الفصل الثامن عشر

مفاجأة

خرج ميتشينجتون والرجل الذي من نيو سكوتلاند يارد في صمتٍ من منزل رانسفورد وظلا صامِتَين حتى وصلا إلى وسط كلوس ومن ثَم أصبحا بمعزلٍ تمامًا. حينها، التفت ميتشينجتون إلى رفيقه.

وسأله، مع نصف ضحكة: «ما رأيك في ذلك؟» وتابع: «إنه يجعلنا نرى الأمور بمنظورٍ مختلف، أليس كذلك؟»

رد المحقق: «أرى فقط ما قلته من قبل — هناك.» وأردف: «هذا الرجل يعرف أكثرَ مما أخبرَنا به، حتى الآن!»

سأل ميتشينجتون: «لماذا لم يتكلَّم قبل ذلك، إذن؟» وأضاف: «لقد أُتيحت له فرصتان جيدتان — في جلستَي التحقيق.»

قال جيتيسون: «مما رأيته منه للتو، أعتقد أنه من النوع الذي يُمكنه عدم الكشف عن آرائه حتى يرى أن الوقت المناسب قد حان للتحدُّث. إنه ليس من نوع الرجال الذين ينزعجون ولو بمقدارٍ ضئيل مهما قيل عنهم، هل تفهم ذلك؟ أرى أنه كان يعرف الكثير طوال الوقت، ولا يُصرِّح به حتى يتمكَّنَ من وضع لمسةٍ أخيرة عليه. يومين، ألم يقُل ذلك؟ أجل، حسنًا، يمكن أن يَحدث الكثير في غضونِ يومين!»

سأل ميتشينجتون: «لكن ماذا عن نظريتك؟» وأضاف: «ماذا تعتقد بخصوصها الآن — في ضوء ما سمعناه للتو؟»

أجاب جيتيسون: «سأُخبرك بما يمكنني رؤيته.» وتابع: «أستطيع أن أرى كيف تترابط أجزاء هذا اللغز بعضها مع بعض — في ضوءِ ما أخبرنا به رانسفورد للتو. بالطبع، يجب على المرء أن يستخدم قدرًا كبيرًا من الافتراض؛ فهو لا مفرَّ منه في مثل هذه الحالات. لنفترض الآن أن برادن قد أطلعَ المدعوَّ هاركر على سر الجواهر المخفية في تلك الليلة، ولنفترض أن هاركر وبرايس متآمران — كما هو واضح، مما أخبرنا به ذلك الفتى — ولنفترض أنَّ لهما، معًا أو بشكل منفصل، علاقةً بموت برادن، ولنفترض أن ذلك الرجل المدعوَّ كوليشو قد رأى شيئًا ما من شأنه أن يَدين أحدهما أو كلَيهما — ما رأيك؟»

سأله ميتشينجتون: «ماذا إذن؟»

قال جيتيسون: «إن برايس طبيب.» وتابع: «ومن السهل بالنسبة إلى طبيب أن يتخلَّص من كوليشو لأنه جرى التخلُّص منه بلا شك. هل ترى ما أقصده؟»

تمتمَ ميتشينجتون: «أجل — ويُمكنني أن أدرك أن برايس لاعب ماهر في ذَرِّ الرماد في عيون أيِّ شخص!» وتابع: «لقد كان لديَّ بعض التعاملات معه بشأن هذه القضية ولقد بدأت أعتقد — الآن فقط! — أنه كان يخدعني! من الواضح أنه مخادعٌ كبير — وكذلك الرجل الآخر.»

قال جيتيسون: «أريد أن أسألك عن شيء.» وتابع: «مَن هما هذان الرجلان بالضبط؟ أخبرني عنهما؛ هما الاثنان.»

أجاب ميتشينجتون: «ليس هناك الكثيرُ لأقوله.» وتابع: «هاركر رجل عجوز هادئ يعيش في منزل صغير هناك — بالقرب من ذلك الركن البعيد من كلوس. ويقال إنه تاجرٌ متقاعد من لندن. وقد جاء إلى هنا قبل بضع سنوات، ليستقرَّ. وهو رجل عجوز لطيف، غير عدواني. إنه يتجوَّل في المدينة بلا هدف، ويقضي وقته كما يفعل العجائز — قليل من القراءة في المكتبات، وقليل من النميمة هنا وهناك، وأظنُّك تعرف هذا النوع. وهو آخرُ رجل في العالم يمكن أن أظن أن له علاقةً بقضية من هذا النوع!»

قال جيتيسون: «ولذا فمن المرجَّح أكثرَ أن تكون له علاقةٌ بها!» وأردف: «حسنًا، وماذا عن الآخر؟»

تابع ميتشينجتون: «كان برايس حتى يوم ظهور برادن يعمل مساعدًا لرانسفورد.» وأضاف: «وقد ظل مع رانسفورد نحوَ عامَين. وهو شابٌّ ذكي، بلا شك، لكنه ماكرٌ بالتأكيد، وعلى نحوٍ ما متحفِّظ، على الرغم من أنه يستطيع التحدُّث كثيرًا إذا أراد وكان ذلك لصالحه. وقد ترك العمل مع رانسفورد فجأةً — في ذلك الصباح بالذات. أنا لا أعرف لماذا. ومنذ ذلك الحين ظلَّ في المدينة. لقد سمعت أنه معجبٌ جدًّا بربيبة رانسفورد — أخت ذلك الفتى الذي رأيناه الليلة. وأنا نفسي لا أعرف، إذا كان هذا صحيحًا — لكني تساءلت عما إذا كان لذلك أيُّ علاقة بتركه العملَ لدى رانسفورد فجأة.»

قال جيتيسون: «محتملٌ جدًّا.» كانا قد عبَرا كلوس في ذلك الوقت ووصلا إلى مصباحِ غاز يقف عند المدخل، فأخرج المحققُ ساعته ونظر فيها. ثم قال: «الحاديةَ عشْرة وعشرُ دقائق.» وأردف: «أنت تقول إنك تعرف برايس هذا جيدًا، أليس كذلك؟ هل أصبح الوقت متأخرًا — ألا يزال مستيقظًا — لإلقاء نظرة عليه؟! إذا كنتَ أنت وهو على علاقة جيدة، فيُمكنك تقديمُ عذرٍ لزيارتنا له في مثل هذه الساعة المتأخرة. إذ بعد ما سمعته، أودُّ بشدة مقابلة هذا الرجل.»

قال ميتشينجتون موافقًا: «هذا أمر سهل.» وأردف: «لقد سبق أن زُرته في وقتٍ متأخر مثل هذا؛ إنه من النوع الذي لا ينام أبدًا قبل منتصف الليل. هيا بنا! — إن منزله قريب. لكن لا تذكر كلمةً واحدة عن المكان الذي كنا فيه. سأقول إنني قد مررتُ عليه لأُطلِعَه على خبرٍ ما. وسنُخبره عن أمر العثور على الجواهر، ونرى كيف سيتلقَّى الخبر. وبينما نحن هناك، استكشف شخصيته!»

كان ميتشينجتون محقًّا في وصفه لعادات برايس؛ فهو نادرًا ما يذهب إلى الفِراش قبل الساعة الواحدة صباحًا. لقد كان يحب أن يسهر، ويقرأ. وهو يجد غِذاءه العقليَّ المفضَّل في القراءة عن سيرة رجال الدولة والدبلوماسيِّين، ومعظمهم من هؤلاء المشهورين بالخداع والدهاء، وهو لم يقرأ فقط بتركيز عن طرق هؤلاء النُّخبة بل أيضًا دوَّن ملاحظات وملخَّصات لمقاطعَ أعجبته بشكلٍ خاص. كان مصباحه مضيئًا عندما اقترب ميتشينجتون وجيتيسون من نوافذه، لكن في تلك الليلة لم يكن برايس يُفكر في فنون الحكم؛ إذ كان عقله يركِّز على شئونه الخاصة. كان قد أشعل مِدفأتَه عند عودته إلى المنزل وجلس مدة ساعة ورجلاه ممدودتان على الحاجز، وأخذ يدرُس الأمورَ بعناية. لقد أقنعَه حدثُ الليلة بأنه أصبح في مرحلةٍ حَرِجة من مغامرته الحاليَّة؛ لذا يتوجب عليه، كجنرال جيد، مراجعة خُططه.

أدَّى سبقُ آخرين لبرايس في اكتشاف المخبأ الموجود في بارادايس إلى إرباك مخططاته؛ فقد كان يتصوَّر أن بإمكانه تحويلَ ذلك السر، أيًّا كان، لمصلحته الخاصة. لقد استرعى انتباهَه الآن، وهو يتأمل، أنه لم يعرف قط ما كان يتوقَّع الحصولَ عليه بالضبط من هذا السر، لكنه كان يأمُل أن يكون شيئًا من شأنه أن يَزيد عدد الخيوط المتشابكة الصغيرة المغزولة بإحكام في الشبكة الكبيرة التي كان يُحاول نسْجَها حول رانسفورد. وقد كان يُواجه الآن حقيقةَ أنه لن يُسفِر عن أي شيء فيما يتعلق بمساعدته في خُطته — إذ لم يَعُد سرًّا بعد الآن، ولم يُسفِر عن أي شيء يتجاوز مجرد معرفة أن جون برادن، الذي هو في الواقع جون بريك، قد حمل السرَّ إلى رايتشستر؛ لكي يُكشَف عنه في المكان المناسب. لم يُساعد ذلك برايس بأيِّ حال من الأحوال — بقدْر ما يستطيع أن يُدرك. ومن ثَم أصبح من الضروريِّ أن يُعيد تقديرَ موقفه، وأن يُقيم الوضع، وأن يرى أين يقف — والأهم من ذلك كلِّه، أن يحدِّد بوضوحٍ أمام عقله ما يريده بالضبط.

وقبل أن يدخل ميتشينجتون والمحققُ إلى الممرِّ المؤدي لباب منزل برايس، كان قد صاغ أفكارَه بطريقةٍ واضحة. إن هدفه واضح؛ فهو يريد أن يضع رانسفورد تحت سيطرتِه تمامًا، من خلال إثارة الشكوك حول ارتكاب رانسفورد جريمتَي قتل برادن وكوليشو. وقد أراد، في الوقت نفسِه، أن تكون لديه الوسائلُ لتبرئته — سواءٌ بالحقيقة أو بالخداع — حتى يتمكَّن، كطريقة نهائية للنجاح في مخطَّطاته الخاصة، مِن الذَّهاب إلى ماري بيوري والقول لها: «إن حياة رانسفورد تحت رحمتي: إذا التزمتُ الصمت، سيَهلِك؛ وإذا تحدَّثت، سينجو، الآن عليكِ أن تُقرري ما إذا كنتُ سأتحدَّث أو سأُمسك لساني — وأنت الثمن الذي أُريده كي أتحدَّث وأُنقذه!» ووَفقًا لآرائه حول الطبيعة البشرية، ستُوافق ماري بيوري على شروطه؛ فهو على درايةٍ جيدة بطباعها هي ورانسفورد، ويُدرك أن لديها امتنانًا عميقًا تجاه وصيِّها، الذي قد يكون حتى أقربَ إلى شعورِ حبٍّ خفي. كان الاحتمال أنها ستُضحي بنفسها عن طيب خاطرٍ لإنقاذ رانسفورد — ولم يكن برايس يهتمُّ كثيرًا بالوسيلة التي ستجعله يفوزُ بها، طيِّبة أم شرِّيرة، ما دام سيُحقِّق ما يريد. لذا فعليه الآن، كما قال لنفسه، أن يتخذَ خطوة أكثر تحديدًا ضد رانسفورد. يجب عليه تقويةُ وتعميق الشكوك التي توجد لدى الشرطة بالفعل؛ يجب أن يُعطِيَهم التفاصيلَ ويُزودهم بالمعلومات، ويضعَ رانسفورد في موقفٍ صعب، لمجرد أن يُصبح له الفضلُ في إنقاذه مرةً أخرى، من أجل أن يفوز بماري بيوري. هذا هو ما شعر بأنه متأكدٌ من قدرته على القيام به — إذا كان بإمكانه صنْعُ شبكة تُحيط برانسفورد، فيُمكنه أيضًا أن يخترع سيفًا ذا حدَّين يقطع كلَّ خيط من تلك الشبكة. وسيُصبح ذلك بمنزلة مهمةٍ سهلةٍ للغاية أو مجرد ممارسة بدائية لفنون الحكم أو الدبلوماسية. ولكن ما يجب فعله أولًا هو حصار رانسفورد جيدًا! لقد عقدَ العزم على عدم إضاعة المزيد من الوقت، وبينما هو يُفكِّر في زيارة ميتشينجتون مباشرةً بعد الإفطار في صباح اليوم التالي، طرَق ميتشينجتون باب منزله.

كان من النادر أن يُفاجأ برايس، وعندما رأى ميتشينجتون ورفيقَه، دعاهما على الفور إلى قاعة الاستقبال الخاصة به، وأخرج الويسكي والسيجار، وقدَّمهما لهما كما لو كانت زيارتهما المتأخرةُ أمرًا معتادًا. وبعد أن صبَّ لكلٍّ منهما كأسًا، صبَّ كأسًا لنفسه، وحملها في يده، ثم جلس على كرسيِّه المريح مرة أخرى.

قال المفتش: «لقد رأينا مِصباحك مُضاءً، يا دكتور؛ لذلك سمحت لنفسي أن أزورَك وأُخبرك ببعض الأخبار.» ثم أضاف: «لكنني لم أُقدِّم لك صديقي بعد؛ هذا هو المحقق الرقيب جيتيسون، من نيو سكوتلاند يارد، لقد استعنَّا به من أجل هذه القضية؛ إذ يجب أن نحصل على المساعدة، كما تعلم.»

ألقى برايس على المحقِّق نظرةً نصفَ حادةٍ ونصفَ لا مبالية وأومأ برأسه للتحية.

وقال بأفضلِ طريقة ساخرة لديه: «سيجد السيد جيتيسون فرصًا وفيرة لممارسة مواهبه!» وأضاف: «وهو بالقطع قد اكتشفَ ذلك بالفعل.»

وافق جيتيسون على ذلك قائلًا: «إنها بالتأكيد ليست قضيةً سهلة، يا سيدي.» وأضاف: «إنها معقَّدة!»

قال برايس موافقًا: «للغاية!» وتثاءب، ونظر إلى المفتش. ثم سأل بلا مبالاة تقريبًا: «ما الأخبار التي لديك، يا ميتشينجتون؟»

أجاب ميتشينجتون: «أوه، حسنًا!» وتابع: «ستُنشَر في صحيفة «ذا هيرالد» غدًا، ستجدها هناك، يا دكتور؛ لقد قدَّمت لهم تقريرًا من أجل عدد هذا الأسبوع، إنه مجرَّد تقرير قصير، لكنني اعتقدتُ أنك ستريد أن تعرف. هل سمعتَ عن واقعة سرقة الجواهر الشهيرة في قصر الدوق قبل بضع سنوات؟ أجل؟ حسنًا، لقد عثَرنا على كل المجموعة الليلةَ مدفونةً في بارادايس! وكيف برأيك انكشفَ هذا السر؟»

قال برايس: «لا فائدة من التخمين.»

تابع ميتشينجتون: «لقد انكشف، من خلال رجلٍ، كان هو وبرادن — برادن، ركِّز معي! — على علمٍ به — إنها قصة طويلة — وكان سيكشفُه، مع برادن، للدوق في اليوم نفسِه الذي قُتل فيه برادن. هذا الرجل انتظر حتى هذا الصباح ثم أخبر سموَّه، وقد جاء سموُّه معه إلينا بعد ظهر اليوم، ومن ثَم أجرينا الليلة بحثًا ووجدنا كلَّ المسروقات! لقد كانت مدفونةً هناك في بارادايس! واستخرجناها، يا دكتور!»

لم يُظهِر برايس اهتمامًا كبيرًا. وأخذ رشفةً على مهلٍ من مشروبه ووضع الكأس وأخرج علبة سجائره. ورأى الرجلان، وهما يُراقبانه بدقَّة، أن أصابعه كانت ثابتةً مثل الصخور وهو يُشعل عود الثقاب.

وقال وهو يُلقي عود الثقاب بعيدًا: «أجل.» ثم أضاف: «لقد رأيتُك وأنت تفعل ذلك.»

لم يتمكَّن ميتشينجتون من كبحِ إجفالٍ اجتاحه ولا نظرةٍ ألقاها على جيتيسون، رغم أنه حاولَ ذلك. لكن جيتيسون كان رابطَ الجأش مثل برايس، وأطلق ميتشينجتون ضحكةً متكلَّفة.

وقال، بنحوٍ يدل على عدم التصديق: «حقًّا؟!» وتابع: «وكنا نظن أننا فعلنا هذا دون أن يَرانا أحد! كيف عرَفتَ أننا كنا نفعل هذا، يا دكتور؟»

أجاب برايس: «لقد أخبرني بيوري الصغير بما كان يجري؛ لذا ألقيتُ نظرةً عليك. وجلبتُ هاركر العجوز لإلقاء نظرة، أيضًا. لقد شاهدناك جميعًا — الفتى وهاركر وأنا — بدافعِ الفضول المطلق، بالطبع. رأيناك تستخرج الطَّرد. لكن، بطبيعة الحال، لم أعرف ما كان بداخله، حتى أخبرتَني الآن.»

لم يجد ميتشينجتون، الذي فُوجئ تمامًا بهذا البيان الصريح، ما يقوله، ومرةً أخرى نظر إلى جيتيسون. لكن جيتيسون لم يُقدِّم أيَّ مساعدة، فاعتمد ميتشينجتون على نفسه.

وقال: «إذن هل جلبتَ هاركر العجوز؟» وأردف: «من أجل … من أجل ماذا، يا دكتور؟ إنْ جاز لي أن أسأل، بالطبع.»

أشار برايس بسيجارته إشارةً تدل على عدم اهتمامه بالأمر.

وأجاب: «أوه، إن هاركر العجوز مهتمٌّ بشدة بما يحدث.» وأضاف: «وعندما لفَت بيوري الصغيرُ انتباهي إلى ما كنتم تقومون به، فبالطبع، اعتقدت أن عليَّ لفْتَ انتباهِ هاركر إليه. وكان هاركر مهتمًّا بالأمر.»

تردَّد ميتشينجتون قبل أن يقول المزيد. لكنه خاطرَ في النهاية بسؤالٍ مهم.

وسأل: «هل هناك أيُّ سبب محدَّد لاهتمامه هذا، يا دكتور؟»

وضع برايس إبهامَيه في فتحتَي ذراعَي صدريته، ونظر بكسلٍ نحو سائله.

وسأله: «هل تعرف مَن هو هاركر العجوز حقًّا؟»

أجاب ميتشينجتون: «كلا!» ثم أردف: «أنا لا أعرف شيئًا عنه — باستثناء ما يُقال بأنه تاجرٌ متقاعد، من لندن، استقر هنا منذ بعض الوقت.»

التفت برايس فجأةً نحو جيتيسون.

وسأله: «هل تعرف أنت؟»

صاح جيتيسون متعجبًا: «أنا، يا سيدي!» وتابع: «أنا لا أعرف هذا الرجلَ على الإطلاق!»

ضحك برايس — ببعض الاستهزاء الساخر المعتاد منه.

وقال: «سأُخبرك الآن مَن هو هاركر العجوز، يا ميتشينجتون.» وأردف: «قد تعرفُ ذلك جيدًا. لقد اعتقدت أن السيد جيتيسون قد يتعرَّف على الاسم. فهاركر ليس تاجرًا متقاعدًا من لندن — إنه رجلٌ متقاعد من مهنتك نفسها، يا سيد جيتيسون. كان في وقت عمله من أذكى الرجال في خدمة إدارتكم. لقد غيَّر ترتيب اسمه فقط — اسألهم في نيو سكوتلاند يارد عما إذا كانوا يتذكَّرون هاركر سيمبسون؟ يبدو أن هذا يُذهلك، يا ميتشينجتون! حسنًا، بما أنك هنا، ربما من الأفضل أن أذهلَك أكثر قليلًا.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤