بلا سبب يدعو له؛ أي: لا أنت في عرس ولا في موكب عروس، فما هذه الهيئة الجميلة الخفيفة على النفوس؟!
  • «لَا فُوقْ وَلَا تَحْتْ» يُضرَب للساقط الهمة والنفع؛ أي: لا شيء، وانظر قولهم: «لا صلى الله عليه ولا سلم.» وقولهم: «لا فيش ولا عليش.» وقولهم: «لا هناك ولا هنا.»
  • «لَا فِي السُّنَّهْ وَلَا فِي الْفَرْضْ» يُضرَب للشيء لا يُؤْبَهُ له، ولا يُهْتَمُّ بعمله أو تركه.
  • «لَا فِيَّ وَلَا فِيكْ مِنِ التَّل وَادِّيكْ» أدَّي بمعنى: أُعْطِي، وبعضهم يروي فيه: «آخذ من التل» أو «من الحيط» أو «من الهوا.» والمراد أن الشتيمة لا تَضُرُّ بالمتشاتمين، وإذا كانت كذلك فَلْيُكِلْ كلاهما ما يشاء للآخر.
  • «لَا فِيشْ وَلَا عَلِيشْ» أي: لا في شيء ولا على شيء. يُضرَب للسَّاقط الذي لا يُؤْبَهُ له، وفي معناه قولهم: «لا فوق ولا تحت.» وقولهم: «لا صلى الله عليه ولا سلم.» وقولهم: «لا هناك وهنا.» وعادتهم في تركيب فيش أن يكسروا الفاء وإنما أمالوا هنا للمزاوجة.
  • «لَاقِينِي وَلَا تْغَدِّينِي» أي: لقاء حسن خير من طعام مع العبوسة. وفي معناه قولهم: «وش بشوش ولا جوهر بملو الكف.» وسيأتي في الواو. وانظر: «بلاش توكلني فرخه سمينه وتبيِّتني حزينه.» وقولهم: «اِلْمِبَشَّة ولا أكل العيش.»
  • «لَا لِلْبِيتْ وَلَا لِلْغِيطْ» الغيط: المزرعة؛ أي: لا يصلح لهذا ولا ذاك. يُضرَب للشخص الذي لا يُرْجَى نفعه لأمر من الأمور، ويُضرَب أيضًا للشيء العديم النفع. ومثله قولهم: «لا طار ولا طبله.» وانظر: «لا للسيف ولا للضيف.»
  • «لَا لِلسِّيفْ وَلَا لِلضِّيفْ» يُضرَب للشخص العديم النفع؛ أي: لا هو شجاع يردُّ الغارات عنا ولا كريم يضيف من ينزل بنا، وهو مثل قديم في العامية ذكره ابن تغري بردي في المنهل الصافي٢ في ترجمة برد بك الإسماعيلي الظاهري فقال فيه: «وكان شيخًا قصيرًا مهملًا لا للسيف ولا للضيف — سامحه الله.» وقال قطب الدين الحنفي في كتابه «الإعلام بأعلام بلد الله الحرام» في مدح السلطان عثمان أول سلاطين الدولة العثمانية: «وكان للسيف وللضيف، كثير الإطعام فاتك الحسام»،٣ وفي معناه قول بعضهم:
    إِذَا كُنْتَ لَا نَفْعَ لَدَيْكَ فَيُرْتَجَى
    وَلَا أَنْتَ ذُو دين فنرجوك للدين
    ولا أَنْتَ ممن يُرْتَجَى لِمُلِمَّةٍ
    عملنا مِثالًا مِثْلَ شَخْصِكَ مِنْ طِين

    ويرويه بعضهم: «لا للصيف ولا للضيف.» ويضربه للشيء العديم النفع، وكأنه يريد: لا يصلح أن يكون حصيرًا ونحوها يُجْلَسُ عليها في الصيف، ولا غطاءً للضيف في الشتاء، فهو كقولهم في مثل آخر: «لا للبيت ولا للغيط.» وقولهم: «لا طار ولا طبلة.» وعندي أنَّ الرواية الأولى هي الصحيحة وهذه محرَّفة عنها.

  • «لَا لُه فِي الطُّورْ وَلَا فِي الطِّحينْ» أي: هو جاهل بهذا الأمر فلا تسألوه عنه، أو لا يعينه هذا الأمر فلا يتداخل فيه.
  • «لَا مِنُّهْ وَلَا كْفَايِةْ شَرُّهْ» أي: لا معروف منه نناله، ولا هو بكافينا شره، فليته إذ كفى الناس خيره كفاهم شره أيضًا. وانظر: «لا ترحم ولا تخلي رحمة ربنا تنزل.»
  • «لَا نْحِبُّكُمْ وَلَا نْطِيقْ فُرَاقْكُمْ» معناه ظاهر، وهو حكاية قول من يقول ذلك أو يدل فعله عليه. يُضرَب للمتعنِّت الجامع بين المتناقضين في معاملته للناس.
  • «لَا هْنَاكْ وَلَا هِنَا» هو في معنى: «لا فوق ولا تحت» و«لا فيش ولا عليش.»
  • «لَا وِد وَلَا حَدِيتْ يِلِد» أي: لا وداد في قلبه يجذب الناس، ولا حديثه بالحديث اللذيذ، فلأَيِّ شيء يُحْتَمَل؟! وقريب منه: «لا إحسان ولا حلاوة لسان.»
  • «لَا يِتْسَرَّى وَلَا يْبَاتْ بَرَّا» يُضرَب للشخص المستقيم؛ أي: لا هو متخذ سُرِّيَّة؛ أي: حظية، ولا ممن يبيت في غير داره.
  • «لَا يِضْرَبِ الدِّيبْ وَلَا يْجَوَّعِ الْغَنَمْ» يُضرَب لمن يُصَانِعُ عَدُوَّيْنِ لمصلحة له في ذلك؛ أي في بقائهما وبقاء العداوة بينهما، فهو كمن لا يضرب الذئب ولا يقتله حتى يكف شَرَّه ويريح الغنم منه، ولا يسعى في الإضرار بالغنم وإجاعتها، بل يجتهد في الإبقاء عليهما ليدوم له هذا الحال. وفي معناه قولهم في كناياتهم: «مسك العصاية من الوسط.» أي: لم يتركها تميل إلى أحد الجانبين.
  • «لَا يْفُوتُهْ فَايِتْ وَلَا طَبِيخْ بَايِتْ» يُضرَب للجشع الحريص على ألا يفلت منه شيء حتى ينال منه.
  • «لَبِّسِ الْبُوصَهْ تِبْقَى عَرُوسَهْ» جمعوا فيه بين الصاد والسين في السجع وهو عيب، والبوصة (بضم الأوَّل) يريدون بها: القصبة؛ أي: العود من نبات الذرة؛ أي: إذا ألبستها وزينتها صارت مثل العروس. يُضرَب في أن اللباس والزينة يُجَمِّلَانِ القبيح. وبعضهم يزيد فيه: «وكل درهم دهب بدرهم زين.» وقالوا في معناه: «لبس الخنفسة تبقى ست النسا.» وقالوا: «لبس الخشبة تبقى عجبة.» وفي عكسه: «لبس الطوبة تبقى كركوبه.» انظر في كتب الأمثال: «ألبس العود فيجود» فقد وجدناه في بعض العبارات (وانظر نظم المثل العامي في مجموعة أزجال النجار ص٢٣).
  • «لَبِّسِ الْخَشَبَهْ تِبْقَى عَجَبَهْ» هو في معنى: «لبس البوصة …» إلخ. المتقدِّم قبله.
  • «لَبِّسِ الْخُنْفِسَهْ تِبْقَى سِتِّ النِّسَا» أي: إن ألبست الخُنْفُسَاءَ وزَيَّنْتَهَا صارت سيدة النساء، وهو في معنى: «لبس البوصة …» إلخ، و«لبس الخشبة …» إلخ.
  • «لَبِّسِ الطُّوبَهْ تِبْقَى كَرْكُوبَهْ» الطوبه: اللبنة أو الآجُرَّة. وتبقى: تصير. والكركوبة: العجوز التي أكل الدهر عليها وشرب؛ أي: إذا ألبست الآجرَّة وزينتها فهيهات أن تَحْسُنَ بذلك أو يفيدها. يُضرَب في أن اللباس لا يجلب حسنًا ولا يستر قبحًا، فهو بعكس قولهم: «لبس البوصة تبقى عروسة.»
  • «اِللِّبْسْ مَا يِنْطِلِي إِلَّا عَلَى اصْحَابُهْ» أي: لكل إنسان لباس يوافقه ويحسن عليه، فإذا لبسه غيره قبح وسمج. وقالوا أيضًا: «كل هدمه تنادي لباسها.» وذكر في الكاف. يُضرَب في غير اللباس أيضًا.
  • «اِللَّحْمِ انْ نَتِّنْ لُهْ أَهْلُهْ» انظر: «العضمة النتنة لأهلها» في العين المهملة.
  • «لزْقَهْ بغِرَا» أي: كأنما أُلْصِقَ فيه بالغراء. يُضرَب لمن لا ينفكُّ عن ملازمة شخص. وفي معناه من أمثال العرب: «تَعَلُّقَ الحجن بأرفاغ العَنْس.» والمراد بالحجن هنا: القراد. والعنس: الناقة. وأرفاغها: بواطن فخذيها وأصولهما. يُضرَب لمن يلصق بك حتى ينال بغيته. ونصب «تَعَلُّقَ» على المصدر؛ أي: تَعَلَّقَ تَعَلُّقَ الحجن.
  • «اِللِّسَانْ عَدُوِّ الْقَفَا» لأنه قد يعثر بكلمة تسبب الصفع. ومثله قولهم: «لولاك يا لساني ما انسكيت يا قفايا.» وانظر: «لسانك حصانك …» إلخ.
  • «لِسَانَكْ حُصَانَكْ، إِنْ صُنْتُهْ صَانَكْ وِانْ هِنْتُه هَانَكْ» أي: لسانك كفرسك إن صُنْتَهُ عن مواقع الزلل فقد صانك أنت أيضًا، وإن أوردته تلك المواقع فقد أوردت نفسك معه. والمراد: صُنْ لسانك عما يجلب لك المكروه تصن نفسك. وانظر: «لولاك يا لساني ما انسكيت يا قفايا.»
  • «لِسَانُهْ زَيِّ مْقَصِّ الْإِسْكَافِي مَا يِفْتَحْ إِلَّا عَلَى نَجَاسَهْ» لا يستعملون الإسكاف إلا في الأمثال ونحوها، وأما في غيرها فيقولون فيه: العتقي؛ لأنه يصلح النعال العتيقة. والمعنى أن لسان ذلك الشخص كمقص الإسكاف لا يُفْتَح إلا على النعال القديمة المستعملة النجسة. يُضرَب للوقح السَّبَّاب.
  • «اِللِّعْبْ بِالْقُطَطْ وَلَا الْبِطَالَهْ» أي: العمل خير من البطالة، ولو كان لعبًا بالقطط، وكأنه ينظر إلى قولهم: «الإيد البطالة نجسة» المتقدم في الألف.
  • «لِف سَنَهْ وَلَا تْخَطِّي قَنَهْ» لفَّ معناه: طَوَّفْ وَدُرْ سنة في البر ولا تعبر الماء ولو كان جدولًا ضيقًا، والأكثر في هذا المثل: «امشي سنه …» إلخ. وقد تقدَّم في الألف.
  • «اِللُّقَمْ تِمْنَعِ النِّقَمْ» أي: الإحسان وإطعام الفقراء يردُّ المصائب، وهو في معنى المثل العربيِّ: «اصطناع المعروف يقي مصارع السوء.»
  • «لُقْمِةِ الْبُيُوتْ مَا اتْقُوتْ وِانْ قَاتِتْ مَا بَاتِتْ» أي: طعام الغير لا يقوت وإذا قات لا يمرأ، وذلك لما يتبعه من المنِّ غالبًا فيؤثر في النفس، أو لما يُتَوَهَّم من ذلك في المطعمين وإن لم يصرحوا لي بشيء، فالابتعاد عن موائد الناس والقناعة بما قُسِمَ فإنه أهنأ وأمرأ. وفي معناه قولهم: «لقمة جاري ما تشبعني وعارها مِتَّبَّعْنِي.»
  • «لُقْمَهْ تَحْتْ حِيطَهْ وَلَا خَروفْ بِعِيطَهْ» الحيطة (بالإمالة): الحائط. والعيطة (بالإمالة أيضًا): الصياح والجَلَبَة؛ أي: لَأَنْ أصيب كسرة من خبز في ظل حائط خَيْرٌ لي من خروف شَهِيٍّ مُحَاط بقيل وقال. يُضرَب في تفضيل القليل مع راحة البال على الكثير المُحَاط بما يزعج.
  • «لُقْمِةْ جَارِي مَا تْشَبَّعْنِي وعَارْهَا مِتَّبَّعْنِي» هو في معنى: «لقمة البيوت …» إلخ. المذكور قبل.
  • «لُقْمِةِ الرَّاجِلْ مِقَمَّرَهْ مَا تَاكُلْهَا الَّا الْمِشَمَّرَهْ» تقمير الخبز: تليينه على النار. وأصله التجمير. والتشمير: رفع الثوب، والمراد: بالمشمرة هنا المتهيئة للخدمة. والمعنى: ما ينفقه الرجل على داره وزوجه لم يأته عفوًا، بل ناله بجدِّه وكده فلا سبيل للمرأة إليه إلا بقيامها بما يستحق من الخدمة. يُضرَب في أن نوال الأجر إنما يكون بحسن العمل.
  • «اِللُّقْمَه الْكِبِيرَهْ تُقَفْ فِي الزُّورْ» أي: لكبرها تقف في الحلق فيغص بها آكلها. يُضرَب للشيء العظيم يحوزه غير مقتدر عليه فيسبب له الارتباك.
  • «اِللُّقْمَه الْهَنِيَّهْ تِقَضِّي مِيَّهْ» أي: الطعام الهنيء وإن قلَّ فإنه يكفي مائة شخص، والمراد: يكفي كثيرين. وبعضهم يرويه: «تكفي» بدل تقضي، والمعنى واحد. وانظر: «أكل واحد يكفي عشرة.»
  • «لَكْ قَرِيبْ لَكْ عَدُو» يُضرَب في عداوة الأهل. وفي معناه قولهم: «العداوة في الأهل.» وانظر: «الحسد عند الجيران والبغض عند القرايب.»
  • «لِلْيَهُودْ وِالنَّصَارَى وَلَا ولَادِ الْحَارَهْ» الحارة: الطريق، والمراد هنا: المحلة. وأصل المثل للمرأة البغي، فإنها تخالل البعداء، ولو كانوا من غير دينها، ولا تخالل أهل محلتها كتمًا لأمرها بينهم.
  • «لَمَّا أَنَا أَمِيرْ وِانْتَ أَمِيرْ، مِينْ يسُوقِ الْحِمِيرْ؟» أي: ما دام كلانا متعاظمًا فمن يسوق الحمير إذن؟ أي: ما دمنا كذلك تعطلت مصالحنا. ويرويه بعضهم: «أنا كبير وِانْتَ كبير ومين يسوق الحمير؟» والأصح ما هنا. وانظر: «لما أنا ست وانتي ست، مين يكب الطشت؟»
  • «لَمَّا أَنَا سِت وِانْتِي سِت مِينْ يُكُبِّ الطِّشْتْ؟» أي: إذا كنت أنا سيدة وأنت سيدة فمن يريق الماء المجتمع في الطشت إذن؟ وانظر: «لما أنا أمير وِانْتَ أمير …» إلخ.
  • «لَمَّا انْتَ عَامِلْ جَمَلْ بَعْبَعْتْ لِيهُ امَّالْ؟» أُمَّال (بضم الأول وتشديد الميم) أصلها: إما لا، والمراد بها هنا: إذن؛ أي: ما دمت جاعلًا نفسك جملًا يتحمل الأثقال فلماذا ترغو وتزيد بالشكوى إذن؟ وانظر في الألف «اِللِّي يعمل جمل ما يبعبعش من العمل.» وهي رواية أخرى في المثل.
  • «لَمَّا اتْفَرَّقِتِ الْعُقُولْ كُل وَاحِدْ عَجَبُهْ عَقْلُهْ، وِلَمَّا اتْفَرَّقِتْ الَارْزَاقْ مَا حَدِّشْ عَجَبُهْ رِزْقُهْ» يُضرَب في أن عادة الناس الإعجاب بعقولهم وآرائهم وعدم الرضا عن أرزاقهم.
  • «لَمَّا تِتْخَانِقِ الْحَرَامِيَّه يبَانِ الْمَسْرُوقْ» الحرامية: اللصوص؛ أي: إذا تشاجروا دَلَّ بعضهم على بعض وظهر المسروق؛ فاختلافهم رحمة.
  • «لَمَّا تُقَعِ الْبَقَرَهْ تِكْتَرْ سَكَاكِينْهَا» أي: إنما تكثر السكاكين للتقطيع حينما يوقعون البقرة للذبح. يُضرَب للشخص يقع في ورطة فيكثر وقتئذٍ ذَامُّوه أو الواشون به؛ لأنهم لم يعودوا يخشونه بعد؛ أي إن ارتباك المرء يُجَرِّئُ عليه الناس. ويرويه بعضهم: «إن وقعت البقرة تكتر سكاكينها.»
  • «لَمَّا يِبْقَى الزِّر عَلَى عِينِي مَا قُولْشِ لْغِيرِي يَا اعْوَرْ» الزر (بكسر أوله): يريدون به العين تتلف وينعقد عليها شبه الزر؛ أي: إذا كنت أعور لا أعيب غيري بالعور. والمراد: لا ينبغي لمن به عيب أن يُعَيِّرَ سواه إذا كان فيه.
  • «لَمَّا يِشْبَعِ الْحُمَارْ يِبَعْزَقْ عَلِيقُهْ» أي: إذا شَبِعَ الحِمَارُ بَعْثَرَ علفه. يُضرَب للشخص تكثر نعمته فيسيء استعمالها بَطَرًا.
  • «لَمَّا يْطِيبِ الْعَلِيلْ يِنْسَى جَمِيلِ الْمِدَاوِي» أي: حينما يُشْفَى المريض لا يتذكر جميل مداويه وينساه. يُضرَب في عدم وفاء الإنسان.
  • «لَمَّا يْفَلِّسِ الْيَهُودِي يِدَوَّرْ فِي دَفَاتْرُه الْقَدِيمَهْ» أي: إذا أفلس اليهودي بحث في دفاتره القديمة المهملة رجاءَ أن يَعْثُرَ على دَيْن قديم يطالب به؛ لأنه في حالة الرَّوَاج يكون مشغولًا بما هو أهم، وإنما خصوا اليهود بالذكر؛ لأن أكثر المقرضين منهم. وفي معناه قول الشاعر:
    من أمارات مفلس أن تراه
    ملحفًا في اقتضاء دين قديم

    ومن أمثال فصحاء المولَّدين: «إذا افتقر اليهودي نظر في حسابه العتيق.»

  • «لُهْ عُمْرْ فِي السُّوقْ وِعُمْرْ فِي السَّنْدُوقْ» أي: كأنه له عمران: عمر ظاهر، وعمر آخر مخبوء في الصندوق يخرجه متى انتهى الأوَّل. يُضرَب للبخيل يَكْنِزُ المال ولا يُمتع نفسه به كأن له عمرًا ثانيًا سيتمتع فيه فيما بعد. وبعضهم يرويه: «لها عمر …» إلخ.
  • «لُهْ فَرُّوجْ مَا يْمُوتْ» الفَرُّوج لا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوها، وأما في غيرها فيقولون: كتكوت. يُضرَب لمن له ما يستمدُّ منه من غير انقطاع.
  • «لُهْ فِي كُلِّ خَرَابَهْ عَفْرِيتْ» الخرابة (بفتح الأوَّل): الخربة. والمقصود: له في كل مكان ضِدٌّ يعاكسه. ويرويه بعضهم: «كل خرابة لنا فيها عفريت.»
  • «لَوِ اطَّلَّعِ الْكَلْبْ لِحَالُهْ مَا كَانْ يِهِزِّ وْدَانُهْ» جمعوا بين اللام والنون في السجع وهو عيب. والودان: الآذان، والمعنى: لو نظر الكلب لحاله، أي قيمته، وعرفها لما تاه وحرك أذنيه إعجابًا. يُضرَب للشخص الحقير يُعْجَب بنفسه ولا ينظر لحالته، ويرويه بعضهم: «الكلب إن بص لحاله ما يهزِّش ودانه.» ومعنى بصَّ: نظر.
  • «لَوْ شَافِ الْجَمَلْ حَدَبْتُهْ لَوِقِعْ وِانْكَسَرِتْ رَقَبْتُهْ» أي: لو اطلع الشخص على ما به من العيوب لمات من استنكاره لها، وهو مبالغة. وانظر: «الجمل إن بص لصنمه كان قطمه.» وقد تقدم في الجيم.
  • «لَوْ كَانِ الْحُبِّ بِالْخَاطِرْ كُنْتْ حَبِّيتْ بِنْتِ السُّلْطَانْ» معناه ظاهر.
  • «لَوْ كَانِ الدُّعَا بِيْجُوزْ مَا خَلَّى صَبِي وَلَا عَجُوزْ» انظر: «إن كان الدعا …» إلخ في الألف، ورواية «لو» أكثر.
  • «لَوْ كَانْ دِي الطَّهْيْ عَلَى دِي النَّهْيْ لَا رَمَضَانْ خَالِصْ وَلَا الْعِيدْ جَي» أي: لو كان هذا الطبخ على هذا الوجه الذي نراه فليس بِمُنْتَهٍ. يُضرَب في الشيء الذي يبطئ الناس في عمله. ويروون في أصله أن جُحا المضحك المعروف نصحه أحد أصحابه أن يصوم رمضان؛ ولعدم معرفته بعدد أيامه أعطاه ثلاثين فولة؛ ليفطر كل يوم على واحدة، وبانتهائها ينتهي الشهر ففعل. ثم بعد مُضِيِّ بضعة أيام تفقد الفول الذي معه فوجده قد زاد فتكدَّر وقال هذا المثل. والسبب في ذلك أن أمه لما رأت معه الفول ظنته يحب أكله، فزادته له بغير علمه.
  • «لَوْ كَانْ فِيهْ خِيرْ مَا رَمَاهِ الطِّيرْ» وذلك لأنَّ الطائر كالغراب ونحوه لا يرمي إلا ما ذهبت فائدته. يُضرَب للشيء العديم الفائدة يجود به البخيل، وهو مَثَلٌ عامِّيٌّ قديم أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «فيها» و«ما رماها.»٤

    ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «من شرٍّ ما ألقاك أهلك.» إلا أنهم يضربون للبخيل يزهد فيه الناس، وهو غير بعيد عن معنى المثل العامي.

  • «لَوْ كَانْ لِلْبِيضَهْ وِدْنِينْ كَانْ يِشِيلْهَا اتْنِينْ» انظر: «إن كانت البيضة …» إلخ في الألف.
  • «لَوْ كَانِتْ نَدِّتْ كَانِتْ نَدِّتْ مِ الْعَصْرْ» انظر: «إن كانت ندت …» إلخ. في الألف.
  • «لَوْ لَمِّينَا الْقُشَاشْ كُنَّا مَلِينَا الْفُرَاشْ» القشاش: حطام العيدان ونحوها؛ أي: لو كنا ممن يجمع من هنا وهناك لملأنا فراشنا وحشوناه، والمراد: لملأنا الدار بالمغانم، ولكن نفوسنا تأبى علينا ذلك.
  • «لَوْ يِعْطُوا الْمَجْنُونْ مِيةْ عَقْلْ عَلَى عَقْلُهْ مَا يِعْجِبُهْ إِلَّا عَقْلُهْ» لأنه لو كان ممن يتخير العقول الراجحة لم يكن مجنونًا. يُضرَب لمن لا يعتد إلا برأيه.
  • «لُولَا اخْتِلَافِ النَّظَرْ لَبَارِتِ السِّلَعْ» معناه ظاهر. وهو مما بقي من الفصيح عندهم.
  • «لُولَا امَّكْ وَابُوكْ لَاقُولِ الْغُز رَبُّوكْ» يُضرَب لذي الأخلاق العالية؛ أي: لولا أني أعرف أمك وأباك لقلت: لم يربه ويؤدبه إلا الترك، وبعضهم يروي: «ولدوك.» ويُضرَب هذا للأبيض اللون الجميل الطلعة.
  • «لُولَا جَارْتِي لَانْفَقَعِتْ مَرَارْتِي» أي: لولا مواساة جارتي لي لانفجرت مرارتي؛ أي: لَمِتُّ من غيظي وكمدي، ويرويه بعضهم: «لُولاكي يا جارتي كانت طقت مرارتي.» والمعنى واحد.
  • «لُولَا الْجَرَبْ كُنْتْ تِضْرَبْ بِالْقُلَّهْ» القُلَّة (بضم الأول وتشديد الثاني): شقشقة البعير التي يخرجها من فمه عند نشاطه وغضبه؛ أي: لولا أنك أجرب أيها البعير لأسمعتنا رغاءك وأريتنا شقشقتك. يُضرَب للشخص لا يمنعه عن الشر إلا عاهة به.
  • «لُولَا الْحَاجَهْ مَا مِشِتِ الرِّجْلِينْ» أي: لولا الاحتياج ما سعينا. والعرب تقول في أمثالها: «الحمى أضرعتني لك.» ويُروَى: «الحمى أضرعتني للنوم.» يُضرَب للذُّلِّ عند الحاجة تنزل بي.
  • «لُولَا حَالَكْ يَا مْغَنِّي مَا سَأَلْتْ عَنِّي» أي: لولا أنك احتجت إليَّ أيها المغني ما سألت وبحثت عني. يُضرَب لمن يهتم بشخص لحاجته إليه لا محبةً فيه.
  • «لُولَا عِلْبِةْ مَكِّي كَانْ حَالْنَا يْبَكِّي» مكي من أعلام العطارين. والعلبة يريدون بها: الحُقَّة؛ أي: لولا حقة مكي العطار وما فيها من الدهان والعطر لظهرت حقيقة وجوهنا وحالتها المبكية. يُضرَب لمن يخفي قبحه بالتجميل والتزين.
  • «لُولَا الْكَاسُورَهْ مَا كَانِتِ الْفَاخُورَهْ» أي: لولا ما يُكْسَر من الأواني ما وُجِدَ معمل الفخار لاكتفاء الناس بما عندهم.
  • «لُولَاكْ يَا كُمِّي مَا كَلْتْ يَا فُمِّي» أي: لولا لباسي الفاخر وكمي الطويل ما دُعِيتَ إلى الوليمة وأَكَلَ فمي. يُضرَب في أن الناس إنما ينظرون للباس لا للأشخاص، وهو قديم في العامية أورده الأبشيهي. في «المستطرف» برواية: «ما أكلت» بدل ما كلت.٥
  • «لُولَاكْ يَا لْسَانِي مَا انْسَكِّيتْ يَا قَفَايَا» أي: لولا عثرات لساني ما صُفِعَ قفاي، وهو مثل قديم في العامية رواه الأبشيهي بلفظه في «المستطرف».٦ وقريب منه: «اِللِّي يقدم قفاه للسك ينسك.» وإن اختلفت وجهة الكلام. وانظر أيضًا: «لسانك حصانك …» إلخ. وانظر: «اللسان عدوِّ القفا» و«طاعة اللسان ندامة.» والعرب تقول في أمثالها: «رب رأس حصيد لسان.» وتقول: «إياك وأن يَضرِب لسانك عنقك.»
  • «لُولَا الْمَجْنُونْ مَا كَانُوشِ الْعُقَلَا كَلُوا بَلَحْ» أي: لولا المجنون المتهور المجازف بصعوده على النخل ما أكل العقلاء تمرًا. يُضرَب في أن المُجَازَفَة والتهور ليسا شرًّا محضًا، بل قد يستفيد الناس من المتصف بهما وينفعهم فعله.
  • «لُولَا النَّقْرْ وِالنِّشَارَهْ كَانِتِ النِّسْوَانِ اتْعَلِّمِتِ النِّجَارَهْ» أي: لولا ما في النجارة من الأعمال الدقيقة لتعلمها كل أحد حتى النساء. يُضرَب في عدم الجراءة والإقدام على عمل شيء ما إن يعرف ما فيه.
  • «لُولَاكِي يَا جَارْتِي كَانِتْ طَقِّتْ مَرَارْتِي» انظر: «لولا جارتي …» إلخ.
  • «اِللِّيلْ بِآخْرُهْ» المراد: أن الأمور لا يظهر طيبها ورداءتها إلا في أواخرها، كما أن الليل لا يُعْلَم ما فيه إن حسنًا أو قبيحًا إلا إذا انقضى. والغالب ضرب هذا المثل في ليالي الأعراس إذا لم تكن سارَّة في أولها، أو لم يُجَد فيها المغنون. وقالوا في عكس معناه: «الليلة النيرة من العصر بينه.»
  • «اِللِّيلْ مَا هُو قَصِيرْ إِلَّا عَلَى اللِّي يْنَامُهْ» قصير بالتكبير لا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوها، ولما في غيرها فيقولون: قُصَيَّر (بالتصغير)، ولكن بفتح الياء كعادتهم. ومعناه ظاهر. وبعضهم يزيد فيه: «والشخص ما دام فقير ما حد يسمع كلامه.» وانظر قولهم: «السهران ليله طويل والنايم ليله غمضة.»
  • «لِيلْتَكْ سَعِيدَهْ يَا ضِيفْ. قَالْ: عَلِيكْ وِعَلَى وْلَادَكْ» أي: إنه حَيَّا ضيفه بذلك فقال: إنما هي سعيدة عليك وعلى أولادك؛ لأنكم ستشاركونني في معظم العشاء. ويُروَى: «عيالك» بدل ولادك. والمعنى واحد.
  • «اِللِّيلَه النَّيِّرَهْ مِنِ الْعَصْرْ بَيِّنَهْ» جمعوا فيه بين الراء والنون في السجع، وهو عيب. والمعنى: الليلة المنيرة بالأنس والسرور تظهر طوالعها من وقت العصر؛ أي: الشيء تدل عليه أوائله. وبعضهم يروي فيه: «تبان من العصر.» وقالوا في عكس معناه: «الليل بآخره.» وفي معناه من الأمثال العامية في القرن الحادي عشر قولهم: «اليوم المبارك من أَوِّلُه يبين.» (أورده الشهاب الخفاجي في الريحانة ص٣٦٧).
  • «اِللَّيِّنْ مَا يِنْكِسِرْشْ» انظر: «الخشب اللين …» إلخ. في الخاء المعجمة.
١  ج١ ص٤٧.
٢  ج٢ أواخر ص٩٣.
٣  أوائل ص٢٥٢ من النسخة رقم ١٣٣٩ تاريخ.
٤  ج١ ص٤٦.
٥  ج١ ص٤٦.
٦  المستطرف ج١ ص٤٦.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤