فرقة سلامة حجازي

قال سلامة حجازي عن بدايته المسرحية:١ حملني على اختيار فن التمثيل مَيْلٌ تولَّد في صدري، وأنا لا أزال منشدًا قارئًا للقرآن الشريف، وذلك من تردُّدي على دُور التمثيل الإفرنجية مع بعض أصدقائي من كرام السوريين الخبيرين بأصول هذا الفن الجميل، وهم الذين كانوا يزيِّنون لي أن أظهر على مرسح التمثيل ليلة واحدة على الأقل، فلبَّيْتُ طلبَهم وقمتُ بتمثيل دَوْرَيْن معًا من رواية «مي» مع جوق سليمان الحداد، وهما دَوْر كورياس ودَوْر المَلِك. وكان مراد الناس بتلذُّذ سماع صوتي لا رؤية تمثيلي، فجاء الأمر على عكس ما أرادوا؛ لأن تمثيلي كان الغالب على صوتي، والسبب في ذلك أن أهل الإسكندرية كانوا قد سمعوا صوتي وألِفوا إنشادي، أما تمثيلي فكان غريبًا في أعينهم كما كان غريبًا عليَّ أنا أيضًا. فقد طالما رَأَوْني في النهار بجبة وقفطان وعمامة، أمشي الهويناء والسِّبْحة بيدي، وإذا بهم يَرَوْني ليلًا على ظهر المرسح، والسيف بيدي أسرح وأمرح تحت اسم البطل الهمام والأسد الضرغام كورياس، ثمَّ رَأَوْني في الفصل الثالث ظاهرًا بالهَيْبة والوقار أمثِّل دور الملك. حين رأيتُ نفسي على كرسي الملك ووزراء اليونان وعلماءها وكبار المملكة والخدم والحشم أمامي وحولي آمُر وأنْهَى، ظننتُ أنني في منام. فقلت في نفسي ما قاله «أبو الحسن»: يا ليتَنِي أبقَى نائمًا إلى يوم القيامة. هذا، وما انتهى التمثيل في تلك الليلة التي نلتُ فيها استحسان الكِبَار والأدباء، حتى شعرتُ بغبطة وسرور في نفسي، وأَنِستُ منِّي مَيْلًا إلى هذا الفن الجميل. ثمَّ دُعيتُ بعد أشهر قليلة إلى تمثيل ٤ ليالٍ في الأوبرا الخديوية بصحبة صديقي سليمان القرداحي، فلما وقفتُ لأول مرة على مرسح الأوبرا العظيم، وأجَلْتُ نظري ورأيتُ مَلِيكَ البلاد المغفور له توفيق باشا، ودرويش باشا المندوب السلطاني، وعرابي باشا ورجاله، ونظَّار الحكومة ورجالها، وكبار كل أمة وطائفة في مصر من مصريين وسوريين وإسرائيليين؛ راعني الموقف وجَرَتْ إليَّ دهشة غريبة خشِيتُ معها أن أفشل وأن يُرتَج عليَّ، إلا أن الاستحسان كان يتلو الاستحسان، والهدية تتلو الهدية، والتنشيط للمثابرة على التمثيل من كل مَن عَرَفني ورَآني، فاعتقدتُ حينئذٍ بشرف هذا الفن وفوائده لي ولبلادي، ثمَّ عدتُ إلى الإسكندرية للتمثيل، ولكن لم نمثل — لسوء الحظ — إلا ليلة واحدة، ثمَّ حدثتِ الحادثة المشئومة حادثة ١١ يونيو،٢ فانقطعنا عن التمثيل وفي قلبي منه أجمل ذكرى، وبعد الحادثة العرابية ألَّف المرحوم يوسف الخياط مع أخيه المقاول الشهير أنطون الخياط جوقًا كبيرًا، كان فيه نفر من أفاضل الممثلين السوريين، فلمَّا توسَّما فيَّ المَيْل وبعض الاستعداد بصوتي وتمثيلي سألاني الانضمام إلى الجوق فلبَّيْتُ الدعوة مسرعًا. وقد استفدتُ وقتئذٍ — والحق يُقال — فوائد عظيمة، وكان تمثيلي إذ ذاك متواليًا بين الأوبرا الخديوية في مصر وبعض تياترات الإسكندرية. وانقطعتُ إلى التمثيل تمامًا لما حضرتُ إلى مصر، واتفقتُ مع حضرة الفاضل إسكندر فرح، وقد ثبتنا سويًّا على ممارسته أعوامًا طوالًا؛ إذ رأينا من سكان البلاد مَيْلًا إليه ورغبة في الإقبال عليه.٣
fig20
الشيخ سلامة حجازي.
ويُعتَبَر غناء الشيخ سلامة حجازي — كما قلنا في موضع سابق — السبب الأول في ازدهار فرقة إسكندر فرح طوال تاريخها الفني، وكان سلامة يعلم هذا علم اليقين، وقد حاول في عام ١٨٩٧ ترك الفرقة بحجة المرض ولكنه تراجع.٤ ولعله أراد وقتئذٍ أن يكوِّن فرقة مستقلَّة به ولكنه لم يستطع، ومِن ثمَّ أخذ يعد العدة لهذا الانفصال الذي جاء عام ١٩٠٥؛ ليبدأ سلامة حجازي بداية فنية تاريخية جديدة، وليكتب في تاريخ المسرح المصري السطور الأولى لميلاد أول فرقة مسرحية مصرية كبرى.٥
ترك الشيخ سلامة حجازي فرقة إسكندر فرح، وبدأ تكوين فرقته المسرحية بصورة فعلية في فبراير ١٩٠٥، وذلك بسبب خلاف وقع بينه وبين قيصر فرح، وكانت نتيجة هذا الخلاف خروج الشيخ سلامة من الفرقة. وقد ذهب إسكندر فرح إلى محامي الشيخ وكتب خطاب الانفصال قائلًا فيه:
عزتلو أفندم حضرة الفاضل محمد بك صادق المحترم. بناءً عَلَى طلب سعادتكم إعطاء ورقة تُعلِن ما أفدتمونيه من أن حضرة الشيخ سلامة حجازي سيترك الشغل في الجوق في ١٤ فبراير سنة ١٩٠٥ صار تحرير هذه بمعلوميتي برغبة حضرة الشيخ المومأ إليه وتقديمها لحضرتكم أفندم. كاتبه إسكندر فرح: ١٩ يناير سنة ١٩٠٥.٦
وقبل يوم واحد من الانفصال رسميًّا وزَّع الشيخ سلامة إعلانًا عن بداية فرقته الجديدة، وعزمه عَلَى تمثيل مسرحية «صلاح الدين الأيوبي» بمسرح حديقة الأزبكية يوم ١٦ فبراير، وقال في الإعلان أيضًا: «وقد بذلتُ لذلك وقتًا طويلًا وجهدًا عظيمًا، وأنفقتُ مالًا وفَّرتُه من سهر الليالي ومن تَعَب التمثيل. كل ذلك توصُّلًا لتحقيق أمنية عمومية أدبية أقصد بها خدمة البلاد والأمة.»٧
كما قالت جريدة «مصر» في ١٣ / ٢ / ١٩٠٥:

أَتَتْنا عريضة ممضاة من رجال جوقة مصر العربي وممثِّليه، يقولون فيها إنه لمناسبة انفصال حضرة رئيسهم الشيخ سلامة حجازي من رئاسة هذا الجوق ابتداءً من ١٥ الجاري، وشروعه في تشكيل جوق آخَر تحت إدارته، قد عزموا جميعًا عَلَى الانضمام إليه لما له عليهم من حقوق التربية والتعليم.

وهكذا خرج سلامة من فرقة إسكندر فرح، وكوَّن فرقة مسرحية من أعضائها، وجدَّد في أدواتها وملابسها المسرحية، ولكنه لم يجدد في موضوعات مسرحياتها، حيث أعاد مسرحيات فرقة إسكندر فرح لمعرفته بها وبقصائدها الغنائية؛ ولأنها معتادة التمثيل بالنسبة لبقية الممثلين. وقد أصاب الشيخ سلامة عندما اختار مسرحية «صلاح الدين الأيوبي» لنجيب الحداد٨ كي يفتتح بها عروض فرقته؛ لأنها من المسرحيات الأثيرة لدى الجمهور، لما فيها من قصص العشق والغرام مع كثرة أشعارها وألحانها. هذا بالإضافة إلى ضمان نجاحها، حيث إن عروضها منذ تأليفها عام ١٨٩٣٩ تلقى إقبالًا كبيرًا من محبِّي تمثيل وغناء الشيخ سلامة.
ومسرحية «صلاح الدين الأيوبي» تدور أحداثها أثناء الهدنة التي أُقيمتْ بين صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد، وقت نشوب الحروب الصليبية بينهما. ونعلم من الأحداث أن الهدنة تمَّتْ بسبب مرض ريتشارد، ذلك المرض الذي كاد أن يتفرَّق ملوك أوروبا بسببه طمعًا في قيادة الجيوش الصليبية، مما جعل ريتشارد يطلب السلام من صلاح الدين. وبالأخلاق العربية الإسلامية يوافق صلاح الدين عَلَى السلام، بل ويذهب إلى ريتشارد متنكِّرًا في هيئة طبيب، ولا يتركه حتى يمثل للشفاء. وأثناء وجود صلاح الدين في معسكر الأعداء يشهد خيانة المركيز دي منسرات لوليم حارس راية ريتشارد، الذي يُدبِّر له مكيدة يسرق من خلالها الراية، وذلك بسبب طمع المركيز في الأميرة جوليا شقيقة ريتشارد، والتي تحب الفارس وليم. وعندما يعلم ريتشارد باختفاء الراية يحكم بالموت عَلَى حارسها، ولكن جوليا تستعطف شقيقها دون جدوى، وهنا يتدخل الطبيب «صلاح الدين» ويطلب مكافأته عن شفاء الملك بأن يَهَبَه المَلِك حياة وليم. وبذلك أنقذ صلاح الدين هذا الفارس؛ لأنه يعلم ببراءته. وبمرور الأحداث يتفق صلاح الدين وريتشارد عَلَى عقد الصلح والسلام، وفي أثناء هذا الاجتماع يكشف صلاح الدين عن حقيقة الطبيب، ويكشف أيضًا خديعة المركيز سارق الراية، ويُثبِت براءة حارسها وليم. وهنا يُحضِر سفير اسكوتلندا رسالة إلى ريتشارد، فيَرَى وليم، فيُبهَت ويصرخ قائلًا: «الأمير داود ولي عهد أسكوتلندا!» وهكذا يتضح أن الجندي وليم حارس الراية ما هو إلا أحد الأمراء، وتنتهي المسرحية بحلول السلام، وبزواج الأمير داود من جوليا.١٠
fig21
غلاف مسرحية «صلاح الدين الأيوبي».
وقد نجحت فرقة الشيخ سلامة في أول عروضها المسرحية، ولاقتِ استحسان الجميع، ومن ذلك قول جريدة «المقطم» في ٢٠ / ٢ / ١٩٠٥:

أتقن حضرة الممثل الشهير الشيخ سلامة حجازي جوقه الجديد بإتقانه لكل رواية لبسًا جديدًا يوافق الزمان الذي كانت فيه، فيمثِّل للحاضرين الحالة كما هي. وقد أقْبَلَ الناس إقبالًا عظيمًا عَلَى الليلتين اللتين مثَّلهما في تياترو حديقة الأزبكية، وحدث أنه لمَّا مثَّل قلب الأسد تأثَّر الحاضرون عندما هجم ليقتل أخته، فظنُّوا المسألة واقعية، فنهضوا وقالوا لا تفعل. ولما مثَّل ثاني ليلة رواية «هملت» بكى كثيرون من شدة التأثير. وقد مثَّل البارحة في تياترو حلوان رواية «السيد» فغصَّ المكان بالحضور وسرُّوا من حسن الملابس الجديدة، والإتقان الذي شاهدوه مع حسن التمثيل، وتمنَّوْا لهذا الجوق التوفيق والنجاح. وسيُمثِّل يوم الأحد القادم في حلوان رواية «غانية الأندلس».

توالت بعد ذلك عروض الفرقة الناجحة، ومنها: «مطامع النساء» و«شهداء الغرام» و«البرج الهائل»، وقد خطب في ليلة المسرحية الأخيرة توفيق عزوز صاحب مجلة المفتاح خطبة ثناء عَلَى الفرقة.١١ بعد ذلك سافرت الفرقة إلى الإسكندرية، وعرضت مسرحية «صلاح الدين الأيوبي» بالمسرح العباسي في مارس ١٩٠٥، فكانت آخِر عروضها عَلَى هذا المسرح قبل احتراقه.١٢
تنقلت الفرقة بعد ذلك ولمدة ثلاثة أشهر بين عدة مسارح في العاصمة والأقاليم، منها: مسرح حديقة الأزبكية، ومسرح كازينو حلوان، ومسرح زيزينيا بالإسكندرية، ومسارح الفيوم وطنطا والمنيا والزقازيق، فأعادتِ المسرحيات القديمة التي كانت تُمثَّل أيام فرقة إسكندر فرح، مع تجديد في الملابس والمناظر، وإضافة عنصر الإضحاك والتسلية من خلال الفصول المضحكة، وعزف الموسيقى، وسحب أرقام اليانصيب. ومن أهم ممثِّلي الفرقة في ذلك الوقت: إبراهيم أرسلان، أحمد أبو العدل، أحمد حافظ، أحمد فهمي، أحمد فهيم، جراسيا قاصين، حسين حسني، السيد الأزهري، صالحة قاصين، عبد الرازق البرقوقي، عبد الله عكاشة، عبد المجيد شكري، عمر وصفي، ماتيل نجار، ماري إبراهيم، متولي السيد، محمد بسيوني، محمد العراقي، محمد بهجت، محمد عبد الرازق، محمود حبيب، محمود حجازي، محمود رحمي، مريم سماط، مصطفى محمد، ميليا ديان، وردة ميلان، والملقِّن حسن إبراهيم.١٣
ومن عروض الفرقة في هذه الفترة، سواءً لحسابها أو لحساب بعض الجمعيات أو لحساب بعض المتعهِّدين في الأقاليم: «السر المكنون»، «الظلوم»، «هملت»، «صدق الإخاء»، «صلاح الدين الأيوبي»، «روميو وجوليت»، «مطامع النساء»، «هناء المحبين»، «البرج الهائل»، «اللص الشريف»، «غرام وانتقام»، «حسن العواقب».١٤

وكمثال لموضوعات هذه المسرحيات نجد مسرحية «السر المكنون» أو «السر المكتوم في الظالم والمظلوم» لإلياس صيداوي، تدور أحداثها في القرن الخامس عشر حول ظلم كارلس ملك فرنسا لبعض البلاد المجاورة، وبالأخص جمهورية بيشة. وفي إحدى غزواته ينشقُّ عن كارلس قائد جنوده لويس، الذي يُدافِع عن الأمير توماس رئيس جمهورية بيشة، وبعد فترة من مكوث لويس في بيشة يَقَع في حبِّ ملكة ابنة توماس، ويطلب من والدها الزواج، فيوافق توماس، ولكن ملكة تطلب شرطًا محدَّدًا لإتمام هذا الزواج، وهو أن يقوم خطيبها بالقبض عَلَى الأمير برونو الشرير، وأن يأتي به مكبَّلًا بالأغلال، فيوافق لويس، ولكن برونو يكشف هذا الأمر ويقبض عَلَى لويس، ومِن ثمَّ يهرب لويس من السجن بمساعدة الأمير يوسف زعيم الكومندوتير. وبعد عدة أحداث متشابكة استغرقتْ أربع عشرة سنة يتم زواج ملكة من لويس بعد أن تمَّ التخلُّص من برونو، وعاد شقيقا ملكة إليها وإلى والدهما، بعد أن فقدتْهما الجمهورية سنوات طويلة.

fig22
غلاف مسرحية «السر المكتوم».
وهكذا نجحت فرقة سلامة حجازي نجاحًا كبيرًا طوال هذه الأشهر الثلاثة، فأراد الشيخ أن يكون له مسرح مستقلٌّ ثابت بدلًا من التنقل بين المسارح المختلفة؛ ليُعيد أمجادَه السابقة عندما كان يعمل عَلَى مسرح شارع عبد العزيز، فوقع اختياره عَلَى تياترو فردي بحديقة الأزبكية، عندما مثَّل عليه مسرحية «ضحية الغواية» يوم ٢٩ / ٦ / ١٩٠٥ أثناء عودته من رحلته الفنية بالمنيا.١٥
وعن هذا الأمر قالت جريدة «مصر» في ١٣ / ٧ / ١٩٠٥:

يَسُرُّ جميعَ المحبِّين لترقية فن التمثيل في القطر أن عدد الملاعب والأجواق العربية يزداد، وأن أولها وأكملها هو جوق حضرة المتفنن الفريد الشيخ سلامة حجازي قد أصبح له مرسح في وسط العاصمة، في أحسن موقع من مواقعها. وذلك أن حضرة صاحب هذا الجوق ومديره قد أجَّر التياترو المعروف بتياترو فردي لمدة أربع سنين، وشرع في تحليته وزخرفته بما لم يَسبِق له مثيل في المراسح العربية. وأنفق عَلَى ذلك مالًا طائلًا، بحيث لا يمضي هذا الشهر، إلا ويكون ذلك الملعب عَلَى أجمل استعداد، ولا يفوقه في الإتقان والاتساع إلا دار الأوبرا الخديوية. وقد أفرد فيه جانبًا للسيدات وبابًا خاصًّا بحيث يَجِئْنَ ويبعدن في أحسن حال من أحوال الصيانة، وسمَّاه اسمًا عربيًّا جميلًا وهو «دار التمثيل العربي».

استمر العمل عَلَى قدم وساق في تهيئة دار التمثيل العربي لمدة شهر تقريبًا، بمساعدة — صهر الشيخ سلامة — الثري عبد الرازق بك عنايت،١٦ وافتتحتْه الفرقة بمسرحية «هملت» — ترجمة طانيوس عبده — في ٨ / ٨ / ١٩٠٥، ووصفتْ جريدة «الوطن» هذا العرض قائلةً في ١٠ / ٨ / ١٩٠٥:

مثَّل جوق الشيخ سلامة حجازي مساء أول أمس رواية «هملت» الشهيرة، فظهرتْ في ثوبٍ قشيبٍ لم تلبسه من قبل؛ لأن إتقان الملابس والمناظر زاد في رونقها، حتى حال الحاضرون أن الرواية ليست رواية «هملت» التي طالما شهدوها قبل الآن، مما دلَّ بوضوح تام أن وراء سويداء التمثيل في مصر رجالًا يعملون عَلَى ترقيته، وأن القابض عَلَى دفة مركبه هو الشيخ سلامة حجازي مدير هذا الجوق الجديد.

ومسرحية «هملت» كما كتبها شكسبير تدور حول وفاة ملك الدانمارك في ظروف غامضة، فيخلفه عَلَى العرش شقيقه كلوديوس، ومِن ثمَّ يقترن بأرملة الملك. وهذه الأمور أثارتْ شكوكَ وليِّ العهد هملت، فعَانَى من اضطراب نفسي عنيف. بعد ذلك يَظهَر لهملت شبح والدِه المتوفَّى ويُخبِره بأنه مات مقتولًا عَلَى يد شقيقه كلوديوس، ويُطالِبه بأخْذ الثأر. فيعيش هملت بعد ذلك حالة من الجنون، وأثناء استجوابه لأمِّه الملكة في حجرة نومها يشعر بأن هناك مَن يتجسَّس عَلَى حديثهما من وراء الستار، فيقتله فإذا به بولونيوس الوزير الأول ووالد أوفيليا، ثمَّ ينتهز هملت حضور فرقة تمثيلية إلى القصر فيتفق معها عَلَى تمثيل مسرحية يقوم بطلها باغتيال شقيقه الملك ليستولي عَلَى عرشه وزوجته، وعندما يشاهد كلوديوس التمثيل يثور عَلَى الممثلين ويخرج بعد أن قرَّر التخلُّص من هملت بإرساله إلى إنجلترا برفقة خائنَيْن، معهما خطاب إلى ملك إنجلترا، فيه أمر بقتْل هملت فور وصوله. ولكن هملت يكتشف المؤامرة ويخدع رفيقَيْه ويعود إلى الدانمارك، ثمَّ يحاول كلوديوس تدبير مؤامرة أخرى للتخلص من هملت، وذلك بإقامة مبارزة بين هملت وبين لايريتس ابن الوزير بولونيوس. وقبل المبارزة يقدِّم الملك كأسًا مسمومةً لهملت، ولكنه يعتذر عنها فتشربها أمُّه وتموت، فتقوم المبارزة ويقتل كل منهما الآخَر وتنتهي المسرحية. ولكن المترجم طانيوس عبده غيَّر في النهاية حيث أبقى عَلَى حياة هملت.

ثمَّ توالت بعد ذلك عروض الفرقة بدار التمثيل العربي — بنظام ثلاثة أيام أسبوعيًّا: السبت والثلاثاء والخميس — ومنها: «غانية الأندلس»، «صلاح الدين الأيوبي»، «ضحية الغواية»، «السر المكنون»، «مغائر الجن»، «شهداء الغرام»، «ملك المكامن»، «اللص الشريف»، «مطامع النساء»، «هناء المحبين».١٧
وبعد مرور سبعة أشهر — منذ بداية عمل الفرقة وحصولها عَلَى مسرح ثابت وإعادتها للمسرحيات القديمة — كان لا بُد من تقديم الجديد، وإلا أصبحت الفرقة نسخة مكررة من فرقة إسكندر فرح القديمة. وقد تمثَّل هذا الجديد في عرض مسرحية «ابن الشعب» لإسكندر ديماس وتعريب فرح أنطون. وقد أعلنتْ عن هذا الأمر جريدة «مصر» قائلةً في ١٢ / ٩ / ١٩٠٥:

يُمثِّل مساء اليوم جوق الشيخ سلامة حجازي لأول مرة بدار التمثيل العربي رواية «ابن الشعب»، وهي سياسية أدبية ذات حوادث واقعية جَرَتْ في البلاد الإنكليزية، تأليف الكاتب الفرنساوي إسكندر دوماس، وتعريف حضرة الأديب فرح أنطون، وقد عوَّدنا هذا الأخير أن لا ينقل من الروايات الإفرنجية إلى اللغة العربية إلا ما كان من خيرة الروايات وأهمها مثل رواية «البرج الهائل» ونحوها، فنؤمل أن يكون الإقبال عظيمًا.

وموضوع مسرحية «ابن الشعب» يدور حول فتاة أحبَّتْ وتزوَّجتْ وحَمَلَتْ دون أن يعلم والدها الثري صاحب الجاه؛ لأنه كان رافضًا لهذا الزواج لعدم التكافؤ بين ابنته وزوجها. وعندما علم الأب طَارَدَ الزوجين برجاله، ولكن الزوجين هربا، ودخلا منزل طبيب. وعندما يرى الطبيب حالة الزوجة، وهي تكاد تنزف، يُسعِفها، فيكتَشِف أنها عَلَى وشك الولادة فيقوم بولادتها بمساعدة زوجته. وهنا يحضر والد الفتاة ورجاله، فيهرب الزوج بعد أن أوصى الطبيب وزوجته بالاهتمام بالأم والطفل، ويحاول الأب أخذ ابنته عنوة فيمنعه الطبيب، إلا أن الابنة توافق عَلَى الخروج مع والدها بعد أن أوْدَعَتْ طفلَها أمانة عند الطبيب وزوجته. وتمر ٢٦ سنة عَلَى هذه الأحداث، ونجد الطفل أصبح شابًّا مرموقًا، تحبُّه ابنة الطبيب أو والده بالتبنِّي لأنها تعلم حقيقته، ويدخل الشاب الذي أصبح اسمه «ريشار» إلى البرلمان، ويُرشَّح للوزارة ضدَّ شخص آخَر، وفي أثناء الحملة الانتخابية يُعيِّره الآخَر بعَدَم نسبه إلى الطبيب. وبعد حدوث مواقف كثيرة نجد ريشار وقد تبدَّل وأصبح مرتشيًا ووصوليًّا بعد أن فاز بمنصب الوزير، كما أصبح أيضًا ظالمًا للجميع حتى لأقرب الناس إليه، وتحدث مفاجآت كثيرة، منها زواجه من ابنة الطبيب وتعذيبها ومحاولة قتلها، ثمَّ خطبته لفتاة أخرى من أجْل مركزها فيتَّضح في النهاية أنها شقيقته، وأخيرًا محاولة قتله لأحد الأشخاص فيتضح له أنه والده، وبظُهُور هذه الحقائق تنتهي المسرحية.

ومن الغريب أن هذه المسرحية لم تُمثَّل إلا ليلة أو ليلتين فقط، رغم أنها أول مسرحية جديدة تعرضها الفرقة، وهذا التصرف يُعتَبَر شاذًّا بالقياس إلى ما هو متَّبع عند جميع الفِرَق عندما تعرض مسرحية جديدة لأول مرة! والأغرب من ذلك أن أغلب الصحف صَمَتَتْ ولم تُعلِّق عَلَى عرض المسرحية! والسر في ذلك أن المسرحية لم تنجح لسببين؛ الأول: قلة القصائد الغنائية الموجودة في النص، وبالتالي عدم سماع الجمهور لغناء الشيخ سلامة بالقدْر الذي تعوَّد عليه، فالشيخ سلامة كان يقوم بدور «ريشار» في هذه المسرحية، ولم تتعدَّ الأبيات الشعرية المغنَّاة من قِبَلِه سوى ٢٥ بيتًا طَوَالَ خمسة فصول في ١٠٨ صفحات،١٨ وهذا القدْر الضئيل من الغناء لم يُعالِجه الشيخ سلامة بالأسلوب المتبع في ذلك الوقت، وهو إقحام بعض القصائد ضمن المواقف التمثيلية، حتى ولو لم يكتبها المؤلف في نصه إرضاءً لذَوْق الجمهور.١٩

أمَّا السبب الآخَر فيتعلَّق بموضوع المسرحية، الذي يختلف عن الموضوعات المسرحية المألوفة عند الجمهور، والتي تدور حول حكايات ألف ليلة وليلة، بما فيها من قصص الملوك والأمراء، وعذاب المحبِّين، والعادات الشعبية، وخصال العرب وشجاعتهم … إلخ. هذا بالإضافة إلى أن شخصية ريشار كانت تمثِّل الظلم والطمع والحقد والكُرْه ونكران الجميل والإساءة إلى أولي القربى … إلخ هذه الصفات التي جعلتِ الجمهور لا يُقبِل عَلَى رؤية الشيخ وهو يمثِّل هذه الشخصية، مما جعل المسرحيةَ تسقط جماهيريًّا وغنائيًّا.

استطاع الشيخ سلامة معالَجة هذا الأمر سريعًا، وذلك بعودته إلى عرض المسرحيات القديمة بعد يوم واحد فقط من سقوط مسرحية «ابن الشعب» فعرض مسرحية «مظالم الآباء» يوم ١٤ / ٩ / ١٩٠٥،٢٠ ومِن ثمَّ توالتِ العروض المُعادة لمدة شهرين، ومنها: «الاتفاق الغريب»، «ثارات العرب»، «ملك المكامن»، «غرام وانتقام»، «مطامع النساء»، «حسن العواقب»، «صلاح الدين الأيوبي»، «محاسن الصدف»، «ضحية الغواية»، «الرجاء بعد اليأس»، «السر المكنون»، «البرج الهائل»، «أنيس الجليس»، «أوديب»، «مغائر الجن»، «حمدان»، «شهداء الغرام»، «صدق الإخاء».٢١ أمَّا مسرحية «ابن الشعب» فقد عرضتْها الفرقة في هذه الفترة مرات قليلة.٢٢
وفي ١١ / ١١ / ١٩٠٥ قدَّمتْ فرقة سلامة حجازي تجربتها الثانية، وهي عرض مسرحية «تسبا» أو «شهيدة الوفاء» لأول مرة، وهي من تأليف فيكتور هوجو وتعريب زاكي مابرو.٢٣ وكان توزيع أدوار الممثلين — كما جاء في نص المسرحية المطبوع — هكذا: الشيخ سلامة حجازي «رودولف» شريف متنكِّر عاشق كاترين، أحمد فهيم «أنجلو» حاكم مدينة بادو، محمد بهجت «أوميد» زعيم جواسيس مجلس العشرة، السيد الأزهري «كاليوفا» صديق رودولف، محمد بسيوني ومحمود حبيب «أفار وجيار» خفراء، عبد الله عكاشة «لافو» صانع سلال وصديق أوميد، محمد عبد الرازق «توريلو» حاجب الحاكم، مصطفى محمد «كاهن أول»، متولي السيد «كاهن ثاني»، ميليا ديان «كاترين» امرأة الحاكم أنجلو وحبيبة رودولف، مريم سماط «تسبا» ممثلة عاشقة رودولف وخليلة الحاكم، وردة «روجينا» خادمة كاترين، ماتيل «لولو» خادمة كاترين.
وفي هذه المسرحية مثَّل الشيخ سلامة حجازي شخصية «رودولف» التي غنَّت أشعارًا أكثر بقليل من شخصية ريشار في مسرحية «ابن الشعب»، وكأن الشيخ سلامة تعلَّم الدرس، فجعل جورج طنوس يُضيف إلى المسرحية بعض الأبيات التي لم توجد في أصل النص ولم يؤلِّفها المُعرِّب، وعندما تمَّتْ طباعة المسرحية نُشرت هذه الأبيات وكُتِب في أسفلها:

بينما كان جوق حضرة الشيخ سلامة يدرس هذه الرواية في مصر، كان المُعرِّب متغيِّبًا في برِّ الشام، فنظم حضرة الأديب جورج أفندي طنوس هذه الأبيات الرقيقة عن لسان تسبا، فآثر المعرِّب حفْظَها ونَشْرَها في ختام هذا الفصل، إقرارًا بفضل الناظم، حفظه الله.

وهذه الأبيات هي:

بَيْنَ انتقامي والفؤاد غدَوْتُ في
نكد فيا لله من ذا الموقِفِ
فإذا انتقمتُ قَضَى الذي أحببتُه
وقضَيْتُ من أسفي غدًا وتلهُّفِي
وإذا رضختُ إلى الفؤاد وحكمه
أضحى نصيبي منه حظَّ المدنفِ
فأنا عَلَى الحالَيْن مائتة أسًى
يحيا الحبيب إذن وإنْ لم يَنصِفِ
رودولف حبُّك سوف يُبلِغني المُنَى
ويُمِيتني كي لا تكون معنِّفي
فإذا قضَتْ تسبا فقل هذي قضَتْ
كي لا تخون وإنْ حلفتَ ولم تَفِ٢٤
fig23
غلاف مسرحية «تسبا».
ومسرحية «تسبا» لاقتِ استحسان بعض الصحف المعاصرة التي قرَّظتْها، واستحسنتْ تمثيلَها بعد أن لخَّصتْ موضوعها، ومنها جريدة «الوطن» التي قالتْ في ١٧ / ١١ / ١٩٠٥:

أحبَّتْ كاترين امرأة أنجلو حاكم بادو قبل اقترانها به فتًى نبيلًا يُدعَى رودلف، ثمَّ اقترن بها الحاكم بلا حب لأغراض سياسية له، فلم يكن يُسمِعها سوى الوعيد والتهديد، ثمَّ جاء بإحدى الممثِّلات محظِيَّة له ووضعها في قصره، وبعد حين علم أن امرأتَه عاشقة، وأن عاشِقَها زارَها في منزله، فقَضَى عليها بالموت، ولما كانت محظيَّتُه وهي الممثِّلة تسبا عالمةً بهذا الغرام، وأن عاشق امرأته هو معشوقها بادو الذي جاء مستترًا بأنه أخوها، سَعَتْ سَعْيَها الأوْفَى حتى أنقذَتِ امرأة الحاكم سرًّا حبًّا بمَن تهواه، وحمَلَتْ معشوقَها عَلَى قَتْلِها انتقامًا منها؛ لظنه أنها السبب في موتها، وذلك لتتخلَّص من عناء الغرام. ثمَّ نَدِم القاتل في حين لا ينفع الندم، لمَّا عَلِم أن حبيبته حية لم تُقبَر، بفضْل مَن أوْردَها كأسَ الحِمَام. هذه خلاصة موضوع الرواية التي مثَّلها أمس جوق الشيخ سلامة حجازي، وهي رواية وإن مُثِّلت عَلَى المراسح يومًا، فهي تُمثَّل كلَّ يومٍ في كثيرٍ من القصور الشامخة؛ لذلك كان تأثير الشعب من سماعها عظيمًا، حتى بكى الأكثرون من الحاضرين، خصوصًا عندما جادَتْ تسبا بحياتها؛ لأن ممثلة دَوْرها وهي السيدة مريم سماط أبدَعَتْ في التمثيل إبداعًا نادرًا حتى لقَّبها الشعب بزهرة دار التمثيل، وصفَّق لها التصفيق المتواتر لِمَا ظَهَر عليها من التأثر، الذي اتصلت شرارة كهربائه إلى نفوس المتفرِّجين عمومًا. وكذلك السيدة ميليا ديان فإنها أجادت في تمثيل دورها أيضًا، خصوصًا عندما أخذت تُعنِّف زَوْجَها عَلَى طلبه إعدامَها بأن لا حق له في ذلك، وأن الرجل الذي يأتي بخليلته إلى منزله ويفضِّلها عَلَى حليلته، لا بِدْعَ إذا اضطرَّتْ زوجته إلى حب غيره، فلم تُخلَق المرأة إلا للرجل ولم يُخلق الرجل إلا للمرأة. أمَّا أفراد الممثلين، فقد ظهروا أمس بمظهر جديد من الإبداع والإتقان، خصوصًا حضرة الممثل مدير الجوق وأحمد فهيم ممثل دور أنجلو ومحمود حبيب وبهجت وسواهم، مما سرَّنا وجعلنا نؤمل بوصول التمثيل في هذا العصر إلى حال لم يُرَ من قبلُ. والفضل في ذلك كلِّه راجع إلى الشيخ سلامة حجازي، الذي لا يدَّخِر وسعًا في ترقية هذا الفن وتعليم أفراد جوقته الشهيرة، ولا يسعنا في الختام إلى أن نُثنِيَ الثناء الجميل عَلَى حضرة الكاتب الألْمَعِي زاكي مابرو معرب هذه الرواية الحسناء.

fig24
مريم سماط ممثلة دور تسبا.
بعد نجاح فرقة سلامة حجازي في تجربتها الثانية من خلال مسرحية «تسبا» أعادتِ الفرقة عروضها القديمة بدار التمثيل العربي، ومنها: «مظالم الآباء»، «ضحية الغواية»، «عائدة»، «مطامع النساء» — وقد خُصِّص إيرادها لمساعدة طائفة الإسرائيليين القرائيين في ٢٠ / ١١ / ١٩٠٥ — «اللص الشريف»، «الظلوم»، «هناء المحبين»، «ابن الشعب»، «السر المكنون» — وخُصِّص دخلها لصالح جمعية الاتحاد الأخوي الإسرائيلية في ٢٧ / ١٢ / ١٩٠٥ «البرج الهائل»، «صدق الإخاء»، «غرام وانتقام»، «هملت»، «ملك المكامن»، «صلاح الدين الأيوبي».٢٥
fig25
غلاف مخطوطة مسرحية «مظالم الآباء».
أمَّا عروض الفرقة خارج مسرحها — دار التمثيل العربي — فتمثَّلت في عرضين؛ الأول: «ابن الشعب» بمسرح زيزينيا بالإسكندرية، والآخر: «غانية الأندلس» بالأوبرا لصالح الجمعية الخيرية الإسلامية في ١ / ١٢ / ١٩٠٥.٢٦ هذا بالإضافة إلى بعض التجديدات التي أُدخلتْ في نظام ديكور عروض الفرقة، ومنها ما أخبرتْنا به جريدة «الوطن» قائلةً في ١٦ / ١٢ / ١٩٠٥:

يمثِّل جوق حضرة الممثل الشهير والمطرب المبدع الشيخ سلامة حجازي رواية «ضحية الغواية» الشهيرة في دار التمثيل العربي. وقد أضاف إليها منظرًا جديدًا جليًّا من أوروبا، تَظهَر فيه شارلوت وراعول صاعدَيْن إلى السماء، فلا غرابة إذا كان الإقبال مستمرًّا عَلَى هذا الجوق الفريد.

وفي ٢٣ / ١ / ١٩٠٦ مثَّلت الفرقة بدار التمثيل العربي ثالث مسرحياتها الجديدة، وهي «الجرم الخفي» تعريب فليتش أندريوني وفؤاد سليم.٢٧ وبالرغم من استخدام الملابس الجديدة البرَّاقة، وبعض مناظر الديكور المستحدثة، إلا أن المسرحية لم تَلقَ الإقبال الجماهيري المنتظر، ولم يستمرَّ عرضُها سوى ليلتين عند بداية تمثيلها لأول مرة،٢٨ ومن ثمَّ عُرِضت خمس مرات طوال ثلاثة أشهر. وفي هذه الأشهر أعادت الفرقة عروضها القديمة، ومنها: «مطامع النساء»، «هملت»، «تليماك»، «صدق الإخاء»، «غانية الأندلس»، «مغائر الجن»، «عائدة»، «تسبا»، «خليفة الصياد»، «ابن الشعب»، «ضحية الغواية»، «ملك المكامن»، «شهداء الغرام»، «صلاح الدين الأيوبي»، «حسن العواقب»، «البرج الهائل»، «السر المكنون».٢٩
fig26
فؤاد سليم.
وقد عرضت الفرقة في هذه الفترة بعض العروض لصالح الجمعيات الخيرية، ومنها: مسرحية «غرام وانتقام» بالأوبرا الخديوية يوم ٢٨ / ١ / ١٩٠٦، لجمعيتي المساعي الخيرية والتوفيق القبطية. ومسرحية «السيد» بدار التمثيل العربي، لصالح الجمعية الخيرية للسريان الكاثوليك. ومسرحية «تليماك» بالأوبرا الخديوية لصالح جمعية المساعي الخيرية المارونية.٣٠
أمَّا عروض الفرقة بالأقاليم فقد تمثَّلت في: مسرحية «حمدان» لصالح المدرسة الوطنية بالمنصورة في ليلتها الخيرية يوم ٢٠ / ٣ / ١٩٠٦. ومسرحية «تسبا» بتياترو المنصورة، وعرضتْها مرة أخرى بالتياترو المصري بطنطا في مايو ١٩٠٦.٣١
ومن أهم عروض الفرقة في هذه الفترة مسرحية «السيد» التي عرضتْها في ليلة خاصة بسليم سركيس،٣٢ صاحب مجلة «سركيس»، التي أُقيمت في أول مايو ١٩٠٦. وفي هذه الليلة ألقى بعض الشعراء والأدباء عدة قصائد وخُطب بين الفصول، ومنهم: خليل مطران، حافظ إبراهيم، إبراهيم شدودي، مسيو أرمان لوريلا، نسيب مشعلاني.٣٣
fig27
غلاف مسرحية «السيد».
fig28
سليم سركيس.

ومسرحية «السيد» أو «غرام وانتقام»، تعريب نجيب الحداد، تدور أحداثها في إشبيلية حول البطل رودريك ابن الدون دياك، الذي يحب شيمان ابنة الدون جومس، ومدى استعداد الأسرتين بزفافهما. وقبل أيام من هذا الزفاف يقوم فرنان مَلِك كستيليا باختيار مؤدِّب لابنه من بين دياك وجومس، فيقع اختياره عَلَى الدون جومس، مما أثار الحقد في نفس الدون دياك، فتدور مناقشة مُثِيرة بينهما حول اختيار الملك، فيقوم جومس بصفع دياك الذي يطلب عدل الملك من جرَّاء هذه الصفعة، ومِن ثمَّ يُثير ابنه رودريك ضدَّ والد حبيبته كي يأخذ بثأر أبيه. وبالفعل تتم مبارزة بين رودريك وبين جومس، تنتهي بموت جومس. وهنا نجد صراعًا عنيفًا تولَّد عند شيمان، بين حبِّها لرودريك وبين ثأرها منه؛ لأنه قتل أباها، فيذهب إليها رودريك ويطلب منها أن تقتله، ولكنها لا تفعل بسبب حبها وتُطالِب الملك بالعدل. وهنا يقترح دياك عَلَى ابنه رودريك أن يذهب لمحاربة أعداء البلاد لعله يموت شهيدًا دفاعًا عن الوطن، بدلًا من أن يموت بسبب انتقامه لشرف أبيه، ويمتثل رودريك لنصيحة أبيه، ويُبلِي بلاءً حسنًا في المعركة، ويعود منتصرًا فيخلع عليه الملك لقب «السيد» أي سيد الناس. وتشعر شيمان بأن ثأرها ضاع أمام بطولة ولقب رودريك، فتطلب من الملك العدل لمقتل أبيها، وتنشر بين الناس أن مَن يبارز رودريك ويقتله سيصبح زوجها. ويتقدَّم لهذا الأمر الدون صنش طمعًا في شيمان، ولكن رودريك ينتصر عليه في المبارزة ويعفو عنه في النهاية، وهنا يأمر الملك بزواج رودريك من شيمان، ولكن شيمان تؤجِّل هذا القران حتى تنتهي من حزنها عَلَى أبيها، وأيضًا حتى ينتهي رودريك من انتصاراته، وهكذا تنتهي المسرحية.

بعد ذلك أعدَّ الشيخ سلامة فرقته إعدادًا جيِّدًا، وقام بأول رحلة فنية إلى الشام، فلاقتْ فرقته نجاحًا كبيرًا طوال أشهر صيف ١٩٠٦.٣٤ وبعد عودة فرقته في أول سبتمبر ١٩٠٦، استمرت في إعادة عروضها القديمة بدار التمثيل العربي حتى أول فبراير ١٩٠٧، مع إضافة بعض المشاهد الترفيهية والموسيقية، مثل: الصور المتحرك (السينماتوجراف)، والفصول المضحِكة، والأوركستر الموسيقي بقيادة عبد الحميد علي، هذا بالإضافة إلى إدخال آلة تليفون رقم ١٩٦٥ لسهولة تقديم الخدمات وحجز المقاعد. ومن هذه العروض: «عظة الملوك» أو «الطبيعة والزمن»، «صلاح الدين الأيوبي»، «تسبا»، «الجرم الخفي»، «تليماك»، «روميو وجوليت»، «عائدة»، «هملت»، «ملك المكامن»، «ضحية الغواية»، «البرج الهائل»، «ابن الشعب»، «كاترين هوار»، «صدق الإخاء»، «مغائر الجن»، «السر المكنون»، «غانية الأندلس»، «مظالم الآباء»، «مطامع النساء»، «هناء المحبين»، «الرجاء بعد اليأس»، «اللص الشريف»، «الاتفاق الغريب»، «حمدان».٣٥
fig29
غلاف مسرحية «عظة الملوك» أو «الطبيعة والزمن» المخطوطة والمطبوعة.

وكمثال لموضوعات هذه المسرحيات نجد «عظة الملوك» أو «الطبيعة والزمن»، تأليف بشارة كنعان، تدور أحداثها حول قُدْرة الطبيعة والزمن عَلَى التحكم في تصرفات البشر عَلَى الأرض، وذلك من خلال قصة تاريخية تدور أحداثها في الهند، حيث يقوم سلطانها فيروزاد بخطف أنوش زوجة نرباس قائد جيوش البلاد، حقدًا عليه بسبب حب الشعب له. وعندما تُخطف أنوش تُسجن في قصر السلطان، وتُجبَر عَلَى الزواج من سلطان البلاد ولكنها ترفض وفاءً لزوجها نرباس. وتدور أحداث كثيرة حول محاولة السلطان التخلص من نرباس، وإجبار أنوش عَلَى الرضوخ له والزواج منه، وفي المقابل نجد محاولات كثيرة من نرباس للحصول عَلَى زوجته والخلاص من مطاردة السلطان وجنوده. وتنتهي المسرحية بتدخل الطبيعة، وتعنيفها للسلطان لأنه لم يحكم بالعدل، وأخيرًا يعود السلطان إلى رشده، ويبتعد عن ظلمه، وتعود أنوش إلى زوجها وتنتهي المسرحية.

أمَّا عروض الفرقة بالأقاليم في هذه الفترة، فتمثَّلت في مسرحية «مغائر الجن» بمسرح زيزينيا بالإسكندرية في ٢١ / ١٠ / ١٩٠٦، ومسرحية «ضحية الغواية» بزيزينيا أيضًا في ٤ / ١١ / ١٩٠٦، وآخِر عرض كان بمسرح التفريح بالمنصورة لصالح المدارس الأهلية في ٢٩ / ١ / ١٩٠٧.٣٦
وفي هذه الفترة أيضًا قدَّمت الفرقة عدة عروض لصالح بعض الجمعيات والأشخاص، مثل: مسرحية «تليماك» التي قُدِّمتْ بدار التمثيل العربي في ليلة مجلة «سركيس» الخيرية في ١٠ / ١٢ / ١٩٠٦، ومسرحية «صلاح الدين الأيوبي» لجمعية الاتحاد الأخوي الإسرائيلي في أول يناير ١٩٠٧ بدار التمثيل العربي، ومسرحية «هملت» لمحفل الصدق الماسوني، وخُصِّص دخلُها لصالح مشروع الجامعة المصرية في ٧ / ١ / ١٩٠٧ بدار التمثيل العربي، ومسرحية «ضحية الغواية» لجمعيتي المساعي الخيرية والتوفيق للأقباط الأرتوذكس في أول فبراير ١٩٠٧ بدار الأوبرا الخديوية.٣٧
وتميَّزت عروض الفرقة في هذه الفترة باستحسان بعض الصحف: ومنها جريدة «المؤيد» التي تحدَّثت في ١٥ / ٩ / ١٩٠٦ عن مسرحية «تليماك»، وما أدخله فيها الشيخ سلامة من القصائد الغنائية وبعض المناظر الجديدة، خصوصًا تجسيد مشهد جهنَّم. أمَّا جريدة «مصر» في ٢٢ / ١٠ / ١٩٠٦، فقد تحدَّثت عن مسرحية متميزة أيضًا هي مسرحية «ضحية الغواية»، ووصفت أحد مشاهدها قائلةً:

لقد أبدع الممثِّلون والممثِّلات غاية الإبداع، حتى استحقُّوا استحسان جميع الحاضرين عمومًا، وخصوصًا منظر دار النعيم الذي كان في انتهاء الفصل الخامس، وكان الحاضرون يشاهدون صعود راءول وشارلوت إلى دار النعيم كأنه تمامًا وليس تمثيلًا، وكان في غاية من الإبداع.

fig30
غلاف مسرحية «ضحية الغواية».

ومسرحية «ضحية الغواية» أو «شارلوت» لخليل كامل، تدور أحداثها حول ملك يحتضر، فيأخذ عهدًا من ابنه فيكتور عندما يصبح ملكًا أن يزوِّج ابن عمه راءول من ابنة عمهما شارلوت، فيُعطي الابنُ العهدَ إلى أبيه رغمًا عنه بسبب حبه لشارلوت، رغم أن الملك المحتضر يعلم بهذا الحب. وأخيرًا يطلب الملك الانفراد بوزيره ريشار، ويأخذ منه عهدًا أيضًا بأن يعمل عَلَى إتمام زواج راءول من شارلوت، وأن يُبعِد عنهما ظلم ابنه فيكتور. وعندما يستفسر الوزير من الملك عن سبب هذا العهد، ولماذا لم يجعل فيكتور ابنه زوجًا لشارلوت، يُطلعه الملك عَلَى سرٍّ خطير وهو أن شارلوت أخت فيكتور من علاقة آثمة كانتْ بَيْنَه وبين امرأة من عامة الشعب عندما كان شابًّا، وقد ربَّى شارلوت في قصره عَلَى أنها ابنة أخ له مات في بلاد بعيدة. وبعد ذلك يموت الملك، وينكث فيكتور بعهد أبيه بعد أن أصبح الملك، فيَنفِي راءول من البلاد، ويرغم شارلوت عَلَى الزواج منه، ولكنها ترفض وتصمد أمام إغرائه. فلم يجد فيكتور إلا أن يسجنها في دير القديسة حَنَّة، وكان يزورها كل ليلة ويضربها بالسوط حتى فقدَتْ عقلَها من شدة التعذيب، فيقوم الوزير ريشار بإبلاغ راءول بما آلَتْ إليه حالة شارلوت، فيحضر من منفاه متخفيًا ويدخل الدير ويقابل فيكتور ويتبارز معه ويقتله، وعندما يُحاول رؤية شارلوت تَعِده إحدى الراهبات بأن تدبِّر له هذا اللقاء غدًا. وعندما يحضر في اليوم التالي تأخذه الراهبة إلى حديقة الدير، حيث يوجد قبر شارلوت، فيرتمي راءول عليه ويبكي حتى يسمع صوت شارلوت تناديه ليلتقي بها في الآخرة، ويلبِّي راءول هذا النداء ويموت عَلَى قبر شارلوت وتنتهي المسرحية.

بعد ذلك قدَّمتِ الفرقة مسرحيتها الجديدة الرابعة، وهي «اليتيمتين» تعريب زاكي مابرو، وقد قالت جريدة «المقطم» عنها في ٩ / ٢ / ١٩٠٧:

لا يزال حضرة المطرب المُبدِع والممثل الشهير الشيخ سلامة حجازي يُتحِف أبناء مصر بأحسن الروايات، فيمثلها برئاسته في دار التمثيل العربي، فيَشهَد كل ذي ذوقٍ سليم برخامة الصوت وحسن الإلقاء وجودة الملابس. وسيُتحِف الجمهور الليلة فيمثِّل رواية جديدة اسمها «اليتيمتين»، وتُمثِّل الحب الطاهر والفضيلة وعزة النفس والوفاء بمعناه الحقيقي، إلى غير ذلك من المزايا، ويتخلَّل فصولَها أدوارٌ موسيقية مطرِبة وتُختَم بفصل مضحِك جديد. وأسعار الدخول عَلَى حالها، فنتمنَّى لهذا الجوق ولحضرة مديره التوفيق والنجاح.

وقد مثَّلت الفرقة هذه المسرحية عدة مرات طوال عشرة أشهر،٣٨ قبل أن تُمثِّل أية مسرحية جديدة أخرى. وطوال هذه الأشهر أعادتِ الفرقة مسرحياتها القديمة بدار التمثيل العربي، ومنها: «العفو القاتل»، «شهداء الغرام»، «تسبا»، «أنيس الجليس»، «محاسن الصدف»، «الظلوم»، «تليماك»، «الجرم الخفي»، «عايدة»، «هناء المحبين»، «مغائر الجن»، «عظة الملوك»، «ضحية الغواية»، «هملت»، «غانية الأندلس»، «الرجاء بعد اليأس»، «غرام وانتقام»، «مطامع النساء»، «صلاح الدين الأيوبي»، «الاتفاق الغريب»، «ابن الشعب»، «البرج الهائل»، «ملك المكامن»، «حسن العواقب»، «صدق الإخاء»، «خليفة الصياد».٣٩
fig31
غلاف مخطوطة مسرحية «العفو القاتل».

وكمثال عَلَى موضوعات هذه العروض نجد مسرحية «العفو القاتل»، تأليف سليم ميخائيل فرنيني، تدور أحداثها حول الأمير أبي العلاء، الذي ورث عن أبيه خصلة الإحسان عَلَى الفقراء، والإنفاق عل أعمال الخير، ولكن هذه الأفعال لا تُرضِي عمَّه أبا دياب، ولا تُرضِي أمَّه الربيعة. وبمرور الأحداث نجد أبا دياب يدبِّر الخُطَط لقتْل الأمير أبي العلاء بمساعدة والدته، أملًا في زواجها من أبي دياب. وأخيرًا تنجح الأم في وضع دواء معين في طعام الأمير حتى إذا ما تناوله يَظهَر بمَظهَر الأموات، وعند ذلك أعلن أبو دياب موت الأمير وتقلَّد هو الحكم، ولكن أبا دياب أراد شيئًا آخَر، وهو مكان كنز ثمين لا يعلمه إلا الأمير أبو العلاء؛ لذلك أظهَرَه أمامَ الناس بالمتوفَّى، وهو في الحقيقة في سُبات يُشبِه الموت، وفي المساء ذهب أبو دياب مع الربيعة وبعض الخدم إلى قبر الأمير، ومِن ثمَّ قام بإفاقة الأمير المُسجَّى بدواء خاص، وحاول الضغط عليه من أجْل إفشاء سِرِّ الكنز، ولكن أبا العلاء امتنع عن الكلام، فأغلق أبو دياب باب القبر عليه عَلَى وعْد تكرار المحاولة مرة أخرى في الغد. وفي هذا الوقت كان يُراقِب الموقفَ سائح هندي كان الأمير يعطف عليه، فعرف الحقيقة، وبعد انصراف الأشرار استطاع السائح أن يَفتَح القبر ويُنقِذ الأمير. وفي اليوم التالي يَظهَر الأمير أبو العلاء وسط شعبه ويعفو عن الخَوَنة؛ لأنهم من أهله، ولكنهم رفضوا هذا العفوَ وانتحروا الواحد بعد الآخَر. وهنا يكشف السائح عن أسرار خطيرة، وهي أن الربيعة لم تكن والدة الأمير؛ لأنها إحدى أسيرات جده، وأن أبا دياب أيضًا لم يكن عمَّه، بل هو أحد أسرى والده، وهكذا تنتهي المسرحية.

ومن الجدير بالذكر أن الشيخ سلامة ضمَّ إلى فرقته في هذه الفترة بعض العناصر الفنية، مثل: أمين عطا الله الذي تخصص في تمثيل الفصول المضحِكة، والمطرِبَيْن: سيد الصفتي وبولس صلبان للغناء بين الفصول، والمسيو أورست لمبو لتقديم الألعاب السحرية، هذا بالإضافة إلى موسيقى عبد الحميد علي، وعروض الفصول المضحكة وأشرطة السينماتوجراف وألعاب السيف والترس.٤٠
أمَّا عروض الفرقة في الأقاليم في هذه الفترة فتمثَّلت في عرض مسرحية «شهداء الغرام» بطنطا في ١٨ / ٦ / ١٩٠٧، و«غانية الأندلس» بتياترو التفريح بالمنصورة في ٢٣ / ٦ / ١٩٠٧، و«تسبا» أو «شهيدة الوفاء» بزيزينيا بالإسكندرية في ٨ / ٩ / ١٩٠٧.٤١
هذا بالإضافة إلى العروض الخيرية، والعروض الخاصة بالجمعيات والنوادي والمحافل، ومنها: عرض مسرحية «غانية الأندلس» لمحفل الصدق الماسوني لمساعدة مشروع الجامعة المصرية، وعرض «هملت» الذي خُصِّص دخله لمنكوبي روسيا في مارس ١٩٠٧، وعرض مسرحي لصالح الجمعية الخيرية للأقباط الكاثوليك في ١٧ / ٤ / ١٩٠٧، وعرض «اللص الشريف» لجمعية المساعي الخيرية بالأوبرا، وعرض «اليتيمتين» لنادي طلبة المدارس العليا لإعانة منكوبي حريق المطرية، وعرض «غرام وانتقام» الذي خُصِّص دخله لمدرسة أيتام، وخَطَب فيه إسماعيل عاصم خطبة عن الجامعة المصرية، وخطب نجيب هواويني خطبة عن اليتيم، وخطبة ثالثة لخليل مطران في مايو ١٩٠٧، وأخيرًا عرض «روميو وجوليت» لجمعية الشبيبة الوطنية الخيرية بالإسكندرية بتياترو زيزينيا في ٢ / ٦ / ١٩٠٧.٤٢
وكانت مسرحية «نتيجة الرسائل» تعريب سامي نوار، المسرحية الخامسة الجديدة التي مثَّلتْها فرقة الشيخ سلامة حجازي في ١٤ / ١٢ / ١٩٠٧ بدار التمثيل العربي،٤٣ وقد أعادت الفرقة عرضها أكثر من مرة طوال سبعة أشهر.٤٤ كما أعادت في هذه الفترة معظم مسرحياتها السابقة، ومنها: «الولدين الشريدين»، «الاتفاق الغريب»، «تليماك»، «العفو القاتل»، «الجرم الخفي»، «السر المكنون»، «اليتيمتين»، «عظة الملوك»، «هملت»، «عائدة»، «ضحية الغواية»، «تسبا»، «ثارات العرب»، «أنيس الجليس»، «هناء المحبِّين»، «شهداء الغرام»، «صلاح الدين الأيوبي»، «الرجاء بعد اليأس»، «غانية الأندلس»، «حسن العواقب»، «البرج الهائل»، «مظالم الآباء»، «ملك المكامن»، «اللص الشريف». وبجانب هذه العروض كانت الفرقة تقدَّم صور السينماتوجراف،٤٥ والموسيقى الوترية برئاسة عبد الحميد علي، والقِطَع الغنائية للمطرب عبده البغدادي، وبعض الفصول المضحكة مثل فصل «الشاعر والشيطان» وفصل «فتاة العصر».٤٦
fig32
عبد الحميد علي.
أمَّا عروض الفرقة الخاصة بالجمعيات في هذه الفترة، فتمثَّلت في: مسرحية «صدق الإخاء» لجمعية المساعي الخيرية الإسرائيلية يوم ٥ / ١ / ١٩٠٨ بدار التمثيل العربي، ومسرحية «غانية الأندلس» لجمعيتي المساعي الخيرية والتوفيق القبطية يوم ٢٦ / ١ / ١٩٠٨ بالأوبرا، وقد حضرها حسين باشا محرم الياور الأول للخديو، ومسرحية «شهداء الغرام» لجمعية المساعي الخيرية المارونية يوم ٢٢ / ٣ / ١٩٠٨ بالأوبرا، وقد حضرها ياور الخديو أيضًا، ونقولا قصيري عن قنصل فرنسا، وسليم لاخوس عن الجمعية، وأطرب الحضور محمد السبع.٤٧ هذا بالإضافة إلى بعض عروض الفرقة الخيرية مثل عرض مسرحية «هناء المحبين» يوم ٢١ / ١ / ١٩٠٨ الذي أطرب الجمهور فيه المطرب أحمد إدريس، وخُصِّص دخل هذه الليلة لمساعدة عائلة فقيرة،٤٨ وعرض آخَر قالت عنه جريدة «الشرق» في ٢٧ / ٣ / ١٩٠٨:

فكَّر جماعة من الأدباء بمساعدة بعض الأطباء الغيورين، بأن ينشئوا بثغرنا عيادة طبية مجانية، يُعالَج فيها الفقراء عَلَى اختلاف أجناسهم وأديانهم بمزيد العناية، فانتَقَوْا لذلك مركزًا متوسِّطًا في المدينة، وهو الدائرة الإلهامية (وقف راتب باشا) الكائنة بشارع نوبار نمرة ١٨. وقد رَأَوْا أن يُحيُوا ليلة تمثيلية فوق العادة، فانتَقَوْا رواية «اليتيمتين» ليمثِّلها حضرة الممثِّل البارع الشيخ سلامة حجازي بمرسح زيزينيا، ويخصَّص صافي دخلها لابتياع الأدوات الطبية والأثاثات اللازمة للمشروع. وعيَّن لهذه الحفلة مساء أول أبريل القادم مع بقاء أسعار الدخول عَلَى حالها مثل الليالي العادية. فأملنا من محبِّي الخير أن يشاركوا أصحاب هذا المشروع في خدمتهم الإنسانية … والتذاكر تُباع بمكتبة الإسكندرية «توكيل اللواء» لصاحبها محمد الكلزة، وبيد حاملها وعلى شباك التياترو ليلة التمثيل.

بعد ذلك قامت الفرقة برحلتها الثانية إلى الشام في يولية ١٩٠٨، وقبل عودتها أُشيع أن الشيخ سلامة حجازي مات مقتولًا في غربته، ثمَّ بعد ذلك ظهر أنه عَلَى قيد الحياة.٤٩ ولم يجد الشيخ سلامة تكذيبًا لهذا الخبر أفضل من أن يَظهَر أمام الجمهور فور عودته من الشام، وعن هذا الأمر قالت جريدة «المؤيد» في ١٢ / ٨ / ١٩٠٨:

رأى حضرة الشيخ سلامة حجازي مدير دار التمثيل العربي أن يُحيِّيَ محبِّيه وأصدقاءه، الذين احتَفَوْا بمَقدِمه وأظهروا السرور بسلامته بإحياء ليلة يمثِّل فيها رواية «صلاح الدين» الشهيرة. وقد اختار لها هذه الليلة؛ أي ليلة الجمعة مساء الخميس، ويتخلَّل فصولَها الموسيقى الوترية، وتُختَم بفصل مضحِك، وأسعار الدخول كالعادة. وهذه الليلة هي الوحيدة في هذا الشهر، حتى إذا انقضى عاد الجوق إلى عادته من موالاة التمثيل.

بعد ذلك أراد الشيخ سلامة أن يُلحِق بفرقته بعض الهواة، فأعلنتْ جريدة «مصر» عن ذلك قائلةً في ٢٢ / ١٠ / ١٩٠٨:

يطلب حضرة الشيخ سلامة حجازي مدير إدارة التمثيل العربي من كل راغب في صناعة التمثيل، عارفًا من مبادئ اللغة العربية بما يساعده عَلَى حفظها والنطق بها جيِّدًا، أن يُقدِّم طلبًا لإدارة دار التمثيل العربي بمصر، والإدارة مستعدَّة لقبوله بعد الاختبار.

ظلَّت الفرقة تعمل بعد ذلك طوال عام كامل، قبل أن تقوم برحلتها الثالثة إلى الشام، وطوال هذا العام قدَّمتِ الفرقة مسرحيتين جديدتين؛ الأولى: «النجم الآفل» أو «غادة الكاميليا» تأليف إسكندر ديماس الابن، تعريب عبد القادر المغربي المحرِّر بجريدة المؤيد، وإميل شبطيني، وعُرِضت لأول مرة يوم ٣ / ١٠ / ١٩٠٨. والأخرى مسرحية «عواطف البنين» أو «الشهيدة» تأليف الكاتبين الفرنسيين دانري وتربي، تعريب إلياس فياض، وعرضت لأول مرة في ٢٢ / ١٢ / ١٩٠٨.٥٠ وقد تكرر عرض هاتين المسرحيتين كثيرًا طوال هذا العام.٥١

ومسرحية «النجم الآفل» أو «غادة الكاميليا» تدور حول علاقة الشاب أرمان دوفال ابن الأسرة الريفية متوسطة الحال بمرجريت جوتييه الغانية الباريسية الحسناء، ومِن ثمَّ تطوَّرت هذه العلاقة إلى حبٍّ قويٍّ لم يَرضَ عنه المجتمع؛ لأن مرجريت كانت من الغواني صائدات المال تحت ستار الصداقة والحب، كما أنها عَلَى صلة بأكثر من شاب ورجل. وبالرغم من ذلك أحبَّت مرجريت أرمان، وكاد أن يصل هذا الحب إلى الزواج. وفي هذا الوقت تقدَّم شاب ثري لخطبة شقيقة أرمان، وقبل أن يتم زفافه وصلتْ إلى مسامعه قصة شقيق خطيبته مع مرجريت، فيقوم بتهديد أسرة أرمان بفسخ خطبته إذا تزوج أرمان من مرجريت. وهنا يتدخل والد أرمان خوفًا عَلَى ابنه من هذه المرأة اللعوب، وخوفًا عَلَى مستقبل ابنته مع خطيبها، فيذهب إلى مرجريت ويسرد عليها مخاوفه ناشدًا ضميرها، وهنا يتأزَّم الصراع عند مرجريت، فتفضِّل الابتعاد عن أرمان، وأن تحطِّم قلبها بيدها قبل أن يتحطَّم مستقبله ومستقبل أسرته، فتقوم بإيهامه بأنها كانت تلعب بعواطفه، وتدلِّل عَلَى ذلك بأفعال كثيرة حتى يهجرها، فتحزن عليه وتمرض بمرض خطير يُذهِب بحياتها.

أمَّا مسرحية «عواطف البنين» أو «الشهيدة»، فتدور أحداثها حول قيام نصَّاب بالاشتراك مع شقيقته الراقصة بتزوير في الأوراق الرسمية، وانتحال هذا النصاب لاسم بالميري المتوفَّى، حتى يستولى عَلَى ثروته في الهند، وبعد إتمام هذا الأمر سافرا إلى فرنسا لتكوين صداقات مع كبار القوم، حتى يكونا اسمًا مرموقًا متَّصِلًا بالعائلات الكريمة، ويقع اختيارهما عَلَى الكونت روجي، وينزلا ضيفَيْن عليه وعلى زوجته لورانس. وبعد فترة تقوم الراقصة شقيقة النصَّاب — بعد أن أطلقتْ عَلَى نفسها اسم الفرغونية — بإغراء الكونت حتى أوقعتْه في حبها، ثمَّ يقوم بالميري بمراقبة زوجة الكونت لورانس فيعلم أنها قابلتْ شابًّا في إحدى الكنائس، واتفقت معه عَلَى دفع مبلغ كبير مقابل رسائل غرامية لديه، ويقوم بالميري بمساعدة شقيقته بكشف هذا الأمر لزوجها، الذي يقوم بمواجهة بين زوجته وهذا الشاب في وجود الأميرالة والدة لورانس والأميرال والدها.

وبعد مناقشة شديدة هدَّد الكونت هذا الشاب شاهرًا في وجهه المسدس إذا لم يُعطِهِ الرسائل، ولكن الشاب رفض تسليم الرسائل ورمى بها في نار المدفأة، فقام الكونت بقتله رميًا بالرصاص. ومن ثمَّ اتَّهم الكونت زوجته لورانس بالخيانة وطلَّقها في المحكمة بعد أن اعترفتْ بجريمة الخيانة أمام القاضي. وبسبب هذا الحكم حَرَمَ الأميرال ابنتَه لورانس من أن تَرَى أمَّها بعد أن طَرَدَها من منزله، أمَّا الكونت فقد تزوج من الفرغونية. وبعد عدة أشهر من هذه الأحداث تحضر بوليت ابنة الكونت ولورانس من سفرها برفقة دراك قنصل إيطاليا في الهند، الذي لازمها أثناء السفر، وتعهَّد برعايتها حتى تصل إلى أهلها. وتتعرف بوليت عَلَى ما أصاب أسرتها من النوائب، وتطالب دراك بمساعدتها، وبالفعل استطاع أن يدبِّر لها لقاءً مع أمِّها، وأن يجعل هذه الأم تعود لتعيش مع والدها الأميرال ووالدتها. وفي هذا الوقت استطاع بالميري أن يتآمر عَلَى الكونت وأن يُفقِدَه ثروتَه دون أن يعلم الكونت مَن وراءَ هذا الأمر، ثمَّ نجد بالميري يعرض عَلَى الكونت مبلغًا كبيرًا من المال كي يستطيع أن يُحافِظ عَلَى اسمه وشرفه، مقابل أن يزوِّجه من ابنته بوليت، فيوافق الكونت مرغمًا بشرط ألَّا تَعلَم ابنته بهذا الأمر، فيوافق بالميري.

أمَّا بوليت، فنجدها ترفض هذا الزواج، فيضطر بالميري أن يُخبِرها بأمْر إفلاس والدها، وهي بهذا الزواج تستطيع إنقاذه، وبذلك استطاع بالميري أن يُرغِمها عَلَى الزواج. وفي ليلة عقد القران تكتب بوليت رسالة إلى والدتها، تُخبِرها بأنها ستنتحر بعد عقد القران مباشرة، وبعد أن يستردَّ والدها شَرَفَه بالمال الذي سيمنحه له بالميري بعد كتابة عقد الزواج. وتطلب من دراك إيصال هذه الرسالة غدًا، ولكن دراك شعر بأن في الأمر شيئًا، فأرسل الرسالة في اليوم نفسه، وقبل عقد القران بلحظات تحضر لورانس مع والدتها ووالدها أملًا في إنقاذ ابنتها، وتطلب من زوجها السابق الكونت روجي أن يَقبَل أموالَها كي يُنقِذ شرفَه بدلًا من التضحية بابنته، ولكنه يرفض لأنها خائنة، فتطلب منه أن يختار أحد المدعوين ويَقبَل حكمَه، إذا حكم ببراءتها من تهمة الخيانة فيختار والدتها الأميرالة. وهنا تطلب لورانس الانفراد بأمِّها، وفي هذا الانفراد تسرد لورانس عَلَى أمها دليل براءتها، وهو أن الشاب الذي قُتِل بعد أن أَحرَق الرسائل الغرامية ما هو إلا شقيقها الذي أنْجَبَتْه الأميرالة سِفاحًا في لحظة ضعف وهي شابَّة. وما هذه الرسائل إلا رسائل الأميرالة لعشيقها والد هذا الشاب، وما قامت به لورانس كان حفاظًا عَلَى شرف أمِّها وأبيها، فتخرج الأميرالة إلى الكونت وتثبت براءة ابنتها أمامَه وأمام الجميع. وهنا يُظهِر دراك عدةَ وثائق تثبت قيام بالميري بانتحال اسم أحَدِ المتوفَّيْنَ والاستيلاء عَلَى ثروته، وكذلك يكشف عن حقيقة الفرغونية، ويتم القبض عليهما ويعود الهناء إلى أسرة الكونت من جديد، وتنتهي المسرحية.

fig33
غلاف مسرحية «عواطف البنين».
وفي هذه الفترة قامت الفرقة بإعادة عروضها القديمة، كما هو معتاد، سواء بدار التمثيل العربي أو بكازينو حلوان، ومنها: «أبو الحسن المغفل»، «صلاح الدين الأيوبي»، «شهداء الغرام»، «اليتيمتين»، «عايدة»، «تليماك»، «ضحية الغواية»، «تسبا»، «عظة الملوك»، «الجرم الخفي»، «العفو القاتل»، «هناء المحبين»، «هملت»، «البرج الهائل»، «مطامع النساء»، «محاسن الصدف»، «أنيس الجليس»، «السر المكنون»، «ابن الشعب»، «مغائر الجن»، «مظالم الآباء»، «اللص الشريف»، «ثارات العرب»، «نتيجة الرسائل»، «حمدان»، «غرام وانتقام»، «غانية الأندلس».٥٢

ومثال لموضوعات هذه المسرحيات نجد مسرحية «أبو الحسن المغفل» لمارون النقاش مستوحاة من حكاية «النائم واليقظان» الموجودة في حكايات ألف ليلة وليلة. وتدور حول قصة رجل اسمه «أبو الحسن» يتبرَّم من أحوال الناس والحياة المحيطة به، ويتمنَّى أن يكون حاكمًا عَلَى البلاد ولو ليوم واحد حتى يُقيمَ العدْل ويُصلِح الأحوال، وتشاء الظروف أن يسمع أمنيتَه حاكم البلاد هارون الرشيد عندما كان متنكِّرًا لتفقُّد الأحوال، فيقوم بخدعة، إذ خدَّر أبا الحسن ونقله إلى القصر، وعندما استيقظ أبو الحسن وجد الخَدَم والأُمَراء والوزراء مِن حوله، ينتظرون أوامرَه، فيظنُّ أنه في حلم جميل، فيسير بالحلم إلى منتهاه، ولكنه يُفاجَأ أنه في يقظة وأنه أصبح بالفعل الحاكم، وتَحدُث مفارقات كثيرة، يَعجَز فيها أبو الحسن عن إقامة العدْل وإصلاح المعوَجِّ الذي كان يتمنَّى إصلاحَه. فيقوم الرشيد بتخديره مرة أخرى ويُرجِعه إلى حالته الأولى.

أمَّا عروض الفرقة في الأقاليم طوال هذا العام، فتمثَّلت في عرض مسرحية «غانية الأندلس» بتياترو زيزينيا في ٦ / ٩ / ١٩٠٨، ومسرحية «تسبا» أو «شهيدة الوفاء» بزيزينيا أيضًا يوم ١٨ / ١٠ / ١٩٠٨، ومسرحية «العفو القاتل» بالإسكندرية يوم ٨ / ١١ / ١٩٠٨، ورحلة الفرقة إلى المنيا في يناير ١٩٠٩، وعرض مسرحية «عواطف البنين» لأول مرة بالإسكندرية عَلَى مسرح زيزينيا يوم ٢١ / ٢ / ١٩٠٩.٥٣
هذا بالإضافة إلى عروض الفرقة لصالح بعض الجمعيات، ومنها: عرض مسرحية «الجرم الخفي» لجمعية الاتحاد القبطية الخيرية في ٢٧ / ٩ / ١٩٠٨ بمسرح الهمبرا — بجوار محطة الرمل — بالإسكندرية.٥٤ وعرض «عظة الملوك» لجمعية الاتحاد الأخوي الخيرية الإسرائيلية، في ١٠ / ١ / ١٩٠٩ بدار التمثيل العربي. وعرض «عواطف البنين» لجمعيتي المساعي الخيرية والتوفيق القبطية في ١٤ / ٢ / ١٩٠٩ بالأوبرا، وقد حضرها سعيد ذو الفقار التشريفاتي الخديوي الأول. وعرض «ضحية الغواية» لجمعية المساعي الخيرية المارونية بالأوبرا في مارس ١٩٠٩.٥٥
ومن أشهر عروض الفرقة في هذه الفترة، مسرحية «غانية الأندلس» التي عرضت بمناسبة الاحتفال بعيد الجلوس السلطاني، وقد وصفت جريدة «المؤيد» هذا الاحتفال قائلةً تحت عنوان «لجنة الاحتفال بعيد الجلوس السلطاني» في ٣٠ / ٨ / ١٩٠٨:

في يوم الثلاثاء أول سبتمبر سنة ١٩٠٨، «حديقة الأزبكية»: زينة بديعة في جميع الحديقة – موسيقات متنوعة – مزمار وطبل بلدي – ألعاب بهلوانية – ألعاب سيماوية – خيال الظل – أم الشعور البهلوانية – أغاني عربية بمعرفة المطربين الشهيرين. باب الحديقة الغربي الذي بمواجهة شارع بولاق، مفتوح من الساعة التاسعة بعد الظهر للسيدات فقط، وتُفتح أبواب الحديقة من الساعة أربعة بعد الظهر للرجال إلى نهاية الاحتفال. تذاكر دخول الحديقة ثمنها خمسة قروش صاغ عَلَى أبواب الحديقة. مسموح لحضرات ضباط جيش الاحتلال والجيش المصري، وعساكر جيش الاحتلال والجيش المصري، بالدخول في الحديقة بدون تذاكر ما داموا بالملابس العسكرية، «تياترو الحديقة»: يشخَّص به رواية «محاسن الصدف» بمعرفة جوق مصري شهير، «تياترو الأوبرا»: يشخَّص به رواية «غانية الأندلس» بمعرفة جوق حضرة الممثل الشهير الشيخ سلامة حجازي. تذاكر تياترو الحديقة والأوبرا تُباع بشباك الأوبرا، وبمحل تجارة سعادة حسن باشا مدكور بالأزبكية. وفي يوم الاحتفال تقدم المدليات الذهبية المخصوصة في حديقة الأزبكية لمَن اكتتب هذا الاحتفال من السيدات بمبلغ ثلاثة جنيهات عَلَى الأقل بواسطة سيدات كُلِّفن بذلك من قِبَل اللجنة.

ومن الجدير بالذكر أن فرقة سلامة حجازي تلقَّت في هذه الفترة نقدًا لاذعًا وهجومًا شرسًا من بعض الصحف: ومنها جريدة «الأخبار» التي قالت في ٢٢ / ١ / ١٩٠٩، تحت عنوان «التمثيل العربي»:

بدأ التمثيل العربي منذ أربعين سنة، ولا يزال حتى اليوم وهو في عهد الطفولية، ولا فرق في ذلك بين القاهرة وبين بيروت. والحقيقة أنه لا يوجد ممثلون في اللغة العربية يستحقون أن يُطلق عليهم هذا الاسم. أمَّا الروايات فليس في اللغة المذكورة شيء منها يجدر بالذكر؛ لأن كل ما هنالك روايات تافهة لا مغزى لها، نَعَم، إن بعض الكَتَبَة ترجموا شيئًا من شكسبير ومن كورنيل ومن هيجو، ولكن تلك الترجمات لم تُكتب إلا ليُدفَع بها إلى الشيخ سلامة فيمسخها بتمثيله السيئ، أو ليغني فيها بضعة أشعار ليس إلا.

fig34
غلاف مسرحية «أبو الحسن المغفل».
وفي صيف عام ١٩٠٩ سافر الشيخ سلامة وفرقته إلى الشام في رحلة فنية ثالثة، وكأن القدر كان يَقِف له بالمرصاد! ففي رحلته السابقة أُشيع عنه أنه مات مقتولًا، أمَّا في هذا العام فقد أُشيع أيضًا أنه مات، وبعد أيام من شيوع الخبر ظهرت الحقيقة بأنه أُصيب بالشلل. وعن هذا الأمر قالت جريدة «المؤيد» في ٢٦ / ٧ / ١٩٠٩ تحت عنوان «الشيخ سلامة حجازي حي والحمد لله»:

رَوَتْ جرائد بيروت الواردة مع بريد اليوم أن حضرة الممثل الشهير والمطرب المجيد الشيخ سلامة حجازي أُصيب في دمشق الشام بفالج في جنبه الأيسر، فأقام عَلَى معالجته الدكتور هورد شيانو. وأشاعت جريدة «المفيد» وفاته، عَلَى أن جريدة «الأحوال» رَوَتْ بعد ذلك أن الشيخ سلامة حجازي أرسل إلى داوود نقاش تلغرافًا يقول فيه: «الخَطَر زال، الحالةُ أحسنُ، فنطمئنكم.» فحمدنا الله عَلَى سلامة الشيخ سلامة حجازي، وسألنا له حياة طويلة مقرونة بالهناء.

وظلت الصحف العربية تتابع أخبار الشيخ سلامة الصحية يومًا بعد يوم،٥٦ حتى قالت صحيفة «المؤيد» في ١٣ / ٨ / ١٩٠٩:

جاءنا من حضرة إسماعيل الديب بالزقازيق، وهو صديق حميم للشيخ سلامة حجازي، أنه لم يفارقه في مصيفه بالشام إلا بعد أن شفاه الله وعافاه. ويقول هذا الصديق إنه كان معه في أحد شوارع دمشق عندما فاجأه ذلك الداء العضال، وقد كاد يموت حزنًا عليه، لولا أن الله لطف بالمريض وبجميع أصدقائه، وأدركه بعنايته الصمدانية فعافاه مما به ابتلاه بعد علاج أيام شداد، وأنه لم يفارقه حتى اطمأن عليه تمام الاطمئنان، ولم يبقَ عَلَى عودته لمصر ممتَّعًا بتمام الصحة والعافية إلا بضعة أيام؛ ولذلك كلَّفه أنْ ينشر هذا الخبر السارَّ إلى مصر.

ولكن الشيخ المريض ظل فترة من الوقت في سوريا، وعادت فرقته بدونه إلى مصر، وقرَّر أفرادُها أن يحافظوا عَلَى اسم الشيخ وفنِّه من خلال الاستمرار في عملهم بمسرح دار التمثيل العربي. وبالفعل عرضت الفرقة خمس مسرحيات فقط في شهري سبتمبر وأكتوبر ١٩٠٩، هي: «أتلو» أو «حيل الرجال»، «حفظ الوداد»، «تليماك»، «البخيل»، «تسبا».٥٧ وكأن هذه العروض كانت تُقام من أجْل إطعام الفرقة فقط؛ لأن الجمهور لم يُقبِل عَلَى مشاهدتها الإقبال المطلوب لعدم وجود الشيخ سلامة فيها.

وكمثال لموضوعات هذه المسرحيات نجد مسرحية «البخيل» لمارون النقاش، تدور أحداثها حول الأرملة هند التي ستتزوج رغمًا عنها من البخيل قراد، ويحاول شقيقها غالي أن يبعد فكرة هذا الزواج عن رأس أبيه الثعلبي، ويتمنَّى أن يوافق هذا الأب عَلَى الشاب عيسى الذي يحب شقيقته، ولكن الوالد يُصرُّ عَلَى زواجها من قراد؛ لأنه من الأغنياء رغم بخله، ونعلم بعد ذلك أن الثعلبي أيضًا بخيل، ويريد الانتفاع من هذا الزواج. وتحاول هند مع شقيقها وحبيبها أن تمنع هذا الزواج بالحيلة، عندما عَرَفَت أن قرادًا بخيل، فنجدها تطالبه بالملابس الغالية وبالجواهر والهدايا الثمينة، وأمام هذه المطالب يقع قراد مغشيًّا عليه، وعندما يُفِيق يحاول إبعاد هند عنه بعد أن أبعد فكرة الزواج بها من رأسه. وبعد فترة يفكِّر قراد في أمر يستطيع به أن يبتزَّ الثعلبي وينتقم منه، فنجده يتفق مع شخصين على هذا الانتقام، ولكن عيسى وغالي يتنكَّران وينجحان في إيهام قراد بأنهما يستطيعان الانتقام من الثعلبي، ولكن بعد قبض الثمن، فيوافق قراد ويعطيهما المال المطلوب، فيكشفان له عن حقيقتهما، وتنتهي المسرحية.

وفي هذا الوقت أخذ الشيخ سلامة يتنقل بين بيروت ودمشق من أجل الاستشفاء دون جدوى، فعاد إلى القاهرة، ونصحه الأطباء بالامتناع عن التمثيل فترة طويلة.٥٨ ومع مرور الوقت واشتداد المرض وحاجة الشيخ إلى المال قرَّر سلامة حجازي تأجير مسرحه دار التمثيل العربي لفِرَق الأكروبات والجمباز والسيرك دون استشارة أعضاء الفرقة، مما جعل أكثرهم يتخلَّى عنه وعن فرقته.
وتفسِّر مريم سماط — الممثلة بالفرقة — هذا الأمر في مذكِّراتها قائلةً: «رجعنا من الشام وكلنا كالبنيان يشد بعضه بعضًا. أجمعنا الكلمة على العمل تحت رعاية الشيخ وإشرافه، وإن كان لا يستطيع العمل إلا أنه أبى علينا ذلك، ولا يعلم إلا الله سبب هذا الإباء، فذهب — دون أن يُعلِمنا — وأجَّر دار التمثيل إلى قوم يسابقون بالخيل، أطلقوا عليها اسم «سيركل». فكَبُر على الممثلين أن يُضحَك منهم ويُلعَب بهم بعد وفائهم، فأجْمَعوا أمرَهم على العمل خارج دائرة الشيخ سلامة، فاستأجروا تياترو شارع عبد العزيز، وجعلوا عبد الله عكاشة مديرًا عليهم. ومن هذا الوقت عرف الناس اسم عبد الله عكاشة.»٥٩
ويشاء القدر أن يتجرَّع الشيخ سلامة حجازي نفس الكأس التي تجرعها إسكندر فرح من قبل! فقد انشقَّ عبد الله عكاشة عن فرقة الشيخ سلامة، وأخذ معه معظم أفراد فرقته، وأجَّر لهم مسرح شارع عبد العزيز، وأطلق على الفرقة الجديدة اسم «شركة التمثيل العربي» — لتُصبح فيما بعد فرقة أولاد عكاشة — التي أعادتْ معظم مسرحيات الشيخ سلامة أكثر من عامين، ومنها: «مغائر الجن»، «البخيل»، «عواطف البنين»، «تسبا»، «العفو القاتل»، «هملت»، «العواطف الشريفة»، «حفظ الوداد»، «محاسن الصدف»، «غانية الأندلس»، «البرج الهائل»، «صدق الإخاء»، «صلاح الدين الأيوبي»، «ضحية الغواية»، «شهداء الغرام»، «مطامع النساء»، «عائدة»، «عظة الملوك»، «مظالم الآباء»، «نتيجة الرسائل»، «تليماك»، «اللص الشريف». هذا بالإضافة إلى بعض العروض الجديدة، مثل: «شهداء الوطنية»، «القضية المشهورة» أو «القاتل أبي»، «تبكيت الضمير».٦٠
أما الشيخ سلامة، فقد الْتَفَّ حوله بعض المخلصين من أعضاء فرقته القدامى، وكانوا يقدِّمون العروض البسيطة بناءً على طلب بعض الأعيان، وكان الشيخ يساعدهم تبعًا لحالته الصحية، تارةً بالحضور وتارةً بالإنشاد. ومثال على ذلك قيامهم بتمثيل مسرحيتي «شهيدة الوفاء» و«شهداء الغرام» في يناير ١٩١٠ بناءً على رغبة بعض أعيان المنيا،٦١ وأيضًا حضور الشيخ سلامة لرؤية مسرحية «سوء المنقلب» أو «عاقبة الخيانة» لجوق الشرف الجديد.٦٢
وبعد أكثر من عام تحسَّنت صحة الشيخ بعض الشيء، وساءت الأحوال الإدارية لشركة التمثيل العربي، فعاد أفرادها صاغرين إلى الشيخ سلامة مرة أخرى، فعفا عنهم بروح الأبوة وضمَّهم إليه مرة أخرى، فعادت فرقة الشيخ سلامة حجازي إلى عهدها الأول، تعمل تحت قيادته رغم مرضه. وبدأت العروض في مارس ١٩١١، ومنها: «نتيجة الرسائل»، «الظلوم» أو «حفظ الوداد»، «صلاح الدين الأيوبي»، «تبكيت الضمير»، «شهداء الغرام»، «تسبا»، «القضية المشهورة».٦٣
وفي مايو ١٩١١ قرَّر الشيخ سلامة أن يُنهِيَ موسمَه ويسافر إلى الشام كعادته، ولكن عبد الله عكاشة وأفراد شركة التمثيل العربي رفضوا هذا وانفصلوا عن الشيخ للمرة الثانية؛ لذلك أراد سلامة حجازي أن يودِّع جمهوره بعرض يَظهَر فيه، ويُطرِب الجمهور بصوته الشجي، حتى ولو كان بين الفصول. وعن هذا الأمر قالت جريدة «المؤيد» في ٢١ / ٥ / ١٩١١:

في مساء الخميس المقبل يمثِّل جوق حضرة المطرب الشهير والممثل البارع الشيخ سلامة حجازي رواية «عواطف البنين» الشهيرة، ويقوم حضرة الشيخ سلامة بنفسه بتمثيل «الطفلين»، وهي شعرية غنائية تمثيلية. وهي أول بشرى نزفُّها لمحبي التمثيل بعد نقاهة الشيخ من مرضه، وبعد أن احتجب عن التمثيل مدة طويلة. وهذه الليلة لوداع محبِّيه الكرام قبل سفره لتمضية فصل الصيف خارج القطر، فنحثُّ العموم بالإقبال عليها.

بعد ذلك، عاد الشيخ من الشام في آخر سبتمبر ١٩١١، وبدأ عروضه بدار التمثيل العربي التي تحددت بأيام السبت والثلاثاء والخميس من كل أسبوع. وتمثَّلت مشاركة سلامة حجازي في إلقائه بعض القصائد الغنائية بين الفصول تارة، وإلقائها من خلف الستار تارة أخرى. أمَّا مطرب الفرقة الأساسي في هذه الفترة فكان زكي مراد. ومن هذه العروض: «ماري تيودور»، «عبرة الإبكار»، «صلاح الدين الأيوبي»، «ضحية الغواية»، «عواطف البنين»، «القضية المشهورة»، «العواطف الشريفة»، «ابنة حارس الصيد»، «أنيس الجليس».٦٤
وبنفس أسلوب مشاركة الشيخ سلامة في إلقاء القصائد أثناء التمثيل عرضت الفرقة مسرحية «القضية المشهورة» بمسرح التفريح بالمنصورة، وأيضًا بالإسكندرية، في فبراير ومارس ١٩١٢، وألْقَى من خلالها الشيخ سلامة قصائد: الطفلين، والهلال الأحمر، وسارقة القلوب.٦٥ هذا بالإضافة إلى عروض الفرقة الخاصة بالجمعيات، ومنها مسرحية «عواطف البنين» لصالح الجمعية الخيرية الإسلامية، وقد حضرها حسنين باشا كامل في ٣ / ١ / ١٩١٢، ومسرحية أخرى لجمعية الاحتفالات والأعياد المختلطة بطنطا بتياترو حديقة المجلس البلدي في ٣٠ / ١ / ١٩١٢، ومسرحية «عواطف البنين» لجمعية المساعي الخيرية المارونية بتياترو عباس في فبراير ١٩١٢، ومسرحية «القضية المشهورة» لجمعية جامعة المحبة في ٧ / ٢ / ١٩١٢.٦٦
ويقول محمد تيمور عن طريقة إنشاد الشيخ: إنها «كانت تختلف عن طريقة المغنيين، وكانت ألحانه توافق المواقف المسرحية، فإذا لحَّن لحنًا للجحيم سمعت منه عزيف الجن، وإذا لحَّن لحنًا غراميًّا سمعت منه أرج الحب، وإذا لحَّن لحنًا دينيًّا دخلت في نفسك الهيبة والجلال إذا سمعته.»٦٧
وفي أوائل مارس ١٩١٢ اقتضت الظروف والمصلحة انضمام فرقة عبد الله عكاشة مرة أخرى إلى فرقة الشيخ سلامة حجازي،٦٨ تحت إدارة عبد الرازق بك عنايت، وأُطلِق عَلَى هذا الانضمام «الجوق العربي الجديد» الذي بدأ بداية قوية من خلال عرض مسرحي جديد هو «سارقة الأطفال» تأليف الكاتبين الفرنسيين أوجين جرانجيه ولامبير تيبوست، وتعريب عبد الحليم دلاور. وتم العرض بدار التمثيل العربي يوم ٢ / ٣ / ١٩١٢، وأَلْقَى الشيخ سلامة عدة قصائد بين فصوله،٦٩ وكان هذا العرض من تمثيل: سليم عطا الله، أمين عطا الله، عبد الله عكاشة، عزيز عيد، عمر وصفي، محمود رضا، عبد الحميد عكاشة، عبد المجيد شكري، منسي فهمي، عبد العزيز خليل، أبريز أستاتي، ألمظ أستاتي، جراسيا قاصين، صالحة قاصين، أحمد فهيم، محمد بهجت، محمود حبيب، مريم سماط.

ومسرحية «سارقة الأطفال» تدور أحداثها حول السيدة سارة واترز، التي أَنجبتِ الطفلة جان من البحَّار أدامس دون أن تقترن به، وقد أودعتْ سارة هذه الطفلة عند إحدى المُربِّيَات. وكانت سارة تعمل بمساعدة اللص أتكنس عَلَى سرقة الأطفال، ومِن ثمَّ تَبِيعهم للمتسوِّلين كي تَجمَع ثروة تضمن بها مستقبلًا سعيدًا لابنتها. وفي إحدى الليالي جاءها رجل مقنَّع وطلب منها طفلة عمرها عام، وسيدفع لها مبلغًا كبيرًا نظير ذلك إذا استطاعتْ أن تأتي بالطفلة في غضون ساعة فتوافق سارة، وفي هذه اللحظة يحضر أتكنس ويرى الرجل خارجًا فيعرفه، وتتفق سارة مع أتكنس عَلَى أن يَسرِق طفلة في غضون نصف ساعة؛ لأن الشرطة تراقبها، فيوافق أتكنس ويذهب، ثمَّ تخرج سارة لبضعة دقائق فيحضر إلى غرفتها عشيقها أدامس بعد أن أحضر ابنته جان من المربيَة كي يُفاجِئ سارةَ بقدومها وعزمه عَلَى الاقتران بها، ولكي يجعل المفاجأة مؤثِّرة ترك لها الطفلة عَلَى سريرها، وخرج للحظات. هنا تحضر سارة فتظنُّ أن أتكنس سرق الطفلة ووضعها عَلَى سريرها، فيحضر الرجل المُقنَّع ويأخذ الطفلة ويعطيها المال.

وبعد لحظات يُداهِم المكانَ رجال الشرطة ويقبضون عَلَى سارة بعد أن قبضوا عَلَى أتكنس حاملًا طفلة مسروقة، وقد اعترف أنه سرق طفلة الجيران بإيعازٍ من سارة. وعندما ترى سارة الطفلة المسروقة ينتابها الشك، وهنا يدخل أدامس ويسأل عن ابنته جان، فتصرخ سارة بعد أن تأكَّدتْ أنها باعتِ ابنتها وقبضتِ الثمن من الرجل المقنَّع. ويُحكم عَلَى سارة بالسجن خمس عشرة سنة، وبعد مرور هذه السنوات تخرج سارة لتبحث عن ابنتها، بعد أن كفَّرت عن جريمتها في السجن، وبعد أن أصبحت تقية متديِّنة، وتنجح سارة أخيرًا في معرفة الرجل المقنَّع الذي اشترى ابنتها، وهو اللورد تريفليان الذي أطلق عَلَى جان اسم اللادي هيلين، وبعد عدة أحداث تستطيع سارة أن تعمل خادمة عند ابنتها كي تصبح قريبة منها.

وفي يوم يحضر أتكنس لمقابلة اللورد ويطلب منه الزواج بهيلين، ويهدِّده بكشف سرٍّ خطير إذا امتنع عن قبول هذا الزواج، وهذا السر يتمثَّل في أن اللورد تريفليان كان متزوِّجًا من سيدة ثرية كَتبتْ ثروتها إلى ابنتها الوليدة، ولكن هذه الأم ماتت وما زالت ابنتها طفلة، وبعد أيام ماتت الطفلة أيضًا، فقام اللورد بدفنها في حديقة قصره، وقد شاهد هذا الأمر أتكنس مصادفة عندما كان يحاول سرقة القصر. وبعد ذلك اتفق اللورد مع سارة عَلَى سرقة طفلة عندما جاءها مقنَّعًا كي يُوهِم الجميع بأن ابنته عَلَى قيد الحياة، وبذلك يستطيع أن يكون الواصي عَلَى ثروتها. وأمام هذه الحقائق يوافق اللورد عَلَى زواج أتكنس من هيلين. واستطاعتْ سارة أن تسمع حوار اللورد مع أتكنس باعتبارها خادمة، فقامت بخطف ابنتها من القصر والاختفاء بها في أحد الفنادق البسيطة، وبعد أحداث كثيرة حول مطاردة أتكنس واللورد لسارة وابنتها، تنتهي المسرحية بالقبض عَلَى أتكنس، وندم اللورد عَلَى ما فعل وعودة هيلين إلى أمها بعد أن اتفق الجميع عَلَى العيش في سعادة مجتمعين بعد نسيان الماضي وكتمانه خوفًا عَلَى شرف أسرة اللورد.

fig35
غلاف مخطوطة مسرحية «سارقة الأطفال».

وبهذا الانضمام بين حجازي وأولاد عكاشة بدأت الفرقة في إعادة عروضها السابقة مع بعض العروض الجديدة حتى أوائل ديسمبر ١٩١٢، وتنوع مجهود الشيخ سلامة حجازي في هذه العروض بين إلقاء القصائد الغنائية خلال الفصول وبين إلقائها من خلف الستار، ومنها قصائد: إن كنت في الجيش، سلام عَلَى حسن، الاستقبال، النسيم العاشق. وفي حال تحسُّن صحته كان يَظهَر عَلَى خشبة المسرح بملابس التمثيل أثناء إلقاء القصائد، وفي أحسن الأحوال كان يقوم ببعض المشاهد التمثيلية، التي وصلت في بعض الأحيان إلى قيامه بتمثيل فصل كامل. أمَّا عبد الله عكاشة فكان المطرب الأول للفرقة.

ومن عروض الفرقة المُعادة في هذه الفترة: «تسبا»، «القضية المشهورة»، «ماري تيودور»، «أنيس الجليس»، «غانية الأندلس»، «مغائر الجن»، «صدق الإخاء»، «عائدة»، «شهداء الغرام»، «صلاح الدين الأيوبي»، «حفظ الوداد»، «عظة الملوك»، «مظالم الآباء»، «ضحية الغواية»، «تليماك»، «العفو القاتل»، «محاسن الصدف»، «العواطف الشريفة». ومن العروض الجديدة: مسرحية «سميراميس» تأليف فولتير وتعريب سامي نوار.٧٠ هذا بالإضافة إلى الفصول المضحكة من محمد ناجي، وعزف الكمنجة من سامي الشوا، والموسيقى الوترية برئاسة محمود عزت.٧١
fig36
سامي الشوا.
أمَّا عروض الفرقة في أقاليم مصر في هذه الفترة، فتمثَّلت في خمس مسرحيات كاشتراك واحد بالمنصورة في سبتمبر ١٩١٢، ومنها كانت «غانية الأندلس»، واشتراك آخَر لعشر مسرحيات بالفيوم في نوفمبر ١٩١٢، ومنها كانت «خداع الدهر» و«تليماك».٧٢
وفي أوائل ديسمبر ١٩١٢ انتقلت الفرقة إلى تياترو حديقة الأزبكية بسبب وجود بعض الإصلاحات في دار التمثيل العربي. وعن هذا الأمر قالت جريدة «مصر» في ٤ / ١٢ / ١٩١٢ تحت عنوان «مِن دار التمثيل إلى تياترو الأزبكية»:

ما أبعد أمس من اليوم! فقد كان بالأمس دار التمثيل العربي مقصدًا لكل أديب وفاضل، وإذ أصبح اليوم يخلفه تياترو حديقة الأزبكية الذي يمثَّل فيه مساء اليوم رواية «صلاح الدين الأيوبي»، وفي مساء الغد رواية «عظة الملوك» الشهيرة. وسيتوالى التمثيل بعد مدة شهر لحين نهو الإصلاحات الجارية بدار التمثيل. ويقوم بأهم أدوارها حضرة عبد الله عكاشة، ويفوه الشيخ سلامة حجازي بقصيدة «إن كنت في الجيش»، وقد أهدانا إلى هذه الحقيقة الراجل الفاضل الشيخ عبد الباقي رئيس مالية هذا الجوق. وتُباع التذاكر في باب الجنينة القبلي تجاه الأوبرا، ودخول الحديقة مجَّانًا لحامليها.

وبعد هذا العرض بأسبوع واحد انفصل إخوان عكاشة عن فرقة سلامة حجازي للمرة الثالثة،٧٣ فاضطر الشيخ بعد أن تحسَّنتْ صحتُه أن يقوم ببطولة مسرحياته بنفسه دون مساعدة من أحد المطربين. وقد أشارت إلى ذلك جريدة «المؤيد» في ٢١ / ١٢ / ١٩١٢ قائلةً:

تقدِّم جوقة الشيخ سلامة حجازي في مساء هذا اليوم رواية «غانية الأندلس»، وسيقوم بتمثيل أهم أدوار الرواية حضرة المطرب الشهير الشيخ سلامة حجازي بذاته، حيث يقوم بتمثيل هذا الدور في جميع فصول الرواية. وهذه المرة الثانية التي نرى فيها هذا المطرب المبدع يقوم بتمثيل رواية بأكملها، بعد أن كان قد شغله المرض عن مزاولة هذا الفن الجميل.

وهكذا قام الشيخ سلامة ببطولة عروضه المسرحية حتى مارس ١٩١٣ متنقِّلًا بين مسارح عديدة، مثل مسرح حديقة الأزبكية ومسرح كازينو حلوان وتياترو عباس بشارع جلال ومسرح برنتانيا. وقد أعادت الفرقة بعض عروضها القديمة، ومنها: «صدق الإخاء»، «غانية الأندلس»، «اليتيمتين»، «تليماك»، «العفو القاتل»، «الاتفاق الغريب»، «شهداء الغرام»، «ضحية الغواية»، «صلاح الدين الأيوبي»، «ملك المكامن»، «عايدة».٧٤
ولعل الشيخ سلامة لم يرضَ بتنقُّله الدائم بين المسارح، فاستأجر مسرح «مرجريتا»٧٥ بشارع جلال، وقام بتجهيزه وزخرفته، وأطلق عليه اسم «دار التمثيل العربي الجديد»، وافتتحه يوم ٧ / ٣ / ١٩١٣. وعلى هذا المسرح أعاد الشيخ سلامة عرض مسرحياته السابقة، مثل: «الاتفاق الغريب»، «تسبا»، «صلاح الدين الأيوبي»، «شهداء الغرام»، «البرج الهائل»، «ضحية الغواية»، «هملت»، «هناء المحبين»، «تليماك»، «خداع الدهر»، «عواطف البنين». وكانت تغني بين الفصول المطربة توحيدة.٧٦
لم يستطع الشيخ سلامة أن يقود فرقته كما كان يقودها في السابق بسبب ظروفه الصحية، وفي هذا الوقت قل الإقبال عَلَى فرقة جورج أبيض لخلوِّ عروضها من العنصر الغنائي؛ لذلك وجدنا تعاونًا مبدئيًّا بين سلامة حجازي وجورج أبيض، تمثَّل في قيام الشيخ بإلقاء القصائد الغنائية بين فصول العروض الخاصة بفرقة جورج أبيض. وهذا التعاون بدأ يوم ١٠ / ٦ / ١٩١٣ في الإسكندرية، عندما عرضت فرقة جورج أبيض مسرحيات «نابليون» و«مصر الجديدة» و«بنات الشوارع» بتياترو الهمبرا، وألقى الشيخ غناءه بين فصول هذه المسرحيات.٧٧ وهذا التعاون استمر فترة قصيرة حتى نهاية الموسم،٧٨ وفيه قام الشيخ سلامة بتمثيل بعض المشاهد وبعض الفصول، ووصل الأمر إلى سفرهما معًا إلى الشام في الصيف وإحياء بعض الليالي في مدينتي القدس ويافا.٧٩
بعد عودة الشيخ من الشام بدأ موسمًا مسرحيًّا مضطربًا، فوجدنا الشيخ سلامة ينضم إلى فرقة عكاشة التي خرجت من عباءته، ليُلقِي بعض القصائد بين فصول مسرحياتها، أو ليمثِّل بعض مشاهدها — كما فعل مع جورج أبيض في السابق — وأول هذا الانضمام كان يوم ٣ / ١ / ١٩١٤ من خلال مسرحية «عائدة» بتياترو الهمبرا، ومن ثمَّ توالت العروض المماثلة لهذا التعاون.٨٠
وفي فبراير ١٩١٤ نجد الشيخ سلامة بفرقته يشترك في احتفالات كازينو الكورسال، التي وصفتها جريدة «الأفكار» في ١٢ / ١ / ١٩١٤ قائلةً تحت عنوان «للرجال والسيدات أعظم احتفال مصري في كازينو الكورسال بجانب التلغراف المصري ببولاق»:

في مساء الثلاثاء ٣ فبراير القادم يُقام احتفال هائل في كازينو الكورسال، فيمثِّل في خلاله جوق الشيخ سلامة حجازي رواية «تليماك» الشهيرة، ويقوم بأهم أدوارها تمثيلًا وتلحينًا بلبل مصر الوحيد الشيخ سلامة حجازي، ويعرض للمرة الأولى في مصر منظر الجحيم أي جهنم بشكله الحقيقي الذي حضر حديثًا من أوروبا. وتقدم إدارة الكورسال خمسة فصول من ألعابها خلال فصول الرواية، وهي أعظم فصول جديدة مدهشة لم تُمثَّل للآن في مصر، ويُلقِي الشيخ سلامة قصيدة «حديث قديم» ومنولوج «فتى العصر». ويُلقِي أحد الأدباء «خطابًا لأعضاء الجمعية التشريعية»، ويُلقِي حضرة الشيخ محمد يونس القاضي زجلًا فكاهيًّا عن «الكرنفال». وفي الساعة الخامسة بعد الظهر لغاية الساعة الثامنة مساءًا تُقام حفلة خصوصية للسيدات، لا يدخلها أحد من الرجال مطلقًا، فتقدم فيها الألعاب التي تقدم في المساء، وتطرب الحضور مغنية ألف ليلة الست «توحيدة» المغنية. تُطلب التذاكر من الآن من الحاج مصطفى حفني بجريدة «الأفكار» بأول حارة قواديس، وتُرسل في البوستة لمَن يطلبها. وحامل تذكرة المساء له الحق بأخْذ مثلِها من حفلة السيدات بنصف الثمن. بروجرام الحفلة مزيَّن بالصور ويُرسل مجَّانًا لمَن يطلبه.

وبعد أيام قليلة نجد فرقة عكاشة تُحيِي احتفال مجلة «سركيس»، ذلك الاحتفال الذي كان قاصرًا عَلَى فرقة الشيخ سلامة في السابق، ولكن في هذا الاحتفال وجدنا الشيخ سلامة يشارك فيه من خلال إلقاء القطع الغنائية.٨١ ووصل الأمر بالشيخ أن البعض اتخذه وسيلة للنصب عَلَى الجمهور، وعن هذا الأمر قالت جريدة «الأفكار» في ١٩ / ٢ / ١٩١٤:

أعلن مَن يُدعَى عزيز نقولا أنه سيُقيم حفلة خصوصية في سينماتوغراف أولمبيا يوم ٢٠ الجاري، وسيُطرب الحضور فيها حضرة الأستاذ الشيخ سلامة حجازي. وقد جاءنا اليوم من حضرة الشيخ سلامة حجازي أنه لا يحضر هذه الحفلة، وهو يحذِّر الجمهور من أمثال هذه الإعلانات الكاذبة.

fig37
المطربة توحيدة.
ومع ضعف فرقة الشيخ سلامة وعدم قدرتها عَلَى منافسة الفرق الموجودة، أمثال عكاشة وجورج أبيض، شُدَّت رحالُها إلى الأقاليم طوال شهري مارس وأبريل ١٩١٤، فعرضت عدة مسرحيات، منها: «شهداء الغرام»، «عظة الملوك»، «ضحية الغواية»، «عايدة»، في منوف والإسكندرية وطنطا والمنصورة.٨٢ ولم تقدِّم الفرقة في العاصمة سوى ثلاث مسرحيات، هي: «اليتيمتين» يوم ٦ يناير، و«شهداء الغرام» يوم ٢ أبريل، و«عايدة» يوم ١٥ أبريل ١٩١٤ بمسرح برنتانيا.٨٣

وهكذا أصبحتْ فرقة الشيخ تلفظ أنفاسَها الأخيرة، وقبل أن تنهار بأيام قليلة جاءها في أوائل مايو ١٩١٤ صاحب مسرح روسيني بتونس؛ ليتعاقد مع الشيخ سلامة عَلَى إقامة عدة حفلات بالمدن التونسية، فكانت زيارته بمثابة الأمل الأخير في إنقاذ الفرقة من الانهيار المنتظر. وفي يوم ١٣ / ٥ / ١٩١٤ وصلت الفرقة إلى تونس، وكانت متكوِّنة من: سليم عطا الله، أمين عطا الله، رحمين بيبس، حسين حسني، علي يوسف، محمود رضا، محمد حسني، صادق أحمد، محمد صادق، محمد علي، كامل الخلعي، حسن كامل، حسين نجيب، محمد الكسار، حسن الفلاح، محمود حسني، محمد طلعت، محمد أمين، محمد بسيم، صالح كريم، زكي غزال، ماري إبراهيم، سرينا إبراهيم، وردة ميلان، لطيفة أمين، ماري أنطون، ماري دبس.

بدأت الفرقة أول عروضها بمسرحية «صلاح الدين الأيوبي» عَلَى مسرح روسيني بالعاصمة يوم ١٦ مايو، ثمَّ مسرحية «غانية الأندلس» يوم ١٩ مايو، ومن ثمَّ توالت بقية المسرحيات، ومنها: «هناء المحبين»، «ماري تيودور»، «الاتفاق الغريب»، «اليتيمتين»، «ضحية الغواية»، «هملت»، «أنيس الجليس»، «عائدة»، «خليفة الصياد»، «صدق الإخاء». وكان الشيخ سلامة يُلقِي قبل التمثيل مقطوعات غنائية ترحيبًا بالجمهور من أهل تونس، ومنها هذه الأبيات التي ألْقَاها قبل عرض أولى مسرحيات يوم ١٦ / ٥ / ١٩١٤:

يا آل تونس السلام عليكم
إن السلام تحية الإسلام
أقبلتُ من أرض الكنانة نحوكم
فحللتُ بين أفاضل وكرام
يا نعم يوم قد وصلتُ به إلى
أرجائكم هو غرة الأيام
غضُّوا النواظر عن خطاي فإن لي
أملًا بحِلْمكم يَزِين كلامي
والله أسأل أن يضاعف أجركم
عما لقيتُ بكم من الإكرام
لا زلتم للفضل جسمًا خالدًا
بين الملا والباي مثل الهام
وفي يوم ٢٠ يونية عرضت الفرقة مسرحية «صلاح الدين الأيوبي» أمام حاكم تونس وكبار الدولة بقصر المرسى، وقد وصفت جريدة «الزهرة» التونسية هذه الليلة قائلةً في ٢٣ / ٦ / ١٩١٤ تحت عنوان «في القصر الملوكي»:

مساء يوم السبت الفارط، أقامت الحضرة العلية دام علاها بقصر المرسى العامر ليلة أنس وانبساط، دَعَتْ إليها جوق التمثيل العربي، حيث قام المطرب المبدع الشيخ سلامة حجازي مدير الجوق بتشخيص رواية «صلاح الدين الأيوبي» بطل الحرب الصليبية الثالثة. وقد أجاد الشيخ سلامة في هذه الآونة، وأتى بالعجب العجاب، فكان صوته الرخيم يحاكي في إنشاده مزمارًا من مزامير داود. وفي نهاية الحفلة استدعت الحضرة العلية الشيخ سلامة حجازي، فأنعمتْ عليه مباشرةً بالصنف الثالث من نيشان الافتخار، كما أنعمت عَلَى عضديه السيد حسين حسني كاتب الجوق، والسيد علي يوسف وكيل الجوق، بالصنف الرابع منه. وقد أبلغت عبارات ثنائها الجميل لكافة رجال الجوق، وأحسنتْ إليهم بجائزة سنية. وقد حضر هذه المؤانسة اللطيفة سمو ولي العهد وجناب الوزير المقيم العام وعائلته المحترمة، وجناب الكاتب العام والمصونة مدام بلان زوجته، وجناب الوزير الأكبر، وجناب وزير القلم.

fig38
الشيخ سلامة حجازي جالسًا وسط فرقته في أحد العروض المسرحية بتونس.
وفي مصر قالت جريدة «المؤيد» في ٨ / ٧ / ١٩١٤:

اليوم جاءنا من تونس أن سمو الباي أنعم عَلَى حضرة الشيخ سلامة حجازي الممثل المصري الشهير بالوسام الثاني من درجة أوفيسيه، وهو الذي قضى حياته في مصر فلم يَنَلْ مِن الحكومة أدنى مساعدة مادية أو أقلَّ وسام.

بعد هذا التقدير الفني طافت الفرقة المدن التونسية، وحصدت نتائج النجاح حصدًا، وبدأت في الاستعداد للانتقال إلى بلاد المغرب في أواخر يولية ١٩١٤. وفي ذلك الوقت أُعلنت الحرب العالمية الأولى، فخشي الشيخ عَلَى فرقته من قطع سبل المواصلات، وعدم الأمل في عودة الفرقة إلى مصر إذا أصرَّ عَلَى الذهاب إلى بلاد المغرب، فقرَّر العودة إلى مصر عَلَى الفَوْر، ولكن بعض أعضاء الفرقة فضَّلوا الاستمرار في تونس، والتنقل في بلاد المغرب في رحلات فنية خاصة، ومنهم: أمين عطا الله، حسن كامل، كامل الخلعي، جبران نعوم وزوجته.٨٤
عادت فرقة الشيخ من تونس في أغسطس ١٩١٤، واتخذت مسرح برنتانيا مقرًّا لها، وعرضت به أيام عيد الفطر مسرحيات: «صلاح الدين الأيوبي»، و«عايدة»، و«حمدان».٨٥ وخصصت الفرقة أيام السبت والثلاثاء والخميس من كل أسبوع لعروضها. وبناءً عَلَى هذا النظام توالت عروض الفرقة، ومنها: «غانية الأندلس»، «روميو وجوليت»، «اليتيمتين»، «الاتفاق الغريب»، «هملت»، «ملك المكامن»، «هناء المحبين»، «مغائر الجن»، «صلاح الدين الأيوبي».٨٦
أمَّا عروض الفرقة خارج مسرح برنتانيا في هذه الفترة، فتمثَّلت في إقامة عدة عروض خيرية لإعانة العمال بتياترو دار الفنون الجميلة بالمحلة الكبرى في أوائل أكتوبر ١٩١٤، وعرض آخَر لصالح لجنة الشبيبة الإسرائيلية بتياترو عباس في ٧ / ١٠ / ١٩١٤، وعرض مسرحية «شهداء الغرام» في احتفال كازينو الكورسال يوم ٢٣ / ١٠ / ١٩١٤.٨٧
وفي هذه الفترة أيضًا اشتدَّت الحرب العالمية الأولى، وبدأ الكساد الفني للفرق المسرحية، وقلَّ إقبال الجمهور عَلَى عروضها، فحاولتْ كل فرقة أن تشقَّ طريقًا ينقذها من الانهيار، فاتفقت ميول فرقتي الشيخ سلامة وجورج أبيض، وحاولا أن يُعيدا تعاوُنَهما السابق، ولكن بصورة اتحاد تام بين الفرقتين، ذلك الاتحاد الذي كان ميلادًا ﻟ «جوق أبيض وحجازي»، والذي أُعلن بصورة عملية من خلال عرض مسرحية «صلاح الدين الأيوبي» يوم ٢٤ / ١٠ / ١٩١٤ بمسرح برنتانيا،٨٨ وكان الجوق بإدارة سليم أبيض.
وقد رحَّبت الصحف المصرية بهذا الاتحاد، ومنها جريدة «مصر» التي قالت في ٥ / ١١ / ١٩١٤ تحت عنوان «التمثيل في مصر: أبيض وحجازي»:

إذا افتخرتِ الأمة بممثليها، فإنما تفتخر بالذين يجب الافتخار بهم. فتُثني عَلَى مَن يستحق الثناء، وتعضيد مَن يستحق التعضيد. ولا شك أن مهنة التمثيل في هذا العصر قد انحطَّت بعض الانحطاط، فإنه لا يوجد بين المصريين الآن مَن شاع ذكرهما بين العالم، في مشارق الأرض ومغاربها، وهما الممثلان الوحيدان اللذان يجب عَلَى الأمة أن تعضدهما وتثني عليهما: «جورج أبيض والشيخ سلامة حجازي». فأولهما قد تعلَّم هذا الفن في أوروبا عَلَى نفقة مولانا سمو الخديوي، وثانيهما شهرته تُغني عن الإطناب، فقد حاز الشرف ونال الرتب العالية. فلا غرابة إذا قلنا إنه يجب عَلَى الأمة أن تعضدهما في عملهما، خصوصًا وأن إدارتهما صارت الآن واحدة، فقد اتفقا عَلَى الاتحاد مع بعضهما.

ظل جوق أبيض وحجازي يعمل لمدة عامين متواصلين، حتى أواخر أغسطس عام ١٩١٦،٨٩ وكان من أبرز ممثليه: مصطفى أمين، أحمد فهيم الفار، عبد العزيز خليل، عمر وصفي، محمود رضا، أحمد ثابت، توفيق ظاظا، ألمظ أستاتي، أبريز أستاتي، نظلي مزراحي، أستر شطاح، وردة ميلان، ماري كفوري، ماري إبراهيم. وكانت أدوار البطولة مشتركة بين الشيخ سلامة وبين جورج أبيض، فمثلًا عند يمثل الجوق مسرحية «عائدة» يقوم جورج أبيض بدور عمو ناصر ويقوم الشيخ سلامة بدور رداميس. وعندما يمثِّل مسرحية «صلاح الدين الأيوبي» يقوم جورج أبيض بدور وليم ويقوم الشيخ سلامة بدور قلب الأسد، وهكذا. وأيضًا كانت المسرحيات الخاصة بكل فرقة قبل الانضمام تمثَّل بالتساوي تبعًا لأيام الأسبوع عَلَى التوالي، والمسرحيات التي مثَّلها الجوق طوال العامين.٩٠
تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
  • الأول: مسرحيات قديمة كانت تُمثَّل من قِبل فرقة سلامة حجازي، ومنها: «عائدة»، «صلاح الدين الأيوبي»، «عظة الملوك»، «اليتيمتين»، «ضحية الغواية»، «تليماك»، «هناء المحبين»، «هملت»، «الجرم الخفي»، «شهداء الغرام»، «حمدان»، «أنيس الجليس» أو «علي نور الدين»، «الرجاء بعد اليأس»، «صدق الإخاء»، «غانية الأندلس»، «حسن العواقب»، «غرام وانتقام»، «أجاممنون».٩١
  • الثاني: مسرحيات قديمة كانت تُمثَّل من قِبل فرقة جورج أبيض، ومنها: «لويس الحادي عشر»، «أوديب الملك»، «عطيل»، «نابليون»، «مضحك الملك» أو «الملك يلهو»، «الشرف الياباني»، «مصر الجديدة»، «الشيخ متلوف»، «الأفريقية»، «مدرسة النساء»، «مدرسة الأزواج»، «الإيمان»، «عروس النيل»، «قيصر وكليوباترا».٩٢
  • الثالث: مسرحيات جديدة، لم تُمثَّل من قبل، ومثَّلها جوق أبيض وحجازي، ومنها: «السلطان صلاح الدين ومملكة أورشليم»، «الحاكم بأمر الله»، «فقراء باريس»، «قلب المرأة»، «حسناء العرب» أو «قلب بين سهمين»، «خوناتون نبي الفراعنة»، «مدام سان جين»، «في سبيل الوطن».٩٣
fig39
نموذج من إعلانات «جوق أبيض وحجازي».

ومن الملاحظ أن جورج أبيض كان المهيمن الأول عَلَى هذا الجوق، رغم أنه يحمل اسم الشيخ سلامة أيضًا، ولكنه اسم عَلَى سبيل الدعاية. فكان جورج أبيض يحتاج إلى جمهور الشيخ ممَّن يَطرَبون لسماع صوته، وكان يحتاج أيضًا إلى خبرة ممثليه القدامى. وكدليل عَلَى ذلك نجد الجوق قام في مارس ١٩١٦ بتمثيل مسرحية «الرجاء بعد اليأس» أو «إيفجنيا» تأليف راسين وتعريب نجيب الحداد.

وهذه المسرحية من المسرحيات الأثيرة لدى الشيخ سلامة، منذ أن مثَّلها لأول مرة في ١٦ / ٤ / ١٨٩٠ بتياترو زيزينيا بالإسكندرية، ولكنه عندما مثَّلها ضمن «جوق أبيض وحجازي» لاقى هجومًا شديدًا من الكاتب عباس حافظ.٩٤ وقبل الحديث عن هذا الهجوم نذكر ملخَّصًا لهذه المسرحية.
fig40
غلاف مخطوطة مسرحية «الرجاء بعد اليأس».

تدور أحداث مسرحية «الرجاء بعد اليأس» حول استعداد جيش أجاممنون بقيادة آشيل لفتح طروادة، وعندما يذهب أجاممنون إلى معبد الآلهة لاستشارتهم في فتح المدينة يخبره الكاهن كلكاس بأن الآلهة تريد دمًا ذكيًّا يُراق لها كقربان لفتح طروادة، ومِن ثمَّ يحدد الكاهن هذا القربان بإيفجنيا ابنة أجاممنون. وأمام هذه النبوءة يقع أجاممنون في حيرة، كيف يُنقِذ ابنتَه من قدرها المحتوم؟ وكيف يُبعِدها عن حبيبها آشيل الذي وعده بالزواج منها؟ وقد أرسل بالفعل يحثُّ ابنته عَلَى الحضور إلى موقع الجيش كي يزوِّجها منه؟ وكيف يُبعدها عن أمِّها كليتمنستر التي تحبُّها وتُدافع عنها؟ وبعاطفة الأبوة ينهي أجاممنون صراعه بأن أرسل رسالة إلى إيفجنيا وطلب منها عدم الحضور؛ لأن آشيل عدل عن الزواج منها بسبب حبه لأريفيليا الأسيرة.

ولكن القَدَر وقف بالمرصاد ضدَّ رغبة أجاممنون؛ حيث إن إيفجنيا قد أتتْ بالفعل مع أمها قَبْلَ أن تصلها الرسالة، وتتقابل مع الأسيرة أريفيليا، وتفهم منها أن آشيل قد أسرها وأحضرها معه إلى موقع تجمع الجيش كي تقابل الكاهن ليطلعها عَلَى أصلها النبيل المجهول كما قيل لها، ولكن إيفجنيا تعلم بحبها إلى آشيل فتطردها، ومن ثمَّ تحضر كليتمنستر وتخبر ابنتها بأمر الرسالة، فيقرِّرا العودة والابتعاد عن المكان. وفي أثناء ذلك تقابل إيفجنيا آشيل، ومن خلال الحوار تفهم إيفجنيا أن آشيل لا علم له بأمر الرسالة، ويعدها بالبحث في الأمر.

وبعد عدة أحداث تعلم كليتمنستر وإيفجنيا وأريفيليا أمر النبوءة، ولا بُدَّ لإيفجنيا من الرضوخ لرغبة الآلهة، ولكن أجاممنون رغم حرصه عَلَى تنفيذ النبوءة إلا أن عاطفة الأبوة غلبتْه مرة أخرى، فاتفق مع زوجته أن تأخذ ابنته وتهرب بها دون أن يعلم أحد، ولكن أريفيليا أرادت أن تنشر فتنة بين جنود الجيش كي تنتقم ممن أسروها، ولكي تتخلص من إيفجنيا حتى تفوز بآشيل، فقامت بإبلاغ الجنود أمر النبوءة، وأن إيفجنيا تريد الهرب لينهزم الجيش ولا تُفتح طروادة. وهنا هاج الجيش ضدَّ أجاممنون وآشيل، ومنع إيفجنيا من الهرب، وطالب بتنفيذ النبوءة. وأمام هذا الأمر لم يجد أجاممنون بدًّا من تنفيذ النبوءة، وقبل ذهاب إيفجنيا إلى المعبد لتُذبح جاء الكاهن بنبوءة أخرى تقول: إن الآلهة تريد بديلة عن إيفجنيا، وهي أريفيليا لأنها خائنة، هذا بالإضافة إلى أنها ابنة الإلهة هيلانة من الزنى. وهكذا عادت السعادة مرة أخرى إلى أسرة أجاممنون، وتنتهي المسرحية.

وقد كتب عباس حافظ سلسلة مقالات نقدية — عندما مثَّل جوق أبيض وحجازي هذه المسرحية — كانت بمثابة المرآة العاكسة لحقيقة هذا الجوق رغم قسوة عباراتها، ولنكتفِ هنا بذكر المقالة الأخيرة المنشورة في جريدة «المنبر» في ٢٠ / ٣ / ١٩١٦؛ لأنها تخص الشيخ سلامة حجازي، وفيها قال عباس حافظ تحت عنوان «الروح العامية في آداب المسرح المصري»:

نحن يحزننا أن نقول إن أهل المسرح الآن لا يعتمدون في إمساك أرزاقهم إلا عَلَى حنجرة رجل مريض يسند في حدود الشيخوخة، كان أَخْلَقَ به أن يكون اليوم في عزلته، يرفِّه عن نفسه أثر الآلام والمتاعب التي عاناها في صناعته. وكان أحقَّ أن يكون بعد هذه الحياة العملية المستطيلة يَسكُنُ الآنَ مبنًى أنيقًا بهيجًا في بلد صامت هادئ، كما يفعل أهل الفنون عندما يَرَوْن الفن قد أصبح في غناءٍ عنهم، وأنهم لا يستطيعون أن يتحمَّلوا الجهد الذي تستلزمه فنونهم. ولكن الرجل يأبى ألا أن يَحمِل عَلَى نفسه، ويحبس روحه في جثته، ويغالب ضعفه وفتور قوته؛ لكي يظهر عَلَى المسرح أمام الجمهور الذي طالما احتشد له وصف وابتهج بصوته البديع الحنون؛ لأنه يريد أن يعيش؛ إذ كان لم يستطع أن يدخر شيئًا من عمله لشيخوخته. ولكن ظهوره فوق المسرح عَلَى أعين الناس هو أكبر ضربة لهم، وهو إعلان مخيف عَلَى قسوة الناس وأنانيتهم وفساد قلوبهم، وهو دليل محزن عَلَى الحياة المتعبة المكدودة التي يَلقَاها صاحب الفن في هذا الوسط المادي الموحش، مهما اشتغل وكدَّ ودأب. ونحن لا نزال نقول إن الرجل كان خليقًا من الحكومة والأمة بشيءٍ من الرثاء والعطف، وكان جديرًا بأن ينال منهما معاشًا سنويًّا يكفل له العيش في ظلال الراحة وكنف العزلة الهادئة، حتى يأخذ الفن عَلَى أيدي غيره في سبيل حياة مهذَّبة صالحة، وينطلق في دور الرقي والاكتمال. ونحن لشد ما ثار في فؤادانا الحزن وتملكتْنا المَوْجِدة عندما شاهدَنْا الرجل في رواية «أجاممنون» يأخذ دَوْر آخيلا فاتح طروادة وشيطان القوة، والجندي المخوف الرهيب، فرأينا أكبر مريض يمثل أكبر قوي، وشهدنا كيف يَقتُل صاحبُ الفنِّ نفسَه لكي يَظفَر بشيءٍ من النقود لمطالب العيش والطعام. وكُنَّا نسمع إلى أغنياته ونشائده، فنتبيَّن في تضاعيف جرسه صوتًا محزونًا باكيًا، صوتًا يخرج من قلب كله سخط عَلَى الناس وعتب وتقريع، فكأنه يصرخ في الوسط صائحًا: أيها الناس، ابكوا لي واستعبروا، هذا أنا فارقتُ السرير وجئتُ أسلِّيكم بالأشعار والألحان، ولكن ألا تنظرون إليَّ؟! أنا مريض يا سادة، وأريد أن أنام وأستريح، ولكنكم لا تزالون تريدونني لصوتي، وأنا لا أزال أريدكم لكرمكم، يا للقسوة! ويا للعذاب! إني أصبحتُ يا سادة شيخًا متهدِّمًا خليقًا بالعزلة والحياة الناعمة الهادئة، فما بالكم لا تفهمون ولا تشعرون؟ وكذلك يعيش هذا الرجل ويعيش معه أهل المسرح، وكذلك بفضل حنجرة واحدة تُفتح بيوت، وتأكل أفواه، وتُملأ بطون وأجواف. ولكنَّا مع تقديرنا لمتاعب الرجل ورثائنا لأمره، نقول إن حياة المسرح ستظل بذلك مريضة ضعيفة؛ لأنها تكون إذ ذاك وسيلة من وسائل استعطاف القلوب واستجداء الأكُفِّ واستبكاء العيون، ونحن لا نعلم أين يقع هذا الضرب من التمثيل، ولا نظن أن في مسارح الدنيا كلها مسرحًا شبيهًا له وضريبًا. ونحن لا نُنكِر أن الشيخ هو الذي أوجد المسرح وحده، ولكنَّا نُنكِر منه مع هذا عنادَه وإصرارَه عَلَى أن يَبقَى المسرح هكذا عاميًّا آخِرَ الدهر، وأن يظل هكذا غنائيًّا حتى تخفت هذه الحنجرة، وإذا لم يَبقَ له صوته، والجمهور لا يزال يصبو إليه ويخِفُّ لسماعه، فإنه أَجْدَى عليه وعلى حياة المسرح أن يلتمس الرزق من قصائده وألحانه، ويستحث عصبة الكُتَّاب والشعراء العموميين الذين كانوا يلتفُّون حوله عَلَى أن يضعوا له جملة من المنولوجات والقصائد الجديدة المبكية المشجية، ولا حاجة به إلى الظهور عَلَى المسرح؛ لأن المهذَّبين قد بدءوا يشمئزون من الروح العامية المتفشِّية في التمثيل، ويريدون أن يكون لأصحاب المذهب الجديدة الكفة العليا والنفوذ الأكبر.

وبدلًا من أن ينسحب الشيخ سلامة من ساحة الفن ويقبع في داره — كما قال عباس حافظ — أو عَلَى أقل تقدير يستمر في عمله ضمن الجوق تحت وصاية جورج أبيض، وجدناه كالعنقاء يرفض الاستسلام للواقع المفروض عليه، ويُصدِر بيانًا مطبوعًا تم توزيعه، ونشرتْه الصحف في أول سبتمبر ١٩١٦، قال فيه تحت عنوان «بيان إلى الأمة المصرية»:
قَضَتْ ظروف بأن أنفصل عن حضرة شريكي الأستاذ جورج أبيض، وأن أعود إلى عالم التمثيل مستقلًّا بجوقي المؤلَّف من كبار الممثلين والممثلات، الذين قَضَوا الأعوام الطوال مجاهدين معي في خدمة التمثيل العربي، بعد أن انضمَّ إليه طائفة من الأدباء الراقين، الذين قَضَوا السنين في تلقِّي العلم وخدمة الأدب، فأصبح الجوق بهؤلاء جميعًا فرقة تمثيلية راقية قادرة عَلَى خدمة الأمة الكريمة من ناحية التمثيل، ولا يَسَعني هنا إلا أن أشكر لزميلي الأستاذ جورج أبيض ماضي عمله معي، سائلًا الله أن يوفِّقه إلى ما فيه الخير والنجاح.٩٥
وهكذا انفصل الشيخ سلامة عن جورج أبيض، كما عادت إليه ممثلته الأولى ميليا ديان بعد أنِ اعتزلتِ التمثيل بعد مرضه، مما شجَّعه وساعده عَلَى تقديم آخِر مواسمه المسرحية بصورة مشرِّفة، تَلِيق باسم سلامة حجازي. وقد بدأه بعرض مسرحية «صلاح الدين الأيوبي» ببرنتانيا يوم ٢ / ٩ / ١٩١٦،٩٦ ومن ثمَّ توالت العروض القديمة عَلَى مسرحي برنتانيا والكورسال، ومنها: «اليتيمتين»، «هملت»، «مطامع النساء»، «شهداء الغرام»، «شهيدة الوفاء»، «الأفريقية»، «ثارات العرب»، «ملك المكامن»، «ضحية الغواية»، «صلاح الدين الأيوبي»، «هناء المحبين»، «أنيس الجليس»، «القضية المشهورة»، «غانية الأندلس»، «عائدة»، «حفظ الوداد»، «البرج الهائل».٩٧
وبعد شهر ونصف من انفصال الشيخ عن جورج أبيض وجدناه يُصدِر بيانًا ثانيًا نشرتْه صحيفة «الوطن» في ١٤ / ١٠ / ١٩١٦، قال فيه تحت عنوان «بيان ورجاء إلى الأمة المصرية الكريمة»:

لم أعد إلى الانفراد بإدارة جوقي الحاضر إلا في آخر أغسطس الماضي، ولم يشجِّعني عَلَى هذا إلا نزوعي إلى تحقيق ما رميتُ إليه منذ ثلاثين عامًا. فقد أخذتُ عَلَى نفسي أن يَرقَى فن التمثيل، وأن يتمشَّى عَلَى ما يتفق مع أخلاقنا وعاداتنا، وجاهدتُ في هذا السبيل كل ذلك الزمن، ولا بُد لي أن أَثبُت إلى أن أظفَر بتحقيق هذا الأمل إن شاء الله. وقد والى جوقي عمله بعد أن زدتُه قوة بمَن ضممتُهم إليه من ممثلين وممثلات، لم يرغبهم في الفن إلا شغفهم به، ولم يُرغِّبني فيهم إلا ما توسَّمتُه فيهم من الذكاء وحسن الاستعداد.

كما أعلن الشيخ سلامة أيضًا عن تمثيل عدة مسرحيات جديدة، منها: «بنت الإخشيد» لإبراهيم رمزي،٩٨ و«العذراء المفتونة» لهنري باتاي تعريب عباس حافظ، و«غرائب الأسرار» لجورج طنوس.٩٩ وبالفعل مثَّلتِ الفرقة مسرحية «بنت الإخشيد» يوم ١٤ / ١١ / ١٩١٦، وقام ببطولتها: أحمد فهيم، عبد المجيد شكري، حسين حسني، ميليا ديان.١٠٠
fig41
الصفحة الأولى من مخطوطة مسرحية «بنت الإخشيد».

ومسرحية «بنت الإخشيد» تدور أحداثها حول الأميرة نجلاء ابنة الإخشيد، عندما كانت تتنزَّه في قارب مع جاريتها زينب في المنطقة الخاصة بالقصر من النيل. وفي أثناء حديثهما نعلم أن ابن عمِّها الأمير ظافر يُحبُّها وهي تبغضه، وفي تلك اللحظة يستمعان لغناء أحد الغرباء، وقد كان هذا الغريب في انتظار قارب مساعده مبروك، الذي ضلَّ الطريق. وهنا يَظهَر الأمير ظافر فيتوهَّم أن الغريب كان يختلس النظر لنجلاء ابنة الإخشيد، فيعنِّفه، ولكن الغريب يعامله بكل احترام. وعندما احتدم الأمر بينهما يطعنه ظافر فيقع الغريب ملطَّخًا بالدماء. وهنا تصل نجلاء وزينب في قاربهما ويشاهدا الغريب وهو صريع، وعندما يستفسران عمَّا حدث يتهم ظافر نجلاء أن بينها وبين هذا الغريب موعد غرام، وفي تلك اللحظة يحضر مبروك ويُشاهِد سيِّده قتيلًا، فيعنِّف الأمير ظافر؛ لأنه قتل أميرًا من أمراء الشام. ومن ثمَّ نعلم أن الغريب ما هو إلا الأمير مزاحم ابن ملك الشام، الذي حضر إلى مصر للاستشفاء بمياه حلوان. وهنا يَخَاف ظافر من تأنيب الإخشيد إذا علم بموت ابن صديقه ملك الشام، فيتفق مع مبروك ونجلاء وزينب عَلَى تكتم الخبر، وإرسال الخبر إلى ملك الشام بأن ابنه مات ميتة طبيعية، وعندما يستعد ظافر ومبروك لإتمام مراسم الدفن تأخذ نجلاء جثة الأمير مزاحم إلى غرفتها بالقصر، وهناك يفيق الأمير مزاحم؛ لأن الطعنة أفقدتْه الوعي فقط، وعندما يحضر مبروك يفرح بحياة أميره، وهنا يطلب ظافر من مزاحم ترك مصر والعودة إلى الشام فورًا، ويرسل معه بعض الأعوان لمساعدته ومراقبته حتى يتأكد من سفره؛ لأنه شعر بوجود الحب والعاطفة بين مزاحم ونجلاء.

وبمرور الوقت نجد أن الحب كبر بين القلبين، وهنا يوغر ظافر صدر الإخشيد ضد ابن رائق ملك الشام، فتقوم الحرب بينهما. وأثناء الحرب يأسر الأمير مزاحم فصيلة من طلائع جيش الإخشيد، ولكن قائد الفصيلة الملثَّم يرفض التسليم إلا بعد منازلة الأمير مزاحم، فيوافق مزاحم ويتبارز القائدان، ويسقط اللثام ونجد أن قائد الفصيلة هو الأمير ظافر. وهنا يتوقف مزاحم عن المبارزة؛ لأنه خشي أن يَقتُل ابن عمِّ محبوبته فترفض الزواج منه، ولكن الأمير ظافر لم يُعطِه الفرصة وواصل المبارزة فيقتله مزاحم. ويحضر ملك الشام ابن رائق ويعلم أن ابنه قَتَل الأمير ظافرًا فيغضب، ويرسل ابنه إلى الإخشيد فداءً لظافر؛ لأن من المستنكر أن يقتل الأمير أميرًا آخَر من نفس الأسرة الإخشيدية. ويذهب مزاحم إلى الإخشيد ويسلِّم نفسه، ولكن القائد خالد ابن الوزير ومساعد الأمير ظافر يحكي للإخشيد عن بطولة مزاحم وكيف أنه كان رحيمًا بظافر، ولكن الأمير ظافر استمر في المبارزة مما عجَّل بموته. وهنا يعلم الإخشيد الحقيقة فيعفو عن مزاحم، ويوافق على زواجه من ابنته نجلاء، وتنتهي المسرحية.

وبعد عرض مسرحية «بنت الإخشيد» أعادت الفرقة مسرحياتها القديمة، ومنها: «هملت»، «عظة الملوك»، «القضية المشهورة»، «روميو وجوليت»، «غانية الأندلس»، «تسبا»، «حفظ الوداد»، «عواطف البنين»، «سارقة الأطفال»، «ضحية الغواية»، «صدق الإخاء»، «اليتيمتين».١٠١
وفي ١٧ / ١٢ / ١٩١٦ مثَّلت الفرقة مسرحيتها الجديدة الثانية «العذراء المفتونة» على مسرح الحمراء بالإسكندرية، ثمَّ مثَّلتْها ببرنتانيا يوم ٢١ / ١٢ / ١٩١٦.١٠٢ وهذه المسرحية كما كتبها هنري باتاي تدور حول المحامي أرموري، الرجل الناضج الذي يُعتَبَر من أشهر المحامين في فرنسا، والذي أحب الفتاة العذراء ديانا، البالغة من العمر ثماني عشرة سنة. ووصلتِ العلاقة الغرامية إلى العبث بعفة الفتاة مما جعل الفضيحة تنتشر بين أسرة ديانا، فما كان من والد الفتاة الدوق تشارلز إلا أن لجأ إلى قسيس الكنيسة يطلب المشورة، فأبلغه القسيس بوجوب إحضار الفتاة، وفي هذه اللحظة تحضر زوجة المحامي فاني أرموري إلى الكنيسة وتعلم بأمر زوجها مع الفتاة بعد أن أطلعها والد ديانا على خطابات زوجها إلى ابنته.

وفي أثناء تباحُث الزوجة لحلِّ هذه المشكلة مع أسرة الفتاة خوفًا على سمعة زوجها، وحفاظًا على بيتها، نجد المحامي قد اتفق مع الفتاة على الهرب إلى لندن، وضرب للفتاة موعدًا في المكتب ليكون نقطة الانطلاق، ولكن الزوجة وشقيق الفتاة يعلمان بهذا الأمر، فيباغتان العاشقين في المكتب. وبعد عدة مواقف يستطيع المحامي الفرار بالفتاة إلى لندن. ومن ثمَّ يطارده شقيقة الفتاة حاملًا مسدَّسًا لينتقم لشرفه. وفي مواجهة حاسمة جمعت هذا الشقيق بأخته والمحامي وزوجته أشهر المسدَّس في وجه المحامي، فوقفت الفتاة والزوجة أمام المحامي لافتدائه. وهنا تطلب الفتاة من المحامي أن يختار بينها وبين زوجته فيفضِّلها على زوجته. وفي هذه اللحظة تشعر ديانا بمدى جرمها حيال هذه الزوجة، التي ما زالت تدافع عن زوجها، وتحاول افتداءه، فأخذتِ المسدس من شقيقها وأطلقتْه على نفسِها كي يعود حبيبها إلى زوجته وتنتهي المسرحية.

وعلى الرغم من تمثيل الفرقة لهذه المسرحية أكثر من مرة طوال شهرين،١٠٣ إلا أنها لم تحظَ بالنقد إلا في فبراير ١٩١٧، عندما كتب «محمد إبراهيم» مقالة بجريدة «الأفكار» في ٢٨ / ٢ / ١٩١٧ نُثبِتها هنا كاملة؛ لأنها صورة حية لأحد عروض فرقة سلامة حجازي في آخِر مواسمه المسرحية.
قال الكاتب:

إن جوق سيدنا الشيخ مفتون بحب هذه العذراء، ولكن لم يكن لديه من الهبات والوسائل ما يمكنه من إظهار هذا الافتتان الغريب والتقتل الكاذب، كذلك حضرة المعرِّب، فقد كان لا يقلُّ عن الجوق افتتانًا. شاهدتُه يروح جيئةً وذهابًا وسط البهو كأنه أحد القُوَّاد العِظام يُدير رَحَى معركة مِن أشد المعارك حَمِيَ وطيسُها وتسعَّرت نارها. ولكن لم تكن تظهر على محيَّاه هيئة ذلك القائد المفكِّر المُدرِك لحقيقة موقفه، بل كانت تبدو عليه آيات الاستسلام للفرح والبهجة، كأنه واثق من حُسْن نتيجة عمله. إن الرواية في شكلها الإفرنجي شائقة جليلة المغزى — كما يُرَى من معانيها الغامضة في الترجمة العربية — ولكن التعريب جاء فطَمَس نورَها وأزال بهجتها. ولستُ أعني بهذا سقم اللغة أو ضعف التعريب، بل أعني بهذا ذلك الوجدان الراقي الذي يجب أن يكون خلة لاصقة بالمعرِّب، وذلك الخيال السامي وقوة العارضة وحسن التعبير، إلى غير ذلك ممَّا يُساعِده على أن يُلبِس الرواية تلك الحلة المبهجة التي تناسب ذوق المسارح العربية. إن مَن يَحظَ بمشاهدة هذه الرواية على المسارح الغربية، ويشاهد تمثيلَها بشكلها الحالي، يقفْ على مقدار البَوْن الشاسع والفرق البيِّن بين المشهدين. ليس على المعرِّب حَرَج إذا تصرَّف في بعض التحريف في مواقف الرواية؛ لا سيَّما الختامية منها، جاعلًا ذَوْق الجمهور الشرقي يَطِيب عينيه، بشرط أن لا يذهب التبديل والتحريف برَوْنق الرواية وحلاوتها. إن المواقف الختامية للمناظر على المسارح الإفرنكية تختلف اختلافًا بيِّنًا عن الحالة التي تكون عليها في المسارح العربية. ففي بعض هذه المواقف على المسارح الغربية نرى أن الهدوء والسكينة أوفق من الثورة والحِدَّة، بينما نراه في المسارح الشرقية يجب أن يكون عكس ذلك. أنا الذي كادتْ تخنقني العَبَرات أثناء تمثيل الفصل الرابع وجدتُ نفسي أضحك مقهقهًا في نهايته؛ لأني خِلْتُ أن الفصل لم يَنتَهِ، وأن الستار نزل عرضًا بغير قصد. إن الموقف في حقيقته كان مؤثِّرًا، وكان يجب أن تتجلَّى فيه محاسن الرواية بأكملها، ولكن البراعة المنطقية والمهارة الفنية لم يَظهَرا على ذلك الحين بالمظهر اللائق بهما؛ وبذلك ضاعتْ على المعرِّب والمؤلِّف الغايةُ التي كانا يتوخينها ويرجونها في هذا المشهد. وجدتُ الأب يتكلم على وتيرة واحدة، فصوته دائمًا يتهدَّج غضبًا ويتميَّز حنقًا، وممَّا زاد موقفَه ضعفًا ذلك التلجلُج الذي كان يعتريه في كل آونة. أما ديانا تلك العذراء المفتونة، التي هي بطلة الرواية تقريبًا، فكان صوتها منخفضًا هادئًا ناعمًا، يجري على وتيرة واحدة، ولم تكن في حركاتها ونبراتها ما يدل على مقدار ما غلب عليه من الأسى، وما تقاسيه من آلام الوجد والصبابة. بل كانت عجولة في كلماتها، كأنها كانت تكرِّر درسًا. أما العاشق — والأكثر أنه محامٍ — فلم تَظهَر عليه تلك الهيبة المقرونة بالعزم والحزم عند مواجهة الطوارئ القاسية والعوامل الشديدة المحزنة، بل كان في حركاته كأنه الطفل يتآمر مع أترابه ولِدَاته. أما الأم، ويا لَها من أم! شفيقة كما يَظهَر من كلماتها، ولكن، يا للأسف! فإن حركاتها ولفتاتها كانت منافية لما يبدو من عواطف الشفقة والتأثُّر، كأنها غير مكترثة ولا متأثِّرة بما يُعرَض أمامها من مشاهد الحزن والأسى. أما الخادم، فلولا سكرتيرته الخصوصية لظننته من أبطال الرواية العظام، فكان يتكلَّم بلهجة خشنة كلهجة الآمر المتعجرف، وحَسْبُ الجوق والمعرِّب ما صادفاه من إقبال الجمهور على مشاهدة هذه الرواية، فقد كان لا يتعدَّى العشرات، وهذا أسطع شاهد على مقدار مكانة الرواية التي افتُتن بها حضرة المعرِّب، وهامَ بها الجوق ومجَّها الجمهور.

وهذا النقد فسَّره البعض بأنه هجوم على تاريخ الشيخ سلامة ومقدرته الفنية، فتصدَّى له حمدان الناقد الفني لجريدة «المنبر»، وكتب مقالة في ١١ / ٣ / ١٩١٧، قال فيها:
مَن الذي نهض بالتمثيل؟ سَلْ مَن تشاء من الخبيرين بأحوال التمثيل وتطوراته وتواريخ جوقاته، عن البضاعة التي يعرضها غالب الجوقات التمثيلية الآن على أنظار الشهود؛ يجيبك على الفور: إنها بضاعة رجل واحد نهض بالفن ولا يزال ناهضًا به إلى الآن. وذلك الرجل غير خافٍ على أحد، وهل يخفى الشيخ سلامة حجازي؟ سل سطور كل رواية، وغنات كل قصيدة تُنشد، وضروب كل الألحان التي تُقال، تجيبك كلها بلسان واحد أنها أُخرجت من لَدُن الملحِّن النابغ والمعلم التمثيلي الكبير الشيخ سلامة حجازي. أنفق الرجل عندما بدأ بالتمثيل في دار التمثيل العربي بضعة عشر ألفًا من الجنيهات على شراء الملابس ومكافأة الكُتَّاب الروائيين. فأين ذهبت تلك الملابس؟ ومَن ذا الذي دفع قرشًا واحدًا ثمنًا لما يمثِّله من روايات شتَّى، مثل «ثارات العرب» و«السيد» و«صلاح الدين» و«اليتيمتين» و«البرج الهائل» و«روميو وجوليت» و«عواطف البنين»؟ سَلْهم ألم يكن الشيخ سلامة وحده هو الذي كافأ معرِّبي تلك الروايات كلها، ثمَّ تناهبَتْها الجوقات، وهو ساكت لا يُبدي ولا يُعيد؛ لأنه لا يؤلِمه أن يكثر عدد جوقات التمثيل، ولكن الذي يؤلِمه أنها تفسد ما ابتكر، وتذهب بجمال ما لحَّن، ووضع من الأناشيد والألحان. بل سل كل ممثل عربي أوتي حظًّا من الشهرة ونصيبًا من الكفاءة: أين تمرَّنتَ؟ وعلى يد مَن تخرَّجتَ؟ إنه يجيبك على الفور بأنه تمرَّن في مدرسة الشيخ سلامة حجازي، وتعلَّم على يد الشيخ سلامة حجازي. من هنا تعلم — أعزَّك الله وأبقاك — أن إلى هذا الرجل الكبير ورئيس دولة الغناء وكبير أهل المسرح يرجع الفضل في تخريج الممثلين والممثلات، وشراء الروايات وإظهارها، وابتكار الألحان والأناشيد وتوقيعها، ووضع الملابس الفاخرة التي يزهى بها الممثلون، ويعزون كل ثمرة نبوغه وإخلاصه للفن، وجوده بوافر الأموال على رقيه. ولكن هل قنع بعض الأجواق بما نهبوا من نبوغ الأستاذ؟ أقول: كلَّا، ثمَّ كلَّا … وأبعد مِن كل مَا تقدَّم في الغرابة أن بعض الذين تعوَّدوا تعريب الروايات وإنشاءها، أو رغبوا في أن تُذكَر أسماؤهم في إعلانات الجوقات التمثيلية، إذا عرَّبوا رواية أو ألَّفوا قصة، يُهرَعون أول وهلة إلى الشيخ سلامة حجازي؛ لأنه صاحب أكبر جوقة، وأكرم مَن جاد في سبيل إظهار طيب الروايات. فإذا قُدِّر سوء حظ الشيخ أن لا يرى في الرواية ما يشفع في تقديمها، رأيتَ صاحبَها مُعوِلًا صاخبًا، متردِّدًا على إدارة الأجواق الأخرى، فلا يَجِد منها إلا التحريض على الشيخ والنقد عليه، أو العمل على تنزيله من عرش سلطان فن الغناء، وأمير التعليم في الإلقاء والإيماء، وهو عرش لم يصعد عليه إلا بالكفاءة ورضى الأمة. وهكذا قُلْ عن كل مَن احتكَّ بالأجواق من طريق الروايات، ولم يَرَ من الأستاذ سلامة حجازي صدرًا رحبًا ورضًى عمَّا يريد. وأغرب من كل ما تقدَّم أن بعضهم تُسوِّل له نفسُه أن يُحارب الشيخ سلامة حجازي مِن وراء ستار، وهو لو عقل الفهم أن الشيخ سلامة الذي لم ينهض ولم يَفُزْ إلا بحب الأمة على بكرة أبيها له، وإكبارها إياه وتقديرها عمله، لا تهمه وشاية واشٍ بالنميمة، ولا دسيسة أستاذ من أساتذة الدسائس. أضِفْ إلى هذا أن الشيخ قضَى ما قضَى من السنين الطويلة في عالَم التمثيل، فلم يذكر أولوا الأمر له هفوة، والنابغ الذي يحصل على رضى الحكومة١٠٤ والأمة معًا، لا تؤثِّر فيه السعايات ولا تنجح معه الدسائس والوشايات، وندر مَن حصل على رضى الهيئتين الحاكمة والمحكومة، بل قُلْ: هيهات.
وفي هذه الفترة أعادت الفرقة مسرحياتها القديمة، ومنها: «شهيدة الوفاء»، «السيد»، «صدق الإخاء»، «عظة الملوك»، «عائدة»، «سارقة الأطفال»، «عواطف البنين»، «شهداء الغرام»، «هناء المحبين»، «ابنة حارس الصيد»، «هملت»، «غانية الأندلس»، «اليتيمتين»، «مطامع النساء»، «أنيس الجليس».١٠٥ وكانت أغلب هذه العروض تُقام بمسرح كازينو الكورسال، لتعطل تياترو برنتانيا بعض الوقت بسبب سقوط الأمطار.١٠٦ كما ظهر في هذه العروض جورج طنوس١٠٧ كممثل في الفرقة لا كصاحب جريدة «المنبر».
وفي أوائل أبريل ١٩١٧ أعلن الشيخ سلامة عن عدة اشتراكات لتمثيل مجموعة من المسرحيات بدار الأوبرا تتنوع بين القديم والجديد، ومن المسرحيات الجديدة «غرائب الأسرار» لجورج طنوس و«قسوة الشرائع» لعباس حافظ و«شقاء العائلات» لعباس علام.١٠٨

ومسرحية «غرائب الأسرار» لجورج طنوس تدور أحداثها حول نبوءة من الآلهة تقضي بذبح فتاة عذراء كل عام من أجل ظهور سرِّ البريء مختلس الصولجان. وفي كل عام يقوم الملك بوضع أسماء كل العذارى في المملكة في إناء الاقتراع، ليتم اختيار واحدة كقربان للآلهة. وقبل حدوث الاقتراع نجد دريجيا ابنة الوزير تستعطفه كي يستثنيها من الاقتراع هذا العام، ولكنه يرفض متألِّمًا؛ لأنه لا يستطيع مخالفة الملك أو الآلهة. ومع مرور الأحداث نعلم أن دريجيا ليستْ عذراء؛ لأنها متزوجة سرًّا من طيمانطة ابن الملك وولي العهد، وقد أنجبتْ منه طفلًا، ونعلم أن الزواج تمَّ سرًّا؛ لأن قوانين المملكة تقضي بعدم زواج أبناء الملوك من العامة وإلا حُكِم على الزوجين بالموت. ومن ناحية أخرى نجد الملك يستقدم كاريوسة أميرة فرجيا كي يزوِّجها من ابنه طيمانطة بناءً على اتفاقه مع والدها الملك. وعندما تتقابل كاريوسة مع طيمانطة تشعر منه بالنفور، بعكس الحب والحنان الذي أظهره لها كرينتور شقيق طيمانطة. وفي يوم الاقتراع يتم اختيار دريجيا ذبيحة هذا العام، فيقوم طيمانطة بإنقاذها ويعترف أمام الجميع أنها ليست عذراء، وهذا مخالف للنبوءة، كما يعترف بزواجه منها وبطفله أيضًا، وأمام هذا الاعتراف يأمر الملك بسجنهما تمهيدًا لقتلهما.

وبمرور الوقت يكتشف الوزير والد دريجيا وثيقة مكتوبة بخط زوجته المتوفاة، تعترف فيها بأن دريجيا ليست ابنتها، بل هي ابنة المَلِك، وأن هذا السر هو نصف الحقيقة، أما النصف الآخَر فمكتوب في وثيقة أخرى مخبَّأة في المعبد، ولا يحق لأحد أن يطَّلع عليها إلا الملك بنفسه. وعندما يعلم الملك بذلك يذهب لاستخراج الوثيقة الأخرى، فيجدها مكتوبة بخط زوجته المتوفاة، وفيها تعترف بأن طيمانطة ليس ابنها، بل هو ابن الوزير، وتقول إن أول مولود أنجبتْه أثناء سفر الملك كانت الطفلة دريجيا. وبعد ولادتها حزنت لأنها تعلم أن الملك يريد ولدًا لولاية العهد. وفي هذا الوقت وضعتْ زوجة الوزير ابنًا هو طيمانطة أثناء سفر الوزير مع الملك، فاتفقتِ الملكة معها على تبديل الأطفال وكتابة هاتين الوثيقتين وعدم إظهارهما إلا إذا تعرَّض طيمانطة للخطر أو تعرَّضت دريجيا للخطر أيضًا. وأمام هذه الأسرار يتولَّى كرينتور ولاية العهد ويتزوج من الأميرة كاريوسة، ويتم الجمع بين طيمانطة وزوجته دريجيا وابنه، وتنتهي المسرحية.

fig42
غلاف مخطوطة مسرحية «غرائب الأسرار».
وبعد تمثيل هذه المسرحية كتبت عنها جريدة «الأفكار» في ٣ / ٤ / ١٩١٧ كلمة قالت فيها:

مثَّل جوق شيخ الممثلين وأستاذ الأناشيد والألحان الشيخ سلامة حجازي في مساء أمس الأحد رواية «غرائب الأسرار»، فرأى جمهور المتفرجين من جمال التمثيل وشهي الألحان ما جعلهم يعتقدون أن عناية الشيخ سلامة بالتمثيل في شيخوخته لا تقل عن عنايته به وهو في عنفوان الشباب ومرح الفتوة، وأن ذلك الصوت الشجي الذي اجتذب المصري إلى التمثيل قبل عرفانه إياه، لم تَزِدْه الأيام إلا جمالًا. أما أعضاء فرقته فكلهم من خيرة الممثلين والممثلات، أجاد كل منهم دوره إجادة تشهد له بالبراعة، نذكر منهم حضرات: حسين حسني ممثل دور الملك، وعبد المجيد شكري ممثل دور الوزير، وأحمد حافظ ممثل دور كرينتور، والممثلة البارعة السيدة ميليا ديان ممثلة دور كاريوسة، والسيدة ماري إبراهيم ممثلة دور دريجيا. وبالجملة فقد كانوا جميعًا موضع إعجاب المتفرِّجين، وإن كان الإقبال على شهود هذه الرواية لم يكن بالدرجة التي تستأهلها محاسنها وإجادة تمثيلها، فإننا نرجو أن يكون الإقبال على شهود تالياتها أضعاف ما كان في تلك الليلة تشجيعًا للعاملين على خدمة التمثيل. وسيُحيِي الجوق الليلة الثانية في دار الأوبرا مساء يوم الخميس القادم بتمثيل رواية «شقاء العائلات»، التي يكفي أن نقول عنها إنها رواية اجتماعية عصرية تمثِّل صورة من حياتنا. وستكون تلك الليلة ختام الاشتراك الأول.

وبالفعل مثَّلت الفرقة مسرحيتي «شقاء العائلات» و«قسوة الشرائع» بالأوبرا، كما أعادت تمثيل مسرحية «غرائب الأسرار».١٠٩ ومسرحية «شقاء العائلات» لعباس علام تدور أحداثها حول امرأة غنية متعلِّمة تزوجت من شاب صغير، ساعدتْه على التعليم حتى حصل على شهادة الحقوق، وبالتالي على وظيفة مرموقة، كما انتشلتْ أخاه من الحضيض وساعدتْه حتى أصبح مقاولًا كبيرًا. بعد ذلك بدأ الزوج يتعَالَى على زوجته ويتغيَّب عن منزله تاركًا زوجته وحيدة مع طفلهما والخادم الأمين، وأخيرًا يقرِّر الزوج تطليق زوجته، ويقوم أخوه المقاول بمهمة إخبار الزوجة بهذا الخبر الأليم. وعندما يعود الزوج إلى المنزل تحاول الزوجة استعطافه وتذكِّره بأيامهما الحلوة وبابنهما … إلخ هذه الكلمات، إلا أن الزوج أصرَّ على موقفه وأخرج لها ورقة الطلاق. هنا انقلبتِ الزوجة إلى وَحْش كاسِرٍ، فانهالَتْ على طليقها بالشتم والسباب، وذكَّرتْه بأصله، وكيف أنها وقفت بجانبه حتى أصبح مرموقًا، وكيف أنها انتشلتْ أخاه من الفقر. وعندما حاول الزوج أن يأخذ طفله من بين أحضانها عنوة، وهي تقاومه، أخرج الخادم مسدِّسًا وهدد به الزوج، فتحدث مشاحنات كثيرة تنتهي عندها المسرحية.
وبخلاف المسرحيات الجديدة أعادت الفرقة تمثيل المسرحيات القديمة ببرنتانيا والكورسال، ومنها: «العفو القاتل»، «مطامع النساء»، «تليماك»، «البرج الهائل»، «الأفريقية»، «مغائر الجن».١١٠ وفي يوم الثلاثاء ٢ / ١٠ / ١٩١٧ مثَّلت الفرقة مسرحية «اليتيمتين» ببرنتانيا، فكانت آخِر مسرحية يَقِف فيها الشيخ سلامة على خشبة المسرح. وفي اليوم التالي سافرتِ الفرقة إلى المنصورة لتمثيل ثلاث روايات بها، وتخلَّف عن السفر سلامة حجازي بسبب أزمة صحية اشتدَّت عليه، ولم تستكمل الفرقة عروضها بالمنصورة؛ لأنها تلقَّت نبأ وفاة الشيخ سلامة حجازي يوم الخميس ٤ / ١٠ / ١٩١٧، فعادت إلى القاهرة لتشيِّعه إلى مثواه الأخير.١١١
تصدَّر خبر وفاة الشيخ سلامة حجازي معظم الصحف المصرية في اليوم التالي، التي نشرت مقالات كثيرة عن فنه وتاريخه، وأتتْ بمعلومات جديدة، منها أنه سافر إلى إيطاليا ومثَّل بعض المسرحيات العربية في نابولي وروما وتورينو، وأن صورته محفوظة بالمتحف الإيطالي،١١٢ وأن الحكومة المصرية أنعمتْ عليه بالنيشان المجيدي الرابع.١١٣ وفي يوم الجمعة ٥ / ١٠ / ١٩١٧ دُفِن جُثمان الفقيد في قبر متواضِع بمقابر السيدة نفيسة، كُتِب عليه:
فنَمْ في جوارِ الله مؤتنسًا به
يا خير مرتحل لخير جوار
فنَمْ في جوار الله وأهنأ بقربه
وحسبك منَّا طيب الحمد والذكر١١٤
وبعد دفن الشيخ سلامة حجازي تشكَّلت لجنة للاحتفال بتأبين الفقيد١١٥ يوم ٣٠ / ١١ / ١٩١٧ في الأوبرا السلطانية برئاسة إسماعيل عاصم. أما أعضاء اللجنة فهم: محمد تيمور، عمر سري، إسماعيل وهبي، د. منصور فهمي، حسين رمزي، عبد الرحمن رشدي، وسكرتير اللجنة جورج طنوس. وقد حضر هذا التأبين عدلي باشا يكن وزير المعارف. وألقى إسماعيل عاصم كلمة الافتتاح نثرًا وشعرًا، وتلاه د. منصور فهمي فتحدث عن نبوغ الفقيد، وبعده تحدث حسين رمزي في موضوع «لماذا نكرم الفقيد»، ثمَّ جورج طنوس الذي ألقى كلمة خليل مطران، ثمَّ ألقى عبد الحليم المصري قصيدة شعرية، ثمَّ خطب محمد لطفي جمعة خطبة عن عبقرية الفقيد، ثمَّ ألقى محمد تيمور قصيدة، ثمَّ ألقى جورج طنوس قصيدة لعمر عارف، ثمَّ ألقى أسعد داغر قصيدة. بعد ذلك وقفتِ الممثلة ميليا ديان وألقتْ موشَّحًا بالنيابة عن جميع الممثلات، ثمَّ تلاها عبد الرحمن رشدي وألقى خطبة بالنيابة عن جميع الممثلين، ثمَّ عزف سامي الشوا بعض أبيات من قصيدة للفقيد، وعزف تأبينًا موسيقيًّا له على الكمنجة، ثمَّ ألقى عبد الحميد حمدي خطبة مناسبة، ثمَّ ألقى محمد تيمور خطبة إبراهيم جلال، ثمَّ خطب عبد العزيز حمدي بالنيابة عن الجمعيات التمثيلية، وألقى مجد الدين حفني ناصف قصيدة، ثمَّ تلاه عزيز بشاي وإبراهيم الدباغ وتوفيق عزوز.١١٦ واختتم إسماعيل عاصم الحفلة موجِّهًا أنظار الجمهور إلى التماثيل الثلاثة، التي صنعها تخليدًا لذكر الفقيد، عثمان الدسوقي، ومحمد شاكر من مدرسة الفنون الجميلة، وأنطون حجار ويوسف طاهر. وبعد أقل من عام نشر جورج طنوس أغلب هذه الخطب والقصائد في كتابه «الشيخ سلامة حجازي وما قيل في تأبينه».

وهكذا رحل الشيخ سلامة حجازي ولم يَبقَ من ذريته غير حفيدته الطفلة عائشة، التي أنجبتْها ابنته الوحيدة «سيدة» التي ماتتْ بمرض السُّلِّ قبل أن تبلغ العشرين من عمرها، وهي زوجة محمد فؤاد عنايت ابن عبد الرازق بك عنايت، صديق الشيخ سلامة وساعده الأيمن ومموِّله المالي. كما أن زوجة الشيخ سلامة ماتتْ قبله بسنوات قليلة، وهذا ما يذكره لنا التاريخ عن أسرة الشيخ.

ومن الجدير بالذكر أن هناك سرًّا خفيًّا ظل مجهولًا فترة طويلة، أشار إليه د. محمد فاضل — صديق الشيخ الحميم — في عام ١٩٣٢، ويتمثَّل هذا السر في أن للشيخ سلامة حجازي ابنًا، قال عنه د. محمد فاضل: «أما نجله الذي عاش له بعد فقد أولاده جميعًا، فقد خرج عن طاعته بعد وفاة أمِّه، ويعلِّل المتصلون بأسرة الشيخ أن سبب هذا الخروج كان يرجع إلى تأثيرات أمه، وما كانت تبثُّه فيه من أنواع الكُرْه والضغينة نحو والده، وشبَّ هذا الولد وهو لا يحمل بين جنبيه المحبة البنوية إزاء أبيه. وقد حاول الوالد أن يسترجع ولده إلى حظيرته ويدخله تحت كنفه، وبذل في ذلك ما بذل من الوسائل والوسائط، إلا أن الولد كان عنيدًا وكان على جانب كبير من قوة الشكيمة، ففشل الوالد فيما حاول، واندفع الولد في طريق غوايته، وما زال يشطح على أراجيح اللهو والعبث حتى أُغرِم بحب فتاة إسرائيلية حبًّا أنساه نفسَه، فتزوَّج منها، وكان هذا الزواج مقابل شرط أليم هو أن يرتدَّ عن دينه ويعتنق دين حبيبته.»١١٧
fig43

وهذه المعلومات رغم أهميتها إلا أنها مبهمة، فلم يذكر د. محمد فاضل اسم هذا الابن، ولم يشرح لنا كيف كانت نهاية هذه الجفوة بين الابن والأب، ولم يوضح هل الابن تزوج من الفتاة الإسرائيلية واعتنق اليهودية وترك دين الإسلام أم لا؟ وهل هذا الابن مات قبل أبيه أم بعده؟

fig44
سيدة ابنة سلامة حجازي.
fig45
الطفلة عائشة حفيدة سلامة حجازي مع والدها.

وبناءً على ذلك أخذنا على عاتقنا الإجابة على هذه الأسئلة بما لدينا من وثائق ومخطوطات وأقوال صحفية نُشِرت في حينها، وهي تقول إن هذا الابن هو عبد القادر حجازي، صاحب فرقة مسرحية مغمورة كانت تُعرف بجوق عبد القادر حجازي. وهذه الفرقة كانت تُزاول نشاطها الفني منذ عام ١٩١٠ — على وجه التقريب — لأننا وجدنا مخطوطة مسرحية مؤرخة في ٣ / ٢ / ١٩١٠ لنص «السجين الأخرس» تأليف الكاتب الفرنسي ج. بوشاردي، تعريب زاكي مابرو، وعليها خاتم مكتوب عليه: «جوق عبد القادر حجازي»، وهذا الخاتم يدل على أن هذه الفرقة كانت تزاول نشاطها قبل ذلك.

وفي ٢٤ / ٦ / ١٩١٥ نشرت جريدة «الأفكار» إعلانًا تحت عنوان «جوق عبد القادر حجازي» قالت فيه:

سيمثل لأول مرة في مساء الخميس ٢٤ يونية على مرسح دار التمثيل العربي رواية جديدة من أهم الروايات، وهي رواية «لازار الراعي» أو «البريء المتهم». وسيقوم بتمثيل أهم أدوارها عبد القادر حجازي نجل الأستاذ الشيخ سلامة حجازي. فنحثُّ محبِّي التمثيل على حضور هذه الحفلة تشجيعًا لهذا الممثل الجديد، ولجوقته المؤلَّفة من أفراد الشعب المتعلِّمة.

fig46
ومن الوثائق التي بين أيدينا ثلاثة إعلانات غير منشورة في الصحف١١٨ عن عبد القادر حجازي، الأول مطبوع بعد وفاة الشيخ سلامة حجازي عام ١٩١٧، ويعلن أن فرقة عبد القادر حجازي ستمثِّل مسرحية «المجرم البريء» بتياترو برنتانيا، وهي من تمثيل عبد القادر حجازي نجل المرحوم الشيخ سلامة حجازي، وتوفيق إسماعيل، وإبراهيم عباس ومحمد مصطفى، والممثلات نور، دولت، هنية، أديل، ماري. ويغني بين الفصول محمد عبد الوهاب،١١٩ وزينب وجدي. ويحدد الإعلان مقر الفرقة بدرب العنبة رقم ٩ بشارع محمد علي.
fig47

أما الإعلان الثاني فمؤرَّخ في ٢٦ / ١٢ / ١٩١٧، والثالث مؤرَّخ في ٦ / ١ / ١٩١٨، وفيهما نجد أن عبد القادر حجازي هو أحد المطربين بفرقة جامعة الفنون الجميلة، التي ستمثل مسرحية «الشريط الأحمر» لعباس علام، وهي من تمثيل: روز اليوسف، فوزي الجزايرلي، علي يوسف، مصطفى وهبي، فيليب كمال، وآخرين.

fig48
ظل عبد القادر حجازي يعمل في المجال الفني فترة قصيرة بعد ذلك، حتى أحبَّ فتاة مسيحية حبًّا جمًّا جعله يترك الإسلام ويعتنق المسيحية ليتزوَّجها، وبعد فترة من الهناء والسعادة الزوجية أُصيب بمرض السُّلِّ مثل شقيقته، فخاف أهل زوجته من إصابتها بالمرض، ومِن ثمَّ نصحوها بالابتعاد عنه، ولكنَّها هَرَبَتْ به إلى غرفة متواضِعة بالقلعة، فعاش فيها عبد القادر مريضًا سنوات طويلة حتى مات عام ١٩٢٩، ودفنتْه زوجته في مقبرة أبيه.١٢٠ وهكذا جمع القبر الضيق بين الأب وابنه بعد أن ضاقتْ بهما الحياة على اتساعها. وبالرغم من ذلك أبَى القَدَر أن يجمع هذا القبر جسدَيِ الأب والابن معًا مدة طويلة، حيث تمَّ نقل رفات الشيخ سلامة إلى قبر آخَر عام ١٩٣١ ليُكتب على الابن والأب الفراق في الحياة والموت.

وإذا عدنا إلى الشيخ سلامة مرة أخيرة سنجد لجنة أخرى قد تشكَّلت برئاسة الدكتور محمد فاضل عام ١٩٣٠ لتخليد ذكرى الفقيد، وظلت هذه اللجنة تعمل على إحياء ذكراه بكل السبل، ومِن أهم إنجازاتها التي تمَّت على نفقة رئيس اللجنة الخاصة شراء قطعة أرض بمقابر الإمام الشافعي لبناء مقبرة فخمة تليق باسم وتاريخ الشيخ سلامة حجازي، وكذلك القيام بطبع كتاب عن الشيخ.

وفي يوم الجمعة ٢٤ / ٤ / ١٩٣١ نقلت اللجنة رُفات الشيخ من قبره بالسيدة نفيسة بعد فصْلها عن رفات ابنه عبد القادر حجازي، ووُضِعت في نعش ملفوف بالعلم المصري، وسارت الجنازة في موكب مهيب يتقدمهم: عبد الحميد باشا راغب، العلامة أحمد زكي باشا، اللواء علي شوقي، اللواء محمد فاضل باشا، فؤاد بك أباظة، عمر بك سِرِّي، عبد الرحمن رشدي، جورج أبيض، يوسف وهبي، التفتازاني، أحمد علام، أولاد عكاشة، حسين رياض، نجيب الريحاني، سامي الشوا، إسماعيل وهبي، عمر وصفي، بديع خيري، فؤاد سليم، محمد عبد القدوس، منسي فهمي، عباس فارس، فاطمة رشدي، حكمت فهمي، زينب صدقي، علية فوزي، علوية جميل، صالحة قاصين، فكتوريا موسى، سيدة فهمي، أمينة رزق.

ووصل هذا الموكب إلى مقبرة الشيخ الجديدة بمدافن الإمام الشعبي في شارع أُطلِق عليه اسم «شارع الشيخ سلامة حجازي». والمقبرة مُحاطة بسور من الحديد بباب روماني فخم مُحلًّى بالنحاس الأصفر، كُتِب عليه: «مقبرة العظماء». ووضعت اللجنة رفات الشيخ فيها وقد بُنيت على الطراز الروماني الفخم، وهو عبارة عن أربعة أعمدة رومانية، أمامها عمودان أقصر منهم، فوقهما زهريتان ملأى بالرياحين. وكل جسم المقبرة من الجرانيت الرخامي الأبيض، تعلوه قيثارة رومانية محفورة على رأس الأعمدة كرمز لفن الموسيقى. وفي الواجهة لوحة تذكارية كبيرة مكتوب عليها:

أطربْتَنا حيًّا بصوتك شاديًا
واليوم يُطرِب ذكرُكَ الأجيالا
قبر الشيخ سلامة حجازي
مؤسس النهضة الغنائية المسرحية
وُلِد بالإسكندرية سنة ١٨٥٢، وتوفي بالقاهرة سنة ١٩١٧، ونُقلت رفاته إلى هذا الضريح بواسطة لجنة تخليد ذكراه. وقد شُيِّد هذا التذكار على نفقة رئيس اللجنة الدكتور محمد فاضل بدمنهور.١٢١
fig49
قبر الشيخ سلامة حجازي.

وهكذا كانت نهاية هذا الفنان صاحب الفرقة المسرحية التي ضمَّت أعلامًا فنيَّة أصبح لها شأن كبير، ومنهم: إبراهيم أرسلان، أبريز أستاتي، أحمد أبو العدل، أحمد إدريس، أحمد ثابت، أحمد حافظ، أحمد فهمي، أحمد فهيم، أستر شطاح، ألمظ أستاتي، أمين عطا الله، بولس صلبان، توفيق ظاظا، جبران نعوم، جراسيا قاصين، جورج طنوس، حسن إبراهيم، حسن الفلاح، حسن كامل، حسين حسني، حسين نجيب، رحمين بيبس، زكي عكاشة، زكي غزال، زكي مراد، سرينا إبراهيم، سليم عطا الله، السيد الأزهري، سيد الصفتي، صادق أحمد، صالح كريم، صالحة قاصين، عبد الحميد عكاشة، عبد الحميد علي، عبد الرازق البرقوقي، عبد العزيز خليل، عبد الله عكاشة، عبد المجيد شكري، عبده البغدادي، عزيز عيد، علي يوسف، عمر وصفي، كامل الخلعي، لطيفة أمين، ماتيل نجار، ماري إبراهيم، ماري أنطون، ماري جبران، ماري دبس، ماري كفوري، متولي السيد، محمد أمين، محمد العراقي، محمد الكسار، محمد بسيم، محمد بسيوني، محمد بهجت، محمد حسني، محمد صادق، محمد طلعت، محمد عبد الرازق، محمد عبد الغني، محمد علي، محمد ناجي، محمود حبيب، محمود حجازي، محمود حسني، محمود رحمي، محمود رضا، مريم سماط، مصطفى أمين، مصطفى محمد، منسي فهمي، ميليا ديان، نظلي مزراحي، وردة ميلان.

١  قال جورج طنوس عن بداية الشيخ سلامة الموسيقية: «وُلِد الشيخ سلامة حجازي في الثغر الإسكندري عام ١٨٥٥، وقد كان يقول لي — رحمه الله — إن أباه من رشيد، وإنه كان ملَّاحًا مشهورًا، أمَّا أمه فبدوية من إحدى القبائل العربية الكبرى في مصر. أدخله والده أحد الكتاتيب حيث تلقَّى مبادئ العربية واستظهر أكثر القرآن، فلما بلغ الرابعة عشرة من عمره اشتُهر بين أقرانه برخامة الصوت، فكانوا يُغرونه بأن يغنيهم وينشدهم. وحدث أن الشيخ خليل محرم كبير منشدي مصر في ذلك العهد سمع صوته فأعجب به وعلَّمه الإنشاد في حفلات الأذكار، فما هي إلا مدة قصيرة حتى طار ذِكرُه وذاع في جميع جهات وادي النيل. قال لي — رحمه الله — يومًا: «إن الصوت مثله مثل كائن حي، إن تعهَّدتَه بما يُصلِحه ويُنمِّيه صلح ونَمَا، والعكس بالعكس.» وأيَّد لي هذه النظرية بقوله إن صوته تطوَّر بأربعة أطوار مختلفة؛ فقد كان قبل أن يبلغ رشده رفيعًا شديد الارتفاع لا قرار له، فلما بلغ الرشد انعكس الأمر، فذهبتْ منه الطبقة العالية المعروفة اصطلاحًا «بالجواب» وقَوِيتْ فيه طبقة «القرار»، كما يقول رجال الأغاني في سوريا أو طبقة «الأراضي» كما اصطُلح عليه في مصر. فلما رأى المعجبون بصوته هذا التغيير فيه أكرهوه عَلَى أن يؤذِّن الفجر صيفًا وشتاءً مستقبِلًا بصدره الهواء النقي، فكان ذلك أحسن علاج لصوته أعاد إليه قوة «الجواب»، ولكنه أضعف منه «القرار» قليلًا.» جورج طنوس، «الشيخ سلامة حجازي وما قيل في تأبينه»، مكتبة المؤيد، سنة ١٩١٧، شركة مطبعة الرغائب بمصر، ص٥.
٢  والمقصود بها «مذبحة الإسكندرية» التي حدثتْ في ١١ / ٦ / ١٨٨٢، بسبب المشاجرة التي وقعتْ بين أحد المالطيين من رعايا الإنجليز وبين أحد المصريين بسبب أُجرة حِمار، والتي انتهَتْ بمقْتَلِ المصري عَلَى يد المالطي، فكانت هذه الحادثة نقطة البداية لاحتلال الإنجليز لمصر.
٣  جريدة «الأخبار» ٣ / ٧ / ١٩١٥.
٤  انظر صحف: «المقطم» ١٥ / ٣ / ١٨٩٧، «الكمال»، ٣٠ / ٣ / ١٨٩٧، «الأخبار» ٦ / ٥ / ١٨٩٨.
٥  يعتبر الشيخ سلامة حجازي صاحب أول فرقة مسرحية مصرية كبرى عام ١٩٠٥؛ حيث كانت جميع الفرق المسرحية في مصر قبل هذا التاريخ شامية وافدة علينا، مثل فِرَق: سليم خليل النقاش، يوسف الخياط، سليمان القرداحي، سليمان الحداد، القباني، إسكندر فرح … إلخ. أمَّا أكذوبة المسرح المصري وريادتها من خلال «يعقوب صنوع» كما هو مدوَّن في الكتب التي خُدِع أصحابها بأقوال صنوع عن نفسه فأثبتوها في كتبهم! فقد فنَّدتُ هذا الأمر برُمَّته في كتابي «محاكمة مسرح يعقوب صنوع» الصادر عن هيئة الكتاب عام ٢٠٠١، وأوضحتْ فيه أن يعقوب صنوع لم يكن رائدًا للمسرح المصري، ولم تكن له أية فرقة مسرحية تُمارِس النشاط المسرحي في مصر منذ عام ١٨٧٠ وحتى سفره — لا نَفْيِه — إلى فرنسا عام ١٨٧٨. والملحق المنشور في نهاية هذا الكتاب يُلقِي ضوءًا عَلَى هذا الموضوع.
٦  جورج طنوس، «الشيخ سلامة حجازي وما قيل في تأبينه»، السابق، ص٦. وهذا الخطاب نقله د. محمد فاضل، صَدِيق الشيخ سلامة، دون أن يُشِير إلى مصدره، وقام بتغيير بعض عباراته وتواريخه بدافع حب الصديق لصديقه، ومِن ثمَّ نشره عام ١٩٣٢ في كتابه «الشيخ سلامة حجازي» ص٣٨، قائلًا فيه:

عزتلو أفندم محمد بك صادق، بناءً عَلَى طلب سعادتكم إعطاء ورقة تعلن ما أفدتمونيه من أن حضرة صديقي المحترم الشيخ سلامة حجازي مدير جوقتي ورئيس عملي سيترك الشغل في الجوق في ١٤ / ١ / ١٩٠٥، أُظهِر هنا أَسَفي الشديد وحُزْني البالِغ بأن أُحرِّر هذه بمعلوميتي برغبة حضرة عزيزي الشيخ المومأ إليه وتقديمها لحضراتكم أفندم.

وقد نقل د. محمود أحمد الحفني هذا الخطاب بنصِّه الجديد عام ١٩٦٨، وأثْبَتَه في كتابه «الشيخ سلامة حجازي رائد المسرح العربي» ص٨٣.
٧  جريدة «الوطن» ١٣ / ٢ / ١٩٠٥.
٨  وُلِد نجيب الحداد سنة ١٨٦٧ ببيروت ونشأ بها، وهو ابن المسرحي المعروف سليمان الحداد، وفي سنة ١٨٧٣ هاجَرَتْ أسرتُه إلى الإسكندرية، وتَلقَّى العلم في مدرسة الفرير والمدرسة الأمريكية. وفي سنة ١٨٨٢ قامت الثورة العرابية، فعادت الأسرة إلى بيروت، وتلقَّى العلم في المدرسة البطريركية للروم الكاثوليك، وتلقَّى آداب اللغة العربية وفنونها عَلَى خالَيْهِ الشيخين خليل وإبراهيم اليازجي. وفي سنة ١٨٨٣ عُيِّن أستاذًا للغتين العربية والفرنسية في مدرسة بعلبك. وفي سنة ١٨٨٤ سافر إلى الإسكندرية واشتغل بالتحرير في جريدة «الأهرام»، وفي سنة ١٨٩٤ أنشأ هو وشقيقه أمين الحداد وعبده بدران جريدة «لسان العرب» اليومية، وتولَّى الكتابة في مجلة «أنيس الجليس» وغيرها من الصحف والمجلات، وكان دائم الكتابة والتأليف والترجمة ونظْم الشعر، حتى أُصيب بمرض في الصدر فتُوفِّي عام ١٨٩٩. ومن أهم مؤلفاته وترجماته المسرحية والقصصية: «الرجاء بعد اليأس»، «فتح السودان»، «عمرو بن عدي»، «سينا»، «عدل القيصر»، «شهداء الغرام»، «ثارات العرب»، «غرام وانتقام»، «الفرسان الثلاثة»، «صلاح الدين الأيوبي»، «فضيحة العشاق»، «السر الهائل»، «رجع ما انقطع»، «غصن البان»، «فرسان الليل»، «حديث ليلة»، «لورانزينو»، «الطبيب المغصوب»، «ميلادي»، «فيدر»، «زايير»، «بيرينيس»، «أوديب»، «السيد»، «حمدان»، «حلم الملوك»، «عداوة الأخوين».
٩  انتهى نجيب الحداد من تأليف مسرحية «صلاح الدين الأيوبي» في ٢٠ / ١ / ١٨٩٣، وعندما طبعها كتب إهداءً قال فيه:

إلى سيِّدي الخال الفاضل الشيخ إبراهيم اليازجي فسَحَ اللهُ في أيَّامِه. هذه أول رواية تمثيلية وضعتُها من عند نفسي غير مُستَنِد عَلَى التعريب فيها، أتجاسَر أنْ أرفَعَها إلى مقام علمك الباهر هدية عَلَى مقدار مُهدِيها، جريًا عَلَى آثار مَن تقدَّمني من الأدباء في الإهداء، وإن خالفتُهم في السُّنَّة التي جَرَوْا عليها من الْتِماس القبول، وهم يريدون الْتِماس العطاء، ومِن أنهم يقدِّمونها للأمراء تشريفًا لها بأسمائهم، وهم يقصدون غير تشريف الأسماء. فإنه يكفيني من إهدائها أن تحوز مِن لدُنك نظر قبول وإقبال، ويكفيها أن يكون اسمك المحبوب في صدرها عنوان كمال، وإن فاتتْها حقيقة الكمال، فإنما هي تَقدِمة تلميذ استعان عَلَى تأليفها بما اقتبسه عنك، فإن أخطأ فخطاؤه منه، وإن أصاب ففضل الإصابة منك. وغاية سؤالي أن تَقبَلَها عَلَى علَّاتها، فحسبها من رضاك القبول، ونهاية مأمولي أن تغضَّ الطرف عن هفواتها، فقد عوَّدتَني أن لا يَخِيب لي عندك مأمول. واللهَ أسألُ أن يُطِيل بقاءَك للأدب وآلِه، إنني أخْلَص سائل، وهو أكرم مسئول. (توقيع) ابن أختك المخلص نجيب الحداد.

رواية «صلاح الدين الأيوبي»، مطبعة المعارف بأول شارع الفجالة بمصر، ط٢، ١٩٠٢، ص٢.
١٠  قال نجيب الحداد في مقدمة الطبعة الثانية لمسرحية «صلاح الدين الأيوبي» عام ١٩٠٢:

هي رواية أُخذتْ قاعدة موضوعها عن بعض التواريخ الصليبية، ممَّا جرى بين السلطان صلاح الدين الأيوبي والملك ريكاردوس قلب الأسد، ومَن كان معه من الملوك المحالِفة. حفظتُ فيها الأصل التاريخي ما أمكن في نسق حوادثه، وبيان أحوال رجاله وأخلاقهم في ذلك العهد، وزدتُ عليه ما لا بُدَّ منه لكل رواية من أحاديث الغرام وفكاهة الصبابة والغزل، مما تتلاحم به فصول الرواية وأجزاؤها، ويكون داعية إلى إقبال القلوب واشتغال الخواطر والأفكار، واستمرار عقدة الموضوع إلى آخِرها بين الخوف والرجاء كما هو الشأن المألوف في هذا الفن. وما أدَّعي لنفسي أنني بلغتُ الغاية التي تُراد من الإتقان والكمال في هذا القصد، ولكنني اجتهدتُ في أن أَبلُغَها أو طرفًا منها، فإنْ فاتَنِي فضلُ الإجادة وبلوغ المراد، فما فاتني عُذْر النية الحسنة وحق الاجتهاد. ولقد مضى عَلَى وضع هذه الرواية وتمثيلها مدة، وكثيرٌ من الإخوان يُطالِبني بطبعها، وأنا أنازعهم في ذلك علمًا بما فيها من القصور في التصنيف والوقوف دون الحدِّ الذي يتقاضاه الإبداع في هذا العلم، وبأن ما يجوز من الهفوات عَلَى مرسح التمثيل بما يُخفيه من سرعة إلقائه وزخرف تمثيله، لا يجوز من الهفوات عَلَى القارئ اللبيب والمنتقد البصير في قراءته وانتقاده، حتى لجَّ داعي الطلب من الإخوان، وغلب عَلَى جانب العذر واجبُ الإجابة والإذعان، فلبَّيْتُ إلى طبعها، كما أشاروا، بعد أن أصلحتُ فيها ما بلغ إلى إصلاحه النظر الضعيف، وتداركتُ من هفواتها ما تمثَّل لي عَلَى مرسح التمثيل ووجه التأليف. وأنا أرجو من الواقفين عليها أن يغضُّوا الطرف عمَّا بَقِيَ فيها من الخلل، وأسأل الله أن يوفِّقنا إلى ما به خدمته ورضاه، إنه الموفِّق في كل قولٍ وعملٍ.

رواية «صلاح الدين الأيوبي»، السابق، المقدمة، ص٣.
١١  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «المقطم» ٢٥ / ٢ / ١٩٠٥، ٢ / ٣ / ١٩٠٥، «الوطن» ٣ / ٣ / ١٩٠٥، «مصر» ٣ / ٣ / ١٩٠٥.
١٢  قال وكيل جريدة «المقطم» بالإسكندرية في ٧ / ٤ / ١٩٠٥:

أخبرتُكم اليوم بالتليفون أن النار شبَّتْ شبوبًا هائلًا في المرسح العباسي في ثغرنا، فلم تُبْقِ عَلَى شيءٍ فيه ولم تَذَرْ. وتُقدَّر الخسارة بنحو عشرين ألف جنيه، عدا الخسارة الأدبية الكبيرة التي أُصيب بها ثغرنا وفن التمثيل ومحبُّوه باحتراق هذا المرسح الجميل. وصاحب هذا المرسح هو جناب الخواجة ممفيراتو، ومما يزيد الأسف عَلَى نكبته أنه غير مؤمَّن عليه. وسيُحيِي جوق الخواجة جونتين الذي يمثِّل في الجنينة الفرنسوية ليلة خصوصية لمساعدة جوق الخواجة جالي الذي نُكِب بهذا الحريق. أمَّا أسباب الحريق الحقيقية فلم تُعلَم بعدُ.

١٣  هذه الأسماء مُرتَّبة هجائيًّا، وتمَّ جمعُها من بعض النصوص المسرحية المخطوطة الخاصة بفرقة الشيخ سلامة حجازي، حتى تاريخ ١١ / ١١ / ١٩٠٥.
١٤  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «المقطم» ١٤ / ٣ / ١٩٠٥، ١٦ / ٣ / ١٩٠٥، ٢٥ / ٣ / ١٩٠٥، ٢٨ / ٣ / ١٩٠٥، ٣٠ / ٣ / ١٩٠٥، ١ / ٤ / ١٩٠٥، ٦ / ٤ / ١٩٠٥، ١١ / ٤ / ١٩٠٥، ١٣ / ٤ / ١٩٠٥، ١٤ / ٣ / ١٩٠٥، ١٥ / ٤ / ١٩٠٥، ٢٧ / ٤ / ١٩٠٥، ٢٢ / ٦ / ١٩٠٥، «الوطن» ١٥ / ٣ / ١٩٠٥، ١٧ / ٣ / ١٩٠٥، ٢٠ / ٣ / ١٩٠٥، ٣ / ٤ / ١٩٠٥، ١٨ / ٤ / ١٩٠٥، ٢ / ٥ / ١٩٠٥، ٣ / ٥ / ١٩٠٥، ١ / ٦ / ١٩٠٥، ١٢ / ٦ / ١٩٠٥، ١٧ / ٦ / ١٩٠٥، «المؤيد» ٢١ / ٣ / ١٩٠٥، ٢ / ٤ / ١٩٠٥، ١٦ / ٤ / ١٩٠٥، ٢٦ / ٤ / ١٩٠٥، ٢٩ / ٤ / ١٩٠٥، «مصر» ٢١ / ٣ / ١٩٠٥، ٢٨ / ٣ / ١٩٠٥.
١٥  انظر صحف: «المؤيد» ٢٤ / ٦ / ١٩٠٥، ٢٩ / ٦ / ١٩٠٥، «المقطم» ٢٦ / ٦ / ١٩٠٥، «الوطن» ٢٦ / ٦ / ١٩٠٥.
١٦  اسمه الحقيقي «عناني عبد الرازق»، وُلِد عام ١٨٥١، وعندما الْتَحَق بمدرسة المبتديان عام ١٨٦٦ غيَّر اسمه إلى عبد الرازق عنايت، تقلَّد عدة وظائف بين عامَيْ ١٨٧١–١٨٩٩، منها: معاون بالرصدخانة، ومفتش بنظارة المعارف، ومأمور إدارة مدرسة دار العلوم، ومدرس مادة القسموغرافية بها، وأخيرًا مأمور إدارة تفتيش الوادي. وتم الإنعام عليه بالرتبة الثالثة (البكوية) عام ١٨٩٦، وتوفِّيَ في ٧ / ١ / ١٩١٥. وكان عبد الرازق بك عنايت عَلَى قدرٍ كبيرٍ من العلم والثروة، ومن جهوده في خدمة التمثيل المسرحي أنه شيَّد بمالِهِ الخاص مسرح القباني بالعتبة، الذي شهد مجْدَ فرقة القباني سنوات طويلة، ولمَّا احترق المسرح وبعد موت القباني تولَّى عنايت أمر الفرقة فترة من الوقت. ولم تتوقَّف جهوده عند مساعدة القباني فقط، بل كان مديرًا ماليًّا لفرقة سليمان القرداحي، وضم إليها بعض ممثلي القباني ونخبة من هواة مصر المشهورين أمثال محمد بهجت وعبد المجيد شكري والمطرب إبراهيم سامي، وسافر عنايت بك عَلَى رأس هذه الفرقة في رحلة فنية إلى سوريا بدعوة من أحد أثريائها، ولكن سرعان ما تخلَّى عن مساعدتها بسبب جشع سليمان القرداحي، وعندما انفصل الشيخ سلامة حجازي عن فرقة إسكندر فرح عام ١٩٠٥ بادر عنايت بمدِّه بالمال اللازم لاستئجار مسرح فردي وتجديده وأطلق عليه دار التمثيل العربي. وواصل عنايت بعد ذلك جهوده في تنشيط المسرح بعد مرض الشيخ سلامة في عام ١٩٠٩، إذ كوَّن فرقة جديدة من أعضاء فرقة الشيخ برئاسة عبد الله عكاشة، ووصلت الروابط الحميمة بين عنايت والشيخ سلامة إلى درجة المصاهرة، عندما تزوج محمد فؤاد (الاسم مركَّب) الابن الأكبر لعنايت بك، بابنة الشيخ سلامة حجازي، فاختطفها الموت وهي عروس لم تبلغ العشرين من عمرها تاركةً طفلة صغيرة. وقد ألَّف عنايت بك فرقة كبرى لجورج أبيض بعد عودته لأول مرة من أوروبا، ولكنه توقف عن تمويلها بسبب خسائرها، وأخيرًا ألَّف عنايت بك فرقة كبرى أيضًا لعبد الله عكاشة وإخوته، واستأجر لها دار التمثيل العربي بعد أن أعاد تشييده عام ١٩١٤، وكان يشتغل بها الشيخ سلامة حجازي في بعض الليالي الخصوصية مجاملةً لصهره. وللمزيد: انظر كتابنا «تاريخ المسرح في مصر في القرن اﻟ ١٩»، ص٢٠١–٢٠٧.
١٧  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «مصر» ١٠ / ٨ / ١٩٠٥، ١٢ / ٨ / ١٩٠٥، ١٧ / ٨ / ١٩٠٥، ٢٤ / ٨ / ١٩٠٥، ٢٥ / ٨ / ١٩٠٥، ٢ / ٩ / ١٩٠٥، ٥ / ٩ / ١٩٠٥، ٧ / ٩ / ١٩٠٥، ٩ / ٩ / ١٩٠٥، «الوطن» ١٦ / ٨ / ١٩٠٥، ١٧ / ٨ / ١٩٠٥، ١٨ / ٨ / ١٩٠٥، ٢٣ / ٨ / ١٩٠٥، ٣١ / ٨ / ١٩٠٥، «المؤيد» ١٩ / ٨ / ١٩٠٥، ٢٩ / ٨ / ١٩٠٥، ١٠ / ٩ / ١٩٠٥.
١٨  انظر نص مسرحية «ابن الشعب»، وقد كُتِب عَلَى الغلاف: «رواية «ابن الشعب»، أدبية اجتماعية غرامية تمثيلية عصرية، وهي إحدى الروايات الحديثة التي مثَّلها جوق حضرة النابغة الشهير والممثل الكبير الشيخ سلامة حجازي بدار التمثيل العربي الجديدة، فنالتْ رضاء الجمهور وإجماعهم عَلَى استحسانها، كيف لا ومعرِّبها وواضعها هو الأديب المشهور والكاتب الشرقي المبين فرح أفندي أنطون منشئ مجلة «الجامعة الغراء». طُبِعت عَلَى نفقة حضرة الأديب محمود أفندي حجازي شقيق حضرة الشيخ سلامة حجازي. طُبِعت بمطابع النجاح بأول درب سعادة لصاحبها محمد حسين.»
١٩  وقد أوضح نجيب الحداد هذا الأسلوب فأثبته في نهاية نص مسرحية «صلاح الدين الأيوبي» المطبوع عام ١٩٠٢، قائلًا فيه تحت عنوان «تنبيه»: «لقد تداولَتْ أيدي النُّسَّاخ هذه الرواية مدة طويلة في أكثر الأجواق العربية في هذا القطر، بما لم تَسلَم معه من التحريف والإخلال بالأصل إخلالًا كثيرًا، رأينا أن ننبِّه إليه القُرَّاء في هذه الرواية المطبوعة، وأنها هي النسخة التي نرجو أن يُعتَمَد عليها في التمثيل بعد الآن تدارُكًا لمَا وقع فيها من الأغلاط بين أيدي الممثِّلين. ثمَّ إن بعض الأجواق قد زاد عليها بعض الزيادات، وأدخل في أثناء فصولها وخواتهما بعض الأناشيد والألحان مما لم يَضَعْه المؤلِّف في الأصل، فأحببنا الإشارة إليه في هذا المقام وأنه خارج عن تأليف الرواية، وهو من أوضاع الممثلين الذين لم يُدخِلوا فيها هذه الأنغام إلا إرضاءً للعامة التي دَرَجَتْ عَلَى السماع والطرب في أثناء الروايات التمثيلية كيف كان موضوعها، وهو الدَّاء الذي يشكو منه المؤلِّفون بما لا يَقِلُّ عن شَكْوَى الممثِّلين، نسأل الله أن يَهدِيَنا جميعًا إلى الصواب، ويُحسِن خواتِمَنا بما يُزلِف إلى رضاه في كل عمل وكتاب.» نجيب الحداد، رواية «صلاح الدين الأيوبي»، ص٧٩.
٢٠  انظر: جريدة «مصر»: ١٤ / ٩ / ١٩٠٥.
٢١  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «الوطن» ١٨ / ٩ / ١٩٠٥، ٢٣ / ٩ / ١٩٠٥، ٣٠ / ١٠ / ١٩٠٥، ٦ / ١١ / ١٩٠٥، «المؤيد» ٢١ / ٩ / ١٩٠٥، ٢٥ / ٩ / ١٩٠٥، «مصر» ٢٦ / ٩ / ١٩٠٥، ٣٠ / ٩ / ١٩٠٥، ٣ / ١٠ / ١٩٠٥، ٥ / ١٠ / ١٩٠٥، ٧ / ١٠ / ١٩٠٥، ٩ / ١٠ / ١٩٠٥، ١٠ / ١٠ / ١٩٠٥، ١٢ / ١٠ / ١٩٠٥، ١٧ / ١٠ / ١٩٠٥، ١٩ / ١٠ / ١٩٠٥، ٢٤ / ١٠ / ١٩٠٥، ٢٦ / ١٠ / ١٩٠٥، ٣١ / ١٠ / ١٩٠٥، ١ / ١١ / ١٩٠٥، ٤ / ١١ / ١٩٠٥.
٢٢  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «المؤيد» ١٦ / ٩ / ١٩٠٥، ٢٨ / ٩ / ١٩٠٥، «مصر» ١٤ / ١٠ / ١٩٠٥، «الوطن» ٩ / ١١ / ١٩٠٥.
٢٣  انظر: جريدة «مصر» ١١ / ١١ / ١٩٠٥.
٢٤  فكتور هوجو، رواية «تسبا» أو «شهيدة الوفاء»، تعريب زاكي مابرو، طُبِعت بمطبعة جرجي غرزوزي بالإسكندرية، ١٩٠٦، ص١١١.
٢٥  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «مصر» ١٣ / ١١ / ١٩٠٥، ١٨ / ١١ / ١٩٠٥، ٢٠ / ١١ / ١٩٠٥، ٢٣ / ١١ / ١٩٠٥، ٢٥ / ١١ / ١٩٠٥، ٢ / ١٢ / ١٩٠٥، ٩ / ١٢ / ١٩٠٥، ١٢ / ١٢ / ١٩٠٥، ٢٦ / ١٢ / ١٩٠٥، ٢ / ١ / ١٩٠٦، ٤ / ١ / ١٩٠٦، ٩ / ١ / ١٩٠٦، ١١ / ١ / ١٩٠٦، ١٣ / ١ / ١٩٠٦، «الوطن» ٥ / ١٢ / ١٩٠٥، ٧ / ١٢ / ١٩٠٥، ١٤ / ١٢ / ١٩٠٥، ١٩ / ١٢ / ١٩٠٥، ٢٠ / ١ / ١٩٠٦، ٢١ / ١٢ / ١٩٠٥، ٢٢ / ١٢ / ١٩٠٥، ٢٣ / ١٢ / ١٩٠٥، ٢٧ / ١٢ / ١٩٠٥، ١٨ / ١ / ١٩٠٦.
٢٦  انظر إعلانات الفرقة في صحيفة «الوطن» ٢٠ / ١١ / ١٩٠٥، ١ / ١٢ / ١٩٠٥.
٢٧  وُلِد فؤاد سليم في ١٨ / ١٢ / ١٨٨٣ بطنطا من أبوين جركسيين وَجِيهين، ودخل في العاشرة من عمره المدرسة الأميرية، فتلقَّى فيها الدروس ثلاث سنين. ثمَّ انتقل إلى مدرسة القديس لويس بطنطا، فنبغ هناك في العربية والفرنسية، وتعلَّم الموسيقى النحاسية والبيانو والتصوير، وكان مطبوعًا عَلَى الشعر فقرضه ونال فيه إعجاب أساتذته، وكان يُعهَد إليه القيام بتمثيل أهم أدوار الروايات التي تُنتخَب في احتفالات مدرسته، وكان في هذا العهد يُراسِل الصحف والمجلات. وانتقل بعد ذلك إلى مصر وداخل المدرسة الفرنسية فأتمَّ فيها دروسه، ثمَّ تعرف عَلَى جورج أبيض، وانضم إلى فرقته، وأخذ يتنقل بين الفرق المسرحية فتنوَّعتْ جهوده الفنية، وله مقالات شتَّى في الأدب والتمثيل والاجتماع والتاريخ، وأيضًا له بعض المؤلفات المطبوعة، منها: كتاب «وصايا الآباء»، وكتاب «الكلمات الكبيرة». أمَّا ترجماته ومعرَّباته المسرحية والقصصية فهي كثيرة، ومنها: «الانتقام الرهيب»، «الكابورال سيمون»، «بائعة الخبز»، «الشرف الياباني»، «الحقد الكمين»، «أهواء الشبيبة»، «عشيقة الملك»، «وفاء الزوجين»، «العثرة الأولى»، «المتمردة»، «الوطن» «إبراهيم باشا»، «الإرث المغتصب»، «المرأة المجهولة»، «شهداء الوطنية»، «الولدان الشريدان»، «الجرم الخفي».
٢٨  انظر: جريدة «مصر» ٢٢ / ١ / ١٩٠٦.
٢٩  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «مصر» ٢٥ / ١ / ١٩٠٦، ٣٠ / ١ / ١٩٠٦، ٣ / ٢ / ١٩٠٦، ٧ / ٢ / ١٩٠٦، ١٢ / ٢ / ١٩٠٦، ١٦ / ٢ / ١٩٠٦، ١ / ٣ / ١٩٠٦، ٣ / ٣ / ١٩٠٦، ١٧ / ٣ / ١٩٠٦، ٣١ / ٣ / ١٩٠٦، ٣ / ٤ / ١٩٠٦، ١٧ / ٤ / ١٩٠٦، ١٩ / ٤ / ١٩٠٦، ٢٤ / ٤ / ١٩٠٦، ٣ / ٥ / ١٩٠٦، ١٢ / ٥ / ١٩٠٦، ٢٢ / ٥ / ١٩٠٦، ١ / ٦ / ١٩٠٦، «الوطن» ٢٧ / ١ / ١٩٠٦، ١ / ٢ / ١٩٠٦، ٣ / ٢ / ١٩٠٦، ١٠ / ٢ / ١٩٠٦، ١٥ / ٢ / ١٩٠٦، ١٧ / ٢ / ١٩٠٦، ٢٤ / ٢ / ١٩٠٦، ٦ / ٣ / ١٩٠٦، «المقطم» ٥ / ٤ / ١٩٠٦، ٧ / ٤ / ١٩٠٦، ١٠ / ٤ / ١٩٠٦، ١٢ / ٤ / ١٩٠٦، ١٧ / ٤ / ١٩٠٦، ٢١ / ٤ / ١٩٠٦، ٢٦ / ٤ / ١٩٠٦، ٢٨ / ٤ / ١٩٠٦، ٨ / ٥ / ١٩٠٦، ١٠ / ٥ / ١٩٠٦، ١٧ / ٥ / ١٩٠٦، ١٩ / ٥ / ١٩٠٦، ٢٤ / ٥ / ١٩٠٦، ٢٦ / ٥ / ١٩٠٦، ٣١ / ٥ / ١٩٠٦، ٢ / ٦ / ١٩٠٦، ٥ / ٦ / ١٩٠٦، ٧ / ٦ / ١٩٠٦.
٣٠  انظر صحف: «الوطن» ٢٩ / ١ / ١٩٠٦، «مصر» ٢٣ / ٣ / ١٩٠٦، ٢ / ٤ / ١٩٠٦، «المقطم» ٧ / ٤ / ١٩٠٦.
٣١  انظر: جريدة «مصر» ١٠ / ٣ / ١٩٠٦، ٩ / ٥ / ١٩٠٦، ١٠ / ٥ / ١٩٠٦.
٣٢  هو سليم شاهين سركيس، وُلِد في بيروت في ١١ / ٩ / ١٨٦٩، وتعلم الإنجليزية بغير معلِّم، ودخل مدرسة بطرس البستاني الوطنية، ثمَّ انتقل إلى مدرسة عين زحلتا بلبنان، وأصدر فيها جريدة «الأرز» لذكر الحوادث المدرسية. وكان عمُّه خليل سركيس صاحب جريدة «لسان الحال» يشجِّعه ويَعِدُه بأن يحرِّر الجريدة في المستقبل، وبالفعل حرَّر سليم الجريدة لثماني سنوات، ثمَّ سافر إلى إنجلترا لمدة سنتين في سياحة، وأصدر بها جريدة «رجع الصدى»، ثمَّ سافر إلى باريس وأنشأ بالاشتراك مع الأمير أمين أرسلان جريدة «كشف النقاب»، ثمَّ عاد إلى مصر وأنشأ فيها جريدة «المشير» عام ١٨٩٤. وفي العام التالي حكمت محكمة بيروت غيابيًّا عليه بالإعدام بسبب مقالاته في «المشير»، ثمَّ خُفِّف الحكم إلى النفي. وفي عام ١٨٩٦ أنشأ مجلة «مرآة الحسناء»، وفي عام ١٨٩٧ أنشأ «نشرة الكهرباء»، ثمَّ سافر إلى أميركا، وأصدر مجلة «البستان» ثمَّ «الراوي»، وبعد عودته إلى مصر أصدر مجلة «سركيس» عام ١٩٠٥، وتوفِّي سليم سركيس عام ١٩٢٦. ومن أهم مؤلفاته: «الندى الرطيب في الغزل والنسيب»، «سر مملكة»، «غرائب المكتوبجي»، «تحت رايتين».
٣٣  انظر: جريدة «الوطن» ١٤ / ٣ / ١٩٠٦، «مصر» ٢ / ٥ / ١٩٠٦.
٣٤  انظر صحف: «المقطم» ٣١ / ٥ / ١٩٠٦، ٢ / ٦ / ١٩٠٦، ٢٦ / ٧ / ١٩٠٦، «مصر» ١ / ٦ / ١٩٠٦، «الوطن» ٣١ / ٨ / ١٩٠٦.
٣٥  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «المقطم» ٥ / ٩ / ١٩٠٦، ٨ / ٩ / ١٩٠٦، ١٥ / ٩ / ١٩٠٦، ١٨ / ٩ / ١٩٠٦، ٢٠ / ٩ / ١٩٠٦، ٢٢ / ٩ / ١٩٠٦، ٢٥ / ٩ / ١٩٠٦، ٢٧ / ٩ / ١٩٠٦، ٢٩ / ٩ / ١٩٠٦، ١ / ١٠ / ١٩٠٦، ٢ / ١٠ / ١٩٠٦، ٤ / ١٠ / ١٩٠٦، ٦ / ١٠ / ١٩٠٦، ١١ / ١٠ / ١٩٠٦، ١٣ / ١٠ / ١٩٠٦، ١٨ / ١٠ / ١٩٠٦، ٢٠ / ١٠ / ١٩٠٦، ٢٥ / ١٠ / ١٩٠٦، ٢٧ / ١٠ / ١٩٠٦، ٢٩ / ١٠ / ١٩٠٦، ١ / ١١ / ١٩٠٦، ٣ / ١١ / ١٩٠٦، ٨ / ١١ / ١٩٠٦، ١٠ / ١١ / ١٩٠٦، ١٥ / ١١ / ١٩٠٦، ٢٢ / ١١ / ١٩٠٦، ٢٧ / ١١ / ١٩٠٦، ٢٩ / ١١ / ١٩٠٦، ١ / ١٢ / ١٩٠٦، ٤ / ١٢ / ١٩٠٦، ٨ / ١٢ / ١٩٠٦، ١١ / ١٢ / ١٩٠٦، ٢٠ / ١٢ / ١٩٠٦، ١٧ / ١ / ١٩٠٧، ٢٨ / ١ / ١٩٠٧، ٣١ / ١ / ١٩٠٧، ٢ / ٢ / ١٩٠٧، ٧ / ٢ / ١٩٠٧، «المؤيد» ٦ / ٩ / ١٩٠٦، ١٥ / ٩ / ١٩٠٦، «مصر» ٩ / ١٠ / ١٩٠٦، ١٦ / ١٠ / ١٩٠٦، ٢٢ / ١٠ / ١٩٠٦، ٣٠ / ١٠ / ١٩٠٦، ٥ / ١١ / ١٩٠٦، ٦ / ١١ / ١٩٠٦، ٢٠ / ١١ / ١٩٠٦، ٢٣ / ١١ / ١٩٠٦، ٣ / ١٢ / ١٩٠٦، ٦ / ١٢ / ١٩٠٦، ١٣ / ١٢ / ١٩٠٦، ١٥ / ١٢ / ١٩٠٦، ٢٢ / ١٢ / ١٩٠٦، ٢٧ / ١٢ / ١٩٠٦، ٢٩ / ١٢ / ١٩٠٦، ١١ / ١ / ١٩٠٧، ٥ / ٢ / ١٩٠٧، «الوطن» ٢٧ / ١٢ / ١٩٠٦.
٣٦  انظر صحف: «المقطم» ٢٠ / ١٠ / ١٩٠٦، «الوطن» ٢ / ١١ / ١٩٠٦، ١٧ / ١ / ١٩٠٧.
٣٧  انظر صحف: «المقطم» ١٥ / ١٢ / ١٩٠٦، ٧ / ١ / ١٩٠٧، «مصر» ١ / ١٢ / ١٩٠٦، ٨ / ٢ / ١٩٠٧.
٣٨  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «مصر» ١٤ / ٢ / ١٩٠٧، ٢٣ / ٢ / ١٩٠٧، ٧ / ٣ / ١٩٠٧، ٢٠ / ٤ / ١٩٠٧، ٢٣ / ٥ / ١٩٠٧، ٢٠ / ٦ / ١٩٠٧، ٦ / ٧ / ١٩٠٧، ١١ / ٧ / ١٩٠٧، «المقطم» ٦ / ٤ / ١٩٠٧، ١ / ١٠ / ١٩٠٧، ١٢ / ١٠ / ١٩٠٧، ١٩ / ١٠ / ١٩٠٧، ٢٩ / ١١ / ١٩٠٧، «المؤيد» ١٢ / ٥ / ١٩٠٧.
٣٩  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «المقطم» ١٢ / ٢ / ١٩٠٧، ٢١ / ٢ / ١٩٠٧، ٢٨ / ٢ / ١٩٠٧، ٣ / ٣ / ١٩٠٧، ٩ / ٣ / ١٩٠٧، ٢٩ / ٣ / ١٩٠٧، ٤ / ٤ / ١٩٠٧، ٩ / ٤ / ١٩٠٧، ١١ / ٤ / ١٩٠٧، ١٣ / ٤ / ١٩٠٧، ١٦ / ٤ / ١٩٠٧، ١٨ / ٤ / ١٩٠٧، ٢٤ / ٤ / ١٩٠٧، ٢٧ / ٤ / ١٩٠٧، ١٥ / ٥ / ١٩٠٧، ١٦ / ٥ / ١٩٠٧، ٢٥ / ٥ / ١٩٠٧، ٢٧ / ٥ / ١٩٠٧، ٢٨ / ٥ / ١٩٠٧، ١ / ٦ / ١٩٠٧، ٥ / ٦ / ١٩٠٧، ١٣ / ٦ / ١٩٠٧، ٢ / ٧ / ١٩٠٧، ٤ / ٧ / ١٩٠٧، ١٦ / ٧ / ١٩٠٧، ١٨ / ٧ / ١٩٠٧، ٢٥ / ٧ / ١٩٠٧، ٢٧ / ٧ / ١٩٠٧، ١٩ / ٩ / ١٩٠٧، ٢٤ / ٩ / ١٩٠٧، ٢٦ / ٩ / ١٩٠٧، ٢٨ / ٩ / ١٩٠٧، ٣ / ١٠ / ١٩٠٧، ٤ / ١٠ / ١٩٠٧، ٥ / ١٠ / ١٩٠٧، ٨ / ١٠ / ١٩٠٧، ١٠ / ١٠ / ١٩٠٧، ١٥ / ١٠ / ١٩٠٧، ١٧ / ١٠ / ١٩٠٧، ٢٤ / ١٠ / ١٩٠٧، ٢٦ / ١٠ / ١٩٠٧، ٣١ / ١٠ / ١٩٠٧، ٢ / ١١ / ١٩٠٧، ٥ / ١١ / ١٩٠٧، ١٢ / ١١ / ١٩٠٧، ١٤ / ١١ / ١٩٠٧، ١٦ / ١١ / ١٩٠٧، ١٩ / ١١ / ١٩٠٧، ٢٣ / ١١ / ١٩٠٧، ٢٨ / ١١ / ١٩٠٧، ٥ / ١٢ / ١٩٠٧، ١٢ / ١٢ / ١٩٠٧، «مصر» ٥ / ٣ / ١٩٠٧، ٩ / ٣ / ١٩٠٧، ١٦ / ٣ / ١٩٠٧، ١٩ / ٣ / ١٩٠٧، ٢١ / ٣ / ١٩٠٧، ٢٢ / ٣ / ١٩٠٧، ٢٤ / ٣ / ١٩٠٧، ٢٨ / ٣ / ١٩٠٧، ٢٣ / ٤ / ١٩٠٧، ٢٥ / ٤ / ١٩٠٧، ١٨ / ٥ / ١٩٠٧، ١ / ٦ / ١٩٠٧، ٤ / ٦ / ١٩٠٧، ٨ / ٦ / ١٩٠٧، ٢٢ / ٦ / ١٩٠٧، ٢١ / ٩ / ١٩٠٧، ٢١ / ١١ / ١٩٠٧، ٢٢ / ١١ / ١٩٠٧، ٢٦ / ١١ / ١٩٠٧، ٣٠ / ١١ / ١٩٠٧، ٦ / ١٢ / ١٩٠٧، ١٠ / ١٢ / ١٩٠٧، «المؤيد» ٩ / ٥ / ١٩٠٧، ١١ / ٥ / ١٩٠٧، ١٨ / ٥ / ١٩٠٧، ٣٠ / ٥ / ١٩٠٧، ٦ / ٦ / ١٩٠٧، ١٥ / ٦ / ١٩٠٧، ٢٧ / ٦ / ١٩٠٧. «الوطن» ٢١ / ٥ / ١٩٠٧، ٧ / ٦ / ١٩٠٧.
٤٠  انظر صحف: «مصر» ٦ / ٤ / ١٩٠٧، «المقطم» ٢ / ٥ / ١٩٠٧، ٣ / ٦ / ١٩٠٧، ٢٩ / ١٠ / ١٩٠٧، «المؤيد» ١١ / ٦ / ١٩٠٧، ٢٥ / ٦ / ١٩٠٧.
٤١  انظر صحف: «مصر» ١٨ / ٦ / ١٩٠٧، «المقطم» ٢٢ / ٦ / ١٩٠٧، ٢٥ / ١٠ / ١٩٠٧. «المؤيد» ٥ / ٩ / ١٩٠٧.
٤٢  انظر صحف: «المقطَّم»: ١٠ / ٣ / ١٩٠٧، ١٣ / ٣ / ١٩٠٧، ١١ / ٥ / ١٩٠٧، «الوطن» ١٨ / ٣ / ١٩٠٧، ١ / ٦ / ١٩٠٧، «مصر» ٥ / ٤ / ١٩٠٧، «المؤيد» ١٢ / ٥ / ١٩٠٧، ١٣ / ٥ / ١٩٠٧.
٤٣  انظر: جريدة «المقطم» ١٤ / ١٢ / ١٩٠٧.
٤٤  انظر إعلانات الفرقة لمسرحية «نتيجة الرسائل» في صحف: «مصر» ١٩ / ١٢ / ١٩٠٧، ٢٥ / ١ / ١٩٠٨، «المقطم» ٢ / ١ / ١٩٠٨، ٢٥ / ١ / ١٩٠٨، ١٥ / ٢ / ١٩٠٨، ١٢ / ٣ / ١٩٠٨.
٤٥  قالت جريدة «الأخبار» في ٢٦ / ٢ / ١٩٠٨:

اتفقتْ إحدى شركات السينماتوغراف مع حضرة الشيخ سلام حجازي عَلَى عرض صورها في مرسح التمثيل العربي كل ليلة من الساعة ٦ إلى ٨ مساءً. وقد أثنى الذين حضروا الافتتاح عَلَى جمال المناظر ومغازيها الأدبية التي تروق العائلات.

٤٦  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «مصر» ١٤ / ١٢ / ١٩٠٧، ٣١ / ١٢ / ١٩٠٧، ٤ / ١ / ١٩٠٨، ٩ / ١ / ١٩٠٨، ١٨ / ١ / ١٩٠٨، ٢٣ / ١ / ١٩٠٨، ٦ / ٢ / ١٩٠٨، ١٣ / ٢ / ١٩٠٨، ١٨ / ٢ / ١٩٠٨، ٢٠ / ٢ / ١٩٠٨، ٢٢ / ٢ / ١٩٠٨، ٢٥ / ٢ / ١٩٠٨، ٢٧ / ٢ / ١٩٠٨، ٥ / ٣ / ١٩٠٨، ١٤ / ٣ / ١٩٠٨، ١٩ / ٣ / ١٩٠٨، ٢١ / ٣ / ١٩٠٨، ٢٤ / ٣ / ١٩٠٨، ٢٦ / ٣ / ١٩٠٨، ٣٠ / ٣ / ١٩٠٨، ٢ / ٤ / ١٩٠٨، ٧ / ٤ / ١٩٠٨، ٩ / ٤ / ١٩٠٨، ١٦ / ٤ / ١٩٠٨، ٩ / ٥ / ١٩٠٨، ٢١ / ٥ / ١٩٠٨، ٢٣ / ٥ / ١٩٠٨، ٣٠ / ٥ / ١٩٠٨، ١٨ / ٦ / ١٩٠٨، ٢٥ / ٦ / ١٩٠٨، «المقطم» ٢٠ / ١٢ / ١٩٠٧، ٢١ / ١٢ / ١٩٠٧، ٢٤ / ١٢ / ١٩٠٧، ٢٦ / ١٢ / ١٩٠٧، ٢٩ / ١٢ / ١٩٠٧، ٣١ / ١٢ / ١٩٠٧، ٢٨ / ١ / ١٩٠٨، ٣٠ / ١ / ١٩٠٧، ٤ / ٢ / ١٩٠٨، ١٠ / ٢ / ١٩٠٨، ٤ / ٣ / ١٩٠٨، ٩ / ٣ / ١٩٠٨، ٢٨ / ٣ / ١٩٠٨، ٣ / ٤ / ١٩٠٨، ٤ / ٤ / ١٩٠٨، ١١ / ٤ / ١٩٠٨، ٢١ / ٤ / ١٩٠٨، ٢٥ / ٤ / ١٩٠٨، ٣٠ / ٤ / ١٩٠٨، ٥ / ٥ / ١٩٠٨، ٧ / ٥ / ١٩٠٨، ١١ / ٥ / ١٩٠٨، ١٤ / ٥ / ١٩٠٨، ١٦ / ٥ / ١٩٠٨، ١٨ / ٥ / ١٩٠٨، ١٩ / ٥ / ١٩٠٨، ٢٦ / ٥ / ١٩٠٨، ٢٨ / ٥ / ١٩٠٨، ٤ / ٦ / ١٩٠٨، ١١ / ٦ / ١٩٠٨، ٢٠ / ٦ / ١٩٠٨.
٤٧  انظر صحف: «المقطم» ٤ / ١ / ١٩٠٨، «الوطن» ٢٤ / ١ / ١٩٠٨، ١٢ / ٣ / ١٩٠٨، «مصر» ٢٤ / ٣ / ١٩٠٨، «الأخبار» ٢٤ / ٣ / ١٩٠٨.
٤٨  انظر: جريدة «المقطم» ٩ / ١ / ١٩٠٨.
٤٩  انظر صحف: «مصر» ٢٣ / ٧ / ١٩٠٨، ٧ / ٨ / ١٩٠٨، «المؤيد» ٢٩ / ٧ / ١٩٠٨.
٥٠  راجع صحف: «مصر» ٢٢ / ١٢ / ١٩٠٨، «المنبر»، ١٠ / ١٠ / ١٩٠٨، «المقطم» ٣ / ٤ / ١٩٠٩.
٥١  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «المؤيد» ٤ / ١٠ / ١٩٠٨، ٩ / ١ / ١٩٠٩، ١٧ / ٢ / ١٩٠٩، «مصر» ٥ / ١١ / ١٩٠٨، ١٧ / ١٢ / ١٩٠٨، «المنبر»، ٣١ / ١٢ / ١٩٠٨، «المقطم» ٢٨ / ١ / ١٩٠٩، ١٥ / ٤ / ١٩٠٩.
٥٢  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «المؤيد» ١٢ / ٨ / ١٩٠٨، ١٥ / ٩ / ١٩٠٨، ١٧ / ٩ / ١٩٠٨، ١ / ١٠ / ١٩٠٨، ١٤ / ١١ / ١٩٠٨، ١٩ / ١١ / ١٩٠٨، ٢٣ / ١١ / ١٩٠٨، ٢٤ / ١١ / ١٩٠٨، ٢٦ / ١١ / ١٩٠٨، ٢٩ / ١١ / ١٩٠٨، ٣ / ١٢ / ١٩٠٨، ٧ / ٢ / ١٩٠٩، ٩ / ٢ / ١٩٠٩، ١١ / ٢ / ١٩٠٩، ١٨ / ٢ / ١٩٠٩، ٢٤ / ٢ / ١٩٠٩، ٤ / ٣ / ١٩٠٩، ٧ / ٣ / ١٩٠٩، «مصر» ٣ / ٩ / ١٩٠٨، ٤ / ٩ / ١٩٠٨، ٥ / ٩ / ١٩٠٨، ١٠ / ٩ / ١٩٠٨، ١٢ / ٩ / ١٩٠٨، ١٩ / ٩ / ١٩٠٨، ٢٤ / ٩ / ١٩٠٨، ٢٦ / ٩ / ١٩٠٨، ٢٩ / ٩ / ١٩٠٨، ٦ / ١٠ / ١٩٠٨، ٨ / ١٠ / ١٩٠٨، ١٣ / ١٠ / ١٩٠٨، ١٥ / ١٠ / ١٩٠٨، ١٧ / ١٠ / ١٩٠٨، ٢٠ / ١٠ / ١٩٠٨، ٢٢ / ١٠ / ١٩٠٨، ٢٩ / ١٠ / ١٩٠٨، ٣١ / ١٠ / ١٩٠٨، ٧ / ١١ / ١٩٠٨، ١٢ / ١١ / ١٩٠٨، ١٧ / ١١ / ١٩٠٨، ٢٨ / ١١ / ١٩٠٨، ١ / ١٢ / ١٩٠٨، ٥ / ١٢ / ١٩٠٨، ٨ / ١٢ / ١٩٠٨، ١٥ / ١٢ / ١٩٠٨، ١٩ / ١٢ / ١٩٠٨، ٢٤ / ١٢ / ١٩٠٨، ٣١ / ١٢ / ١٩٠٨، «المقطم» ١٦ / ١ / ١٩٠٩، ١٩ / ١ / ١٩٠٩، ٢٣ / ١ / ١٩٠٩، ٦ / ٢ / ١٩٠٩، ١٣ / ٢ / ١٩٠٩، ٢٠ / ٢ / ١٩٠٩، ٢ / ٣ / ١٩٠٩، ١١ / ٣ / ١٩٠٩، ٢٥ / ٣ / ١٩٠٩، ٢٧ / ٣ / ١٩٠٩، ٣٠ / ٣ / ١٩٠٩، ١٣ / ٤ / ١٩٠٩، ١٧ / ٤ / ١٩٠٩، ٢٢ / ٤ / ١٩٠٩، ٢٤ / ٤ / ١٩٠٩، ٢٧ / ٤ / ١٩٠٩، ١٥ / ٥ / ١٩٠٩، ١٧ / ٦ / ١٩٠٩، «المنبر»، ٣ / ١١ / ١٩٠٨، ١٤ / ١١ / ١٩٠٨، ٢٩ / ١٢ / ١٩٠٨، «الوطن» ١٣ / ٣ / ١٩٠٩.
٥٣  انظر: جريدة «الشرق»، ٥ / ٩ / ١٩٠٨، ١٢ / ١٠ / ١٩٠٨، ٦ / ١١ / ١٩٠٨، «المقطم» ٢٦ / ١ / ١٩٠٩.
٥٤  انظر صحف: «مصر» ٢٣ / ٩ / ١٩٠٨، ٢ / ١٠ / ١٩٠٨، جريدة «الشرق»، ٢٦ / ٩ / ١٩٠٨. «المقطم» ٢٩ / ٩ / ١٩٠٨.
٥٥  انظر صحف: «المنبر»، ٢٦ / ١٢ / ١٩٠٨، «المؤيد» ١٠ / ١ / ١٩٠٩، «المؤيد» ٢٨ / ١ / ١٩٠٩، «الوطن» ١٢ / ٢ / ١٩٠٩، ١٧ / ٣ / ١٩٠٩.
٥٦  انظر صحف: «مصر» ٢٧ / ٧ / ١٩٠٩، ١٢ / ٨ / ١٩٠٩، «الأخبار» ٥ / ٨ / ١٩٠٩.
٥٧  انظر: جريدة «مصر» ٢ / ٩ / ١٩٠٩، ١٦ / ٩ / ١٩٠٩، ٢٣ / ٩ / ١٩٠٩، ٢١ / ١٠ / ١٩٠٩.
٥٨  انظر صحف: «المؤيد» ٩ / ٩ / ١٩٠٩، «مصر» ٢ / ١٠ / ١٩٠٩، «المحروسة»، ٤ / ١١ / ١٩٠٩.
٥٩  جريدة «الأهرام»، ١٢ / ٩ / ١٩١٥، مذكرات مريم سماط نقلًا عن: د. فؤاد رشيد، ص٥٣.
٦٠  انظر صحف: «مصر» ٤ / ١٢ / ١٩٠٩، ٧ / ١٢ / ١٩٠٩، ٩ /١٢ / ١٩٠٩، ١٤ / ١ / ١٩١٠، ٢٢ / ١ / ١٩١٠، ٢٧ / ١ / ١٩١٠، ٢٤ / ٣ / ١٩١٠، ٣١ / ٣ / ١٩١٠، ٣ / ١١ / ١٩١٠، ٢٢ / ١٢ / ١٩١٠، «المؤيد» ٩ / ٤ / ١٩١٠، ١٢ / ٤ / ١٩١٠، ١٦ / ٤ / ١٩١٠، ٢١ / ٤ / ١٩١٠، ١ / ٥ / ١٩١٠، ٢١ / ٥ / ١٩١٠، ٢ / ١٠ / ١٩١٠، ١٧ / ١٠ / ١٩١٠، ٢٧ / ١٠ / ١٩١٠، ١٩ / ١١ / ١٩١٠، ٢٢ / ١١ / ١٩١٠، ٣ / ١٢ / ١٩١٠، ١٠ / ١ / ١٩١١، ١٢ / ١ / ١٩١١، ٢٦ / ١ / ١٩١١، ٢٨ / ١ / ١٩١١، ٢ / ٢ / ١٩١١، ٢٧ / ٢ / ١٩١١.
٦١  انظر: جريدة «المحروسة»، ٢٥ / ١ / ١٩١٠.
٦٢  انظر: جريدة «المؤيد» ١٨ / ٩ / ١٩١٠.
٦٣  انظر صحف: «المؤيد» ٢٣ / ٣ / ١٩١١، ٢٨ / ٣ / ١٩١١، ٤ / ٤ / ١٩١١، ٢٧ / ٤ / ١٩١١، ٨ / ٥ / ١٩١١، ١٤ / ٥ / ١٩١١، «الأخبار» ٥ / ٥ / ١٩١١.
٦٤  انظر صحف: «مصر» ٣٠ / ٩ / ١٩١١، ١٦ / ١ / ١٩١٢، ١٣ / ٢ / ١٩١٢، ١٥ / ٢ / ١٩١٢، ٢٠ / ٢ / ١٩١٢، «المقطم» ١٢ / ١ / ١٩١٢، ٢٤ / ١ / ١٩١٢، ١ / ٢ / ١٩١٢، ١٠ / ٢ / ١٩١٢، ٢٧ / ٢ / ١٩١٢، «الأخبار» ٤ / ٢ / ١٩١٢.
٦٥  انظر صحف: «مصر» ٩ / ٢ / ١٩١٢، «الوطن» ٢٦ / ٢ / ١٩١٢.
٦٦  انظر صحف: «الوطن» ٤ / ١ / ١٩١٢، «الأخبار» ٧ / ١ / ١٩١٢، ٢٠ / ٢ / ١٩٢١، «مصر» ٢٥ / ١ / ١٩١٢، ١٤ / ٢ / ١٩١٢، ٥ / ٢ / ١٩١٢، «المقطم» ١٥ / ٢ / ١٩١٢.
٦٧  محمد تيمور، خواطر تمثيلية ٢: الشيخ سلامة حجازي، جريدة «المنبر»، ٢٨ / ٨ / ١٩١٨. وهو نفس المقال المنشور في كتاب «حياتنا التمثيلية» لمحمود تيمور، ص١٥٧–١٦٢.
٦٨  قالت جريدة «مصر» في ٤ / ٣ / ١٩١٢:

سرَّنا أن جوق حضرة عبد الله عكاشة انضم مع جوقة حضرة الشيخ سلامة حجازي من ابتداء اليوم، وأصبح جوقًا واحدًا، وسيباشر التمثيل غدًا في دار التمثيل العربي، وهو الوحيد الذي يُرجى منه ترقية هذا الفن الجميل في مصر، فنتمنَّى لهذا الجوق كثرة الإقبال.

٦٩  انظر: جريدتي «مصر» و«المقطم» ٢ / ٣ / ١٩١٢.
٧٠  مثَّلتْها من قِبَل جمعية المعارف الأدبية في عامَيْ ١٩٠٥ و١٩٠٨. انظر صحف: «المقطم» ١ / ٤ / ١٩٠٥، «مصر» ٢ / ٧ / ١٩٠٨.
٧١  انظر صحف: «المقطم» ٥ / ٣ / ١٩١٢، ٩ / ٣ / ١٩١٢، ٢٦ / ٣ / ١٩١٢، «مصر» ٧ / ٣ / ١٩١٢، ١٩ / ٣ / ١٩١٢، ٢٣ / ٣ / ١٩١٢، ١٤ / ٥ / ١٩١٢، ٢٧ / ٦ / ١٩١٢، ٢ / ٧ / ١٩١٢، ٧ / ٩ / ١٩١٢، ٢٨ / ٩ / ١٩١٢، ١ / ١٠ / ١٩١٢، ١٠ / ١٠ / ١٩١٢، ١٥ / ١٠ / ١٩١٢، ١٩ / ١٠ / ١٩١٢، ٢٤ / ١٠ / ١٩١٢، ٢٩ / ١٠ / ١٩١٢، ٥ / ١١ / ١٩١٢، ٧ / ١١ / ١٩١٢، ١٣ / ١١ / ١٩١٢، ١٤ / ١١ / ١٩١٢، ١٦ / ١١ / ١٩١٢، ١٩ / ١١ / ١٩١٢، ٢٥ / ١١ / ١٩١٢، ٢٨ / ١١ / ١٩١٢، ٢ / ١٢ / ١٩١٢، «الوطن» ٢٣ / ٣ / ١٩١٢، ١٠ / ٨ / ١٩١٢، ٢٤ / ٩ / ١٩١٢، «المؤيد» ٧ / ٤ / ١٩١٢، ١٤ / ٤ / ١٩١٢، ٢٣ / ٤ / ١٩١٢، ٩ / ٥ / ١٩١٢، ٣٠ / ٥ / ١٩١٢، ٦ / ٦ / ١٩١٢، ١٥ / ٦ / ١٩١٢، ٢٢ / ٦ / ١٩١٢، ٢٤ / ٦ / ١٩١٢، ١٠ / ١٠ / ١٩١٢، ٢٢ / ١٠ / ١٩١٢، ٢٤ / ١١ / ١٩١٢.
٧٢  انظر صحف: «الوطن» ٣٠ / ٨ / ١٩١٢، «مصر» ٥ / ٩ / ١٩١٢، «المؤيد» ٢ / ١١ / ١٩١٢، ٣٠ / ١١ / ١٩١٢.
٧٣  انظر: جريدة «مصر» ١٩ / ١٢ / ١٩١٢.
٧٤  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «المقطم» ٢٤ / ١٢ / ١٩١٢، «مصر» ٢٨ / ١٢ / ١٩١٢، ٢ / ١ / ١٩١٣، ٣ / ١ / ١٩١٣، ١٦ / ١ / ١٩١٣، ٣٠ / ١ / ١٩١٣، ١ / ٢ / ١٩١٣، ٧ / ٢ / ١٩١٣، ١٣ / ٢ / ١٩١٣، ١٤ / ٢ / ١٩١٣، ٢٠ / ٢ / ١٩١٣، ٢١ / ٢ / ١٩١٣، ٢٧ / ٢ / ١٩١٣، «المؤيد» ١ / ١ / ١٩١٣، ٩ / ١ / ١٩١٣، ١٩ / ١ / ١٩١٣، ٣١ / ١ / ١٩١٣، ٦ / ٢ / ١٩١٣، ١٤ / ٢ / ١٩١٣، ٤ / ٣ / ١٩١٣، «الوطن» ١١ / ٢ / ١٩١٣، ٦ / ٣ / ١٩١٣.
٧٥  تم افتتاح هذا المسرح في منتصف عام ١٩١٢ بالقرب من تياترو عباس بشارع جلال، وكان مخصَّصًا للروايات الكوميدية الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، والفصول المضحكة، وحفلات البالو، وكان معظم ممثليه من الأجانب. للمزيد انظر: جريدة «مصر» ١٩ / ٧ / ١٩١٢، ٤ / ١ / ١٩١٣، «المؤيد» ١٢ / ١٢ / ١٩١٢.
٧٦  انظر صحف: «الوطن» ٧ / ٣ / ١٩١٣، ٣ / ٥ / ١٩١٣، ١٥ / ٥ / ١٩١٣، «المؤيد» ١١ / ٣ / ١٩١٣، ١ / ٥ / ١٩١٣، ٢٢ / ٥ / ١٩١٣، ٢٧ / ٥ / ١٩١٣، ٢٩ / ٥ / ١٩١٣، ٧ / ٦ / ١٩١٣، «مصر» ٢١ / ٣ / ١٩١٣، ٢٩ / ٣ / ١٩١٣، «الشعب»، ٩ / ٥ / ١٩١٣، ٢٥ / ٥ / ١٩١٣.
٧٧  انظر: جريدة «الشعب»، ١٠ / ٦ / ١٩١٣.
٧٨  انظر صحف: «الوطن» ٢٣ / ٦ / ١٩١٣، ٢٦ / ٦ / ١٩١٣، ٤ / ٧ / ١٩١٣، «الأهالي»، ١٧ / ٧ / ١٩١٣.
٧٩  انظر صحف: «الوطن» ٣٠ / ٧ / ١٩١٣، «المؤيد» ١٢ / ٩ / ١٩١٣.
٨٠  انظر صحف: «الأهالي»، ١٧ / ١٢ / ١٩١٣، «المؤيد» ٥ / ١ / ١٩١٤، ٩ / ٢ / ١٩١٤.
٨١  انظر صحف: «المؤيد» ٩ / ٢ / ١٩١٤، «مصر» ٩ / ٢ / ١٩١٤، ١٠ / ٢ / ١٩١٤.
٨٢  انظر: جريدة «الأفكار» ٢ / ٣ / ١٩١٤.
٨٣  انظر صحف: «الأفكار» ٦ / ١ / ١٩١٤، ١٠ / ٣ / ١٩١٤، «الوطن» ١٥ / ٤ / ١٩١٤.
٨٤  راجع: المنصف شرف الدِّين، «تاريخ المسرح التونسي»، الجزء الأول، مطبعة شركة العمل للنشر والصحافة، تونس، ١٩٧٢، ص١٣٥–١٤٦.
٨٥  انظر: جريدة «المؤيد» ١٣ / ٨ / ١٩١٤، ٢٠ / ٨ / ١٩١٤.
٨٦  انظر صحف: «مصر» ١ / ٩ / ١٩١٤، ٣ / ٩ / ١٩١٤، ٥ / ٩ / ١٩١٤، ٨ / ٩ / ١٩١٤، ٢٦ / ٩ / ١٩١٤، «المؤيد» ١٠ / ٩ / ١٩١٤، ١٧ / ٩ / ١٩١٤، ١٩ / ٩ / ١٩١٤، ٢٤ / ٩ / ١٩١٤.
٨٧  انظر صحف: «المؤيد» ٢٩ / ٩ / ١٩١٤، «مصر» ٧ / ١٠ / ١٩١٤، «الأفكار» ١٨ / ١٠ / ١٩١٤.
٨٨  انظر: جريدة «مصر» ٢٤ / ١٠ / ١٩١٤.
٨٩  سنتحدث عن جوق أبيض وحجازي في هذا الموضع بصورة مقتضبة؛ لأن الحديث التفصيلي سيأتي في الجزء الخاص بجورج أبيض، إن شاء الله.
٩٠  في هذه الفترة أقام محمود إبراهيم صاحب جريدة «الإكسبريس» حفلة بتياترو الهمبرا بالإسكندرية في يولية ١٩١٥؛ لتكريم سلامة حجازي بمناسبة اليوبيل الفضي عَلَى اشتغاله بالتمثيل مع إسكندر فرح. وقد وصفت جريدة «الأخبار» هذه الحفلة في ٧ / ٧ / ١٩١٥ قائلةً تحت عنوان: «تكريم الشيخ سلامة في الثغر الإسكندري»:

كانت الحفلة التي أُقيمت لتكريم حضرة الشيخ سلامة حجازي في مرسح الهمبرا مساء الأحد الماضي غاية في الجمال والنظام، فغصَّ التياترو بالمتفرجين، وخطب الأستاذ الشيخ مرسي محمود في التمثيل قديمًا وحديثًا، وذكر فضل الشيخ سلامة في تحبيب المرسح للناس بتأثير صوته الجميل وجهاده مدة خمس وعشرين سنة في خدمة الفن، وهو ممثل لم يتخرج من مدرسة التمثيل. ثمَّ ألقى حضرة الشاعر البليغ عبد الحليم المصري تهنئة شعرية جميلة، واعتذر جورج أبيض من الحضور فلم يصادف اعتذاره ارتياحًا من الجمهور. وكتب نصير الأدب والأدباء والتمثيل والممثلين أحمد باشا زكي سكرتير مجلس الوزراء كتابًا لطيفًا إلى الشيخ سلامة يهنئه فيه بيوبيله الفضي وأرسله مع مندوب خاص وقت الاحتفال مع باقة جميلة من الزهور، فتلاه أحد الأدباء عَلَى الجمهور فقوبل بالتصفيق الحادِّ المتكرر. واعتذر سليم سركيس بتلغراف مع أن حضوره كان واجبًا. وختم الشيخ سلامة الحفلة بإنشاد أبيات شكر أبدع فيها وأطرب.

٩١  انظر إعلانات جوق أبيض وحجازي في صحف: «الأخبار» ٩ / ٤ / ١٩١٥، ٢٠ / ٥ / ١٩١٥، ١ / ٧ / ١٩١٥، ٥ / ٨ / ١٩١٥، ٨ / ٨ / ١٩١٥، ٢٥ / ٨ / ١٩١٥، ١٦ / ١٠ / ١٩١٥، ٢٦ / ١٠ / ١٩١٥، ١٢ / ١١ / ١٩١٥، ٢٤ / ١١ / ١٩١٥، ٢ / ١٢ / ١٩١٥، ٩ / ١٢ / ١٩١٥، ١٢ / ٢ / ١٩١٦، ٢٣ / ٢ / ١٩١٦، ٥ / ٣ / ١٩١٦. «الأفكار» ٩ / ١١ / ١٩١٤، ١٦ / ١١ / ١٩١٤، ٧ / ١٢ / ١٩١٤، ٢٠ / ١٢ / ١٩١٤، ٤ / ١ / ١٩١٥، ١٤ / ١ / ١٩١٥، ١٦ / ٢ / ١٩١٥، ٣ / ٣ / ١٩١٥، ١٣ / ٥ / ١٩١٥، ١٧ / ٥ / ١٩١٥، ١٩ / ١٢ / ١٩١٥، ٢٠ / ١٢ / ١٩١٥، ٢٣ / ١ / ١٩١٦، ١٤ / ٥ / ١٩١٦، «المؤيد» ٨ / ٤ / ١٩١٥، ١٧ / ١١ / ١٩١٤، ٦ / ١ / ١٩١٥، ١٨ / ٢ / ١٩١٥، ١٧ / ٤ / ١٩١٥، «مصر» ٢٧ / ١٠ / ١٩١٤، ٧ / ١١ / ١٩١٤، ١٢ / ١١ / ١٩١٤، ٢٦ / ١١ / ١٩١٤، ٢٨ / ١١ / ١٩١٤، ٥ / ١٢ / ١٩١٤، ٢١ / ١ / ١٩١٥، ١٣ / ٢ / ١٩١٥، ٢ / ٣ / ١٩١٥، ٢٧ / ٣ / ١٩١٥، ٢٨ / ٧ / ١٩١٥، «المقطم» ١٤ / ٦ / ١٩١٦، ٢٢ / ٦ / ١٩١٦، ٢٨ / ٦ / ١٩١٦، «المنبر»، ١٨ / ١ / ١٩١٦، ١٤ / ٣ / ١٩١٦، «الوطن» ١١ / ٢ / ١٩١٥، ٢٢ / ٤ / ١٩١٦، ١١ / ٨ / ١٩١٦.
٩٢  انظر إعلانات جوق أبيض وحجازي في صحف: «الأخبار» ١٠ / ٤ / ١٩١٥، ١٥ / ٧ / ١٩١٥، ٥ / ١٠ / ١٩١٥، ١٣ / ١٠ / ١٩١٥، ١٩ / ١٠ / ١٩١٥، ٣ / ١١ / ١٩١٥، ٢٦ / ١١ / ١٩١٥، ١ / ١٢ / ١٩١٥، ١١ / ١٢ / ١٩١٥، ١٥ / ١٢ / ١٩١٥، ٢٢ / ١ / ١٩١٦، ٥ / ٢ / ١٩١٦، ٢٤ / ٢ / ١٩١٦، ١١ / ٧ / ١٩١٦، ١٥ / ٧ / ١٩١٦، «الأفكار» ٤ / ١٢ / ١٩١٤، ١٠ / ١٢ / ١٩١٤، ١٣ / ١٢ / ١٩١٤، ٢٧ / ١٢ / ١٩١٤، ٢٤ / ١٢ / ١٩١٥، ١٢ / ١ / ١٩١٦، «المؤيد» ٢ / ١١ / ١٩١٤، ١٤ / ١١ / ١٩١٤، ١٥ / ١١ / ١٩١٤، ٣ / ١٢ / ١٩١٤، ١٦ / ١٢ / ١٩١٤، ٣٠ / ١٢ / ١٩١٤، ٣١ / ١٢ / ١٩١٤، ٣ / ١ / ١٩١٥، ٥ / ١ / ١٩١٥، ٢٦ / ٢ / ١٩١٥، ٤ / ٤ / ١٩١٥، ١٠ / ٤ / ١٩١٥، «مصر» ٢٨ / ١٠ / ١٩١٤، ١٠ / ١١ / ١٩١٤، ٢٠ / ١١ / ١٩١٤، ٢١ / ١١ / ١٩١٤، ١١ / ١٢ / ١٩١٤، ١٢ / ١٢ / ١٩١٤، ٢٣ / ١٢ / ١٩١٤، ١٣ / ١ / ١٩١٥، ٥ / ٢ / ١٩١٥، ٢٣ / ٣ / ١٩١٥، ٣١ / ٣ / ١٩١٥، ٨ / ٤ / ١٩١٥، «المقطم» ٩ / ٦ / ١٩١٦، ٢٦ / ٢ / ١٩١٦، ١ / ٣ / ١٩١٦، ٨ / ٣ / ١٩١٦، ١٣ / ٤ / ١٩١٦، ١ / ٦ / ١٩١٦، «المنبر»، ١ / ١ / ١٩١٦، ٢٢ / ١ / ١٩١٦، ٢٥ / ١ / ١٩١٦، ٧ / ٣ / ١٩١٦، «الوطن» ٣ / ٢ / ١٩١٥، ١ / ٢ / ١٩١٦، ٢٨ / ٢ / ١٩١٦، ١٨ / ٧ / ١٩١٦.
٩٣  انظر إعلانات جوق أبيض وحجازي في صحف: «الأخبار» ٢٧ / ٤ / ١٩١٥، ١٠ / ٦ / ١٩١٥، ١٧ / ٦ / ١٩١٥، ٦ / ٧ / ١٩١٥، ٢٢ / ٩ / ١٩١٥، ٧ / ١٠ / ١٩١٥، ٩ / ١٠ / ١٩١٥، ٢١ / ١١ / ١٩١٥، ٢٧ / ١١ / ١٩١٥، ٢٧ / ١ / ١٩١٦، ١٠ / ٢ / ١٩١٦، ١٠ / ٣ / ١٩١٦، ٢٣ / ٣ / ١٩١٦، ١ / ٤ / ١٩١٦، ٦ / ٤ / ١٩١٦، ٢٠ / ٤ / ١٩١٦، ٢٥ / ٧ / ١٩١٦. «الأفكار» ٣٠ / ١٢ / ١٩١٤، ٣١ / ١ / ١٩١٥، ١٦ / ٤ / ١٩١٥، ١٤ / ٦ / ١٩١٥، ٤ / ١٠ / ١٩١٥، ٩ / ١ / ١٩١٦، ١٥ / ٢ / ١٩١٦، ١٢ / ٣ / ١٩١٦، ٢١ / ٣ / ١٩١٦، ٢٦ / ٣ / ١٩١٦، ٤ / ٥ / ١٩١٦، ٧ / ٥ / ١٩١٦، «المؤيد» ٢٨ / ١ / ١٩١٥، ١٠ / ٤ / ١٩١٥، ١٩ / ٤ / ١٩١٥، ١٩ / ٥ / ١٩١٥، «مصر» ٢٢ / ٤ / ١٩١٥، ٥ / ٥ / ١٩١٥، ١١ / ٥ / ١٩١٦، «المقطم» ١٥ / ١ / ١٩١٦، ٣ / ٢ / ١٩١٦، ٢١ / ٢ / ١٩١٦، ١٨ / ٣ / ١٩١٦، ١٨ / ٣ / ١٩١٦، ١١ / ٤ / ١٩١٦، ١١ / ٤ / ١٩١٦، ١٨ / ٤ / ١٩١٦، ٢٦ / ٤ / ١٩١٦، ٣ / ٦ / ١٩١٦، ٥ / ٦ / ١٩١٦، ١٥ / ٦ / ١٩١٦. «المنبر» ٥ / ١ / ١٩١٦، ٦ / ١ / ١٩١٦، «الوطن» ١ ٧ / ٣ / ١٩١٥، ١٤ / ٤ / ١٩١٥، ١٩ / ٦ / ١٩١٥، ١٨ / ٤ / ١٩١٥، ١٨ / ٤ / ١٩١٦، ٨ / ٦ / ١٩١٦، ١٥ / ٨ / ١٩١٦.
٩٤  وُلِد عباس حافظ في ٢٤ / ١٢ / ١٨٩٣، وحصل عَلَى الابتدائية عام ١٩٠٨، وعلى الثانوية عام ١٩١٣، وعُيِّن سكرتيرًا ماليًّا بوزارة الحربية عام ١٩١٦، ثمَّ كاتمًا لأسرار الحربية بالسودان عام ١٩١٩، ثمَّ انتقل إلى مصلحة التجارة والصناعة بوزارة المالية عام ١٩٢٩. كما تم نقله إلى إدارة المطبوعات في العام التالي، فكتب مقالتين في جريدة «صوت مصر» عن أحمد ماهر وحمدي سيف النصر، ففصلتْه الوزارة لتعرُّضه إليهما، ثمَّ أُعيد إلى العمل عام ١٩٣٥. وبسبب ميوله السياسية تم فصله مرة ثانية عام ١٩٣٨، ومِن ثمَّ أُعيد إلى عمله عام ١٩٤٢، وتم فصله للمرة الثالثة عام ١٩٤٤، ومن ثمَّ أُعيد إلى العمل عام ١٩٥٠، وأحيل إلى المعاش في العام نفسه. وبعد الإحالة إلى المعاش رفع عباس حافظ قضية ضدَّ وزير الداخلية ووزارة المالية ورئاسة مجلس الوزراء، طالبهم فيها براتبه طوال فترات فصله بسبب موقفه السياسي، وقد حكمتِ المحكمة لصالحه. وتُوفِّي عباس حافظ يوم ٢٤ / ٦ / ١٩٥٩. أمَّا إنتاجه الأدبي والثقافي — بخلاف مقالاته الصحفية في صحف: «كوكب الشرق»، «صوت مصر»، «المنبر»، «الأفكار» — فهو يتنوع بين الترجمة والتأليف، ومن أهمه: «القوانين الحديثة»، «قانون البياد الحديث»، «القانون المالي»، «قوانين الطوبجية»، «كنوز الملك سليمان»، «علم النفس الاجتماعي»، «الزعامة والزعيم»، «العقل الباطن»، «سلمى». أمَّا مسرحياته المؤلَّفة والمترجمة، فمِن أهمها: «شقاء الشاعر» أو «شاترتون»، «الزوج المُوَسوَس»، «العذراء المفتونة»، «قسوة الشرائع»، «الشمس المشرقة»، «قابيل»، «تيمون»، «نبي الوطنية»، «الاستعمار»، «سيرانو دي برجاك».
٩٥  جريدة «الأخبار» ١ / ٩ / ١٩١٦.
٩٦  انظر: جريدة «الوطن» ١ / ٩ / ١٩١٦.
٩٧  انظر إعلانات فرقة سلامة حجازي في صحف: «الأخبار» ٦ / ٩ / ١٩١٦، ٨ / ٩ / ١٩١٦، ١٢ / ٩ / ١٩١٦، ١٤ / ٩ / ١٩١٦، ٢١ / ٩ / ١٩١٦، ٣٠ / ٩ / ١٩١٦، ١ / ١٠ / ١٩١٦، ٥ / ١٠ / ١٩١٦، ٦ / ١٠ / ١٩١٦، ٢١ / ١٠ / ١٩١٦، ٣١ / ١٠ / ١٩١٦، ٢ / ١١ / ١٩١٦، ٧ / ١١ / ١٩١٦، ١٠ / ١١ / ١٩١٦، «الوطن» ٧ / ٩ / ١٩١٦، «البصير»، ٥ / ١٠ / ١٩١٦، «الأفكار» ٦ / ١٠ / ١٩١٦، ١٠ / ١٠ / ١٩١٦، ١٢ / ١٠ / ١٩١٦، ١٣ / ١٠ / ١٩١٦، ١٩ / ١٠ / ١٩١٦، ٢٧ / ١٠ / ١٩١٦، ١٢ / ١١ / ١٩١٦، «مصر» ٦ / ١٠ / ١٩١٦، ١١ / ١٠ / ١٩١٦، ١٩ / ١٠ / ١٩١٦، ١ / ١١ / ١٩١٦، ١١ / ١١ / ١٩١٦.
٩٨  وُلِد إبراهيم رمزي في ٧ / ١٠ / ١٨٨٤، وحصل عَلَى الابتدائية عام ١٨٩٩، ثمَّ عمل موظَّفًا بالسودان في عامي ١٩٠٤ و١٩٠٥، ثمَّ حصل عَلَى شهادة المتريك من جامعة لندن عام ١٩٠٧، ثمَّ عمل مترجِمًا بجريدة اللواء حتى عام ١٩٠٩، ثمَّ انتقل إلى وظيفة بأملاك الميري في العام نفسه. بعد ذلك حصل عَلَى شهادة الثانوية عام ١٩١١ أثناء عمله، ومن ثمَّ انتقل إلى وظيفة مترجم بقلم الترجمة العلمية ونشر الكتب بإدارة التعليم الزراعي والصناعي والتجاري عام ١٩١٣، ثمَّ انتقل إلى مجلس مباحث القطن عام ١٩٢٣، وفي العام نفسه أصبح سكرتيرًا لقسم التسجيل والتفتيش لشركات التعاون الزراعية، ومن ثمَّ انتقل في العام نفسه إلى وظيفة مترجم بالوزارة. وفي العام التالي أصبح رئيسًا لقلم الترجمة، وحصل عَلَى شهادة من كلية التعاون بمانشستر عن طريق المراسلة، ثمَّ أصبح مفتِّشًا للتعاون الزراعي، ثمَّ مفتِّشًا بالتعليم الأولي عام ١٩٢٥. بعد ذلك أصبح وكيلًا للإدارة الأوروبية للبعثات عام ١٩٣٠، ثمَّ مديرًا للترجمة والإحصاء بمراقبة الشئون الثقافية العامة عام ١٩٣٩، ثمَّ مديرًا لإدارة التعاون الثقافي ومديرًا لإدارة البعثات عام ١٩٤٢، وأُحيل إلى المعاش في العام التالي، وتُوفِّي إلى رحمة الله يوم ٢٤ / ٣ / ١٩٤٩. أمَّا نشاطه المسرحي، فيتمثل في كونه أحد مؤسسي جمعية أنصار التمثيل عام ١٩١٤، كما أصدر مجلة «الأدب والتمثيل» عام ١٩١٦، وقد حصل عَلَى الجائزة الأولى في مباراة التأليف المسرحي عام ١٩٢٦. أمَّا مؤلفاته وترجماته المسرحية والقصصية، فمِن أهمِّها: «ورقة اليانصيب»، «قيصر وكليوباترا»، «بنت الإخشيد»، «أبطال المنصورة»، «البدوية»، «شارلوك هولمز»، «باب القمر»، «الحاكم بأمر الله»، «عزة بنت الخليفة»، «خير الدين»، «سجين الباستيل»، «القلب الميت»، «دخول الحمام مش زي خروجه»، «تيمورلنك»، «أسير كرومويل»، «بيزارو»، «ريشيليو»، «أبو خوندة»، «الدرة اليتيمة»، «عقبال الحبايب»، «الهواري»، «عمرو بن العاص»، «التاج»، «لو إني ملك»، «عدو الشعب»، «الملك لير»، «الفجر الصادق»، «إسماعيل الفاتح»، «صرخة طفل»، «الوزير شاور بن مجير»، «كلمات نابليون».
٩٩  راجع: جريدة «مصر» ١٤ / ١٠ / ١٩١٦.
١٠٠  راجع: جريدة «مصر» ١٤ / ١١ / ١٩١٦.
١٠١  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «الأخبار» ١٦ / ١١ / ١٩١٦، ٢١ / ١١ / ١٩١٦، ٢٣ / ١١ / ١٩١٦، ٢٤ / ١١ / ١٩١٦، ٢٦ / ١١ / ١٩١٦، ٢٨ / ١١ / ١٩١٦، ٥ / ١٢ / ١٩١٦، «مصر» ١٨ / ١١ / ١٩١٦، ٥ / ١٢ / ١٩١٦، ١٢ / ١٢ / ١٩١٦، «الأفكار» ٢٧ / ١١ / ١٩١٦، ٨ / ١٢ / ١٩١٦، ١٠ / ١٢ / ١٩١٦، ١٣ / ١٢ / ١٩١٦، ١٤ / ١٢ / ١٩١٦.
١٠٢  انظر صحف: «البصير»، ١٤ / ١٢ / ١٩١٦، «مصر» ٢١ / ١٢ / ١٩١٦.
١٠٣  انظر صحف: «الأفكار» ٧ / ١ / ١٩١٧، ٢٦ / ١ / ١٩١٧، «مصر» ٢٥ / ١ / ١٩١٧.
١٠٤  قالت جريدة «الأفكار» في ٢٧ / ٣ / ١٩١٧ تحت عنوان «عظمة السلطان والتمثيل»:

أرادتْ مكارم عظمة السلطان تشجيع فن التمثيل، فشمل برعايته جوق حضرة الأستاذ سلامة حجازي، فنُهنِّئ ذلك الجوق بهذه الرعاية التي نَالَها عن جدارة واستحقاق.

وقالت جريدة «الأفكار» في ٥ / ١٠ / ١٩١٧ تحت عنوان «وفاة عميد التمثيل»:

أنعمتْ عليه الحكومة المصرية في عهد سموِّ الخديوي السابق بإنعامات كثيرة، كما أنه لاقَى من عظمة السلطان عطفًا كثيرًا. ومما يُذكَر أن عظمة السلطان حضر احتفال الجمعية المصرية الخيرية في الأوبرا في العام الماضي، ووقف الفقيد يُشنِّف الآذان بالنشيد السلطاني، فاستعاده عظمتُه مرارًا لرخامة الصوت وحُسْن التوقيع. وفي اليوم الثاني تشرَّف بمقابلة السلطان وجلس في الحضرة السلطانية مدة طويلة. عرفتِ الأمة مقداره فأقامتْ شبيبتها احتفالًا عظيمًا لمَّا أُصيب بالفالج، وقدَّموا له وسام الشعب، وكان الشعب يهتف له كلما ظهر عَلَى المسرح حتى آخِر أيامه.

١٠٥  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «الأخبار» ٢٠ / ١٢ / ١٩١٦، ٢٢ / ١٢ / ١٩١٦، ٢٩ / ١٢ / ١٩١٦، «مصر» ٢٢ / ١٢ / ١٩١٦، ٣٠ / ١٢ / ١٩١٦، ٢ / ١ / ١٩١٧، ٤ / ١ / ١٩١٧، ٥ / ١ / ١٩١٧، ١٧ / ١ / ١٩١٧، ٢٥ / ١ / ١٩١٧، ١ / ٢ / ١٩١٧، ٣ / ٢ / ١٩١٧، ١٤ / ٢ / ١٩١٧، ٨ / ٣ / ١٩١٧، ٢٣ / ٣ /١٩١٧، «الأفكار» ٢٩ / ١٢ / ١٩١٦، ٣ / ١ / ١٩١٧، ٧ / ١ / ١٩١٧، ١٢ / ١٩١٧، ١٤ / ١ / ١٩١٧، ٢٦ / ١ / ١٩١٧، ١٥ / ٢ / ١٩١٧، ٢٥ / ٢ / ١٩١٧، ١ / ٣ / ١٩١٧، ٥ / ٣ / ١٩١٧، ١٨ / ٣ / ١٩١٧، ١٩ / ٣ / ١٩١٧، ٢١ / ٣ / ١٩١٧، «الوطن» ٣١ / ١ / ١٩١٧، «المنبر» ١٨ / ٢ / ١٩١٧.
١٠٦  قالت جريدة «مصر» في ١١ / ١ / ١٩١٧ تحت عنوان «تعطيل تياترو برنتانيا بسبب سقوط الأمطار»:

لما شاهدْنا التمثيل في تياترو برنتانيا الأسبوع الماضي كانت الأمطار تتساقط عَلَى الحاضرين، ولا يزال هذا المرسح معطلًا للآن. فإلى ذلك نستلفت نظر صاحب المرسح بتصليح الأسقف، وعسى أن لا نعود فنسمع بمثل هذا التعطيل.

وقالت جريدة «الأفكار» في ١٢ / ١ / ١٩١٧ تحت عنوان «أين لجنة التياترات»:

حدث في الليالي الماطرة أن هطل المطر مرارًا عَلَى المتفرِّجين في تياترو برنتانيا، فهرعوا إلى حيث ابتاعوا تذاكرهم طالبين ردَّ أثمانها؛ لأنهم لا يَرضَوْن أن يكونوا في مسرح لا يَقِيهم سقفه ماء المطر، فأُجيبوا إلى طلبهم، وقد تكرَّر ذلك مرارًا، فهل ترضى لجنة التياترات أن يظل سقف هذا المسرح كما هو، ويكون جمهور المتفرجين فيه تحت رحمة الغمام؟ لقد علمنا أن عمل تلك اللجنة منحصر في إصلاح تلك المسارح، فهل رأت تلك اللجنة ترك ذلك المسرح إلى ما هو عليه من ضروب الإصلاح.

١٠٧  وُلِد جورج طنوس بالإسكندرية عام ١٨٨٠ وتوفِّي عام ١٩٢٦، وفي شبابه اشتغل بالصحافة حيث شارك في تحرير صحف: «المؤيد»، «الوطن»، «المنبر». وأنشأ صحيفتي «الكوثر» و«الأقلام»، وأصدر مجلة «القمر» ١٨٩٨، و«الرقيب» ١٩١١، و«القصص» ١٩٢٢. وشارك أحمد حافظ عوض في تحرير صحيفتي «المحروسة» و«كوكب الشرق». كما عمل ممثِّلًا فترة من الوقت، ورأس جمعية مجتمع التمثيل. ومن أهم مؤلَّفاته وترجماته المسرحية: «الحب الشريف»، «الشعب والقيصر»، «الحرية والإخاء»، «ضحايا المجد»، «غرائب الأسرار»، «السائل الكريم»، «التعيس»، «النسر الصغير»، «شقاء وهناء»، «تقلبات الزمن»، «أغوير»، «الهوى العذري»، «عثرات الآمال»، «الخداع والحب».
١٠٨  انظر صحف: «المنبر» ١٨ / ٣ / ١٩١٧، «الأفكار» ٢٦ / ٣ / ١٩١٧، ٢ / ٤ / ١٩١٧.
١٠٩  انظر صحف: «الأخبار» ٥ / ٤ / ١٩١٧، ١٢ / ٤ / ١٩١٧، «الأفكار» ١٦ / ٧ / ١٩١٧.
١١٠  انظر صحف: «الأفكار» ٨ / ٤ / ١٩١٧، ١٦ / ٨ / ١٩١٧، ١٧ / ٨ / ١٩١٧، ٢٢ / ٨ / ١٩١٧، ٢ / ٩ / ١٩١٧، ٢٥ / ٩ / ١٩١٧، «الأخبار» ١٣ / ٧ / ١٩١٧، «البصير» ٢٢ / ٩ / ١٩١٧.
١١١  راجع: جريدة «المقطم» ٥ / ١٠ / ١٩١٧.
١١٢  ذكر د. محمد فاضل — في كتابه «الشيخ سلامة حجازي»، مطبعة الأمة بدمنهور، ١٩٣٢، ص٢٤٠ — رأى الأستاذ برانداني، وقد تعرَّف به الشيخ سلامة أيام أن عرج عَلَى نابولي عام ١٩١٤، بعد رحلته إلى تونس؛ إذ قال: «إن ألحان «تليماك» العربية أظهرت لنا العبقرية المصرية بوضوح في شخص ذلك الرجل المريض الشيخ سلامة حجازي، فلقد كُنَّا نحس حلاوة النَّغَم الهائل في نبرات صوته، ونغبطه عَلَى تلك القدرة الفنية التي منحه إياها مناخ بلده وهدوء وطنه، فلقد كان لحنه هادئًا غردًا كسَيْر النيل، وعاصفًا صاخبًا كزمجرة الصحراء، ومُحرِقًا مؤلِمًا كشمس الشرق. وحقًّا برهن لنا الشيخ سلامة أيام إقامته البسيطة في نابولي عَلَى خلق عظيم وفن مجيد، لا يسعنا أمامه إلا أن نضمَّ صورته إلى أعاظم فنَّانينا غير ناظرين إلى الفارق الوطني والأصل الشرقي.»
١١٣  انظر صحف: «المقطم»، «الأخبار»، «الأفكار» … الصادرة يوم ٥ / ١٠ / ١٩١٧.
١١٤  د. محمد فاضل، «الشيخ سلامة حجازي»، السابق، ص٨٢.
١١٥  انظر: جريدة «البصير» ٢٠ / ١١ / ١٩١٧، ٢٢ / ١١ / ١٩١٧.
١١٦  راجع: جريدة «المقطم» ١ / ١٢ / ١٩١٧. وللوقوف عَلَى نصوص الخطب والقصائد التي قيلت في هذا الاحتفال، انظر: جورج طنوس، «الشيخ سلامة حجازي وما قِيل في تأبينه»، ص١٧٣–٢٠٨.
١١٧  د. محمد فاضل، السابق، ص٧٣-٧٤.
١١٨  أمدَّني بهذه الإعلانات الدكتور سامي عبد الحليم، الأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية، فله مني جزيل الشكر.
١١٩  قام مجدي مد البر بإجراء حوار مع محمد عبد الوهاب عام ١٩٢٩، وفيه جاء الآتي: «قلت: ومتى ظهرتَ للجمهور لأول مرة؟ قال: كان ذلك بفرقة عبد القادر حجازي، ولم أظهر أمام الجمهور عَلَى المسرح قبل ذلك.» مجلة «مصر الحديثة» المصورة، ٦ / ١١ / ١٩٢٩.
١٢٠  راجع: صديق، أين الشيخ سلامة ليرى وحيده؟ مجلة «مصر الحديثة» المصورة، ٢٥ / ٣ / ١٩٢٩.
١٢١  راجع: د. محمد فاضل، السابق، ص٢٧٥–٢٧٨.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤