حرف الهاء

  • «هَاتْ عِمِّتَكْ وِيُومِ الْقِيَامَهْ خُدْهَا» أي: أَعْطِني عمامتك اليوم وقاضِنِي يوم القيامة فأردها عليك. يُضرَب في المماطل في الدَّيْن أو رد العارية لا يُنْتَظَر منه الوفاء؛ أي: يقول هذا بلسان حاله.
  • «هَاتُوا مِ الْمَزَابِلْ حُطُّوا عَ الْمَنَابِرْ» يُضرَب في استعمال غير الأكفاء في الأعمال وعدم الإحسان في الاختيار.
  • «هَاتِي يَا مِدْرَهْ وَدِّي يَا سِدْرَهْ» المِدْرَة (بكسر فسكون): المُرْدِيُّ؛ أي: الخشبة التي تُحَرَّك بها السفينة. والسدرة بوزنها: إناء من نحاس يشبه القدر يكون عند طابخي القهوة ونحوهم يغسلون فيه آنيتهم، وهي محرفة عن الصدر. والمراد هنا بها مطلق وعاء يُطْبَخ فيه. والمعنى ما نربحه من العمل يذهب على وعاء الطبخ؛ أي: على الطعام. يُضرَب للربح لا يلبث أن يأتي حتى يذهب.
  • «هِدِيِّةِ الْقَرْفَانْ لَمُونَهْ» القرفان المتقزز الذي لا يطيق طعامًا ولا يسيغ شرابًا، فيداوي نفسه بالليمون حتى يزول ما به، ومثله إذا هادى أحدًا هاداه بالليمون لظنه أن بالناس ما به. يُضرَب في أن الهدية بحسب ما يقدره المهدي.
  • «اِلْهُرُوبْ نُصِّ الشَّطَارَهْ» أي: الهرب نصف المهارة والحذق؛ لأن البقاء قد يكون فيه العطب أو ما لا يحب. وبعض الريفيين يروي فيه «الجري»، والمراد: الهرب والفرار.
  • «هِزِّ فْلُوسَكْ وَلَا تْهِزِّ دَقْنَكْ» الفلوس: يريدون بها مطلق النقود. والدقن (بفتح فسكون): اللحية؛ أي: دَبِّرْ أمورك يَكُنْ لك نقود تهزها عند الحاجة إلى الإنفاق، وتَسْتَغْنِ بها عن هَزِّ لحيتك عند التحدث مع من تطلب منه أو تستقرض.
  • «هَمِّ بْهَم، اِلْكُبَّهْ خِيرْ مِنِ الدَّم» الكبة (بضم الأول وفتح الباء الموحدة المشددة) يريدون بها دمل الطاعون. والدم مرض مميت يُقَال له عندهم: ضربة الدم؛ أي: إذا كان لا بد من هَمِّ المرض فالطاعون خير من الدم. وقريب منه قولهم: «نص العمى ولا العمى كله.» وقولهم: «الطشاش ولا العمى.» وإن كانت وجهة الكلام تختلف، ويرادفه من أمثال العرب: «بعض الشر أهون من بعض.» وقولهم: «إن في الشر خيارًا.»
  • «اِلْهَم فِي الدُّنْيَا كْتِيرْ بَسِّ مْفَرَّقْ» معناه ظاهر. وبس يريدون بها هنا: ولكن؛ أي: ولكنه مُفَرَّق.
  • «هَمِّ يْضَحَّكْ، وِهَمِّ يْبَكِّي» يرادفه أو قريب منه قول المتنبي:
    وَشَرُّ الْمُصِيبَةِ مَا يُضْحِكُ
  • «هُوَّ الْإِنْسَانْ عَقْلُهْ دَفْتَرْ؟» «هو» استفهام؛ أي: هل كان عقل الإنسان دفترًا يُكْتَب فيه كل شيء فلا ينساه. يُضرَب في الاعتذار عن نسيان بعض الأمور.
  • «هَوِّبْ بِعَصَايْةِ الْعِز، وَلَا تِضْرَبْ بِهَا» أي: أَخِفْ بعصا السطوة وهدد بها ولكن لا تضرب بها أحدًا؛ لأنك إذا ضربته فقد بلغت أقصى العقوبة بها، وقد لا يرتدع فتذهب هيبتك؛ لأنك لا تستطيع عقابًا آخر، بخلاف ما إذا هددت فقط يجوز أن ينفع التهديد ويحصل مقصودك. وبعضهم يروي فيه: «هيب» بدل هوب، والأكثر الأول.
  • «هُوَّ حِيلْةِ اللِّي يِجُزِّ الْكَلْبْ صُوفْ؟» أي: هل في وسع الذي يجز الكلب أن يكون له صوف؟ وذلك لأن الكلب لا صوف له. يُضرَب في أن الشيء لا يكون إلا مما يكون منه، فلا الصوف يكون من الكلاب ولا الشعر يكون من الغنم. وانظر: «الكلب إن طول صوفه ما ينجزش.» وقولهم: «ما حوالين الصعايدة فايدة ولا جزازين الكلاب صوف.» ومن الأمثال العربية التي رواها الجاحظ في كتاب الحيوان: «احتاج إلى الصوف من جز كلبه.»
  • «هُوَّ طَق إِلَّا مِنْ حَق» طق يريدون به: الصوت؛ أي: لا شكوى بلا سبب. وانظر: «ما حدش يقول طق إلا لما يكون من حق.»
  • «هُوَّ الْكَلْبْ يُعُض وِدْنَ اخُوهْ؟» أي: لا يؤذي الجنس جنسه. ومعنى الوِدْن (بكسر فسكون): الأذن.
  • «هُوَّ كُل مِنْ نَفَخْ طَبَخْ؟» أي: ليس كل من حاول أمرًا يُعَدُّ من أصحابه العارفين به، فما كل من أوقد نارًا ونفخ فيها يكون مُجِيدًا للطبخ. ومثله قولهم: «ما كل من صف الأواني قال: أنا حلواني.» وقولهم: «ما كل من ركب الحصان خيال.» وانظر: «ما كل من نفخ طبخ.»
  • «هِيَّ تِحْلِبِ الَّا لَمَّا يْكُونْ لَهَا بَو؟» أي: هل تدر البقرة إذا لم يكن لها بوٌّ تحن له، وهو جلد ولدها يُحْشَى تبنًا. يُضرَب لمن لا يجود أو يتحرك لعمل إلا بباعث يحركه. ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «حرك لها حُوَارَها تحن.» والحُوَار: ولد الناقة.١
  • «هِيَّ الْحِدَّايَهْ بِتِرْمِي كَتَاكِيتْ؟» الحداية (بكسر الأول وتشديد الدال المهملة): الحدأة، والكتاكيت: الفراريج الصغيرة. وعادة الحدأة اقتناصها لأكلها. والمقصود من المثل الاستفهام؛ أي: هل عُهِدَ من الحدأة أن ترمي ما اقتنصته من الفراريج؟ يُضرَب للحريص الذي لا أمل في نواله. وقد تقدمت في الحاء المهملة رواية أخرى للمثل، وهي: «الحداية ما ترميش كتاكيت.»
  • «هِيَّ دَامِتْ لِمِينْ يَا هَبِيلْ؟» أي: الدنيا، ومعنى الهبيل والأهبل عندهم: الأبله الأحمق؛ أي: دامت الدنيا لمن حتى تدوم لك أيها الأحمق المغرور؟! يُضرَب للمغتر بغناه أو جاهه، وبعضهم يزيد في أوله جملة لتوضيح معناه فيرويه: «كداب اللي يقول: الدهر دام لي؛ هي دامت لمين يا هبيل؟» وكان الوجه أن تُذْكَر الدنيا بدل الدهر أو يُغَيَّر لفظ «هي» ﺑ «هو»، ولكن هكذا يرويه من يزيد فيه هذه الزيادة.
  • «هِيَّ الْقُطَّهْ تَاكُلَ اوْلَادْهَا» أي: هل تظن أن الهرة تأكل أولادها؟ يُضرَب في أن الآباء مهما يشتدوا على أولادهم لا يبلغون معهم مبلغ الضرر العظيم.
  • «هِينْ قِرْشَكْ وَلَا تْهِينْ نَفْسَكْ» القرش (بكسر فسكون): نوع من النقد، وإن كانوا أرادوا السجع، فقد جمعوا بين الشين والسين وهو عيب. والمراد: ادفع عنك الإهانة بالبذل.
١  نهاية الأرب للنويري ج٣ أول ص٢٦.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤