مقدمة الطبعة الأولى
إلياذة الجزائر
في آخر الملتقى الخامس للتعرُّف على الفكر الإسلامي في وهران ١٣٩١ﻫ/١٩٧١م أعلنا أن الملتقى السادس سينعقد بعاصمة الجزائر بمناسبة العيد العاشر لاسترجاع استقلالنا والذكرى الألفية لتأسيسها مع المدية ومليانة على يدي بلكين بن زيري.
ووفاء بوعدنا، ركَّزنا جدول أعمال هذا الملتقى على التاريخ، لمراجعته، وكتابته من جديد، وتصفيته من جميع ما علق به عن روية وسبق إصرار من شوائب وتزييفات، لمعرفة ماضينا، والاستفادة من تجاربه في بناء حاضرنا ومستقبلنا، في الجزائر والمغرب الكبير، والعالم الإسلامي الأوسع.
ولهذا طلبنا من المناضل الكبير، الشاعر الملهم، شاعر الكفاح الثوري السياسي، وشاعر الكفاح الثوري المسلح، الأستاذ مفدي زكريا، صاحب الأناشيد الوطنية «من جبالنا طلع صوت الأحرار» سنة ١٩٣٢م، و«فداء الجزائر روحي ومالي» سنة ١٩٣٦م، و«قسمًا» سنة ١٩٥٥م، و«اعصفي يا رياح»، ونشيد جيش التحرير الوطني، ونشيد العمال، ونشيد الطلبة، واللهب المقدَّس — وبعضها وضعها في سجن السركاجي — أقول طلبنا منه أن يضع لنا نشيدًا جديدًا يجمع هذه الأناشيد كلها، ويشمل فيه وبه تاريخ الجزائر من أقدم عصورها حتى اليوم، مُركِزًا على مقاومتنا لمختلف الاحتلالات الأجنبية، وعلى العهود الحضارية الزاهرة المتعاقبة، وحاضرنا ومستقبلنا في كفاحنا لاستعادة جميع ثرواتنا، ومقومات شخصيتنا وحصانتنا، وبناء مجد جديد لأمتنا.
وهذا ما فعله مفدي، وسمينا نشيد الأناشيد هذا: إلياذة الجزائر! وقد تمت الإلياذة الآن، وننشرها كاملة في هذه الطبعة، كما ننوي نشرها فيما بعد منفردة، مرفقة بصور رمزية وواقعية تُجسم بعض معانيها.
مولود قاسم نايت بلقاسم