الفصل التاسع

معسكر داخاو – ألمانيا ١٩٣٩م

«ها هو اليوم الحادي عشر ينتهي في المعسكر، العمل منهِك جدًّا، هنا نحن نحمل القِطَع الحديدية الثقيلة ونقترب كثيرًا من أفران صهر الحديد وتسخينه إلى درجات حرارة عالية حتى يسهل تشكيله من جديد، قبل عدة أيام احترق باطن يد أحد المعتقلين بالكامل؛ لأنه حمل قطعةً ساخنة وهو لا يدري، فتمَّ معاقبته بتركه يصرخ من شدة الألم ولم يحصل على الإسعافات الأولية؛ لأنه تصرَّف من تلقاء نفسه دون الرجوع إليهم، نظرت إلى لون شارته المثلَّثة فرأيته أسودَ «إنه من الغجر»، لا أدري لماذا تستهويني هذه الألوان، هل لو كان اللون أصفر لمالت إليه عاطفتي أكثرَ من كونه أسود، أم إنني كنت في موضعٍ لا فرق فيه بين يهودي وغيره، مما جعلني أفقدُ شعور الألم تجاه أخي اليهودي وأتألم للجميع بنفس المستوى؟! لا أدري؛ فالكل هنا يقاسون العذابَ بمقياس واحد.»

كان مايكل يحاول كتابة بعض المذكِّرات اليومية بعد عودته ليلًا إلى الثكنة لعلها تخفِّف عنه بعضًا من قسوةِ ما يعيشه في المعسكر؛ فالكتابة تريح الأعصابَ كدموع العين التي تخدِّر الألم، وقد حصل على قلمٍ وورقة بعدما نسيهما أحد المراقبين الألمان على بدن إحدى الآلات الكبيرة.

كان العمل الشاقُّ يبدأ من الساعة السادسة فجرًا دون توقُّف حتى الثانية عشرة ظهرًا، حيث فترة استراحة الغداء الذي كان عادةً من حَساء البازيلا، عشر حبات من البازيلا فقط لكل معتقل مع قطعةِ خبزٍ صغيرة، هذه قيمة الكابونة الواحدة، كان المساجين يلتهمون الخبز التهامًا وأصوات الملاعق كأنها في معركةٍ طاحنة بالسيوف.

كان ألم الجوع في أول الأيام يؤثِّر كثيرًا في مايكل؛ فالهم المشترك بين الجميع في المعسكر هو الرغبة في الطعام؛ لأنها الغريزة البدائية التي تتمركز حولها حياة الإنسان؛ فكان الحديث عن الأطباق الشهية والوعود بينهم إن حصل وخرجوا من هذا الجحيم أن يقيموا وليمةً فيها ما لذَّ وطاب، ويدعون إليها كلَّ مَن ذاق مرارة المعسكرات وسوء التغذية؛ أحلام وأمنيات كانوا يتكئون عليها بغيةَ التخفيف على أنفسهم، لكن مايكل كان يحمل همًّا آخر؛ الخوف على مصير أمِّه وسارة وديفيد، مجرَّد التفكير في حالهم يؤرِّقه كثيرًا، يخشى أنهم تعرضوا لاعتداءٍ أو حتى اعتقال كما حصل له، نادى بيتر من مضجعه.

– ما بك يا مايكل، هوِّن عليك، كفاك تسرَح في تفكيرك خارجَ أسوار المعسكر، لم يبقَ شيء في حياتنا يستحق التفكير، سنغادرها قريبًا، هيَّا أقبِل نجلس قليلًا.

أطرق مايكل وفي وجهه ابتسامة صفراء وهو يُقبِل نحوه: أنا لا أفكِّر بنفسي، بل بأهلي الذين تركتهم خلفي.

– دعِ التفكير جانبًا، فلا يمكن الخروج من هنا إلا لسببين.

– وما هما؟!

– إخراج جثمانك إلى المقبرة أو الانتقال إلى معسكرٍ آخر.

فلا تحلُم بغيرهما؛ لذلك اعتبر نفسك ميتًا، وعِش أيامَك الأخيرة دون مبالاة.

نظر مايكل في وجهه متحسرًا: لا مبالاة؟! كأنك وهَنتَ يا بيتر وتمكَّنوا منك.

– هيه، لا يمكن لأحدٍ على وجه الأرض أن يتمكَّن من بيتر.

– دعْك من هذا وقل لي، ما رأيك بالموت؟

– ما بك يا مايكل، هل تفكِّر في الانتحار، لم يمضِ على قدومك الكثير، أنا الذي وهَنتُ أم أنت؟!

– السؤال لا يعبِّر عن النية، بل مجرَّد أريد أن أعرف رأيك به.

– الموت يختلف الرأي عنه حسب الأجواء؛ فالموت هنا هي حياة بحد ذاتها، والموت بين أهلك وأحبابك هو الموت الحقيقي كما ينظر إليه البشر.

– لا، بل أسألك عن الموت بعيدًا عن الأجواء.

صمت هنيهة وهو يفكِّر، ثم نظر على امتداد الأسرَّة الخشبية صوب الباب.

– الموت ليس بالضرورة نهايةَ كل شيء، لربما يكون البداية الحقيقية التي طالما انتظرناها في الحياة، هو كالنوم .. رقود وسكينة.

ألم تنتبه إلى السكينة في وجوه الموتى؟ يُذكَر عن اليسوع أنه قصد الرقود بالموت فقال: «تَكلَّمَ بهذا.»‏ ثم قال لهم:‏ «لِعَازَرُ صدِيقُنا راقِدٌ،‏ لكنِّي ذاهِبٌ لِأُوقظَه منَ النَّوم.» فقال له التلاميذُ:‏ «يا رَبُّ،‏ إِنْ كان راقِدًا فسيتعافى.» غير أنَّ يَسُوعَ كان قَدْ تَكلَّم عن مَوْته.‏ وأمَّا هُم فظَنُّوا أنَّه يتكلَّم عن رُقَادِ النَّوم.‏ فقال لهم يَسُوعُ حينَئذٍ صراحةً:‏ «لِعَازَرُ مَاتَ.»

– كم نحن بحاجة إلى هذا الرقود يا بيتر!

– سنرقد يومًا إلى الأبد لا تقلق، يومها سينتهي كلُّ هذا الألم وتصبح هباءً وكأننا لم نعِشه.

•••

في فجر اليوم التالي دوَّت صفارات الإيقاظ وتعالى صراخ بعض المعتقلين الذين تأخَّروا عن الاستعداد ليومٍ بائسٍ جديد، خلال ثوانٍ معدودة اصطفَّ جميع مَن في الثكنة على امتداد الأسرَّة. دخل الضابط بزيه النازي الأنيق حاملًا بيده اليمنى سوطًا أسودَ مصنوعًا من ذيل الحصان ومثبتًا بخشب مكسوٍّ بمادة مطاطية سوداء، وفي يده اليسرى سِجلُ الأرقام. قرأ الأرقام وكان من بينها ١٢١٦ رقمُ مايكل، ثم وقف جانبًا مع مَن قُرئت أرقامهم، وصاح بالبقية: إلى الطابور في الساحة، أما أنتم فابقوا هنا حتى الصباح.

ثم خرج من الثكنة، كان الخبر حينها مفرِحًا ومخيفًا في نفس الوقت؛ فمنذ دخولهم إلى المعسكر كان مايكل يكره هذه الساعة، لكن اليوم لن يكون مع العمال، انتبه إلى شارات الذين بقوا، كانت كلها صفراء، تساءل في نفسه ما الذي يريدونه منا نحن اليهود بالذات، هل جاء أمرٌ بتصفيتنا؟ أم بنقلنا إلى معسكرٍ آخر؟ كما قال بيتر هنا لا يوجد سوى طريقين أمامنا، إما إلى المقبرة أو إلى معسكرٍ آخر.

عندما حلَّ الصباح فُتح الباب فجأة، قفز الجميع من أسرَّتهم المتعفنة التي لم ترَ نور الشمس مذ دخلوا المعسكر، وقفوا على حالة الاستعداد كالعادة، فدخل أحد ضباط السجن وفي وجهه ابتسامة حقيرة مليئة بالحقد وقال: اليوم يوم سعد لكم أيها الخنازير، هيا اصطفوا خلف بعضكم البعض وتوجهوا نحو الساحة.

تسلل الخوف إلى قلب مايكل عندما سمع كلمة «يوم سعد لكم» هذه الجملة عادة في السجون تقال لمن ينتظره يوم لن ينساه في حياته، تعذيب من نوع آخر لربما، لكن خاصة لليهود دون غيرهم، قال في نفسه: كنت متأكدًا أن هنالك نوعًا من الحقد الخاص تجاهنا نحن اليهود، حتى وإن اقتنعت ببعض كلام روبرت حول عدم تفرقتهم بين اليهود وغيرهم من المعتقلين. مروا من الساحة كلها وهو غارق في التفكير وبمصيرهم المجهول الذي يتغير من لحظة إلى لحظة.

وقف السير أمام إحدى الثكنات التي تبدو أنها خاصة بضباط المعسكر، نظر يمينًا فرأى مجموعاتٍ أخرى يتم سَوقها تجاههم، الكل يحمل في صدره مثلثًا أصفر اللون، كانت الغرفة التي دخلها مايكل مع مَن كانوا معه مختلفة تمامًا عن ثكنتهم المتعفنة والكئيبة والمظلمة، النوافذ كبيرة ومشرعة، والهواء نقي مع رائحة ورود خفيفة، وأشعة الشمس قد تسلَّلت بلطف إليها لتسلك طريقًا مستقيمًا من النافذة وقد رسمت على الأرضية شكلًا مستطيلًا، وطاولةً كبيرة في المنتصف عليها الكثير من الأوراق والأقلام المبعثرة ودُمى جنود نازية صغيرة صُنعت من الحديد، ويجلس خلفها ضابط بملامحَ هادئة يبدو عليه الترف من تقاسيم وجهه الجميل وشعره الأصفر الممشط نحو اليسار وخلفه على الحائط علمٌ أحمرُ كبيرٌ في وسطه شعارُ النازية «الصليب المعقوف»، كان منشغلًا يقرأ ورقةً ما حين دخلوا عليه ولم يُعرْ لوجودهم اهتمامًا إلى أن تنحنح الحارس وقال: هؤلاء المجموعة الأولى من اليهود كما طلبتم سيدي.

رفع رأسه ونظر إلى وجوههم واحدًا تلو الآخر ولم يتكلَّم بشيء، بعدها قام من مقعده وتوجَّه نحو النافذة، أطرق نظره نحو الساحة، وقال: إذن أنتم اليهود.

– نعم سيدي.

بعدها توجَّه نحو طاولته وحمل ورقةً مكتوبًا عليها بعض الكلمات وما بينها فراغات، رفعها بيده اليمنى عاليًا من الطرف العلوي للورقة، وقال: هذا صكُّ حياة كل واحدٍ منكم، نحن هنا في معسكر داخاو، كنا مسرورين جدًّا بتواجدكم معنا، وأعتقد أنتم كذلك بلا شك، لكن اليوم القرار موكَل إليكم؛ فلقد جاءتنا أوامرُ من القيادة العليا أن كل يهودي في المعسكر يوقِّع تعهُّدًا بترك ألمانيا بغضون ثلاثة أشهر من توقيعه التعهُّد سيتم الإفراج عنه، أما الذي يرفض فسيبقى معنا وبالطبع نحن نسعد ببقائه .. قالها مع ابتسامة معروفة السبب بالنسبة للمعتقلين.

عندما سمِع مايكل كلمة «الإفراج» خفَق قلبه من الفرح وكأنه وُلد من جديد، وبدأ شعورٌ غريب بالخلاص يسري إلى كل أرجاء جسده لربما كان يحمل خبرَ عودة الحياة من جديد إلى كل جزء فيه، قال في نفسه: أيَّة ألمانيا هذه؟ أريد الخلاص من هذا الجحيم فقط لم أصدِّق أنني سأخرج من المعسكر أبدًا، ولم يخطر لي أنهم سيطلقون سراحنا، يا لفرحتي سأرى اليوم أمي وأختي وديفيد.

جلس الضابط خلف مكتبه: مَن يريد التوقيعَ على التعهُّد فليقترِب، ومَن لا يريد فليخرج إلى الساحة حتى يلتحق بالعمل.

أقبل الجميع على التوقيع؛ فلا يمكن لعاقلٍ أن يمتنع من فرصة الخلاص التي لربما تكون الوحيدة من هذا الجحيم، وقبل أن يكملوا ملء أوراق التعهُّد والتوقيع عليها، تناهت إلى مسامعهم أصوات نفس العربات التي جاءت بهم إلى هنا تقترب من الثكنة، أكمل الجميع، ثم بعدها تمَّ سوقهم إلى صندوق العربة والابتسامة تعلو شفاه الجميع لأول مرةٍ مع الشعور بالفرح الشديد.

عند العودة نحو ميونخ لم يعصبوا أعينهم ولم يضعوا القيودَ بأيديهم وحتى لم يمنعوهم من الكلام فيما بينهم، التفت مايكل إلى الجالس بقربه: لم أصدِّق أننا سنخرج من ذلك المكان إلا إلى المقبرة.

كان الرجل مطأطئ الرأس، يرسم خطوطًا مستقيمة على أرضية صندوق العربة الخشبية، رفع بصره إلى مايكل وقال: كنت متأكدًا بأننا سنخرج لهذا السبب، متأكد كما أراك.

– وكيف لك أن تتأكد؟!

– لا تشغل نفسك بالإجابة، المهم أننا خرجنا.

– أخبِرني، هل أنت ساحر مثلًا، هل تعلم الغيب؟

ابتسم في وجه مايكل: هل ترى في وجهي ما يدُل على قولك؟

– لا، لكنك تقول: كنت متأكدًا من خروجنا، لا بل من سبب خروجنا أيضًا .. كيف عرفت السبب إذن؟

– سأخبرك، لكن عِدني بأنه سيبقى سرًّا؟

– اليوم يومُ العهود، نعم أعِدُك كما وعدتُهم بترك هذه البلاد.

– حسنًا، قبل عدة أعوام كنت أعمل خادمًا لدى أحد أثرياء اليهود، لا أريد ذكر اسمه، فهو من الذين لهم علاقات وصِلات بمسئولين كبار في الحكومة الألمانية، كان الرجل كريمًا معي ومعاملته طيبة جدًّا لي .. في أحد الأيام زاره أحد كبار الضباط النازيين، بالعادة أنا أكون قريبًا منهم لألبي طلبات ضيوفه دون تأخير؛ لذا عادةً أسمع ما يدور من حديث بينه وبين مَن يأتون إليه .. جرى في ذلك اليوم حوارٌ حول اليهود في ألمانيا وإمكانية دفعهم للهجرة إلى أرضِ الميعاد «فلسطين»، والغريب في الأمر أن اليهودي طلب من الضابط ذلك! حينها حاولت الاقترابَ أكثرَ منهما حتى أستمع جيدًا لِمَا ينوون فعله، بعدها اقترح على الضابط النازي القيام بزيارة إلى فلسطين على حسابه الخاص هو وزوجته لدراسة كيفية تهجير اليهود إليها.

أصابت مايكل الدهشةُ مما سمِع.

– أحقًّا ما تقول؟! هل تقصد أن بعض اليهود الأثرياء هم أنفسهم مَن دفعوا النازية إلى طردنا من ألمانيا؟

– هذا ما سمعته من حديثهما.

– لكن عندما وقَّعنا التعهد بترك ألمانيا لم يشترطوا علينا الرحيل إلى فلسطين، كيف تفسِّر ذلك؟

– الأمر بسيط .. ففي «مؤتمر إيفيان» رفضت جميع الدول الأوروبية استقبالَ اليهود، عندها سيعرضون علينا السفرَ إلى فلسطين حيث ينتظرنا الدولة التي ستُبنى لأجلنا.

– وماذا عن الأموال؟

– بالطبع لا يستطيع اليهودي أخْذَ كلِّ ماله معه أثناء السفر، لا بد أن يودِعه في أحد البنوك الألمانية، عندها لا تجد بلدًا يمكنك سحْب أموالك فيه إلا البلد الذي يريدونك أن تتوجَّه إليه، وبذلك سيدفعوننا هناك وستجني ألمانيا أموالًا طائلة من هذا، ولذلك أُطلق سراحنا.

– لكن ما تقوله خطير جدًّا! أكمِل، ماذا حصل بعد ذلك، هل سافروا إلى فلسطين؟

– نعم، بعدها بعدة أيام توجَّهوا إلى فلسطين وبقَوا هنالك شهرًا كاملًا، وبعد عودتهم وقَّعوا على ما أسموها «اتفاقية هافارا» لتهجير يهود ألمانيا إلى فلسطين، وكان الاقتراح بأن يتمَّ فكُّ الحصارِ عن ألمانيا «المفروضِ من قِبل الدول الأوروبية»، على أن يودِع اليهودي أمواله في أحد بنوك ألمانيا، ويقوم البنك بشراء الآلات الزراعية والآلات العسكرية والمعدَّات ويرسلها إلى فلسطين، وهناك يذهب المُزارع فيستعيد ثَمنها من أحد بنوك فلسطين.

– لكن لماذا تم حرقُ ممتلكاتنا في ليلة الزجاج المحطَّم؟ لماذا لم يخبرونا بذلك قبلها، لكُنَّا تركنا لهم ألمانيا وما فيها، لماذا هذه الأعمال إذن؟

– من المنطقِ أن يقوموا بذلك، كيف يجعلون اليهودي يقتنع بتركِ بيته وتجارته وحياته الهادئة هنا حتى يرحل إلى بلدٍ آخر لا تجارة فيه ولا حياة سوى المشاكل والمخرِّبين الذين يهاجمون الجنودَ البريطانيين ويقتلونهم يوميًّا.

ساد الصمت بينهما .. شعر مايكل أنَّ فرحةَ الخروج من المعسكر قد فقدت طعْمها، كان في حالة صدمة شديدة .. بالرغم من التجربة القاسية التي قضاها في المعسكر إلا أنَّه توصَّل إلى حقائقَ لم يكن يتصوَّرها يومًا، لربما كل ذلك العذاب كان ثَمن الوعي الذي بلغه وكشف عما يجري حولهم «اليهود ليسوا فقط هم المستهدفين من النازية»، «العِرق الآري كذبةٌ للضحك على عقول الألمان بسموِّ عِرقهم من أجلِ تقبُّلهم الجرائمَ ضد بقية الأعراق، أو للاستيلاء على أموال بقية الأعراق»، «هنالك ضباطٌ يهود في المنظومة النازية»، «الغجر وشهود يهوا وغيرهم من الطوائف لا يفرُقون شيئًا عن اليهود في تعامُل النازية معهم»، وأخيرًا الصدمة الكبيرة «بعض أصحاب النفوذ والمال من اليهود لديهم أيادٍ كبيرةٌ فيما يلاقيه اليهود المواطنون من قتلٍ وتخريبٍ لممتلكاتهم».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤