تمهيد

١

يَقْظة «الذات» لا أراها بِدَيْرٍ
لا ولا تُجتلَى لدى المِحرابِ
إِن روحَ الشُّعوب في الشرق غافٍ
من سموم الترياق، رهنُ غياب١
إن تَضِق بالجهاد في الأرض ذَرعًا
فحرامٌ مسراك فوقَ، السحاب٢
ليس من خيفة الممات نجاة
إن تَر «الذات» هيكلًا من تراب٣
ليس يُخفِي صروفَه الدهرُ لكنْ
لك قلبٌ وناظرٌ في حجاب
قد مُنِحتُ الهشيمَ في آسِيا إذ
أنّ ناري حديدة في التهاب٤

٢

ذَنبُ إقبالِ البيانُ وإن كان
شبيهَ الزمان نزرَ الوصال٥
هاج أنغامُه عكوفًا على الخشـ
ـخاش مَوْتَى، إلى طِلابِ المعالي
فمهيضُ الجناح آلِفُ دارٍ
قد رَنا اليوم للفضاء العالي٦
فَعداهُ التغريدُ في الأسحار
وحَنينٌ ومُتعةُ الأبصار٧

هوامش

(١) الترياق: الأفيون.
(٢) يقول: إن لم يستطع الإنسان المجاهدة على هذه الأرض، فاشتغاله بالفلك وما وراءه حرام.
(٣) يرى إقبال أن الحياة الخالدة بقوة الذات، فمن حسب ذاته ترابًا كالجسم لم يخلص من خشية الموت.
(٤) ناري شديدة الالتهاب فأنا قادر على إحراق هشيم آسيا أي أممها التي هي كالهشيم أي إزالة مفاسدها وإعدادها للحياة.
(٥) إقبال قليل المخالطة للناس ولكن بيانه سائر فيهم.
(٦) إقبال دعا إلى طلاب المعالي العاكفين على الأفيون حتى طمحت الطير الداجنة كسيرة الجناح إلى عنان السماء لتطير.
(٧) دعاء على إقبال بأن يحرم مما يحب من التغريد … إلخ؛ جزاء إيقاظه الغافلين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤