الفصل الرابع والعشرون

براعة

شغَل جلاسديل، أثناء رحلته إلى رايتشستر التي بدأها بعد نصفِ الساعة من مغادرة برايس له في فندق ساكسونستيد، نفسَه أثناء رحلته عبر الريف بالتفكير في مزايا المنشورَين اللذين قدَّمهما له برايس. لقد أعلن أحدُهما عن تقديم مكافأة قدرُها خَمسمائة جنيه للحصول على معلوماتٍ في قضية برادن وكوليشو؛ في حينِ أعلن الآخَرُ عن مكافأة ألف جنيه. لقد استرعى انتباهَه كشيء مثيرٍ للفضول تقديمُ عرضَين — مما يُشير، في الحال، إلى أن هناك أكثرَ من شخصٍ واحدٍ مهتمٍّ بشدة بهذه القضية. لكن مَن هم هؤلاء؟ — لم تظهر أيُّ إجابة عن هذا السؤال في المنشورين اللذين، في كل حالة، وُقِّع عليهما من قِبَل محامين من رايتشستر. وعلى الفور، ذهب جلاسديل إلى أحدِ هؤلاء، عند وصوله إلى المدينة العتيقة، وقد اختار مقدِّم المكافأة الأكبر. ومن ثَم وجد نفسه حاليًّا في مقابلةٍ مع رجلٍ يبدو عليه الذكاءُ حيث، بعد أن أُبلغ باسمِ زائره ووافق على مقابلته، كان ينظر إلى جلاسديل بفضولٍ واضح للغاية.

وقال مستفسرًا، بينما كان يجلس الزائرُ على الكرسيِّ الذي دُعي للجلوس عليه: «السيد جلاسديل؟» ثم أضاف: «هل أنت السيد جلاسديل الذي ذُكر اسمه في أمر الاكتشاف الرائع الذي حدث الليلةَ الماضية؟»

وأشار إلى نسخةٍ من الصحيفة الأسبوعية، مُلقاةٍ على مكتبه، وإلى تقريرٍ رسمي عن العثور على جواهر ساكسونستيد قدَّمَه ميتشينجتون للصِّحافة، بِناءً على طلب الدوق. فألقى جلاسديل نظرةً خاطفة عليه — بلا مبالاة.

وأجاب: «أجل أنا.» وأضاف: «لكنَّني لم أحضر إلى هنا بشأن هذه المسألة — على الرغم من أن ما حضرت لأجله له صلةٌ بها بالتأكيد. لقد عرضتَ مكافأةً مقابل أي معلومات من شأنها أن تؤدِّيَ إلى حل هذا اللغز المتعلقِ ببرادن — والرجل الآخر، كوليشو.»

أجاب المحامي، وهو ما زال ينظر إلى الزائر بفضولٍ أكبر، ممزوجٍ بالترقُّب: «مكافأة قدرُها ألف جنيه — أجل!» وتابع: «هل يمكنك تقديمُ أي معلومات؟»

أخرج جلاسديل المنشورَين اللذين حصل عليهما من برايس.

وقال: «هناك مكافأتان مقدَّمتان.» وأضاف: «هل هما منفصلتان تمامًا إحداهما عن الأخرى؟»

أجاب المحامي: «نحن لا نعرف شيئًا عن الأخرى.» وأردف: «باستثناء، بالطبع، أنها حقيقية. لكنهما منفصلتان تمامًا.»

فسأله جلاسديل: «مَن الذي يقدِّم المكافأة التي قدرُها خَمسمائة جنيه؟»

صمتَ المحامي، وأخذ يتفحَّص الرجل. حيث أدرك على الفور أن جلاسديل لديه، أو يعتقد أنَّ لديه، شيءٌ ليقوله — وهو يميل إلى توخِّي الحذرِ بنحوٍ غير عادي بشأن قوله.

فأجاب بعد فترة من الصمت: «حسنًا.» وتابع: «أعتقد — في الواقع، إنه سرٌّ معروف — أن عرض الخَمسمائة جنيه قدَّمه دكتور رانسفورد.»

استفسر جلاسديل قائلًا: «وعرضك؟» وتابع: «مَن الذي قدَّم الألف جنيه؟»

ابتسم المحامي.

ثم قال: «أنت لم تُجِب عن سؤالي، يا سيد جلاسديل.» وتابع: «هل يمكنك تقديم أيِّ معلومات؟»

ألقى جلاسديل على سائله نظرةً فاحصة.

وقال: «أيًّا كانت المعلومات التي قد أُقدِّمها، فسأقدِّمها فقط لشخصٍ مسئول — الشخص المسئول. مما رأيته وعرَفته من كل هذا، فالقضية تحمل في طيَّاتها أكثرَ مما هو ظاهر. وأستطيع أن أخبرك بشيء. لقد كنتُ أعرف جون برادن — الذي كان قبل ذلك، بالطبع، جون بريك — معرفةً جيدة جدًّا، لعدة سنوات. وبطبيعة الحال، كنت أعلم الكثيرَ من أسراره.»

سأله المحامي: «هل تقصد، ما هو أكثر من مسألةِ جواهرِ ساكسونستيد؟»

قال جلاسديل موافقًا: «ما هو أكثر من ذلك.» وتابع: «المسائل الخاصة. ليس لديَّ أدنى شكٍّ في أنني أستطيع إلقاء بعض الضوء — أنا أقول بعض! — على قضية رايتشستر هذه. لكن، كما قلت الآن، سأتعامل فقط مع الشخص المسئول. ولن أُخبرك، على سبيل المثال — بصفتك محاميَ هذا الشخص.»

ابتسم المحامي مرةً أخرى.

وقال: «يبدو أن أفكارك، يا سيد جلاسديل، تتلاءم مع أفكار الشخص المسئول.» وتابع: «إذ إن تعليماته لنا — وهي تعليماتٌ صارمة — هي أنه إذا ظهر أيُّ شخص يمكنه تقديمُ أيِّ معلومات، فلا يجب تقديمها لنا، ولكن له — شخصيًّا!»

قال جلاسديل: «إنه رجل حكيم!» وأضاف: «هذا بالضبط ما أشعرُ به حيال ذلك. من الخطأ مشاركة الأسرار مع أكثرَ من شخص.»

سأل المحامي، بطريقةٍ شبه ماكرة: «هناك سرٌّ، إذن؟!»

أجاب جلاسديل: «ربما.» وأردف: «مَن موكلك؟»

سحب المحامي قصاصةً من الورق تجاهه وكتب عليها بضع كلمات. ثم قدَّمها لزائره، فالتقطها جلاسديل وقرأ ما كُتب: «السيد ستيفن فوليوت، كلوس.»

قال المحامي مقترحًا: «من الأفضل أن تذهب وتُقابله.» وتابع: «ستجده متحفظًا بعض الشيء.»

قرأ جلاسديل الاسم وأعاد قراءته — كما لو كان يُحاول تذكُّره، أو ربْطه بشيءٍ ما.

وقال مستفسرًا: «ما سبب رغبة هذا الرجل في اكتشاف الأمر؟»

أجاب المحامي، مع ابتسامةٍ: «لا أعرف، يا سيدي!» وأردف: «ربما سيخبرك أنت. فهو لم يُخبرني.»

نهض جلاسديل كي يُغادر. لكنه استدار وهو يضع يده على الباب.

وسأل: «هل هذا السيد من سكان هذا المكان؟»

أجاب المحامي: «إنه رجلٌ معروف في المدينة.» وتابع: «وستجد منزله بسهولة في كلوس — فالجميع يعرفه.»

غادر جلاسديل بعد ذلك — وسار ببطءٍ نحوَ حرم الكاتدرائية. وفي طريقه مرَّ بمكانَين كان يميل إلى زيارتهما — أحدهما مركز الشرطة، والآخر مكتب المحامين الذين ينوبون عن مقدم عرض الخَمسمائة جنيه. وقد نظر نحو مكتب المحامين وهمَّ بالدخول — ولكن بعد تفكيرٍ عدَلَ عن ذلك وسار إلى الأمام. ثم أشار له رجلٌ كان يسير عبر كلوس إلى منزل فوليوت، فدخله جلاسديل من باب الحديقة، وبعد دقيقة أخرى وجد نفسه وجهًا لوجه مع فوليوت الذي كان مشغولًا، كالعادة، بين أزهاره.

رأى جلاسديل فوليوت وقيَّمه قبل أن يلحَظ فوليوت أن شخصًا غريبًا قد دخل عبر بوابته. إن فوليوت، الذي كان يرتدي سُترةً قديمة احتفظ بها لعمله في البستنة، كان يأخذ شتلاتٍ من شُجيرة قياسية؛ وقد بدا مسالمًا وغيرَ مؤذٍ مثل عمله في بستنة الزهور. لقد بدا رجلًا عجوزًا هادئًا، غيرَ مؤذٍ، لطيفًا نوعًا ما، مستغرِقًا في العمل، مما يوحي بالدَّعَة والسلام.

لكن جلاسديل، بعد نظرةٍ أولى سريعة وفاحصة، ألقى نظرةً أخرى أطول — واقترب أكثر وضحك ضحكةً مكتومة.

استدار فوليوت بهدوء، وعندما رأى الغريب، لم تبدُ عليه علاماتُ المفاجأة. كان معتادًا النظرَ نحو الناس من فوق الحواف العلوية لنظاراته، ونظر بهذه الطريقة إلى جلاسديل، وقد أخذ يتفحَّصه بهدوء من أعلى لأسفل. فرفع جلاسديل قبَّعته المتهدلة وتقدَّم.

وقال: «أنت السيد فوليوت، على ما أظن، يا سيدي، أليس كذلك؟» وأضاف: «السيد ستيفن فوليوت؟»

أجاب فوليوت: «أجل، إنه أنا!» وتابع: «لكني لا أعرفك. فمن عساك أن تكون؟»

أجاب الآخر: «اسمي، يا سيدي، هو جلاسديل.» وأردف: «لقد جئتُ للتو من عند محاميك. لقد ذهبت لمقابلته بعد ظهر اليوم — وأخبرني أن الأمر الذي جئتُ من أجله يمكن التعامُل معه — أو مناقشته — معك أنت فقط. لذا جئتُ إلى هنا.»

أغلق فوليوت، الذي كان يقطع شتلاتٍ من شجيرةِ ورد، سكينَه ووضعه في سترته القديمة. ثم استدار وتفحَّص زائره بهدوءٍ مرةً أخرى.

وقال بهدوء: «أجل!» وتابع: «إذن أنت تسعى للحصول على مكافأة الألف جنيه، أليس كذلك؟»

أجاب جلاسديل: «لا ينبغي أن أعترض على ذلك يا سيد فوليوت.»

قال فوليوت، بغِلظة: «بالقطع لا.» وتابع: «بالقطع لا! ومِن أيِّ النوعَين أنت، إذن؟ مِن أولئك الذين يظنون أنهم يُمكنهم قولُ شيءٍ ما، أو ممن يمتلكون معلوماتٍ بالفعل؟ مَن تكون مِن بينهما؟»

أجاب جلاسديل، مرفقًا إجابتَه بنظرةٍ مباشرة: «ستعرف ذلك بنحوٍ أفضل عندما نتحدَّث قليلًا، يا سيد فوليوت.»

قال فوليوت: «أوه، حسنًا، ليس لدي الآن أيُّ اعتراض على التحدُّث قليلًا — لا يوجد أي اعتراض مطلقًا!» وأضاف: «هنا سنجلس على ذلك المقعد، بين الورود. الجلسة هنا خاصة تمامًا؛ لا أحد حولنا.» وتابع، بينما رافقه جلاسديل إلى مقعدٍ ريفي وُضع تحت تعريشةٍ من الورود المتسلقة: «والآن، مَن أنت، إذن؟ لقد قرأت مقالًا غريبًا في صحيفة محلية هذا الصباحَ عما حدث في ساحة الكاتدرائية هناك الليلةَ الماضية، وذُكر فيه شخصٌ يحمل اسمك. فهل أنت ذلك الرجل جلاسديل المذكور فيه؟»

أجاب الزائر، على الفور: «إنه أنا، يا سيد فوليوت.»

سأله فوليوت: «إذن أنت تعرف برادن — الرجل الذي فقد حياته هنا؟»

أجاب جلاسديل: «أعرفه جيدًا بالفعل.»

سأل فوليوت: «كم كانت مدة معرفتك به؟»

قال جلاسديل: «عدَّة سنوات، كان مجرد أحد المعارف بالنسبة إليَّ، وكنتُ أراه بين الحين والآخر.» وأضاف: «ثم لبضع سنوات، لاحقًا، أصبح ما يمكن أن تُسمِّيَه صديقًا مقربًا لي.»

سأل فوليوت: «هل أخبرك بأيٍّ من أسراره؟»

أجاب جلاسديل: «أجل، أخبرني!»

سأل فوليوت: «هل مِن بينها أيُّ شيء يبدو ذا صلةٍ بموته — والغموض الذي يكتنف ذلك؟»

قال جلاسديل: «أعتقد ذلك.» وأردف: «بعد التدقيق في الأمر، أعتقد ذلك!»

تابع فوليوت: «آه — وماذا عساه أن يكون؟» ونظر إلى جلاسديل نظرةً بدا أنها تُشير ضِمنيًّا إلى عدة أشياء. ثم أضاف: «ربما من مصلحتك أن توضِّح قليلًا، كما تعلم.» وأردف: «على المرء ألا يكون غامضًا بشدة، أليس كذلك؟»

قال جلاسديل: «هناك رجلٌ معيَّن كان برادن حريصًا جدًّا على العثور عليه.» وتابع: «وقد ظل يبحث عنه سنواتٍ عديدة.»

سأل فوليوت: «رجل؟» وتابع: «واحد؟»

ردَّ جلاسديل: «حسنًا، في الواقع، هما رجلان، ولكنَّ واحدًا منهما على وجه الخصوص هو المهم. أما الآخر — الثاني — مثلما قال برادن، فغيرُ مهم؛ لقد كان، مجرَّد مَطيَّةٍ للرجل الذي يريده بنحوٍ خاص.»

قال فوليوت: «فهمتُ.» ثم أخرج علبةَ سيجار وقدَّم سيجارًا لزائره، وبعد ذلك أشعل سيجارًا لنفسه. وسأل: «ولماذا أراد برادن أن يعثر على هذا الرجل؟»

انتظر جلاسديل حتى أشعل سيجاره على نحوٍ جيد قبل أن يُجيب عن هذا السؤال. ثم أجاب بكلمة واحدة.

«الانتقام!»

وضع فوليوت إبهامَيه في فتحتَي ذِراعَي الصدرية الصفراء التي كان يرتديها وأسند ظهره، وبدا أنه يستمتع بمنظر وروده.

ثم قال في النهاية: «آه!» وتابع: «هل كان يرغب في الانتقام؟ إنه من نوع الرجال مُحبِّي الانتقام، أليس كذلك؟ لقد أراد قتلَ شخصٍ ما، أليس كذلك؟»

أجاب جلاسديل مع ضحكة قصيرة: «لقد أراد أن يُزيح عن كاهله عِبءَ الثأر من رجلٍ خدعه.» وأضاف: «هذا هو كل شيء!»

ظل الرجلان يُدخنان في صمتٍ مدةَ دقيقة أو دقيقتين. ثم طرح فوليوت — وهو لا يزال ينظر نحو وروده — سؤالًا مهمًّا.

حيث سأل: «هل أخبرك بأيِّ تفاصيل؟»

قال جلاسديل: «تفاصيل كافية.» وأردف: «لقد خُدع برادن — في معاملة مالية — من قِبَل هذين الرجلين — أحدهما على وجه الخصوص، هو الفاعل الرئيسي في القضية — وقد كلَّفه ذلك أكثرَ مما يعتقده أيُّ شخص! وبطبيعة الحال، أراد — إذا سنحَت له الفرصة — الانتقامَ منه. ومَن منَّا ما كان سيسعى لذلك؟»

سأل فوليوت: «وقد تعقَّبهم، أليس كذلك؟»

أجاب جلاسديل: «هناك أسئلة يمكنني الإجابةُ عنها، وأخرى لا يمكنني.» وأضاف: «وهذا أحدُ الأسئلة التي ليس لدي إجابةٌ عنها. إذ إنني لا أعرف! لكن أستطيع أن أقول ما يلي. إنه لم يكن يتتبَّعهم في اليوم السابق لمجيئه إلى رايتشستر!»

سأل فوليوت: «هل أنت متأكد من ذلك؟» وتابع: «ألم يأتِ إلى هنا من أجل هذا الغرض؟»

أجاب جلاسديل، على الفور: «كلا، أنا متأكد من أنه لم يفعل!» وأردف: «لو كان قد جاء لذلك، لكنتُ سأعرف. لقد كنتُ معه حتى ظهر اليوم الذي أتى فيه إلى هنا — في لندن — وعندما أخذ تذكرتَه في فيكتوريا إلى رايتشستر، لم يكن لديه أيُّ فكرة مطلقًا عن مكان الرجلَين. لقد ذكر ذلك عندما كنا نتناول الغداء معًا قبل أن يصعد إلى القطار. كلا — هو لم يأتِ إلى رايتشستر لأي غرضٍ من هذا القبيل! لكن …»

توقَّفَ ونظر نحو فوليوت نظرةً معبِّرة من زاوية عينَيه.

سأل فوليوت: «أجل … ماذا؟»

قال جلاسديل بهدوء: «أعتقد أنه التقى بأحدهما على الأقل هنا.» وأردف: «وربما بكِلَيهما.»

قال فوليوت: «وهل أدَّى ذلك إلى المصيبة التي تعرَّض لها؟»

قال جلاسديل موافقًا: «إذا كنتَ ترغبُ في صياغة الأمر على هذا النحو، أجل.»

دخَّن فوليوت بعضَ الوقت في صمتٍ أكثرَ تأملًا.

ثم قال في النهاية: «أجل، فهمت!» وتابع: «أعتقد أنك لم تُطلِع أيَّ شخص على هذه الأفكار، أليس كذلك؟»

سأل جلاسديل، بحدة: «هذه الأفكار؟» وأضاف: «أنا لم أُطلِع عليها أيَّ أحد! فهي لم تخطر لي — منذ مدةٍ طويلة.»

قال فوليوت: «أنت من النوع الذي يمكن لأي أحدٍ أن يعقد صفقةً معه، أليس كذلك؟» وتابع: «هذا، إذا كنتَ تجد الأمر يستحق، بالطبع؟»

أجاب جلاسديل: «بكل تأكيد.» وأردف: «وإذا كان الأمر يستحق.»

تأمَّل فوليوت قليلًا. ثم لمس مرفق جلاسديل.

وقال في سرِّية: «انظر قد يكون، كما تعلم، لديَّ غرضٌ بسيط خاص بي من تقديم تلك المكافأة. ربما لأنه كان من سوء حظ صديقٍ خاص لي أنه تسبَّب في ضغينةٍ لهذا الرجل برادن. وربما أرغب في إنقاذه، أتفهمني، مِن … حسنًا، مِن عواقب ما حدث، وأريد أن أكون أولَ مَن يعرف المعلومات إذا تقدَّم بها أيُّ شخص، أفهمت؟»

قال جلاسديل: «مثلما فعلتُ.»

قال فوليوت موافقًا: «مثلما فعلتَ.» وتابع: «والآن، ربما سيصبح من مصلحة صديقي هذا إذا وجد أنك ترى أنَّ عدم نقلك هذه المعلومات لأيِّ شخص أمرٌ يستحق، أفهمت؟»

قال جلاسديل: «إنه أمرٌ يستحق بشدة، يا سيد فوليوت.»

تابع فوليوت: «أجل، حسنًا.» وتابع: «هذا الصديق بالذات يريد فقط أن يعرف، كما تعلم، مقدار ما تعرفه حقًّا! على سبيل المثال، عن هذين الرجلَين — وأحدهما على وجه الخصوص — ذلك الذي كان برادن يُلاحقه؟ هل … هل ذكر لك اسمَيهما؟»

انحنى جلاسديل قليلًا بالقرب من رفيقه على المقعد المغطَّى بالورود.

وقال بصوتٍ هامس: «لقد ذكر لي اسمَيهما.» وأضاف: «أحدهما يُدعى فولكينر راي، والآخر يُدعى فلود. هل هذا كافٍ؟»

أجاب فوليوت: «أعتقد أنه من الأفضل أن تأتيَ لمقابلتي هذا المساء.» وأردف: وتابع، بينما ينهضان: «تعالَ عند الغسق إلى ذلك الباب وسألتقي بك هناك. إن ورودي هذه جميلة، أليس كذلك؟» وأضاف: «أنا أَشغَل نفسي بالكامل بها.»

ومن ثَم مشى مع جلاسديل إلى باب الحديقة، ووقف هناك يُشاهد زائره يبتعد عن جانب الجدار العالي حتى سلك المسار عبر بارادايس. وبعد ذلك، وبينما كان فوليوت يتراجع نحو وروده، رأى برايس يقترب عبر كلوس — وقد لوَّح برايس له.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤