الفصل السابع

اللورد كلانرويدن يتدخل

رحل ساندي في صباح اليوم التالي، ولم يخبر أحدًا بخططه، كالعادة. أردت منه أن يلتقي هارالدسن، ولكنه قال إنه لا حاجة لذلك، وإنه كلما أسرع بالذهاب إلى لندن، كان ذلك أفضل. طلب مني عنوان لومبارد وخطابًا أقدمه فيه له، وكانت تعليماته الوحيدة لي أن أحافظ على سلامة هارالدسن خلال الأسبوع القادم. واقترح عليَّ أن أجعل بيتر جون يراعيه طوال الوقت.

قبل بيتر جون المهمة بسعادة، فقد كانت محبَّبة إلى قلبه. كان يحب ساندي كثيرًا، وكان متحمسًا جدًّا لأن ساندي كلفه بمهمة. كما أنه عقد مع هارالدسن صداقةً من نوعية الصداقات التي تقوم عادةً بين صبي خجول وانطوائي ورجل خجول. تناول هارالدسن العشاء معنا مرتين خلال الأسبوع التالي لمغادرة ساندي، ولم يكن ثمة شك في أن حاله قد تحسنت. فكان يتحدث عن ابنته التي تركها في المدرسة الداخلية من دون نظرة الخوف التي كانت تطل من عينيه والتي كنت أكتئب بسببها. كان يطرح الكثير من الأسئلة عن طيور الغابة الصغيرة التي لم يكن يعرف شيئًا عنها، والتي كان بيتر جون يُعرِّفه بها. حتى إنه تحدث عن جزيرة الخراف من دون أن يبدو على وجهه تعبير الوحشة.

في صباح يوم عيد منتصف الصيف، صُدِمت أثناء قراءة جريدة «التايمز». فعلى صفحتها الأولى، نُشرت رسالة طويلة من ساندي تحمل عنوان «الراحل إم إي هارالدسن».

حكت الرسالة قصة لوح اليشم وكيفية عثوره عليه في متجر للسلع المستعملة في بكين. وذكر الجملة اللاتينية التي ودَّع بها هارالدسن العالم، ولكنه لم يذكر المكان الذي كُتِبت فيه هذه الكلمات. واختتم الرسالة كالآتي:

«كان ماريوس هارالدسن معروفًا لدى الكثيرين بأنه أحد أنجح المنقِّبين عن الذهب ومشغِّلي المناجم في الأيام الأولى لحقول الذهب الجنوب أفريقية. ولكن، يدرك المقربون منه جيدًا أنه أكثر من مجرد منقِّب عادي عن الذهب. فقد كانت لديه أحلام عريضة لشعوب الشمال التي ينتمي إليها، وكرَّس حياته، مثلما فعل سيسيل رودز، لجمع ثروة كبيرة من أجلهم. ولا بد أنه نجح في كسب أموال طائلة، ولكنه لم ينسَ أبدًا حلمه بالعثور على مدينة أوفير خاصة به قبل وفاته، التي ستمكنه من تحقيق خططه العظيمة. التقيته خلال مهمته في الشرق الأوسط، والتقاه آخرون في أماكن أخرى من العالم. لم يكن منقِّبًا عاديًّا، بل كان يتتبع خطى المغامرات السابقة باستخدام وفرة من الوسائل وأفضل الأساليب العلمية.

والآن، يبدو أنه تمكَّن قبل وفاته من أن يُبلي بلاءً حسنًا بوجه عام. يخبرنا لوح اليشم الذي في حوزتي بأنه عثر على كنزه بالفعل. ولا شك في أن الكتابات على الجانب الآخر من اللوح تتضمن التفاصيل، فقد كان ماريوس هارالدسن رجلًا عمليًّا جدًّا، ولم يكن ليترك أية مهمة دون أن يتمها. هذه الكتابات من الصعب تفسيرها، ولكن عندما تُترجم، في القريب كما آمل، سيعرف العالم شيئًا قد يثبت اكتشافًا من شأنه أن يغير مجرى التاريخ.

وحتى يتحقق ذلك، رأيت أن هذا التقرير المؤقت قد يمنحُ الأصدقاءَ الأحياء هذا الرجل العظيم والمغامر المقدام بعضَ الراحة.»

ذُيِّلت هذه الرسالة بتوقيع «كلانرويدن»، ومكان إرسالها هو ليفرلو، ونشرت جريدة التايمز، كموضوع رئيسي رابع في عددها، مقالًا صغيرًا مثيرًا للإعجاب يتحدث عن مدى قدرة الأشياء المادية على البقاء وعن الخطط الخفية للقدر.

تأملت محتوى هذه الرسالة لفترة طويلة. وأول ما لاحظته هو أنها لم تُكتَب بأسلوب ساندي المنمَّق المعتاد. بل كانت مكتوبة بأسلوب صحفي بحت، ولا بد أنها موجهة لِتَروق جمهورًا معينًا.

هداني تفكيري لاحقًا إلى هوية هذا الجمهور. إنه العصابة التي تضطهد ابن هارالدسن. لقد أخبرهم ساندي، باستخدام الكثير من الكلمات، بأن الرجل العجوز قد حقق ضربته الكبرى، وأن ثروة هارالدسن من المحتمل أن تكون أكبر بكثير مما يحلم أيٌّ منهم. إنه يلوح بطُعمٍ مغرٍ جديد لهذه الجماعة.

كان آخر ما فكرت به هو أن ساندي قد جعل نفسه الآن هدفًا للصيد. فمن يقرأ هذه الرسالة لا بد وأن يفترض أنه يعلم كل شيء عن عائلة هارالدسن وشئونها. وصور نفسه كما لو كان يملك ما يساوي الملايين — فقد أقر بثقته في أنه سيعرف ما تعنيه الكتابات على اللوح وثقته في أنها ستُترجم … كان غرضه واضحًا. إنه يريد أن يجذب كلاب الصيد إليه.

أبرقت إليه من فوري على ناديه في لندن طالبًا موعدًا للقائه، ولكنه لم يرد عليَّ. ووصلني في عصر ذلك اليوم بدلًا من رده برقية من لومبارد يطلب مني أن أذهب على الفور إلى منزله الريفي. واختتم البرقية كالآتي: «أغلق الباب بعناية من خلفك»، ولم يكن لهذه الجملة إلا معنًى واحد. أحضرت هارالدسن ليقيم في المنزل، وأعطيت تعليماتي لماري وبيتر جون بألا يتركاه يغيب عن ناظرَيهما، وبحلول الخامسة، كنت قد ركبت السيارة متجهًا نحو سري.

وصلت إلى منزل لومبارد في حوالي السابعة والنصف. كان المنزل يقع على مشارف قرية عتيقة الطراز تكاد تضاهي ضواحي لندن عبر بناء حلقة من الفيلات الكبيرة من حولها. كان المنزل جميلًا، فكان عبارة عن صرح مَشِيد على طراز يشبه الطراز الجورجي بالطوب الأحمر ذي الواجهات الحجرية، وزُرِعت في الأرض المحيطة به التي تبلغ مساحتها حوالي ٦ أفدنة حديقةٌ رائعة. كان بها كل شيء؛ منتزه صغير، وبِركة تعج بزهور الزنبق، وحديقة مائية، وتعريشات، وتكعيبات، وساحات مرصوفة ببلاط رائع الجمال، ولا بد من أنه يعمل لديه عددٌ كبيرٌ من البستانيِّين، فقد كانت الحديقة عامرة بالزهور ومشذَّبة بإتقان تام. كان منزل فوسي بمثابة بيت مزرعة قديم متهالك مقارنة بهذا المنزل الرائع. ولم يختلف داخله عن خارجه. فكان كل شيء إما مطليًّا باللون الأبيض العاجي اللامع، وإما مكسوًّا بالخشب الملمع والنحاس البراق. بدت لي بعض اللوحات المعلقة على الجدران جيدة، ولكن كان بعضها مبالغ في تلميعه بالورنيش ومحاطة بإطارات مبهرجة. كان اللمعان في جميع أنحاء المكان مبالغًا فيه، ويوجد الكثير من زهور الزينة، وكان الطلاء حديثًا، ولم تكن ثمة خلفية هادئة تمنح العين بعض الراحة.

وجدتُ عائلة لومبارد مجتمعين في غرفة الضيوف، وأدركتُ من أين استُوحِي كلُّ هذا التألق. فقد بدت زوجة لومبارد، التي كنت قد التقيتها سريعًا في محطة القطار في الخريف الماضي، أفخم ممتلكات لومبارد. كانت، على ما أتذكر، ترتدي ثوبًا من اللونين الأبيض والأرجواني، نُقِش على صدره باقة رائعة الجمال من زهور الأوركيد. لا بد أنها كانت فاتنة عندما كانت أصغر سنًّا، ولكنها ما زالت تحتفظ بجمالها؛ فهي امرأة ذات قوام ممتلئ وتضع مساحيق التجميل. من منطلق اعتيادي على رؤية النساء النحيفات مثل ماري وباربارا كلانرويدن وجانيت رادن، رأيت أنها «جذابة» جدًّا، بالمعنى المهذب للكلمة. عرفت فيما بعد أنها كانت نموذجًا للجمال الجامح، كما كانت وريثة عائلة ثرية، فقد ساعدت لومبارد منذ زواجهما في بدء مسيرته المهنية.

قالت موجِّهةً حديثها إليَّ: «إننا لن ننتظر أكثر من ذلك. فالشخص الرابع في تجمعنا الصغير سيتأخر. كما أننا لن نستخدم أسماءً على طاولة الطعام، من فضلك. بارتون «مدير المنزل» موثوق منه، ولكن من غير المحبَّذ على الإطلاق أن يعرف أحدٌ غيرنا الأشخاص الذين ندعوهم في هذا المنزل. لذا، سيكون اسمك ديك، إذا سمحت، والشخص الرابع سيكون ساندي. تلك هي تعليمات اللورد كلانرويدن.»

أُعلن أن العشاء جاهز، ولم تكد تمر خمس دقائق كاملة من جلوسي إلى طاولة الطعام حتى بدأت أفهم شخصية السيدة لومبارد. كانت امرأة مضيافة، ليست حادة الذكاء، ولكنها تتمتع بذوقٍ خاصٍّ جدًّا، وتملك سيطرة كبيرة على من حولها. كانت تحب لومبارد حبًّا كبيرًا وكان هو أيضًا يحبها جدًّا، ولأنهما لم يُرزقا أطفالًا، تأثر كل منهما بشخصية الآخر إلى حدٍّ كبير. فأصبح لومبارد ميَّالًا إلى الدَّعَة والراحة مثلها تمامًا، واقتبست بدورها لمحة من شخصيته، فأصبحت تمتلك شغفًا غريبًا بالرومانسية لا أعتقد أنها ولدت به. أبهرتني بمجموعتها الكبيرة من القراءات التي لا تتمتع بالكثير من العمق الفكري، فكانت تشعر بالحساسية تجاه موضوعات بعينها، وكانت تقبع في جنتها في ضواحي المدينة منتظرةً حدوث المعجزات. ربما لم يخبرها لومبارد بالكثير عما يحدث حاليًّا، ولكنه أخبرها بما يكفي لإثارة حماستها. لاحظت أنها تنظر إليَّ في بعض الأحيان كما لو كانت طفلة متحمسة، كما لاحظت أنها تترقب وصول ساندي في رهبة. لا شك في أن قلة من الناس يعرفون اسمي، إلا أن نصف العالم يعرف ساندي.

لم يظهر ساندي إلا بعدما أطلت علينا أضواء غسق شهر يونيو من الأبواب الفرنسية الزجاجية الكبيرة التي مر عبرها كما لو كان ضيفًا معتادًا على المنزل بالفعل. كان بارتون وخادم آخر موجودَين في الغرفة عندما وصل، وتعاملت معه السيدة لومبارد كما لو كان صديقًا قديمًا. فقالت: «كم تسعدني رؤيتك أخيرًا يا ساندي. آمل أن رحلتك كانت مبهجة.»

قال: «مبهجة ولكن طويلة جدًّا. إن السفر جوًّا هو الطريق الأفضل في ليالي الصيف. يا له من منزل رائع! لم أشم في حياتي مثل روائح هذه الورود.»

سألتُه عندما أصبحنا بمفردنا: «هل أتيت من ليفرلو؟»

«لا، من لندن. ولكني لم أعتقد أنه من الحكمة أن آتي إلى هنا مباشرةً. لقد درت حول نصف مقاطعات الجنوب، وكانت وسيلة انتقالي الأخيرة دراجة هوائية، ركبتُها من هِستون. أريدك أن تعيدني إلى هناك بسيارتك يا ديك.»

تناول ساندي وجبة ممتازة وبدأ يتفحص السيدة لومبارد. وأدركتُ أنه يطرح على نفسه السؤال الذي طرحته على نفسي، ما الدور الذي تلعبه هذه المرأة في حياة زوجها، وأعتقد أنه توصل إلى الاستنتاج نفسه. أنها لن تشكل عقبة لنا. لم يمر وقت طويل قبل أن يجعلها تندمج في الحديث عن كل اهتماماتها، عن مدى جمال الحي الذي يعيشون فيه، والفترة القصيرة التي قضتها في لندن، وخططها لقضاء العطلة، ستقضيها في جبال البرانس، إلا أن زوجها لن يتمكن من اللحاق بها حتى وقت لاحق من الصيف. نظر إليها ساندي بامتنان ليس لكونها من الوُجهاء المهمين ولكن لكونها إنسانة عطوفة متفهمة، فقد بدت امرأة طيبة ولطيفة، وقد بدأ الحرج يزول من عينيها أثناء تحدثها إليه. كان صوتها عذبًا، وكانت ثرثرتها المهدئ الأقوى على الإطلاق. برر ذلك لي رضا لومبارد التام عن حياته، ولكن تولدت لديَّ قناعة بأن هذه السيدة ليست القوة المحركة لهذه الحياة. فلم تكن تحفزه أو تعوقه.

عندما توجهنا إلى المكتبة بعد العشاء، تعرفت أكثر على شخصية لومبارد، فقد كانت الغرفة عبارة عن متحفٍ يحوي مجموعة كاملة من الكتب التي يفضلها. وشعرت بالضجر من ساندي الذي لا يمكنه مقاومة إغراء تصفح أي مجموعة من الكتب تقع عليها عيناه. كانت الكتب تصطف على الجدران من جهات ثلاث من الأرض حتى السقف، وبدت في الضوء الخافت وكأنها ستائر متدلية من القماش الفاخر. احتفظ لومبارد بكتبه الدراسية من المدرسة والجامعة، وكان ثمة قسم كبير عن الرحلات، وعدد هائل من السير الذاتية. كما امتلك أحدث الكتب عن عالم المال حتى يظل مواكبًا لمهنته. إلا أن الانطباع الرئيسي الذي تركته هذه المكتبة لديَّ هو أنها مكتبة رجل لا يريد أن يغيب أي جزء من حياته عن ذاكرته، أمر مبشر في ظل الأمر الذي نحن بصدد توليه.

قال ساندي: «لقد قطعتُ على نفسي خط الرجعة، كما قرأتَ في جريدة التايمز صباح اليوم. وأكاد أجزمُ أنك خمنتَ السبب. كانوا قريبين جدًّا من العثور على هارالدسن.»

قال لومبارد: «وماذا عنك أنت؟»

أجابه ساندي: «لدي إمكانيات أفضل وقدرة أكبر على المناورة.» ثم ملأ غليونه وجلس بعرض مقعد وثير مُدلِّيًا ساقيه من فوق أحد ذراعي المقعد.

ثم سأل: «ما رأيك في هارالدسن يا ديك؟ بغض النظر عن والده وجميع هذه الأمور، هل يستحق أن نعرض أنفسنا للمتاعب من أجله؟»

قلت بحزم: «نعم. لقد أصبحت معجبًا به جدًّا. إنه رجل شديد الحساسية، ومرَّ بالكثير من الأهوال، ولكن لم ينل ذلك من سلامة عقله، وأنا واثق من أنه لم ينل أيضًا من سلامة شخصيته.»

«بغض النظر عن والده، وعن وعدك له، والعزوف الذي نشعر به جميعنا عن ترك الشر يسود، هل تعتقد أنه يستحق الإنقاذ؟»

«أعتقد ذلك بكل تأكيد.»

قال ساندي: «جيد. لقد طرحت عليك هذين السؤالين لأن هذه القضية غاية في الصعوبة، ولكي أتأكد من جدارة الشخص محور الأحداث … إنني لم أُضيِّع لحظة واحدة منذ لقائنا الأخير. فقد التقيت ماكجيلفري، الذي لم يكن يعلم الكثير عن الأمر، ولكنه أعطاني بعض المعلومات التي كانت مفيدة أكثر مما تخيل. ولومبارد يُبلِي بلاءً حسنًا في تتبع بارالتي؛ بالمناسبة، كان السبب في تعاملي بكل هذا الحرص فيما يتعلق بحضوري إلى هنا الليلة هو أنه يجب أن نبعد لومبارد عن الشبهات لأطول فترة ممكنة، وإلا سيفقد نصف فائدته. لقد أصبحت غارقًا في الأمر حتى أذنيَّ، وكذلك أنت يا ديك، ولكن لا يزال لومبارد بعيدًا عن شكوكهم. وأؤكد لك أن الأشخاص الذين نواجههم نشطاء جدًّا. فلقد انشغلت بالتواصل مع بعض مصادري القديمة — التي كدت أفقدها — وعرفت أن هارالدسن مُطارَد من عصابة شديدة الخطورة ومستعدة لأن تبذل قصارى جهدها في سبيل الوصول إلى مآربها. وهي عصابة من أخطر الأنواع لأنها مؤلفة من أشخاص غاية في الرقي وآخرين غاية في الإجرام والقذارة. وهم يملكون في جعبتهم جميع أنواع الأسلحة، ومنظمون كفريق كرة قدم أمريكية.»

قلت مندهشًا؛ إذ لم يكن ساندي يستخدم كلمات على غرار «خطورة» أو «إجرام» في الظروف العادية: «مهلًا. ولكني لا أرى هدفًا لما يفعلون. يمكنني أن أفهم محاولةً سوقيةً لابتزاز رجل بسيط من الشمال. ولكن، ألا يبدو ذلك التنظيم الذي تصفه مبالغًا فيه، كما لو أنك تستخدم مطرقة آلية لكسر حبة بندق؟»

أجابني قائلًا: «لا، لأن الغنيمة المرجوَّة كبيرة. بغض النظر عما يساويه لوح اليشم الذي في حوزتي، فإن ثروة هارالدسن الأب كبيرة جدًّا. سيحاول هؤلاء المجرمون الحصول على مئات الآلاف من الجنيهات من ابنه، إن لم تكن ملايين الجنيهات. وقد تكرَّم لومبارد بتأكيد ذلك.»

قال لومبارد: «لم يكن الأمر سهلًا، ولكن لدي معارف مهمون في البنوك الإسكندنافية. يملك هارالدسن أغلبية الأسهم الممتازة في …» وذكر أسماء بعض الشركات الشهيرة ثم استأنف حديثه: «كما يملك مبالغ مالية ضخمة في حسابات جارية.»

أومأ ساندي موافقًا. وقال: «لا شك إذن في أن الغنيمة كبيرة. وكان من المفترض أن تكون سهلة المنال. فكل ما عليهم فعله هو الإمساك بهارالدسن المنطوي المنعزل عن العالم، وتجريده من ممتلكاته رويدًا رويدًا … كل ذلك في إطار قانوني لا تشوبه شائبة. والرجل لا يفقه أي شيء في مثل هذه الأمور. يمكنني تخيله جالسًا بين يدَي تروث متنازلًا عن قسم كبير من ممتلكاته الثمينة، بأن يستثمر، بالطبع، في بعضٍ من شركات بارالتي المتداعية. ثم يتركونه في حاله لبعض الوقت، ثم يعودون ليَقتَطِعوا جزءًا آخر من ثروته. ويظل الحال على هذا المنوال بكل سهولة ويسر، طالما لم تعترض طريقهم أية عقبات مثلنا نحن الثلاثة. إنهم بالتأكيد سيكرهوننا.»

سألته. «هل تعرف أي شيء عنهم؟»

قال: «تقريبًا. أنا أعرف الكثير عن تروث، ولكنها ليست جميعها معلومات تدينه. إن له أعداءً وعددًا لا بأس به من النقاد، ولكن له أصدقاء أيضًا. إنه محامٍ ثاقب الفكر، بلا شك، ولكن ثمة ما يتعلق بتعدِّيه على هارالدسن يتخطى الجشع. لم تصلني الحقائق كاملةً بعد، ولكن في الخلفية، ثمة نوع من الثأر ورثه عن والده. كان تروث الأب وهارالدسن الأب شريكَين سابقًا في راند، وأعتقد أنهما كانا شريكين في شركة كبيرة حققت نجاحًا. ثم بدأ تروث يتلاعب، فطرده هارالدسن من الشركة، ويبدو أنه كان يحق له ذلك بموجب عقد الشراكة بينهما. ولكن كان تروث يعتقد أنه عومل بإجحاف وأنه يستحق حصته في الأرباح التي درها نجاح الشركة الكبير، وكان مصرًّا على إجبار هارالدسن على ردها عليه. كان هذا هو سبب المعركة على تلال روديسيا التي قصصت عليَّ قصتها. كان تروث مؤمنًا بأنه يحاول استرداد حقه، وابنه يسير على النهج نفسه. وكذلك ألبينوس، على ما أعتقد.»

سألته: «هل تواصلت مع ألبينوس؟»

«نعم، لم يكن الأمر صعبًا. فهو شخصية بارزة في مجاله. كان يقطن في أحد الفنادق الفخمة في وست إند طوال السنتين الماضيتين، ويستمتع بحياته طوال تلك الفترة. ويبدو أنه على درجة من الثراء، فرغم أنه لا يؤدي الكثير من العمل التجاري، فإنه يقضي أغلب وقته في إمتاع نفسه، يراهن على سباقات الخيول تارةً ويتردد على المسارح تارةً أخرى، إنه ينفق ببذخ على تسلية نفسه. إنه رجل معروف جدًّا. لقد رأيته بعينيَّ في إبسوم، إنه يكبرك بقليل يا ديك، ويحافظ على لياقته البدنية مثلما تفعل أنت تمامًا، ولكنه أكثر منك أناقةً بمراحل. لقد اشتعل رأسه شيبًا، وتشعر بأنه عقيد متقاعد من سلاح الفرسان. لم أَمِلْ لأن أركز نظري عليه، فأنا لا أحب الوجه الذي يبتسم على الدوام دون أن تتغير نظرات عينيه، ولكن يبدو أن الناس يتقبلونه. إنه عضو في …» وذكر اسم نادٍ مرموق. ثم قال: «يقولون إن أموره المالية ليست على خير ما يرام.»

أومأ لومبارد برأسه موافقًا. وقال: «سمعت من مصدر موثوق أن البنك حمَّله مسئولية سحب مبالغ ضخمة على المكشوف. لقد كان متورِّطًا مع بارالتي.»

«آه! بارالتي!» ارتسم على وجه ساندي ذلك التعبير الذي ينم عن التفكير العميق، ما يعني أن اهتمامه قد أُثير بشدة. وأكمل: «هذا شخصٌ محيِّر. يمكنني أن أصنِّف تروث وألبينوس؛ فهما من نوعَين معروفَين، ولكن بارالتي صنف خاص لم أرَ مثله من قبل. كنت أجمع المعلومات عنه، وما توصلت إليه مثير إلى حدٍّ كبير. سيتطلب منا كشف حقيقة هذا الرجل وقتًا طويلًا. ولكني تمكنت من رؤيته من مسافة بعيدة، ولا يمكنني إنكار انبهاري.»

قالها ساندي ضاحكًا.

«أقنعتُ صديقًا شابًّا بأن يصحبني إلى حفل، يا إلهي، يا له من حفل! تظاهرتُ بأني رسام فرنسي، فارتديتُ سُترة سوداء، وامتنعت عن الاستحمام ليوم أو يومين. رسام سريالي، لا يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ولكنه مُلِم بأحدث مصطلحات المراسم الباريسية. وجلستُ في زاويةٍ خاشعًا، بينما كان بارالتي يلقي خطابًا. كان الحضور مكوَّنًا من الحشد المعتاد من المفكرين العديمي الهوية، وكان الحديث الدائر من النوع الذي يمكنك توقعه؛ حديث مليء بالأوهام والخلاعة المتعمدة ينم عن الجهل. أتذكر عبارة كان جدي يقولها عن لغو المعرفة المفرطة الثقة التي كانت سائدة في عصره؛ كان يطلق عليها «ثقافة المعاهد الفنية».» لا أعلم ماذا سيكون المقابل العصري لهذه الثقافة، ربما «ثقافة البي بي سي.» أصبح ادِّعاء العلم في عصرنا مختلفًا؛ فهو لغو لا يُعنَى كثيرًا بالحقائق بل يهتم بوجهات النظر. ولكن لم يكن الشبان والشابات الحاضرون هذا الحفل على هذا القدر من الثقة. لم يسلموا جدلًا بأي شيءٍ عدا ذكاءَهم الخارق، وأن عقولهم ما هي إلا سديم من الذرات. كان بارالتي ملكًا متوجًا بين أولئك الفوضويين السذج. كنت سترى أنه من جنس مختلف عنهم، فقد كان يملك عقلًا، رغم تكريسه هذا العقل للأفكار المنحطة. وكنت سترى أيضًا أنه يحتقر هذا الأمر برمته.»

سألته: «كيف يبدو؟» فلم يصفه أحد لي من قبل وصفًا وافيًا.

«رجل عادي، فيما عدا عينَيه. لا تبدو حدقتاهما في مركز المقلتين، بل أعلى قليلًا، فتظن دائمًا أنه ينظر فوق رأسك. كما أن هاتين الحدقتين تلمعان بشدة. له وجه حاد القسمات، ولكن كلما زاد نفورك منه، زاد تحديقك به. لا أزال في بداية دراستي لشخصية السيد بارالتي، ولكني توصلت إلى استنتاج راسخ. هذا الرجل طموح بشكل مفرط وجنوني. إنه يتوق إلى إثبات جدارته حتى وإن أصبح أعور وسط عميان. ويجدر بي القول إنه أقل دناءةً من نمس، ولكنه يستعيض عن أخلاقه الدنيئة تلك بخبرته في الحياة. فهو رجل حَذِر جدًّا، وحتى هذه اللحظة نجا من الكثير من المواقف الشائكة، أو هذا ما يشتهر به على أقل تقدير. وهو يرغب في الحفاظ على هذه السمعة، ولكن يجب أن يمتلك المال، الكثير من المال، حتى يثبت للعالم أن مفكرًا متأنقًا وساخرًا مثله يمكنه أن يتغلب على الماديين في مجالهم. إنه نوع من «الأسلوب الرفيع» الذي طالما تحدث عنه أسلافنا. هل تفهم ما أقول؟ هل تدرك مدى إغراء ثروة هارالدسن بالنسبة إليه؟ ففيها أمر سري ومختلف تمامًا عن المعتاد، وتَعِد بغنيمة هائلة دون كلام. أعتقد أننا يمكننا أن نثق من أنه العقل المدبر للعملية برمتها وأنه سيحصل على الحصة الكبرى منها. ولهذا، لن يتورع عن فعل أي شيء. أكاد أجزم بأن تروث قد تنتابه بعض المخاوف، ولكن ليس بارالتي.»

كانت نبرة صوت ساندي جادة لدرجة أن الصمت خيم بعدما انتهى من حديثه. ثم شعرت بأني ملزم بتحذيره.

فقلت: «هل تدرك أننا نُقدِم على فعل كل ذلك بناءً على ما قاله هارالدسن؟»

قال: «نعم، أدرك ذلك. ولهذا السبب علينا أن نتحرك بحذر وأن ننتظر ما ستئول إليه الأمور.»

قلت: «وماذا عن الرجلين الآخرين. إننا لا نملك أي شيء يربط الشاب فاريندر وصديقك المنتمي لعصابة الفاتحين بالأمر سوى أنهما يتتبعان أثر هارالدسن.»

أجابني قائلًا: «هذا صحيح. بالنسبة إلى هذين الرجلين، فإننا لا نملك أية أدلة، مجرد شكوك فقط. لذا، علينا أن نتصرف بحيطة. ولكن ليس بحيطة مفرطة وإلا انكشف أمرنا. من القائل إن خلف كل شك تكمن حقيقة فاسدة؟ علينا أن نعتبر كل شك حقيقةً واقعة حتى يثبت عكس ذلك، ففي حالتنا هذه، لا أعتقد أننا نملك رفاهية التفريط في أي شيء. سأشارك في الأمر، فمن جانب، لا أريد أن أدع الشر ينتصر، ومن جانب آخر، أنا على يقين من أن دينجرافيل متورطٌ في الأمر، ولديَّ التزام نحو دينجرافيل ما لم يغادر روحه جسده. لهذا السبب، سأتبع حدسي وأتعامل مع الأمر بجدية منذ بدايته. مهمتنا الأولى المباشرة هي حماية هارالدسن.»

قلت: «ستساعدنا في ذلك رسالتك المنشورة في جريدة التايمز اليوم.»

فقال ساندي: «إنها خطوة في الاتجاه الصحيح. ولكنها مجرد خطوة واحدة. علينا أن نجعل وصول هؤلاء المجرمين إلى ثروة هارالدسن مهمة مستحيلة. ومن ثَم، وضعت ولومبارد بعض الترتيبات. سيعود لومبارد معك صباح الغد إلى فوسي حاملًا حقيبة بالأوراق التي على هارالدسن توقيعها. وافترض أنه سيوافق على توقيعها، فلا خيار أمامه سوى ذلك. سننشئ وديعة تضم ممتلكاته يشرف عليها عدد من الأمناء المعروف عنهم تحمل المسئولية، وعليه أن يوكل لومبارد ليصبح محاميه. وسيحصل من الوديعة على دخل يغطي احتياجاته الطبيعية، ولكنه لن يتمكن من مس رأس المال حتى تنتهي فترة الوديعة. وهذا يعني أنه لا يمكن إجباره على التخلي عن ثروته من دون الكثير من العقبات ومن دون معرفة عدد كبير من الأشخاص بما يحدث.»

قلت: «تفكير سليم. ولكن هل ستكتشف العصابة التي تلاحقه ذلك؟»

أجابني قائلًا: «سأعمل على أن يصل إليهم الخبر. أريدهم أن يتوقفوا عن ملاحقته ويوجهوا نظرهم نحوي أنا. ورسالتي التي نُشِرت في جريدة التايمز ستجعلهم يلاحقونني أنا. بالمناسبة، أريد أن أعلن في نفس الجريدة المحترمة عن أني أنوي التبرع بلوح يشم الراحل هارالدسن إلى المتحف البريطاني.»

سألته. «ما الهدف من ذلك؟»

فارتسمت تلك الابتسامة الماكرة على شفتَي ساندي. وقال: «طُعم آخر. إنهم لن يصدقوا ذلك الإعلان. وسيعتقدون أني أحاول التملُّص من ملاحقتهم. وسيعتقدون أيضًا أن ثمة ما حدث وأخافني، وهذا تحديدًا ما أريد أن أوصله إليهم. لا أريدهم أن يعتقدوا أني قوي جدًّا. سيتخبطون قليلًا، ثم سيُجرون بعض المحاولات الزائفة، ولكن سرعان ما سأجد العصابة كلها تهاجمني بكامل عتادهم.»

بدا لي أن ساندي قد تمادى قليلًا في خططه الطموحة، وأخبرته بذلك. أضاء وجهه وبدت عليه سيماء الإصرار لدرجة أني اعتقدت أن ما يمر به فورة جديدة من فورات الصبي الخالد في داخله، فذكرته بأنه رجل متزوج. فارتسمت الجدية على وجهه على الفور.

وقال: «أدرك ذلك يا ديك. لقد فكرت في ذلك. ولكن ستكون باربارا أول من يوافق على ما سأفعله. إن الأمر لا يتعلق بإنقاذ هارالدسن المسكين فقط، رغم أن إنقاذه مسألة ضرورة ورحمة. وإنما يتعلق بكبح جماح دينجرافيل، فإذا تركنا الحبل له على الغارب، فسيفتح أبواب الجحيم على آخرين وليس فقط على هارالدسن. لا تقلق عليَّ، فقد أخبرتك بأنهم سيتخبطون في البداية. لن تكون لديهم أدنى فكرة عما يجب أن يفعلوه معي، ويمكنني أن أقول بكل تواضع إنهم سيكونون قَلِقين قليلًا. في الوقت الحالي، سيحاولون جمع شتات أنفسهم، ولكنهم لن ينجحوا بعد. عليَّ أن أقضي أسبوعًا أو اثنين في لندن. سأقيم في النادي، ولا أعتقد أنهم سيحاولون الهجوم عليه. إنهم لن يلجئوا إلى العنف، في البداية على الأقل. كما ترى، يجب أن أعرف المزيد عن دينجرافيل لكي أتأكد.»

سألته عن كيفية تحقيق ذلك، فقال: «فاريندر. لقد وصلتني معلومات قيمة عن هذا الشاب، وأعتقد أنه يمكنني الاستفادة منه. إنه لا يزال غرًّا في عالم الجريمة، ولم يشتد عضده بعد. وأعتقد أنه يمكن تحويله إلى ما تطلق عليه الشرطة اسم «المرشد»، نصف مجرم ونصف واشٍ. فلنأمل في ذلك. وفي الوقت نفسه يا ديك، سأكِل إليك مهمة ليست بالسهلة. ستكون المسئول عن هارالدسن.»

نطق الجملة الأخيرة بطريقة قائد يلقي الأوامر على جنوده. واختفت جميع سمات الصبيانية من وجهه.

وقال: «هارالدسن هو مفتاح الأمر برمته. ولا أعلم كيف تمكَّن من الهرب منهم طوال هذه الفترة. ربما بسبب بساطته الخرقاء. فإن كان أكثر دهاءً مما هو عليه، ربما تمكنوا من الإمساك به. حسنًا، لا يمكننا السماح لهم بالإمساك به. فالله وحده يعلم ما قد يحدث إذا ما وقع هذا الرجل الهش الأعصاب بين براثنهم! بعيدًا عن العذاب الذي سيلقاه منهم، ثمة أَرجَحيَّة كبيرة أنهم سينتصرون، فمن الممكن أن يجبروه على إلغاء الوديعة، ويمكنني أن أتخيل هارالدسن المحطم يمنحهم كامل السلطة القانونية التي يريدونها. إنه نقطة ضعفنا، وعلينا أن نحرسه كما لو كان طفلًا. كما أن هناك ابنته، الفتاة الصغيرة في المدرسة الداخلية، لست مطمئنًّا على سلامتها إذا ما تُرِك والدها يتجول كما يحلو له. الغريب في الأمر أن نقطة ضعفنا هي رجل من الفايكينج مضطرب الأعصاب. رغم ذلك، يراودني شعور بأن هارالدسن سيفاجئنا في نهاية المطاف، ستثور ثائرته ويتحول ويمزقهم إربًا. أنا لا أعرفه بشكل شخصي، ولكني أتذكر والده.»

سألته. «هل تعني أن منزل فوسي ليس آمنًا؟»

«هذا ما أعنيه تمامًا. أنا على يقين من أنهم يضعون أعينهم عليه بالفعل، وحتى إن لم يفعلوا بعد، فسيفعلون قريبًا. لن يفيدنا أن نقلل من ذكاء هذه العصابة. إن هذا المنزل يبعد عن لندن مسافة لا تتخطى سبعين ميلًا، ويقع على أرض مرتفعة يمكن الوصول إليها من جميع الجهات، وثمة طريق رئيسي قريب من بوابات منزلك، ويتجول فيه المتنزهون والسياح طوال فصل الصيف. إنك بلا حول ولا قوة مثل بذور تُركت في العراء لتلفحها الشمس. إن جماعتك أهل للثقة، ولكن حدودك كبيرة جدًّا ولا يمكن مراقبتها بالكامل. يجب أن تذهب إلى ملاذ آمن، وثمة مكان واحد تنطبق عليه هذه المواصفات.»

سألته عن اسم المكان رغم أني كنت قد خمنت الإجابة.

قال: «ليفرلو. أريدك أن تنقل معسكرك إلى هناك على الفور، أنت وماري وبيتر جون وهارالدسن. كل ما ستفعله هو أنك ستقدم موعد زيارتك السنوية لبضعة أسابيع. لا يوجد ما يبقيك في الجنوب، أليس كذلك؟»

قلت: «لا شيء. ولكن هل تعتقد أن هذه الخطوة حكيمة؟ إنهم ليسوا واثقين بعد من وجود هارالدسن في فوسي، ولكن، بعدما أصبحتَ متورطًا الآن، سيكونون واثقين من وجوده في ليفرلو.»

رد عليَّ قائلًا: «هذا ما أريده. إن المعركة آتية ولا ريب، وأريد أن أكون أنا من يختار ساحة القتال. إن فوسي بلا دفاعات؛ أما ليفرلو فمثالي. لا يمكن لأحد أن يظهر في وادينا الطويل المنعزل من دون أن تدرك جماعتي وجوده. ولا يمكن لخروف واحد أن يضل طريقه في تلالي من دون أن يحدد رعاة أغنامي مكانه. ولا يمكن لشيء، مهما بدا تافهًا، أن يحدث دون أن أعلم به على الفور. سيكون هارالدسن آمنًا في ليفرلو حتى نرى ما ستتكشف عنه الأمور. هل تذكر أثناء مواجهتنا مع مدينا عندما نصحتك بأن تذهب مباشرة إلى ماتشراي؟ حسنًا، إن ليفرلو آمن مثل أي غابة غزلان في هايلاند، بل وأفضل، فثمة الكثير من جماعتي هناك. إذن، عليك يا ديك أن تنتقل إلى هناك على الفور — بشكل سري قدر الإمكان، ولكن من دون أي تأخير. لقد أعلمت باربارا بحضوركم، وهي في انتظاركم.»

كنت أدرك أن خطة ساندي منطقية، ولكني لم أكن سعيدًا. فقد تذكرت ما يبدو أنه قد نسيه، عندما ذهبت إلى ماتشراي لكي أبتعد عن طريق مدينا، تمكنت بمشقة أن أنجو بحياتي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤