ملخص

هذا البحث عرض تمهيدي ونقدي ﻟ «النظرية النقدية» لمدرسة فرانكفورت التي أثَّرت تأثيرًا كبيرًا على المناقشات الفلسفية والاجتماعية في الثلاثين سنة الأخيرة، وهو ينقسم إلى قسمين: في القسم الأول يتناول المؤلف مفهوم النقد بوجه عام وعند أعضاء مدرسة فرانكفورت بوجه خاص، ومشكلة تسميتها بالنظرية النقدية الجدليَّة أو بمدرسة فرانكفورت، وجذورها الفلسفية والتاريخية وأهم العوامل السياسية والثقافية التي ساهمت في تكوينها، وأبرز أعضائها من الجيل الأول والجيل الثاني، والسمات الأساسية التي تُميزُها بوصفها حركة نقدية حاولت تجديد الماركسية التقليدية، متأثرة في ذلك بمخطوطات ماركس الاقتصادية والفلسفية لعام ١٨٤٤م، وبعض فلسفات العصر كفلسفة الظاهرات — الفينومينولوجيا — وفلسفة الحياة والوجودية، والتشاؤم الحضاري منذ أواخر القرن التاسع عشر وطوال الحربَين العالميَّتَين، وأزمة الفكر والتطبيق الماركسي بجانب أزمة الفرد الأوروبي في ظلِّ المجتمعات الشموليَّة والصناعية المتقدمة، سواء كانت شيوعية أو رأسمالية، حتى لقد اتُّهمَت من جانب أغلب نُقادِها بأنها ماركسية مثالية ووجودية أو رومانسية وصوفية …

ويُناقش البحث بعض المفاهيم والمشكلات التي اهتمَّت بها النظرية النقدية «كالتشيُّؤ» والاغتراب، والعقلانية الأداتية أو التَّقِنيَّة، والمفهوم الجدلي ﻟ «التنوير»، ونقد أنظمة المعرفة — كالوضعية والبراجماتية — المرتبطة بالمصالح الطبقيَّة والأهداف القمعيَّة والتسلُّطيَّة، ويُختتم هذا القسم بنقدٍ شامل للنظرية النقدية، مع بيان جوانبها الإيجابية والسلبية، لا سيما العجز عن تقديم نَسَقٍ نقديٍّ محكم، وإخفاق البدائل «اليُوطوبيَّة» عن الواقع المُتناقض الذي ثاروا عليه.

أما القسم الثاني من البحث فيُقدِّم تعريفًا موسَّعًا بحياة وأعمال أهمِّ أعضاء مدرسة فرانكفورت، وهم ماكس هوركهَيْمَر وتيودور فيزنجروند أدورنو وهربرت ماركوزه ويورجين هابرماس، بالإضافة إلى اثنين من أهم الفلاسفة الذين كان لهم تأثير كبير عليهم، وهما: جورج لوكاتش وإرنست بلوخ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤