حرف النون

  • «اِلنَّارْ تِخَلِّفْ رُمَادْ» أي: إذا خمدت النار لا يتخلف منها إلا الرماد. يُضرَب للنجيب الكريم يأتي بالولد الأحمق اللئيم. ومعنى خَلَّفَ عندهم: أتى بأولاد، وإن كان لا يزال حيًّا، فهو من المجاز بالأول، وفي المعنى لبعضهم:
    إِذَا مَا رَأَيْتَ فَتًى مَاجِدًا
    فَكُنْ بِابْنِهِ سَيِّئَ الاِعْتِقَادِ
    فلستَ تَرَى من نَجِيبٍ نَجِيبًا
    ولا تَلِدُ النَّارُ غَيْرَ الرَّمَادِ

    وقال آخر في عكسه:

    إِذَا مَا رَأَيْتَ فَتًى مَاجِدًا
    فَظُنَّ بِعَقْلِ أَبِيهِ السَّخَفْ
    فَلَا يُخْرِجُ اللبَّ غَيْرُ القُشُورِ
    ولا يلد الدُّرَّ غَيْرُ الصَّدَفْ

    وانظر في الياء قولهم: «يخلق من ضهر العالم جاهل.»

  • «نَارْ جُوزِي وَلَا جَنِّةَ ابُويَا» المقصود: بقائي في دار زوجي على عِلَّاته خير لي من البقاء في دار أبي وإن كانت كالجنة. وانظر: «ناره ولا جنة غيره.»
  • «نَارِ الْقَرِيبْ وَلَا جَنِّةِ الْغَرِيبْ» ويُروَى: «نار الأهل ولا جنة الغريب.» يُضرَب في تفضيل القريب على الغريب، فهو كقولهم: «آخد ابن عمي واتغطى بكمي.» وعكس قولهم: «خد من الزرايب ولا تاخد من القرايب.» وقولهم: «الدخان القريب يعمي.» وقولهم: «إن كان لك قريب لا تشاركه ولا تناسبه.»
  • «اِلنَّارْ مَا تَاكُلْشْ حَطَبْهَا كُلُّهْ» يُضرَب لمن ذهب له مال، أو مات له أولاد وبقيت له بقية.
  • «اِلنَّارْ مَا تِحْرِقْشِ الَّا اللِّي كَابِشْهَا» كابشها؛ أي: مطبق عليها كفه، والمراد: النار لا تحرق إلا من أمسكها ولمسها؛ أي: لا يُصَاب بالأذى إلا من تعرض له، أو يكون المعنى:
    لَا يَعْرِفُ الشَّوْقَ إِلَّا مَنْ يُكَابِدُهُ
    وَلَا الصبابَةَ إلَّا مَنْ يُعَانِيهَا
  • «اِلنَّارْ وِالْحَرِيقْ وَلَا انْتَ فِي الطَّرِيقْ» أي: هما أقل إيذاءً للنفس من ملاقاتك في الطريق. يُضرَب للمبغَض الكثير الإساءة. ويُروَى: «والعدو في الطريق.» ويراد به تكاثر المصائب وإحاطتها بشخص؛ أي: إذا كانت النار في الدار والعدو في الطريق فأين المَفَرُّ والخلاص؟
  • «نَارُهْ وَلَا جَنِّةْ غِيرُهْ» يُضرَب في تفضيل إنسان على آخر. وانظر: «نار جوزي ولا جنة أبويا.»
  • «نَاسْ بِأَوِّلْهُمْ وِنَاسْ بِآخِرْهُمْ» انظر: «العبد يا بأولته يا بآخرته.»
  • «اِلنَّاسْ بِالنَّاسْ وِالْكُل عَلَى الله» يُضرَب في حاجة الناس بعضهم لبعض في التعاون على الحياة.
  • «اِلنَّاسْ مَقَامَاتْ» أي: الناس مختلفون في القدر؛ فمنهم العظيم، ومنهم الحقير، فلا ينبغي أن يُعَامَل هذا كما يُعَامَل ذاك. يُضرَب غالبًا عند تحقير عظيم.
  • «نَاسْ يَاكْلُوا الْبَلَحْ وِنَاسْ يِتْرِمُوا بنَوَاهْ» ويُروَى: «ينضربوا بالنوى.» أي: لكل أناس حظوظ وأقسام، فمنهم شقي ومنهم سعيد.
  • «اِلنَّاقَه الْعَوِيلَهْ سَلَبِتْهَا طَوِيلَهْ» أي: الناقة الضعيفة الهزيلة حبلها الذي تُرْبَط به طويل. والمراد: من قصر به حاله أو همته كَمَّلَ نفسه بما لا يفيد.
  • «نَامْ لَمَّا ادْبَحَكْ. قَالْ: دَا شِيءْ يِطَيَّرِ النُّومْ» انظر: «قال له نام …» إلخ في حرف القاف.
  • «نَامْ وِقَامْ لَقَى رُوحُهْ قَايِمَّقَامْ» قائم المقام: لقب لرتبة في الجندية؛ أي: بين ليلة وصباحها وجد نفسه قد ارتقى لتلك الرتبة. وبعضهم يزيد فيه: «حمد ربنا اللي ما اتربط في المرستان.» أي: حمد الله — تعالى — على تثبيته وخلاصه من مستشفى المجانين. يُضرَب لمن ينال منالًا عظيمًا بسرعة. وفي معناه: «امتى طلعت القصر؟ قال: إمبارح العصر.» وقد تقدَّم في الألف.
  • «نَايْبَكْ فِي الدِّسْتْ، وِالْمَغْرَفَهْ تَايْهَهْ» النايب: الحصة والنصيب؛ أي: ما يُخَصُّ به شخص عند تقسيم شيء. والدست (بكسر فسكون): المرجل. يُضْرَبُ لمن يخلق الأعذار لحرمان شخص من حقه. والمعنى: يقول له: نصيبك من الطعام في المرجل، ولكن المغرفة تائهة؛ أي: غائبة عن نظرنا، ولولا ذلك لغرفنا لك.
  • «نَايِمْ فِي الْمَيِّهْ وِخَايِفْ مِنِ الْمَطَرْ» المية: الماء. يُضْرَب للأحمق يَهْتَمُّ باتقاء صغير الأمور وهو واقع في الكبير منها.
  • «اِلنَّبِي صَلَّى عَلَى الْحَاضِرْ» يريدون صلى صلاة الجنازة على من حضر وفاتَه. يُضرَب في معنى أن هذا هو الموجود فينبغي قبوله إذ لا حاضر سواه.
  • «اِلنُّجُومْ فِي السَّمَا أَقْرَبْ لَكْ» يُضرَب في الشيء البعيد المنال.
  • «اِلنَّحْسْ مَالُوشْ إِلَّا انْحَسْ مِنُّهْ» أي: المشئوم لا يكافحه ويتغلب عليه إلا من هو أشأم منه، والمراد: من يحل شؤمه بالناس. وكثيرًا ما يريدون بالنحس الصفيق الوجه المشاغب الذي لا يؤثر فيه الكلام، وقد اشتقوا منه فعلًا فقالوا: «فلان وشه نحَّسْ» أي: صفق، كأنهم يريدون: صار كالنحاس في صلابته، ومن كان كذلك لا يصلح لمكافحته إلا من هو أصفق وجهًا وأشد شغبًا.
  • «اِلنُّخَالَهْ قَامِتْ وِالْعَلَامَهْ نَامِتْ» النخاله: ما يطرح من القشور بعد نخل الدقيق. والعلامة: يريدون بها الدقيق الحُوَّارَى. يُضرَب في ارتفاع السافل وانحطاط العالي. وانظر في العين المهملة: «العلامة انكبت والنخاله قبت.»
  • «اِلنَّدْبْ بِالطَّارْ وَلَا قُعَادِ الرَّاجِلْ فِي الدَّارْ» أي: الندب بالدفِّ أهون وقعًا، وأقل فظاعةً من بقاء الرجل في داره بلا عمل، وكأنهم يريدون الندب عند موته؛ أي: موته خير من هذا.
  • «اِلنِّسَا مَقْصَلَ اعْوَج. قَالْ: لُولَاهَ اعْوَج مَكَانْشِ يْضُم» أي: اعوجاج النساء ربما أفادهن، فهن كالمقصل لا يُحْصَد به إلا إذا كان معوجًّا، ولولا اعوجاجهن لظُلِمْنَ ولم يَنَلْنَ حقوقهن.
  • «اِلنَّسَبْ أَهْلِيَّهْ» النسب: المصاهرة، وهي تُعَدُّ أهلية لما يكون فيها من الارتباط إلا في بعض الأحوال؛ ولهذا قالوا في مثل آخر: «إن ما كانش لك أهل ناسب.» وقالوا أيضًا: «النسب حسب، وِانْ صح يكون أهلية.»
  • «النَّسَبْ حَسَبْ وِانْ صَحِّ يْكُونْ أَهْلِيَّهْ» النسب: المصاهرة؛ أي: المصاهرةُ حَسَبٌ للإنسان، وإن وُفِّقَ المرء لمصاهرة صالحة قامت له مقام الأهل. وفي معناه قولهم: «إن ما كانش لك أهل ناسب.» ويقول بعضهم: «النسب أهلية.» وما هنا أوضح لما فيه من التفضيل.
  • «اِلنَّسَبْ زَيِّ اللَّبَنْ أَقَل شِيءْ يِغَيَّرُهْ» المراد بالنسب المصاهرة، وأنها لا تتحمل أقل مغاضبة.
  • «نِشْفِتِ الْبِرْكَهْ وِبَانِتْ زَقَازِيقْهَا» الزقازيق: صغار السمك؛ أي: جفت مياه البركة وظهر ما فيها، يُضرَب للشيء يزول ما كان يستره ويظهر ما فيه من طيب أو خبيث.
  • «نُصِّ الْبَلَدْ مَا يِعْجِبْنِي، وَانَا اعْجِبْ مِينْ؟» النص: النصف. ويُروَى: «نص البلد موش عاجباني يا ترى أنا أعجب مين؟» والمعنى واحد؛ أي: نصف مَنْ في البلد لا يعجبونني ولا أدري أأعجب أنا أحدًا؟ يُضرَب للمفرط في الإعجاب بنفسه مع قبحه.
  • «نُصِّ الْعَمَى وَلَا الْعَمَى كُلُّهْ» النص: النصف. وهو مثل قديم عند العامة أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «نصف البلا ولا البلا كله.»١ وفي معناه قولهم: «الطشاش ولا العمى.» وقد تقدم في الطاء المهملة. وانظر أيضًا في الهاء قولهم: «هم بهم …» إلخ. ويرادفه من الفصيح: «بعض الشر أهون من بعض.» قال الميداني: «يُضرَب عند ظهور الشَّرَّيْنِ بينهما تفاوت.» وهذا كقولهم: «إن في الشر خيارًا.»
  • «نُصِّ الْفُطْرَهْ خَرُّوبْ» الفطرة (بضم فسكون): يريدون بها ما يفطر عليه الصائم من النقل. يُضرَب في الشيء أكثره رديء.
  • «نُصِّ الْكَلَامْ مَالُوشْ جَوَابْ» أي: نصف الكلام لا جواب له. والمراد: كثير من القول لَغْوٌ وهُرَاء. فلا تهتم بالإجابة عن كل ما تسمع. يُضرَب عند سماع ما لا طائل تحته.
  • «نُصِّ الْمُونَهْ عَ الطَّابُونَهْ» النص: النصف. والمونه: المئونة. والطابونة: المكان المحتوي على أفران للخبز. والمراد: من أجاد خَبْزَ خُبْزِه فقد ضمن جودته؛ لأن العجين الجيد النوع يتلف إذا أُسِيء خبزه. يُضرَب في أن إتقان العمل له دخل كبير في جودة الشيء. وانظر في الفاء: «الفرن الحامي إدام تاني.»
  • «نَطَرِتْ عَلَى بْتَاعِ الْمَلْحْ غَنَّى بْتَاعِ الْقُلْقَاسْ، قَالْ لُهْ: أَهِي جَتْ عَلَى نَاسْ نَاسْ» نطرت بمعنى: أمطرت، وبتاع هنا بمعنى: صاحب أو بائع؛ أي: مَطِرَت السماء على صاحب الملح فأفسدت ملحه، ولكنها أصلحت القلقاس في مزرعته؛ لأنه يجود بالمطر فغَنَّى صاحبه سرورًا، فقال له صاحب الملح: إنها جاءت لأناس بما يشتهون دون آخرين. ويرادفه: «مصائب قوم عند قوم فوائد.»
  • «اِلنَّعْجَه الْعَيَّاطَهْ مَا يَاكُلْشِ ابْنَهَا الدِّيبْ» ويُروَى: «ما يسرقوش ولادها.» وبعضهم يروي فيه: «المعزة» بدل النعجة، والمقصود بالعياطة: التي تصيح؛ أي: تحوط أولادها وتدفع عنهم، ولعله قريب من: «من لم يكن أسدًا تأكله الذئاب.»
  • «اِلنَّعْجَه الْمَدْبُوحَهْ مَا يِوْجَعْهَاشِ السَّلْخْ» أي: متى ذُبِحَتْ الشاة استوى عندها الرفق بها وعكسه، فافعل بها ما تشاء فإنها لا تحس. يُضرَب لمن يُسَاءُ منتهى الإساءة ثم يُشْفَقُ عليه فيما دونها.
  • «اِلنِّعْمَه تْقِيلَهْ» يُضرَب لمن يصيب نعمة بعد عوز فيبطر ولا يطيق تحملها.
  • «نِعْنَاعَهْ جَيَّه تْكَمِّلِ الْجَمَاعَهْ» أي: يكون في الضعف وصغر الشأن كالعود من النعناع يظن أن انضمامه إلى القوم يكملهم ويقويهم. يُضرَب للضعيف يعد نفسه من ذوي الشأن.
  • «نِغْسِلْ غَسِيلْ هَلْسْ وِنِتِّكِلْ عَلَى الشَّمْسْ» يريدون بالهلس هنا: الذي لم يجد غسله ولم يُنَق؛ أي: لا نبالغ في إنقاء ثيابنا عند غسلها مُتَّكِلِينَ على نشرها في الشمس، وهذا لا يفيد؛ لأن الشمس تجففها ولا تنقيها. يُضرَب للمُتَّكِلِ في أموره على ما لا يفيد.
  • «نَفْخِةْ إِصْطَبْلْ» أي: لا تظنوا نشاط الدابة الذي رأيتموه من قوة بها وحِرَان، وإنما هي نفخة شبع وراحة بالإصطبل لا تلبث أن تزول بركوبها وتذليلها. يُضرَب لمن تظهره الراحة والنعيم بغير حقيقته من القوة والكفاية بالأعمال، فلا يلبث أن يكلَّ ويفتضح.
  • «نَفْخَه وْشَمْخَه وْبَصَلَهْ فِي الْجِيبْ» الجيب (بالإمالة): شبه كيس يُخَاط في الثوب تُوضَع فيه النقود وغيرها؛ أي: أوداج منتفخة، وأنف شامخ، وليس في الجيب إلا بصلة. يُضرَب للفقير المعدم المتكبر.
  • «اِلنَّفْسْ عَزِيزَهْ إِذَا شَح زَادْهَا» يُضرَب للعزيز النفس مع الفقر والحاجة.
  • «اِلنَّقْبْ نَوَّرْ» النقب؛ أي: ما ينقبه اللصوص في الحائط، وإذا اتَّسَع وأنار المكان فقد افتضحوا. يُضرَب للأمر المشين المستور يُتَمَادَى فيه فيظهر.
  • «نُقْعُدْ عَ الْحِيطَهْ وِنِسْمَعِ الْعِيطَهْ» انظر: «بكره نقعد …» إلخ في الباء الموحدة.
  • «نُمُوتْ وِنِحْيَى فِي فَرَحْ يِحْيَى» ويُروَى: «في حب» بدل في فرح، والمقصود بالفرح (بفتحتين): العُرْس؛ أي: ننام ونستيقظ ونموت ونحيا ونحن مشتغلون بعرس يحيى ليس لنا حديث إلا فيه، ولا عمل إلا الاشتغال به. يُضرَب للمشغول بالشيء اللاهج به في جميع أوقاته. وانظر: «اللي نبات فيه نصبح فيه.»
  • «اِلنَّهَارْ دَهْ دُنْيَا، وِبُكْرَهْ آخْرَهْ» كلمة جرت مجرى الأمثال عندهم؛ أي: تذكر أن بعد اليوم يومًا آخر تُحَاسَب فيه.
  • «نَهَارِ الْعَدُو مَا يِصْفَى يِخْفَى» المقصود من هذا المثل بيان أن العدو لا يصفو، فبالغوا في التعبير عن ذلك بقولهم بأن اليوم الذي يصفو فيه العدو يختفي فيه ولا يكون له وجود. وبعضهم يخرجه مخرج الدعاء عليه فيريد: لِيَخْف، أو ليذهب لا رده الله، فلا كان ولا كان صفاؤه.
  • «اِلنَّهَارْ لُهْ عِنِينْ» أي: له عينان. والمراد: يتضح فيه الشيء وتظهر خفاياه؛ ولهذا قالوا: «عشرة الليل تسعين.» وقد تقدم.
  • «نَهَّقِ الْحُمارْ طِلِعِ النَّهَارْ» معنى طلع: ظهر. والمراد: قد وضح الأمر.
  • «نَوَايَهْ تِسْنِدِ الْجَرَّهْ. قَالْ: وِتِسْنِدِ الزِّيرِ الْكِبِيرْ» أي: النواة تستند إليها الجرة فتمنعها على صغرها من الميل، فقيل: بل ويستند إليها الزير الكبير؛ أي: الخابية العظيمة. وبعضهم يقتصر فيه على قوله: «النواية تسند الزير.» يُضرَب للشيء الحقير يُسْتَصْغَر وهو ذو نفع عظيم؛ أي: لا تحتقروا شيئًا فإن العظيم قائم بالحقير، وهو مَثَلٌ قديم في العامية رواه الأبشيهي بلفظه في «المستطرف».٢
  • «نُومِ الظَّالِمْ عِبَادَهْ» لأنه يكفه عن ظلم الناس وتَحَمُّل المأثم، فيكون له كالعبادة لغيره.
١  ج١ ص٤٧.
٢  ج١ ص٤٦.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤