الكاتب١
على الكاتب أن يسمي البيت الذي يشتركون جميعًا في بنائه. عليه أن يطلق على حجرة المرضى «الحجرة الحزينة»، وعلى حجرة السطح «حجرة الريح»، وعلى القبو «المكان المظلم».
يعذبه اليأس إن لم يعطوه قلمًا. لا بد أن يحاول عندئذٍ أن ينحت على الجدران بيد الملعقة. كما في السجن، ذلك الفراغ القميء. ليس كاتبًا أصيلًا مَن لا يفعل ذلك في وقت الضيق. كان يجب أن يجد مكانه بين كناسي الشوارع.
إذا قرأ الناس رسائله في بيوت أخرى، فلا بد أن يدرك الناس: آه، هكذا إذن يعيش الآخرون في ذلك البيت. سيان بأي خطٍّ يكتب. المهم أن يكتب بخط مقروء. يمكنه أن يسكن في حجرة السطح، فهناك يطل الإنسان على أروع المناظر. «رائع» يعني «جميل ومفزع». هناك في أعلى البيت يشعر المرء بالوحدة. هناك تبلغ الحرارة أشدَّها، وكذلك البرودة.
قد يُصاب الحجَّار فيلهلم شرودر بالدوار إذا أتى لزيارة الكاتب في حجرة السطح. على الكاتب ألَّا يهتمَّ بذلك، بل على السيد شرودر أن يعتاد الارتفاعات. سوف يفيده ذلك. يستطيع الكاتب أن ينظر إلى النجوم ليلًا، ولكن الويل له إن لم يستشعر الخطر المهدد للبيت. عليه عند قدوم الخطر أن ينفخ في الأبواق حتى تنفجر رئتاه!