الفصل السادس

في بعض ما اشتُهر من كتب اللغة

(١) مرجع التأليف في اللغة

قبل الخوض في بيان بعض الكتب المصنفة في اللغة، نذكر ما جاء في «كشف الظنون»، وهو بنصه:

إن مقصد علم اللغة مبني على أسلوبين؛ لأن منهم من يذهب من جانب اللفظ إلى المعنى بأن يسمع لفظًا ويطلب معناه، ومنهم من يذهب من جانب المعنى إلى اللفظ. فلكلٍّ من الطريقين قد وضعوا كتبًا ليصل كلٌّ إلى مبتغاه إذ لا ينفعه ما وُضع في الباب الآخر؛ فمن وضع بالاعتبار الأول فطريقته ترتيب حروف التهجي، أما باعتبار أواخرها أبوابًا وأوائلها فصولًا تسهيلًا للظفر بالمقصود كما اختاره الجوهري في «الصحاح»، ومجد الدين في «القاموس»، وأما بالعكس؛ أي باعتبار أوائلها أبوابًا وأواخرها فصولًا كما اختاره ابن فارس في «المجمل» والمطرزي في «المغرب»، ومن وضع بالاعتبار الثاني فالطريق إليه أن يجمع الأجناس بحسب المعاني، ويجعل لكل جنس بابًا كما اختاره الزمخشري في قسم الأسماء من مقدمة الأدب. ثم إن اختلاف الهمم قد أوجب إحداث طرق شتى، فمن واحد أدَّى رأيه إلى أن يفرد لغات القرآن، ومن آخر إلى أن يفرد غريب الحديث، وآخر إلى أن يفرد لغات الفقه، كالمطرزي في «المغرب»، وأن يفرد اللغات الواقعة في أشعار العرب وقصائدهم وما يجري مجراها كنظام الغريب، والمقصود هو الإرشاد عند مساس أنواع الحاجات. ا.ﻫ.

(٢) كتاب «العين» للخليل بن أحمد الفراهيدي ومختصره للزبيدي الإشبيلي

ممن نبغ في الأدب في المائة الثانية: الخليل بن أحمد البصري الفراهيدي، أو الفرهودي، وهو أول من ضبط لغة العرب وألَّف فيها كتاب «العين»؛ وسماه بالعين لأنه بدأه بالكلم التي أولها العين، وابتدأها بها لأنها من الحروف القاصية وأكثر في الكلام دورانًا، ولا يلحقها تغيير ولا حذف مثل الهمزة والألف، ولا همس مثل الهاء، وهي أنصع من الحاء.

وترتيب مواد الكتاب اللغوية مبني على مخارج الحروف من الحلق إلى الشفتين هكذا: ع ح ﻫ خ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط د ت ظ ذ ث ر ل ن ف ب م أ و ي. قال ابن خلدون: «إن الخليل حصر في كتاب «العين» مركبات حروف المعجم كلها من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي، وهو غاية ما ينتهي إليه التركيب في اللسان العربي، وتأتَّى له حصر ذلك بوجوه عديدة حاصرة؛ وذلك أن جملة الكلمات الثنائية تخرج من الأعداد على التوالي من واحد إلى سبعة وعشرين، وهو دون نهاية حروف المعجم بواحد؛ لأن الحرف الواحد منها يؤخذ مع كل واحد من السبعة والعشرين فتكون سبعة وعشرين كلمة ثنائية، ثم يؤخذ الثاني مع الستة والعشرين كذلك، ثم الثالث والرابع، ثم يؤخذ السابع والعشرون مع الثامن والعشرين فيكون واحدًا، فتكون كلها أعدادًا على توالي العدد من واحد إلى سبعة وعشرين، فتُجمع كما هي بالعمل المعروف عند أهل الحساب ثم تُضاعف لأجل قلب الثنائي؛ لأن التقديم والتأخير بين الحروف معتبر في التركيب فيكون الخارج جملة الثنائيات، وتخرج الثلاثيات من ضرب عدد الثنائيات فيما يُجمع من واحد إلى ستة وعشرين؛ لأن كل ثنائية يزيد عليها حرف فتكون ثلاثية، فتكون الثنائية بمنزلة الحرف الواحد مع كل واحد من الحروف الباقية، وهي ستة وعشرون حرفًا بعد الثنائية، فتُجمع من واحد إلى ستة وعشرين على توالي العدد، ويُضرب فيه جملة الثنائيات، ثم تضرب الخارج في ستة جملة مقلوبات الكلمة الثلاثية، فيخرج مجموع تراكيبها من حروف المعجم، وكذلك في الرباعي والخماسي، فانحصرت له التراكيب بهذا الوجه.

ورتَّب أبوابه على حروف المعجم بالترتيب المتعارف، واعتمد فيه ترتيب المخارج؛ فبدأ بحروف الحلق ثم ما بعده من حروف الحنك، ثم الأضراس، ثم الشفة، وجعل حروف العلة آخرًا، وهي الحروف الهوائية. وبدأ من حروف الحلق بالعين؛ لأنه الأقصى منها، فلذلك سمى كتابه بالعين؛ لأن المتقدمين كانوا يذهبون في تسمية دواوينهم إلى مثل هذا، وهو تسميته بأول ما يقع فيه من الكلمات والألفاظ. ثم بيَّن المهمل منها من المستعمل، وكان المهمل في الرباعي والخماسي أكثر لقلة استعمال العرب له لثقله، ولحق به الثنائي لقلة دورانه، وكان الاستعمال في الثلاثي أغلب فكانت أوضاعه أكثر لدورانه، وضمَّن الخليل ذلك كله في كتابه «العين» واستوعبه أحسن استيعاب وأوعاه.» ا.ﻫ.

وقد وقع في كتاب «العين» خلط وغلط؛ ولهذا أنكروا نسبته إلى الخليل وقالوا إنه مِن جَمْع «الليث بن نصر» عن الخليل. وقيل: إنه كان قد شرع فيه ورتَّب أوائله وسمَّاه العين ثم توفي سنة ١٧٠ بعد الهجرة، فأكمله تلامذته «النضر بن شميل» و«مؤرج السدوسي» و«نصر بن علي الجضمي» ومن في طبقتهم، فما جاء عملهم مناسبًا لما وضعه الخليل في الأول، فأخرجوا الذي وضعه أولًا وصنفوا بدله؛ فلهذا وقع فيه خلل كثير يبعد وقوع الخليل في مثله.

قال السيوطي: «وقد طالعته فرأيت وجه التخطئة غالبًا من جهة التصريف والاشتقاق، كذكر حرف مزيد في مادة أصلية، أو مادة ثلاثية في مادة رباعية ونحو ذلك، وأما كون الخطأ في لفظة من حيث اللغة بأن يقال: هذه اللفظة كذب أو لا تعرف! فمعاذ الله لم يقع ذلك وحينئذٍ لا قدح فيه؛ فالإنكار راجع إلى الترتيب والوضع الأولي، وهذا أمر هين لا يمنع الوثوق بالخليل والاعتماد عليه في نقل اللغة.» ا.ﻫ.

وفي المائة الرابعة اختصر كتاب «العين» أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي الإشبيلي، من علماء الأندلس، مستدركًا ما وقع فيه من الغلط، حاذفًا المهمل، وكثيرًا من شواهد المستعمل، فجاء كتابًا مختصرًا لطيفًا فاق أصله وفَضُل عليه، وأُعجب الناس به كثيرًا ولهجوا به، وتوفي مؤلفه بإشبيليه سنة ٣٧٩ بعد الهجرة.

(٣) كتاب «الجمهرة» لابن دريد و«التهذيب» للأزهري

وفي المائة الثالثة، ألَّف أبو بكر محمد بن دريد المولود بالبصرة سنة ٢٢٣ كتاب «الجمهرة»، وهو مبدوء ﺑ «أب»، ثم «أتَّ» ثم «أجَّ» إلى آخر الحروف، ثم «بت» و«بث» و«بج» وهكذا، وبعد المضاعف يذكر الألفاظ الثلاثية ثم الرباعية وهكذا، فهو مرتَّب على حروف المعجم. قال الأزهري: ممن ألَّف الكتب في زماننا ورُمي بافتعال العربية وتوليد الألفاظ «أبو بكر بن دريد»، وقال: سألت عنه إبراهيم بن عرفة (يعني نفطويه) فلم يعبأ به ولم يوثِّقه في روايته، وهجاه بقوله:

ابن دريد بقرةْ
وفيه عيٌّ وشَرَه
ويدَّعي من حمقهِ
وضع كتاب الجمهرةْ
وهو كتاب العيـ
ـن إلا أنه قد غيَّره

قال السيوطي في «المزهر»: معاذ الله، هو بريء، ومن طالع كتاب «الجمهرة» رأى تحرِّيه في روايته، ولا يُقبل فيه طعن نفطويه؛ لأنه كان بينهما منافرة عظيمة بحيث إن ابن دريد هجاه بقوله:

لو أُنزِل الوحي على نفطويه
لكان ذاك الوحي سخطًا عليه
وشاعر يُدعى بنصف اسمه
مستاهل الصفع على أخدعيه
أحرقه الله بنصف اسمه
وصيَّر الباقي صراخًا عليه

قال بعضهم: وكان لأبي علي القالي نسخة من «الجمهرة» بخط مؤلفها، وكان قد أُعطي فيها ٣٠٠ مثقال فأبى، فاشتدت الحاجة به فباعها بأربعين مثقالًا، وكتب عليه هذه الأبيات:

أنِستُ بها عشرين عامًا وبعتها
وقد طال وجدي بها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعها
ولو خلَّدتني في السجون ديوني
ولكن لعجز وافتقار وصبية
صغار عليهم تستهل شئوني
فقلت ولم أملك سوابق عبرتي
مقالة مكويِّ الفؤاد حزين:
وقد تُخرج الحاجاتُ يا أَمَّ مالك
كرائمَ مِن رَبٍّ بهن ضنين

قال: فأرسلها الذي اشتراها وأرسل معها أربعين دينارًا أخرى. ومات ابن دريد ببغداد سنة ٣٢١.

وألَّف أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري المولود سنة ٢٨٢ كتاب «تهذيب اللغة»؛ وهو كتاب كبير مُعتبر في اللغة، مرتَّب على الحروف باعتبار مخارجها كترتيب كتاب «العين»، وسيأتي مزيد وصف لهذا الكتاب في الكلام على كتاب «المحكم» لابن سِيده. وتوفي الأزهري بمدينة هراة سنة ٣٧٠.

(٤) كتاب «الصحاح» للجوهري و«المجمل» لابن فارس

وفي المائة الرابعة، صنف الشيخ أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري كتاب «تاج اللغة وصحاح العربية» على ترتيب لم يُسبق إليه؛ فجعله ثمانية وعشرين بابًا مرتبة على حروف المعجم، الباب الأول: باب الألف المهموزة، وفيه الكلمات المنتهية بالهمزة، والباب الثاني: باب الباء، وفيه الكلمات المنتهية بالباء، والباب الثالث: باب التاء، والرابع: الثاء، وهكذا إلى آخر الحروف، إلا أنه جعل الواو والياء في باب واحد ذكره بعد باب الهاء، وذكر باب الألف اللينة أخيرًا. وفي كل باب من هذه الأبواب يذكر عدة فصول: فصل الألف وفيه الكلمات المبدوءة بالهمزة، ثم فصل الباء وفيه الكلمات التي أوائلها باء، ثم فصل التاء، ثم فصل الثاء، وهكذا إلى الآخر، إلا أنه قدَّم فصل الواو من كل باب على فصل الهاء، وكان يجب أن يكون عدد الفصول في كل باب ٢٨، إلا أن هذا العدد لم يكمل إلا في خمسة أبواب: الألف المهموزة، واللام، والميم، والنون، وباب المعتل، والأبواب الباقية منها ما نقُص فصلًا ومنها ما نقُص فصلين وهكذا، والباب الأخير لم يفصل فيه. وإسقاط الفصول ناشئ عن كون كلماتها مهملة أو معرَّبة أو غير لازمة في الاستعمال، والمعتبر في الأبواب والفصول أصل المادة، وحروف أوساط الكلم، مُراعًى فيها ترتيب حروف المعجم أيضًا.

فإن أردت أن تكشف في هذا الكتاب عن الكلم: «بهظ» و«جوانح» و«توقان» و«استئثار»، فابحث عن الأولى في باب الظاء فصل الباء، وعن الثانية في جنح من باب الحاء فصل الجيم، وعن الثالثة في توق من باب القاف فصل التاء، وعن الرابعة في أثر من باب الراء فصل الهمزة.

ومن اصطلاح «الصحاح» وتبعه غيره فيه أنه إذا ذكر لفظًا وقال عقِبه بالكسر أو الفتح أو الضم فالضبط لأول حرف إن كان اسمًا، ولعينه إن كان فعلًا، وإذا قال بالتسكين كان للثاني، وإذا قال محرَّكًا أو بالتحريك يكون اللفظ بفتحتين، ومحل كون الضبط للأول في غير المفعلة فالضبط فيها للعين.

وسمى الجوهري كتابه ﺑ «الصحاح» بالكسر جمع صحيح، أو الفتح مفردًا كصحيح؛ لأنه التزم فيه ذكر الصحيح من اللغة بخلاف غيره من الكتب قبله؛ فإنها لم تلتزمه بل جمعت ما صحَّ وغيره، ونبهت على ما لم يثبت غالبًا؛ ولذا قالوا: إن «صحاح الجوهري» في اللغة نظير «صحيح البخاري» في الحديث. قال الجوهري في خطبة كتابه: «قد أودعتُ هذا الكتاب ما صحَّ عندي من هذه اللغة التي شرَّف الله تعالى منزلتها، وجعل علم الدين والدنيا منوطًا بمعرفتها، على ترتيبٍ لم أُسبق إليه وتهذيب لم أُغلب عليه في ثمانية وعشرين بابًا، وكل باب منها ثمانية وعشرون فصلًا على عدد حروف المعجم وترتيبها، إلا أن يُهمل من الأبواب جنس من الفصول بعد تحصيلها بالعراق رواية وإتقانها دراية ومشافهتي بها العرب العاربة في ديارهم بالبادية، ولم آلُ في ذلك نُصحًا ولا ادخرت وُسعًا.» وجمع الجوهري في صحاحه أربعين ألف مادة.

وقد كثُر تداول هذا الكتاب واشتُهر شهرة عظيمة لحسنه وسهولته وما فيه من الفوائد والقواعد والشواهد، لكن قلَّ تداول الناس له في هذه الأيام؛ لأنه طُبع خلوًا من ضبط الكلمات اللغوية، ومالوا إلى «القاموس» لطبعه مضبوطًا ولزيادة مواده. وكثير من الفضلاء يفضلون «الصحاح» على «القاموس» لسهولة عباراته وكثرة شواهده الرصينة، ولعدم تكلفه الإجمال في الكلام، والاختصار البالغ حده. وتوفي الجوهري في حدود الأربعمائة، وقيل سنة ٣٩٣.

قال السيوطي: «وكان في عصر صاحب «الصحاح» ابن فارس، فالتزم أن يذكر في «مجمله» الصحيح، قال في أوله: قد ذكرنا الواضح من كلام العرب والصحيح منه دون الوحشي المستنكر، ولم نأل في اجتباء المشهور الدال على تفسير حديث أو شعر، والمقصود في كتابنا هذا من أوله إلى آخره التقريب والإبانة عما ائتُلف من حروف العربية، فكان كلامًا وذكر ما صحَّ من ذلك سماعًا أو من كتاب لا يُشك في صحة نسبه؛ لأنَّ من علم أن الله تعالى عند مقال كل قائل فهو حرًى بالتحرُّج من تطويل المؤلفات وتكثيرها بمستنكر الأقاويل وشنيع الحكايات، فقد كان يقال: من تتبع غرائب الأحاديث كَذَب، ونحن نعوذ بالله من ذلك. وقال في آخره: قد توخَّيتُ فيه الاختصار، وآثرتُ فيه الإيجاز، واختصرت على ما صحَّ عندي سماعًا أو من كتابٍ صحيح النسب مشهور، ولولا توخِّي ما لم أشك فيه من كلام العرب لوجدت مقالًا.» ا.ﻫ.

قال أحمد فارس إنه رأى خطبة «المجمل» على غير النسق الذي نسقه الإمام السيوطي، ثم ذكر نصها، وجاء في آخر النص: «وسميته «مجمل اللغة»؛ لأني أجملت فيه الكلام، ولم أكثره بالشواهد والتصاريف إرادة الإيجاز؛ وذلك أني خرَّجته على حروف المعجم فجعلت كل كلمة أولها ألف في كتاب الألف، وكل كلمة أولها باء في كتاب الباء، حتى أتيت على آخر الحروف كلها.» وتوفي ابن فارس القزويني سنة ٣٩٨.

(٥) كتاب «المحكم» و«المخصص» لابن سيده

ألَّف أبو الحسن علي المعروف بابن سِيده الأندلسي المولود في دولة علي بن مجاهد سنة ٣٩٧ كتاب «المحكم» على نحو ترتيب كتاب «العين». قال ابن خلدون: «وزاد فيه التعرض لاشتقاقات الكلم وتصاريفها فجاء من أحسن الدواوين، ولخَّصَهُ محمد بن أبي الحسين (صاحب المستنصر من ملوك الدولة الحفصية بتونس) وقلب ترتيبه إلى ترتيب كتاب «الصحاح» في اعتبار أواخر الكلم وبناء التراجم عليها، فكانا توءمي رحم وسليلي أبوَّة.»

قال أبو الفضل بن منظور في خطبة كتابه «لسان العرب»: «ولا أقول: شافهت أو سمعت أو شددت أو رحلت أو نقلت عن العرب العرباء أو حملت؛ فهذه دعاوي لم يترك فيها الأزهري وابن سِيده مقالًا لقائل، فإنهما عيَّنا في كتابيهما عمَّن رويا، وبرهنا عمَّا حويا، ولعمري لقد جمعا فأوعيا وأتيا بالمقاصد فَوَفَّيَا، وهما من أمهات كتب اللغة على التحقيق، وما عداهما ثنيات للطريق، غير أن كلا منهما مطلب عسِر المهلك، ومنهل وعِر المسلك، وكأن واضعه شرع للناس موردًا عذبًا وحلأهم عنه، وارتاد لهم مرعًى مريعًا ومنعهم منه، قد أخَّر وقدَّم وقصد أن يُعرب فأَعجم، فرق الذهن بين الثنائي والمضاعف والمقلوب، وبعَّد الفكر باللفيف والمعتل والرباعي والخماسي فضاع المطلوب، فأهمل الناس أمرهما وانصرفوا عنهما وكادت البلاد لعدم الإقبال عليهما تخلو منهما؛ وليس لذلك سبب إلا سوء الترتيب وتخليط التفصيل والتبويب.»

وألَّف ابن سيده كتابًا آخر في اللغة سماه «المخصص» جمع فيه الأجناس بحسب معانيها، وجعل لكل باب جنسًا وما تعلق به، وهو نافع لمن يذهب من جانب المعنى إلى جانب اللفظ عكس المشهور. قال في خطبته: «فلما رأيت اللغة على ما أريتك من الحاجة إليها لمكان التعبير عما نتصوره وتشتمل عليه نفوسنا وخواطرنا، أحببت أن أجرد فيها كتابًا يجمع ما تنشَّر من أجزائها شعاعًا، وتنثَّر من أشلائها حتى قارب العدم ضياعًا … ثم إني لما وضعت كتابي الموسوم ﺑ «المحكم» مجنسًا لأدل الباحث على مظنة الكلمة المطلوبة، أردت أن أعدل به كتابًا أضعه مبوَّبًا حين رأيتُ ذلك أجدَى على الفصيح المِدْرَه، والبليغ المُفَوَّه، والخطيب المِصقْع، والشاعر المجيد المِدْقع، فإنه إذا كان للمسمى أسماء كثيرة وللموصوف أوصاف عديدة تنقى الخطيب والشاعر منها ما شاءا واتسعا فيما يحتاجان إليه من سجع أو قافية، على مثال ما نجده في الجواهر المحسوسة كالبساتين تجمع أنواع الرياحين، فإذا دخلها الإنسان أهوت يده إلى ما استحسنته حاستا نَظَره وشَمِّه.»

وفي المكتبة الخديوية نسخة من «المُخَصَّص» ذات ١٧ سفرًا، مكتوبة بقلم مغربي، فيها خروم وتقديم وتأخير، والآن يطبع بمطبعة بولاق الأميرية. وتوفي ابن سيده بدانية سنة ٤٥٨.

(٦) «فقه اللغة» للثعالبي

ألَّف أبو منصور الثعالبي النيسابوري المولود سنة ٣٥٠ كتاب «فقه اللغة وسر العربية» في ثلاثين بابًا تتضمن من الفصول ما يناهز ستمائة فصل، جمع في كل منها من الألفاظ ما هو من وادٍ واحد، فهو مفيد لمن يذهب من جانب المعنى إلى جانب اللفظ ﮐ «المخصص» لابن سيده، وتوفي الثعالبي سنة ٤٢٥.

(٧) كتاب «أساس البلاغة» للزمخشري

ألَّف أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري المولود سنة ٤٦٧ كتاب «أساس البلاغة» على الترتيب المعهود في حروف المعجم؛ فجعل الكلم المبدوءة بالهمزة في باب والمبدوءة بالباء في آخر، والمبدوءة بالتاء في ثالث وهكذا، وراعى في ترتيب أوساط الكلم من كل باب ما راعاه في ترتيب أوائلها. والكتاب ليس قاصرًا على إفادة اللغة بل يرشد أيضًا إلى مناهج الإنشاء لكثرة ما فيه من السجع والشواهد والأمثال وبيان المجاز. قال ابن خلدون: «ومن الكتب الموضوعة أيضًا في اللغة كتاب الزمخشري في المجاز، بيَّن فيه كل ما تجوَّزت به العرب من الألفاظ وفيما تجوَّزت به من المدلولات، وهو كتاب شريف الإفادة.» ولحسن ترتيبه يسهل على الطالب الكشف منه على معاني الكلِم، لكن ربما أبطأ به عن نوال المطلوب اقتصار المؤلف في الغالب على وضع الكلمات في التراكيب دون ذكر معانيها صراحًا اعتمادًا على فهم المطالع واستنباطه معنى الكلمة من الجملة؛ فلهذا ربما يصح أن يقال إنه كتاب مطالعة لا مراجعة، وفضلًا عن هذا قد طُبع غير مضبوط بالمطبعة الوهبية سنة ١٢٩٩. وتوفي الزمخشري سنة ٥٣٨.

(٨) نهاية ابن الأثير

ألَّف الإمام مجد الدين أبو السعادات الجزري المعروف بابن الأثير المولود في جزيرة ابن عمرو سنة ٥٤٤ كتابه الموسوم ﺑ «النهاية في غريب الحديث والأثر»، جمع فيه من غريب الحديث ما في كتابي الهروي وأبي موسى الأصفهاني في غريبي القرآن والحديث، وزاد عليهما، قال: «وقد سلكتُ طريق الكتابين في الترتيب والوضع على حروف المعجم بالتزام الحرف الأول والثاني من كل كلمة وإتباعهما بالحرف الثالث منها على سياق الحروف، إلا أني وجدت في الحديث كلمات كثيرة في أوائلها حروف زائدة قد بنيت الكلمة عليها حتى صارت كأنها من نفسها، وكان يلتبس موضعها الأصلي على طالبها، فرأيت أن أثبتها في باب الحرف الذي هو أولها وإن لم يكن أصليًّا ونبَّهتُ عند ذكره على زيادته … وجعلت على ما فيه من كتاب الهروي «هاء» بالحمرة، وعلى ما فيه من كتاب أبي موسى «سينًا»، وعلى ما أضفته من غيرهما مهملًا من غير علامة.» وتوفي ابن الأثير بالموصل سنة ٦٠٦.

(٩) «العباب» و«التكملة» و«مجمع البحرين» للصغاني

من أئمة اللغة العِظام «حسن الصغاني» المولود سنة ٥٧٧ في لاهور (إحدى مدن الهند)، وإنما قيل له: الصغاني؛ لأن أحد أسلافه جاء من صغان، إحدى قرى ما وراء النهر، وتوفي سنة ٦٥٠ في بغداد، ونقل إلى مكة ودُفن فيها. ألَّف كتابه «العباب الزاخر واللباب الفاخر» في عشرين مجلدًا مع أنه لم يكمله، بل انتهى فيه إلى مادة: «بكم»؛ ولهذا قيل:

إن الصغاني الذي
حاز العلوم والحكم
كان قصارى أمره
أن انتهى إلى بكم

وألَّف «تكملة الصحاح»، وهي أكبر منه حجمًا، ثم جمع بينهما في كتاب واحد سمَّاه «مجمع البحرين»، وترتيبه في ذلك كترتيب «الصحاح».

(١٠) كتاب «لسان العرب» لابن منظور

أعظم كتاب أُلِّف في اللغة هو كتاب «لسان العرب» للإمام جمال الدين بن منظور الأنصاري الخزرجي الأفريقي، نزيل مصر، المولود في سنة ٦٩٠، وهو كتاب شهرته تغني عن البيان، جمع فيه مؤلفه كثيرًا من كتب اللغة ﮐ «الصحاح» و«التهذيب» و«المحكم» و«الجمهرة» و«النهاية»، فهو يغني عن جلِّها إن لم نقل عن كلها، فيه ثمانون ألف مادة مرتبة ترتيب مواد «الصحاح»، لا يقتصر فيه على إفادة اللغة بل يبين من فنون الأدب وتفسير الآي وشرح الأحاديث والأمثال والأشعار ما يأتي في عرض الكلام ويمس إليه البيان، وهذا كثير يفوق الحصر.

وقد طُبع هذا الكتاب في عشرين جزءًا في مطبعة بولاق الأميرية سنة ١٣٠٠ بعد الهجرة، ولولا طبعه ما كثُر تداوله بل كان كنزًا مدفونًا ودرًّا مكنونًا. وتوفي ابن منظور سنة ٧٧١، وقيل إنه وُلد سنة ٦٣٠ وتوفي سنة ٧١١، وعلى القول الأول يكون ابن منظور معاصرًا للفيروزآبادي صاحب «القاموس» المولود سنة ٧٢٩، وعلى الثاني تكون وفاة ذاك قبل ولادة هذا.

(١١) «المصباح» للفيومي

على نسق كتاب «النهاية» في ترتيب الكلم اللغوية، جرى الإمام أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي، المتوفى سنة ٧٧٠ في ترتيب كتابه المسمى ﺑ «المصباح المنير في غريب الشرح الكبير»، وهو مختصر كتاب له مطول كان جمعه في غريب «شرح الوجيز» للإمام الرافعي، وقال في آخر المصباح إنه جمع أصله من نحو سبعين مصنفًا، وعدَّ منها كثيرًا، وأنه فرَغ من تأليفه سنة ٧٣٤، وقد طُبع «المصباح» في مطبعة بولاق الأميرية سنة ١٢٨١ وطُبع في غيرها.

(١٢) «القاموس» للفيروزآبادي

ومن كتب اللغة المشهور كتاب «القاموس المحيط» للإمام مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي١ المولود بكارزين سنة ٧٢٩، وقد اشتُهر هذا الكتاب وتداولته الأيدي أكثر من غيره حتى الآن، وترتيبه على نسق ترتيب «الصحاح»، من اعتبار أواخر الكلمات مجردة للأبواب، وأوائلها للفصول، كما قيل:
إذا رُمتَ في القاموس كشفًا للفظةٍ
فآخرها للباب والبدء للفصل
ولا تعتبر في بدئها وأخيرها
مزيدًا ولكن اعتبارك بالأصل
إلا أن عبارة «الصحاح» أوسع وأصرح لا يظهر عليها أثر التكلف مشفوعة بالشواهد، وعبارة «القاموس» ضيقة موجزة محذوفة الشواهد مطروحة الزوائد، وكثيرًا ما يُعَمَّى المراد منها على غير المُمارس لمطالعته ولا العارف باصطلاحاته، قال في خطبته: ومن بديع اختصاره، وحسن ترصيع تقصاره: (أ) أني إذا ذكرت صيغة المذكر أتبعتها المؤنث بقولي: وهي بهاء ولا أعيد الصيغة. (ب) وإذا ذكرت المصدر مطلقًا أو الماضي بدون الآتي ولا مانع٢ فالفعل على مثال كتب. (ج) وإذا ذكرت آتيه بلا تقييد فهو على مثال: ضرب. على أني أذهب إلى ما قال أبو زيد:٣ إذا جاوزت المشاهير من الأفعال التي يأتي ماضيها على «فَعَلَ» فأنت في المستقبل بالخيار، إن شئت قلت: يفعُل بضم العين، وإن شئت قلت: يفعِل بكسرها. (د) وكل كلمة عرَّيتها عن الضبط فإنها بالفتح إلا ما اشتُهر بخلافه اشتهارًا رافعًا للنزاع من البَيْن، وما سوى ذلك فأقيده بصريح الكلام غير مقتنع بتوشيح القِلام. (ﻫ) مكتفيًا بكتابة ع د ة ج م عن قولي موضع وبلد وقرية، والجمع ومعروف فتلخص، وكلُّ غث إن شاء الله عنه مصروف. ا.ﻫ.

وفي «القاموس» ٦٠ ألف مادة، فهو يزيد عن «الصحاح» بعشرين ألف، وينقص عن اللسان بمثلها، والمواد المزيدة عن «الصحاح» كانت تُكتب حمراء في نسخ «القاموس» المكتوبة بالأيدي، فلما طُبع ميَّزوها بوضع خطوط فوقها.

ومن الناس من يُفضل «القاموس» على «الصحاح»؛ لزيادة المواد وكثرة اللغات وتكثير المعاني للألفاظ مع الإيجاز ولما في «الصحاح» من الأوهام. وقد مدح «القاموس» غير واحد، قال ابن العليف المتوفى بمكة سنة ٨١٥:

منذ مدَّ مجد الدين في أيامه
من بعض أبحر علمه القاموسا
ذهبت صحاح الجوهري كأنها
سحر المدائن حين ألقى موسى

وقال آخر:

لمجد الدين في القاموس مجد
وفخر لا يوازيه موازي
أصح من الصحاح بغير شك
وإن خلط الحقيقة بالمجاز

ومنهم من يفضل «الصحاح» على «القاموس»؛ كالشيخ عبد القادر اليمني، قال: «في زماننا قد نقصت رتبة «الصحاح» وشهرته، واكتفى الناس ﺑ «القاموس» لثلاثة أمور: الأول: جهلهم أن «الصحاح» أصح الكتب في اللغة حتى توهموا أنه كثير الغلط لما سمعوا أن فيه تصحيفًا يسيرًا، ولم يعلموا أن ذلك لا يخلو منه إلا كتاب الله تعالى، وأنه يمكن أن يعرفه كل مشتغل باللغة، الثاني: لجهلهم بعيوب «القاموس» حتى صار عندهم جميع ما فيه قطعيًّا، الثالث: جهلهم بمحاسن «الصحاح»، وما ادعى المجد أن الجوهري وَهِمَ فيه فهو دعوى مجردة، وأوهام «الصحاح» يسيرة كما نصَّ عليه الأئمة؛ ولذلك اعتمد عليه أئمة اللغة بخلاف «القاموس»، وإن أكبَّ عليه أهل عصرنا. على أننا تتبعنا كثيرًا مما ادَّعى المجد وغيره أن الجوهري وَهِمَ فيه فوجدناه صحيحًا، وقد أبان ذلك شيخنا ابن الطيب في «شرح القاموس».» ا.ﻫ. وقد رَدَّ على أصحاب القول الأول الشيخ عبد الغني النابلسي بقوله:

من قال: بَطُلَتْ صحاح الجوهري
لما أتى القاموس فهو المفتري
قلت: اسمه القاموس وهو البحر إن
يفخَر فمعظم فخره بالجوهري

وتوفي الفيروزآبادي في اليمن بزبيد سنة ٨١٧، وقد كتب كثير من الحواشي والشروح على «القاموس»؛ فمن ذلك حاشية ابن الطيب المولود بفاس سنة ١١١٠، وشرح السيد محمد مرتضى نزيل مصر المتوفى بها سنة ١٢٠٥ عن ستين سنة، وكان تلميذ ابن الطيب، وقد طُبع هذا الشرح حديثًا في المطبعة الخيرية سنة ١٣٠٦ في عشرة أجزاء ضخام، وقد طُبع «القاموس» ثلاث مرات في مطبعة بولاق الأميرية، وآخر طبعة كانت سنة ١٣٠١ بعد الهجرة.

(١٣) «مختار الصحاح»

اختصر «الصحاح» الإمام محمد بن أبي بكر الرازي، وسمى مختصره «مختار الصحاح» وهو مشهور متداول، فرغ من تأليفه سنة ٧٦٠.

(١٤) «المزهر في علوم اللغة»

كتاب جليل الفائدة ألَّفه جلال الدين السيوطي المولود سنة ٨٤٩ والمتوفى سنة ٩١١، قال في خطبته: «هذا علم شريف ابتكرت ترتيبه واخترعت تنويعه وتبويبه، وذلك في علوم اللغة وأنواعها وشروط أدائها وسماعها، حاكيت به علوم الحديث في التقاسيم والأنواع، وأتيت فيه بعجائب وغرائب حسنة الإبداع، وقد كان كثير ممن تقدم يلم بأشياء من ذلك، ويعتني في تمهيدها ببيان المسالك، غير أن هذا المجموع لم يسبق إليه سابق ولا طرق سبيله قبلي طارق، وقد سميته ﺑ «المزهر في علوم اللغة».» وقد جاء بخمسين نوعًا، ثمانية منها راجعة إلى اللغة من حيث الإسناد، وثلاثة عشر منها من حيث الألفاظ، وثلاثة عشر أيضًا من حيث المعنى، وخمسة منها من حيث لطائفها، والباقية منها راجعة إلى رجال اللغة ورواتها، وقد طُبع هذا الكتاب بمطبعة بولاق سنة ١٢٨٢.

(١٥) «محيط المحيط» و«قطر المحيط»

كتابان ألفهما المعلم بطرس البستاني اللبناني المولود سنة ١٨١٩ بعد الميلاد، والمتوفى سنة ١٨٨٣، قال في أول «محيط المحيط» إنه يحتوي على «محيط الفيروزآبادي»، وعلى زيادات كثيرة عثر عليها. وقال في أول «قطر المحيط» إنه سماه بذلك؛ لأن نسبته إلى «محيط المحيط» تقرب من أن تكون كنسبته قُطر دائرة إلى محيطها. وفرغ من تأليف الأول سنة ١٢٦١ بعد الهجرة، ومن الثاني سنة ١٢٨٦، وهما في ترتيب المواد اللغوية ﮐ «المصباح»، وقد طُبعا في بيروت، ومنهما نسختان في المكتبة الخديوية.

(١٦) «الجاسوس» و«سر الليال»

كتابان ألفهما أحمد أفندي فارس، صاحب «الجوائب»، الأول في تخطئة «القاموس»، وقد طُبع في القُسطنطينية سنة ١٢٩٩، والثاني في القلب والإبدال، وقد تم طبعه سنة ١٢٨٤ بالآستانة العلية، وتوفي أحمد فارس سنة ١٣٠٥.

(١٧) «أقرب الموارد في فُصَح العربية والشوارد»

كتاب نفيس ألَّفه الفاضل سعيد أفندي الشرتوني اللبناني، من نُبَهاء هذا العصر، وقد طُبع في بيروت سنة ١٨٨٩ بعد الميلاد في سفرين ضخمين، وطريقته في الترتيب ﮐ «المصباح».

(١٨) «قلائد الذهب في فصيح لغة العرب»

كتاب جَمعتُ فيه من الألفاظ ما هو كثير الدوران على ألسنة الفصحاء، ومشخص للمعاني المتواردة على أفئدة البلغاء، يتبع اللفظ معناه، ويشفع هذا بشاهد أو مثال يهدي إلى مرماه؛ فتستبين بذلك مرامي الكلام، وينال الطالب ما يعز من فوق الثمام:

يُقَرِّب الأقصى مع الإيجاز
ويردف الأصلي بالمجاز

شواهده وأمثلته توقف على مناهج الإنشاء والتأليف، وتوفق إلى مدارج الإبداع في التصنيف، يرتب كلمات المادة اللغوية حسب معانيها الأصلية والفرعية، والمواد مرتبة ترتيب الحروف على وجه جميل مألوف يُستسهل معه الكشف، ويُستعذب منه الرشف. وقد طُبع منه السفر الأول في مطبعة بولاق سنة ١٣١١، وهذا السفر يشمل نحو خمسة آلاف كلمة لغوية ولها من الشواهد نحو ٥٠٠ بيت شعر، و٥٠٠ آية، و١٥٠ حديثًا، و١٠٠ مثل سائر، وغير ذلك من نوابغ الكلم وجوامع الحكم، وفي مادة «جلل» مقامة أدبية بديعة.

١  نسبةً إلى فيروزآباد، وهي قرية بفارس منها والده وجده.
٢  بأن كانت فاء الفعل واوًا كوعد، أو عينه ياءً كباع، أو لامه ياءً كرمى، أو كان لازمًا مضاعفًا كحن يحن، فيكون المضارع مكسورًا غالبًا.
٣  هو أحمد بن سهل البلخي، ولد بقرية من قرى بلخ، ونشأ بها معلَّم صبيان كأبيه، ثم دعته نفسه إلى دخول العراق فاقتبس العلوم والحكمة من علمائها وحكمائها، وتعمق في الفلسفة حتى رُميَ بالإلحاد، واختطفته يد المنون سنة ٣٢٢.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤