رعمسيس الثالث

١٢٠٠–١١٦٨ق.م

تولى «رعمسيس الثالث» الحكم بعد موت والده «ستنخت» الذي لم يمكث على عرش الملك أكثر من عامين كافح في خلالهما — على ما يظهر — كفاحًا عنيفًا لطرد الغزاة وتثبيت نظم الحكم في البلاد. والظاهر أنه قد أشرك ابنه «رعمسيس الثالث» في الحكم. فلما انفرد «رعمسيس» بالحكم أثبت للعالم والتاريخ أنه خلف صالح لوالده، كما أثبت أن الدم الملكي الجديد كان له خطره في إنهاض البلاد من كبوتها التي سقطت فيها خلال عهد آخر ملوك الأسرة التاسعة عشر الضعاف.

والواقع أن مثل هذه الأسرة في بدايتها كمثل الأسرة التاسعة عشرة عندما تولى ملوكها زمام الأمور في البلاد؛ إذ ساروا بها قدمًا حتى بلغت في عهدهم مكانة عليَّة. ولسنا مبالغين إذا قلنا إن «رعمسيس الثالث» قد جمع في شخصه تلك القوة الحربية، والقدرة السياسية التي امتاز بها «سيتي الأوَّل» ومن بعده ابنه «رعمسيس الثاني». ولا غرابة في أن نرى «رعمسيس الثالث» ينحو دائمًا في أعماله نحو «رعمسيس الثاني»، وإن لم تكن الأحوال مُهيأة له لتنفيذ مقاصده.

fig17
شكل ١: الملك «رعمسيس الثالث» يُتَوِّجُهُ الإلهان «حور» و«وست».

ووجه الشبه بين أعمال الملوك الأول للأسرتين التاسعة عشرة والعشرين عظيم جدًّا، فالأولى أنقذت البلاد من الفوضى الداخلية التي ورَّطها فيها «إخناتون» وأخلافه كما أعادت للبلاد مجدها المضيع في الخارج بعض الشيء. والثانية خلصت البلاد من أيدي الأجنبي الغاصب الذي استولى عليها، كما دافعت عن حدود البلاد ووقفت زحف اللوبيين من الغرب، وأقوام البحار من الشمال والبحر، وقد كان خطرهم عظيمًا جدًّا، ولولا شجاعة «رعمسيس الثالث» وحسن تدبيره لحلت بالبلاد كارثة أعظم ضررًا وأشد خطرًا من غزو الهكسوس الذين اجتاحوا البلاد في عهد الأسرة الثالثة عشرة. ولكن كان من سوء طالع مصر أن عدد الملوك العظام في كلتا الأسرتين لم يكن كبيرًا، ففي الأولى يتوالى ثلاثة فراعنة عظام، وفي الثانية لم يتوالَ على عرشها إلا ملكان عظيمان، ثم خلف من بعدهما خلف من الملوك الضعاف ساروا بالبلاد نحو الهاوية. ومن ثمَّ أخذ ضوء مصباح الملك يخبو شيئًا فشيئًا حتى انطفأ جملة في عهد «رعمسيس الحادي عشر».

وعهد «رعمسيس الثالث» حافل بالأعمال العظيمة والأحداث الجسيمة؛ فقد ناصره الحظ، ورافقه حسن الطالع طوال مدة حكمه إلا السنين الأخيرة التي كدرت صفوها بعض الأحداث الداخلية المحضة التي لا تخلو منها بلاد في كل زمان ومكان مما سنفصل فيه القول بعد.

ولقد ظل اسمه لامعًا حتى بعد مماته؛ إذ حُفظت لنا أعماله العظيمة إلى الآن بصورة رائعة لم يحظَّ بمثلها ملك من الملوك الذين سبقوه. وقد وصلت إلينا كما دونها هو وكما يريد في كتابين ضخمين: الأول نقش على الحجر على معبده الجنازي الذي يُعد أضخم بناء لملك مصري بقي لنا سليمًا، وهو المعروف باسم مدينة «هابو». ويُعد من أحسن المعابد التي بقيت محفوظة لنا حتى الآن. أما كتابه الثاني فهو وثيقته الكبرى التي دونها مدة حياته عن أعماله السياسية والدينية العظيمة، وهي أكبر وأضخم وثيقة بقيت لنا من عهد الفراعنة، ويبلغ طولها أكثر من أربعين مترًا. وقد دُونت بأحسن خط هيراطيقي عُرف حتى الآن.

ومن هاتين الوثيقتين الفذتين سنحاول أن نضع صورة عن الحياة المصرية في هذا العهد في الداخل، ونصف ما كان للبلاد من علاقات مع الممالك المجاورة من وجوه شتى. والظاهر أن «رعمسيس الثالث» لم يقم بأية حروب في أول حكمه كما جرت العادة عند معظم ملوك مصر، بل وجَّه معظم عنايته إلى إصلاح الأداة الحكومية، وتنظيم الجيش وتقويته، ووضع أسس معابده. وقد كان ذلك من الأمور الضرورية التي تحتمها الأحوال لرجل مثل «رعمسيس الثالث» يريد أن يجعل مصر صاحبة السيادة والسلطان في الشرق كما كانت من قبل. وقد وصف لنا الحالة بنفسه عند توليه العرش، وما عمله للبلاد، وسندعه يحدثنا بنفسه عن ذلك كما جاء في «ورقة هاريس» فاستمع إليه:١
توليته العرش:
وبعد ذلك توَّجني أبي٢ «آمون رع» سيد الآلهة، و«رع آتوم» و«بتاح» جميل الوجه بوصفي سيد الأرضين على عرش من أنجبني، وقد تسلمت وظيفة والدي بسرور، وارتاحت البلاد وابتهجت بنعمة السلام، وكانت مسرورة عندما رأتني حاكمًا (له الحياة والعافية والصحة) للأرضين مثل «حور» عندما دُعي ليحكم الأرضين على عرش «أوزير»، وقد تُوجت بتاج «أنف» الذي يحمل الصل، وقد لبست التاج ذا الريشتين مثل الإله «تاتنن»، وجلست على عرش «حوراختي»، ولبست شعار الملكية مثل «آتوم».

(١) حالة البلاد الداخلية

ونظمت مصر طوائف تحتوي سقاة القصر، والأمراء العظام، ومشاة عديدين، وفرسانًا يُعدون بمئات الألوف، وجنود «شردانا» وجنود «قهق» الذين لا يُحصون، وتابعين يُعدون بعشرات الألوف، وعبيد سخرة لمصر.

حروبه:

وزِدْتُ في حدود مصر، وهزمت الذين غزوها في بلادهم، وذبحت قوم «دنين» الذين يسكنون في الجزر؛ وقوم «ثكل» والفلسطينيين الذين قد صاروا رمادًا، و«شردانا» و«مشوش» سكان البحر أصبحوا كأن لم يغنوا بالأمس، فقد أخذوا أسرى دفعة واحدة، وأحضروا أسارى إلى مصر مثل رمل الشاطئ، ووضعتهم في حصون مكبلين باسمي. وقد كانت طوائفهم عديدة يُعدون بمئات الألوف، وفرضت عليهم كلهم جزية من الملابس والحبوب من المخازن وشون الغلال سنويًّا، وأهلكت قوم «سعر» وقبائل «الشاسو» (البدو) فنهبت خيام قومهم وممتلكاتهم، وكذلك ماشيتهم مما يخطئه العدُّ، وقد كُبلوا وسِيقوا أسرى جزية لمصر، وقدمتهم للآلهة عبيدًا في معابدهم.

تأمل فإني سأخبرك عن أشياء أخرى حدثت في مصر في زمن حكمي. فقد كان «اللوبيون» «والمشوش» يسكنون مصر، ونهبوا مدن الشاطئ الأيمن من «منف» حتى «كربن»٣ (كارابانا)، وقد وصلوا حتى النهر العظيم على شاطئيه، وهم الذين نهبوا «كارابانا» وقد وصلوا حتى النهر العظيم على شاطئيه، وهم الذين نهبوا مدن «جوتوت» (كانوب) خلال سنين عديدة في أثناء إقامتهم بمصر.
تأمل لقد أهلكتهم وذبحتهم في وقت واحد، وأخضعت «المشوش» واللوبيين، و«الاسبت» (أساباتا) و«الكيكش» (كايكاشا) و«الشاي» (شاي) و«الهس» (هاسا) — و«البكن»٤ (باكانا) وقد طُرحوا أرضًا مكدسين مضرجين بدمائهم، وجعلتهم يولون الأدبار دون أن يطئوا تخوم مصر، وحملت منهم أسرى عديدين ممن أُفلتوا من سيفي مُكَتَّفِين كالطيور أمام خيلي، وكانت زوجاتهم وأولادهم يُعدون بعشرات الآلاف، وماشيتهم تُعد بمئات الآلاف، وقد أسكنت قوادهم في حصون باسمي، وأعطيتهم ضباطًا من الرماة، ورؤساء من القبائل، وقد وُسموا وأصبحوا عبيدًا مطبوعًا عليهم اسمي، وأصبحت زوجاتهم وأطفالهم على هذه الحالة، وقيدت ماشيتهم لحساب بيت «آمون»، وقد أصبحت قطعانًا له مدى الدهر.

هذا وصف موجز قدمه لنا «رعمسيس الثالث» عن حالة البلاد عندما تولى عرش الملك وما قام به من أعمال عظيمة في بابي السياسة والحرب لوضع الأمور في نصابها. ونرى منه أن الخطر الأكبر الذي كان يتهدد البلاد هو غزو اللوبيين لها، وقد أشار لنا فيه إلى حروبه الأولى مع هؤلاء القوم.

والواقع أنه ترك لنا تقارير مفصلة، ومناظر حربية شاملة عن حروبه التي شنها عليهم وعلى غيرهم من أقوام البحار الذين انضموا إليهم لاغتيال مصر. وسنتحدث فيما يلي عن حروبه التي اشتبك فيها مع هؤلاء الأعداء على حسب الترتيب التاريخي الذي تركها لنا مصورًا على جدران معبده الجنازي في مدينة «هابو».

(٢) حروب «رعمسيس الثالث»

لقد ترك لنا «رعمسيس الثالث» مناظر ممتعة، ومتونًا ضافية عن حروبه مع الممالك المجاورة لبلاده، والنائية عنها، على جدران معبده الكبير الذي أقامه في «طيبة» الغربية، وهو المعروف الآن بمعبد مدينة «هابو». والظاهر أنه رتبها ترتيبًا تاريخيًّا كما فعل «سيتي الأوَّل» على جدران «معبد الكرنك».

(٢-١) حروبه في النوبة

وتدل المناظر والمتون التي تركها لنا هذا الفرعون على أنه قام بحروب مع بلاد النوبة في أوائل حكمه. غير أن المناظر هنا مهشمة ولا يمكن معرفة كنهها إلا بقرنها بمناظر الحروب الأخرى التي جرت في بلاد النوبة، وصُوِّرت على المعابد الأخرى مثل معبد «بيت الوالي» و«معبد الدر» ومعبد «بوسمبل». وقد دلت الموازنة على أن هذه المناظر كنت في معظم الأحيان تقليدية.٥
ولا ندري هنا أقام «رعمسيس الثالث» بحروب فعلية على بلاد «كوش» لتعدِّيهم على حدود البلاد المصرية كما يقول هو أو لم يقم؟! وقد ساق «رعمسيس الثالث» أقصاهم الذين تعدوا على حدوده.٦
فنشاهد في منظر (PI. 10) «رعمسيس الثالث» في عربته يساعده جنود مصريون وآخرون أجانب يهاجم بلدة نوبية، ثم يذكر لنا المتن أنه كان شجاعًا في قيادة عربته … وجميلًا في ساحة الشجاعة عندما هاجم العدو. وقد كان ينظر للرماة من الأعداء كأنهم نساء، وقد صير بلاد «كوش» كأن لم تغنَ بالأمس، مضرجين بدمائهم أمام خيله، وبعد أن أحرز النصر نجده يقود أمامه (PI. 10) ثلاثة صفوف من الأسرى السود وبصحبته جنود من المصريين، وفي منظر آخر نجده (PI. 11) يقود هؤلاء الأسرى ويقف أمام «آمون» و«موت» في محراب. ويُشاهد بين الملك والإلهين الجزية النوبية مكدسة. ويقول المتن الذي نُقش أمام الفرعون:

تقديم الجزية على يد الملك لوالده «آمون رع» ملك الآلهة بعد أن عاد جلالته وقد أحرز النصر على ممالك «كوش» الخاسئة، ورؤساء هذه الممالك في قبضة يده، وجزيتهم أمام جلالته، وتشمل ذهبًا، ولازوردًا، وفيروزجًا، وكل حجرٍ غالٍ. وإنها قوة والده «آمون» التي رسمت له الشجاعة والنصر على كل مملكة. وأرض «كوش» أصبحت مكبلة، ومذبوحة في قبضته، كما أن الآسيويين وأقوام الأقواس التسعة في وجلٍ منه.

وقد أجابه الإله «آمون» على مقاله هذا بالكلمات التالية:

لقد عدت في سلام بعد أن نهبت الممالك، ووطئت بالأقدام قراهم، وقد سقت الأعداء أسرى — على حسب ما قررت لك من شجاعة ونصر.

وأخيرًا تذكر لنا النقوش أن هؤلاء الأسرى طلبوا إلى الإله «آمون» أن يمنحهم النفس الذي هو منحته:

تأمل، إننا تحت نعليك.

وكذلك يقولون للفرعون:

الثناء لك يا ملك مصر، وشمس الأقواس التسعة، امنحنا النفس الذي هو منحتك حتى نخدم صليك.

ومما سبق نفهم أنه كانت قد حدثت بعض اعتداءات من جانب النوبيين على الحدود المصرية، وأن «رعمسيس الثالث» نفسه قام على رأس جيش من المصريين والجنود المرتزقة، وهزم الأعداء بعد أن خرب قراهم، وأجبرهم على دفع الجزية — هذا إذا صدقنا ما جاء في النقوش، وهو ليس ببعيد؛ لأن البلاد المصرية كانت في هذه الفترة في حالة من الضعف. ويُحتمل جدًّا أن القبائل المتاخمة لمصر قد انتهزت الفرصة، وأغارت على الحدود المصرية، ولذلك قيل عن «رعمسيس»: «إنه ساق أقصاهم الذين تعدوا على الحدود»، يُضاف إلى ذلك أنه كان من عادة كل فرعون أن يبدأ حكمه ببعض الحروب جريًا على نهج أسلافه؛ ليظهر ما له من قوة وبطش.

(٢-٢) الحرب الأولى على اللوبيين

ترك «رعمسيس الثالث» عن حروبه الأولى مع اللوبيين سلسلة مناظر رائعة، ومتنًا مؤرخًا بالسنة الخامسة يمكن الباحث أن يستخلص من مجموعها صورة مفهومة عن هذه الحروب. وهذه المناظر مصورة على الجدارين الغربي والشمالي الخارجين للمعبد الكبير وهي:

(أ) المناظر

المنظر الأوَّل

(Ibid pl. 13) يُشاهَد فيه «رعمسيس الثالث» يتسلم سيفه المعقوف من الإله «آمون» في حضرة الإلهين «تحوت» و«خنسو»، وهذا المنظر يرمز إلى التصريح الإلهي بنشوب الحرب ومنح الفرعون النصر. وبعد ذلك نشاهد «رعمسيس الثالث» يخرج من المعبد بعد أن تسلم العهد بالحرب من الإله «آمون» وفي يده سيف معقوف وقوس، ويتبعه إله الحرب «منتو»، ويسبقه كهنة يحملون أربعة أعلام لأربعة آلهة وهم على التوالي: الإله «وبوات» فاتح الطريق و«خنسو» و«موت» والإله «آمون»،٧ وقد نُقش أمام الملك المتن التالي:

لقد سار جلالته وقلبه قوي في شجاعة وبطولة إلى بلاد «تمحو»، هذه الخاسئة التي تحت سلطان جلالته، وإنه والده الذي سيره في رزانة من قصر «طيبة»، وقد منحه سيفًا ليصد به أعداءه، ويهلك من لم يكن خاضعًا له، وإن الطرق التي لم تكن مطروقة من قبل قد فُتحت أمامه أبديًّا …

نشاهد بعد ذلك كل إله من الآلهة يخاطب الملك ويعده بالمساعدة كل على حسب ما امتاز به؛ فالإله «منتو» «إله الحرب» يذبح له الأعداء، والإله «وبوات» يفتح له كل طريق يؤدِّي إلى النصر، والإله «خنسو» يجعل يديه قويتين على الأقواس التسعة، والإلهة «موت» تكون له حرزًا سحريًّا إلى الأبد. أما الإله «آمون» فإنه سيذهب معه إلى المكان الذي يرغب فيه جاعلًا قلبه مبتهجًا في الأراضي الأجنبية، ولأجل أن ينشر الرعب منه، ويولد الرهبة في كل أرض أجنبية. وهكذا نجد أن الآلهة كانت تلازم الفرعون في حروبه، كل منهم يحمل علمه، ويؤدِّي وظيفته الخاصة به. وهذا دليل على تغلغل نفوذ رجال الدين في كل أمور الدولة — حتى في حروبها. وبعد ذلك نشاهد الفرعون يركب عربته على رأس جيشه يشن أول حرب على «لوبيا».

والمنظر يصوِّر لحظة تمثيلية عند بداية إعلان الحرب؛ إذ عندما ينفخ في البوق إيذانًا بالحرب، ويستعد الجيش يركب الفرعون عربته، وخلفه أتباعه المقرَّبون والأمراء، وأمامه يسير حرسه الخاص.٨ ثم يقول لنا المتن الذي أمام الملك إنه قد حضر إنسان ما ليخبر جلالته أن «التحنو» يتحركون، وهم يتآمرون. وقد تجمعوا واحتشدوا في جمع ما لا يُحصى من «لوبيين» و«سبد» و«مشوش»، وهم أهل بلاد قد احتشدوا ليزحفوا قاصدين أن يجعلوا أنفسهم سادة مصر. وقد وصل جلالته عند أفق الإله المسيطر (أي في معبد «آمون رع») ليصلي من أجل النصر ولأجل أن ينال سيفًا بتارًا من والده «آمون» سيد الآلهة. وقد بعثه بالقوة ويده معه ليقضي على أرض «تمحو» التي تعدَّت على حدوده. فالإلهان «منتو» و«ست» هما حمايته السحرية عن يمينه وعن شماله، والإله «وبوات» يخترق الطرق أمامه، وقد جعلوا سلطانه قويًّا، وقلبه شجاعًا، ليطرح أرضًا البلاد المتفاخرة. وبعد ذلك نجد «رعمسيس» في عربته سائرًا نحو «اللوبيين» ويتبعه جنود من المصريين والأجانب، وأمام الملك عربة تحمل علم الإله «آمون» الذي لم يكن بدٌّ من وجوده مع الفرعون في ساحة القتال، وعندئذ ينفخ في البوق إيذانًا بالمسير. وقد كانت طوائف الجنود الأجنبية تسير على اليسار على حسب جنسيتها٩   (Ibid pl. 17).
بعد ذلك نشاهد «رعمسيس» في عربته يهاجم اللوبيين الفارِّين، يساعده جنود من المصريين والأجانب، ويحدث في صفوفهم الذعر، فينقض «رعمسيس» على اللوبيين الذين فقدوا روحهم المعنوي. ويظهر أنهم كانوا يحاربون في مكان صحراوي قد خُضب بدماء غزيرة، وقد كان يؤازر الفرعون فرسانه المصريون، والمشاة الأجانب (راجع Ibid pl. 19).
وقد وصف الفرعون معمعة الوغى بما يأتي:

الإله الطيب في صورة «منتو»، عظيم البطولة مثل ابن «نوت» (ست) قوي الساعد، عظيم الفزع منه عندما يُرى في المعمعة مثل اللهيب المبتلع أمامه (الصل)، ثابت الذراع الأيمن عندما يشدُّ عنه القوس، وسريع الساعد الأيسر … قابضًا على القوس، وهاجمًا إلى الأمام، وهو عالم بقوَّته في النزال، وأنه يضرب مئات الآلاف، وقد هزم قلب أرض «تمحو»، وأعمارهم وأرواحهم قد انتهت؛ لأن ابن «آمون» قوي الساعد يتابعهم كالشبل عالمًا ببطشه، وهو ثقيل الصوت، تخر الجبال لاسمه عندما ينطلق زئيره، سيد الأرضين «رعمسيس الثالث».

وبعد ذلك نشاهد «رعمسيس الثالث» في شرفة يحتفل بانتصاره على اللوبيين فيُرى واقفًا في الشرفة، وعربته منتظرة خلفه، وهو يخاطب موظفيه الذين يجيبون بكل احترام. ثم نرى الضباط المصريين يقودون الأسرى من اللوبيين، في حين أن الكتبة يُحصون عدد الأيدي. وأعضاء الإكثار التي كانت أمامهم في كومتين. وهذا المنظر قد وقع في حصن من الحصون المصرية، وقد كُتب فوقه متن مهشم … القوي للفرعون «له الحياة والفلاح والصحة» المهزومون من اللوبيين أمام البلدة «وسرماعت رع محبوب آمون طارد التمحو»، وهذه البلدة كان لها شأن في الحروب اللوبية ثانية وسنتكلم عنها فيما بعد.١٠ وقد أخذ الفرعون يخاطب موظفيه ورفاقه الذين كانوا بجانبه إذ يقول:

تأملوا الإنعامات العديدة التي أتمها ملك الآلهة «آمون رع» على الفرعون ابنه، فإنه قد أودى ببلاد «تمحو» و«سبد» و«مشوش» الذين كانوا لصوصًا يعيثون الفساد في مصر يوميًّا، ولكنهم أصبحوا مطروحين أرضًا تحت قدميه، وأقدامهم قد بُترت ولم يبقَ منهم أحد. وقد انقطعت أقدامهم عن أن تطأ مصر أبدًا بالنصيحة الطيبة التي عملها جلالته، وهي أن تحافظ على مصر التي كانت قد خربت، فافرحوا وابتهجوا حتى عنان السماء؛ لأنه قد ظهر كالإله «منتو» مادًّا في حدود مصر، وإن ساعدي لعظيم وقوي، قاهر الأقواس التسعة بما عمله لي والدي سيد الآلهة «آمون» ثور والدته، ومبدع جمالي.

وقد أجابه الموظفون على ذلك بالجواب العادي الذي كله إطراء وتعظيم.

وقد كُتب فوق كومتي أعضاء الإكثار والأيدي ما يأتي:

مجموع أعضاء الإكثار (١٢٫٥٣٥)، مجموع الأيدي (١٢٫٥٣٥).

مجموع أعضاء الإكثار (١٢٫٦٨٠)، مجموع الأيدي ١٢٫١٢٫٥٣٢ + …

مجموع الأيدي (١٢٫٦٦٠).

(وكل هذه الأعداد يجب أن تُقبل بتحفظ؛ لتهشم المتن).

وبعد هذا يأتي منظر نشاهد فيه «رعمسيس الثالث» يحتفل بنصره على اللوبيين — على الجدار الجنوبي للردهة الثانية من المنظر الذي في الشرق الأقصى من الصف الأسفل — فيُرى «رعمسيس» جالسًا بدون تكلف في عربته يُلاحظ إحصاء ثلاث كومات من الأيدي، وكومة من أعضاء الإكثار، كما نشاهد موظفين يقودون إليه أربعة صفوف من الأسرى اللوبيين. وقد استرعى نظرنا هنا في الجزء المحفوظة ألوانه في المنظر أن قزحية العين زرقاء.١١ وكُتب فوق كومات الغنيمة ما يأتي:

تقديم الغنائم في حضرة جلالته و«التحنو» الساقطين من اللوبيين، وقد بلغوا ألف رجل، وثلاثة آلاف يد، وثلاثة آلاف عضو إكثار.

وبعد ذلك يخاطب الفرعون الأمراء، و«تشريفاتي» الملك، والموظفين، والرفاق، وكل قواد المشاة، والفرسان قائلًا:

ابتهجوا حتى عنان السماء؛ لأن ساعدي قد هزم «التحنو» الذين أتوا مسلحين وقلوبهم واثقة من مناهضة مصر، ولقد برزت لهم كالأسد؛ فدستهم وحولتهم إلى أكداس، وقد كنت أتتبعهم كالصقر المقدس عندما يلمح طيرًا صغيرًا في وكر، وكان سيفي … إلى أن يُوضع في غمده (؟) وسهمي لم يطش عن إصابة سيقانهم، وكان قلبي يخور كالثور في ساحة الوغى مثل «ست» عندما يثور، ونجبت مشاتي، وحميت الفرسان، وغطت ذراعاي القوم، وهدمت أرواحهم، وانتزعت أقواسهم، وحرق قلبي قراهم، وإني مثل «منتو» بوصفي ملك مصر، والفزع مني قد هزم الأقواس التسعة، ووالدي «آمون» الفاخر قد خصني بكل البلاد تحت قدمي في حين أني ملك مخلد على عرشه.

بعد ذلك يعود «رعمسيس» إلى أرض الوطن من حملته على بلاد «لوبيا» فيُرى وفي ركابه جنوده، وموظفوه يسوقون الأسرى من اللوبيين أمام عربته مكبلين في السلاسل والأغلال.١٢ وبعد وصوله نراه يقدم هؤلاء الأسرى للإلهين «آمون» و«موت» فنشاهده يقود ثلاثة صفوف من اللوبيين «لآمون» و«موت» الموضوعين في محراب، وبعد ذلك يشكره «آمون» قائلًا:

فلتشكر لأنك قد أسرت هؤلاء الذين هاجموك، وهزمت من اعتدى على حدودك، وإني منحتك هيبتي في شخصك حتى يصبح مقدورك قهر الأقواس التسعة، ويدي درع لصدرك تمنع عنك الشر، وإني قد منحتك ملك «آتوم»، وإنك تظهر على عرش «رع».

أما الإلهة «موت» سيدة السماء فترحب به قائلة:

مرحبًا في سلام يا بني، يا محبوبي «حور» الكثير السنين، الذي يحمل شجاعة ساعد والده «آمون» ونصره عندما تظهر على عرش «رع».

وبعد ذلك يجيبهم الفرعون بأنه هزم بلاد «التحنو» وأفناهم، وحطم قوى «المشوش» الخ.١٣
وفي المتن خمسة وسبعون سطرًا، ولكن لُوحظ عند تحليل محتوياته أنه يشمل سرد حوادث تُؤرَّخ عادة بالعام الثامن.١٤ وقبل أن نضع أمام القارئ نص هذا المتن، ونستخلص منه ومن المناظر التابعة له سير الموقعة؛ يجدر بنا أن نحلله هنا باختصار حتى يتسنى فهم سير الحوادث فيه؛ لما يحتويه من أساليب وجمل كلها فخار وأوصاف تغطي على لب الموضوع الأصلي.
  • (١)

    نقرأ تاريخ الموقعة والإطراء العادي للفرعون (من سطر ١–١٣).

  • (٢)

    إشارة إلى هزيمة حاقت بالآموريين (من سطر ١٣–١٧).

  • (٣)

    كل الأراضي التابعة ﻟ «رعمسيس الثالث» (من سطر ١٧–٢٠).

  • (٤)

    الوصف المحزن لحالة مصر قبل عهد «رعمسيس الثالث» (من سطر ٢٠–٢٢).

  • (٥)

    صفات القائد «رعمسيس الثالث» وشجاعة جيشه (من سطر ٢٢–٢٠).

  • (٦)

    الحروب الأولى اللوبية التي تؤرخ تقليدًا بالسنة الخامسة (من سطر ٢٦–٥١).

    وفي هذه الفقرة نجد خطط اللوبيين وهجومهم (من سطر ٢٦–٢٨).

    ثم فشل خططهم بحكمة «رعمسيس» وقوته، وهذا الجزء يحتوي بعض سياسات غامضة، ثم هزيمة اللوبيين (٣٣–٣٦) وانتصار «رعمسيس» واستعباد الأسرى (٣٦–٣٩) ونصيب اللوبيين الذين بقوا على قيد الحياة، وما أصابهم من عنت (٣٩–٤٢). اللوبيون يندبون سوء حظهم (٤٢–٥١).

  • (٧)

    الحروب الشمالية التي يؤرخها الأثريون بالسنة الثامنة (٥١–٥٩)، وتشمل جزية أهل الشمال برًّا وبحرًا (٥١–٥٤)، تسليم أهل الشمال وأسراهم (٥٤–٥٩).

  • (٨)

    كل بلد أصبح لا حول له ولا قوة أمام بطش «رعمسيس» (٥٩–٦٦).

  • (٩)

    إدارة الملك الحكيمة الماهرة التي ضمنت السلام والسعادة لمصر (٦٦–٧٥).

والواقع أن هذا المتن قد اختصر بعض الحوادث التاريخية اختصارًا مخلًّا، وما على القارئ إلا أن يقرن ما جاء في الجزء الذي يشمل من سطر (٢٥–٧٥) في هذا النقش بما جاء تمثيله في «ورقة هاريس».

وهاك نص المتن كما جاء على جدران المعبد:

(١) السنة الخامسة من عهد جلالة «حور»: الثور القوي، الذي مدَّ حدود مصر، صاحب السيف البتار، القوي الساعد، وذابح «التحنو»، ومحبوب الإلهتين، عظيم الأعياد الثلاثينية مثل والده «بتاح»، (٢) ومحطم «التمحو» في أكوام في أماكنهم، «حور» الذهبي، الشجاع، رب القوَّة، وجاعل الحدود أينما أراد في اقتفاء أعدائه … (٣) والخوف منه والرعب درع لمصر، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، السيد الفتى اللامع، والمنير مثل القمر عندما يولد ثانية … (وسرماعت رع-مري آمون) (٤) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث»، بداية النصر الذي بدأه «رع» بقوة مصر، وقد عاد حاملًا السلام، والتاسوع جعل … (٥) قويًّا السيد المقدام السباق، ومن منظره مثل ابن «نوت» (الإله «ست») ليجعل الأرض قاطبة كإنسان واحد فرح … (٦) ملك الوجه القبلي والوجه البحري: (وسرماعت رع مري آمون)، ابن «رع»: «رعمسيس الثالث» الحاكم العظيم الحب، وسيد السلام، ومن منظره مثل «رع» عند الفجر، ومن الفزع منه … (٧) لصله، الممكن على عرش «رع» بوصفه ملك الأرضين، والبلاد من أقصاها إلى أقصاها قد نجت، والغني والفقير … (٨) قد جُمعوا واتحدوا معًا في حكمه، ملك الوجه القبلي، والوجه البحري: (وسرماعت رع-مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث»، الملك الجبار الشجاع الموجد (حبه) وإنه يرى … عندما يثور، الحامي الذي يوثق (٩) فيه، ومن قد ظهر في مصر، صاحب الغايات البعيدة، والسريع الخطا، والضارب كل أرض، والمستشار، صاحب الخطط الممتازة، والمجهز بالقوانين، والجاعل قومه في سرور (١٠)، ومن اسمه قد نفذ في قلوبهم إلى الظلام نفسه (عالم الآخرة)، وفخاره والرعب منه قد وصلا إلى نهاية الأرض، وقد صيرت الأرض إلى _ وخربت في آن واحد (١١) ولا يعرفون أسيادهم. وقد أتوا خاشعين يرجون نفس الملك الذي في مصر من «حور» (الملك): الثور القوي، عظيم الملك، ملك الوجه القبلي والوجه البحري: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث» جدار مصر (١٢) العظيم، حامي أجسامهم. وقوته كقوة «منتو» مخضع «الأقواس التسعة»، وهو طفل إلهي عندما يطلع مثل «حوراختي»، وهو يشبه «آتوم»، في أي وقت يظهر فيه ويفتح فمه بالنفس (١٣) للناس؛ لأجل أن يمد الأرضين بطعامه كل يوم، وإنه الابن الشرعي، حامي تاسوع الآلهة الذين يخضعون له الممالك العاتية.

إشارة عامة لهزيمة «الآموريين»

إن رئيس «آمور» قد أصبح رمادًا (١٤) وبذرته لا وجود لها. وكل قومه أخذوا أسرى، وشتتوا وأخضعوا، وكل من بقي على قيد الحياة في بلاده كان يأتي بالثناء (١٥) ليرى شمس مصر العظيمة تطلع عليه، وجمال قرص شمس مصر أمامهم — الرعان١٥ (الشمسان) اللذان يطلعان ويضيئان (١٦) على الأرض: شمس مصر والشمس التي في السماء، ويقولون: الرفعة «لرع»، إن أرضنا قد خربت، ولكنا (١٧) في أرض حياة قد محي فيها الظلام، ملك الوجه القبلي والوجه البحري: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث».

كل البلاد تابعة «لرعمسيس»

وقد اجتثت السهول والأقاليم الجبلية (١٨) وحملت إلى مصر عبيدًا، وقدم أهلها كلهم معًا للتاسوع، والرضا، والطعام والمؤن غزيرة في الأرضين (١٩)، والجمهور يبتهج في هذه الأرض، ولا حزن فيها؛ لأن «آمون رع» قد مكن ابنه في مكانه، حتى إن كل ما يحيط به قرص الشمس قد أصبح موحدًا (٢٠) في قبضة يده. والأعداء من الآسيويين واللوبيين قد سيقوا، وهم الذين قد خربوا مصر فيما مضى حتى جعلوا الأرض أصبحت قاحلة في خراب تام منذ بدء الملوك، في حين أنهم اضطهدوا الآلهة، وكذلك كل فرد، ولم يكن هناك بطل (٢٢) يستقبلهم عندما ثاروا.

صفات الفرعون في القيادة، وجسارة جيشه

والآن لقد وُجد شاب مثل المارد المجنح (ست)، وهو قائد داهية مثل «تحوت» كلماته … (٢٣) وإنها تخرج منه كأنها تعويذة من … التي تخرج من فم رب الكل، وجنوده أصواتهم ثقيلة فهم كالثيران (٢٤) على استعداد … في ساحة الواقعة، وخيله كالصقور عندما تلمح طيورًا صغيرة (…) … (٢٥) زائرًا مثل الأسد، وهو مستفز وهائج. وفرسان العربات لهم من القوة ما للإله «رشف» (إله الحرب) فهم ينظرون إلى عشرات الألوف كأنهم نقط، وقوته أمامهم كقوة الإله «منتو» (٢٦)، واسمه والفزع منه يحرقان السهول والأقاليم الجبلية.

(ب) الحرب اللوبية الأولى التي يؤرخها علماء الآثار تقليدًا بالسنة الخامسة

خطط هذه الحرب وهجوم «اللوبيين»

لقد أتى أهل بلاد «التمحو» مجتمعين معًا في مكان واحد، ويشملون «اللوبيين» و«السبد» و«المشوش» … (٢٧) … وقد اعتمد جنودهم في خطتهم، وأتوا بقلوب واثقة: «سنتقدم بأنفسنا»! وخططهم التي كانت في نفوسهم هي: «سنعمل»! وقلوبهم كانت مليئة (٢٨) بالأعمال الخاطئة وبالضلال، غير أن خططهم قد حُطمت وقُلبت جانبًا في قلب الإله. وقد طلبوا رئيسًا بأفواههم، غير أن ذلك لم يكن في قلوبهم. وإنه الإله الواحد الممتاز (٢٩) هو الذي عرف خطة (صائبة)، وهذا الإله الآن سيد الآلهة قد عمل لعظمة مصر بالنصر المخلد، ليجعل أهل الممالك الأجنبية يطلبون بقلوبهم (٣٠) من الملك العظيم أن ينصب رؤساء لهم.

وقد كان جلالته نافذ البصيرة داهية مثل «تحوت»، وقد رُئيت قلوبهم وخطتهم، وحكم عليها في حضرته، وكان جلالته قد ربى ولدًا صغيرًا من أرض «تمحو» وهو طفل، وقد عضده (٣١) بقوة ساعديه، ونصبه عليهم رئيسًا لينظم الأرض. وهذا لم يُسمع به من قبل١٦ منذ أن بدأ الملوك. والآن كان قلب جلالته مريعًا وباطشًا كالأسد المختبئ (٣٢) متحفزًا للوثوب على الماشية الصغيرة، وقد كان حقًّا كالثور القوي الساعدين، والحاد القرنين ليهاجم الجبال نفسها مقتفيًا أثر من هاجمه. وقد سخر الآلهة من (٣٣) خططهم؛ لأنهم جعلوا قوَّته تناهض من تعدَّى حدوده. وقد انقض عليهم جلالته كلهيب النار المنتشر في هشيم كثيف، وكالطيور التي في شبكة (٣٤) فدُرسوا كأنهم حزم القمح وأصبحوا هشيمًا، وأُلقوا على الأرض مخضبين بدمائهم، وكانت هزيمتهم ثقيلة (٣٥) لا حدَّ لها: تأمَّل! لقد كانوا في حالة سيئة بلغت عنان السماء؛ لأن جموعهم الكثيفة قد اجتمعت سويًّا في مكان ذبحهم، وأُقيم منهم هرم في عقر دارهم (٣٦) بقوَّة الملك، الشجاع في شخصه، السيد الأوحد، القوي مثل «منتو» ملك الوجه القبلي والوجه البحري: (وسرماعت رع) «رعمسيس الثالث».
fig18
شكل ٢: أحد رؤساء اللوبيين الذين هزمهم «رعمسيس الثالث».

وقد أُحضر كل من بقي حيًّا أسيرًا إلى مصر. أما الأيدي، (٣٧) وأعضاء الإكثار فكانت لا تُحصى، وسِيقوا أسرى، وكُبلوا تحت شرفة الملك، وقد اجتمع رؤساء الممالك الأجنبية ناظرين إلى بؤسهم. أما محكمة الثلاثين (٣٨) وحاشية الفرعون فقد كانوا باسطين أيديهم على رحبها، وتهليلهم قد ارتفع حتى عنان السماء بقلوب راضية وقالوا: إن «آمون رع» هو الذي قرر الحماية للملك أمام كل أرض والسياح (٣٩) والرسل من كل أرض قد أُزيلت قلوبهم وانتُزعت، ولم تبقَ بعد في أجسامهم، واتجهت وجوههم إلى الملك كما تتجه إلى «آتوم» (الشمس).

وقد كسر العمود الفقري لأهل «التمحو» طوال الأبدية، ولم تعد بعد أقدامهم (٤٠) تطأ حدود مصر. أما قوادُّهم فقد نُظموا وصُفوا زمرًا بالانتصارات، ووُسموا باسم جلالته العظيم، والذين هربوا كانوا تعساء (٤١) يرتعدون، ولم يكن في مقدور أفواههم أن تستذكر طبيعة أرض مصر. وأهل «التمحو» هربوا وجروا، وقوم «المشوش» كانوا في حيرة في أرضهم (٤٢) واجتثت جذورهم، ولم يكونوا في حالة واحدة، وكل جزء من أجسامهم صار ضعيفًا من الفزع، وقالوا: إنها هي التي تقصم ظهورنا — مشيرين إلى مصر — (٤٣) وسيدها هو الذي قد قضى على أرواحنا إلى أبد الآبدين، وكانت حالتهم تسوء عندما يرون ذابحيهم مثل جزاري الإلهة «سخمت» (إلهة الحرب) وهم الذين كانوا يقتفون أثرهم. وإن الإنسان ليصيبه الفزع، ويتملكه الخوف أمامهم (٤٤) «وإذا لم تجد خطواتنا طريقًا للسير فإنا نقطع الأراضي حتى نهايتها.» وإن جنودهم لن يحاربوا في جانبنا في أي موقعة. فهناك تهاجمنا (٤٥) نيراننا برغبة منا، ونحن قانطون! وقلوبنا قد نُزعت، وقوتنا قد نفدت! فسيدهم مثل «ست» محبوب «رع»، ونداؤه للواقعة مسموع (٤٦) مثل نداء المارد المجنح، وإنه يقفو أثرنا مذبحًا، ولا رحمة عنده. ويجعلنا نولي الأدبار عند ذكر مصر أبديًّا. ولقد كان اندفاع أنفسنا نحو (٤٧) الموت سخيفًا، فكنا الموقدين النار التي أدخلنا فيها أنفسنا، وبذرتنا قضى عليها، وبخاصة «دد» و«مشكن» و«مريي»، هذا إلى «ورمر» و«تثمر» (٤٨) وكل رئيس معًا هاجم مصر من «لوبيا» أصبح في النار من أوله إلى آخره. وقد رد الآلهة الجواب بذبحنا؛ لأننا قمنا بهجوم قصدًا على مقاطعاتهم. ونحن نعلم قوة مصر العظيمة! إن «رع» قد وهبها حاميًا جبارًا يظهر مضيئًا مثل … (٥٠) دعنا نقبل الأرض! فسيفه عظيم وبتار … (٥١) ملك الوجه القبلي والوجه البحري «وسرماعت رع مري آمون»: «رعمسيس الثالث».

(ﺟ) الحرب الشمالية التي يؤرخها علماء الآثار تقليدًا بالسنة الثامنة من حكم «رعمسيس»

لقد ارتعد أهل الممالك الشمالية في أجسامهم، وهم الفلسطينيون (بلست) و«الثكر» … (٥٢) وقد قُطعوا عن بلادهم، وأتوا وأنفسهم كسيرة، وقد كانوا محاربين (ثر) على اليابسة، وطائفة أخرى على البحر. أما الذين أتوا على البر فقد هُزموا وذُبحوا … (٥٣)، وكان «آمون رع» خلفهم قاضيًا عليهم، والذين دخلوا في مصبات النيل كانوا مثل الطيور التي وقعت بالأحبولة، وصيروا … (٥٤) أسلحتهم، وقد أُزيلت قلوبهم وانتزعت، ولم تعد بعد في أجسامهم، وقوادهم سِيقوا وذُبحوا وأُلقي بهم على الأرض، وكُتفوا … وصاحوا قائلين (٥٥): يوجد أسد مهاجم، مفترس قوي قابض بمخالبه، وهو السيد الوحيد الذي أتى إلى مصر ولا نظير له، وهو محارب مسدد السهم لا يطيش قط … (٥٦) نهايات المحيط، وكانوا يرتعدون جميعهم (قائلين): إلى أين نذهب؟ ويلتمسون السلام آتين بخضوع خوفًا منه، عارفين أن قوتهم قد نفدت، وأن أجسامهم أصبحت ضعيفة (٥٧)؛ لأن هيبة جلالته أمامهم كل يوم، وهو كالثور الواقف في ساحة القتال، وعينه على قرنيه متأهبًا لمهاجمة منازله برأسه، وهو محارب جبار … (٥٨) نداء الواقعة، العدَّاء، رب القوة، ناهب كل أرض، حتى إنهم يأتون مسلمين بخضوع فزعًا منه، وهو فتًى غض مغوار مثل «بعل» في … (٥٩) الملك الذي ينجز الخطط، ورب النصائح، وما يفعله لا يخيب بل يحدث مباشرة، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث».

والويل لها، تلك الأراضي (حتى ما تحيط به الأرض) … (٦٠) التي يتآمر أهلها — في قلوبهم — على مصر. فإنه السيد العظيم المنتصر، ملك الأرضين، والرعب منه والفزع قد طوح بالأقواس التسعة؛ لأنه كالأسد — ضخم (٦١) الزئير على قمم الجبل — والإنسان يخاف من بعيد بسبب هيبته، وهو مارد مجنح، واسع الخطا، ذو جناحين، وهو الذي في نظره ملايين الأميال (إتر)١٧ كأنها (٦٢) مجرد خطوة، وهو فهد عارف بفريسته، قابض على منازله، ويداه تحطم صدر من يتعدى على حدوده، وهو ثائر رافعًا ذراعه اليمنى (٦٣) ومقتحمًا المعمعة، وقاتلًا مائة ألف في أماكنهم أمام خيله؛ لأنه ينظر إلى تكتل الجمع كأنهم جنادب مهزومون منحلون (٦٤) طُحنوا كالدقيق، وإنه قوي القرنين، معتمد على قوته حتى إن الملايين وعشرات الألوف يحتقرون أمامه، وصورته كصورة «منتو» عندما (٦٥) يبرز. وكل بلد تجهد نفسها له عند مجرد ذكر اسمه: وهو حاكم ممتاز الخطط مثل الإله «تاتنن» يمد البلاد قاطبة بكل قانون (٦٦) قوي الساعد، عظيم القوة في السهل والحزن، وكل شيء عمله يحدث مثل أعماله، ساكن «هرموبوليس» (تحوت) ملك الوجه القبلي والوجه البحري «وسرماعت رع مري آمون» ابن «رع»: «رعمسيس الثالث».

وإن قلب مصر لفرح بتمليك بطل مثله، حتى إن الأرض أصبحت على (٦٧) ارتفاع ظهرها (أي مرتاحة) لا تذمر فيها، وهو مرسل ظلًّا للناس يجلسون (في راحة) في زمنه، وقلوبهم واثقة لأن قوته هي حمايتهم (٦٨). وإنهم يعرفون ساعديه، وإنه الصقر الإلهي الذي يضرب ويقبض. وإنه قد أوجد جيوشًا بانتصاراته، وملأ مخازن (٦٩) المعابد بغنائم ساعده جاعلًا الآلهة راضين بإنعاماته، وبذلك كانوا على يمينه وعلى شماله ليطرحوا أرضًا الأقواس التسعة: ليتهم (الآلهة) يجعلون قوته (٧٠) على كل من يهاجمه كالتي أعطاها إياه «آمون» والده الفاخر وهو الذي تجتمع الأرضان تحت قدميه، ملك الوجه القبلي والوجه البحري: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث».

أما «حور»: فهو عظيم السنين، وبذرة «رع» الإلهية (٧١) التي خرجت من جسمه، والصورة الفاخرة الحية لابن «إزيس»، الذي خرج من الفرج مُحلًّى بالتاج الأزرق مثل «آتوم»، والعظيم الفيضانات النيلية التي تحمل طعامها لمصر (٧٢)، في حين أن القوم والمواطنين يتمتعون بالأشياء الطيبة، والملك الذي يقيم «العدالة» لرب الكل، ويقربها كل يوم أمامه، ومصر والأرض في سلم في عهده (٧٣)، والأرض كلها كلوح (سهلة منبسطة)؛ لأنه لا يوجد طمع، وفي استطاعة المرأة أن تذهب حيث شاءت بملابسها على رأسها دون أن تعاق خطواتها إلى المكان الذي ترغب فيه. والممالك الأجنبية تأتي منحنية (٧٤) لشهرة جلالته بجزيتهم وأطفالهم على ظهورهم، وأهل الجنوب وأهل الشمال على السواء يمتدحونه، وينظرون إليه كما ينظرون إلى «رع» عند الفجر، وهم خاضعون لخطط وقوانين الملك الجبار، الحاكم صاحب الخطط ذات الأثر (٧٥)، مثل خطط صاحب الوجه الجميل «بتاح» ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين صاحب الساعد القوي: «وسرماعت رع مري آمون» ابن «رع»: «رعمسيس الثالث» معطي الحياة مثل «رع» في الخلود.

ولا نزاع في أن القارئ يجد نفسه غارقًا في بحر لجي من الصفات والنعوت، وعبارات المدح والإطراء للفرعون عند قراءة سطور هذا المتن الطويل، وإذا أردنا تصفيته وغربلته وجدنا أن الحقائق التاريخية التي يحتويها ضئيلة جدًّا، ولكن هذا هو الواقع في معظم متون الأسرة التاسعة عشرة بوجه خاص؛ إذ قد نحا الملوك نحو «رعمسيس الثاني» في قصيدته المشهورة التي نقشها على جدران معابده العظيمة.

وعلى أية حال فإنها لا تزال مصدرنا الوحيد عن هذه الحروب.

ومن جهة أخرى إذا فحصنا محتويات هذا المتن، الذي تُنسب حوادثه إلى السنة الخامسة من حكم هذا الفرعون، لوجدنا أنه لا يقتصر على حروب الفرعون لبلاد «لوبيا» كما هو المشهور، بل نجده يشير إلى وقوع حروب أخرى بينه وبين ممالك الشمال أو أقوام البحار، كما يُعرفون بذلك الاسم.

على أنه من المعلوم لدى علماء الآثار أن الحروب التي وقعت بين «رعمسيس الثالث» وهؤلاء الأقوام تؤرخ بالسنة الثامنة كما سنرى بعد. فهل الإشارة في المتن الذي بين أيدينا الآن تشير إلى حرب وقعت قبل السنة الخامسة، وهي السنة التي حارب فيها «اللوبيين»، أو أن هذا المتن عندما نُقش على جدران معبد مدينة «هابو» سبق الحوادث وأشار إلى حروب السنة الثامنة مع أنه مؤرخ بالسنة الخامسة؟ وذلك لأن النقوش في كثير من هذه المعابد تُكتب بعد وقوع الحوادث بسنين عدة، ومع ذلك تؤرخ بالتاريخ الهام الأول كما حدث ذلك في وثيقة الإهداء الكبرى التي نقشها «رعمسيس الثاني» على أحد جدران معبد «العرابة المدفونة» وأرخها بالسنة الأولى من حكمه. ومع ذلك ففيها من الحوادث ما يشير إلى أعمال جرت بعد هذا التاريخ (راجع مصر القديمة الجزء السادس). هذا فضلًا عن أن العبارات التي جاءت في هذا المتن ومتن السنة الثامنة فيها تشابه كبير.

وعلى أية حال فإن كلا الرأيين جائز، ولكن المرجح أن المتن قد كُتب سابقًا لزمنه.

(د) الحملة الأولى اللوبية (حوالي عام ١١٩٤ق.م)

لقد انتهز «اللوبيون» فرصة عدم استقرار الأحوال الداخلية بعد وفاة «مرنبتاح» في مصر، كما فعلوا ذلك من قبل في مدة الفوضى التي حدثت بين عهدي الدولتين القديمة والوسطى، وسعوا فيها ليحصلوا لأنفسهم من جديد على مكان في مصر؛ ولذلك أعلنوا الثورة وصمموا على احتلال البلاد الواقعة على الحدود، والإقامة فيها، والاستيلاء على الوديان العالية، وسلب أماكنها، وقالوا: «إنا نريد أن نستقر في مصر»، وهكذا تكلموا بصوت واحد، وهجموا على حدود مصر. وقد ظلوا سنين عديدة يضطهدون سكان غربي الدلتا حتى قام «رعمسيس الثالث» بحملته الأولى التي نحن بصددها الآن في السنة الخامسة، محاولًا طردهم من الحدود المصرية والقضاء عليهم.

وقد ذكر «مولر»١٨ أن «ستنخت» قام بطردهم في عهد مبكر، غير أنه لم يذكر لنا المصدر الذي استقى منه هذا الخبر. ولكن يجب أن نسلم هنا بأن حماية الحدود وتحصينها قد حال بين هذا العدو وبين استيطانه في الدلتا فعلًا، وتدل الوثائق التي لدينا على أن هؤلاء القوم كانوا على الحدود، وأنهم لم يتعدوها في سكناهم، ويؤكد ذلك الوصف الذي جاء في «ورقة هاريس» الكبرى؛ إذ نعلم منها أن «اللوبيين» و«المشوش» قد هجموا على مصر، ونهبوا المدن الواقعة على إقليم الشاطئ الغربي من «منف» حتى «كاربانا»، وقد وصلوا في زحفهم حتى النهر العظيم على كلا شاطئيه. ولا بد أن اعتداء هؤلاء القوم على البلاد، ووصولهم حتى فرع النيل الكانوبي كان حادثًا فرديًّا. وعلى ذلك تكون الحدود التي وقفت عندها اعتداءات «اللوبيين» تنحصر في مدن إقليم الشاطئ الغربي، والظاهر أنها كانت تمتد في خط من «منف» حتى «كربانا»، وكانت «منف» تُعد أهم مدينة في جنوبي الدلتا قبل تفرع فرع «كانوب». وبلدة «كاربانا» هذه التي جاء ذكرها في «ورقة هاريس» تقع جنوبي بلدة «كانوب» المسماة باسم هذا الفرع من النيل عند مصبه.١٩ وقد علمنا فيما سبق بوساطة الملابس أنه يوجد فرق ظاهر بين الحربين اللتين شنهما «رعمسيس الثالث» على «اللوبيين»، إذ شن إحداهما على قوم «اللوبيين» والأخرى على قوم «المشوش»، ويؤكد لنا ذلك ما جاء في المتن العظيم الذي دوناه فيما سبق، وكذلك المناظر التي تركها لنا «رعمسيس الثالث» عن هذه الحرب، وما يستنبط «فرشنسكي» من متون الحرب اللوبية الأولى؛ إذ نجد اسم «التمحو» قد ذُكر بكثرة بالنسبة لاسمي «اللوبيين» و«المشوش»، وأن أعداء «رعمسيس» في هذه الحرب هم في الأصل أهل «التمحو»، ولكن من جهة أخرى قد رأينا أن كلمة «التمحو» في هذا الوقت لا تعني ما كانت تعنيه في الأزمان السالفة لهذا الوقت، وأن «رعمسيس» قد اكتفى هنا بذكرهم في هذه الحروب الأولى بصفة عامة بدلًا من تعداد أسماء القبائل الأخرى التي كان يتألف منها الشعب اللوبي؛ لأنهم كانوا الجنس السائد. والواقع أنه في حين أننا نجد بنوع خاص كلمة «تمحو» تُستعمل فقط في التعبيرات العامة فإنا نجد النقوش في المواقف المعينة تستعمل الاسمين الآخرين — اللوبيين والمشوش — كما أشرنا إلى ذلك من قبل.
ولدينا فقرات في المتن الكبير تكشف بصفة قاطعة عن الأعداء الذين حاربوا مصر في الموقعة الأولى. ففي سطر (٤٧) من نقوش السنة الخامسة نجد أن قواد الأعداء في هذه الحرب هم «دد» و«مشكن» و«مريي» و«رمر» و«ثتمر» وكل رئيس معاد قد هاجم مصر من «لوبيا». ويُضاف إلى ذلك أننا نجد في الصور التي تمثل تقديم الأسرى صورة المدينة التي وقعت فيها الواقعة ومعها بقايا متن قصير يذكر لنا الانتصار الذي أحرزه الفرعون «رعمسيس الثالث» على الأعداء اللوبيين أمام المدينة، وهاك النص:
… الفرعون (له الحياة والفلاح والصحة) الخاسئين اللوبيين أمام بلدة «وسرماعت رع مري آمون طارد التمحو».٢٠
وهذا البرهان يعززه برهان آخر نجده في نقش كتب في الحرب اللوبية الثانية كما سنرى وهو يتكلم عن انتصار المصريين على «المشوش» الذين كانوا يزحفون على مصر. وهاك النص٢١ الذي كُتب فوق الحصن:
المذبحة التي أوقعها جلالته بين أعداء البلاد من «المشوش» الذين أتوا إلى مصر مبتدئين من بلدة «رعمسيس الثالث» الواقعة على جبال «وب تا» إلى «حوت شع» (قرية الرمل)، وقد وقعت مذبحة بينهم امتدت ثمانية أميال.٢٢

وهذه الموازنة تدل دلالة واضحة على أن أغلبية القوم الذين حضروا الحرب الثانية كانوا من «المشوش»، وهذا لا يحتاج إلى برهان آخر.

وعلى أية حال نجد أن محصول المتن الطويل المفعم بالأوصاف والاستعارات لا يتعدى ما جاء فيه عن الحربين إلا حقائق ضئيلة. وقد قرأنا في المتن الأول ذكر عدد من الأمراء ومن بينهم الأمير «ثتمر»، وقد ذكر كثيرًا بدون سبب بأنه هو القائد للأعداء في الحرب الأولى. وليس لدينا ما يدل على ذلك في المتن، وكذلك لدينا اسمان من بين الأمراء الخمسة الذين ذُكروا في هذا المتن وهما: «دد» و«مريي». ويُلاحَظ أنهما ذُكرا في متون «مرنبتاح». وتدل شواهد الأحوال على أن هذين الأميرين لم يشتركا في حروب «رعمسيس الثالث» بل نُقل اسماهما من نقوش «مرنبتاح» وحُشرا هنا كما أثبت لنا ذلك المؤرخ «بيتس».٢٣ حقًّا كان للأمير «مريي» في حروب «مرنبتاح» ستة أولاد، ولكن ليس من المعقول حسابيًّا أن «دد» كان لا يزال على قيد الحياة وقت نشوب المعركة بين «لوبيا» و«رعمسيس الثالث». هذا فضلًا عن أننا سمعنا عن الأمير «مريي» أنه هرب من ساحة الواقعة، وأن «مرنبتاح» نصب مكانه أخاه. ولذلك يخامرنا الشك في ذكر هذا الاسم في هذه الحروب والتي قبلها، اللهم إلا إذا كانا شخصين مختلفين باسم واحد، وهذا جائز أن يُسمى الابن باسم والده.
وتدل المناظر التي تركها لنا «رعمسيس الثالث» على أنه أبعد عن مصر خطر «التمحو» في موقعة دارت رحاها أمام بلدة «رعمسيس مري آمون طارد التمحو»٢٤ ويُحتمل أنها كانت في السنة الخامسة من حكمه؛ لأنه ليس لدينا تاريخ معين ليوم الموقعة، والسنة التي حدثت فيها.
وبعد الموقعة خاطب الفرعون جنوده قائلًا:

تأملوا النعم الجمة التي أداها «آمون رع» ملك الآلهة للفرعون طفله. فقد قضى على أرض «تمحو» و«سبد» و«مشوش»، فقد كان أهلها لصوصًا ينقضون على مصر يوميًّا، غير أنهم أصبحوا ساجدين تحت قدمي، وقد اجتُثت جذورهم، وليس لهم وجود بأية حالة، وقد انقطعت أقدامهم عن أن تطأ أرض مصر إلى الأبد؛ وذلك بفضل النصائح الغالية التي قدمها جلالته للعناية بمصر التي كانت قد خربت، فافرحوا وهللوا حتى عنان السماء؛ لأني قد ظهرت مثل «منتو» مادًّا حدود مصر، وإن ساعدي عظيم وقوي يهزم الأقواس التسعة بفضل ما فعله لي والدي رب الآلهة «آمون كمفيس» مبدع جمالي.

وقد جاوبه الضباط ورجال البلاط بالإجابة العادية. وبعد ذلك نرى الفرعون يشرف على عد الأسرى وغنائم الحرب وهي تُقدم له. وقد بلغ عدد القتلى (١٢٥٣٥) قتيلًا. والأسرى ألف أسير.٢٥ أما عن أعمال الشجاعة وما فعله الفرعون فتوجد في المتن الكبير التي ذكرناه آنفًا. وكذلك فيما جاء في «ورقة هاريس».

(٢-٣) حروب «رعمسيس الثالث» في آسيا مع أقوام البحر المؤرخة بالسنة الثامنة من حكمه

(أ) المصادر

لم يكد يستقر الأمن في ربوع مصر إلا سنين قلائل جدًّا؛ إذ في السنة الثامنة من حكم «رعمسيس» أخذ أقوام البحر الذين تحدثنا عنهم فيما سبق ينقضون على مصر من البر والبحر. والمصادر التي نستقي منها أخبار هذه الحروب هي:
  • (١)
    المتن الكبير المؤرخ بالسنة الثامنة، وقد نُقش في الردهة الأولى على الجدار الغربي شمالي الباب الكبير في داخل معبد مدينة «هابو».٢٦
  • (٢)
    المناظر التي خلفها «رعمسيس الثالث» على الجدار الشمالي (Ibid, pls. 29–44).
  • (٣)

    ما جاء في «ورقة هاريس»، وقد ذكرناه فيما سلف.

والمتن الذي نُقش على البوابة الثانية خاص كما قلنا بالحروب الشمالية التي شنها «رعمسيس الثالث» على أقوام البحر كما تحدثنا المتون المصرية، ولحسن الحظ نجد أن الجزء الخاص في هذا المتن بالأحداث التاريخية قد أخطأته يد التخريب؛ لأن الجزء المتآكل موجود على اليسار، والثغرة الكبيرة التي على اليمين — على ما يظهر — لا تحتوي إلا عقود مدح نُظمت للفرعون. ولدينا من أمثال هذه المدائح الشيء المكرر الكثير.

وهذا المتن بوجه عام أقرب فهمًا للقارئ الحديث من أي قصيدة أخرى من قصائد «رعمسيس» التي نُظمت في مواقعه الحربية، وتنقسم ثلاثة أقسام كالعادة وهي: (١) مقدمة مديح، (٢) تقرير بليغ عن انتصارات الفرعون، (٣) وأخيرًا أنشودة نصر.

ويُلخَّص المتن فيما يأتي:
  • (١)

    التاريخ، ومديح عام للملك ١–١٢ سطرًا.

  • (٢)
    خطبة للفرعون ١٢–٣٨ وتحتوي:
    • (أ)

      «رعمسيس» بوصفه مختار الإله «آمون» للملك، ومخلص مصر من ويلاتها (١٢–١٦).

    • (ب)

      الحروب الشمالية (١٦–٢٦).

    • (جـ)

      هجوم الشماليين (١٦–١٨).

    • (د)

      «رعمسيس» مستعد لمواجهة الهجوم (١٨–٢٣).

    • (هـ)

      هزيمة الشماليين (٢٣–٢٦).

  • (٣)

    ذكر المنافع التي عادت على مصر في عهد «رعمسيس الثالث» ٢٦–٣٨ وهاك النص:

(١) السنة الثامنة في عهد جلالة «حور»: الثور القوي، والأسد الشديد البأس، الجبار الساعد، وذو الذراع القوي، وآخذ الآسيويين أسرى؛ ومحبوب الإلهتين: الضخم القوة مثل والده «منتو»، مهلك الأقواس التسعة المطرودين من أراضيهم؛ «حور» الذهبي: الإلهي عندما خرج من الفرج، والابن المختار الشرعي (٢) «حوراختي» والملك، ووارث الإلهة المنعم، وصانع صورهم على الأرض، ومضاعف قربانهم، ملك الوجهين القبلي والبحري، سيد الأرضين: «وسرماعت رع مري» ابن «رع»: «رعمسيس الثالث»، الملك والسيد الشجاع، بعيد مرمى الساعد، وسالب النفس (٣) الممالك بحرارة جسمه، عظيم الشهرة، الهاجم عندما يرى الواقعة مثل «سخمت» وهي تهاجم ساعة الغضب، الماهر، الشجاع في الفروسية، والآسر وهو على قدميه، والسريع كالشهب المنقضة التي في السماء، ملك الوجه القبلي والوجه البحري: «وسرماعت رع مري آمون»؛ (٤) ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس» الهاجم في معمعة القتال كالإنسان المبتهج. وإنه ينظر إلى الملايين منهم كأنهم مجرد قطرة، والفزع منه عظيم، وإنه كلهيب ممتد حتى أقاصي الأرض، وجاعل الآسيويين يولون الأدبار — من حربه — في ساحة القتال. أما الثوار الذين لا يعرفون مصر أبدًا فإنهم يسمعون بقوته، (٥) ويأتون مادحين، وأعضاؤهم ترتعد بمجرد ذكره، ومسلمين بقلوبهم خوفًا منه، وإنهم يتحدثون عن ظهوره، ويقولون لقومهم: إن شكله وجسمه هما شكل «بعل» وجسمه تمامًا، وإنه شجاع في الحشد لا مثيل له، وإنه يقتل (٦) الملايين بمفرده، وكل البلاد في نظره حقيرة لا أهمية لها. ويُقال «إنه يظهر تمامًا كالشمس». والسياح والرسل الذين يُشاهدونه في مصر ينحنون وينثنون أمامه. وإنهم يقولون يوميًّا: إن «منتو» في صورته الحقيقية هو الذي في مصر! (٧)، وإنكم لن ترفعوا رءوسكم لأن ساعده قوي! دعنا نذهب، دعنا ننظم له مديحًا سويًّا، دعنا نلتمس منه صلحًا، راجين نفسًا لأنفسنا لأنه في قبضة يده، ملك الوجه القبلي والوجه البحري: (وسرماعت رع محبوب آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث». وإنه جميل عندما يظهر ملكًا مثل ابن «إزيس»، (٨) المنتقم، أسن أولاد «آتوم»، والسيد الوحيد عندما يكون مزدانًا بالألوان، مرتديًا التاج الأبيض، ولابسًا التاج المزدوج، جميل الطلعة عندما يتحلى بالريشتين مثل «تاتنن»، وإن حبه وجماله مثل جلالة «رع» عندما يشرق في الفجر، وجميل عندما يجلس على العرش مثل «آتوم» بعد أن تسلم شارة ملك «حور» و«ست»، والإلهتان: إلهة الجنوب، وإلهة الشمال، (٩) يحتلان مكانتهما على رأسه في حين أن يديه تقبضان على الصولجان المعقوف والسوط أيضًا، وإنه محارب شاعر بقوته مثل ابن «نوت» وهيبته في قلوب الأقواس التسعة، والمؤن والذخائر غزيرة في عهده كما كانت في عهد والده صاحب الوجه الجميل، «الفيضان العظيم»، وإنه الواحد المحبوب بوصفه ملكًا مثل «شو» بن «رع»، (١٠) وعندما يطلع على الناس يكون الفرح به كالفرح بالشمس، وإنه قوي مقدام في تنظيم الأراضي، ومصر، ولبه فطن مثل لب «تحوت»؛ وإنه يتكلم ويعمل فتوجد الأمور (ومثله في ذلك مثل) «بتاح» القاطن جنوبي جداره، وقوانينه حاضره ممتازة، وهو منقطع النظير، وهو مثل «رع» في ملكه عندما بدأ العالم، ملك الوجه القبلي والوجه البحري: (وسرماعت رع محبوب «آمون») ابن «رع»: «رعمسيس الثالث» الغني بآثاره، والغزير المخلفات، والعظيم الأعاجيب، وجاعل المعابد في عيد بالطعام والذخيرة (١١) وابن «رع» حقًّا الذي خرج من ظهره، ومن أنجبه أسن الآلهة ووالدهم، ومن عهد إليه وهو صبي ملك الأرضين، والحاكم على كل ما تحيط به الشمس، والدرع العظيم (١٢) حامي مصر في زمنه، وبذلك يجلس الناس تحت ظل ذراعيه الجبارتين، ومن جعل الأراضي تقول: «إن شهرتك — قوية — وُضعت فوق بلادنا.» ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين: (وسرماعت «رع» مري «آمون») ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الثالث».

والملك نفسه يقول:

اصغوا إليَّ (١٣) يا أهل الأرض مجتمعين معًا، يا رجال الحاشية، وأبناء الملك، وحُجَّاب القصر، وكل سكان مصر، وطوائف الجنود، وكل شاب في هذه الأرض! وجهوا التفاتكم إلى أقوالي لتعرفوا طريقة إمدادي لكم (١٤) ولتعرفوا قوة والدي الجليل «آمون كمفيس» خالق جمالي. إن سيفه العظيم البتار هو سيفي بوصفه مددًا ليجعل كل أرض طريحة تحت إخمص قدمي. وإنه كتب لي النصر، ويده معي. كل فرد يتعدى على حدودي يُذبح في قبضتي، وإنه يختار ويجد (١٥) من يختاره من بين مئات الألوف. وعلى ذلك فإني ممكن على عرشه في سلام. ولقد كانت مصر ضالة لا راعي لها في حين أنهم كانوا يحملون أحزانًا بسبب الأقواس التسعة، غير أني أحطتها وثبتها بساعدي الشجاع. ولقد ظهرت مثل «رع» ملكًا في مصر وحميتها (١٦) وأقصيت عنها الأقواس التسعة.

أما أهل الممالك الأجنبية فقد تآمروا في جزرهم. وقد أُزيلت الأراضي وشُتتت في ساحة الوغى في وقت واحد، ولم تكن هناك أرض يمكن أن تقف أمام أسلحتهم من بلاد «خاتي» و«قودي» و«كركميش» و«يرث» (١٧) (إزراوا «كليكيا») و«يرس» (ألاشيا = قبرص) ولكنهم سُحقوا في وقت واحد. وقد نصبوا معسكرات في مكان في «آمور» فأتلفوا أهلها، وأصبحت أرضها كأن لم تغنَ بالأمس. وقد كانوا آتين قُدمًا نحو مصر عندما كان اللهيب مجهزًا أمامهم.

وقد كان حلفهم مؤلفًا (١٨) من (أقوام) «بلست» (فلسطين) و«ثكر» و«شكلش» و«دنين» و«وشش»، وقد استولوا على الأراضي حتى دائرة الأرض وقلوبهم آمنة واثقة قائلين: إن خططنا ستنجح.

وكان قلب هذا الإله رب الآلهة على (١٩) استعداد ليحتبلهم كالطيور، وقد جعل قوتي ثابتة كما جعل خططي تفلح … يخرج متدفقًا كمعجزة. وقد نظمت حدودي في «زاهي»، وجهزت أمامهم الأمراء وقواد الحاميات، وجنود (٢٠) «مريانو» (وهم طائفة الجنود الممتازين في آسيا)، وأمرت بتحصين مصب النيل ليكون بمثابة جدار قوي بالسفن الحربية والسفن المسطحة وسفن السواحل المسلحة؛ لأنها كانت مجهزة تمامًا من مقدمتها حتى مؤخرتها بمحاربين مسلحين. أما رجال الرديف (٢١) فكانوا يتألفون من خيرة رجال مصر، وكانوا كالأسود الزائرة على قلل الجبال، وكذلك كان الفرسان يتألفون من عدَّائين من الرجال المنتخبين من كل فارس طيب كفء، وكانت جيادهم ترتعد فرائصها، مستعدة لسحق (٢٢) الممالك تحت سنابكها. وقد كنت «منتو» المقدام واقفًا ثابتًا على رأسهم حتى يروا ما تأسره يداي، ملك الوجه القبلي والوجه البحري: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث». وإني رجل أعمل بدون قيد، شاعر بقوته، وبطل مخلص جيشه (٢٣) في يوم الوغى. وهؤلاء الذين وصلوا إلى حدودي قد أفنيت بذرتهم، وقلبهم وروحهم قد أُفنيا إلى أبد الآبدين. والذين أتوا قدمًا على البحر كان اللهيب الشامل أمامهم عند مصبات النيل، في حين أن سياجًا من الحراب قد أحاط بهم (٢٤) على الشاطئ مقتلين ومكدسين أكوامًا من أولهم إلى آخرهم، وسفنهم وسلعهم قد سقطت في الماء.

ولقد جعلت الممالك ترتد عند ذكر مصر؛ لأنهم ينطقون باسمي في أرضهم فإنهم عندئذ يحرقون (٢٥) ومنذ أن جلست على عرش «حوراختي» و(الصل) ثبت على رأسي مثل «رع»، لم أدع الممالك تشاهد حدود مصر حتى تتفاخر هناك بذلك للأقواس التسعة. ولقد استوليت على أرضهم، وحدودهم أُضيفت إلى حدودي. ورؤساؤهم (٢٦) وأهل قبائلهم أصبحوا ملكي، وهم يمجدونني لأني أسير على هداية خطط «رب الكل» والدي الإلهي الجليل، سيد الآلهة.

ابتهجي يا مصر حتى عنان السماء؛ لأني حاكم الأرضين على عرش «آتوم»، وقد أوجدتني الآلهة لأكون ملكًا (٢٧) في مصر لأقويها، ولأصد عنها (أهل) السهول والممالك الجبلية، وقد خصوني بالملك عندما كنت لا أزال فتيًّا، وفاض زمني بالأرزاق والمؤن. وقد وهبت ساعدًا قويًّا بسبب أنعمي للآلهة والإلهات بقلب رضي، وإني أبدد آلامكم (٢٨) التي في صدوركم، وأجعلكم تجلسون آمنين بلا انقطاع. وإني أهزم الآسيويين … أراضيهم، وإنهم لمرضى؛ لأنهم يتذكرون اسمي يوميًّا. ملك الوجه القبلي والوجه البحري: «وسرماعت رع مري آمون» ابن «رع»: «رعمسيس الثالث». لقد (٢٩) سترت مصر وحميتها بساعدي الشجاع منذ أن بدأت أحكم بوصفي ملك الوجه القبلي والوجه البحري على عرش «آتوم» … بمثابة غنيمة يدي، مثل التي غنمتها رهبتي من الأقواس التسعة. ولم تقف أرض ثابتة عند سماع اسمي، ولكنهم (٣٠) يتركون مساكنهم مبتعدين عن أماكنهم مشتتين … أمامهم. وإني ثور هاجم معتمد على قرنيه، ويدي تصبح مماثلة لقلبي (٣١) على حسب قوتي. وإن قلبي يقول لي: «اعمل» … وظيفتي مثل «رع» ومثل الإله «ست»، ثائرًا في مقدمة سفينة الشمس، وإني آتيكم بالابتهاج في حين يكون البكاء (٣٢) في البلاد الأجنبية، والرعب في كل أرض … الذي عملته. وقلبي يثق في إلهي (رب الآلهة)، «آمون رع» الشجاع، رب السيف؛ لأني علمت أن قوته أعظم (٣٣) من قوة الآلهة الآخرين، والعمر المقدر من السنين هو الذي في يده … شجاع. ولا تمر لحظة واحدة في حضرتك لا يكون فيها خراب بفضل الخطط والنصائح (٣٤) التي في قلبي لخلق مصر من جديد، وهي التي كانت قد دُمرت. أما عن الممالك (الأجنبية) … … … التدمير لمدنهم. خربت في وقت واحد، وأشجارهم وكل قومهم قد أصبحوا هشيمًا (٣٥)، وإنهم يستشيرون قلوبهم: إلى أين سنذهب؟ ورؤساؤهم يأتون … … وجزيتهم وأطفالهم على ظهورهم إلى مصر.

وإني قوي شجاع، وخططي ناجحة، ولن يخيب ما فعلته، وأخلاقي ممتازة لأني (٣٦) تعلقت بهذا الإله، والد الآلهة … (والدي) وإني منتبه لمحرابه، وتزداد رغبتي في مضاعفة قربانه من الطعام بالإضافة (٣٧) لما كان له من قبل، وقلبي يحمل الصدق يوميًّا، وما أمقته هو الغش … … الذي تعلمه الآلهة الراضون به، وأيديهم درع لصدري (٣٨) ليزيلوا الشرور والآلام التي في جسمي. ملك الوجه القبلي والوجه البحري، حاكم الأقواس التسعة، سيد الأرضين: «وسرماعت مري آمون» ابن «رع» من صلبه، محبوبه، رب التيجان: «رعمسيس الثالث» معطي الحياة والثبات والرضا مثل «رع» أبد الآبدين.

هذا هو المتن الذي تركه لنا «رعمسيس» عن هذه الحروب، أما المناظر التي صُوِّرت على جدران المعبد لتمثل سير هذه الحرب فتنحصر في عدة مشاهد طريفة تساعد على فهم المتن.٢٧

ومما تجدر ملاحظته هنا أن المتون المفسرة لهذه المشاهد تكاد تكون منقولة برمتها إلا أشياء ضئيلة من المتن الكبير الذي ذكرناه الآن، ولذلك لم نجد هنا داعيًا لإعادة ترجمتها ثانية. وهاك وصفًا مختصرًا لهذه المشاهد على حسب ترتيبها على جدران المعبد.

(ب) اللوحة «٢٩»

«رعمسيس الثالث» يوزع المهمات لجنوده لمحاربة أقوام البحر — ويُشاهد «رعمسيس» واقفًا على منصة، يشرف على توزيع العدة لجيشه، وفوق هذا المنظر يُرى نافخ بوق ينفخ في نفيره، في حين نرى حاملي الأعلام الموظفين يحيون الفرعون، وأسفل هذا يُشاهد أمير يصدر أوامر يدونها كاتب. وهناك كتبة آخرون يسجلون وحدات الجيش، ويرصدون المهمات التي صُرفت. ويُشاهد الإنسان من بين هذه قبعات وحرابًا، وأقواسًا، وسيوفًا، ودروعًا، وزردًا، وكنانات ودرعًا واحدًا بين الأسلحة، وعدد الحرب التي وُزعت، والأمير الذي مُثل هنا هو ولي العهد.

(ﺟ) اللوحة «٣١»

«رعمسيس الثالث» في طريقه إلى بلاد «زاهي» لمحاربة أقوام البحر في عربته. هذه الصورة مُثلت على الجدار الخارجي الشمالي للمعبد، ويُرى فيها «رعمسيس الثالث» في عربته ذاهبًا لمقابلة أقوام البحر، ويصحبه جنود من المصريين والأجانب، وأمام الملك عربة تحمل علم «آمون». ويُشاهد الجنود الأجانب يمشون في وحدات منفصلة على حسب جنسياتهم.

(د) اللوحات «٣٢–٣٤»

«رعمسيس الثالث» في موقعة برية مع جيوش أقوام البحر البرية، ويُشاهد في المنظر «رعمسيس الثالث» في عربته يهجم في قلب قوات «أقوام البحر» الذين ساد بينهم الارتباك وسوء النظام. وقد كان يساعده مشاة مصريون وفرسان، وجنود أجانب مرتزقة. ويُشاهد أقوام البحر يرخون لسيقانهم العنان، كما يفرون في عرباتهم. وكان نساؤهم وأولادهم يفرون بأمتعتهم المحملة على عربات ثقيلة تجرها الثيران.

(ﻫ) اللوحة «٣٥»

«رعمسيس» يصطاد أسودًا٢٨
في هذا المنظر «رعمسيس الثالث» في عربته يصطاد أسودًا، وعلى قاعدة المنظر فرق من الجنود تسير، ويحتمل أنهم كانوا ينتقلون من الواقعة البرية على اليمين٢٩ إلى الواقعة البحرية على اليسار.٣٠ وهذا المنظر غاية في الاختصار. والظاهر أن «رعمسيس الثالث» أراد أن يروح عن نفسه بين الموقعتين فقام بصيد الأسود، كما فعل سلفاه العظيمان: «تحتمس الثالث» (راجع الجزء الرابع) و«أمنحتب الثالث» (راجع مصر القديمة الجزء الرابع).

(و) اللوحات «٣٧–٣٩»

«رعمسيس الثالث» وأسطوله في ساحة القتال مع أسطول «أقوام البحار».٣١
في هذه المناظر خمس سفن لأقوام البحر تطاردها بشدة أربع سفن مصرية، وقد صُور انحلال أسطول أهل الشمال بصورة بارزة. ويُرى على الشواطئ «رعمسيس الثالث» ورماته يرسلون وابلًا من السهام على العدو المهزوم، وتحت الموقعة صفان من الأسرى يُقادون لينضموا للاستعراض العام.٣٢

(ز) لوحة «٤٢»

«رعمسيس الثالث» يحتفل بانتصاره على أقوام البحر٣٣

يُشاهَد «رعمسيس الثالث» في مكان مشرف أمام حصن، يقدم له موظفوه أسرى أقوام البحار، والكتاب يسجلون إحصاء كومتين من الأيدي المقطوعة. وعلى اليمين في أسفل المنظر يُساق الأسرى إلى موظفين يَسِمُونهم بالنار على الكتف، وبعد ذلك تُقيد أسماؤهم طوائف.

(ﺣ) لوحة «٤٣»

«رعمسيس الثالث» يقدم أسرى من اللوبيين وأقوام البحر لثالوث «طيبة»
يقود «رعمسيس الثالث» صفين من أسرى أقوام البحار واللوبيين لثالوث «طيبة» الذي وضع في محراب.٣٤

(ط) لوحة «٤٤»

«رعمسيس الثالث» يقدم أسرى أقوام البحر للإلهين «آمون» و«موت»

«رعمسيس الثالث» يقود ثلاثة صفوف أسرى من أقوام البحر «لآمون» و«موت»، ويُشاهَد الإله يمد سيفًا نحو الملك.

(ي) نظرة عامة في محتويات هذه المصادر وسير الموقعة

وعلى الرغم مما يحتويه هذا المتن الطويل من حشو في إطراء أعمال الفنان، فإنه — بالإضافة إلى المناظر التي خلفها لنا «رعمسيس الثالث» لتفسير سير القتال وما جرى فيه من أحداث — يُعد من أوضح الوثائق التي وصلت إلينا إلى الآن عن سير الحروب في مصر القديمة.

ففي السنة الثامنة من حكم هذا الفرعون نشاهد الفرعون يقوم بالإشراف على توزيع المهمات لجنوده استعدادًا للواقعة التي كان يُنتظر أن تدور رحاها بينه وبين أقوام البحر الذين تحدثنا عنهم فيما سبق برًّا وبحرًا. والمهم هنا أن نجد الفرعون نفسه — بوصفه القائد الأعلى — يقوم على هذه العملية، يعاونه فيها ولي عهده. وقد وُزعت على الجنود خوذات الحرب، والحراب والأقواس، والسيوف، والدروع، والزرد، والكنانات، ومن ثم عرفنا الآلات التي كانت تُستعمل عند المصريين في شن الحروب وقتئذ. ويُلاحَظ أن الفرعون كان يشرف على تسجيل وحدات الجيش على مختلف أنواعهم وجنسياتهم، وبعد أن تم إعداد الجيش وتنظيمه نرى الفرعون في عربته في طريقه لمقابلة جيش «أقوام البحر» في بلاد «زاهي» التي كانوا قد احتلوها بعد أن استولوا على بلاد «خيتا» و«قودي» و«قرقميش» و«قبرص» و«كليكيا»، وقد كان آخر مطافهم أن وضعوا رحالهم في بلاد «آمور». وقد سار «رعمسيس الثالث» في المقدمة ولم يسبقه إلا عربة نُصب فيها علم الإله «آمون» الذي كان يرجو منه النصر على هؤلاء الأعداء الأقوياء الذين كانوا يجتاحون كل ما في طريقهم. وقد سارت فرق الجيش الذي كان يتألف من مصريين وأجانب وفق المكان الخاص بها، وما أن وصل «رعمسيس الثالث» إلى مكان الأعداء من أقوام «البلست» (الفلسطينيين) و«الثكر» و«الشكلش» و«الدنين» و«قوم وشش» حتى كان على أهبة الاستعداد، إذ كان الفرعون سبقهم في تحصين حدود البلاد وبخاصة «زاهي» فقد أمد قوات الحاميات بالعتاد وجنود «مريانا» الذين امتازوا بشجاعتهم وقوة بطشهم في «آسيا»، هذا فضلًا عن أنه كان قد أعد تحصين مَصابِّ النيل بالسفن الحربية وسفن السواحل وغيرهما من أنواع السفن التي كانت تحمل الزاد والعتاد حتى أصبحت كأنها جدار قوي لا يقوى أحد على اختراقه والاقتراب منه. وقد شدَّ من أزر هذه التحصينات جيش قوي من الرديف من خيرة أبناء مصر الذين كانوا كالأسود الكواسر، يزأرون وينتظرون الاندفاع إلى حومة الوغى، كما ينتظر الأسد فريسته على قلل الجبال، وبجانب هؤلاء جيش من الفرسان المهرة انتخبهم الفرعون من خيرة أبناء مصر وعلية القوم أصحاب الكفاية، وقد جُهزوا بجياد تهتز أعطافها فرحًا للنزول في ساحة الوغى لتدك جثث الأعداء تحت سنابكها. وفوق كل ذلك أحاط «رعمسيس الثالث» الشاطئ الذي كان يُنتظر أن يغزو العدو البلاد منه بسياج غُرست في جوانبه الحراب.

fig19
شكل ٣: عربات الفلسطينيين وحلفائهم.
fig20
شكل ٤: الموقعة البحرية بين «رعمسيس الثالث» وأقوام البحر.

ولم يكد «رعمسيس الثالث» يلتقي بعدوه في «زاهي» على ما يظهر برًّا، حتى انقض على قلب قوات «أقوام البحار» الذين قد ساد بينهم الارتباك، وحل في صفوفهم سوء النظام. وقد اشترك في هذه المعركة المشاة المصريون والفرسان والجنود المرتزقة، وبعد قليل أسفرت الواقعة عن هزيمة ساحقة لأقوام البحر؛ إذ نشاهدهم يولون الأدبار على أقدامهم وفي عرباتهم. أما أولادهم ونساؤهم فكانوا يهربون بأمتعتهم التي حُملت على عربات ثقيلة تجرها الثيران.

والظاهر أن «رعمسيس الثالث» بعد أن أحرز هذا النصر المبين على «أقوام البحر» في هذه الواقعة البرية التي لا نعرف مكان وقوعها بالضبط أراد أن يسري عن نفسه بالصيد والقنص تشبهًا بما كان يفعله الفراعنة العظام في عهد الأسرة الثامنة عشرة من أمثال «تحتمس الثالث»، و«أمنحتب الثاني»، ولذلك نراه يصوب سهامه على الأسود التي كانت تقع صرعى أمامه، ولا يبعد أن يكون ذلك في طريقه إلى مصر للدفاع عن مصب النيل الذي كان يُتوقع أن يدخل منه العدو بسفنه إلى أرض الكنانة.

(ك) الموقعة البحرية

كان «رعمسيس الثالث» كما أسلفنا قد اتخذ العدَّة لحماية مصب النيل من هؤلاء المغيرين الذين أرادوا أن يغزوا مصر برًّا وبحرًا، وقد شاهدنا أنهم أخفقوا كل الإخفاق في الوصول إلى حدود مصر؛ ولذلك يقول «رعمسيس»:
هؤلاء الذين وصلوا إلى حدودي قد فنيت بذرتهم، وقُضي على قلبهم وروحهم إلى أبد الآبدين. أما الذين أتوا قدما بحرًا إلى الشاطئ فإن اللهيب الملهب كان ينتظرهم عند مصبات النيل، في حين أن سياجًا من الحراب قد أحاط بهم على الشاطئ، وانتهى بهم الأمر إلى أن جُروا إلى الشاطئ محاصرين ومطروحين أرضًا على الجسور قتلى مكدسين أكوامًا عن بكرة أبيهم، وأمتعتهم سقطت في الماء. وحقًّا فإنا نشاهد أسطول العدو المؤلف من خمس سفن تطاردها أربع سفن من الأسطول المصري بكل قوة وعنف حتى انحل الأسطول المعادي انحلالًا تامًّا. وقد كان «رعمسيس الثالث» خلال نشوب المعركة يقف على الشاطئ ومعه رماته يرسلون وابلًا من السهام على العدو المنهزم. وقد انتهت المعركة بالنصر المبين للمصريين، وهي أول موقعة حربية بحرية٣٥ مصورة عُرفت في التاريخ العالمي. وقد ظهرت فيها كل الحركات الحربية التي جرت خلال المعركة بشكل رائع. وبعد الواقعة نشاهد صفين من الأسرى سِيقوا لاستعراضهم أمام الفرعون الذين قدمهم بدوره إلى «ثالوث طيبة» الذين كتبوا له الفوز، وأمدوه بنصر من عندهم. وقد ترك معظم الفارِّين البلاد، ولم يتخلف عنهم إلا الفلسطينيون الذين استوطنوا الإقليم الساحلي الذي يمتد بين «غزة» و«جبل الكرمل». وهؤلاء هم الذين سُمِّيَ باسمهم الإقليم الذي سكنوه، وقد بقي كذلك حتى أيامنا. أما قوم «الثكر» — وهم قوم بحارة — فقد كانوا يحترفون القرصنة في البحر الأبيض المتوسط.

(٢-٤) الحرب اللوبية الثانية

قامت الحرب الثانية التي نشبت بين مصر وسكان «لوبيا» في السنة الحادية عشرة من حكم «رعمسيس الثالث». والمصادر التي وصلت إلينا عن هذه الحرب خمسة وهي:
  • (١)
    المتن الكبير المؤرَّخ بالسنة الحادية عشرة، وهو منقوش على الجدار الشرقي داخل الردهة الثانية لمعبد مدينة «هابو» الكبير.٣٦
  • (٢)
    يوجد في منظر الواقعة المصورة على الجدار الشرقي جنوبي البوابة الكبيرة من الردهة الأولى نقشان، وهما بداية النقش الكبير الثالث، ونقش آخر٣٧ لا يحتوي إلا على جمل اصطلاحية في تمجيد الفرعون وذكر نعوته، وبعض إشارات بسيطة عامة عن الحرب.
  • (٣)

    القصيدة التي أُنشئت احتفالًا بحروب السنة الحادية عشرة.

  • (٤)
    المناظر التي تركها لنا «رعمسيس» على جدران المعبد.٣٨
  • (٥)

    ما جاء في «ورقة هاريس» وقد ذكرناه من قبل.

وسنحاول هنا أن نضع ترجمة للمتن الكبير على الرغم مما أصابه من تهشيم وتكسير. هذا فضلًا عما به من صعوبات لغوية لم يمكن التغلب عليها حتى الآن. ومع ذلك يمكن الإنسان أن يتتبع منه سير الحوادث كما قُصت من الوجهة المصرية.

وتسهيلًا لمتابعة المتن نضع التحليل التالي:
  • (١)

    التاريخ والعنوان والمديح العام للملك (من سطر ١–١٤).

  • (٢)

    الحرب اللوبية الثانية (من سطر ١٤–٣٥).

    وتشمل:
    • (أ)

      هجرة قوم «المشوش» لاستيطان مصر (من سطر ١٤-١٥).

    • (ب)

      إحباط خطط «المشوش» واستعداد «رعمسيس الثالث» للوقوف أمامهم عند زحفهم على مصر (من سطر ١٥–١٨).

    • (جـ)

      سير «رعمسيس» لحماية حدوده (من سطر ١٨–١٩).

    • (د)

      الواقعة (من سطر ١٩–٢٣).

    • (هـ)

      هزيمة «المشوش» (من سطر ٢٣–٢٥).

    • (و)

      فرار «المشوش» واختفاء أثرهم (من سطر ٢٦–٣٥).

  • (٣)

    «المشوش» يندبون حظهم (من سطر ٣٥–٤٨).

  • (٤)

    تسليم «المشوش» (من سطر ٤٨–٥٦).

  • (٥)

    فخار «رعمسيس» بأعماله (من سطر ٥٦–٦١).

  • (٦)

    خاتمة ومديح «رعمسيس» (من سطر ٦١-٦٢).

وهاك نص المتن:
(١) السنة الحادية عشرة، الشهر الرابع من الفصل الثالث، اليوم ١٠ + س من عهد ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين: (وسرماعت رع) ابن «رع» رب التيجان. «رعمسيس الثالث»: فاتحة نصر مصر (٢) الذي سجله الملك العظيم، الذي يتقبل عرش الابتهاج، ويدبر ملك «رع»، ويوسع ملك مصر، ويصد «الأقواس التسعة». إن الفزع قد حل في كل أرض على يد السيد (٣) الأوحد، الذي خلق السموات والأرض منذ كانت الدنيا «آمون رع» ملك الآلهة، والثور الجبار حاد القرنين، والآن قد خلق قلب هذا الإله الأرض مرة أخرى ليضع بصورة فاصلة (٤) حدود مصر، بفضل الانتصارات العظيمة، وقد انتخب (الإله) سيدًا واحدًا قد خلقه، وهو البذرة (٥) التي خرجت من صلبه، شاب إلهي، وصبي (٦) وجيه، عظيم البطش، قوي الساعد، صاحب الخطة النافذة، رب النصائح، ثابت الجنان، (٧) ماضي الخطط، ومن يعرف الحياة مثل «تحوت»، فطن مثل «شو» بن «رع» (وسرماعت رع مري آمون) (٨) وهو البيضة التي قد خرجت من «رع»: «رعمسيس الثالث» السيد الفتى الشجاع، ومن قد وعد (٩) بالنصر وهو في الفرج، والقوة العظيمة السامية مثل «منتو»، وقد كلف بتحطيم (١٠) الأراضي وهزيمة أهلها، وصدهم عن مصر. والإلهان «منتو» و«ست» معه في (١١) كل واقعة، و«أنات» و«عشتارت» درع له، في حين أن «آمون» يميز (١٢) كلامه (أي يوجه قراراته). وإنه لا يولي الأدبار عندما يحمل بقوة مصر على الآسيويين، ولم تبقَّ أرض يرفع (١٣) أهلها رءوسهم مناهضين مصر؛ لأن الإله قد جعلهم يُسحبون بعيدًا ليُقضى عليهم، وإن السيد الأوحد هو الأسد القوي الشجاع؛ لأن مخلبه على استعداد كأنه أحبولة، وإنهم يمشون بعيدًا ويأتون وأجسامهم ترتعد ليضعوا (١٤) أنفسهم تحت ذراعيه كالفئران، ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الثالث».٣٩
وقد كان رئيس «المشوش» السابق آتيًا من قبل أن يُرى — أي من قبل أن يعرف المصريون مجيئه — مهاجرًا ومعه أهله، وانقضوا على «التحنو»٤٠ الذين أصبحوا رمادًا، فقد خربت وأقفرت مدنهم، ولم يعد لبذرتهم (١٥) وجود.

وإن وصية هذا الإله الطيب أن يُذبح كل غازٍ لمصر دائمًا ويقول: «الويل له؛ لأنه يسير قدمًا نحو النار.» وقد قالوا بصوت واحد: «سنستوطن مصر»! واستمروا في اختراق حدود الكنانة، وهناك حاصرهم الموت (١٦) وهم في طريقهم، وقد حاق بخططهم السيئة الفشل في أجسامهم، وصُدت تهديداتهم بفضل … الإله واتجهوا نحو السموات والشمس رافعين أكفهم أمامهما، وقد ضيعوا زمنًا طويلًا (١٧) خلفهم ولم يبقَ أمامهم إلا لحظة. وبعد ذلك دخلوا في العهد السيئ؛ لأنهم وجدوا جلالته كأنه الصقر المقدس الذي يستولي عليه الغضب عندما يرى الطيور الصغيرة … راحة … في وجهه. وكان الحامي له «آمون رع»، وقد كانت يده معه لتحوِّل عنه وجوههم، وليهلكهم (١٨) ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث».

وقد سار جلالته بشجاعة، وساعده قوي، وقلبه معتمد على والده سيد الآلهة، وقد كان كالثور الجبار … مزودًا بقطعان من الماشية البحرية، ومشاته (١٩) وفرسانه ملكت النصر، والرجال الأقوياء الذين دربهم على القتال حاربوا بشجاعة في حين كان هو جدارًا صلبًا، وثابتًا في زمنهم … شادًّا القوس، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين: (وسرماعت رع مري آمون).

وقد كان جلالته مختبئًا ومختفيًا … (٢٠) ليأخذ أسرى، وكان صوته يزأر ويرعد «كبو لهول» المجنح (يعين الإله «ست») … على أعدائه، ولم يُصد … وسهمه يصيب المرمى … وأنفه ومخلبه … (٢١) وكل … أمامه على أعدائه، وقد كان خطرًا وقويًّا كالفهد، جاريًا وواسع الخطا، ومندفعًا إلى … خيل، وحراب، وسهام. وقد (٢٢) ذُبحوا في أماكنهم، وقلبهم قد أُتي عليه، وأرواحهم هُزمت على الأرض، وأُسكتت أفواههم عن الفخار عند ذكر مصر لأنهم قد صاروا إلى … … … وروحهم … … … (٢٣) وأسلحته كانت عليهم كالشبكة، ويده على رأسهم. وهو يقطع إربًا إربًا، وهو يحيط خياشيمهم وأجسامهم. وقد انضم «مششر» بن «كبر» ورئيسهم إلى … … … وانتشروا على الأرض … … … يد … … … (٢٤) وارتمى تحت أقدام جلالته، وأولاده وأهل قبيلته وجيشه قد أصبحوا لا شيء، وعيناه لم تريا وجه الشمس، وجنوده المحاربون قد أُسروا … … … ونساؤهم وأطفالهم … (٢٥) وكُبلت أيديهم ووُضعت الأغلال في أعناقهم بوصفهم أسرى، وأُثقلت ظهورهم بأولادهم وسلعهم، وأُحضرت إلى مصر ماشيتهم وخيلهم، واغتُصبت … … … ولم يُرَ ذلك منذ زمن الإله، وقد أُحضروا …

(٢٦) وقد أخذوا درسًا لمدة ألف ألف جيل، وقد سجدوا على وجوههم، واغتُصبت أرضهم (؟)

وقد انقطعت افتخاراتهم ولم يفلحوا. وقد وضعهم «آمون رع» أمام (البطل) … … … الثور القوي المعتمد على قرنيه، (٢٧) والقادر على الخوار، ومهاجم منازله بقرنيه، رب الأرضين «وسرماعت رع مري آمون بن رع»: «رعمسيس الثالث» الطارد بقوته، والذابح بسيفه، والغاصب … … … وإنسان عينهم قد أصابه الحول فصار غير قادر على النظر. (٢٨) والطرق قد سُدَّت في وجوههم، والأرض كانت كالدوامة خلفهم تبتلع أهليهم. وأسلحتهم سقطت من أيديهم، وذهب عن قلوبهم الثبات … ضالين ومرتعدين، يتصبب منهم العرق، والصل … … … (٢٩) الذي كان رأس شمس مصر عليهم وحرارة «سخمت» (إلهة الحرب) العظيمة قد اختلطت بقلوبهم، حتى إن عظامهم أصبحت محترقة في وسط أجسامهم، والشهاب المنقض كان مريعًا في اقتفاء أثرهم، وكانت البلاد في سرور مبتهجة برؤية أعماله الظافرة، رب الأرضين: «وسرماعت رع مري آمون» ابن «رع»: «رعمسيس الثالث». (٣٠) وكل الباقين على قيد الحياة من يده قد فروا إلى بلادهم، ومستنقعات الدلتا خلفه … … كانت شعلة عظيمة ترمي باللهيب من السماء باحثة عن أرواحهم لتقضي على بذرتهم التي كانت لا تزال في أرضهم. وتعاويذ «تحوت» السحرية قد حولت وجوههم وسقطوا من أولهم إلى آخرهم في أماكنهم، (٣١) ومزقت يده صدر المعتدي على حدوده وسُدَّت حناجرهم وخياشيمهم، وخربت … … … ولا ينفك — عندما يكون غاضبًا — سنه ولا مخلبه عن رأس «المشوش»: ملك الوجه القلي والوجه البحري رب الأرضين: «وسرماعت رع مري آمون» ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الثالث». (٣٢) والويل «للمشوش» وأرض «تمحو»؛ لأن غالَّ رأسهم هو ملك مصر وملك كل أرض، وقد انحنوا له كما انحنوا «لست» بوجوه منكسة وقد أصبحوا عرجًا. وقد أصبح «المشوش» و«التمحو» في حزن ويأس. وقد نهضوا وفروا إلى أقاصي الأرض (٣٣) وأعينهم كانت على الطرق ناظرة وراءها جادين في الهرب، وفارين في ذعر شامل متقهقرين، والسكين على مرأى منهم … … … والآلهة … … … في وسط مصر، (٣٤) وحرارتهم قد انتُزعت واسمهم قد دُمر على الأرض، وأقدامهم أصبحت خفيفة على الأديم، وقد ذهب الثبات عنهم، وسيد مصر العظيم … … … كان عليهم، قويًّا، تأمل! … … كل لحظة (٣٥) ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب التيجان: «وسرماعت رع مري آمون» ابن «رع»: «رعمسيس الثالث».

ويقول من رأوه لأهل قبيلتهم: إن الذي يقفو أثرنا هو «منتو» في صورة إنسان منقض علينا … … … لدرجة الإعياء (٣٦) وإنه يتبعنا مثل «ست» عندما يرى العدو، وإنه ينظر إلى مئات الآلاف كأنهم أرجال، تأمل! إن الحالة تسوء معنا حتى عنان السماء كالماشية البرية التي تمر بباب أسد … … … يقرض (٣٧) … … … لهم، وإنا كالتبن الذي يُذرى وخلفه الريح، فأسلحتنا أصبحت لا شيء، شُتتت بين أيدينا، وروحهم تعس، وقلبهم قد فني … … … عظيم … … … بين الأقواس (٣٨)، لقد احتبلنا وقد جَرُّونا كأننا في شرك، وقد جعلتنا الآلهة ننعم بنجاح عظيم، وما ذلك إلا لتقربنا لنُهزم على يد مصر. دعنا نعقد هدنة مع … … … ليخربونا، وإن مصر (٣٩) لظافرة منذ زمن الآلهة والأبدية، وإن قوتها هي التي تجري في أجسامنا، وسيدها هو الذي في السماء؛ لأن طبيعته مثله.٤١ ونحن نرى … … … رب التيجان: «رعمسيس الثالث»، (٤٠) وهو يظهر مثل أشعة الشمس، وفخاره ورهبته مثل «منتو»، ونحن مأخوذون بنوبة رعدة … (٤١) مسيطرًا في الواقعة. وإنه يخلق وقت إعياء لهم متزنًا يمينًا وشمالًا دون خطأ حتى إننا أصبحنا مثل غابة كثيفة يقذف بها الهواء، ومقتحمًا … … … وإنه (٤٢) يقفو أثرنا، يذبحنا مثل الصقر الإلهي، ونحزم حزمًا مثل حصيد القمح، وإنه يرسل علينا السهم تلو السهم كالشهب المنقضة … … … (٤٣) يحوطنا، وبذلك نحبل أمامه، والطريق إلى الخلاص قد انعدمت، ولكن النور في مكانه. وإن الإله قد استولى علينا فريسة كالماشية البرية التي احتبلت في وسط غيضة، وقد كان مريعًا … … … (٤٤) هائجًا على مئات الألوف … في قلبه، وقد رفعنا أكف الضراعة أمامه بأيدينا على رءوسنا، غير أنه لم يلتفت، ولم ينظر إلى مديحنا. بل إنه يطيل فقط في إعيائنا. ومن يبقى في الظلام يُجر (٤٥) إلى الخارج.٤٢ ونحن … … … وقد ألقى بنا أمام أنفسنا، وقد هلك قبلنا مثل … … … كالأدغال. وقد سمعنا بذلك من آباء والدنا، وقد قالوا (٤٦) عن مصر: إنها هي التي تقصم ظهورنا، وقد رجونا لأنفسنا حتفها بإرادتنا، وأرجلنا تسوقنا إلى النار. وقد تسبب «اللوبيون» في ارتباكنا وارتباكهم أنفسهم لأننا أصغينا إلى نصائحهم، والآن قد انتُزعت قلوبنا (٤٧) ونحن في طريق الجريمة مثلهم.٤٣ وقد أخذنا درسًا أبديًّا، وإن حالتهم لتسوء عندما يرون حدود مصر؛ لأنه سيطأ بنفسه الأرض المقدسة،٤٤ وإن الذي (٤٨) فيها هو «منتو» قوي الساعد والجبار، و… في الواقعة وإنكم لن تقتربوا منه، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الثالث». وقد أبيدت أرض «مشوش» دفعة واحدة. أما «اللوبيون» و«السبد»٤٥ فقد أُهلكوا حتى إن بذرتهم أصبحت لا وجود لها. (٤٩) وأمهاتهم وحظياتهم أصبحن عقيمات في وسطهم، وبذلك لم تُولد لهم أطفالهم من قبل … … في الرعب والخوف محزونين، ومسلمين بقلوبهم بفضل بطش جلالته. (٥٠) وحرارتك تحرق (؟) وأجسامهم مثل نار أتونٍ … وفزع وهيبة (٥١) الثور، الجبار، الهاجم، ناشر الصل،٤٦ ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الثالث» … … الفزع منك، وهناك يقبض عليهم … (٥٢) … الضعف والخطأ، وسيعقدون اتفاقًا حاملين جزيتهم على ظهورهم … آتين بالمديح ليجعلوه (٥٣) الإله الطيب، رب الأرضين، الذي يجعل حدود بلاده كيف شاء في السهول والممالك الجبلية. ملك الوجه القبلي والوجه البحري … الخ.

وأما «حور» فهو الغني بالسنين، والبيضة التي خرجت من «رع» من صلبه، (٥٤) فقد أمره بأن يكون السيد الوحيد الممكن على عرشه، وأرض «زاهي»، وأرض «نحسي» (النوبة) تحت نعليه، وساعده يمد مصر، وإنه يصنعها بجواره، وإنه يسلب النفس من الممالك وبذلك لا يفلحون، وجلالته (٥٥) مثل «بعل» على قمم الجبال، ملك عظيم الملك مثل «آتوم». وإن قلب مصر لفرح بالنصر؛ لأن «آمون رع» قد ردَّ الجواب في صالحها، في حين أن ابنه يظهر (٥٦) ملكًا على عرش «آتوم»، وكل ما تحيط به الشمس قد أصبح في قبضته، ملك الوجه القبلي والوجه البحري … الخ.

وإنه يخاطب الأمراء الملكيين، وكبار الموظفين وقواد المشاة (٥٧) والفرسان قائلًا: أعيروا التفاتكم لكلماتي وعوها لأني أتحدث إليكم، وأعرفكم بأني ابن «رع» الذي خرج من صلبه، وإني أجلس على (٥٨) عرشه بفرح منذ أن مكنني ملكًا وسيدًا على هذه الأرض، وإن نصائحي لطيبة، وخططي منفذة، وإني أحمي مصر وأدافع عنها، وأجعلها تثوي راضية في (٥٩) زمني؛ لأني أقهر لها كل بلدٍ تغزو حدودها، وإني كثير الفيضانات التي تحمل المؤن، وحكمي قد غُمر بكل الأشياء الطيبة، وإني ملك منعم على من يوثق به (٦٠) ورحيم، ومانح النفس لكل خيشوم، وقد هزمت «المشوش» وأرض «التمحو» بقوة ساعدي، وقد جعلتهم مطروحين أرضًا. انظروا (هنا) إنهم أمامكم. (٦١) ولست مبالغًا؛ لأن قوة «آمون» هي التي استولت عليهم، ليته يمنح ملايين الأعياد الثلاثينية ابنه رب الأرضين: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الثالث» معطي الحياة أبديًّا. وإن الملك (٦٢) مثل «رع» الثائر، وقلبه قوي مثل قلب والده «منتو»، وساعده قد استولى على سجناء أسرى، وأهل بلاد «المشوش» و«التمحو» قد كنفوا في حضرته، وأصبحوا هم وجزيتهم من نصيب بيت والده الفاخر «آمون» الذي كتفهم تحت نعليه، رب الأرضين: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث».

(١) قصيدة عن الحرب اللوبية التي وقعت في العام الحادي عشر من حكم «رعمسيس الثالث»

هذا المتن الطويل يعالج موضوع الحرب اللوبية الثانية، أو حرب المشوش، غير أنه كُتب بروح شعري مصطنع أكثر من المتن السابق. وقد أصاب المتن تهشيم محزن بفعل الزمن. هذا إلى أن لغته صعبة، وترتيب حوادثه التاريخية غير مؤكد. ومع ذلك يوجد فيه بعض صور حية، مما يجعلنا نأسف جد الأسف على عدم وصول المتن إلينا سليمًا بأكمله، وسنحاول هنا — قبل ترجمة ما بقي منه — تحليل محتويات بكل تحفظ.
  • (١)

    التاريخ والمديح العام الذي يُوجَّه للفرعون (من سطر ١–٧).

  • (٢)

    العلاقات السلمية السابقة مع الممالك الأجنبية (من سطر ٧–١٠).

  • (٣)

    «رعمسيس» حامي مصر (من سطر ١٠–١٤).

  • (٤)

    الفرعون لا يُقهر في ساحة القتال (من سطر ١٤–١٨).

  • (٥)

    هزيمة سابقة للأجانب — ويُحتمل أنه يشير إلى الحرب اللوبية الأولى — (من سطر ١٨–٢٣).

  • (٦)

    الهجوم الجديد الذي قام به «المشوش» يُسحق (من سطر ٢٣–٢٦).

  • (٧)

    «كبر» يحاول عبثًا التدخل من أجل ابنه (من سطر ٢٦–٣٤).

  • (٨)

    قطعة مهشمة تهشيمًا عظيمًا، تشمل خطابًا مشرقًا على لسان المصريين، وبعض لمحات عن حالة «المشوش» السيئة (من سطر ٣٤–٥١).

ويُلاحَظ أن كثيرًا مما جاء في هذه القصيدة قد وضح في المنظر الذي على الجدار الشرقي، في الصف الأسفل من الردهة الأولى بالمعبد الكبير.٤٧ وفي هذه اللوحة نشاهد «مششر» أسيرًا أمام الفرعون، في حين أن والده «كبر» الذي جاء يطلب الصلح ويرجو العفو عن ابنه، ويُشاهَد ويده مرفوعة. وسنشاهد فيما يلي أن غزوة «المشوش» كانت في الواقع بمثابة هجرة الغرض منها استيطان مصر؛ إذ نجد في المتن الإشارة إلى أسر، وقبائل، ونساء. ويدل على ذلك قوائم الأسرى والغنائم.٤٨ وفوق متن القصيدة منظر يُشاهد فيه «رعمسيس الثالث» يضحي بأسرى لوبيين من نوعين أمام الإله «آمون» الذي يقدم له أقاليم مختلفة بأسرى، وأسماء الأسرى مأخوذة من قائمة جغرافية نُقشت على نفس برج هذه البوابة.٤٩ وقد كُتب أمام الملك: «سحق رؤساء كل إقليم.» وكُتب أمام «آمون»: كلمات نطق بها «آمون رع» ملك الآلهة وسيد السماء، وحاكم «طيبة»؛ لقد منحتك كل القوة، تسلم السيف يا أيها الملك الجبار! لقد منحتك السهل والحزن تحت قدميك. وهاك متن القصيدة:

(١) السنة الحادية عشرة، الشهر الثاني من الفصل الثاني، اليوم الثامن، في عهد جلالة «حور» الثور القوي، عظيم الملك، محبوب الإلهتين، العظيم الأعياد الثلاثينية مثل «تاتنن»، «حور» الذهبي: الكثير السنين مثل «آتوم» الملك، حامي مصر، ومكبل الأراضي الأجنبية، (٢) ملك الوجه القبلي والوجه البحري … الخ «آمون رع» ملك الآلهة و«موت» العظيمة سيدة «أشرو» و«خنسو» في — طيبة — «نفرحتب» ليتهم يمنحون مليونًا من الأعياد الثلاثينية (٣) ومئات الألوف من السنين لابنهم، رب التيجان «رعمسيس الثالث» … البذرة الإلهية للشجاعة، القوي … المجيب عن مصر، وصادِّ عدوها (٤) وحاميها، ومنجيها في الحرب … … القوي تحت … المخترق قلوب الآسيويين، القوي … … السيد الذي يعمل … (٥) العامة، والممكَّن الأرض دفعة واحدة دون تراخٍ، الملك الجدير بالابتهاج، سيد الملكية مثل والده «رع» منذ أن بدأ يحكم، جميل الوجه، السيد السار في النصيحة، (٦) جميل الرأس حينما ظهر مرتديًا التاج (اتف) ملك الوجه القبلي والوجه البحري … الخ، والحاكم الذي جعل اسمه مثل جبل من … … (٧) في أعماق الظلام.

ولم تكن هناك ثوار في الأراضي القاصية فيما سبق، ولم يُروا منذ زمن الآلهة، بل كانوا يأتون مسترحمين كلهم، وحاملين (٨) جزيتهم، ومقدمين الخضوع، ومقبلين الأرض له مثلما فعلوا للإله «ست»، وقلبهم وأرجلهم قد غادرت البلاد، وأماكنهم نُقلت، (٩) ولم يستقرُّوا في مكان، وقد أسرعت بهم كل أعضائهم من تلقاء نفسها كأنما كان خلفهم عصا ليطلبوا الصلح، ملك الوجه القبلي والوجه البحري … الخ (١٠).

وهو الملك الذي يغمر مصر بالسرور، ويهزم الشر والغش في قلب الأرضين، وإنه لرحيم حتى إنه يُقال عنه: معطي الحياة غير متعب القلب (١١) دع النفس يزداد في فمه كل يوم، وإنه مسيطر وصاحب خطط جميلة، فطن حتى وهو طفل، ونصائحه مثل نصائح القمر (القمر هو الإله «تحوت» بعد مجدد الشباب) منذ أن خلقت الأرض، وما فعله يحدث (١٢) … ممتاز مثل الذي يخرج من فم رب الإله، ابن «آمون» من صلبه، والذي خرج من جسمه، وجلس على عرشه … … (١٣) ليهزم «الأقواس» ويسحق كل أرض، … وهو الشجاع والظافر … الظافر عليهم مشتتين، ورهبته في كل جزء (١٤) والذعر الذي ينبعث من محياه لكل أرض، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، والحاكم الشجاع، رب الأرضين «وسرماعت رع» الخ … … (١٥) المثبت كالثور أمامهم شاعرًا بقوته، وإنه يصوِّب نظره على سحب المختبئين (من الأسرى) وحشدهم … (١٦) كالجدار، طاحنًا عظامهم المنتشرة على الأرض تحت حافره … (١٧) وهو … عند رؤية حشد من المحاربين الأقوياء، عظيم مختبئ … … أعضاؤه ثائرة في جسمه … (١٨) كل بلد يعتدي على حدوده، ملك الوجه القبلي والبحري الخ. الساخطون … … سائرين إلى الأمام ليزحفوا (١٩) على مصر، وقد كانوا متخبطين الثانية عشرة، ويبلغ طوله ٣٫١٧ مترًا، ويزن حوالي ٢٨٠٠ ومحصورين ومقبوضًا عليهم، وقد أصبحوا … … حرارة اﻟ … (٢٠) وقد شُويت، وهذان التمثالان قد عظامهم وأُحرقت في وسط أعضائهم حتى إنهم كانوا يمشون على الأرض مثل من يمشي مقيدًا، (٢١) وقد ذُبحت جنودهم الأشداء في المكان الذي كانوا يمشون فيه. وقد حُرموا النطق أبديًّا، وهُزموا دفعة واحدة، وقُبض على عظمائهم الذين كانوا (٢٢) يرأسونهم، وكُتفوا كالطيور أمام الصقر، وكل من هرب أخفى نفسه في وسط الأدغال، وقد جلس ورأسه على حجره (٢٣) أو منبطحًا يقدم تحيات خاشعة.

وقد وضعوا خطة التآمر بالعصيان مرة ثانية لينهوا حياتهم على حدود مصر. وقد جمعوا أهل السهل والحزن (٢٤) من مراكزهم. وقد جلبوا لأنفسهم الموت بسيرهم إلى مصر آتين على أرجلهم إلى … … التي في حرارة الرائحة وتحت لهيب جبار (٢٥) وقد هاجمتهم حرارة جلالته مثل «بعل» في السماء. وقد كان كل جزء منه موفور الشجاعة والقوة، وقد وُضعت له خطة طيبة ليستولي على جمعهم، وذراعه اليمنى وذراعه اليسرى (٢٦) يمتدان من تلقاء أنفسهما وتنقضان عليهم كالسهم لتذبحهم في حين أن ذراعه كانت عظيمة وقوية مثل ذراع «منتو» والده.

وقد أتى «كبر» (٢٧) يرجو الصلح كالرجل المغمَّى … (؟) وقد ألقى سلاحه على الأرض هو وجيشه وصاح حتى عنان السماء متضرعًا لابنه. وهناك جمدت (٢٨) قدماه ويده ولم يبدِ حراكًا في مكانه ولا يعلم دخائل أفكاره إلا الله. وقد انقض عليهم جلالته (٢٩) كجبل من الجرانيت، حتى إنهم طُحنوا وسُحقوا واختلطوا بالأرض وكانت دماؤهم — في المكان الذي كانوا فيه — كالماء، (٣٠) وجثثهم سُحقت في المكان الذي كانوا يمشون عليه. وقُبض على «كبر» وسِيق إلى حيث ذُبح، وأُسِر رجال جيشه الذين كانت قلوبهم تعتمد عليه (٣١) لحمايتهم، وقد ذُبح وهو مكبل ومكتف كالطير على أديم العربة تحت موطئ جلالته (٣٢) وقد كان مثل «منتو»، وقد كانت قدماه جبارتين على رأسه، وقد ذبح قواده أمامه في قبضته. وقد كانت نصائحه (٣٣) موفقة وخططه لقصره نافذة أمامه في حين كان قلبه قد أُنعش. وكان كالأسد المنتصر المزمجر ممزقًا الماشية البرية بنابه، ملك الوجه القبلي والوجه البحري الخ (٣٤).

أما المصريون فإن قلوبهم كانت تبتهج عند رؤية انتصاره ويفرحون جميعًا في كل جهة ويقولون: (٣٥) مرحبًا بك في سلام … … والأعداء طُرحوا أرضًا أمام خيلك … … (٣٦) … … لنا أعمال شجاعة في قلوبنا … … (٣٧) مادين … وسأخلص أهل قبيلتي و… … (٣٨) … … ولم يفلت منهم واحد ليذهب إلى المدينة … … (٣٩) … … انتهت مدة حياتهم تحت … … (٤٠) ابن «رع» «رعمسيس الثالث» … … طرقهم … … (٤١) … … هزموا على أديمها … (٤٢) … … الآلهة خلفهم طاردين … … (٤٣) … … النصر ليحبلوهم لجلالته مثل الطيور وأسلحته جزرت فيهم (٤٤) … … وخيله هجمت تدوس في وسطهم حتى إنهم انتهوا وقضي عليهم ضحية (٤٥) … … التفتوا نحو الآلهة والإلهات في عيد يُشاهدون ذبحهم. وكل الذين هربوا من تحت أسلحته قد طُرحوا أرضًا وجُدلوا … … مستنشقين النفس لخياشيمهم ومختبئين وقد اقتربوا في ذلة في اﻟ (٤٧) … … وأجسامهم لا تعرف … … (٤٨) … وأهل قبائلهم قد شُتتوا في الجبال (٤٩) وأُلقوا كالهشيم وقد سِيقوا في السلاسل أسرى وكذلك نساؤهم. وإن حرارة جلالته والرعب (٥٠) منه هو الذي جعلهم يطرحون أرضًا، وصيرهم أذلاء لمصر ملك الوجه القبلي والوجه البحري الثور المخيف، حاد القرنين، ذابح «التمحو» و«المشوش» بساعده الشجاع «وسرماعت رع مري آمون بن رع».

(٢) المناظر التي على جدران المعبد الخاص بحرب السنة الحادية عشرة

ترك «رعمسيس الثالث» عدَّة مناظر خاصة بحروبه الثانية التي شنها على اللوبيين غير أنها ليست أحيانًا صريحة واضحة كالتي تركها لنا عن حروبه الأولى.

وهاك أهم المناظر التي قد نفهم منها شيئًا:
  • (١)

    اللوحة ٦٢: «رعمسيس الثالث» واستعراض حاشيته:

    يُشاهد «رعمسيس الثالث» في عربته يصحبه جنود من المصريين والأجانب، ورجال الحاشية يأخذون في السير على صوت البوق. وعلى الرغم من أن هذا المنظر ينذر بإعلان حرب فإن النقوش التي جاءت مفسرة أو تابعة له عامة لم تشعر بحرب خاصة، وهذا المنظر قد مثل على الجدار الغربي في نهايته الشرقية في الردهة الأولى.٥٠
  • (٢)

    اللوحة ٦٨: «رعمسيس الثالث» يشتبك مع «اللوبيين» في موقعة:

    وقد مُثل هذا المنظر على البرج الشمالي للبوابة الأولى على الواجهة الغربية الصف الأسفل.٥١

    ويُشاهد في أسفل هذا المنظر الجنود المصريون ينهون تشتيت شمل اللوبيين، وفي أعلى المنظر نرى «رعمسيس الثالث» وقد نزل من عربته ليربط أسيرين من اللوبيين، ويُلاحَظ أن معظم المتون المكتوبة فوق صورة الفرعون مقتبسة من المتن الكبير.

    وقد كُتب فوق الأسرى ما يأتي:

    الأجانب الذين استولى عليهم جلالته أسرى: ٢٠٥٢ أسيرًا، والذين قُتلوا في أماكنهم ٢١٧٥ قتيلًا.

  • (٣)
    اللوحة ٧٠ «رعمسيس الثالث» يقتفي أثر اللوبيين الفارين:٥٢
    ويُرى فيه «رعمسيس الثالث» في عربته يطارد اللوبيين البائسين، ويساعده في هجومه جنوده المصريون مشاة وخيالة على السواء، وكذلك يُشاهد جنود مصريون في حصنين يفوِّقون سهامهم ويقذفون نشاشيبهم على العدو الهارب، وقد كُتب فوق الحصنين النقش التالي: «المجزرة التي أوقعها جلالته بالأعداء من أرض «المشوش» الذين أتوا إلى أرض مصر مبتدئين من بلدة «رعمسيس الثالث» التي على جبل «وب تا» (قرن الأرض) إلى بلدة «حوت شعت» (قرية الرمل) موقعًا بهم مذبحة تمتد ثمانية إتر (الإتر = ميلًا وربع ميل تقريبًا).» وقد حدد «جاردنر» موقع هاتين البلدتين في الشمال الغربي من الدلتا، والمسافة بينهما هي ثمانية إتر — أي حوالي عشرة أميال تقريبًا.٥٣
  • (٤)

    اللوحة ٧٢: «رعمسيس الثالث» يتابع مطاردة العدو الفار:

    ويُشاهد «رعمسيس الثالث» في هذا المنظر في عربته يصحبه جنود مصريون وأجانب وموظفون مصريون وهو يطارد اللوبيين الفارين، وهذا المنظر يشبه المنظر يشبه المنظر السالف الذكر، غير أن النقوش المفسرة تختلف بعض الشيء؛ فيُلاحَظ أنه قد كُتب فوق الموقعة المجزرة التي أوقعها جلالته بالأعداء من بلاد «المشوش» الذين أتوا إلى مصر مبتدئين من بلدة «حوت شعت» حتى بلدة «وسرماعت رع مري آمون» التي على جبل «وب تا» وهي مذبحة تمتد ثمانية إتر، فيُلاحظ في هذا المتن أن ترتيب ذكر البلدين قد عُكس؛ فقد ذُكرت البلدة هنا باسم «وسرماعت رع مري آمون» بدلًا من اسمها «رعمسيس الثالث» في المتن السابق في اللوحة رقم (٧٠).٥٤
    وقد قال «جاردنر»: إنه لا يمكننا تعليل هذا التغيير،٥٥ غير أن «شادل» قد علل ذلك بقوله: إن اسم هذين البلدين واحد، ولكن غُيِّر من «رعمسيس الثالث» إلى «وسرماعت رع»٥٦ لأسباب سنتحدث عنها عند الكلام على ورقة «هاريس».
  • (٥)
    اللوحة (٧٣): «رعمسيس الثالث» يسوق رؤساء اللوبيين أسرى:٥٧

    يُشاهد في هذا المنظر «رعمسيس الثالث» ينزل من عربته ويجر لوبيين خلفه وهما اللذان كانا مكبلين في المنظر الذي على اللوحة رقم (٦٨).

  • (٦)

    اللوحة (٧٤): «رعمسيس الثالث» يستعرض ثلاثة صفوف من المسجونين الذين يقودهم ضباط مصريون:

    وفي هذا المنظر نجد الفرعون يخاطب ولي عهده بوصفه الكاتب الملكي الأعلى للجيش، ليبلغ عن رأيه في الأعداء المقهورين.

  • (٧)

    اللوحة (٧٥): «رعمسيس الثالث» يستعرض الأسرى اللوبيين والغنائم:

    وهنا نشاهد ولي العهد والوزيرين يقدمون «لرعمسيس الثالث» الأسرى والغنائم التي استولى عليها في الحرب اللوبية الثانية. ويُرى الملك واقفًا على منصته وفي حضرته موظفوه، كما يُرى الكتاب يسجلون عدد كومة من أعضاء الإكثار والأيدي المقطوعة.

    ويُلاحَظ أن الضباط المصريين يقودون الأسرى، ويحمل بعضهم الغنائم التي استُولي عليها منهم. وكُتب فوق هذا المنظر تفصيل للغنائم التي استُولي عليها، ولما كانت من الأهمية بمكان فإنا سنوردها هنا وبخاصة لأنها تدل — على ما يظهر — على أن المهاجمين كانوا يريدون الاستيطان في مصر.

    مجموع الأيدي المقطوعة ٢١٧٥.

    الغنيمة التي استولى عليها سيف الفرعون البتار من المشوش الخاسئين:

    عدد
    فيكون المجموع ١٤٩٤
    رئيس «المشوش» ١
    العظماء من الأعداء ٥ (رجال)؟
    بعض الرؤساء (؟) ٥
    رجال من «المشوش» ١٢٠٠
    الشبان ١٥٢
    أولاد ١٣١
    نساؤهم ٣٤٢ امرأة
    عذارى ٦٥
    بنات ١٥١

    فيكون المجموع الذي استولى عليه سيف جلالته البتار من الأشخاص المختلفين = ٢٠٥٢.

    «المشوش» الذين ذبحهم جلالته في أماكنهم ٢١٧٥ رجلًا وسلعهم وقطعانهم … ١٢٩ + س، وسيوف طول الواحد منها أربع أذرع عددها ١١٦ سيفًا، وسيوف طول الواحد منها ثلاث أذرع وعددها = ١٢٣، وأقواس عددها = ٦٠٣، وعربات عددها = ٩٢ … … وكنانات عددها = ٢٣١٠، وعمد عربات عددها = ٩٢، وأزواج خيل عربات وحمير عددها = ١٨٤.

    وفوق الصف الأسفل من المنظر:

    مجموع أعضاء التكاثر ٢١٧٥.

    الحيوانات التي استولى عليها سيف جلالته البتار من «المشوش» الخاسئين، وهي التي أُضيفت إلى القطعان التي قررها جلالته من جديد لوالد «آمون رع» ملك الآلهة:

    عدد
    ثيران ١٠٥
    ثيران طويلة القرون ١٢٢
    ثيران مخصية ٧٥ (؟)
    عجول عمرها سنة ٩١
    عجول ٦١
    بقرات ٤٢٠
    عجلات بقر ١٢٢
    عجلات سنها سنة ١٥٢
    عجلات بقر ١٦١
    مجموع الماشية ١٣٠٩
    حمير ٤٦٤
    ماعز ٣٤٣٦
    غنم ٢٣١٢٨
    مجموع الحيوانات المختلفة ٢٨٣٣٧
    ماعز ٥٧٠٠
    غنم ٥٨٠٠

    مجموع الحيوانات التي أُحضرت معه:

    مجموع الحيوانات التي استولى عليها سيف الفرعون البتار ٤٢٧٢١
    ماشية ٣٦٠٩
    خيل ١٨٤
    حمير ٨٦٤
    ماعز ٩١٣٦
    غنم ٢٨٩٢٨ (؟)

    وإذا وازنا بين عدد الحيوانات التي استولى عليها الإله «آمون» وما استولى عليه الملك على ما يظهر نجد أن «آمون» استولى على ثلاثة أثمان مجموع الماشية ولم يستولِ على شيء من الخيل، وعلى ثلاثة أثمان الحمير وأربعة أخماس الماعز — لأنها كانت مقدسة له — وعلى ثلثي كل الحيوانات، والباقي على ما يظهر كان يستولي عليه الفرعون.

  • (٨)

    اللوحة (٧٧): «رعمسيس الثالث» يعود حاملًا لواء النصر من حملة لوبيا:

    فيُشاهد هنا «رعمسيس الثالث» يسوق أمام عربته صفين من الأسرى اللوبيين ويحيي الفرعون طائفة من الكهنة يحملون في أيديهم طاقات الأزهار الرسمية، وقد رحب به الكهنة بكلمات مدح وثناء، وهذا المنظر يذكرنا بمنظر «سيتي الأول» عندما عاد من حملته في «سوريا» واستقبله عظماء القوم عند الحدود بطاقات الأزهار في أيديهم (راجع ج٦ مصر القديمة).

  • (٩)
    اللوحة (٧٨): «رعمسيس الثالث» يقدم الأسرى اللوبيين للإلهين «أمون» وزوجه «موت».٥٨

(٣) ملخصي الحرب اللوبية الثانية

لم تكن الهزيمة التي لحقت باللوبيين في العام الخامس على يد «رعمسيس الثالث» في آخر حرب نشبت بين «لوبيا» و«مصر»، بل جاءت على أعقابها حرب أخرى في السنة الحادية عشرة من عهد هذا الفرعون، ولم يكن الموقد لنارها هذه المرة هم اللوبيون وحدهم بل كان العامل الأكبر في إشعالها قوم «المشوش» الذين نزحوا من شمال أفريقيا يطلبون العيش الناعم في أرض مصر التي عرفوا خيراتها منذ زمن طويل يرجع إلى عهد «رعمسيس الثاني».٥٩

وتدل شواهد الأحوال على أن أمير المشوش المسمى «مشاشار» بن «كبر» قد أفلح في عقد حلف مع بعض قبائل من اللوبيين لم يذكر اسمها في المتون وقام بغارة جبارة على الأراضي المصرية، فانقضوا أولًا على أهالي «تحنو» وهم أهالي لوبيا الأصليون القاطنون في صحراء غربي الدلتا مباشرة، وبعد إخضاعهم تمامًا قاموا بحملتهم على الديار المصرية، ولذلك يقول المتن المصري:

وكان رئيس المشوش سابقًا قد أتى مهاجرًا ومعه أهله، وانقضوا على بلاد «تحنو» الذين أصبحوا رمادًا، فقد خربت مدنهم وأصبحت قفرًا، ولم يعد لبذرتهم وجود.

والمقصود «بالتحنو» هنا كما يقول «هولشر»٦٠ هم اللوبيون كما جاء في السطر السادس والأربعين من المتن الكبير:

لقد تسبب اللوبيون في ارتباكنا وارتباكهم؛ لأننا أصغينا إلى نصيحتهم.

وبذلك نسبوا الهزيمة التي حاقت بهم في حروبهم مع مصر إلى هؤلاء القوم من اللوبيين. وقد كان غرضهم الأول هو أن يتخذوا البلاد المصرية وطنًا لهم.

والواقع أن «المشوش» وأنصارهم قد أخذوا يزحفون على البلاد المصرية حتى ضواحي «منف»، وتدل الغنائم التي حصل عليها «رعمسيس الثالث» على أن هؤلاء لم يكونوا من الأقوام الهمج، بل كانوا مسلحين بأحسن الأسلحة ومجهزين بأمتن العدد، فقد كانت سيوفهم عظيمة يبلغ طول الواحد منها أربع أذرع وثلاث أذرع، وكانوا كذلك مسلحين بالأقواس والعربات والكنانات والخيل والحمير لحمل الأثقال، ولذلك نجد أن «رعمسيس الثالث» أخذ يستعد لمنازلتهم، فنشاهده في أحد المناظر يتأهب للمسير مع جنوده من المصريين والأجانب عند سماع بوق إعلان الحرب. ثم سار بجيشه لمقابلة العدو في موقعة دارت رحاها في اليوم … عشر من الشهر الرابع من فصل الحصاد «مري» في المكان الواقع بين الحصن المسمى «حوت شعت» (جبل الرمل) والبلدة المسماة «رعمسيس الثالث»، وقد خلف لنا «رعمسيس الثالث» على جدران معبد مدينة «هابو» القصيدة التي دونها بعد هذه الحرب احتفالًا بالنصر الذي أحرزه على العدو، وقد دُونت بعد نشوب الموقعة بنحو ستة أشهر، وتؤرخ باليوم الثامن من الشهر الثاني من فصل الزرع — الثامن من أمشير.

والظاهر أنها أُرِّخت خطأ بالسنة الحادية عشرة، وبذلك يمكن اعتبارها قصيدة كُتبت بمناسبة الاحتفال بالنصر الذي أحرزه «رعمسيس»،٦١ وليس في استطاعتنا تحديد موقع المكانين اللذين حدثت فيهما — أو بينهما — الحرب على «المشوش» بصفة قاطعة الآن على الأقل.
وقد وصل إلينا وصف مكان هذه الموقعة في متنين صغيرين في النقوش التي على جدران المعبد، جاء في الأول:

المجزرة التي أجراها جلالته بين الأعداء الذين جاءوا من أرض «المشوش» إلى مصر مبتدئين ببلدة «رعمسيس الثالث» التي تقع على جبل «وب تا» (بداية الأرض) إلى قرية «حوت شعت» (قرية الرمل) موقعا مذبحة طولها ثمانية «إتر» (نحو عشرة أميال).

وجاء في المتن الثاني:

المجزرة التي أجراها جلالته بين الأعداء من بلاد «المشوش» الذين هاجموا مصر من قرية «حوت شعت» حتى مدينة «وسرماعت مري آمون» التي تقع على جبل «وب تا» موقعا مذبحة طولها ثمانية «إتر» (نحو عشرة أميال).

وأول ما يُلاحظ في هذين المتنين أنه استعمل في اسم المدينة المسماة باسمه، اسمه في الأولى ولقبه في الثانية. على أنه لا يوجد في التسامح والحرية التي استُعملت في هذه التسمية ما يدعونا إلى توحيد هذه المدينة المزدوجة الاسم بالمدينة المسماة «بروسرماعت رع مري آمون» التي جاء ذكرها في «ورقة هاريس»،٦٢ ويُحتمل أن في تغيير الاسم في هذين المتنين ما يدعو إلى الظن بأن الموقعة لم تقع في أحد البلدين، بل وقعت في البقعة التي بينهما. ولم تحدثنا المتون بشيء عن اقتفاء أثر العدو من أحد الحصنين إلى الآخر. والمحتمل جدًّا٦٣ أن المصريين قد حصروا الغزاة بين هذين البلدين وأصلوهم بسهامهم وابلًا من المقذوفات كلما أرادوا الارتداد من حصنٍ إلى آخر. هذا فضلًا عن قتال الجيش للعدو في البقعة التي تقع بين هذين المكانين، ولا بد أن العدو في نهاية الأمر قد اضطر إلى التسليم. ونرى في الصور التي تركها لنا «رعمسيس الثالث» اقتفاءه أثر العدو في عربته يساعده في هجومه المشاة والخيالة، كما نشاهد الجنود المصريين في الحصنين السالفي الذكر يرسلون وابلًا من السهام على «المشوش». وقد حدد «جاردنر» موقعهما في غربي الدلتا. وقد اشترك «رعمسيس الثالث» في هذه الموقعة على الرغم من أن ابنه كان هو القائد الأعلى للجيش، إذ نشاهده يسوق الأسرى بنفسه، كما نراه ينزل من عربته، ويكبل لوبيين ويجرهما خلفه، وفي نهاية الموقعة يستعرض «رعمسيس» صفوف الأسرى ويخاطب الرئيس الأعلى للجيش ويحدثه عن رأيه في الأعداء المقهورين، كما نشاهده في منظر آخر يستعرض الأسرى والغنائم، معًا يقدمهم له ولي العهد والوزيران. ويُلاحَظ أن القواد المصريين قد أجبروا الأسرى على حمل الغنائم وتقديمها.

وقد كان عدد القتلى نحو ٢١٧٥، وكانوا يُحصون إما بعدد الأيدي المقطوعة أو بعدد أعضاء الإكثار المبتورة، كما كانت العادة في الحروب المصرية. أما عدد الأسرى فقد بلغ ٢٠٥٢ نفسًا من بينهم رئيس «المشوش» نفسه «مشاشار»، ومن بينهم النساء والعذارى والأطفال أيضًا. أما الغنائم فكانت كثيرة، وتشمل أسلحة وعربات كما ذُكر ذلك من قبل.

أما الماشية فكان عددها عظيمًا جدًّا بلغ ٤٢٧٢ رأسًا، وتشمل ثيرانًا، وأبقارًا من مختلف الأنواع والأعمار، وماعزًا وغنمًا. وقد أهدى الفرعون الجزء الأعظم منها للإله «آمون» الذي آزره في ساحة القتال، وقد بلغ ما قدمه له من الحيوان حوالي الثلثين مما يدل على عظم شأن «آمون» وكهنته.

وبعد هذا النصر المبين في ساحة القتال نشاهد الفرعون «رعمسيس الثالث» عائدًا من ساحة المعركة يسوق صفوف الأسرى، وقد استقبله الكهنة يحملون طاقات الأزهار، ويحيون الفرعون بآيات المديح والثناء على ذلك الانتصار الباهر، وبعد ذلك نشاهد الفرعون يقدم الأسرى للإلهين «آمون» و«موت» ليكونوا عبيدًا لهما في معبديهما وضياعهما.

ومما تجدر ملاحظته هنا أن المتون المصرية يُفهم مما جاء فيها من تعداد الأسرى والأطفال والنساء والماشية والحيوانات المنزلية، أن أهل المشوش كانوا يقصدون بغزوتهم هذه هجرة شاملة لسكنى مصر.

ولم يَحِنْ الوقت بعد لأن نحدد القوى الاقتصادية وغيرها، التي كانت تنطوي عليها غزوة «المشوش» لبلاد مصر، غير أنه من المؤكد أنها كانت ذات علاقة بعدم الاستقرار في كل أنحاء البلاد الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط في هذا الوقت، وبخاصة موجات الغزو التي كان أقوام البحر يقومون بها من جهة، وتحطيم دولة «خيتا» وحصار «طروادة» ومحاولة اللوبيين فيما سبق استيطان مصر من جهة أخرى.

وخلاصة القول أن نتيجة هذه الهجمة العنيفة التي قام بها «كبر» وابنه «مشاشار» الهزيمة الساحقة، وقد أتى «كبر» يرجو الفرعون العفو عن ابنه، وكان الجواب على هذا الرجاء القبض عليه، ثم قتله هو بسيف الفرعون وأسر جيشه. وهكذا كانت نهاية هذه الحرب الضروس في صالح المصريين لوقت ما؛ إذ سنرى بعد أن هؤلاء «المشوش» أنفسهم وسيعودون كرة أخرى لفتح مصر وتكوين دولة فيها.

(٢-٥) الحروب الأخرى التي شنها «رعمسيس الثالث» على الآسيويين

لدينا غير مناظر الحروب التي تمثل لنا انتصارات «رعمسيس الثالث» على «أقوام البحار» مناظر أخرى على جدران معبد مدينة «هابو» عديدة، ليس لها تواريخ معينة. والظاهر أن الغزوات التي توالت من «آسيا الصغرى» قد حطمت أقوام شمال «سوريا»، وقد انتهز «رعمسيس الثالث» هذه الفرصة ليغزوها، فكان أول ما قصد مدينة «أرزاوا Arzawa»؛٦٤ فيُشاهد «رعمسيس الثالث» في عربته يتبعه مشاة من المصريين يهاجم حصنين، وقد أمطرهما الفرعون وابلًا من السهام، ولم يلبث أن أخذ جنود «خيتا» المدافعون يختل ميزانهم، وتسود صفوفهم الفوضى التامة، ويُشاهد الجنود المصريون وقد دخلوا الحصن الأعلى من القلعة، وقد قُذِفت أبوابه من أعلى، وبعد ذلك يُرى أحد رجال «خيتا» يرفع في يده موقدًا رمزًا للخضوع والتسليم، وقد كُتب على الحصن الأسفل: «مدينة أرزاوا».

(أ) «رعمسيس الثالث» يهاجم مدينة «تونب»٦٥

يُشاهد «رعمسيس الثالث» في عربته واقفًا بسيفه مشهرًا يهاجم — بمساعدة رماة من المصريين، ومن مشاة «الشردانا» — مدينة محصنة، ويُلاحَظ أن الفرعون كان يضرب شخصية عظيمة من الأعداء، ويُرى الجنود المصريون وهم يقطعون الأشجار التي حول المدينة، ويحطمون البوابة، ويتسلقون سلالم منصوبة على الجدران، ولكن عندما رفع جندي سوري موقدًا — وهو رمز التسليم — نفخ جندي مصري في البوق علامة على إحراز النصر، وقد كُتب تحت الحصن: «تونب» الخبيثة.٦٦
وفي منظر آخر يُشاهد «رعمسيس» يهاجم حصنًا سوريًّا،٦٧ فينزل من عربته ويهاجم الحصن، في حين أن حرسه وأتباعه ينتظرون خلفه، ولا يمضي طويل زمن حتى نرى السوريين يسلمون. وبعد هذا النصر يُرى «رعمسيس» يستعرض الأسرى السوريين في ثلاثة صفوف، يقدمهم له الضباط المصريون بقيادة ولي العهد،٦٨ ثم يعود «رعمسيس» بعد هذه الحروب حاملًا لواء النصر من «سوريا»، فيُرى في عربته سائقًا أمامه صفين من الأسرى الآسيويين،٦٩ وبعد ذلك نراه في منظر آخر يقدم أسراره وغنائمه للإلهين «آمون» و«خنسو» اللذين كانا في محراب. ومن الغنائم التي يقدمها الفرعون أوان دقيقة الصنع.

(ب) حروب «رعمسيس» في بلاد الآموريين

والظاهر أن «رعمسيس» قام بحملة ثانية لمحاربة «الآموريين» إذ نشاهده في منظر ينزل من عربته ويهاجم حصنًا وهو على قدميه، يساعده في ذلك جنود من المصريين ومن «الشردانا» الأجانب، ثم يُلاحَظ أن السوريين قد نكسوا حرابهم، وفي آن واحد رفع أحدهم الموقد علامة على الاستسلام،٧٠ وقد كُتب على الحصن المتن التالي:

كلام نطق به رئيس بلدة «آمور» الخاسئ وأهل قبيلته في حضرة الحاكم الطيب، مثل «منتو»: «امنحنا النفس الذي تهبه حتى نستطيع تنفسه عند التحدث بشهرتك، لابن ابننا، وذكراك …»

وبعد ذلك نرى «رعمسيس» يحتفل بانتصاره هذا على السوريين.٧١ فنشاهده يقف على منصة يحيط به أتباعه، ثم تُعرض عليه ثلاثة صفوف من الأسرى الآسيويين يقدمهم له ولي العهد وموظفون مصريون، وقد تكلم الفرعون وأجابه الموظفون بالعبارات الاصطلاحية المألوفة. وقد نُقش فوق صورة ولي العهد ألقابه وهي: «ولي العهد، والكاتب الملكي، والقائد الأعلى للجيش».٧٢ وهو الذي أصبح — فيما بعد — «رعمسيس الرابع».
وأخيرًا نجد «رعمسيس الثالث» في نهاية هذه الحروب كلها يقدم لثالوث «طيبة» أسرى يمثلون الحملات التي قام بها في بلاد «لوبيا» و«آسيا»، وعندئذ يخاطبه ثالوث «طيبة» بكلمات طيبة، ثم يرد عليهم الفرعون معترفًا لهم بالجميل، وبأنهم هم الذين ناصروه وأعزوه حتى استولى على كل هذه البلاد؛ ومن أجل ذلك يقدم لهم كل ما غنمه ويقول مخاطبًا «آمون»:
لقد استوليت على أهليهم وكل ممتلكاتهم، وكل حجر غالٍ فاخر في بلادهم أضعه أمامك يا سيد الآلهة، فهب من تحب! ليتك تعطي تاسوعك مثل ذلك، وإنها قوة ساعدك التي استولت عليهم، فالذكور منهم يعملون في مخازنك، ونساؤهم يَكُنَّ إماء لمعبدك، وإنك قد جعلتني أمد حدودي إلى حيث شئت، دون معارضة في أي أرض … الخ.٧٣
وبعد تقديم هؤلاء الأسرى نرى «رعمسيس الثالث» في آخر الأمر يضحي برؤساء كل الممالك التي تغلب عليها أمام الإله «آمون».٧٤
وهنا نشاهده وهو يذبح أسرى من أجناس مختلفة أمام «آمون» الذي يمد له السيف، في حين نرى إلهة مقاطعة «طيبة» تقود له خمسة وعشرين ومائة إقليم أجنبي، يُرمز لكل منها بطغراء فيه اسم الإقليم، كأنه أسير في عنقه الأغلال.٧٥
وإذا صدَّقنا ما جاء في هذه القائمة عن البلاد التي فتحها، أو أخضعها «رعمسيس الثالث»، فإن الجيش المصري يكون قد وصل في فتوحه حتى «نهر الفرات»، غير أننا نشاهد على هذه القائمة أقوامًا قد اختفوا منذ زمن بعيد، مما يدل على أنها نُسخت من قوائم قديمة، وبخاصة قوائم «رعمسيس الثاني» الذي كان يريد سميه «رعمسيس الثالث» أن يقلده في كل شيء، وكذلك من قوائم الفاتح العظيم «تحتمس الثالث»؛ ولذلك يجب أن ننظر إلى ما في هذه القوائم بكثير من الحذر والتدقيق؛ إذ لا نعلم حتى في إقليم «الأرنت» إذا كان المصريون قد أمكنهم المحافظة عليه أم لا، ويُخيل إلينا أن الغرض الأساسي الذي من أجله قام «رعمسيس الثالث» بحملته على بلاد «سوريا» وبلاد «آمور»، هو خوفه من التعدي على أملاكه في بلاد «فلسطين»، التي كانت مرتبطة بمصر ارتباطًا وثيقًا منذ أقدم عهود التاريخ المصري، وحتى بلاد «فلسطين» نفسها كادت تفلت من أيدي المصريين؛ لأن كل الإقليم الساحلي قد احتله الفلسطينيون الذين وفدوا مع «أقوام البحار»، واحتلوا هذا الجزء من ساحل «البحر الأبيض المتوسط»، ولكن يدل ما لدينا من آثار على أنه كان في مقدور مصر أن تستمر في سيطرتها على بلاد «كنعان»، في عهد الملوك الذين خلفوا «رعمسيس الثالث» مدة ما. ولا أدل على ذلك من الكشوف التي عُملت في «مجدو» حديثًا؛ إذ وُجد فيها قاعدة تمثال للفرعون «رعمسيس السادس».٧٦

ومما يلفت النظر في هذه الحروب الأخيرة التي شنها «رعمسيس الثالث» على «آسيا» بعد حربه مع بلاد «لوبيا» في السنة الحادية عشرة من حكمه؛ أننا لم نجد في النقوش ما يؤكد لنا بصفة قاطعة تواريخ تدل على أن هذه الحروب قد وقعت بعد الحرب اللوبية الثانية، غير أن شواهد الأحوال تشعر بذلك، وبخاصة ترتيب المناظر التي تركها «رعمسيس الثالث» على جدران معبد مدينة «هابو»؛ لأنها كانت قد نُقشت — على ما يظهر — على حسب ترتيبها التاريخي، كما فعل من قبله «سيتي الأول» في نقوشه التي على جدران معبد «الكرنك» (راجع الجزء السادس من مصر القديمة)، على أنه من الجائز جدًّا أن «رعمسيس» لم يقم بهذه الحروب إلا بعد القضاء على «أقوام البحار» من جهة الشمال، والقضاء على إغارة «اللوبيين» وأقوامهم في الغرب، وإلا لكان قد عرَّض بلاده نفسها لخطر ساحق من جهة «لوبيا» إذا كان قد قام بحرب للغزو والفتح في «آسيا» مع وجود أهل «لوبيا» شوكة لظهره في الغرب.

وعلى أية حال فإن موضوع تاريخ هذه الحروب لا يزال يكنفه بعض الغموض.

(ﺟ) قصيدة بركات «بتاح»٧٧

لم يقتصر «رعمسيس الثالث» على تقديم الأسرى «لثالوث طيبة»، بل نراه في مكان آخر يقدم أسرى من مختلف البلاد التي استولى عليها، أو يدعي أنه استولى عليها للإله «بتاح» أكبر آلهة «منف» عاصمة البلاد القديمة، وقد قاد هؤلاء الأسرى في مجموعة من الأفراد كل منهم يمثل الإقليم الذي أتى منه؛ ومن أجل ذلك نجد الإله «بتاح تاتنن» يلقي خطابًا طويلًا شعريًّا يقرر له فيه الحياة الطويلة، والحكم المثمر، ثم يرد عليه الملك مجيبًا إياه بوعود عظيمة له. وهذه القصيدة قد دوَّنها «رعمسيس الثاني» لنا بصورة تختلف كثيرًا عن التي نحن بصددها.

والواقع أن الروايتين — على ما يظهر — قد أُخذتا من مصدر ثالث أصلي «منفي» على أية حال (راجع الجزء السادس من مصر القديمة). والقصيدة التي نُقشت على جدران معبد مدينة «هابو» كما هي، تحوي أخطاء كثيرة، ولكنها كُتبت من وجهة نظر «رعمسيس الثالث»؛ ولذلك نجد فيها بعض التغيير، وقد دوَّنها في السنة الثانية عشرة من حكمه، أي بعد فراغه من الحروب التي أخذ على عاتقه القيام بها، وهي التي اضطرته الأحوال العالمية في عصره إلى خوض غمارها. وقبل إثبات نصها هنا نأتي بملخص قصير عنها:
  • (١)

    التاريخ ومقدمة (من سطر ١–٣).

  • (٢)
    خطاب موجه للملك (من سطر ٣–٣٩):
    • (أ)

      الاعتراف بالملك بوصفه ابن الإله (من سطر ٣–٥).

    • (ب)

      الابتهاج بولادة الملك (من سطر ٥–٩).

    • (جـ)

      هدايا «بتاح» للملك المولود حديثًا (من سطر ١٠–١٣).

    • (د)

      «رعمسيس» يمنح الملكية (من سطر ١٣-١٤).

    • (هـ)

      الوعد بسعة الرزق (من سطر ١٤–٢٠).

    • (و)

      الوعد بالكثرة في المباني (من سطر ٢٠–٢٣).

    • (ز)

      العاصمة والوعد بالأعياد الثلاثينية والأعياد والحياة الطويلة (من سطر ٢٣–٢٨).

    • (ﺣ)

      الوعد بالنصر والأسرى (من سطر ٢٨–٣١).

    • (ط)

      الوعد بالإمبراطورية (من سطر ٣١–٣٥).

    • (ي)

      كل الأرض تابعة لرعمسيس (من سطر ٣٥–٣٩).

  • (٣)
    جواب «رعمسيس الثالث»: (من سطر ٤٠–٥٤).
    • (أ)

      الاعتراف بدينه البنوي (من سطر ٤٠–٤٤).

    • (ب)

      مباني معبد مدينة «هابو» وتموينه من أجل الإله «بتاح تاتنن» (من سطر ٤٤–٥٤).

وهاك النص:

السنة الثانية عشرة في عهد جلالة «حور» الثور القوي، عظيم الملك، محبوب الإلهتين، كثير الأعياد الثلاثينية مثل «تاتنن»، «حور» الذهبي، الكثير السنين مثل «آتوم» الملك حامي مصر، وغال الممالك الأجنبية، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الثالث».

خطاب وجهه «بتاح تاتنن» والد الآلهة، إلى ابنه ومحبوبه من صلبه، وهو إله مقدس، كثير الحب، كثير في أعياده الثلاثينية مثل «تاتنن» ملك الوجه القبلي والوجه البحري، سيد الأرضين: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الثالث».

إني والدك، وقد أنجبتك، فجميع جسمك من الآلهة، لأني قد تقمصت صورة (٤) الكبش، رب «منديس»، وعاشرت والدتك الفاخرة؛ لكي أصور شكلك مثل … … لأني أعرف أنك حامي، ومؤدي النعم لحضرتي، ولقد أنجبتك مشرقًا مثل «رع»، ورفعتك أمام الآلهة لتكون ملك الوجه القبلي والوجه البحري: (وسرماعت رع مري آمون): ابن «رع»: «رعمسيس الثالث». وإن رفاق (؟) «بتاح» مبتهجون، وآلهة والدتك «مسخنت» متمتعة بالسرور، والمبجلات التابعات لبيت «بتاح» و«حتحور» بيت «آتوم» في عيد. وقلوبهن فرحة، وأيديهن تحمل الدفوف مبتهجات عندما يرين طلعتك البهية، وإن حبك مثل حب جلالة «رع» والآلهة والإلهات يتمدحون بجمالك مثنين ومقربين القربان لحضرتك، ويقولون لي: إنك والدنا المبجل، وإنك قد أنجبت لنا إلهًا مثل نفسك، ملك الوجه القبلي والوجه البحري: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث».

(١٠) وعندما شاهدتك انشرح قلبي، وطوَّقتك في حضني الذهبي، وأحطتك بالحياة والرضا، وحبوتك بالصحة والسرور، (١١) وأشربتك الغبطة وفرح القلب، والبشر والرفعة، وجعلت محياك قدسيًّا مثلي، لأني اخترتك. (١٢) فطنًا مهيئًا، ولبك مدرك، ونطقك ممتاز، ولا يوجد شيء لا تعرفه؛ لأنك ماهر في نصائح الحياة، وعلى ذلك فإنك تجعل عامة الشعب يعيشون بتدابيرك، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع» «رعمسيس الثالث».

لقد جعلتك ملك السرمدية، وحاكمًا باقيًا أبدًا، وسويت جسمك من ذهب، وهذه (١٤) الإلهة قد ظهرت مثبتة على رأسك، ومنحتك وظيفتي الإلهية، وبذلك تحكم الأرضين ملكًا على الوجه القبلي والبحري.

ومنحتك فيضانات حاملة الميرة لتغدق على هذه الأرض الثراء والطعام والرزق، وبذلك تغمر المياه هذه الأرض في حضرتك، والصيد يوجد في كل مكان تمشي فيه. ولقد منحتك الحب والحصاد (١٦) لتمير مصر، والحبوب هناك تكون كرمال الشاطئ، ومخازن غلالهم تبلغ عنان السماء ارتفاعًا. وأكوامها كالجبال، والفرح والرضا يعمان (١٦) برؤيتها والطعام والأعياد في جوارك نفسه، وهذه الأرض (١٧) بمناصرتك لها، ومنحتك السماء وموجوداتها. و«جب» (إله الأرض) يقدم لك ما فيها، ومستنقعات الطير تقود لك سكان السموات، و«سخات حور» (البقرة المقدسة أم حور) تحمل رزق أرواح «رع» الأربعة عشرة، وإني وضعتها بجوارك. وإنك تفتح كل فم لتغني من تريد مثل والدك «خنوم» الحي، لتحبو الشجاعة والنصر حكمك مثل (حكم) «رع» عندما حكم الأرضين، ملك الوجه القبلي والوجه البحري: (وسرماعت رع مري آمون) بن «رع»: «رعمسيس الثالث».

وإني أجعل الجبال تخرج لك آثارًا ضخمة قوية، وأن يجلب لك كل حجر ثمين، وكل معدن جميل. وأجعل كل قلب مفيدًا لك بأعمالهم في كل حرفة قيمة، وكل ما يمشي على اثنتين أو على أربع، وكل ما يطير ويرفرف. ولقد جعلت قلب أهل كل أرض يقدمون لك أعمالهم بأنفسهم، والعظيم والصغير على السواء يؤدون منافع لحضرتك، ملك الوجه القبلي والوجه البحري: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع» (٢٣) «رعمسيس الثالث».

وقد أُقيم لك مقر عظيم شريف لتقوِّي حدود مصر: بيت «رعمسيس الثالث» الكثير الخيرات لمصر (٢٤) وإنه ممكن على الأرض مثل عمد السماء، وجلالتك ثاوٍ في قصره، وأقمت مدنًا مسورة فيها مكان لسكناي؛ لتستطيع الاحتفال بالأعياد الثلاثينية (٢٥) التي احتفلت بها فيها. وإني سأعقد (على رأسي) تيجانك بيدي عندما تظهر على عرشك المزدوج، والآلهة والناس فرحون (٢٦) باسمك عندما تشرق في الأعياد الثلاثينية مثلي. وإنك تسوي الصورة وتبني محاريبها كما فعلت في الزمن الأزلي (٢٧) وإني منحتك سني أعيادي الثلاثينية، وحكمي، وسكني، وعرشي، وإني أمد جسمك بالحياة الطيبة، وحمايتي السحرية تحيطك بمثابة (٢٨) تعويذة وإني أعضدك وبذلك تصبح كل أرض في خوف منك في حين أن مصر مفعمة بجمالك، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسرماعت رع مري آمون) ابن الشمس «رعمسيس الثالث».

ومنحتك شجاعة ونصرًا، (٢٩) وقوتك في قلوب «الأقواس»، وإني أرسل الرعب في الأراضي من أجلك، والآسيويون تحت قدميك أبد الآبدين، وإنك تشرف يوميًّا (٣٠) ليقدم لك أسرى يديك. ورؤساء كل الممالك تقدم لك أطفالها أمامك، وإني أسلمهم لك جميعًا (٣١) في قبضتك لتفعل ما تشاء بهم، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث».

إني أضع الرهبة منك أمام الأرضين في حين أن حبك يملأ (٣٢) وجوههم، وإني صوت نذير حربك في الممالك الثائرة في حين أن الخوف منك يحيط بالجبال، والرؤساء يرتعدون فرقًا عند مجرد ذكرك، وهناك تسود (٣٣) مقمعتك فوق رءوسهم، وإنهم يأتون إليك بصوت واحد راجين الصلح من حضرتك، وإنك تجعل من تشاء يحيا وتذبح من تريد، تأمل! إن عرش (٣٤) كل أرض تحت سلطانك، وإني أجعل المعجزات العظيمة تحدث لك، وكل حالة طيبة تصيبك، والأراضي في عهدك في حبور، (٣٥) ومصر تفرح عند طلعتك، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث». وإني أتحرك٧٨ (؟) وأعدك بالشجاعة والنصر، والرؤساء (٣٦) والأشراف يساعدونك. والسماء والأرض قد اهتزتا بالفرح، ومن فيهما في سرور بما أُوتيت. أما الجبال والمياه والجدران، وما على الأرض من أشياء فإنها تهتز (٣٧) عند اسمك المنتصر، وذلك عندما ترى القرار الذي قررته، فكل أرض عبيد لقصرك، وإني قد عرفتهم أن (٣٨) يقدموا أنفسهم شخصيًّا في خضوع لحضرتك حاملين جزيتهم، وما سلبه رؤساؤهم وسلعهم بمثابة إتاوة لشهرة (٣٩) جلالتك، وأولادهم وبناتهم عبيد لقصرك ليطمئنوا قلبك مثل ما طمأنوا قلب «رع»، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسرماعت رع مري آمون) بن «رع»: «رعمسيس الثالث».

(٤٠) كلمات قالها الملك المقدس رب الأرضين، صاحب صورة «خبري» الذي خرج من جسم إله، ومن أنجبه «بتاح تاتنن» سيد الأرضين (وسرماعت رع مري آمون) في حضرة (٤١) والده الذي خرج منه «تنن» والد الآلهة: إني ابنك، ولقد وضعتني على عرشك، في حين أنك أوصيت لي بحكمك، ولقد سويتني (٤٢) في صورة تشبهك؛ في حين أنك منحتني ما خلقت، وجعلتني السيد الأوحد كما كنت لتوطد مصر في (٤٣) حالتها الطبيعية، وإني أسوي الآلهة الذين خرجوا إلى الوجود من جسمك في صورهم وأجسامهم وألوانهم، وقد جهزت لهم (٤٤) مصر على حسب رغبتهم، وبنيتها ﺑ … … والمعابد.

وجعلت معابدك عظيمة على الجبل «سيد الحياة» (اسم لمدينة هابو) وأقمتها بكل عمل ممتاز (٤٥) فأبوابها كانت … من الذهب الجميل، والزخرف من كل حجر شريف غالٍ، وردهتها … مثل أفق «رع» مشرق (٤٦) … عند الفجر … الناس عند طلعتك … يفرحون بوجهك الجميل. وإني قد سويت صورك المقدسة (٤٧) التي تثوي في وسطها، وأمددتها بكهنة وخدم آلهة، وبعبيد وحقول وماشية (٤٨) مزيدًا بذلك القرب الإلهية، ومفعمها بالمؤن. وضاعفت لك الأعياد فضلًا عما كانت عليه من قبل لأجعل محرابك في عيد ثانية (٤٩) … لروحك، أما شحمها فقد وصل إلى عنان السماء، حتى إن الذين في السماء قد تسلموه … (٥٠) … الذي عملته لك … (٥١) … بنبات أخضر نضر … لك كل يوم. وقلبي يقدم (٥٢) … في قوتك أي وإنك في السماء وعلى الأرض، … (٥٣) وإنك تعطيني حكمًا رفيعًا وانتصارات عظيمة لساعدي، وعلى ذلك فإن كل البلاد تحت قدمي، ومصر … (٥٤) ملك الوجه القبلي والوجه البحري، سيد الأرضين، حاكم مصر العظيم، وسيد كل بلد أجنبي: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع» من جسمه، محبوبه، سيد التيجان: «رعمسيس الثالث» معطي الحياة مثل «رع» أبديًّا.

(٣) أعمال «رعمسيس»

(٣-١) ورقة «هاريس» وقيمتها

خلف «رعمسيس الثالث» للتاريخ العالمي أهم إرث مدون بالقلم على القرطاس تركه ملك في تاريخ الشرق القديم، وهو ورقة «هاريس» الأولى العظيمة التي تحدثنا عن كل حياته من البداية إلى النهاية، وما قام به من أعمال عظيمة في ميادين السياسة والدين والاقتصاد والاجتماع؛ ولذلك آثرنا أن نضع أمام القارئ ترجمة كاملة لكل محتويات هذه الوثيقة الفذة، ثم نتناولها بعد ذلك بالتحليل والإيضاحات التي تكشف عن خبايا محتوياتها، وقد ظلت مغلقة أمام الباحثين الذين فحصوها حتى زمن قريب جدًّا مما أدى إلى فهم حالة البلاد في عصر الفرعون «رعمسيس الثالث» بصورة خاطئة لا يمكن تصورها، ولا أدل على ذلك مما كتبه الأستاذ «جاردنر» عن أهمية هذه الورقة وما أدى إليه سوء فهمها من التورط في أخطاء تاريخية مشينة وقع فيها كل من الأستاذين «برستد» و«إرمان» ولا تزال كتب التاريخ مشحونة٧٩ بها، وهاك نص ما قاله «جاردنر» في هذا الصدد:
ولقد كان الرأي الذي استقر عليه علماء الآثار منذ خمسة أعوام عن ورقة «هاريس الأولى»؛ النتائج التي وصل إليها في وقت واحد تقريبًا كل من الأستاذين «برستد»٨٠ و«إرمان» منذ ثلاثين سنة قبل هذا التاريخ، ولكن في عام ١٩٣٦ ظهر في عالم التأليف مقال عن محتويات هذه الورقة سقط كالقنبلة في وسط آرائنا المتفق عليها وهي التي كوَّناها عن هذه الورقة من قبل؛ وذلك أن كلًّا من «برستد» و«إرمان» قد استمسك برأيه، وهو أنه على الرغم من أن ورقة «هاريس» الأولى تذكر بصراحة الإنعامات والهبات التي أغدقها «رعمسيس الثالث» على معابد العواصم الكبيرة، وعلى معابد الأقاليم، فإن هباته المزعومة كانت تشمل كل ممتلكات المعابد السابقة، وأن الفرعون قد أقرَّ هذه الممتلكات القديمة، وبذلك ثبت دعواه بأنه هو المُنعم بها كلها.
وقد جاء المقال الذي كتبه الأثري «شادل»٨١ على العكس من ذلك مؤكدًا بصراحة من جديد الرأي الأول القائل بأن محتويات الورقة لا يتناول إلا الإضافات التي وهبها «رعمسيس الثالث» لضياع المعابد. وإذا كان هذا الرأي هو الصحيح فإن هذه الوثيقة لا يمكن أن تُستخدم بوجهة النظر التي استخدمها فيها كل من «برستد» و«إرمان» وهي تقدير مجموع ثروة الكهنة. وإني أرغب في أن أضع رأيي كتابة، وهو أن «شادل» قد برهن تمامًا على وجهة نظره، ولو نظرنا إلى الوراء فيما كُتب عن هذه الورقة لوجدنا أنه من الصعب علينا أن نتصور كيف أن الرأي المناقض لما قرره «شادل» قد بقي سائدًا مدة طويلة كهذه.
وعلى الرغم من ذلك نجد أن «شادل» نفسه في بعض تفاصيل هامة لم يكن في مقدوره أن يتخلص من أغلاط بينة شارك فيها سلفيه «برستد» و«إرمان»؛ وذلك أن أقسام الورقة الرئيسية تشمل فصلًا مخصصًا للهبات السنوية التي كانت تُقدم للمعابد من أتباعها خلال الإحدى والثلاثين سنة التي حكمها هذا الفرعون. والجزء الرئيسي من هذه الفصول يحتوي على مواد منفصلة — مثل المعادن والأدوات والحيوانات الخ — مشفوعة بأرقام تدل على المقادير والأعداد. وهذا الجزء الرئيسي مسبوق في أربع حالات من بين خمس بعنوان افتتاحي يختلف قليلًا في الشكل عن كل من هذه الحالات الأربع الأخرى. وهاك ترجمة لأكمل عنوان من بين هذه العناوين، وهو الذي يتصدر المواد في القسم المخصص لمدينة «طيبة»:٨٢
السلع والضرائب وإنتاج الناس، وكل التابعين لقصر الفرعون (وسرماعت رع مري آمون) في ضيعة «آمون»٨٣ في الأقاليم الجنوبية والشمالية التي تحت إدارة «رعمسيس الثالث» المتحد في السرور في ضيعة «آمون»٨٤ التابعة «لإبت» (الأقصر) ولمعبد «رعمسيس» حاكم «هيلوبوليس» في ضيعة «خنسو»٨٥ ولخمسة القطعان من الماشية التي حُفظت لأجل هذا البيت (أي كل ضيعة آمون ملك الآلهة) وهي التي (أي السلع والجزية والمحصول) وضعها الملك «وسرماعت رع» الإله الأكبر بمثابة هبة في خزائنهم ومخازنهم، وشون غلالهم منحة سنوية.٨٦
وإذا نظرنا إلى معالجة «إرمان» لهذا الموضوع وجدناها من الغرابة بمكان، إذ إنه لما فحص الأرقام المتصلة بالمواد المختلفة وجد أنها عالية، فقفز في استنباطه إلى أنها تمثل مجموع المنح التي قُدمت في خلال مدة حكم هذا الفرعون٨٧ كلها، وعلى ذلك قسمها واحدًا وثلاثين جزءًا؛ لكي يثبت متوسط الدخل السنوي.

وعلى أية حال فإن الأرقام التي حصل عليها بهذه الكيفية كانت منخفضة أكثر مما يجب أن يكون بالنسبة لإيرادات كل سنة، ولذلك نجد أن «إرمان» عاد فقال: إنها لم تكن الواردات السنوية الكاملة التي كان يؤتى بها من هذا المصدر، بل إنها ضرائب ثانوية فقط. ويكفي ما لخصناه هنا من هذا الطراز من البحث للكشف عن نقط الضعف التي تشوب البحوث السالفة. والواقع أنه في مقدورنا تقديم البراهين القوية لإظهار أن هذه الأرقام لا تضع أمامنا إلا الواردات السنوية لا وارد كل مدة حكم هذا الفرعون، ومن جهة أخرى نجد أن هذه الأرقام السنوية ليست في ذاتها عالية.

(أ) مقدمة

هذه لمحة عن أهمية هذه الورقة كما قدمها لنا الأستاذ «جاردنر». والآن سنتكلم عن الورقة نفسها، وعن المكان الذي وُجدت فيه، والظروف التي أحاطت بها. وكذلك سنذكر موجزًا بسيطًا عن محتوياتها حتى يتسنى للقارئ تتبع المتن الذي سنورده بعد.

إن الوثيقة التي نطلق عليها في أيامنا «ورقة هاريس» العظيمة، أو «ورقة هاريس» الأولى تُعد من أهم المصادر التاريخية في الأسرة العشرين؛ إذ الواقع أنها تلقي كثيرًا من الضوء على المسائل الاقتصادية والدينية الخاصة بهذا العصر، وكذلك توضح لنا نظام إدارة المعابد، والأحداث التاريخية بصورة جلية، وقد كتب عنها الباحثون على مختلف أنواعهم؛ فتناولوا كل المتن أو بعضه، كلٌّ على حسب ميوله.

وقد كان أهم موضوع فيها قتله الأثريون والمؤرخون فحصًا واستقصاء هو الجزء الخاص بملخص تاريخ هذه الفترة، وقد أظهر الباحثون في بحثه براعة حتى أصبح وليس فيه زيادة لمستزيد.

وقد كُتبت هذه الورقة بخط غاية في الوضوح؛ مما جعلها من هذه الناحية تمتاز على أترابها في جودة الخط وحسن تنسيقه، من بين ما نشاهده في الأوراق المخطوطة بالخط الهيراطيقي في عصر «الرعامسة». وقد ذكر لنا الأستاذ «إرمان» عدد الكتاب الذين اشتركوا في تدوينها، وأظهر أن المتن قد أُلف من عدة أجزاء رُكبت معًا في وثيقة واحدة يبلغ طولها أربعين مترًا وخمسة سنتيمترات، وعرضها اثنين وأربعين سنتيمترًا ونصف سنتيمتر. وقد قطعها مشتريها المستر «هاريس» تسعًا وسبعين صفحة، ونشرها الأثري «برش» الأمين «بالمتحف البريطاني». ومن ثم أصبح يُشار إلى صحائفها بهذه الكيفية.

(ب) المكان الذي وُجدت فيه هذه الورقة

عُثر على هذه الورقة عام ١٨٥٥ ميلادية مع أربع إضمامات أخرى من البردي في مكان ما بالقرب من معبد «الدير البحري». وقد وصلت إلى يد أحد تجار الآثار في نفس الوقت، واشتراها منه في العام نفسه المستر «هاريس» الإنجليزي الأصل، وأول مذكرة وصلتنا عن هذه الورقة كانت عام ١٨٥٨م؛ أي بعد بيعها بثلاث سنوات.

والواقع أنه منذ أن كتب الأستاذ «إرمان» مقاله الممتع عن «ورقة هاريس» نجد أنه ظهرت كتابات عن المكان الذي وُجدت فيه هذه الورقة تدل على سوء فهم، حتى أصبح لا يمكن الأخذ بما جاء فيها؛ ولذلك يجب فحص المكان الذي وُجدت فيه الورقة على ضوء المعلومات التي وصلت إلينا عنه.

والمعلومات المكتوبة التي في متناولنا عن هذه الورقة يظهر أنها تنحصر في المذكرة التي كُتبت عنها عام ١٨٥٨م، أي بعد ثلاث سنين من شرائها. وقد نشر بعضها أو كلها الأثري «برش» عام ١٨٧٦م عندما نشر محتويات الورقة في مجلد ضخم. ومما يؤسف له جد الأسف أن الأثري «استروف» الروسي لم يفهم كنه هذا التقرير الذي كتبه «برش» وهو في مجموعه يتفق مع ما كتبه «أيزنهاور» عام ١٨٧٢؛ وقد كتب الأخير ترجمته بالألمانية فقط، ولما لم يكن في متناولنا أحسن من هذا المختصر فإنا سنضعه أمام القارئ ببعض التصرف كما يقول «بورخارت»:٨٨

يقع المكان الذي وُجدت فيه هذه الورقة خلف معبد مدينة «هابو» في الوادي المؤدي إلى «دير المدينة» على مسافة خمس وعشرين ومائتي خطوة على التل الواقع في الركن الشمالي الشرقي من سور معبد «دير المدينة»، وعند سفح التل الجنوبي للوادي على مسافة عشرين قدمًا من سطح الأرض توجد حفرة في الصخر مملوءة بالموميات، غير أنها لم تكن قد فُتحت للمرة الأولى كما تدل شواهد الأحوال؛ إذ كانت الموميات قد مُزقت في الأزمان القديمة إربًا إربًا. وقد وُجد في هذه الحفرة تحت هذه الموميات الممزقة ثغرة صغيرة في الصخر تشمل إضمامات من البردي موضوعة معًا. وقد كانت هذه الثغرة مغطاة بقطع الخزف المختلطة بالطين والأتربة. ولم يوجد في الحفرة إلا بعض ملابس الموميات وعظامها. وهذا المكان — على ما يظهر — لا بد أنه كانت قد أُقيمت فيه مقابر خشنة الصنع، غير أنها قد هُدِّمت ولم يوجد ما يدل عليها غير لبنة واحدة مختومة.

ويتساءل الإنسان: هل كُتب هذا التقرير في نفس المكان الذي وُجدت فيه هذه البردية وغيرها؟ أم كُتب بعد ثلاثة أعوام في الإسكندرية في مسكن المستر «هاريس» أي عندما اشترى هذه الأوراق؟ ويُخيل للباحث أن المعلومات التي جاءت في هذا التقرير تدل على أن التقرير قد وُجد في نفس المكان الذي وُجدت فيه هذه الأوراق؛ لما جاء فيه من دقة الملاحظة وتحديد المسافات.

ويدل الموقع الطبوغرافي الذي وُصف في التقرير على أن هذا المكان يقع في الجنوب والجنوب الغربي بين المقابر التي في الوادي الذي يقع فيه «دير المدينة»، أو في أحد المنازل التي كانت تُبنى باللبن في «قرية العمال» المعروفة وقتئذ. وهذه المنازل التي كان يسكنها الموظفون أو العمال التي كانت تُستعمل فيما بعد للدفن بالجملة، وقد كانت تُحفظ في مثل هذه البيوت الأوراق التي يملكها السكان الأقدمون كالوثائق الخاصة بسرقة المقابر وغيرها، ومن بين هذه ورقة «رعمسيس الثالث» المعروفة ﺑ «ورقة هاريس». وعلى ذلك فليس هناك ما يدعو إلى عدم إمكان وجود أوراق مثل هذه في هذا المكان.

والسؤال الثاني هو: من الذي أمر بتأليف ورقة «رعمسيس الثالث» الكبيرة المعروفة بورقة «هاريس» الأولى؟

وقد أجاب على هذا السؤال الأستاذ «إرمان» بقوله: إنها كتبت بعد موت «رعمسيس الثالث» وأُرخت بيوم وفاته. أما «استروف» فيقول: إنها كُتبت في عهد «رعمسيس الرابع»٨٩ لمعاضدة الكهنة. ويقول «شرني»: إن هذه الورقة قد كُتبت بخطوط مختلفة؛ مما يدل على أنها لم تُكتب كلها في تاريخ واحد.٩٠ أما «بوخارت» فله رأي مغاير لكل من سبقوه؛ إذ يقول: إن هؤلاء الباحثين — على ما يظهر — قد غاب عنهم شيء صغير يحتاج إلى دقة ملاحظة، وذلك أن تاريخ الورقة قد وُضع بعد الفراغ من كتابة أجزائها المختلفة؛ إذ يُلاحظ في الجزء الأول من الصفحة الأولى بوضوح أن التاريخ الذي كان سيُوضع للورقة عامة لم يكن محددًا؛ ولذلك تُركت له مسافة كبيرة خالية، فكان يُحتمل أن يكون اليوم التاسع والعشرين من الشهر، وعلى ذلك كان من الضروري أن يشغل حيزًا كبيرًا، فتُرك له — على هذا الزعم — مسافة كبيرة. ولكن وجدنا أن التاريخ الذي استقر عليه الرأي نهائيًّا لم يشغل الحيز الذي تُرك لتدوينه فيه، وكان صغيرًا وتُرك الباقي خاليًا (انظر فصل أعمال رعمسيس)، فإذا كانت نسخة الوثيقة النهائية قد بُدئ في كتابتها بعد موت «رعمسيس الثالث» كما يظن البعض فإنه لم يكن هناك داعٍ لترك مسافة أكبر من اللازم لوضع التاريخ فيها.
وتدل شواهد الأحوال على أن النسخة النهائية لهذه الوثيقة قد بُدئ في كتابتها في مرض الفرعون الأخير، وأن هذا التاريخ الذي على الصفحة الأولى هو يوم وفاته، وقد وُضع بعد مماته مباشرة. أما الأجزاء المكتوبة بخط مغاير — وهي التي يُشاهد فيها «رعمسيس الثالث» يدعو الآلهة من أجل خلفه «رعمسيس الرابع» — فمن الجائز أنها تكون قد كُتبت في عيده الثلاثيني عندما كان ابنه يُشاركه فعلًا في حكم البلاد.٩١

(ﺟ) محتويات ورقة «هاريس»

تتألف ورقة «هاريس» من مقدمة، ثم الكلام عن «طيبة» ومعابدها الخاصة بالإله «آمون»، ثم عن «هليوبوليس» ومعابدها الخاصة بالإله «رع»، و«منف» ومعابدها الخاصة بالإله «بتاح». وأخيرًا المعابد الصغيرة المختلفة، ثم ملخص. وتُختم الورقة بالجزء التاريخي الخاص بالأحداث العظيمة التي وقعت في عهد الفرعون «رعمسيس الثالث». وسنتبع في ترجمة هذه الوثيقة الطبعة التي نشرها حديثًا «إركسن».٩٢

صفحة ١

مقدمة

(١) السنة الثانية والثلاثون، الشهر الثالث من فصل الصيف، اليوم السادس في عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري «وسرماعت رع مري آمون» له الحياة والفلاح والصحة ابن «رع» «رعمسيس حق اون» (حاكم «هليوبوليس») له الحياة والفلاح والصحة — محبوب كل الآلهة والإلهات. (٢) الملك المشرق في التاج الأبيض مثل «أوزير» الحاكم، مضيء العالم السفلي مثل «آتوم» سيد عرش البيت العظيم في قلب الأرض المقدسة (الجبانة)، المخترق الأبدية بوصفه ملك العالم السفلي، ملك الوجه القبلي والوجه البحري «وسرماعت رع مري آمون» ابن «رع» «رعمسيس» حاكم «هيلوبوليس» الإله العظيم يقول (٣) مادحًا ومتعبدًا ومثنيًا على النعم، والأعمال الجليلة العدة التي عملها بوصفه ملكًا على الأرض وهي:
  • آلهة طيبة: بيت والده الفاخر «آمون رع» ملك الآلهة و«موت» (٤) و«خنسو» وكل آلهة «طيبة».
  • آلهة «هليوبوليس»: بيت والده الفاخر «آتوم» رب الأرضين الهليوبوليتي و«رع حوراختي» والإلهة «أوس عاست» سيدة «حتب» وكل آلهة «عين شمس».
  • آلهة «منف»: بيت والده الفاخر «بتاح» (٥) العظيم القاطن جنوبي جداره رب «عنخ تاوي»، و«سخمت» العظيمة محبوبة «بتاح» و«نفرتم» حامي الأرضين، وكل آلهة «منف».
  • كل الآلهة: والآلهة الأجلاء، وكل آلهة وإلهات الجنوب والشمال (٦).
  • الناس: وكذلك كل الإنعامات الجميلة التي عملها لأهل أرض مصر، وكل بلاد ليجمعهم معًا ليخبروا الآباء (٧) كل آلهة وإلهات الجنوب والشمال، وكل القوم من أغنياء وعامة وأهل الشمس (البشر) بالإنعامات العدة والأعمال العظيمة الكثيرة (٨) التي قام بها على الأرض عندما كان حاكمًا عظيمًا على مصر.

هذه المقدمة تشمل رءوس الفقرات الخمس التي تتألف منها هذه الورقة، وبعبارة أخرى تلخص لنا هذه المقدمة الأعمال الجليلة التي أسداها «رعمسيس» لكل من الآلهة الثلاثة العظام وأسرهم الذين كانت عبادتهم سائدة في طول البلاد وعرضها. وقد ذكرهم على حسب مكانتهم، فابتدأ بالإله «آمون» رب «طيبة» وكان أعظم الآلهة شأنًا في مصر وإمبراطوريتها، وذكر معه زوجه «موت» وابنه «خنسو» ومن هؤلاء الثلاثة يتألف ثالوث «طيبة».

ثم ذكر الإله «آتوم» رب «هليوبوليس» وهو أقدم آلهة هذه الجهة، وشفعه بالإله «حوراختي» ثم الإلهة «أوس ساعت» سيدة «حتب» (واللفظة الأخيرة «حتب» تدل على مكان في هليوبوليس) والإلهة «أوس عاست» قد تعني هنا الإلهة «حتحور» ومن هؤلاء الآلهة الثلاثة يتألف ثالوث «عين شمس».

وتذكر لنا المقدمة بعد ذلك بيت الإله «بتاح» العظيم القاطن جنوبي جداره — أي جنوبي معبده القائم في «منف» — ومعه زوجه «سخمت» إلهة القوة والحرب وابنها «نفرتم» ومن هؤلاء يتألف ثالوث «منف» العظيم.

ثم يذكر لنا «رعمسيس» ما قام به من أعمال عظيمة للآلهة الآخرين في شمال البلاد وجنوبها، وكذلك ما أسداه للبلاد الأخرى من إنعامات عديدة، وأعمال جليلة ليكون ذلك بمثابة شاهد عدل على حسن صنيعه وجميل صفاته، عندما كان حاكمًا على الأرض مدة حكمه التي دامت اثنين وثلاثين عامًا.

وهكذا نرى من هذه المقدمة أن «رعمسيس الثالث» كان حريصًا كل الحرص على تخليد حسن الأحدوثة والسمعة الطيبة في الحياة الدنيا والآخرة، فكان يحرص على أن يكون مضيئًا مثل إله الشمس «آتوم» في العالم السفلي عندما كان يخترقه مثله كل يوم عند الغروب ليعود إلى الحياة الدنيا ويشرق عليها، ويرى عن كثب ما تركه من أعمال جليلة للآلهة والناس أجمعين.

القسم الخاص «بطيبة»

  • مقدمة: يجب علينا قبل ترجمة القسم الخاص بمعابد الآلهة الثلاثة وهم: «آمون» و«رع» و«بتاح» في ورقة «هاريس» أن نتحقق من أسماء المعابد التي أضافها «رعمسيس الثالث»، وبذلك يمكن فصل الأملاك المستجدة في عهد هذا الفرعون من الأملاك القديمة التي كانت تملكها الآلهة قبل عهده، وبهذه الكيفية يمكننا أن نصل إلى تكوين صورة واضحة عن الزيادة في الأوقاف والمباني التي أقامها ووهبها هذا الفرعون كهنة كل إله من هذه الآلهة الثلاثة، وسنبدأ بالمعابد التي زادها «رعمسيس الثالث» لآلهة «طيبة» وبخاصة الإله «آمون رع».

    ولا نزاع في أن المواد الأثرية التي كُشفت حتى الآن قد سهلت علينا تحديد المعابد التي أضافها «رعمسيس الثالث» للإله «آمون» وأسرته كما جاءت في ورقة «هاريس» (راجع ورقة هاريس من ص٣–٢٢).

    وقد جاء ذكر المعابد الطيبية وأسمائها في ثلاثة مواضع مختلفة من هذه الورقة وهي:
    • (١) المقدمة: ص٣ سطر٩.
    • (٢) القائمة الأولى: ص١٠ سطر١١.
    • (٣) القائمة الثانية: ص١٢أ، ١٢ب.
    وقد ناقش الأستاذ «برستد» هذا الموضوع،٩٣ وبدأ كلامه بقوله: إن القائمة الأولى والمقدمة يحتوي كل منهما على ممتلكات الإله «آمون»، وأنها ليست مجرد أوقاف جديدة، وعلى هذا الأساس بدأ يفحص محتويات هذا الجزء من الورقة عن أسماء المعابد الكبيرة المعروفة، وقد جمع أسماء المعابد المذكورة فيه،٩٤ وقال: إن معبد «آمون» الكبير هو — «وسرماعت رع» محبوب «آمون» في ضيعة «آمون» — قد جاء ذكره بهذا الاسم (راجع «هاريس» ٥–٧) في حين أن معبد الأقصر الخاص بالإله «آمون» لم يُذكر، ويقول كذلك إنه قد ذُكر في القائمة الأولى معبد الأقصر باسم معبد «رعمسيس الثالث» في ضيعة «آمون» (راجع هاريس ١٠–٥)؛ وعلى ذلك لا يكون لمعبد آمون الكبير — أي معبد الدولة — عبيد كما يعتقد «برستد»،٩٥ وأن عبيده كانوا ضمن عبيد معبد مدينة «هابو» الذي أقامه «رعمسيس الثالث». ولكن لا يكاد يوجد لدينا أي سبب يخول ذكر معبد صغير كالذي جاء ذكره في «هاريس» ص١٠–٦، وينفرد بالذكر مع العلم بأن الرعايا التابعين لخدمته لا يزيدون على تسع وسبعين نسمة. والواقع أن هذا المعبد كما سنرى بعد «لرعمسيس الثالث» وقد أقامه في الأقصر.
    ويدل ما جاء في ورقة «فلبور» على أن معبد الكرنك من عهد الفرعون «رعمسيس الخامس» كانت أملاكه مستقلة تحت إدارة منفردة؛ ولذلك يقول الأستاذ «جاردنر» الذي فحص هذه الورقة: إنه لمن الأمور الهامة جدًّا أن يجد الإنسان معبد «الكرنك» يلعب دورًا بارزًا بوصفه مؤسسة تملك أطيانًا خاصة قائمة بذاتها تمتد شمالًا حتى جوار «أهناسية» المدينة وبخاصة عندما نعرف أن «برستد» قد طلع علينا بالنظرية القائلة إنه في عهد «رعمسيس الثالث» كانت أملاك وإدارة معبد «الكرنك» مختلطة بأملاك وإدارة معبد الفرعون نفسه في مدينة «هابو». وهذا الاستنباط مما جاء في ورقة هاريس قد عارضه «شادل» منذ بضع سنوات مضت، غير أن البراهين التي دلل بها «شادل» ضئيلة، وإنه لمن المهم أن يكون في استطاعتنا أن نعضد رأي «شادل» بمادة جديدة (راجع Gardiner Wilbour Pap. II, p. 11).
    وكذلك نلحظ أن «برستد» لا يفرق بين اسم الملك وبين لقبه عند استعمالهما في أسماء المعابد، فنجده مثلًا يسمي معبد «الكرنك» الصغير مرة باسم «معبد رعمسيس الثالث في ضيعة آمون»،٩٦ ومرة أخرى يسميه «معبد وسرماعت رع محبوب آمون في ضيعة آمون».٩٧

    والواقع أن هذا الاستعمال خاطئ، ولا بد من ملاحظة الفرق بين استعمال اسم «رعمسيس الثالث» واستعمال لقبه في مسميات المعابد، فالمعبد المسمى باسمه لا يدل إلا على اسم المعبد المسمى به، والمعبد المسمى بلقبه لا يدل إلا على اسم المعبد المسمى بلقبه وحسب. وعلى هذا الأساس يمكن تمييز أسماء المعابد بسهولة، وكذلك يمكن استخلاص نتيجة من الأجزاء الثلاثة التي يحتويها القسم الخاص «بطيبة» في ورقة «هاريس» وهي التي ذُكر فيها أسماء معابد «آمون» على مختلف أنواعها، وبهذه الكيفية يمكننا الوصول إلى أن ما استنبطه الأستاذ «برستد» عن أسماء المعابد خاطئ من أساسه.

    ولكن الأستاذ «جاردنر»٩٨ قد ذكر لنا أنه في النقوش الداخلية في معبد مدينة «هابو» يُوجد اسم حصن على الحدود الغربية أقامه «رعمسيس الثالث» للدفاع عن البلاد من هجمات اللوبيين، وقد كُتب اسم هذا الحصن في مكانين مختلفين، فكُتب في إحداهما باسم «رعمسيس الثالث» وفي الآخر بلقبه «وسرماعت رع محبوب آمون»، وهذا يناقض الرأي الذي أدلى به «شادل» لأول وهلة، أي إن كلًّا منهما لا بد أنه يطلق على مكان خاص به، ولا نزاع في أنه يبدو من الصعب وجود حل لهذه الظاهرة، وعلى ذلك لا بد أن يفرض الإنسان في هذه الحالة أن اسم الحصن قد تغير بتغير الظروف كما يحدث في أيامنا هذه.
    والواقع على ما يظهر أن اسم الحصن كان يُسمى في نهاية الانتصار الذي أحرزه «رعمسيس الثالث» في حروبه الأولى مع لوبيا «بلدة «وسرماعت» رع محبوب «آمون» الذي صد اللوبيين». وقد ظن «برستد» بحق أن هذا الحصن قد أُقيم في نهاية هذه الحروب الأولى ليكون حماية للبلاد المصرية،٩٩ ولكن لدينا صورة أخرى عن الحروب الثانية التي شنها هذا الفرعون على اللوبيين في السنة الحادية عشرة من حكمه أيضًا ويظهر فيها هذا الفرعون في ساحة القتال في موقعة وقعت بين حصنين، واحد منهما يُدعى «وسرماعت رع محبوب آمون» وفُسر بأنه هو المكان الذي يقع على قرن تل الأرض.
    هذا ونشاهد أخيرًا اسم نفس هذا المكان مرة أخرى، ويمثل الحروب التي وقعت أمام الحصن، واسمه هو «رعمسيس الثالث» وهو المكان الذي على تل قرن الأرض. وقد كُتب نفس الاسم على نفس الصورة، غير أن النقوش مهشمة بعض الشيء، وقد رسم «شادل» قطاعًا لمعبد مدينة «هابو» وبيَّن عليه الأماكن التي كُتب عليها اسم هذا الحصن مكررًا ثلاث مرات. ولا نزاع في أن الاسم الأصلي لهذا الحصن هو: «وسرماعت رع مري آمون» أي الاسم الذي ذُكر في حروب «رعمسيس الثالث» الأولى مع اللوبيين، وعندما أريد نقش الجانب الداخلي من البوابة الأولى كانت الحامية لا تزال تحمل اسمها القديم، وفيما بعد عندما أُريد نقش الجدار الشمالي الواقع بين البوابتين في مدينة «هابو» كان قد فكر في تغيير اسم هذا الحصن وقد حدث فعلًا. وإذا كان هذا الجزء الأخير من المعبد هو آخر جزء زُين فيه فإن ذلك يؤيد الرأي القائل بأن الحروب السورية التي وقعت بين مصر والآسيويين قد جاءت بعد الحروب التي شنها «رعمسيس الثالث» على اللوبيين في السنة الحادية عشرة من حكمه؛ وذلك لأننا لا نرى في داخل الردهة الأولى من معبد مدينة «هابو» إلا صور الحروب اللوبية الثانية. وقد أدلى الأستاذ «برستد» بهذا الرأي (راجع Br. A. R. IV, § 133)، وهو رأي صائب، ولكن من جهة أخرى يجد المؤرخ صعوبة في تعليل مثل هذه التغيرات في كتابة اسم هذا الحصن. ويقول «شادل» في تعليل ذلك (راجع Schaedel, Ibid p. 19) أنه قد ذكر «ورقة هاريس» (في ﻫ٥١ (أ) سطر ٥) اسم مكان يقع على الشاطئ الغربي للنيل على مقربة من «نقراش» وهو بناء جديد أقامه «رعمسيس الثالث» على ما يظهر بعد السنة العاشرة من حكمه في وقت السلم، وقد سُمي هذا المكان بلقب الفرعون «وسرماعت رع مري آمون» مما جعله يختلط باسم الحصن الواقع على الحدود الغربية السالف الذكر؛ ولذلك فإنه تحاشيًا لذلك غير اسم الحصن وجعله باسمه «رعمسيس الثالث» لا بلقبه كما كان من قبل.
    والواقع الذي لا مراء فيه أن هذا التغيير قد حدث في الوقت الذي كان يُنقش الجانب الداخلي من البوابة الأولى — أي الاسم الثاني — والجدار الخارجي الشمالي؛ وذلك لأنه لا يعقل أن مكانًا واحدًا يمكن أن يكون له اسمان في وقت واحد، ويعتقد «جاردنر» (JEA, v, P. 197) أن اسم المكان المركب من لقب «رعمسيس الثاني»: «وسرماعت رع ستبن رع» يُحتمل أن يكون هو اسم مقر الرعامسة: «بررعمسيس مري آمون» غير أن البراهين المثبتة لذلك ليست مشجعة على استنباط مثل هذه النتيجة لتغير الاسمين في الشكل كما ذكرت من قبل. ففي ورقة «انستاسي» رقم ٨ يوجد اسم مكان مكتوب بالاسم الأول «لرعمسيس الثاني» (Ibid No. 34)، وكذلك كُتب اسم مكان آخر بلقبه (أو اسمه الثاني) (راجع Ibid No. 35)، ولا يمكن أن يكون الاسم في الحالتين واحدًا؛ ولذلك يظن «شادل» أن الاسم الثاني وهو «وسرماعت رع ستبن رع مري آمون» اسم قلعة أقامها «رعمسيس الثاني» بالقرب من العاصمة.
    وفيما يلي سلسلة أسماء المعابد التي ذُكرت في مقدمة «ورقة هاريس» خاصة بالإله «آمون» وأسرته:
    • (١) معبد ملايين السنين السامي: وهو الاسم الذي يُطلق على معبد «رعمسيس الثالث» الجنازي في مدينة «هابو» والقصر التابع له (راجع ﻫ/١١ / ٤ الخ)، وقد كُتب اسم هذا المعبد في مرسوم الأوقاف في مقدمة تقويم الأعياد المنقوش على جدران معبد مدينة «هابو» بصورة مفصلة هكذا:
      معبد ملايين السنين لملك الوجهين القبلي والبحري «وسرماعت رع مري آمون» الموحد مع الأبدية في ضيعة «آمون» (راجع Mdeinet Habu 140, Festkalender 55, 56).

      وهذا ينطبق على الاسم الذي جاء في ورقة «هاريس» (ﻫ/٣ / ١٠) وهو معبد ملك الوجهين القبلي والبحري «وسرماعت رع مري آمون في ضيعة آمون».

      وقد بقي اسم معبد «مدينة هابو» يُذكر حتى نهاية الأسرة العشرين؛ فنجده في ورقة «أبوت» التي دُونت في السنة السادسة عشرة من حكم «رعمسيس التاسع»، ففي هذا المتن نجد رعايا من معبد مدينة «هابو» مذكورين وكانوا تحت سلطان الكاهن الأكبر «لآمون» المسمى «امنحتب» (راجع Abbot, 4, 13, 14)، وإذا قرنا ما جاء في هذه الورقة بما جاء في ورقة «هاريس» (ﻫ/٣ / ١٠) نجد أن الإدارة قد تغيرت؛ وذلك أنه في عهد «رعمسيس الثالث» كان معبده الجنازي ضمن إدارة ممتلكاته تحت سلطان جماعة من كبار الموظفين. ويرى «شادل» أنه بعد وفاة «رعمسيس الثالث» كانت إدارة كل من معبد «رعمسيس الثالث» الجنازي في مدينة «هابو» ومعبد «آمون» العظيم تحت إدارة واحدة عامة (Schaedel Ibid p. 22) كما كان معبد الأقصر الصغير (ﻫ/٦ / ١٠) منذ البداية تحت إدارة الكاهن الأكبر «لآمون». والواقع أن مركز إدارة جبانة «طيبة» كان في نهاية الأسرة العشرين في معبد مدينة «هابو» كما يظهر ذلك من ورقة سرقة المقابر (راجع Peet, The Great Tomb Robberies of the Twentieth Dy. I, p. 37).
      ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن التعبير «ملايين السنين» الذي استُعمل في اسم معبد مدينة «هابو» (ﻫ/١١ / ٣) كان يستعمله المصري صفة لكل المعابد الجنازية الملكية المقامة على الضفة اليمنى للنيل (راجع Schaedel, Ibid p. 22).
    • (٢) معبد «رعمسيس الثالث» في ضيعة «آمون»: وهذا الاسم يُطلق على المعبد الصغير الذي أقامه «رعمسيس الثالث» في الكرنك. وقد اعتقد الأستاذ «برستد» أن اسم المعبدين الكبير والصغير واحد (Br. A. RIV, § 195 Note A)، غير أن هذا الرأي خاطئ؛ لأنه ذُكر في ورقة «هاريس» (ﻫ/٧ / ٥) باسم «وسرماعت رع مري آمون» وليس كما ذُكر هنا باسم «معبد رعمسيس الثالث في ضيعة آمون»، يُضاف إلى ذلك أن ورقة «هاريس» تذكر صراحة (ﻫ/٤ / ٥) أن «معبد رعمسيس الثالث في ضيعة آمون» في مدينتك «طيبة» المقابل لردهتك يا رب الآلهة، أي إن هذا المبنى يقع بالقرب من معبد الكرنك الكبير، وقد ذُكر اسم هذا المعبد في ورقة «هاريس» بهذا الاسم (راجع ﻫ/١٠ / ٥، ١٢ (١) ٢).
    • (٣) معبد «رعمسيس الثالث» الذي يتحد مع السرور في الكرنك (ﻫ/٦/٥ الخ): هذا معبد صغير أقامه «رعمسيس الثالث» في «الأقصر» ويتضح هذا من فحص الفقرة التي ذُكر فيها، فقد جاء بعد هذا الاسم ما يأتي:

      لقد جعلت الأقصر في عيد لك بالآثار العظيمة، فقد أقمت لك هناك معبدًا مثل مقام رب الكل.

      ويتضح من ذلك بطبيعة الحال أن الملك يشير هنا إلى إقامة مبنى جديد للإله «آمون». والجزء الأول من الجملة السابقة يدل على أن لها علاقات بمد أجل عيد الأقصر «أبت». والواقع أنه قد جاء صراحة في ورقة «هاريس» (ﻫ/١٧ (١)/٥) أن «رعمسيس الثالث» قد مد عيد الأقصر إلى سبعة عشر يومًا، وهذا العيد الذي كان يقتصر في عهد «تحتمس الثالث» على أحد عشر يومًا فقط قد زيد في مدة انعقاده عدة مرات (راجع Wolf, Das School Fest Von opet Leipzig (1931) p. 71). هذا ولدينا عن صحة اسم هذا المعبد شاهد آخر؛ إذ قد عُثر على لوحة «لرعمسيس الثالث» في معبد الأقصر الكبير استُعملت في الأزمان المتأخرة سنادًا لتمثال «رعمسيس الثاني» (راجع Rec. Trav. 16 p. 55 f) وكان يُسمى عليها هذا المعبد في متن مهشم:

      (الملك) … الذي ضاعف قربانه في الأقصر … … والذي أقام بيتًا في الأقصر على يمين والده «آمون رع» السامي الذي يسيطر على حريمه لأنه يأوي إليه كل عشرة أيام … (ويسمى هنا العيد) … وهو مكان لذهاب سيد الآلهة لعيد الأقصر الجميل.

      وفي هذا المتن — على ما يظهر — برهان على وجود هذا المعبد في الأقصر. ومن الغريب أن «برستد» قد ذكر لنا هذه اللوحة (Br. A. R. IV. § 176) ويقول: إن «رعمسيس الثالث» قد بنى محرابًا على جانب النهر في معبد الأقصر غير أنه مع ذلك لم يستنبط أن المبنى الذي ذكره في ورقة «هاريس» هو هذا المحراب. ولا نزاع في أنه كان «لرعمسيس الثالث» نشاط هندسي في معبد الأقصر يدل على ذلك نقش تركه لنا يتحدث فيه عن تجديد مبانٍ وقد نقشه على الجدار الخارجي خلف معبد الأقصر وهذا النقش هو:

      تجديد الأثر الذي عمله «رعمسيس الثالث» في معبد والده «آمون رع».

      وتدل شواهد الأحوال على أن المبنى الذي نتحدث عنه هنا يقع بين الردهة الأمامية وبين النيل حيث نجد مكانه في أيامنا بقايا سوق رومانية. ومن المحتمل أن فكرة مد أجل عيد الأقصر على يد «رعمسيس الثالث» كانت بمناسبة إقامة هذا المعبد الصغير. ومن الطريف أن معبد «رعمسيس الثالث» في «الأقصر» له اسم يشبه في تركيبه اسم المعبد الصغير الذي نحن بصدده الآن، وهو «معبد رعمسيس الثالث الذي وحد بالأبدية».١٠٠ ولا غرابة في ذلك فإن «رعمسيس الثالث» كان يقلد سلفه «رعمسيس الثالث» في كل شيء.

      وأمام كل هذه البراهين الواضحة عن موقع هذا المعبد نرى أن إضافة عبارة «إبت أسوت» (الكرنك) (ﻫ/٧ / ٥) إلى اسم المعبد لا تغير شيئًا؛ إذ الواقع أن أولئك الذين بحثوا هذا الموضوع من قبل قد تعثروا في فهم هذه النقطة بدون سبب ظاهر فنجد مثلًا أن الأستاذ «برستد» قد وحد هذا المعبد بالمعبد الذي يليه، وهو الذي أقامه «رعمسيس الثالث» بجوار معبد الإلهة «موت»؛ ولذلك نجده يقول في المقدمة التي كتبها عن ورقة «هاريس»: إن معبد الأقصر لم يُذكر، ومع ذلك نجده في القائمة الأولى (ﻫ/٥ / ١٠)، وأن معبد «رعمسيس الثالث» في ضيعة «آمون» يقصد به معبد الأقصر. وهذا كلام مضلل، فيجب علينا ما دمنا نجد انسجامًا في الموضوع أن نعترف بأن الاسم الذي جاء في المقدمتين الأولى والثانية من ورقة «هاريس» هو لمعبد واحد.

      ولا بد أن نعلن هنا في صراحة أن صورة «آمون» صاحب «الكرنك» هي التي كانت تُحمل سنويًّا إلى «الأقصر» لزيارة المعبد. وعلى ذلك فليس في وضع هذا الاسم بهذه الكيفية أي حرج.

    • (٤) معبد «وسرماعت رع مري آمون» في ضيعة آمون: هذا بلا شك هو اسم المعبد الصغير الذي أقامه «رعمسيس الثالث» في معبد الإلهة «موت» «بالكرنك». وبالجملة الخاصة بهذا المعبد التي ذُكرت في ورقة «هاريس» (ﻫ/٧ / ٥) تدل على ذلك صراحة، وهي:

      لقد جددت مبانيك في طيبة المنتصرة بفخامة، وهي مكان راحتك المحبوب بجانب ابنتك …

      أما قول «برستد» إن اسم هذا المعبد هو اسم معبد الدولة الكبير «بالكرنك»١٠١ فقول مردود؛ إذ في هذه الحالة يكون لمعبد الدولة العظيم من العبيد ٩٧٠ نسمة كما جاء في ورقة «هاريس» (ﻫ/٣ / ١٠) في حين أن معبد «رعمسيس الثالث» الجنازي في مدينة «هابو» يملك ٦٢٦٢٦ نسمة. وقد لاحظ «برستد» نفسه استحالة هذه النسبة، ولذلك يقول إن اسم المعبد الذي ذكر في ورقة «هاريس» (ﻫ/١٠ / ٤، ١٢أ/٢) هو «معبد رعمسيس مري آمون في ضيعة آمون» لا يُطلق على معبد «آمون» الكبير، بل على معبد «آمون» الصغير١٠٢ غير ملاحظ أنه في هذه الحالة يكون للمعبد اسمان مختلفان، وعلى ذلك فهو يرى أن معبد «آمون» الكبير لم يُذكر في قائمة «هاريس» الأولى، وأن عبيده قد أحصوا ضمن عبيد معبد مدينة «هابو».١٠٣
      ومما لا شك فيه أنه كان بجوار معبد مدينة «هابو» وبجوار معبد «الكرنك» الكبير في هذه الأوقات أملاك كبيرة، وبوجه خاص إدارة خاصة لتدبير أمرهما. ويمكن معرفة ذلك من تقويم الأعياد رقم (٥٨) بمدينة «هابو»١٠٤ حيث كان معبد مدينة «هابو» في الأصل يعد مصدرًا للغلال الضرورية وقد تلاشى هذا الاسم فيما بعد، وأصبح يُدعى «ضيعة آمون رع ملك الآلهة».
      وعلى ذلك يكون لدينا إدارتان اقتصاديتان منفصلتان يورد إليهما القمح للأعياد، غير أن ذلك الرأي لا يمكن أن يكون على حسب ما زعمه «برستد» وهو أن عبيد المعبدين في القائمة الأولى كانوا منضمين معًا، في حين أنه كان لكل معبد إدارة خاصة ودخل خاص، كما كانت الحال بالتأكيد في أواخر عهد الأسرة العشرين.١٠٥ ومن المدهش أن الإنسان عندما يلقي نظرة على اسم «معبد رعمسيس» الصغير الواقع في الجنوب لا يجده في مكانه بالنسبة لترتيب متن المقدمة في القوائم (ﻫ/١٠ / ٤ ، ١٢أ/٢) في حين أنه ذُكر في القائمتين الأولى والثانية في المكان الثاني. وإذا ألقينا نظرة فاحصة على القائمة الأولى وجدنا أن المعابد لم تُرتب على حسب ضخامتها، ومن المحتمل جدًّا أن الكاتب قد عمل هذا التغيير على حسب اسم الفرعون ولقبه، فنجد أنه كُتب في رأس القائمة اسم معبد مدينة «هابو» وهو الذي ركبت عناصره باسم الملك «رعمسيس الثالث» ثم دُوِّن في القائمة في المكان الثاني المعابد التي رُكبت عناصرها بلقب هذا الفرعون وهو: «وسرماعت رع مري آمو»، وقد نتج عن ذلك أن المعبدين اللذين كُتبا باسم «رعمسيس الثالث» وهما اللذان يتبعهما القطعان المختلفة لم يُلاحظ في كتابتهما تبادل الاسمين لأسباب غامضة.
      ولن نكون بعيدين عن جادة الصواب إذا قلنا: إن هذا المعبد الذي أقامه «رعمسيس الثالث» في معبد «موت» «بالكرنك» قد أُهدي للإله «آمون» وقد هُشِّم تهشيمًا ذريعًا، ومع ذلك نجد في القطع المنقوشة الباقية ما يشير إلى أصله، فقد جاء على بعضها عن الملك ما يأتي: «الممتاز بالآثار، بالعمل الأبدي في معبد والده سيد الآلهة.»١٠٦
    • (٥) معبد الكرنك الكبير (ﻫ/٥ / ١٠–٧ / ١٢): إن الفقرتين المقتبستين هنا في ورقة «هاريس» قد فصل كل منهما عن الكلام السابق في البردية بمسافة. مما يدل على ابتداء كلام جديد هنا. ونجد مثل هذه المسافة في نهاية السطر الثالث من الصفحة الخامسة من الورقة، أي قبل ذكر المعابد الصغيرة.

      ولم يُذكر لنا — على ذلك — اسم لمعبد الدولة الكبير؛ وذلك لأن «رعمسيس الثالث» لم يُضِفْ إليه مباني جديدة عظيمة، وكل ما فعله في هذا المعبد تحسينات عدة، مثال ذلك إهداء محراب من قطعة واحدة من الجرانيت (ﻫ/١٠)، وألواح تذكارية من المعدن (ﻫ/٥ / ٦ الخ) وما أشبه ذلك. هذا بالإضافة إلى ضم الأوقاف التي ورثها المعبد من الملوك السابقين، وهذه الأوقاف كانت معلومة للكل، وبخاصة أن هذا المعبد كان أكبر المعابد — بقطع النظر عن معبد مدينة «هابو» — الذي كانت تتدفق عليه الأرزاق.

      ولا شك في أن الجملة التالية تشير — بلا نزاع — في ورقة «هاريس» (ﻫ/٦ / ٣) إلى «معبد الكرنك»:

      كل مرة تشرق فيها على عرشك الفاخر في الكرنك … …

      والأعمال التي قام بها «رعمسيس الثالث» في معبد الدولة «بالكرنك» هي:
      • (١) صورة «رعمسيس الثالث»: راكعًا ومعه أرواح مدينتي «ب» (بوتو) و«نخن» على جدران حجرة القربان في معبد «تحتمس الثالث» بالكرنك.١٠٧
      • (٢) وُجد في رقعة هذا المعبد صورة تمثل «رعمسيس الثالث» ومعه أسرى من اللوبيين.١٠٨
      • (٣) يُشاهد على الواجهة الشمالية من البوابة الثامنة بعض مناظر تمثل «رعمسيس الثالث» بصحبة الآلهة؛١٠٩ ففي منظر نشاهد «حور» و«تحوت» يطهرانه، وفي آخر يتوجه الإلهان «آتوم» و«رع»، وفي ثالث يقود الإلهان «خنسو» و«موت» إلى حضرة الإله «آمون رع» وإلهة.١١٠
      • (٤) وجد في ردهة المعبد قطعة من منشور «لآمون رعمسيس الثالث».١١١
      • (٥) وُجد في الردهة التي بين البوابة التاسعة والبوابة العاشرة في الجزء الغربي مسلة صغيرة «لرعمسيس الثالث».
      • (٦) أقام هذا الفرعون مبنًى بالقرب من الركن الشمالي الغربي من البوابة الثالثة.١١٢ وقد أشرنا فيما سبق إلى أنه تُوجد إدارة خاصة، وأملاك خاصة لمعبد الدولة لم تأتِ في ورقة «هاريس»، وأن هذه لم تكن من هبات «رعمسيس الثالث»، ولم يظهر اسمه في القائمة الأولى كذلك، ولا نجد فيها إلا الإنعامات الفعلية التي منحها هذا الفرعون.
    • (٦) معبد خنسو (ﻫ/٧ / ١٣): وقد ذُكر هذا البناء في ورقة «هاريس» كذلك في صفحة (١٠) سطر (١٣) وصفحة (١٢/أ) سطر (٣) باسم: «معبد رعمسيس في ضيعة خنسو».١١٣

      ومن المعلوم أن بناء هذا المعبد قد تم بعد موت «رعمسيس الثالث».

      وقد ذُكر في مقدمة الجزء الخاص «بطيبة»، ثم ذُكر في أملاك «آمون» بالوجه البحري (ﻫ/٨ / ٢، ١٢)؛ ففي السطر الخامس من الصفحة الثانية عشرة ذُكرت له ضيعة النبيذ (غذاء مصر)، وليس من الضروري أن نعترف هنا بأن المتن يشير إلى كرم كان ملكًا «لرعمسيس الثاني» ثم غيره «رعمسيس الثالث» باسمه، بل ينبغي أن نعلم هنا فقط أن «رعمسيس الثالث» قد أعاد ذرع أشجار الكروم من جديد، وجهزها، ونماها. ولا بد أن ذلك كان هو الواقع، وبخاصة عندما نعلم أن عهد الخراب الذي وقع بين الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين كان قد أتى على الأخضر واليابس، وفي هذه الحالة يجب علينا ألا نبحث عن ضيعة النبيذ هذه في قائمة الحدائق والخمائل التي ذُكرت في ورقة «هاريس» (ﻫ/١١ / ٦).

    وأخيرًا ذكرت لنا ورقة «هاريس» (ﻫ/٨ / ١٣، ٩ / ٣) معبدين في بلاد أجنبية أحدهما في «كنعان»، والآخر في «بلاد النوبة»، وقد أقيما للإله «آمون». ولكن يظهر أن «رعمسيس الثالث» قد استولى عليهما باسمه؛ ولذلك لم يظهرا في القائمة الأولى، حيث نجد أن كل ما جاء في الورقة ينحصر في المباني الجديدة التي أقامها هو باسمه، وقد ذكر «رعمسيس الثالث» التماثيل الجديدة التي أقامها في ورقة «هاريس» (ﻫ/٩ / ٤–٧)، والخاتمة (ﻫ/٩ / ٨-٩)، وينتهي هذا الجزء التقديمي، وبذلك أصبح لدينا صورة ظاهرة عن هذه المقدمة وهي:
    • (١) دعاء … هاريس ٣، ١–٣، ١١.
    • (٢) المعابد الطيبية … هاريس ٣، ١١–٨، ١.
    • (٣) ضياع الوجه البحري … هاريس ٨، ٢–٨، ١٢.
    • (٤) الأملاك في البلاد الأجنبية … هاريس ٨، ١٣–٩، ٣.
    • (٥) التماثيل … هاريس ٩، ٤–٩، ٧.
    • (٦) الجمل الختامية … هاريس ٩، ٨–٩.
    وفي القائمة الأولى نجد أن المباني التي قام بها «رعمسيس الثالث» قد ذكرت معًا (ﻫ/١٠، ٣–٦) ومعها القطعان التي أهداها «رعمسيس الثالث» (ﻫ/١٠، ٧–١١)، وكذلك ذُكرت مدينة «رعمسيس» (ﻫ/١٠–١٢)، وفي ختام هذه القائمة ذُكر معبد «خنسو» الذي لم يكن قد تم١١٤ بعد (ﻫ/١٠–١٣).

    أما القائمة الثانية فقد ذُكرت فيها المعابد التي أقامها «رعمسيس الثالث» كما جاء ذكرها بنفس التسلسل في القائمة الأولى.

    وما جاء في القائمة الأولى ينحصر في المباني الجديدة التي أقامها «رعمسيس الثالث» على حسب ما حققته البراهين الأثرية والمصادر اللغوية، وكذلك لم يُذكر في هذه المقدمة إلا المحاصيل الجديدة التي أهداها هذا الفرعون. وسنرى برهانًا أكيدًا عن عدد أتباع المعابد فيما بعد.

    ويمكن استخلاص النتائج الآتية من هذا الفصل:
    • (١) تدل المقدمة على توزيع جغرافي ظاهر لهذه المباني.
    • (٢) لم يُذكر إلا مباني «رعمسيس الثالث» الجديدة التي أقامها حقيقة، وهي التي ظهرت أسماؤها في القائمتين الأولى والثانية.
    • (٣) وقد ذُكرت في الأجزاء الثلاثة كلها المباني التالية «لرعمسيس الثالث» الخاصة «بطيبة» على حسب ترتيب القائمة الأولى، وهي:
      • (أ) معبد مدينة «هابو».
      • (ب) معبد «رعمسيس الثالث» في معبد الإلهة «موت».
      • (جـ) معبد «الكرنك» الصغير.
      • (د) معبد «الأقصر» الصغير — ولم يثبت أثريًا بعد بصفة قاطعة.
      • (هـ) معبد «خنسو».

هذه نظرة عامة في محتويات الجزء الخاص «بطيبة»، وهاك ترجمته حرفيًّا:

صفحة ٢

يُشاهد في مقدمة هذا القسم منظر يمثل «رعمسيس الثالث» واقفًا يتعبد أمام «ثالوث طيبة» (آمون رع – موت – خنسو)، وقد كُتب فوق «آمون»: ««آمون رع» ملك الآلهة، وسيد السماء، وحاكم طيبة.» وكُتب فوق الإلهة «موت»: ««موت» العظيمة سيدة «أشرو».» وكُتب فوق «خنسو»: «خنسو» في طيبة «نفرحتب». (وعبارة «نفرحتب») لقب يُطلق على «خنسو» ومعناه «الراحة الجميلة».

ما قاله الملك:

إني أتحدث بالتضرعات والمدائح والصلوات والثناء، والأعمال الجليلة، والإنعامات التي عملتها لك في حضرتك يا رب الآلهة.

صلاة للآلهة ويتبعها تعداد أهم المباني والهدايا.١١٥

صفحة ٣

  • مقدمة: (١) المدائح والصلوات والأعمال الجليلة، والإنعامات التي عملها لبيت والده الفاخر «آمون رع» ملك الآلهة، وللإلهة «موت» والإله «خنسو» وكل آلهة «طيبة». (٢) قال الملك «وسرماعت رع مري آمون» (له الحياة والفلاح والصحة ابن «رع») «رعمسيس» حاكم «هليوبوليس» (له الحياة والفلاح والصحة) الإله العظيم في مديح هذا الإله والده الفاخر «آمون رع» ملك الآلهة، والإله الأزلي الذي كان في البداية (٣) الإله المقدس خالق نفسه، وصاحب الذراع المرفوعة، ومن تاجه (اتف) رفيع، وصانع كل كائن، وخالق كل موجود، ومن يخفي نفسه عن الناس والآلهة.
  • موت الفرعون: (٤) أعطني أذنيك يا رب الآلهة، وأصغ لصلواتي التي أقدِّمها لك، تأمل! إني آتٍ إليك إلى «طيبة»، بلدك الخفية، وإنك قدسي بين التاسوع الذي صُور بصورتك. وإنك قد غبت في «سيد الحياة» (الجبانة التي (٥) في غرب طيبة) مقرك العالي أمام ردهتك الفاخرة، ولقد انضممت إلى الآلهة أرباب العالم السفلي مثل والدي «أوزير» رب الأرض المقدسة (العالية). فدع روحي ليكون مثل أرواح التاسوع الإلهي الذين يأوون بجوارك (٦) في الأفق الأبدي، وامنح أنفي النفس وروحي الماء، ودعني آكل الخبز والطعام من قربانك المقدس، واجعل جلالتي فاخرًا ممكنًا في حضرتك (٧) مثل الآلهة العظام أسياد العالم السفلي. وليتك تجعلني أغدو في حضرتك وأروح كما يفعلون. ومر أن تكون شهرتي مثل شهرتهم على أعدائي، وثبت قرباني المقدم لحضرتي (٨) ليخلد يوميًّا إلى الأبد. ولقد كنت ملكًا على الأرض حاكمًا على الأحياء، ولقد مكنت التاج على رأسي كما فعلت، وقدتني في سلام إلى القصر الفاخر (٩) وجلست على العرش مسرور القلب، وإنك أنت الذي مكنتني على عرش والدي كما فعلت «لحور» على عرش «أوزير»، وإني لم أظلم، وإني لم أحرم (١٠) آخر مكانه (عرشه)، وإني لم أتعدَّ الأوامر التي كانت أمامي، إنك قد منحتني السلام ورضا القلب بين قومي، وكل البلاد كانت تتضرع أمامي، وإني أعرف الأشياء الممتازة التي فعلتها (١١) بوصفك ملكًا، وقد ضاعفت لك الإنعامات والأعمال الجليلة.
  • معبد مدينة «هابو»١١٦: ولقد أقمت لك البيت الفاخر لملايين السنين، ممكنًا على جبل «رب الحياة» أمامك.

صفحة ٤

(١) قد أُقيم من الحجر الرملي، والحجر الرملي الصلب، والجرانيت الأسود، والباب من السام والنحاس المطروق، وبواباته من الحجر تناطح السماء (٢) مزينة ومنحوتة بآلة الحفار باسم جلالتك العظيم، وأقمت سورًا حوله متقن الصنع، وله منزلقات وأبراج (؟) من الحجر الرملي (٣) وحفرت بحيرة أمامه تفيض بماء «نون» (المحيط الأزلي أو النيل) ومغروسة بالأشجار والخضر مثل الدلتا.

  • هبات المعبد ومعداته: وملأت بيوت المال بسلع أراضي مصر (٤) من ذهب وفضة وكل حجر ثمين بمئات الألوف، ومخازن غلاله كانت تفيض بالغلال والقمح، والحقول والقطعان كانت في كثرتها مثل رمال الشاطئ، وفرضت له الضرائب على (٥) أرض الجنوب كما فرضتها على أرض الشمال، وسعت إليه بلاد النوبة وأرض «زاهي» حاملين إتاواتهم، وقد مُلئ بالأسرى الذين أعطيتني إياهم من بين أهل الأقواس التسعة، هذا بالإضافة إلى الشباب الذين دربتهم بعشرات الآلاف (٦) وصنعت تمثالك الكبير الجالس في وسطه (وسط المعبد) واسمه الفاخر «آمون ممنوح الأبدية»، وكان مزينًا بأحجار ثمينة حقيقية مثل الأفق (أو إله الأفق)، وعندما يظهر يكون السرور في رؤيته، (٧) وقد صنعت له أواني المائدة من الذهب الجميل، وأخرى من الفضة والنحاس مما يخطئه العد، وزدت القرابين الإلهية التي كانت تقدم أمامك من خبز ونبيذ وجعة وأوز سمين، وثيران عدة، (٨) وعجول مخصية، وعجول، وبقرات عدَّة، ووعول، وغزلان مقدمة في مجزرته.

    وجلبت آثارًا عظيمة من المرمر وحجر «بحس» (الصلب) (٩) المنحوت بعناية قد نُصب على يمين وشمال مدخله، ونُقش باسم جلالتك العظيم أبديًّا، وتماثيل أخرى من الجرانيت والحجر الرملي، وجعارين (١٠) من الحجر الأسود قائمة في وسطه، ونُحت تمثال «بتاح سكر» و«نفرتم» وتاسوع السماء والأرض كلهم ثاوون في محرابه المغشي بالذهب اللطيف والفضة (١١) المطروقة، المرصعة بالأحجار الثمينة الحقيقية الممتازة الصنع.

  • قصر الفرعون والمباني المتصلة به: وأقمت لك قصر الملك الفاخر في وسطه مثل قصر «آتوم» العظيم الذي في السماء، وعمده (١٢) وقوائم الأبواب والأبواب مصنوعة من السام، والشرفة العظيمة التي يظهر فيها الفرعون من الذهب الجميل.
  • سفن المعبد: وبنيت له سفنًا تزخر بالشعير والقمح لتصدر (مصعدة في النيل).

صفحة ٥

(١) لمخازن غلاله بدون انقطاع، وبنيت له سفنًا لخزانة المالية، عظيمة على النهر، محملة بسلع عديدة لأجل ماليته الفخمة.

  • أرض المعبد: (٢) وكان محاطًا بالحدائق والأماكن ذات الحجرات الملأى بالفاكهة والأزهار من أجل الصلين اللذين على جبينك، وبنيت قصورها (٣) وزودت منتزهاتها بالنوافذ، وحفرت بحيرة أمامها مغروسة بأزهار البشنين.
  • معبد الكرنك الصغير١١٧: الذي أقامه «رعمسيس الثالث» في معبد «موت». (٤) وأقمت لك أفقًا خفيًّا في بلدتك «طيبة» أمام ردهتك (معبدك) يا سيد الآلهة المسمى: بيت «رعمسيس الثالث» في ضيعة «آمون»١١٨ الثاوي مثل السماء حاملًا «آتون» (الشمس)، وأقمته (٥) وكسوته حجرًا رمليًّا وجعلت له أبوابًا من الذهب الجميل، وملأت خزانته بالسلع التي (٦) جلبتها يداي لأحضرها أمامك يوميًّا.
  • معبد الأقصر الصغير: وزينت لك «ابت الجنوبية» (الأقصر) بالآثار العظيمة، وبنيت لك فيها بيتًا مثل «عرش رب الكل» (اسمه) معبد «رعمسيس»١١٩ حاكم «هليوبوليس» (له الحياة والفلاح والصحة) (٧) الموحد بالسرور في الكرنك.
  • الأعمال التي قام بها «رعمسيس الثالث» في معبد موت: ولقد جددت مبانيك بامتياز في «طيبة» المنتصرة، وهي مكان راحة قلبك، بجانب أختك١٢٠ (أي موت) واسمه: «معبد وسرماعت رع مري آمون في ضيعة آمون» مثل (٨) محراب رب الكل، وهو مبني من الحجر، بمثابة أعجوبة أُسست لتكون عملًا خالدًا ومدخله من حجر الجرانيت، والأبواب (٩) والعوارض من الذهب، وأمددته بالشباب الذين دربتهم حاملين القرابين بمئات الألوف.

    (١٠) وأقمت لك محرابًا سريًّا في قطعة واحدة من الجرانيت الجميل، ومصراعاه من النحاس المطروق منقوشان باسمك الإلهي (١١) وصورتك العظيمة ثاوية فيه مثل «رع» في أفقه ممكنًا على عرشه حتى الأبدية في ردهتك العظيمة الفاخرة.

  • أواني العبادة: وصنعت (١٢) لك مائدة قربان كبيرة من الفضة المطروقة مشغولة بالذهب الجميل، ومرصعة بذهب «كتم» تحمل صور السيد (الملك) (له الحياة والفلاح والصحة) من الذهب المطروق، ومائدة قربان تحمل قربانك المقدس المقرب أمامك.

صفحة ٦

(١) وصنعت لك قاعدة آنية عظيمة لأجل ردهتك المشغولة بالذهب الجميل ومرصعة بالحجر، وأوانيها من الذهب فيها النبيذ والجعة لكي تقرب أمامك كل صباح.

  • عيد الظهور: (٢) وصنعت لك مخزنًا لعيد الظهور١٢١ مجهزًا بالعبيد والإماء، وموَّنتهم بالخبز والجعة، والثيران، والطيور، والخمر، والبخور، والفاكهة، والخضر قربانًا طاهرًا أمامك يوميًّا. وهي إضافة إلى القربات الإلهية التي كانت من قبل.
  • حلي لتمثال العبادة: (٣) وصنعت لك تعويذة فاخرة (عينًا لتدرأ الحسد) من الذهب مطعمة، وقلائد عظيمة وأزرارًا من ذهب «كتم» كاملة لتربطها بجسمك في كل مرة تظهر فيها على عرشك العظيم في الكرنك (٤) وصنعت لك تمثالًا من الذهب المطروق ثاويًا في المكان الذي يعرفه١٢٢ في محرابك السامي.
  • لوحات سجل: (٥) وصنعت لك لوحات عظيمة من الذهب المطروق منقوشة باسم جلالتك العظيم عليها تضرعاتي (٦): وصنعت لك لوحات أخرى من الفضة المطروقة منقوشة باسم جلالتك العظيم بمراسيم المعبد١٢٣ (٧) وصنعت لك لوحات عظيمة من الفضة مطروقة ومنحوتة بالمسحل، وتحمل المراسيم وقوائم البيوت والمعابد التي أقمتها في مصر خلال حكمي على الأرض (٨) لكي أديرها باسمك أبد الآبدين، وإنك الحامي لها المجيب١٢٤ عنها (٩) وقد صنعت لك لوحات أخرى من النحاس المطروق من مخلوط مؤلف من ستة أجزاء١٢٥ من لون الذهب منقوشة ومنحوتة بالمسحل باسم جلالتك العظيم بمراسيم المعبد (١٠) وكذلك المدائح العدة التي عملتها لاسمك، وقلبك كان مسرورًا يا سيد الآلهة.
  • منخل لإقامة الشعائر: (١١) وصنعت لك إناء عظيمًا من الفضة الخالصة، حافته من الذهب، منقوش باسمك، وكان عليه منخل بالشغل المطروق من الفضة، ومصفاة عظيمة من الفضة لها منخل ورجلان.١٢٦
  • تماثيل من ذهب١٢٧: (١٢) وزخرفت تماثيل «موت» و«خنسو» اللذين سُوِّيا وصُنعا من جديد في بيوت الذهب، وقد صُنعا من الذهب الجديد وغُشيا بطبقة جميلة كثيفة من الذهب الجميل، ورُصعا بكل حجر ثمين صنعه «بتاح»، ولهما أطواق من قدام ومن خلف (١٣) ومجهزان بأزرار من ذهب «كتم»، وقد ثُويا بقلب راض، بسبب الأعمال العظيمة التي قمت بها لهما.

صفحة ٧

  • اللوحات: (١) وصنعت لك لوحات عظيمة لمدخل معبدك مرصعة بالذهب الجميل، بأشكال مطعمة بالذهب (كتم) تحملها قواعد كبيرة مشغولة بالفضة، وعليها أشكال مطعمة بالذهب حتى مستوى الأرض.
  • الحب: (٢) وقدمت لك عشرة آلاف حقيبة من الحب لتموين قرابينك الإلهية اليومية، لتحمل إلى «طيبة» كل سنة، لكي تضاعف مخازن غلالك بالشعير والقمح.

    (٣) وأحضرت إليك أسرى أهل «الأقواس التسعة»، وهدايا الأراضي والممالك لردهتك، وجعلت الطريق إلى طيبة كالقدم (ممهدة) لتهدي سبيلك، وتُحمل عليها مؤن كثيرة.

  • القرب الموقوتة: (٤) وأسست لك قربًا في أعياد أوائل الفصول لتكون قربانًا أمامك عند كل ظهور لك، وقد مُوِّنت بالخبز والجعة، والثيران، والدجاج، والنبيذ، والبخور، والفاكهة التي يخطئها العد، وقد فُرضت من جديد على الأمراء والمفتشين بمثابة زيادة للإنعامات التي عملتها لأجل حضرتك (كا).
  • السفينة المقدسة: (٥) وصنعت لك سفينتك الفاخرة المسماة «وسرحات»، وطولها ثلاثون ومائة ذراع؛ على النهر من خشب الأرز العظيم. من الضيعة (الملكية)، وهي ذات حجم عظيم مغشاة بالذهب الجميل، حتى سطح الماء، مثل سفينة الشمس عندما تطلع إلى الشرق، ويحيا كل إنسان عند رؤيتها، وفي وسطها محراب عظيم من الذهب الجميل مطعم بكل حجر ثمين كأنه قصر (مزين) برءوس كباش١٢٨ من الذهب، من قدام ومن خلف، ومجهز بصلال تلبس تاج «أتف».
  • محاصيل «بنت»: (٧) وقد قدت إليك بلاد «بنت» محملة بأشجار المر لكي تحيط بيتك كل صباح (بالعبير)، وغرست لك جميزًا معطرًا في ردهتك (معبدك) وإنهم لم يروها، (أي أشياء «بنت») من قبل منذ زمن الإله (أي منذ زمن «درع») عندما خلق الدنيا.
  • أسطول البحر الأبيض المتوسط: (٨) وصنعت لك سفن نقل، وسفنًا مسطحة وزوارق مزودة برماة مسلحين بأسلحتهم على الأخضر العظيم (البحر الأبيض)، ومنحتها ضباطًا من الرماة، وضباط سفن يديرها نواتي عديدون لا حصر لهم، لنقل محاصيل أرض «زاهي» والممالك التي في نهاية الأرض إلى خزائنك في «طيبة المنتصرة».١٢٩
  • الماشية والدجاج: (٩) وكونت لك قطعانًا في الجنوب والشمال تشمل حيوانات كبيرة، ودجاجًا، وحيوانات صغيرة بمئات الألوف، يقوم عليها مشرفون للماشية، وكتاب، ومشرفون على ماله قرن. ومفتشون ورعاة عديدون يحافظون عليها، ولديهم علف ليقربوا إلى حضرتك في كل أعيادك حتى يرضى قلبك بها يا حاكم التاسوع.
  • الكروم والأشجار: (١٠) وأنشأت لك كرومًا للنبيذ في الواحة الجنوبية، والواحة الشمالية كذلك لا حصر لها، وأخرى في الجنوب دُونت في قوائم عديدة قد تضاعفت في الأرض الشمالية بمئات الألوف، وأمددتها بالبستانيين من أسرى الممالك الأجنبية، ولها بحيرات قد حفرتها ممدودة (١١) بأزهار البشنين و«الشدح»، ونبيذًا كالماء الجاري لتقديمها أمامك في «طيبة المنتصرة»، وغرست مدينتك (١٢) «طيبة» بالأشجار، والخضر، ونبات «إسي» وأزهار «منهت» لخيشوميك.
  • معبد «خنسو»: (١٣) وأقمت معبدًا لابنك «خنسو» في «طيبة» من الحجر الرملي الجميل، والحجر الرملي الأحمر، والحجر الأسود (الجرانيت)، ومَوَّهت عوارض أبوابه بالذهب في أشكال مرصعة بالسام مثل أفق السماء.

صفحة ٨

(١) وطعَّمت تماثيلك في بيوت الذهب بكل حجر فاخر ثمين مما أحضرته يداي.

  • محراب في العاصمة: (٢) وأقمت لك حيًّا في مدينة الأرض الشمالية. وأسسته ملكًا لك أبديًّا، ويُسمى «بيت رعمسيس حاكم هليوبوليس» — له الحياة والفلاح والصحة — عظيم الانتصارات إلى الأبد. (٣) وقد جعلت له مصر وجزيتها، وقد تجمعت في وسطه الناس من كل أرض، ومُد بالحدائق الكبيرة، وأماكن للتنزه، فيها كل خمائل النخل محملة بفاكهتها (٤) وله طريق مقدسة (طريق الكباش المؤدية إلى باب المعبد) يضفي عليه البهجة أزهار كل بلد: نبات «إسي»، والبردي، وأزهار «ددمت» فيه كالرمل.
  • كرومه وشجر زيتونه: (٥) وصنعت له كرمًا يُسمى «كنكمى» (غذاء مصر) مغمورًا مثل الأرضين في أراضي الزيتون العظيمة، يحمل عنبًا يحيط بها جدار حولها يقدر بإتر (مقياس طول = ميلًا وربع ميل تقريبًا)، وغُرس بالأشجار العظيمة (٦) في كل طرقاته المتعددة، وفيه الزيت أكثر من رمل الشاطئ ليؤتى به إلى حضرتك، إلى «طيبة المنتصرة». وكان الخمر كالماء الجاري لا حصر له، ليقدم (٧) أمامك قربانًا يوميًّا. (٨) وبنيت لك معبدك في وسط رقعتها، مثبتًا بالعمل. وأحجاره ممتازة من «عيان»، وبابه وعوارضه من الذهب الموشى بالنحاس، والأشكال المنقوشة كانت من كل حجر غالٍ مثل باب السماء المزدوج.
  • تمثال العبادة: (٩) وسويت تمثالك الفاخر لإقامة أحفال الأزهار به مثل «رع» عندما يضيء الأرض بأشعته، واسمه العظيم الفاخر هو: «آمون رعمسيس حاكم هليوبوليس»، وملأت بيته بالعبيد والإماء الذين جلبتهم من أرض البدو «ستيو» (١٠) وكهنة المعبد المؤقتون كانوا أولادًا لرجال عظماء، قد نشأتهم. وكانت بيوت ماله تفيض بالمحاصيل من الأرض كلها، ومخازن غلاله بلغت عنان السماء، وقطعانه تضاعفت (١١) أكثر من الرمل، وحظائر الماشية تقدم لحضرته قربانًا يوميًّا غزيرة وطاهرة أمامه، وكانت حظائر التسمين تشمل الأوز السمين، وحظائر الدواجن فيها الطيور البرية (١٢) وكانت الحدائق ممدودة بالنبيذ، وممونة بفاكهتها والخضر وكل أنواع الأزهار.
  • معبد «بلاد النوبة»: (١٣) وأقمت لك معبدًا فاخرًا في بلاد النوبة «تا-بدت» منقوشًا باسمك الفاخر، وهو يشبه السماء، واسمه «بيت رعمسيس حاكم هليوبوليس» — له الحياة والفلاح والصحة — عظيم الانتصار، ثابت باسمك أبديًّا.

صفحة ٩

  • معبد «زاهي»: (١) وبنيت لك بيتًا خفيًّا في أرض «زاهي»١٣٠ مثل أفق السماء الذي في القبة الزرقاء، واسمه «بيت رعمسيس حاكم هليوبوليس» — له الحياة والفلاح والصحة — في «باكنعان» بمثابة قربات ملكية (٢) باسمك. وسويت تمثالك العظيم الثاوي في وسطه، واسمه «آمون رعمسيس حاكم هليوبوليس» — له الحياة والفلاح والصحة — وقد حج إليه آسيويو «رتنو» حاملين (٣) جزيتهم أمامه؛ لأنه كان مقدسًا.
    وأحضرت أهل الأرض جميعًا من أجلك، حاملين إتاواتهم لينقلوها إلى «طيبة»١٣١ مدينتك الخفية. (٤) وصنعت لك تماثيل في مراكز مصر، وقد كانت لك وللآلهة الذين يحفظون هذه الأرض، وأقمت لهم معابد؛ وحدائق تشمل خمائل (٥) وأراضي، وماشية صغيرة وماشية كبيرة وعبيدًا عديدين، وهم ملك لك أبد الدهر وعينك عليهم، وأنت حاميهم إلى الأبد (٦) وصنعت تماثيلك العظيمة الكبيرة التي مراكزها في أراضي مصر. وأصلحت معابدها (٧) التي كانت مخربة، وضاعفت قرابينها المقدسة، المقدمة لحضراتها بمثابة زيادة في القربات اليومية التي كانت من قبل.
  • القوائم: (٨) انظر؛ لقد دوَّنت كل ما فعلت أمامك يا والدي الفاخر المقدس، يا رب الآلهة، حتى يعرف الناس والآلهة هباتي التي (٩) عملتها لك بقوة عندما كنت على الأرض.

(د) ثروة المعابد

صفحة ١٠

ضيعة «آمون»

(١) قائمة بالسلع، والماشية، والحدائق، والحقول، والسفن؛ والمصانع (للسفن) والبلاد التي منحها الفرعون بيت والده الفاخر (٢) «آمون رع» ملك الآلهة، و«موت» و«خنسو» وكل آلهة «طيبة» بوصفها ملكية إلى أبد الآبدين.

  • التابعون للمعابد: معبد مدينة «هابو»: (٣) معبد ملك الوجه القبلي والوجه البحري «وسرماعت رع مري آمون» — له الحياة والفلاح والصحة — في ضيعة «آمون» في الجنوب والشمال تحت إدارة موظفيه، المجهز بكل سلعة: ٦٢٦٢٦ نسمة. (راجع Wilbour, Pap. II, p. 36 Note 4).
  • معبد «رعمسيس الثالث» في ضيعة «آمون»: (٤) معبد الملك «وسرماعت رع مري آمون» — له الحياة والفلاح والصحة — في ضيعة «آمون»، في الجنوب والشمال تحت إدارة موظفي المعابد لهذا البيت المجهز بكل سلعة: ٩٧٠ نسمة.
  • معبد «الأقصر» الصغير الذي أقامه «رعمسيس الثالث»: (٥) بيت «رعمسيس حاكم هليوبوليس» — له الحياة والفلاح والصحة — في ضيعة «آمون» في الجنوب والشمال تحت إدارة موظفين مجهز بكل أشيائه: ٢٦٢٣ نسمة.
  • معبد صغير أقامه «رعمسيس الثالث» بالأقصر: (٦) معبد «رعمسيس حاكم هليوبوليس» — له الحياة والفلاح والصحة — موحد في السرور في ضيعة «آمون» تحت إدارة رئيس الكهنة ومجهز بكل حاجياته: ٤٩ نسمة.
  • خمسة قطعان لمعابد طيبة: (٧) قطيع «وسرماعت رع» في ضيعة «آمون» الذي يُسمى «وسرماعت رع مري آمون» في ضيعة «آمون» ويُسمى «وسرماعت رع مري آمون» آسر الثوار، النيل العظيم:١٣٢ ١١٣ رأسًا.

    (٨) قطيع يُسمى «وسرماعت رع» قاهر «المشوش» عند ماء «رع» تحت إدارة البيت «بياي»: ٩٧١ نسمة (من المشوش).

    (٩) قطيع يُسمى «رعمسيس حاكم هليوبوليس» له الحياة والفلاح والصحة في ضيعة «آمون» — وهو نيل عظيم: ١٨٦٧ نسمة.

    (١٠) قطيع يُسمى «وسرماعت رع مري آمون» في ضيعة «آمون» الذي عمل للناس نيلًا عظيمًا تحت إدارة وزير الجنوب: ٣٤ نسمة.

    (١١) قطيع «رعمسيس حاكم هليوبوليس له الحياة والفلاح والصحة» في ضيعة «آمون» تحت إدارة المشرف على الماشية «كاي»: ٢٧٩ نسمة.

  • مقر الملك (؟)١٣٣: (١٢) بيت «رعمسيس» حاكم هليوبوليس عظيم الانتصارات: المدينة التي أقامها الفرعون لك (آمون) في الشمال في زمام١٣٤ ضيعة «آمون رع» ملك الآلهة قائلًا: «ليتك تصبح منتصرًا لأنك جعلتها تمكن سرمديًّا»: ٧٨٧٢ نسمة.
  • معبد «خنسو»: (١٣) رعمسيس حاكم هليوبوليس (له الحياة والفلاح والصحة) في ضيعة «خنسو»: ٢٩٤ نسمة.
  • الناس الذين أهداهم «رعمسيس الثالث»: (١٤) الناس الذين وهبهم إلى ضيعة «خنسو» في «طيبة» — «نفر حتب» (الراحة الجميلة)، «حور» سيد الفرح: ٢٤٧ نسمة.

    (١٥) سوريون ونوبيون من أسرى جلالته الذين منحهم بيت «آمون رع» ملك الآلهة، وبيت «موت»؛ وبيت «خنسو»: ٢٦٠٧ نسمة.

    (١٦) رماة «وسرماعت رع» (له الحياة والفلاح والصحة)، مؤسس بيته في ضيعة «آمون» المستوطنون الذين وهبهم إلى هذا البيت: ٧٧٠ نسمة.

صفحة ١١

  • تماثيل معبد الكرنك العظيم١٣٥: الصور المحمية في قوارب، والتماثيل ومجاميع التماثيل التي يدفع لها الموظفون، وحاملوا الأعلام، والمراقبون، وأصحاب الأراضي ضرائب وهم الذين نصبهم الفرعون على أملاك بيت «آمون رع» ملك الآلهة من قبله ليحفظوها ويحموها لكل الأبدية وعددها:
    (٣) ٢٧٥٦ إلهًا — وعدد الأشخاص ٥١٦٤ رأسًا
    (٤) والمجموع ٨٦٤٨٦ نسمة
جدول ١: أملاك مختلفة
(٥) ماشية كبيرة، وماشية صغيرة متنوعة ٤٢٣٦٢
(٦) حدائق وخمائل ٤٣٣
(٧) حقول مساحتها ستاتا*
(٨) سفن نقل، وسفن مسطحة ٨٣
(٩) مصانع من خشب الأرز والسنط ٤٦
(١٠) بلاد مصر ٥٦
(١١) بلاد «سوريا» و«كوش» ٩
مجموع (البلاد) ٦٥
ستات يساوي من الفدان الإنجليزي.

صفحة ١٢ (أ)

  • (ب) الضرائب التي تُجبى من الرعايا: «دخل آمون»: (١) السلع، والضرائب، وإنتاج الناس، وكل التابعين لمعبد الملك «وسرماعت رع مري آمون» في ضيعة «آمون» في المدينة (يقصد بالمعبد هنا: معبد «رعمسيس الثالث» الواقع بالقرب من معبد «موت» كما ذكر ذلك «شادل Schaedel») ولمعبد «رعمسيس» حاكم «هليوبوليس» في ضيعة آمون (يقصد معبد الكرنك الصغير). ولمعبد «رعمسيس» حاكم «هليوبوليس» المتحد في السرور في ضيعة «آمون» (يقصد معبدًا مهدمًا «لرعمسيس الثالث» في الأقصر) التابع للأقصر، ولمعبد «رعمسيس» حاكم «هليوبوليس» في ضيعة «خنسو» (يقصد معبد خنسو في الكرنك)، ولخمسة القطعان التي حُفظت لهذا المعبد (أي كل ضيعة «آمون رع») ملك الآلهة. وهي (يقصد السلع والضرائب وإنتاج الناس التي ذُكرت في أول الفقرة) التي وضعها الملك «وسرماعت رع» الإله الأعظم هبة في بيوت المال، والمخازن، ومخازن الغلال على أنها جزيتهم السنوية (يقصد ضريبة الناس والتابعين الذين ذُكروا في السطر الأوَّل).
    دبن* قدت
    (٦) ذهب جميل ٢١٧ ٥
    (٧) ذهب من جبل «فقط» ٦١ ٣
    (٨) ذهب «كوش» ٢٩٠ ٨
    (٩) مجموع الذهب اللطيف وذهب الجبل ٥٦٩ ٦
    (١٠) فضة ١٠٩٦٤ ٩
    (١١) مجموع الذهب والفضة ١١٥٤٦ ٨ (هكذا في الأصل)
    (١٢) النحاس ٢٦٣٢٠
    (١٣) الكتان الجنوبي وكتان «مك» وكتَّان الجنوب الجميل، والكتَّان الملون الجنوبي وملابس مختلفة ٣٧٢٢
    (١٤) غزل دبن ٣٧٩٥
    (١٥) بخور وعسل وزيت وأوان مختلفة ١٠٤٧
    يساوي ٩١ جرامًا، والقدت عشر الدبن.

صفحة ١٢ (ب)

دبن قدت
(١) شراب شدح ونبيذ وجرار مختلفة ٢٥٤٠٥
(٢) فضة (وهي من ضرائب الناس وُهبت للقرابين المقدسة) ٣٦٠٦ ١
(٣) شعير، وهو ضريبة فُرضت على الفلاحين بالحقيبة ٣٠٩٩٥٠
(٤) حزم خضر ٢٤٦٥٠
(٥) حزم كتَّان ٦٤٠٠٠
(٦) طيور ماء من إتاوة الصيادين والسماكين ٢٨٩٥٣٠
(٧) ثيران وعجول مخصية، وعجلات وعجول وبقرات وهي ضريبة وماشية ثمنها ٣ قدت وماشية من قطعان مصر ٨٤٧
(٨) ثيران وعجول مخصية وعجلات وعجول وبقرات وهي ضريبة أرض سوريا ١٩
المجموع ٨٦٦
(٩) أوز حيٌّ من الضرائب ٧٤٤
(١٠) خشب الأرز: قوارب للجرِّ وقوارب للعبور ١١
(١١) خشب السنط، قوارب تجر، وقوارب ترع، وقوارب لنقل الماشية، وسفن حربية وسفن «كارا» ٧١
(١٢) مجموع السفن من الأرز والسنط ٨٢
(١٣) محاصيل الواحات (يقصد هنا الواحة الشمالية) في قوائم كثيرة لأجل القربات المقدَّسة

صفحة ١٣ (أ)

  • (ﺟ) منح الفرعون «السنوية»: (١) الذهب، والنحاس، والفضة، واللازورد الحقيقي، والفيروز الحقيقي، وكل حجر ثمين حقيقي، والنحاس، وملابس من الكتان الملكي، والكتان «مك»، (٢) وكتَّان الجنوب الجميل، وكتَّان الجنوب، والملابس الملونة، والأواني، والدجاج، وكل الأشياء التي أعطاها الملك «وسرماعت رع مري آمون» (له الحياة الخ) الإله العظيم. (٣) هدايا الملك لتموين بيت آبائه الفاخرين «آمون رع» ملك الآلهة، والإلهة «موت» والإله «خنسو» من السنة (٤) الأولى من حكمه حتى السنة الواحدة والثلاثين، أي في مدة إحدى وثلاثين سنة.١٣٦
    دبن قدت
    (٥) ذهب «كتم» الجميل ٤٢ خاتمًا ٢١
    (٦) ذهب جميل مشغول بالبارز ٢٢ خاتم أصبع ٣ ٣
    (٧) ذهب جميل مطعم ٩ خواتم ١
    (٨) ذهب جميل مشغول بالبارز وبالتطعيم من كل حجر ثمين حقيقي وعاء عمود «آمون» ٢٢ ٥
    (٩) ذهب جميل مطروق (بوجه واحد) ٩
    (١٠) المجموع ذهب جميل مصنوع حليًّا ٥٧ ٥
    (١١) ذهب من الدرجة الثانية: صناعة بارزة ومطعمة ٤٢ خاتم أصبع ٤
    (١٢) ذهب من الدرجة الثانية: إناءان ٣٠ ٥
    (١٣) المجموع: ذهب من الدرجة الثانية ٣٥
    (١٤) ذهب أبيض ٣١٠ خاتم أصبع ١٦

صفحة ١٣ (ب)

دبن قدت
(١) ذهب أبيض ٢٦٤ خرزة ٤٨٠ ٤
(٢) ذهب أبيض مطروق ١٠٨ خاتم أصبع للإله ١٩ ٨
(٣) ذهب أبيض ١٥٥ تعويذة ٦ ٢
(٤) مجموع الذهب الأبيض ٩٠
(٥) مجموع الذهب الجميل من الدرجة الثانية والذهب الأبيض ١٨٣ ٥
(٦) فضة: إناء حافته من الذهب بصناعة بارزة ١١٢ ٥ (هكذا)
(٧) فضة: منخل للإناء ١٢ ٣
(٨) فضة: مصفاة للإناء ٢٧ ٧
(٩) فضة: أربع أوان ٥٧
(١٠) فضة: ٣١ سلة كبيرة بأغطية ١٠٥ ٤
(١١) فضة: ٣١ علبة بأغطية ٧٤ ٤
(١٢) فضة: ٦ أوان للكيل «عرق» ٣٠ ٣
(١٣) فضة مطروقة لوحة كتابة ١٩
(١٤) فضة مطروقة لوحتان (عنو) ٢٨٧
(١٥) فضة مجزأة ١٠٠
(١٦) المجموع: فضة في صورة أوانٍ وقطع ٨٢٧
والصحيح = ٨٢٦ دبن و قدت

صفحة ١٤ (أ)

دبن قدت
(١) مجموع الذهب والفضة المصنوعين أواني وقطعًا ١٠١٠
(٢) لازورد حقيقي: قطعتان ١٤
(٣) برنز مطروق: ٤ لوحات (عنو) ٨٢٢
(٤) مر ٥١٤٠
(٥) مر ٣ حقت
(٦) مر ٢٠ هنا
(٧) خشب مر قطع ١٥
(٨) ثمار المر بالكيل (إبت) (بالويبة) ١٠٠ كيل
(٩) كتان ملكي: ملابس (دو) ٣٧ رداء
(١٠) كتان ملكي: ملابس فوقانية (دو) ٩٤
(١١) كتان ملكي: ملابس – هاومن ٥٥
(١٢) كتان ملكي: عباءات ١١
(١٣) كتان ملكي: لفائف حور ٢
(١٤) كتان ملكي: ملابس ١
(١٥) كتان ملكي: ملابس (إدجا) ٦٩٠
(١٦) كتان ملكي: قمصان ٤٨٩
(١٧) كتان ملكي لتمثال «آمون» الفاخر ٤

صفحة ١٤ (ب)

دبن
(١) مجموع الملابس من الكتان الملكي المختلف الأنواع ١٣٨٣
(٢) كتان «مك»: ثوب واحد ١
(٣) كتان «مك»: عباءة ١
(٤) كتان «مك» غطاء: إزار لتمثال آمون الفاخر ١
(٥) مجموع كتان «مك»: ملابس منوعة ٣
(٦) كتان جميل من الجنوب: ملابس (دو) ٢
(٧) كتان جميل من الجنوب: ملابس (؟) ٤
(٨) ملابس خارجية (دو) ٥
(٩) كتان جميل من الجنوب: ملابس «إدجا» ٣١
(١٠) كتان جميل من الجنوب: قمصان ٢٩
(١١) كتان جميل من الجنوب: تنورة (سونتيان) ٤
(١٢) مجموع الملابس المختلفة من كتان الجنوب الجميل ٧٥
(١٣) كتان ملون: عباءات ٨٧٦
(١٤) كتان ملون: قمصان ٦٧٧٩
(١٥) مجموع الكتان الملون والملابس المختلفة ٧١٢٥
(المجموع هنا ينقص ٥٣٠)
(١٦) مجموع الكتان الملكي، وكتان «مك» وكتان الجنوب الجميل وكتان الجنوب، والكتان الملون المنوع ٨٥٨٦

صفحة ١٥ (أ)

دبن
(١) بخور أبيض: جرار «من» ٢١٥٩
(٢) بخور أبيض: جرار «من» ١٢
(٣) شهد: جرار «من» ١٠٦٥
(٤) زيت مصر: جرار «من» ٢٧٤٣
(٥) زيت سوريا:* جرار «من» ٥٣
(٦) زيت سوريا: جرار «من» ١٧٥٧
(٧) شحم أبيض: جرار «من» ٩١١
(٨) دهن أوز: جرار «من» ٣٨٥
(٩) زبد: جرار «من» ٢٠
(١٠) مجموع الأواني المملوءة (إعع) ٩١٢٥
(١١) شدح (شراب) في جرار «من» ملونة ١٣٧٧
(١٢) شدح: جرار «كابو» ١١١١
(١٣) نبيذ: جرار «من» ٢٠٠٧٨
(١٤) مجموع جرار الشدح والنبيذ من جرار «من» و«كابو» ٢٢٥٥٦
(١٥) هرست (حجر): تعاويذ العين المقدسة ١٨٥
(١٦) لازورد: تعاويذ العين المقدسة ٢١٧
في «برستد» جرار «سخاي» ولكن هذه اللفظة لا وجود لها في الأصل.
†  المجموع الصحيح هو = ٩١٠٥.
‡  المجموع الصحيح هو = ٢٢٥٦٦.

صفحة ١٥ (ب)

دبن
(١) يشب أحمر: جعارين ٦٢
(٢) فيروزج: جعارين ٢٢٤
(٣) شبه وحجر «مينو»: جعارين ٢٢٤
(٤) لازورد: جعارين ٦٢
(٥) أحجار ثمينة مختلفة: تعاويذ العين المقدَّسة ١٦٥
(٦) أحجار ثمينة مختلفة: أختام بمثابة صدريات ٦٢
(٧) بللور صخري: أختام ١٥٥٠
(٨) بللور صخري: خرزات ١٥٥٠٠
(٩) بللور صخري مقطوع: جرار «هن» ١٥٥
(١٠) خشب مشغول: أختام ٣١
(١١) قطعة مرمر ١
(١٢) خشب أرز «ببا-نني» ٦
(١٣) خشب أرز «تبت» ١
(١٤) خشب «نابيو» ثلاث قطع ٦١٠ دبن
(١٥) خشب سلامكة قطعة واحدة ٨٠٠ دبن
(١٦) بوص: حزم ١٧

صفحة ١٦ (أ)

دبن
(١) قرفة: مكيال (مستي) ٢٤٦
(٢) قرفة: حزم ٨٢
(٣) عنب: مكيال (مستي) ٥٢
(٤) حصا لبان: مكيال (مستي) ١٢٥
(٥) نبات «أيوفيتي»: مكيال (مستي) ١٠١
(٦) فاكهة الدوم (مهاي): مكيال (مستي) ٢٦
(٧) فاكهة: حقت ٤٦
(٨) عنب: أقفاص ١٨٠٩
(٩) عنب: عناقيد ١٨٦٩
(١٠) رمان: أقفاص ٣٧٥
(١١) نبات «باكايا»: مكاييل (إبت) (بالويبة) ١٦٦٨
(١٢) ماشية منوعة ٢٩٧
(١٣) أوز حي ٢٩٤٠
(١٤) أوز «تربو» حي ٥٢٠٠
(١٥) طيور مائية حية ١٢٦٣٠٠

صفحة ١٦ (ب)

دبن
(١) أوز سمين من القطعان ٢٠
(٢) امتست (حجر الجمشت) قوالب ٤٤٠٠٠
(٣) ملح ٤٤٠٠٠
(٤) ليف النخل: حبال ١٨٠
(٥) ليف النخل: أحمال ٥٠
(٦) ليف النخل: مكيال «سرحت»* ٧٧
(٧) ليف النخل: حبال ٢
(٨) حصر (سبخن) ٦٠
(٩) كتان حصر ١٠١٥٠
(١٠) حصر ٦٠
(١١) ثوم: مكاييل (مستي) ٥٠
(١٢) نبات «مترت» نقي: دبن ٧٥٠
راجع ما كُتب عن هذا الحجر مصر القديمة الجزء الثالث.
  • (د) غلة القربان الخاصة بالأعياد: (١٣) حب للقرابين المقدَّسة لأعياد السماء وأعياد أوائل الفصول، وهي التي أسسها الملك «وسرماعت رع مري آمون» الإله العظيم (١٤) لوالده «آمون رع» ملك الآلهة، وللإلهة «موت» وللإله «خنسو» وكل آلهة «طيبة» زيادة في القرابين المقدَّسة، وفي القرابين اليومية لتكثير ما كان من قبل، من السنة الأولى حتى السنة الواحدة والثلاثين (من حكمه) أي في مدَّة إحدى وثلاثين سنة: ٢٩٨١٦٧٤١٣٧ حقيبة.

صفحة ١٧ (أ)

  • (ﻫ) قرابين الأعياد: (١) قرابين الأعياد التي أسسها الملك «وسرماعت رع مري آمون» الإله العظيم لوالده (٢) «آمون رع» ملك الآلهة، و«موت»، و«خنسو»؛ وكل آلهة «طيبة» مدة العشرين يومًا لقرب العيد (المسمى) (٣) «وسرماعت رع مري آمون» (له الحياة الخ) جاعلًا «طيبة» في عيد «لآمون» من الشهر الأول، من الفصل الثالث (الشهر التاسع) اليوم السادس والعشرون، حتى الشهر الثاني من الفصل الثالث (الشهر العاشر) اليوم الخامس عشر (٤) أي عشرين يومًا، ومن السنة الثانية والعشرين إلى السنة الثانية والثلاثين، أي مدة إحدى عشرة سنة، هذا بالإضافة إلى قرابين (٥) عيد «إبت» الجنوبية (الأقصر) من الشهر الثاني، من الفصل الأول، اليوم التاسع عشر — حتى الشهر الثالث من الفصل الأوَّل (الشهر الثالث) اليوم الخامس عشر، أي مدة سبعة وعشرين يومًا من السنة الأولى (٦) — حتى السنة الواحدة والثلاثين، أي واحد وثلاثين عامًا.
    (٧) خبز ناعم: رغفان قربات كبيرة* ١٠٥٧
    (٨) خبز ناعم: رغفان كبيرة «سيد» ١٢٧٧
    (٩) خبز ناعم: رغفان كبيرة «بح» ١٢٧٧
    (١٠) خبز ناعم: رغفان كبيرة «زدمت حرتا» ٤٤٠
    (١١) خبز قربان كبير ٤٣٦٢٠
    (١٢) قلب البردي لبيت البخور ٦٨٥
    (١٣) جعة الدن ٤٤٠١ جرة تُركت فضاء
    (١٤) خبز ناعم، ولحم، وفطائر، سلات (حتب) للزينة ١٦٥
    (١٥) خبز ناعم، ولحم، وفطائر: سلات (حتب) من الذهب ٤٨٥
    وهذا يشبه كل الشبه ما كانت عليه الحال بالنسبة للأوقاف التي كانت تُصرف لرجال الدين بالأزهر إلى عهد قريب.

صفحة ١٧ (ب)

دبن
(١) خبز ناعم، ولحم فطائر (رحس) سلات للأكل* ١١١٢٠
(٢) خبز ناعم وفطائر (رحس) سلات (ثاي) لفم الآكل ٩٨٤٥
(٣) خبز ناعم ولحم وفطائر (رحس): أواني الأمير ٣٧٢٠
(٤) خبز ناعم خاص بالقرابين المقدَّسة: أواني من الذهب مجهزة ٣٧٥
(٥) خبز ناعم خاص بالقرابين المقدَّسة: رغفان (بيات) ٦٢٥٤٠
(٦) خبز ناعم خاص بالقرابين المقدَّسة: رغفان (برسن) ١٠٦٩٩٢
(٧) خبز ناعم خاص بالقرابين المقدَّسة: رغفان بيضاء ١٣٠٢٠
(٨) خبز ناعم: رغفان كبيرة (عق) للأكل ٦٢٠٠
(٩) خبز ناعم: رغفان مسكرة (ساب) ٢٤٨٠٠
(١٠) خبز ناعم: رغفان (عق) النار (أي يخبز على النار) ١٦٦٦٥
(١١) خبز ناعم: رغفان (عق) كبيرة ٩٩٢٧٥٠
(١٢) خبز ناعم: بوسا-عق من الحب ١٧٣٤٠
(١٣) خبز ناعم: رغفان قربان أبيض ٥٧٢٠٠٠
(١٤) خبز ناعم: رغفان هرمية الشكل ٤٦٥٠٠
(١٥) خبز ناعم: رغفان (كرشتي)؟ ٤٤١٨٠٠
هذه الجمل تشير بطبيعة الحال إلى الرغفان (للأكل).
†  يُحتمل أن تدل هذه العبارات على ما كان يؤكل في الأعياد.

صفحة ١٨ (أ)

دبن
(١) خبز ناعم: رغفان (ودنو-نت) ١٢٧٤٠٠
(٢) خبز (كونك): رغفان بيض ١١٦٤٠٠
(٣) خبز ناعم: رغفان (بعت) ٢٦٢٠٠٠
(٤) مجموع الخبز الناعم، وخبز (عق) المنوع ٢٨٤٤٣٥٧*
(٥) فطائر (رحس) سلات ثمثم ٣٤٤
(٦) فطائر: بالويبة ٤٨٤٢٠
(٧) فطائر (رحس): بالويبة ٢٨٢٠٠
(٨) أواني دقيق (ع) ٣١٣٠
(٩) شراب شدح: جرار (من) ٢٢١٠
(١٠) شراب شدح: جرار (كابو) ٣١٠
(١١) نبيذ: جرار (من) ٣٩٥١٠
(١٢) مجموع جرار (من) و(كابو) من شدح، ونبيذ ٤٢٠٣٠
(١٣) جعة: أوانٍ مختلفة ٢١٩٢١٥
(١٤) زيت حلو: جرار (من) ٩٣
(١٥) زيت حلو: هن ١١٠٠
المجموع الحقيقي هو = ٢٨٠٦٤٠٧ ولا يدخل في ذلك ٢٥٧١٠ مكيالًا الخ.

صفحة ١٨ (ب)

دبن
(١) بخور أبيض: جرار (من) ٦٢
(٢) بخور: مكاييل منوعة بالويبة ٣٠٤٠٩٣
(٣) بخور للإحراق: جرار (من) ٧٧٨
(٤) زيت أحمر: جرار (من) ٣١
(٥) زيت (نحح): جرار (من) ٩٣
(٦) زيت (نحح): هن ١١٠٠٠٠
(٧) شهد: جرار (من) ٣١٠
(٨) شحم أبيض: جرار (من) ٩٣
(٩) زيتون: جرار (من) ٦٢
(١٠) كتان الجنوب: ملابس (دو) ١٥٥
(١١) كتان الجنوب: ملابس (ردو) ٣١
(١٢) كتان ملون: ملابس (إفد) ٣١
(١٣) كتان ملون: قمصان ٤٤
المجموع ٢٦١
(١٤) شمع: دبن ٣١٠٠
(١٥) كل أنواع الفاكهة الجميلة: مكاييل (كابوسا) ٦٢٠
(١٦) كل أنواع الفاكهة الجميلة: مكاييل (ثاي) ٦٢٠

صفحة ١٩ (أ)

دبن
(١) فاكهة: سلات (حتب) ٥٥٩٥٠٠
(٢) فاكهة: سلات (دنيت) ٧٨٥٥٠
(٣) تين الإتاوة: بمكيال الويبة ٣١٠
(٤) تين الإتاوة: بمكيال «مخا» ١٤١٠
(٥) تين الإتاوة: سلات (مستي) ٥٥
(٦) تين الإتاوة: بمكيال الويبة ١٥٥٠٠
(٧) تين الإتاوة: بمكيال (ثاي) ٣١٠
(٨) فاكهة (مهيوت): فطائر (ساتا) ٣١٠٠
(٩) قرفة: سلات (حتب) ٢٢٠
(١٠) قرفة: سلات (مستي) ١٥٥
(١١) نبات (سعم): سلات (حتب)* ١٥٥٠
(١٢) كرنب (حقت) ٦٢٠
(١٣) كراث: حقت = ٣١٠
(١٤) كراث: حزم ٦٢٠٠
(١٥) عنب: سلات (مستي) ١١٧
(١٦) عنب: سلات (ثاي) ١٥٥٠
راجع: W. b. IV, p. 45.
†  راجع: W. b. III, p. 354.

صفحة ١٩ (ب)

دبن
(١) فاكهة الجنوب: (حقت) ٨٩٨٥
(٢) نبات عنبو: «حقيبة» ٦٢٠
(٣) نعال من البردي المجهز ١٥١١٠
(٤) ملح: بالحقيبة ١٥١٥
(٥) قوالب ملح (طوب ملح) ٦٩٢٠٠
(٦) قوالب امتست (جمشت) ٧٥٤٠٠
(٧) كتان مغزول غزلًا سميكًا (ملابس دو)* ١٥٠
(٨) كتان: جدائل (؟) ٢٦٥
(٩) أثل: حزم ٣٢٧٠
(١٠) غاب للسلات: حزم ٤٢٠٠
(١١) نعال من الجلد: أزواج ٣٧٢٠
(١٢) فاكهة الدوم بالويبة ٤٤٩٥٠٠
(١٣) رمان: بالويبة ١٥٥٠٠
(١٤) رمان: أقفاص (بدر) ١٢٤٠
(١٥) زيتون: جرار (جاي) ٣١٠
(١٦) جرار وأوانٍ من مصب قناة «هليوبوليس» ٩٦١٠
راجع: W. b. I, p. 307.
†  ربما يشير ذلك إلى المكان الذي صُنعت فيه هذه الأواني، كما يُقال في أيامنا: القلل القناوي.

صفحة ٢٠ (أ)

دبن
(١) لب البردي: بالويبة ٣٧٨٢
(٢) نبدو (؟): بالويبة ٩٣٠
(٣) ثيران ٤١٩
(٤) عجول مخصية ٢٩٠
(٥) ثيران ذات قرون طويلة (نجا) ١٨
(٦) عجلات ٢٨١
(٧) ماشية سنها سنتان (نوع من البقر يختلف عن الأنواع الأخرى) ٣
(٨) عجول ٧٤٠
(٩) عجول مخصية (تبو) ١٩
(١٠) بقرات ١١٢٢
(١١) المجموع ٢٨٩٢
(١٢) ذكر الغزال ١
(١٣) غزال أبيض ٥٤
(١٤) ذكر الظباء (نراو) ١
(١٥) جحش الغزال ٨١
(١٦) المجموع ١٣٧
(١٧) مجموع الماشية المختلفة ٣٠٢٩

صفحة ٢٠ (ب)

دبن
(١) أوز حي (را) ٦٨٢٠
(٢) طيور حية (خت-عا) ١٤١٠
(٣) أوز (تربو) ١٥٣٤
(٤) كراكي حية ١٥٠
(٥) طيور حية للفقس ٤٠٦٠
(٦) طيور ماء حية ٢٥٠٢٠
(٧) حمام ٥٧٨١٠
(٨) طيور (بعرت) حية ٢١٧٠٠
(٩) طيور (سا-عشا) حية ١٢٤٠
(١٠) يمام ٦٥١٠
(١١) مجموع الطيور المنوعة ١٢٦٢٥٠*
(١٢) جرار القناة مملوءة بالسمك ذات أغطية من خشب ٤٤٠
(١٣) سمك أبيض ٢٢٠٠
(١٤) سمك قطع (شنع) ١٥٥٠٠
(١٥) سمك مذبوح ١٥٥٠٠
العدد هنا ينقصه ٤ ليكون صحيحًا.

صفحة ٢١ (أ)

دبن
(١) سمك صحيح ٤٤١٠٠٠
(٢) أزهار من أزهار الإتاوة: مظلات* ١٢٤
(٣) أزهار: طاقات طويلة ٣١٠٠
(٤) أزهار من أزهار الإتاوة: عبير الحديقة (اسم نبات أو طاقة) ١٥٥٠٠
(٥) نبات «إسي»: سلات (إبت) ١٢٤٣٥١٠
(٦) أزهار: أكاليل ٦٠٤٥٠
(٧) أزهار (كارا-حوتي) ٦٢٠
(٨) أزهار زرقاء: حبال ١٢٤٠٠
(٩) أزهار لليد ٤٦٥٠٠
(١٠) أزهار: أكوام ١١٠
(١١) أزهار السوسن: لليد ١٤٤٧٢٠
(١٢) أزهار السوسن: طاقات ٣٤١٠
(١٣) أزهار السوسن: لليد ١١٠٠٠٠
(١٤) زهر البردي: طاقات ٦٨٢٠٠
(١٥) بردي: سيقان ٣٤٩٠٠٠
كانت المظلات تعمل من النبات الأخضر والأزهار.

صفحة ٢١ (ب)

دبن
(١) طاقات كبيرة من أزهار الإتاوة ١٩١٥٠
(٢) بلح: مكيال (مزايو) ٦٥٤٨٠
(٣) بلح: مكيال (حنك) ٣١٠٠
(٤) خضر: سلات ٢١٧٠
(٥) خضر: حزم ٧٧٠٢٠٠
(٦) نبات إسي لليد ١٢٨٦٥٠
(٧) قمح: باقات ١١٠٠٠
(٨) سنابل القمح لليد (أي تحمل في اليد) ٣١٠٠٠
(٩) أزهار: طاقات ١٩٧٥٨٠٠
(١٠) أزهار: سلات ١٩٧٥٨٠٠
  • (ﺟ) صور الآلهة: (١١) الكمية الخاصة بالستة والخمسين والسبعمائة والألفي تمثال وبالصور التي ذُكرت من قبل.١٣٨
    دبن قدت
    (١٢) ذهب جميل وفضة ١٨٢٥٢
    (١٣) أحجار ثمينة حقيقية: قطع منوعة ١٨٢١٤ ٣
    (١٤) نحاس أسود، ونحاس وقصدير (صفيح) ١١٢١٣٢
    (١٥) خشب الأرز: قطع منوعة ٣٢٨
    (١٦) شجر مستكة: قطع منوعة ٤٤١٥

صفحة ٢٢

التضرع الختامي

(١) ما أسعد من يعتمد عليك، يا هذا الإله يا «آمون» يا ثور أمه، ويا حاكم «طيبة»، أقدرني على أن أصل إليك في أمان راسيًا في سكينة، (٢) وثاويًا في الأرض المقدسة مثل التاسوع، وليتني أختلط بأرواح «مانو» (جبل الغرب) الممتازين الذين يُشاهدون ضوءك في الصباح المبكر (٣) اصغ إلى تضرعي يا والدي، ويا سيدي، وإني أنا الوحيد بين التاسوع بجانبك. توج ابني ملكًا على عرش «آتوم»، ومكنه بوصفه (٤) ثورًا قويًّا يا سيد الشاطئين (له الحياة والفلاح والصحة) ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين «وسرماعت رع ستبن آمون» — له الحياة والفلاح والصحة — (٥) هو والنطفة التي خرجت من أعضائك، وإنك أنت الواحد الذي نصبته ليكون ملكًا، وعندما كان شابًّا عينته ليكون (له الحياة والفلاح والصحة) حاكم الأرضين على الناس. امنحه حكمًا ملايين السنين (٦) واجعل كل عضو من أعضائه سليمًا في سعادة وصحة. مَكِّن تاجك على رأسه وهو جالس على عرشه، وليت الصل يُوضع على حاجبيه، اجعله قديسًا أكثر (٧) من أي إله، وعظيمًا مثل حضرتك بوصفه سيد أهل «الأقواس التسعة». واجعل اسمه يزدهر فتيًّا يوميًّا في حين أنك تكون درعًا خلفه (٨) كل يوم، وَضَعْ سيفه ومقمعته على رءوس البدو (ستيو)، وليتهم يسقطون خوفًا منه مثل «بعل»، واجعل حدوده تمتد كما يرغب (٩) وليت الأراضي والممالك تخشاه رعبًا منه. هبه مصر فرحة، وأبعد عنه كل شر ومصيبة وهلاك. (١٠) امنحه الفرح ممكَّنًا في قلبه، والانشراح والغناء والرقص أمام وجهه الجميل، وضع الحب له في قلوب الآلهة والإلهات، والإشفاق والخوف منه في قلوب الناس (١١)، وأتمم الأشياء الطيبة التي حدَّثتني عنها على الأرض لأجل ابني الذي على عرشي، فإنك أنت الواحد الذي خلقته، ومكِّن ملكه (١٢) لابن ابنه؛ لأنك حامٍ لهم ومجيب عنهم، وهم لك خدم، وعيونك نحوك، مؤدِّين الإنعامات.

صفحة ٢٣

(١) لحضرتك أبد الآبدين

أما الأشياء التي أمرت بها فقد تم إنجازها ممكنة ثابتة، والأشياء التي تقولها وتدوم مثل الحجر الصلب (٢) لقد قضيت لي بحكم مائتي سنة.١٣٩ فمكنها لابني الذي لا يزال على الأرض، واجعل (٣) حياته أطول من حياة أي ملك حتى يكرر الإنعامات التي أديتها لحضرتك، اجعله ملكًا بأمرك (٤) تَوِّجْه أنت، ولا تدعه ينكس ما فعلته يا رب الآلهة. امنحه فيضانات عظيمة غنية في زمنه (٥) ليمد حكمه بالأرزاق الوفيرة، وامنحه أمراء لم يعرفوا مصر محملة ظهورهم (٦) (بالجزية) لقصره الفاجر، ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين (وسرماعت رع ستبن آمون) — له الحياة والفلاح والصحة — ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الرابع» حقا ماعت — مري آمون (له الحياة والفلاح والصحة).

هليوبوليس

  • مقدمة: لما كانت المعلومات الأثرية التي لدينا عن معبد «هليوبوليس» ضئيلة جدًّا، فإنا سنكتفي هنا بسرد ما ذُكر منها مما أقامه الفرعون «رعمسيس الثالث» أو عمله — كما حدث ذلك في معابد «طيبة» — وهذا نفس ما سنتبعه في مباني القسم المنفي، وفي المعابد الصغيرة. ومع ذلك فإن للإنسان الحق في أن يحدد مواضع كل المباني التي لم تصل إلينا عنها معلومات كتابية في مكانٍ بعيد عن دائرة «هليوبوليس» كما ذكر ذلك لنا «ركى»١٤٠ إذ يقول: إن في الرقعة التي تمتد في «معبد الكرنك» من البوَّابة الأولى في «معبد آمون» حتى البرج الشرقي للملك «نقطانب» ومن «معبد بتاح» حتى جدار السور الجنوبي «لمعبد موت» يمكن الإنسان أن يقول عنها — بدون أية صعوبة — إنها معابد هليوبوليتية، وقد أُقيمت فيها أماكن ثانوية فيما بعد، غير أنه ليس في استطاعتنا أن نعين مكانًا واحدًا منها على وجه التأكيد — اللهم إلا معبد «آتوم» الرئيسي.١٤١
    وأسماء المعابد التي جاءت في القائمة الأولى هي:
    • (١) «معبد رعمسيس حاكم هليوبوليس في ضيعة رع» (ﻫ/٣١ / ٣)، ولا بد أن هذا المعبد يشير إلى بناء جديد أقامه هذا الملك في «معبد رع» الكبير القائم في «هليوبوليس». وقد وُصف هذا البناء في متن المقدمة (ﻫ/٢٥ / ٢ الخ)، وينبغي للإنسان هنا أن يعد العلاقة التي بين هذا المعبد الصغير الذي أقامه «رعمسيس الثالث» وبين المعبد الرئيسي كالعلاقة التي بين معبد الدولة الكبير للإله «آمون» صاحب «طيبة» وبين المعبد الصغير الذي أقامه «رعمسيس الثالث» في ردهة «بوبسطة» بالكرنك، وقد تحدثنا عنه فيما سبق.
    • (٢) هذه البقعة لمعبد «رعمسيس الثالث» في ضيعة «رع» شمالي «هليوبوليس» (ﻫ/٣١ / ٥). وقد ذهب كل من الأستاذين «برستد» «زيته» إلى أن المقصود هنا بهذا المعبد هو معبد «تل اليهودية»١٤٢ وقد جاء ذكر هذا المعبد في ورقة «هاريس» بالتطويل بإضافة نعت «بيت ملايين السنين» (ﻫ/٢٩ / ٨).
    • (٣) معبد «رعمسيس» حاكم هليوبوليس في ضيعة «رع» (ﻫ/٢٩ / ١٢): تدل ظواهر الأمور على أن هذا المبنى موحد مع الاسم الذي جاء في «هاريس» (٣١ / ٦) «متنزه الفرعون». وهذا المبنى لم يُذكر في القائمة الأولى على وجه عام. ولكن على حسب الجملة الإضافية التابعة لهذا الاسم وهي: «في هذا المكان» فإنه ينبغي لنا أن نبحث عن هذا القصر — أو هذا المنتزه — في «تل اليهودية». وعلى ذلك تكون العلاقة — أو وجه الشبه — بينه وبين المعبد الذي أُقيم في هذه الجهة كوجه الشبه أو العلاقة التي بين قصر مدينة «هابو» وموقعه في المعبد الرئيسي.١٤٣
    • (٤) معبدا «هليوبوليس» الكبيران: أثبت «ركي» في مقاله (Loc. Cit. 13 ff) أنه يوجد معبدان كبيران مختلفان في «هليوبوليس» أحدهما معبد «رع حوراختي» والآخر معبد «آتوم». وهذان الإلهان كما جاء في منظر ورقة «هاريس» ص٢٤ كانا يُعبدان معًا. وقد زاد «رعمسيس الثالث» في عدد خدام كل منهما كما جاء في «هاريس» ص٣١ / ٤:

      الناس الذين وهب ضيعة «آتوم» إياهم، سيد الأرضين الهليوبوليتي، كما قدمهم هبة إلى «رع حوراختي».

    وهذه الجملة تدل — بلا نزاع — على أن الملك — خلافًا لمبانيه الجديدة — قد زاد في أملاك المعبد الكبير في «هليوبوليس».

    والظاهر أن «رعمسيس الثالث» كانت له علاقة خاصة ببلدة «هليوبوليس» كما يدل على ذلك نعته في لقبه «حاكم هليوبوليس». وإنه لمن الصعب أن نعرف على وجه التأكيد الظروف أو الحوادث التي دعت إلى نعته بهذه الصفة. ومع ذلك فإنه يمكن بعد قراءة هذه البردية أن نقترح ما يأتي:

    في مقدمة الجزء الخاص «بهليوبوليس» نجد أنه قد ذُكر عن قصد أن الملك قد طهر «هليوبوليس» أو بحيراتها أو ثيرانها (راجع هاريس ٢٥–١٠، ٢٧–٧، ٣–٣).

    ومن المدهش أن هذا التعبير لم يُذكر في الجزء الخاص «بطيبة» (ﻫ/٤٧–٢).

    والواقع أننا نجد ذلك مذكورًا مرة أخرى في متن آخر، وذلك على لوحة مؤرخة بالسنة العشرين من حكم «رعمسيس الثالث». وقد وُجدت هذه اللوحة في الجدار الموصل بين البوابة الرابعة والبوابة السابعة في الكرنك، وقد جاء عليها ذكر أعمال الملك لآلهته فيقول: (Worterbuch zettel 792):

    إن الفرعون قد طهر «هليوبوليس» لأجل الإله «آتوم» وعمل بيت «رع» في الأفق بما يتبعه من شعائر.

    وكذلك جاء في نفس النقش (Worterbuch zettel 793):

    لقد طهرت «هليوبوليس» من كل قذى.

    ويدل الفعل الذي استعمله هنا للتعبير عن الطهور على أنها قد طُهرت من الدنس؛ لأنها نُظفت أو بُخرت من الأقذاء المادية، وذلك كله يشعر بوقوع حادثة معينة قريبة العهد، وأن «رعمسيس» قد قام بأداء خدمة جليلة مما جعله يضيف إلى اسمه عبارة «حاكم هليوبوليس». والظاهر كما يقول «شادل» أن ذلك ربما يشير إلى أن «هليوبوليس» في عهد اضطراب العرش وهي الفترة التي تقع بين الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين وبخاصة في عهد حكم «إرسو» الأجنبي الذي دنس البلاد، وجعلها نجسة. ولم يقع على عاتق «ستنخت» تجديد «هليوبوليس»، بل كان ذلك الواجب الأول الذي قام بعبئه «رعمسيس الثالث» كما يدل على ذلك تركيب اسمه. وقد قام به بقلب فرح ونفس منشرحة. والخلاصة هي أن المعابد الجديدة التي أقامها «رعمسيس الثالث» في «هليوبوليس» أو بالقرب منها هي ما يأتي:
    • (١) معبد «رع» في هليوبوليس.
    • (٢) معبد تل اليهودية.
    • (٣) قصر في تل اليهودية.
    أما ما ذُكر في «ورقة هاريس» (٣١–٧):

    الأرض الجديدة «لرعمسيس» حاكم «هليوبوليس» «الذي يجعل الأرضين تعيشان».

    فإن هذا اسم ضيعة أهداها الفرعون، وهي على أية حال ليست اسمًا لأي معبد.

هليوبوليس

الصورة الإيضاحية

«رعمسيس الثالث» يقف مصليًا أمام الإلهة «حوراختي» الإله العظيم رب السماء: والإله «آتوم» رب الأرضين الهليوبوليتي، والإلهة «أوس-عاس» سيدة «هليوبوليس»، والإلهة «حتحور» سيدة «حتبت».

كلام الملك: إني أنطق الصلوات، والمديح، والتعبد والثناء، والأعمال الجليلة، والإنعامات التي أديتها لك في حضرتك يا أيها الأمير العظيم.

صلاة للآلهة ويتبعها تعداد أهم المباني والهدايا.

صفحة ٢٥

(١) التضرعات، والثناء، والمدائح، والأعمال الجليلة، والإنعامات التي أدَّاها الملك «وسرماعت رع مري آمون» (له الحياة والفلاح والصحة) الإله العظيم (٢) لوالده «آتوم» رب الأرضين الهليوبوليتي «رع حوراختي»، والإلهة «أوس-عاست» (ساوسس) سيدة «حتبت» (حتحور) وكل آلهة «هليوبوليس».

يقول الملك «وسرماعت رع مري آمون» (له الحياة والفلاح والصحة) الإله العظيم (٣) في مديح والده هذا الإله الفاخر «آتوم» رب الأرضين الهليوبوليتي «رع حوراختي»: الحمد له يا (رع-آتوم) رب الكل وخالق ما هو كائن، المشرق في (٤) السماء، ومضيء هذه الأرض بأشعته، ومن يلفت إليه وجوههم، والمخفيون الساكنون في الغرب (الأموات) يسرون برؤية جمالك، وكل الناس تنشرح عند النظر (٥) إليك، وإنك أنت الذي خلقت السماء والأرض، وإنك أنت الذي نصبتني ملكًا على الأرضين وحاكمًا (بالحياة والفلاح والصحة) على عرشك العظيم وإنك قد وليتني على كل الأراضي إلى نهاية ما يحيط (٦) به «آتون» (قرص الشمس)، وإنهم قد خافوا وسقطوا لاسمي كما فعلوا لاسمك. ولقد كنت مجدًّا في متابعة الإنعامات والأعمال (٧) العظيمة العديدة لبيتك.

  • المباني والمنح للمعابد: لقد زدت في جدارك (سورك) في بيت «رع» وملأت بيت ماله بحاصلات أراضي مصر، وأفعمت مخازن غلاله بالشعير والقمح، وهي التي كانت (٨) قد بدأت تقف مهدمة منذ الملوك (السالفين)، وقمت بتصميمات عظيمة لتماثيلك، وجعلتها تُثوى في محاريب معبدك، ووضعت الأنظمة (٩) للكهنة المطهرين في بيت «رع» وجعلته أكثر قدسية مما كان عليه من قبل (١٠) ونظفت «هليوبوليس» لأجل تاسوعه المقدس، وبنيت معابدهم التي كانت مخرَّبة، وسويت آلهتهم في صورها الخفية من الذهب١٤٤ والفضة وكل حجر (١١) غالٍ لتكون عملًا خالدًا.
  • محراب في معبد «هليوبوليس»: (١٢) وأقمت لك بيتًا فاخرًا في وسط معبدك مثل السماء ممكنًا وفيه صورة «آتون» (الشمس) أمامك مؤسسًا بالحجر الصلب مكسوًّا بالحجر الأبيض الجميل وممكنًا.

صفحة ٢٦

(١) بالعمل الحسن الباقي باسمك وإنه أفق «حوراختي» العظيم الخفي، وعرشه العظيم من الذهب، والمصراعان من ذهب «كتمت»١٤٥ في حين أن أمك تثوى (حتبت) في وسطه (٢) فرحة راضية عند رؤيته، وأعددته بالشبان الذين دربتهم، وبالأملاك الشخصية والأراضي والقطعان التي يخطئها العد.
  • تماثيل ضخمة في معبد «هليوبوليس»: (٣) وأقمت لك آثارًا عظيمة في بيت «رع» من الحجر الصلب الذي سواه «آتوم» في صور عظيمة نُحتت بمجهود، وهي راسخة (٤) في أماكنها أبد الآبدين في بيتك الفاخر، وردهتك الأنيقة منقوشة باسمك المقدس مثل السماء.
  • تعاويذ لتمثال «رع»: (٥) وصنعت لك تعاويذ فاخرة من الذهب الجميل مطعمة باللازورد والفيروزج الحقيقي وعلقتها على جسمك في البيت العظيم لحفظك وبهائك (٦) في مكانك المقدس حتى تحمي أعضاءك الفاخرة بمثابة تعاويذ سنوية لصورتك العظيمة الفخمة الجميلة.
  • محراب من الجرانيت: (٧) وصنعت لك محرابًا سريًّا من الجرانيت وفيه يثوى الإلهان «آتوم» و«تفنوت» ومصراعاه من النحاس مموَّهان (٨) بالذهب ومنقوشان باسم جلالتك العظيم سرمديًّا.
  • لوحات نُقش عليها أنظمة المعبد: (٩) ووضعت لك مراسيم عظيمة لإدارة معابدك مسجلة في قاعة سجلات مصر، وصنعت لوحات خط عليها الأشكال (بالمداد) ثم نحتت بالمسحل.

    (١٠) باقية لك أبدًا فلا تحطم.

  • موازين المعبد: (١١) وصنعت لك موازين فاخرة من السام (ﻫ٣٣ (أ)) لم يُعمل مثلها منذ زمن الإله (يعني هنا الإله «رع»). وقد جلس عليها «تحوت»١٤٦ بوصفه حارسًا للموازين في صورة (١٢) قرد عظيم فاخر من الذهب المطروق، وإنك تزن فيه (المعبد) أمامك يا والدي «رع» عندما تقدر الذهب والفضة بمئات الألوف التي أُحضرت جزية.

صفحة ٢٧

(١) أمامك من خزائنهم (؟)، وأعطيت خزانتك الفاخرة في بيت «آتوم»، وقد أسست له (أي للميزان) قربانًا يوميًّا مقدسًا ليمد مائدته في الصباح المبكر.

  • مخازن للأعياد: (٢) وأقمت لك مخازن لأعياد الظهور مبنية على أرض بكر (طاهرة) في أرض «هليوبوليس» وهي قدسية في صناعتها، وأمددتها بعبيد حسان مختارين، وبحب نظيف بعشرات الآلاف لميرتها.
  • مخازن لدخل المعبد: (٣) وأقمت لك مخزنًا نظيفًا يحتوي على قرابين مقدسة أكثر مما كان قبلي منذ عهد الملوك السابقين، وزودته بكل شيء ولم يعتوره أي نقص لإمداد قربانك في الصباح الباكر.
  • معبد خاص للقرب: (٤) وأقمت لك مخزن قربان لردهتك مفعمًا بالقربات المقدَّسة والطعام الغزير، ويشمل قربات عظيمة من الذهب والفضة لتُقدم إلى حضرتك يا سيد الآلهة وجهزتها (٥) وأتممتها بالشعير والقمح، وقد مُلئت بالغنائم التي جلبتها من أهل الأقواس التسعة وكانت لحضرتك يا أيها السيد الأوحد، يا بارئ السماء والأرض حتى تضاعف أعياد أوائل الفصول أمامك.
  • حظيرة الماشية والدجاج: (٦) وأقمت لك حظائر مواشٍ معدة تحوي ثيرانًا وعجولًا مخصية، وكذلك بيوت تسمين جديدة تحوي أوزًّا مسمنًا.
  • تنظيف البحيرة المقدسة: (٧) وطهرت البحيرة المقدسة الخاصة ببيتك، فأزلت كل الأقذاء التي كانت فيها، وقد كانت حالتها كذلك منذ خلقت الأرض، ولقد كان تاسوعك المقدس راضيًا في قلبه وفرحًا بها.
  • الكروم وحدائق شرح: (٨) وقدمت (شراب) «شدح» ونبيذًا بمثابة قربان يومي ليقدم لأرض «هليوبوليس» في مكانك السامي السري، وخمائل ورياضًا بنباتاتها جديدة، وإن أرباب أرض الحياة راضون بذلك؛ (٩) وغرست لك حدائق عظيمة مجهزة فيها خمائلها التي تحمل شراب «شدح» ونبيذًا في قصر «آتوم» العظيم وتاسوع آلهة هليوبوليس المقدس يبتهج بالأعياد ليرضي جمالك يوميًّا.
  • أرض الزيتون: (١٠) وجعلت لك أراضي زيتون في بلدتك «هليوبوليس»، وأمددتها ببستانين وأناس كثيرين لصنع زيت نقي يكون أحسن ما في مصر لإيقاد المصباح في قصرك الفاخر.
  • خمائل وحدائق الأزهار: (١١) وصنعت لك حدائق أشجار تحتوي نخيلًا وبحيرات مجهزة بأزهار البشنين وأزهار البردي، وأزهار (اسى) وأزهار كل أرض، وأزهار «ردمت» ومرًّا وأخشابًا حلوة عطرة لوجهك الجميل.
  • ضياع جديدة للمعبد: (١٢) وجعلت لك آلافًا من الأرض من جديد من الشعير النقي، وزدت حقولهم التي كانت قد نقصت لأجل أن أزيد بمقدار عظيم القربان لاسمك العظيم السامي المحبوب.

صفحة ٢٨

(١) وجعلت لك أراضي عديدة في الجزر الجديدة في المراكز الجنوبية والشمالية بعشرات الآلاف، وعملت لها لوحات منقوشة باسمك ممكنة لك تحمل مراسيم سرمدية (٢) وصنعت لك حظيرة دجاج تحوي طيورًا برية (راجع عن حظائر الطيور)، وأجريت١٤٧ برك الطيور إلى مدينتك (هليوبوليس) ليقدمها لحضرتك يا والدي، وقد سيقت إليك إلى تاسوعك المقدس الذي يتبعك.
  • الموظفون والخدم والعبيد: (٣) ونصبت لك رماة ونحالين، وحاملي بخور ليقدموا إتاواتهم السنوية إلى بيت مالك الفاخر (٤) ونصبت لك رماة صيادين ليصطادوا غزلانًا بيضا ليقربوها إلى حضرتك في كل أعيادك (٥) وجعلت لك نواتي ومشرفين من الرعايا الذين دربتهم لجمع إتاوة الأرضين، وهي ضرائب الأرضين والإتاوة التي تُحصل لبيت مالك في معبد «رع» لتضاعف قرابينك المقدسة أكثر من ألف ألف مرة (٦) ونصبت عبيدًا حرسًا لمينائك لملاحظة قناة ميناء «هليوبوليس» في المكان الفاخر (المعبد).

    (٧) ونصبت حراس أبواب من العبيد وأمددتهم برجال ليحرسوا ويراقبوا ردهتك (٨) وجعلت عبيدًا حراسًا لإدارة القناة وحراسًا للشعير النقي لأجلك أيضًا.

  • إصلاح مخازن الغلال: (٩) وأقمت لك مخازن غلال مُلئت بالحبوب وهي التي كانت قد بدأت تنضب فأصبحت ملايين.
  • تمثال من ذهب: (١٠) وسويت لك تماثيل من الذهب المطروق راكعة على الأرض أمامك تحمل قرابين مقدسة، وسويت أخرى كذلك من الفضة الخالصة لأرضي صليك في كل وقت.
  • أواني العبادة للمعبد: (١١) وصنعت لك قاعدة آنية كبيرة في ردهتك، زجاجاتها من الذهب والفضة، تحمل أباريق شراب شدح، وممونة بالقربات الإلهية في قوائم عدة، لتقدم إلى حضرتك يا أيها الأمير العظيم (١٢) وصنعت لك أواني مائدة لا حصر لها من الفضة والذهب المطعم منقوشة باسمك، ومبخرة «نمست» (آنية نمست)، وأواني «دنيا» وأواني «عنخي»، وأواني «حسيوت»، وكئوسًا عديدة لحملها إلى (١٣) حضرتك بقربان النبيذ، وكان تاسوعك المقدس راضيًا في قلبه، وفرحًا بها.

صفحة ٢٩

  • سفن المعبد: (١) وبنيت لك سفن نقل، وسفنًا لحمل المتاجر مجهزة بالرجال لتحمل محاصيل أرض الإله (بنت) إلى بيت مالك ومخزنك.
  • إصلاح مقصورة «حور» وخميلتها: (٢) وأصلحت بيت «حور المشرف على المعبد» فأقمت جدرانه التي كانت مخربة. (٣) وجعلت الخميلة التي كانت في وسطه تنمو، وغرستها بالبردي في وسط مستنقعات الدلتا (على الرغم من) أنها كانت قد بدأت تقفر سابقًا.١٤٨
  • خميلة المعبد!: (٤) وجعلت خميلة معبدك الطاهرة تنمو، وجعلتها في حالتها الملائمة عندما بدأت تقفر، وأمددتها ببستانيين لفلاحتها لتثمر قربانًا من شراب شدح في المكان الذي يعرفه (أي التمثال)، (٥) وجعلت لك قرابين أعياد عظيمة لردهتك زيادة عما كانت عليه الحال من قبل، منذ زمن الآلهة، ومؤنتها بالثيران والعجول المخصية وماشية الجبل، والزيت، والبخور، والشهد، وشراب شدح (٦) والنبيذ، والذهب، والفضة، والكتان الملكي، والملابس العديدة، وكل الأزهار لوجهك الجميل.
  • قربان معبد «حعبي» (النيل): (٧) وعملت لك قرابين أعياد عظيمة في بيت «حعبي»، وكل تاسوع «خرعحا» (مصر العتيقة) كانوا في أعياد.
  • معبد «رع» شمالي «هليوبوليس»: (٨) وأقمت لك بيتًا فاخرًا شمالي «هليوبوليس» ممكنًا ليكون عملًا أبديًّا منقوشًا باسمك «بيت ملايين السنين لرعمسيس حاكم هليوبوليس» (بالحياة والفلاح والصحة) في بيت «رع» شمالي «هليوبوليس». وقد أعددته بالناس والمتاع ليحملوا إلى بيتك حدائق تحتوي أزهارًا لردهتك.
  • قطعان المعبد: (٩) وجعلت لك قطيعًا (يُسمى): «صناع الإنعامات»، وأمددته بحيوانات جميلة لا حصر لها، لتقدم إلى حضرتك في كل أعيادك، وضاعفت شبابها (أي التابعين لها) التابعين لاسمك (١٠) وجعلت لك قطيعًا آخر لبيتك الفاخر، لإمداد معبدك بذخيرة غزيرة، (وسميته) «قطيع رعمسيس حاكم هليوبوليس في حياة وفلاح وصحة مضاعفًا القربان في ضيعة رع»، وملأته بالماشية والرعاة أيضًا، على أنهم لن يزولوا قط بوصفهم تابعين لحضرتك.
  • إصلاحات: (١١) وقمت لك بأعمال بواسطة عمال وقاطعي أحجار، لبناء معبدك ولإصلاح بيتك.
  • معبد١٤٩ «رع»: (١٢) وأقمت لك: «بيت رعمسيس حاكم هليوبوليس في ضيعة رع» مجهزًا بالناس والمتاع مثل الرمال.

صفحة ٣٠

  • معبد الآلهة «أوس-عا-س» (ساوس Saosis): (١) وأقمت لك معبدًا فاخرًا غربي قناة «هليوبوليس» لأمك «ساوسس» سيدة «هليوبوليس».
  • مستعمرة الأسرى الأجانب: (٢) وأقمت لك مستعمرة نظيفة من الشبان العديدين الذين أحضرت أولادهم إلى بيتك المسمى: «الاستيلاء على الآخرين» (الأجانب).
  • الثيران المقدسة: (٣) ونميت الماشية السوداء، والثيران العظام مطهرة من كل خبث في حقولها.
  • سفينة «اوس-عا-ست»!: (٤) وبنيت سفينة كبيرة لابنتك العظيمة «أوس-عا-ست» سيدة «حتب» وسميتها «سب١٥٠ في هليوبوليس» من خشب (٥) الأرز (نعر)، وهو أحسن ما في الضيعة الملكية، وكانت مصفحة بالذهب مثل سفينة «ملايين السنين».
  • القوائم: (٦) تأمل قائمتها (أي الأعمال الخيرية التي قام بها «رعمسيس الثالث») فإنها أمامك يا ولدي، ويا سيدي لتحدِّث التاسوع الإلهي بإنعاماتي.

صفحة ٣١: (ب) القوائم

  • ثروة المعابد: (١) قوائم بالأشياء، والماشية، والحدائق، والخمائل، والأراضي الزراعية، والسفن التجارية، ومصانع السفن، والمدن التي منحها الملك «وسرماعت رع مري آمون» (له الحياة والفلاح والصحة) الإله الأعظم (٢) لوالده الفاخر «آتوم» رب الأرضين الهليوبوليتي، وللإله «رع حوراختي» ملكية سرمدية.
  • التابعون للمعابد إلخ: (٣) بيت «رعمسيس» حاكم «هليوبوليس» في ضيعة «رع» تحت إشراف «أعظم الرائين» (وعدة) موظفين في كل الفروع (الأشياء): ١٤٨٥ نسمة.
    (٤) الناس الذين١٥١ منحهم لمعبد «آتوم» رب الأرضين «لهليوبوليس»، (ولمعبد) «حوراختي»، وهم الذين في ملكية الضيعة (أي الضيعة الجديدة التي ذُكرت قبل الآن) تحت إدارته: ٤٥٨٣ نسمة.١٥٢
    (٥) وهذه البقعة (؟) لمعبد١٥٣ «رعمسيس» حاكم «هليوبوليس» في ضيعة «رع» شمالي «هليوبوليس» تحت إشراف الكاتب، وكبير المفتشين «برحتب» مجهز بأملاكه ٢١٧٧ نسمة.
    (٦) قصر متنزه١٥٤ الفرعون (له الحياة والفلاح والصحة) الذي في هذا المكان، وهو الذي يديره الكاتب الأول «تحتمس» والموظفون ١٧٧٩ نسمة.

    (٧) ضيعة الأراضي الجديدة «لرعمسيس الثالث» (له الحياة والفلاح والصحة) الذي جعل الأرضين تعيشان وهي تحت إدارة الكاتب والمفتش الأول «حوري»: ٢٤٧ نسمة.

    (٨) الضباط، وأولاد الرؤساء، والأشراف (مريانا)، والعبرو، وأهل المستعمرات الذين في هذا المكان: ٢٠٩٣ نسمة.

    (٩) المجموع = (١٢٩٦٣) نسمة (ولكن المجموع الصحيح هو) = ١٢٣٦٤ نسمة.

صفحة ٣٢ (أ): أملاك منوعة

(١) ماشية منوعة ٤٥٥٤٤
(٢) حدائق وخمائل ٦٤
(٣) أراضي استات*
(٤) مصانع سفن من خشب الأرز والسنط
(٥) سفن نقل، وسفن شحن ٣
(٦) مدن مصرية ١٠٣
ستات = ١٠٠٠٠ ذراعًا أو ٢٧٣٥ مترًا مربعًا أي نحو فدانًا مصريًّا.
  • ضريبة رعايا معابد «هليوبوليس»: (٧) السلع والضرائب وإنتاج الناس لمعبد «رعمسيس» حاكم «هليوبوليس» (له الحياة والفلاح والصحة) في ضيعة «رع» (٨) ولمعبد «رعمسيس» حاكم «هليوبوليس» (له الحياة والفلاح والصحة) في شمالي «هليوبوليس»، ولمعابد وقطعان هذا البيت (٩) التي تحت إدارة الموظفين بمثابة الجزية المفروضة عليهم سنويًّا:
دبن قدت
(١٠) فضة ٥٨٦ ،

صفحة ٣٢ (ب)

دبن قدت
(١) نحاس ١٢٦٠
(٢) كتان ملكي، وكتان «مك» وكتان الجنوب مضاعف الجودة، وكتان الجنوب الجميل، وكتان ملون، ملابس متنوعة ١٠١٩
(٣) بخور، وشهد، وزيت: أوانٍ مختلفة (إعع) ٤٨٢
(٤) شراب شدح، ونبيذ؛ أوان مختلفة (إعع) ٢٣٨٥
(٥) فضة من سلع الإتاوة المفروضة على الناس للقربان المقدس ٤٥٦
(٦) حبوب نقية من ضرائب الفلاحين بالحقيبة (خار)* ٧٧١٠٠
(٧) خضر باقات ٤٨٠٠
(٨) كتان حزم ٤٠٠٠
(٩) طيور ماء من إتاوة الصيادين والسماكين ٣٧٤٦٥
(١٠) ثيران وعجول مخصية وعجلات وعجول وبقرات وماشية من القطعان ٩٨
(١١) أوز حي من الإتاوة (هكذا؟)
(١٢) خشب الأرز: قارب عبور ١
(١٣) سنط: سفن واسعة وسفن نقل ٧
(١٤) سلع الواحة في قوائم عدة للقرابين الإلهية
خار = حقيبة: والحقيبة تسع أربع ويبات. والويبة تحتوي أربعين «هنا»، وهو مكيال مصري مصنوع من الفخار أو المعدن وعلى ذلك تشمل الحقيبة ١٦٠ هنا. وقد عُثر على بعض مكاييل للهن ووُجد أنه يسع ٠٫٤٦ من اللتر؛ وعلى ذلك تكون الويبة تسع ١٨٫٤ لترًا والحقيبة تسع ٧٣٫٦ لترًا. وقد حسب المستر «لوكاس» حديثًا سعة الهن من مكاييل من عهد البطالمة ووجد أنه يسع ٠٫٥٠٣ من اللتر؛ وعلى ذلك يكون سعة الويبة ٢٠٫١ لترًا وسعة الحقيبة ٨٠٫٤ لترًا.
والآن يتساءل الإنسان كيف يمكن قرن هذه الأرقام بالقيم التي كان ينسبها علماء البردي الإغريقي للإردب وتقسيمه إلى أربعين شوينكس choinix؟ والواقع أن الويبة بقيت مستعملة مكيالًا حتى العهود البيزنطية، غير أن سعتها كانت أقل من عهد الفراعنة. وكلمة إردب من أصل فارسي، وعلى أنه قد وُجد في العهد الإغريقي الروماني أن أحد قيم الإردب المتقلبة وقتئذ كانت ٤٠ شوينكس، وإذا أضفنا إلى ذلك أن معنى كلمة «شوينكس» يقرب جدًّا من معنى «الهن» المصري وهو «إناء» أو «مكيال» يجعل من المعقول لدينا من حيث الحجم أن الإردب كان يُقاس بالويبة، وهو استعمال لا يزال حتى عهدنا الآن؛ إذ إن الإردب يساوي ست ويبات (راجع Wilbour Pap. II, p. 64-5). ويُلاحَظ أن في العهد البيزنطي كان الإردب يحتوي ثلاث ويبات كبيرة وست ويبات صغيرة؛ أي إن الويبة كانت تساوي من الإردب كما هي الحال في عهدنا (راجع Ibid p. 65 note 1).

صفحة ٣٣ (أ): المنح الملكية

(١) الذهب، والفضة، واللازورد الحقيقي، والفيرزوج الحقيقي، وكل حجر فاخر غالٍ، والنحاس الأسود، (٢) والملابس من كتان «مك» ومن الكتان الملكي، وكتان الجنوب الجميل، وكتان الجنوب، والملابس الملونة، والجرار من كل شيء التي أعطاها (٣) الملك «وسرماعت رع مري آمون» (له الحياة والفلاح والصحة) الإله العظيم، هبة من الملك (له الحياة والفلاح والصحة) لتموين بيت والده الفاخر «آتوم» رب الأرضين الهليوبوليتي وﻟ «رع حوراختي» (٤) من السنة الأولى حتى السنة الواحدة والثلاثين، أي مدة واحدة وثلاثين عامًا.

دبن قدت
(٥) ركيزة ذهب جميل، وذهب للموازين* ١٢٧٨
(٦) ركيزة ذهب جميل من الدرجة الثانية، وذهب أبيض في صورة أوانٍ وحلي ١٩٨
١٤٧٩ ٣
(٨) ركيزة فضة للموازين وفضة أوان ١٨٩١
(٩) فضة مطروقة: لوحة واحدة ٣٩٤
(١٠) مجموع الفضة (المجموع هنا ناقص ٣٠) ٢٢٥٥
(١١) مجموع الذهب والفضة ٣٧٣٤
(١٢) لازورد حقيقي قطعة واحدة ١ ١
(١٣) لازورد وزمرد: جعران كبير العدد ٣٦
(١٤) نحاس أسود للموازين ٦٧ ٣
(١٥) نحاس مطروق: لوحتان ٤٠٠ ٣
أي الموازين التي ذُكرت في ورقة «هاريس» ص (٤٦) سطر (١١) وفي ٢٧–١، ويبلغ الذهب الذي خُصص لها حوالي ٣١٣,٧٥ رطلًا.
†  حوالي ٤٦٠ رطلًا.

صفحة ٣٣ (ب)

دبن قدت
(١) نحاس: أوان ١٤١٦ ١
(٢) مجموع النحاس بالدبن ١٨١٩* ٧
(٣) كتان ملكي وكتان مك وكتان الجنوب الجميل وكتان الجنوب وكتان ملون وملابس مختلفة ١٨٧٩٣
(٤) مر (دبن) ١٧٨٧
(٥) مر (حقت) ٢
(٦) خشب مر: كتل (بالقطعة) ٢٠
(٧) ثمرة المر بالمكيال (إبت) ويبة ١٠٠
(٨) بخور، وزيت، وشهد، وشحم أوان منوعة (إعع) ٣٨٤٠
(٩) شراب (شدح) ونبيذ: أوان منوعة (إعع) ١٠٣٥٥٠
(١٠) بخور: قاراروتي (وزن) قاراروتي ٥٣٠
(١١) بخور: مكاييل كبيرة (ويبة) ٦٢
(١٢) أسفلت جميل من «بنت»: دبن ٣٠٠
(١٣) حجر (وبات): أختام مركبة على ذهب ١١
(١٤) حجر (حرست): بالدبن ٥٠
لقد حذف الكاتب العدد، والمجموع الحقيقي هو ١٨٨٣ دبنًا و٧ قدتًا. (رجع فصل الملكة توسرت ملاحظة رقم ١).
†  كان الإردب على حسب ما جاء في العهد البيزنطي يحتوي ثلاث ويبات كبيرة وست ويبات صغيرة.
‡  أسفلت يُجلب من بلاد «بنت» و«قفط» و«زاهي» ويُستعمل في التحنيط، وكذلك يُستعمل جزءًا رئيسيًّا في نوع من المسوح (W. B. II, p. 82).

صفحة ٣٤ (أ)

دبن
(١) حجر أمازون أخضر: بالدبن ٥٠
(٢) حجر يشب أحمر: بالدبن ٢٠٠
(٣) حجر ثمين: مائدة قربان ١
(٤) حجر (وبات): أختام ٢٠٠
(٥) بلور صخري وأحجار ثمينة، صدريات منوعة ٢١٩٥
(٦) بلور صخري مقطع: بالهن ١٠
(٧) بلور صخري: خرز (عدد) ٢٢٤٥٠
(٨) عِصِي من القرفة: سلات (مستي) ١٧
(٩) خشب عطري: دبن ٢٠٠٠
(١٠) شعير سوري: حقت ٥
(١١) كمون: حقت ٥
(١٢) خشب مشغول طُبع عليه خاتم الملك ٣١
(١٣) خشب مرو مطعم بالأبنوس: قضيب ١
(١٤) خشب مشغول: قطعة للموازين ١
(١٥) خشب خروب: قطعة طولها أربع أذرع ١

صفحة ٣٤ (ب)

دبن
(١) شجرة «برسا» مقطوعة: قطعة طولها أربع أذرع ١
(٢) خشب مرا: عمود للميزان طوله ثلاث أذرع وأربعة أشبار ١
(٣) قطعة خشب ملونة ومزخرفة لتكون عصا ١
(٤) أرض زيتون مجهزة: خميلة واحدة مساحتها: ستات
(٥) حدائق من كل نوع من الأشجار مجهزة ٢
  • (د) غلة قربان الأعياد والأيام العادية: (٦) حبوب خاصة بالقربان المقدَّسة لأعياد السماء وأعياد أوائل الفصول وهي التي أسسها الملك (٧) «وسرماعت رع مري آمون» الإله العظيم، لوالده الفاخر «آتوم» سيد الأرضين الهليوبوليتي و«رع حوراختي» زيادة على القرابين اليومية ليضاعف ما كان من قبل (٨) — له الحياة والفلاح والصحة — من السنة (٩) الأولى حتى السنة الحادية والثلاثين أي مدة إحدى وثلاثين سنة: (١٠٩٧٦٢٤ حقيبة).
  • (ﻫ) قربان الأعياد القديمة: (١٠) تقديم قربان الأعياد التي أسسها الملك «وسرماعت رع مري آمون» الخ. الإله العظيم لهذا البيت (١١) زيادة لقربان الأعياد السالفة من سنة لأخرى ابتداء من السنة التاسعة حتى الحادية والثلاثين أي مدة ثلاث وعشرين سنة.
    (١٢) خبز ناعم: رغفان قرابين كبيرة ذهبية ٤٦٠
    (١٣) خبز ناعم: وعاء (باح) أو مكيال (W. b. I, p. 422) ٤٦٠٠

صفحة ٣٥ (أ)

دبن
(١) خبز ناعم: أوعية أو سلات «ودنو» كبيرة ٢٣٠٠٠
(٢) خبز ناعم: سلات «حتب» من خبز «ودن» ٨٠٥٠٠
(٣) خبز ناعم: رغفان «عق» (خُبزت على النار) ٩٢٠
(٤) خبز ناعم: رغفان «عق» كبيرة ٤٦٠٠٠٠
(٥) خبز ناعم: رغفان طويلة بيضاء ٨٠٥٠٠
(٦) خبز ناعم: رغفان قربان بيضاء طويلة ٩٢٠٠٠٠
(٧) خبز ناعم: رغفان بيضاء هرمية الشكل ١٠٣٥٠٠
(٨) خبز ناعم: رغفان (كرشت) ٣٤٥٠٠
(٩) خبز ناعم: رغفان (ودنونت) ٨٠٥٠٠
(١٠) خبز «قونك»: رغفان بيضاء ٨٠٥٠٠
(١١) المجموع: الخبز الناعم: أرغفة «عق» المنوعة ١٧٦٠٤٢٠*
(١٢) فطائر على هيئة البقر ٦٩٠٠٠
(١٣) فطائر: رغفان «بيت» ١١٥٠٠
ويقول الأستاذ «برستد» إن هذا العدد قابل للقسمة على ٢٧؛ وعلى ذلك إذا أجرينا هذه القسمة في كل قائمة فإن خارج القسمة يكون: القربان السنوي في هذا العيد، غير أن هذا الزعم خاطئ؛ إذ تدل الترجمة التي أوردها الأستاذ «جاردنر» للنصوص على أنه قربان لسنة واحدة كما ذكرنا قبلًا. (راجع الفصل السادس أعمال رمسيس).

صفحة ٣٥ (ب)

دبن
(١) فطائر «رحسو»: رغفان مستديرة ٢٨٧٥
(٢) فطائر «رحسو»: مكاييل (ثمثم) ٤٦
(٣) جعة: مكاييل (تتف) ١٩٨٢٦٠
(٤) شراب شدح: جرار ملونة (من) ١٣٨٠
(٥) شراب شدح: جرار (كابو) ٢٩٩٠
(٦) نبيذ: جرار (من) ١٦١٠٠
(٧) مجموع شراب شدح والنبيذ: في جرار «من» و«كابو» ٢٠٤٧٠
(٨) ثيران ٩٦٦
(٩) عجول مخصية ١٨٨٦
(١٠) ثيران (نجا) ٧٠٣
(١١) عجلات ١٢٤٢
(١٢) عجول ١٢٤٢
(١٣) بقرات ٥٩١١
(١٤) مجموع الماشية المنوعة ١١٩٦٠
(١٥) ذكور الوعل الأبيض ٢٣٠

صفحة ٣٦ (أ)

دبن
(١) أوز حي ١١٥٠
(٢) طيور للإفراخ ٢٣٠٠
(٣) طيور ماء حية ٣٨٠٠
(٤) مجموع طيور الماء الحية ١٧٢٥٠
(٥) شهد: جرار (جاي) ٩٢
(٦) بخور: جرار (كا-حركا) ٩٢٠٠
(٧) بخور في أواني «ثابو انكاو» (W. B. V, p. 354) ٤٦٠٠
(٨) بخور: في هيئة رغفان بيضاء طويلة ١١٥٠
(٩) بخور: سلات «حتب» ٣٤٥٠٠
(١٠) بخور: في سلات (دنيت) ١٢٦٥٠٠
(١١) بخور: جرار (إعع بو) ٢٦٥٠٠
(١٢) سلات بردي ملونة من الجزية لأجل البخور بمكيال الويبة المنوع (؟) ٣٤٥٠٠
(١٣) فاكهة: سلات (زدمت) ٦٩٠
(١٤) فاكهة: سلات (ثاي) ٢٣٠٠٠
(١٥) فاكهة: مكاييل (حتب-خرتمتت) ٣٤٥٠٠

صفحة ٣٦ (ب)

دبن
(١) فاكهة: مكاييل مختلفة (حتب) ١١٥٠٠٠٠
(٢) فاكهة: مكاييل (دواير) ٤٦٠٠
(٣) فاكهة: مكاييل (ديني) ٢٣٠٠٠
(٤) ورق بردي: مكاييل منوعة (بالويبة) ٢٣٠٠٠
(٥) فاكهة (أبحقوقو) مكاييل «حتب» ٤٦٠٠
(٦) تين: أكوام هرمية الشكل ٤٦٠٠
(٧) فاكهة «كاثا» وأزهار «كاثا»: حقات ٢٣٠٠٠
(٨) زهور البشنين لليد (w. b. III p. 174) ٤٦٠٠٠
(٩) نبات «إسي»: مكاييل منوعة (ويبة) ٤٨٣٠٠٠
(١٠) نبات «إسي» لليد ٢٣١٥٠٠
(١١) أزهار: أكاليل ٤٦٠٠٠
(١٢) أزهار البردي: طاقات ٤٨٣٠٠٠

صفحة ٣٧ (أ)

دبن
(١) بردي: برك واسعة ٦٩٠٠
(٢) نبات «سنر» مكيال «دد» (w. b. v, p. 501) ٩٢٠٠٠
(٣) نبات «إسي»: مكاييل (دد) ٦٩٠٠٠
(٤) نبات «منح»: بالويبة ٢٦٥٠٠
(٥) بلح: مكيال (مزا) ٢٤١٥٠٠
(٦) لبن: مكيال (جسر) ٨٦٠٠
(٧) فروع من العنب (زينة) في اليد ٩٢٠٠٠
(٨) أزهار: طاقات ١١٥٠٠٠٠
(٩) أزهار سلات: (حتب) ١١٥٠٠٠٠
(١٠) أعشاب باقات ٤٦٠٠
(١١) قرون الخروب ٩٢٠٠٠
(١٢) خشب حريق (قطع) ١١٥٠٠
(١٣) فحم بلدي: مكاييل (جسر) ٢٣٠٠

صفحة ٣٧ (ب): قربان لإله النيل

(١) قربان لكتب١٥٥ إله النيل وهي التي أسسها من جديد في بيت إله النيل، هذا بالإضافة إلى كتب (٢) إله النيل التي تُقدم في بركة «كبح» في بيت «حوراختي» (٣) وكتب إله النيل التي تُقدَّم في بيت «أنوبيس» رب التصميمات في «نرو» وهي — أي القربان — زيادة على عدد قربانهم التي كانت من قبل سنة فسنة (٤) من السنة الحادية والثلاثين — أي لمدَّة إحدى وثلاثين سنة.
  • القرابين التي أسسها «رعمسيس الثالث»: (٥) كتب إله النيل التي أسسها الملك «وسرماعت رع مري آمون» الإله العظيم مدَّة ثمانية وأربعين عامًا في إحدى وثلاثين سنة١٥٦ وهي: اثنان وأربعون ومائة كتاب لإله النيل. والقربان هي:
    (٧) خبز ناعم للقرابين المقدسة: رغفان منوعة (بيات) ٤٧٠٠٠٠
    (٨) خبز ناعم للقرابين المقدسة: رغفان منوعة (برسن) ورغفان بيضاء ورغفان (سشو) ٨٧٩٢٢٤
    (٩) فطائر: بالويبة المنوعة ١٠٦٩١٠
    (١٠) خبز أبيض مستطيل الشكل من دقيق قونك وخبز «ودنوت» ٤٦٥٦٨
    (١١) جعة: جرار منوعة فيكون (نسي الكاتب تسجيل عدد الهنات هنا التي تحتويها هذه الجرار) ٤٩٤٣٢
    (١٢) حب نقي بالحقائب
    (١٣) ثيران ٢٩١
    (١٤) ثيران مخصية ١٧

صفحة ٣٨ (أ)

دبن
(١) عجول ٥١
(٢) بقرات ٢٥٦٤
المجموع ٢٩٣٢
(٣) ماعز ١٠٨٩
(٤) أوز سمين ١٩٢
(٥) أوز حي وطيور (خت عا) ٣٩٣٨
(٦) طيور للتفريخ ٣٦٤
(٧) طير ماء ٢٦٥٣
(٨) حمام ٦٨
(٩) طيور (تا عشا) ١٩٩٢٨
(١٠) مجموع الطيور المنوعة ٢٧١٤٣
(١١) شراب شدح: جرار (كابو) ٢٠٩
(١٢) نبيذ: جرار (من) ٧١٥٤
(١٣) شحم أبيض: ٣٥١٣ جرة، وكل منها تحتوي على ربع هن المجموع *
(١٤) بصل مكيال (ع) ١٢٧١٢
أخطأ الكاتب في الحساب؛ لأن ٣٥١٣ جرة كل منها ربع هن = هنا.

صفحة ٣٨ (ب)

دبن
(١) خضر (سبر): جرار (ع) ١٢٧١٢
(٢) امتست جرار (ع) ١١٨٧٢
(٣) بلح مجفف: جرار (ع) ١١٨٧٢
(٤) مر مجفف: جرار (ع) ١١٨٧٢
(٥) معدن ثمين (وز) ١١٨٧٢
(٦) كحل جرار (ع) ١١٨٧٢
(٧) بخور للمباخر ٨٤٨
(٨) بخور إناء أو مكيال (سبت) ٤٢٤
(٩) بخور ٨٧٣٤٤ جرة (ع) تحتوي بخورًا: دبن ٢٣٠٠٨
(١٠) بخور مكيال (دنيت) ٦٤٢٠
(١١) بخور جرار (ع) ٢٥٦٨
(١٢) بخور جرار (اع بو) ١٣٠٤
(١٣) بخور أبيض: بالهن ٨٥
(١٤) زيت: بالهن ٨٥
(١٥) فاكهة: بوعاء (محتت) ٢٥٤٢٤٠

صفحة ٣٩

دبن
(١) فاكهة: مكاييل (دنيت) ٢٦٧٢
(٢) فاكهة: جرار (ع) ١٥٤٦٧٢
(٣) عنب: جرار (ع) ١١٨٧٢
(٤) زبيب ١١٨٧٢
(٥) أجود فاكهة: جرار (جاي) ٩٦٠٠
(٦) شهد: ٢٨٠٠ جرة (بوجا) كل منها ربع هن ٥٢٠٠
(٧) شهد: ١٠٤٠ جرة (محتت) كل منها هن واحد ١٠٤٠
(٨) شهد للفطائر: هن ،
(٩) شحم أبيض للفطائر: هن ،
(١٠) قرفة: قطع ٣٠٣٦
(١١) أجود زيت: ٨٤٨ جرة (ببا) كل منها نصف هن ٤٢٤
(١٢) أجود زيت: ٣٠٣٦ جرة (ع) كل واحدة منها ربع هن ٧٥٨
(١٣) فول مقشر: جرار (ع) ١١٩٩٨

صفحة ٤٠ (أ)

دبن
(١) زبيب: جرار (ع) ١١٨٧٢
(٢) زبيب: بالويبة ١٠٦٠٠٠
(٣) قرون خروب بالويبة ١٠٦٠٠٠
(٤) أعشاب (أو خضر) باقات (خرش) ١٥٩٠٠٠
(٥) أعشاب (أو خضر) باقات (حتب) ١١٨٧٢
(٦) بردي الشاطئ لليد (؟) ٧١٢٠٠
(٧) ليف: مكاييل (مستي) ٤٣٦٠٠
(٨) فاكهة بيضاء: جرار (جاي) ٤٢٤٠
(٩) عطر حديقة أخضر (اسم نبات) ١٠٦٠٠٠
(١٠) ثمرة سنب: جرار (ع) ١١٨٧٢
(١١) زبدة: جرار (نمست) ١٢٠٤٠
(١٢) لبن: جرار (نمست) ١٢٠٤٠
(١٣) لبن: قعب (مهن) ١٩٨
(١٤) رمان: بالويبة ٩٦٠٠٠٠
(١٥) تفاح (دبحت): سلات (كارا-حوتي) ٨٤٨

صفحة ٤٠ (ب)

دبن
(١) نبات (اسي): مكاييل (زدمت) ٨٤٨
(٢) نبات (اسي): لليد ٨٤٨٠
(٣) أزهار: أكاليل ٤٣٦٤٠
(٤) أغصان عنب لليد ٧٤٠٠٠
(٥) أزهار: فروع طاقات ١١٤٨٠٤
(٦) أزهار: فروع (حتبت) ١١٤٨٠٤
(٧) ذهب: تمثال لإله النيل (نوسا)* ٦٧٨٤
(٨) فضة: تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(٩) لازورد حقيقي: تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(١٠) فيرزوج حقيقي: تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(١١) (حديد): تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(١٢) نحاس: تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(١٣) قصدير: تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(١٤) صفيح: تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(١٥) معدن (منيت-وز) تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
حلية؟

صفحة ٤١ (أ)

دبن
(١) حجر مينو: تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(٢) حجر شزمت: تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(٣) حجر الأمزون أخضر (نشمت): تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(٤) مرمر: تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(٥) يشب أحمر: تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(٦) حجر (حرست): تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(٧) حجر (كنمت): تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(٨) حجر (مسدمت): تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(٩) معدن «سهر»: تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(١٠) معدن* «ثر»: تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(١١) برنز: تمثال لإله النيل (نوسا) ٦٧٨٤
(١٢) أحجار منوعة غالية تماثيل للنيل (نوسا) ١٣٥٦٨
(١٣) بلور صخري: أختام ١٠١٩٦
(١٤) بلور صخري: قلادة ١٠١٩٦
(١٥) بلور صخري: عقد رقبة ١٠١٩٦
مادة معدنية تُستخرج من إلفنتين وتُستعمل لعمل التماثيل الصغيرة (راجع W. b. v, p. 386).

صفحة ٤١ (ب)

دبن
(١) خشب جميز: تماثيل لإله النيل ٥٠٩٦
(٢) خشب جميز: تماثيل لإلهة النيل ٥٠٩٨
(٣) كتان من الجنوب: قمصان ١٠١٩٦
(٤) حجر: (وبا) ٣١٦٥٠
(٥) خشب حريق (قطع) ٥١٠
(٦) فحم بلدي: مكاييل (جسرا) ١٧

صفحة ٤٢

  • الصلاة الختامية: «رعمسيس» يصلي للنيل: (١) أتمم لي أعمالي العظيمة التي أديتها لك يا أيها الوالد، لقد وصلت إلى الغرب (مكان الموتى) مثل (٢) «أوزير». هيئ لي أن أتسلم القربات التي تخرج أمامك، وأن أستنشق عبير المر مثل تاسوعك الإلهي، وهيئ لي أن يغمر ضياؤك رأسي يوميًّا، وأن يعيش روحي ويراك في الصباح المبكر، اعمل (٣) ما يرتاح إليه قلبي يا أيها الوالد الفاخر؛ لأني كنت منعمًا لنفسك عندما كنت على الأرض، اصغ لتضرعي، واعمل ما أقوله، وما يعلنه الآلهة، وكذلك (٤) الناس لك، مَكِّن ابني ليصبح ملكًا بمثابة رب للقطرين، حتى يحكم الأرضين بمثابة ملك (له الحياة والفلاح والصحة) مصر (٥) «وسرماعت رع ستبن آمون»، (بالحياة والفلاح والصحة) الذي اخترته لنفسك ليكون وارثًا ليعظم اسمك، ثبت التاج الأبيض والتاج المزدوج المقدس على رأسه مثل ما توجت (٦) على الأرض مثل «حور» صاحب الإلهتين (أي الصلين). اجعل كل عضو من أعضائه سليمًا، ونمِّ عظامه، واجعل عينيه تقويان عند نظر حب الملايين١٥٧ له، واجعل مكثه (٧) على الأرض مثل النجم القطبي (أي ثابتًا)، واجعله مستعدًّا مثل الثور القوي قابضًا على الأرضين. هبه أهل الأقواس التسعة مجتمعين تحت قدميه، مقدمين لاسمه (٨) التحية عندما يكون سيفه فوقهم.

    وإنك أنت الواحد الذي خلقته طفلًا، وقد وليته أميرًا وراثيًّا على عرش «جب» (الأرض) المزدوج، وإنك تقول: «صيِّره ملكًا على عرش (٩) من أنجبه»، وإن الأشياء التي تأمر بها تحدث ممكنة ثابتة، امنحه حكمًا عظيمًا مديدًا، وأعيادًا ثلاثينية قوية مثل «تاتنن» (١٠) ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين «وسرماعت رع ستبن آمون» (له الحياة والفلاح والصحة) ابن «رع» رب التيجان «رعمسيس الرابع» «حقا ماعت مري آمون» (له الحياة والفلاح والصحة).

منف

  • مقدمة: آثار «رعمسيس الثالث» في «منف» لم تحدثنا الآثار التي كُشف عنها حتى الآن عن مبانٍ دينية أقامها «رعمسيس الثالث» في «منف»؛ ولذلك سنكتفي هنا الآن بما ذكرته لنا ورقة «هاريس» عن آثاره، وتنحصر في بناءين جديدين هما:
    • (١) معبد «رعمسيس» حاكم «هليوبوليس» في ضيعة «بتاح» (راجع ﻫ/ص٤٥–٣، ٥١–٣).
    • (٢) بيت «رعمسيس» حاكم «هليوبوليس» في ضيعة «بتاح» (راجع ﻫ/٥١–٦): ولما كان عدد الخدم الذين يقومون بالخدمة في هذا البيت لم يتجاوز الستة عشرة فلا بد أنه كان محرابًا صغيرًا.

    وتدل شواهد الأحوال على أن هذين البناءين قد أُقيما في «منف» في النصف الثاني من حكم هذا الفرعون، عندما ساد الأمن البلاد وازدهرت أحوالها، كما تدل على ذلك قصيدة «بركات بتاح» التي نقشها على جدران معبد مدينة «هابو» وهي التي كان يجب أن تتحدث عن مبانيه في «منف»، ولكن في الوقت الذي نجد فيه أن «رعمسيس الثاني» يقول قصيدة «بركات بتاح» القديمة؛ وهي التي نقشها على جدران معبد «بوسمبل» في السنة الخامسة والثلاثين من حكمه: «لقد زدت في معبدك «منف».» نجد أن «رعمسيس الثالث» يقول في القصيدة التي تركها تقليدًا لجده، وهي التي نقشها في معبد مدينة «هابو» في السنة الثانية عشرة من حكمه: «لقد زدت في بيتك في مدينة «هابو».» وهو يشير هنا بذلك إلى محراب «بتاح-سكر» الذي أُقيم في معبد مدينة «هابو» الجنازي وحسب. ومن ذلك نتأكد أنه حتى السنة الثانية عشرة من حكم «رعمسيس الثالث» لم يكن قد أقام بناء لهذا الإله في «منف» نفسها، وإلا لذكره في قصيدته «بركات بتاح»؛ ولذلك