فرقة أولاد عكاشة

عبد الله عكاشة، زكي عكاشة، عبد الحميد عكاشة، عبد الباقي عكاشة، أربعة أشقاء أحبُّوا التمثيل والغناء، فانضموا إلى فرقة الشيخ سلامة حجازي عام ١٩٠٥، كمساعدين للشيخ في إلقاء نشيدَيِ الافتتاح والختام في بعض الروايات،١ وكان أكثرهم ظهورًا عبد الله عكاشة الذي لمع نجمه عندما مثَّل في مسرحية «تسبا» أو «شهيد الوفاء»، وعندما طُبِعت هذه المسرحية عام ١٩٠٦ كُتِب فيها اسم عبد الله عكاشة لأول مرة في صفحة توزيع الأدوار.٢
fig50
صفحة توزيع الدوار في نص مسرحية «تسبا».
fig51
عبد الله عكاشة.

استمر أولاد عكاشة في عملهم بفرقة الشيخ سلامة حتى رحلة الشام في صيف ١٩٠٩، وعندما أُصيب الشيخ بالفالج — كما مرَّ بنا — عادت الفرقة ومثَّلت بعض العروض البسيطة بدار التمثيل العربي. وبعد فترة قصيرة أجَّر الشيخ مسرحه لآخرين دون استشارة أفراد الفرقة، مما جعلهم يتخلَّوْن عن الشيخ، ويكوِّنون فرقة مسرحية بقيادة عبد الله عكاشة.

الموسم الأول ١٩٠٩-١٩١٠

التفَّ معظم أفراد فرقة الشيخ سلامة حول قائدهم الجديد عبد الله عكاشة، الذي استأجر مسرح إسكندر فرح بشارع عبد العزيز، وأطلق على فرقته اسم «شركة التمثيل العربي»، وافتتح عملها بمسرحية «تسبا» في أول ديسمبر ١٩٠٩، ثمَّ عرضتِ الفرقة مسرحيتي «مغائر الجن» و«البخيل».٣
ومن الملاحظ أن الفرقة بدأتْ عملها بمسرحيات قديمة، مثَّلتْها أغلب الفرق من قبل، وبالأخص فرقة سلامة حجازي، ولكنها بعد أيام قليلة، وتحديدًا في ٩ / ١٢ / ١٩٠٩ مثَّلت أول مسرحية جديدة لها وهي «شهداء الوطنية»، تأليف فكتوريان ساردو، تعريب زاكي مابرو.٤ والحقيقة أن هذه المسرحية تم تجهيزها والتدريب عليها قبل انفصال أولاد عكاشة عن الشيخ سلامة، وكان مقرَّرًا لها أن تُمثَّل من قِبل فرقة الشيخ سلامة حجازي في هذا الموسم.٥

ومسرحية «شهداء الوطنية» تدور أحداثها عام ١٥٦٨ في بلاد الفلمنك (هولاندا وبلجيكا)، عندما استولى عليها الدوق ألبا قائد عام الجيش الإسباني، ومحاولة أمير أورانج غليوم الفلمنكي استعادة بلاده من يد المستعمر بمساعدة بعض الثوار، ومن هؤلاء الثوار الكونت ريزور الذي رسم خطة لإنهاء هذا الاحتلال بمساعدة صديقه كارلو قائد الحرس الوطني. وفي إحدى الليالي يتم القبض عَلَى ريزور بتهمة التآمر ضدَّ المستعمر، بدليل عدم وجوده ليلًا في منزله، ولكن أحد الجنود الإسبان بالمصادفة يدلي بشهادة تنقذه عندما قال إنه كان سكيرًا أمس، وذهب إلى منزل ريزور فخرج من المنزل رجل واصطدم به، وعندما حاول أن يُوقِفه وأشهر في وجهه السيف اختطفه هذا الرجل فجرحت يده، وما كان هذا الرجل إلا ريزور.

وهكذا أفْلَتَ ريزور من الموت، ولكنه وقع في صراع نفسي كبير، حيث تأكد أن زوجته تخونه؛ لأنه لم يَبِتْ في منزله أمس، فمَن يكون هذا العشيق الذي اصطدم بالجندي؟ وأقسم ريزور عَلَى الانتقام منه ومن زوجته دولوريس، خصوصًا بعد أن عَرَف أن غريمه مجروح في يده. وعندما ذهب إلى منزله واجه زوجته، فاعترفتْ بالخيانة كما اعترفتْ أنها تكرهه لأنه مشغول بقضايا وطنه والثوار أكثر من اهتمامه بها، وهنا يحضر صديقه كارلو، ويتفق الاثنان عَلَى الخطة الموضوعة من قِبَل الأمير غليوم، وأن إشارة الهجوم هي قيام جوناس بقرع الأجراس بنغمة مفرحة، وإذا قرع النغمة الحزينة فمعناها الابتعاد والفرار. وتسمع دولوريس تفاصيل الخطة — دون أن تسمع إشارة قرع الأجراس — فتسرع لإبلاغها إلى المستعمِر الدوق ألبا، بشرط أن يمنحها حياة حبيبها ويقتل زوجها، فيوافق ألبا عَلَى ذلك بعد أن علم منها ساعة الهجوم.

وفي مكان آخَر استعدَّ الثوار للهجوم عَلَى المستعمر، وفي أثناء مراجعة الخطة بين ريزور وكارلو، يرى ريزور جرحًا في يد كارلو، فيسأله عنه ويُحاصِره في الحديث، فيجعل كارلو يعترف له كارلو بأنه الخائن الذي يبحث عنه، ولكن ريزور يعفو عنه؛ لأن الوطن في حاجة إلى كل ثائر، ويُقسِم له كارلو بأنه سيكفِّر عن هذه الخيانة. وهنا يهجم عَلَى المكان جنود الدوق ألبا ويقبضون عَلَى طليعة الثوار، ويطلب ألبا منهم ذكر إشارة هجوم بقية الثوار بقيادة الأمير غليوم، فيتقدَّم جوناس لإبلاغه بالإشارة، فيتهمه الثوار بالخيانة فلا يُبالِي، ويذهب لقرع الأجراس فيقرع النغمة الحزينة، فيفرح الثوار، وعندما يستفسر ألبا عن السبب يقولون له إن هذه النغمة إشارة لبقية الثوار بالفرار، وهنا يُطلِق الجنود النار عَلَى جوناس ويأمر ألبا بحرق طليعة الثوار في الغد. وفي صباح اليوم التالي تحضر دولوريس إلى ألبا وتطالبه بوعده لها كي يطلق سراح حبيبها كارلو، فيوافق ويعطيها إذنًا باسمها للسفر إلى مدينة ليل، كما يعطي لقائد جنده إذنًا آخَر باسم كارلو للسفر إلى المدينة نفسها.

وأثناء تحضير الثوار المقبوض عليهم للحرق في النار يحضر قائد الجند، ويطلق سراح كارلو ويعطيه الإذن الخاص به، فيتهمه باقي الثوار بالخيانة. وعبثًا يحاول كارلو إثبات براءته، ولكنه استطاع أن يعرف أن مَن خانَهم كان امرأة أَفْشَتْ سِرَّ خطَّتِهم إلى الدوق ألبا، وأن معها إذنًا بالسفر إلى مدينة ليل. وهنا أقسم كارلو عَلَى قتلها، ولا بُد له من معرفتها؛ لأنها ستسافر في نفس توقيت سفره، وستذهب إلى نفس المدينة التي سيسافر إليها. ولكن قبل ذلك لا بُد له من وداع دولوريس، فيذهب إليها وتفرح بحضوره وتبشِّره بأنها ستسافر إلى مدينة ليل اليوم، ومع توالي الحوار بينهما تنكشف له الحقيقة، حيث إن حبيبته وزوجة صديقه هي الخائنة التي باعت وطنها إلى الأعداء، فيقتلها، وتنتهي المسرحية.

fig52
غلاف مسرحية «شهداء الوطنية».
وبعد عرض هذه المسرحية قامت الشركة بتمثيل مجموعة كبيرة من مسرحيات الشيخ سلامة، منها: «مغائر الجن»، «البخيل»، «العواطف الشريفة»، «عواطف البنين»، «تسبا»، «شهداء الغرام»، «العفو القاتل»، «هملت». وكانت الشركة تقدِّم بين فصول هذه المسرحيات الموسيقى الوترية والفصول المضحكة من محمد ناجي. كما قدمت بعض العروض لصالح عدة جمعيات، منها: جمعية جامعة المحبة المركزية، وجمعية التوفيق القبطية، وجمعية المساعي الخيرية المارونية، وجمعية رعاية الأطفال. وكان أولاد عكاشة يستغلُّون اسم الشيخ سلامة في إعلاناتهم، فيقولون عن فرقتهم تارة: «جوق الشيخ سلامة حجازي سابقًا»، وتارة أخرى يقولون: «شركة التمثيل العربي التي أسَّسها أفراد جوق الشيخ سلامة حجازي.»٦
وفي أبريل ١٩١٠ بدأ اسم عبد الحميد عكاشة — الشقيق الثاني من أولاد عكاشة — يَظهَر في إعلانات الفرقة، ومن ذلك إعلان جريدة «المؤيد» في ٩ / ٤ / ١٩١٠، الذي جاء فيه:

ستمثل شركة التمثيل العربي بالتياترو المصري، بأول شارع عبد العزيز، في مساء السبت ٩ أبريل سنة ١٩١٠، الساعة تسعة إفرنكي مساءً رواية «حفظ الوداد»، وهي رواية أوبريت كوميدي مشحونة بالألحان والأناشيد، سيقوم بتلحينها المطرب الجديد الشيخ عبد الحميد عكاشة، فنحثُّ الجمهور عَلَى اغتنام هذه الفرصة تشجيعًا لهذا الممثل الجديد ولفنه الجميل. وستمثل شركة التمثيل العربي أيضًا يوم الأحد ١٠ الجاري في التياترو المصري رواية «ماري تيودور» الشهيرة، وهي ليلة خصوصية يخصَّص دخلها لحضرات القائمين بالموسيقى الوترية، فنحثُّ الجمهور أيضًا عَلَى الإقبال عليها لأهمية الرواية ومساعدةً لأولئك المطربين.

ومسرحية «ماري تيودور» رغم تمثيلها أكثر من مرة بواسطة فرقة إسكندر فرح، إلا أنها تُعتَبَر أول مسرحية جديدة تمثِّلها الشركة، قبل أن تمثِّلها فرقة سلامة حجازي بفترة كبيرة. بعد ذلك عرضت الشركة بمسرح شارع عبد العزيز وبدار التمثيل العربي مجموعة أخرى من المسرحيات القديمة حتى نهاية الموسم، ومنها: «محاسن الصدف»، «العواطف الشريفة»، «شهداء الوطنية»، «غانية الأندلس»، «البرج الهائل»، «عواطف البنين»، «عبرة الإبكار». بجانب تقديم الموسيقى الوترية والفصول المضحِكة، هذا بالإضافة إلى تقديم عرض بتياترو الحمراء بالإسكندرية، وعرض آخر لصالح جمعية الترغيب في التهذيب المركزية. وفي هذه الفترة ضمَّت الشركة إلى أعضائها كلًّا من: عزيز عيد، مصطفى أمين، ميليا ديان، والموسيقي عبد الحميد علي.٧
واختتمت الشركة موسمها الأول — قبلَ سفَرِها إلى سوريا في الصيف — بتمثيل مسرحيتين؛ الأولى: «صلاح الدين الأيوبي»، والأخرى: «البرج الهائل»، بعد أن أطلقتْ عَلَى الأخيرة عنوانين مختلفين هما: «الأم المجرمة» أو «برج نيل». وعن هذين العرضين قالت جريدة «المؤيد» في ٢١ / ٥ / ١٩١٠:

ستمثل شركة التمثيل العربي مساء اليوم بتياترو شارع عبد العزيز رواية «صلاح الدين الأيوبي»، وهي ليلة خصوصية. والرواية غنية عن الإطراء والمدح، لما حوتْه من المناظر الجميلة والمواقف المؤثِّرة. وما فيها يدل عَلَى شهامة العرب وتسامحهم وكرم أخلاقهم، فنحثُّ الجمهور عَلَى الإقبال عليها، خصوصًا وأنه سيتخلَّل فصولَها نغمات الموسيقى الوترية إدارة عبد الحميد علي. وستمثل الشركة في مساء الغد الأحد؛ أي ليلة الإثنين ٢٢ مايو سنة ١٩١٠ رواية «الأم المجرمة» أو «برج نيل» وهي رواية شائقة تمثل مخازي القرون الوسطى في أوروبا، وفيها من العظات الشيء الكثير. وسيقوم بتمثيل أهم أدوارها حضرة الممثل البارع عزيز عيد المشهود له بطول الباع، ويقوم حضرة مصطفى أمين بدور جوتيه، فنحثُّ الجمهور عَلَى اغتنام هذه الفرصة قبل انقضاء فصل التمثيل.

موسم ١٩١٠-١٩١١

عادت شركة التمثيل العربي من رحلتها الصيفية بالشام، وبدأت موسمها الثاني في دار التمثيل العربي بعرض مسرحية جديدة، هي «القضية المشهورة» أو «القاتل أبي» تعريب إلياس فياض، في أول أيام العيد يوم ٤ / ١٠ / ١٩١٠.٨ وقد لاقت هذه المسرحية من الاستحسان ما جعل ناقد جريدة «المؤيد» في ٢٣ / ١٠ / ١٩١٠ يكتب عنها كلمة مطولة قال فيها:

الآن عاد إليَّ ما شَرَدَ مِن نومي، خوفًا عَلَى التمثيل العربي أن ينقضي عهده، بانقضاء عهد رجل هذا الفن الشيخ سلامة حجازي. فقد علمتُ أن تلاميذه الذين تربَّوْا في مدرسته قد أجمعوا أمرهم عَلَى الاستمرار في التمثيل بنفس العزيمة التي كانت لهم من قبل، فكوَّنوا جوقة منتقاة منهم، وممَّن يعرفون البراعة في هذه الصناعة من غيرهم. فذهبتُ ليلة الجمعة الماضية إلى دار التمثيل العربي وأنا بين مصدِّق ومكذِّب؛ لمشاهدة رواية جديدة اسمها «القضية المشهورة» من مترجمات حضرة الروائي الفاضل إلياس فياض. فرأيتُ من جلال المكان، وفخامة المنظر، وجمال الأزياء، وبراعة التمثيل، وحسن الأداء، ودقة التصوير، ما كدتُ أكذِّب نظري فيه. لولا أني رأيتُ أنه إجماع عام من جميع الحاضرين الذين كانوا يملئون الألواج والمقاعد جميعها، حتى لم تَبقَ زيادة لمستزيد. ولقد سرَّني وملأ نفسي ابتهاجًا وارتياحًا، أني رأيت هناك الدليل قائمًا واضحًا وضوح الشمس في صحوتها، عَلَى بطلان ما كان يزعم بعض الناس من أن المصريين لا يهتمون بالتمثيل من حيث هو، وأنهم إنما كانوا يذهبوا إلى التمثيل بسائق الصوت الرائع، لا بسائق التمثيل البارع. فلقد رأيتُهم هنالك هادئين مصغين متنبهين إلى حركات الممثلين وسكناتهم، كأنما يحاولون أن ينتبهوا بأنظارهم، ورأيتُهم متأثِّرين في موضع التأثر، باكين في موضع البكاء، متحمسين في موقف الحماسة؛ فحمدتُ الله — تعالى — عَلَى بلوغ التمثيل هذه الدرجة في نفوس الأمة، مما يدل عَلَى أنها قد ربحت منبرًا ثالثًا فوق منبرَيِ الكُتَّاب والخُطَباء، تتلقَّى منه رشدها وهداها، وأنه قد أصبح للكرماء والمُحسِنين الذين يُهمُّهم الإنفاق عَلَى سبيل تقدُّم الأمة وارتقائها مجال واسع في هذه الجوقة النافعة، بالمعونة الصالحة، وتشجيعها عَلَى ما أخذتْ نفسَها به من الاجتهاد في ترقية فن التمثيل، وإبلاغه في مصر مبلغه في البلاد الغربية. ولا ريب أن تمثيل الروايات الجديدة المؤلَّفة أو المترجمة بأقلام فضلاء الكُتَّاب يحتاج إلى نفقات كثيرة تعجز عنها تلك الجوقة الحديثة في عهدها الجديد، فليمد إليها المحسنون أيدي المساعدة، وليعلموا أن الممثل في مرسحه أعظم نفعًا وأقوم أثرًا في تقويم النفوس وتهذيب الأخلاق من مائة كاتب وألف خطيب.

وبعد تمثيل هذه المسرحية أعادتِ الشركة بدار التمثيل العربي عرض مجموعة كبيرة من المسرحيات القديمة التي قدَّمتْها في السابق، أو التي قدَّمتْها الفِرَق الأخرى، ومنها: «ماري تيودور»، «عواطف البنين»، «ضحية الغواية»، «صلاح الدين الأيوبي»، «ابنة حارس الصيد»، «شهداء الغرام»، «تسبا»، «الكابورال سيمون» أو «الإرث المغتصب»، «تليماك»، «مغائر الجن»، «العواطف الشريفة»، «صدق الإخاء»، «القضية المشهورة»، «مطامع النساء»، «عائدة»، «غانية الأندلس»، «عظة الملوك»، «مظالم الآباء»، «نتيجة الرسائل»، مع تقديم الموسيقى الوترية والفصول المضحكة. وقد عرضت الشركة بعض هذه العروض بأقاليم طنطا وبور سعيد والمنصورة. وكانت الشركة مستمرة في استغلال اسم الشيخ سلامة في إعلاناتها، فتقول مثلًا: «شركة التمثيل العربي المؤلَّفة من عموم أفراد جوق الشيخ سلامة حجازي.» أو تقول: «الجوق المؤلَّف من أفراد جوق الشيخ سلامة حجازي.»٩
وفي ٢٦ / ١ / ١٩١١ قدَّمت الشركة بدار التمثيل العربي مسرحية «تبكيت الضمير» تعريب إلياس فياض،١٠ وهي المسرحية الجديدة الثانية في هذا الموسم. وظلَّت الشركة بعد ذلك تقدِّم العروض القديمة أكثر من شهر، ومنها: «تليماك»، «مطامع النساء»، «اللص الشريف»، «القضية المشهورة»، «عظة الملوك».١١
وفي مارس ١٩١١ ساءت الأحوال الإدارية للشركة، فانضم أفرادها إلى فرقة سلامة حجازي مرة أخرى، ولكن هذا الاتحاد لم يستمر أكثر من شهرين، قدمت الفرقة فيهما مسرحيات: «نتيجة الرسائل»، «حفظ الوداد»، «صلاح الدين الأيوبي»، «تبكيت الضمير»، «شهداء الغرام»، «تسبا»، «القضية المشهورة».١٢
ومن الملاحظ أن بعض هذه المسرحيات كانت تخص شركة التمثيل العربي فقط، وهذا يعني أن للشركة بصمة واضحة لم يستطع الشيخ سلامة إنكارها، هذا بالإضافة إلى أن عبد الله عكاشة كان يقوم بأدوار البطولة، التي كانت مخصصة للشيخ سلامة من قبلُ. ومن ذلك ما جاء في جريدة «المؤيد» بتاريخ ١٤ / ٥ / ١٩١١ عندما قالت:

يمثِّل في مساء اليوم جوق الشيخ سلامة حجازي رواية «تسبا» الشهيرة، وهي ذات خمسة فصول. ويقوم بأهم أدوارها حضرة الممثل الشهير عبد الله عكاشة، ويلقي منولوج فتى العصر. وستلقي الست ميليا ديان منولوج فتاة العصر، وتُختم الرواية بفصل مضحك. فنحثُّ الأدباء عَلَى مشاهدة هذه الرواية الجميلة.

وبعد انفصال أولاد عكاشة عن فرقة الشيخ سلامة حجازي كوَّنوا فرقة مسرحية بإدارة عبد الله عكاشة، أطلقوا عليها اسم «الجوق العربي الجديد». وقد عرض هذا الجوق مجموعة من المسرحيات اختتم بها موسمه، ثمَّ سافر إلى الشام في الصيف. ومن هذه المسرحيات: «روميو وجوليت»، و«الكابورال سيمون» بتياترو عباس، و«تسبا» بمسرح حديقة الأزبكية.١٣ وقد قالت جريدة «المؤيد» في ١٨ / ٦ / ١٩١١ عن تمثيل مسرحية «الكابورال سيمون»:

… إن مَن رأى منظر الواقعة الحربية بين الجيشين الفرنساوي والنمساوي ما كان يشك أنها واقعة حقيقية، تدوِّي رصاصاتها، وتتقاذف قنابلها، وتتألَّق أسلحتُها، وترنُّ أناشيدُها، وتزحف صفوفها، وتتساقط القتلى والجرحى في ساحتها. وما أظن أن براعة الممثلين الأوروبيين تزيد كثيرًا عَلَى براعة الممثل العربي عزيز عيد في تمثيل دور الأخرس، فقد كان في تشنج أعضائه واختلال أعصاب نطقه عندما أُهِين في شَرَفه، وحركاته وإشاراته الناطقة، وانحلال عقدة لسانه، حينما فاجأه منظر انتحار ولده، مثالًا للبراعة الفائقة في التمثيل الطبيعي، البعيد عن التكلف والتصنُّع. كما لا أظن أن كثيرًا من الممثلين يستطيعون مجاراة ممثل دَوْر «بروشار» في تصوير الخِسَّة والدناءة والتكلف والتنطع، وأمثال ذلك من الصفات التي تلازم الرجل السافل الذي ينتقل دفعة واحدة إلى الطبقات العليا، بحادث فوق الأسباب الطبيعية. أمَّا رئيس الجوق، فقد كان نصيب المتفرجين منه، فوق جمال تمثيله وحسن تصويره، بتلك النغمات البديعة التي تأخذ بمجامع القلوب، وتملك عَلَى النفوس ميولها وأهواءها.

موسم ١٩١١-١٩١٢

عاد الجوق العربي الجديد من رحلة الشام الصيفية، وبدأ الاستعداد للموسم الجديد بتجهيز مسرح شارع عبد العزيز، من حيث الفرش وزينة الجدران والصور، بالإضافة إلى تحضير الملابس التمثيلية الجديدة. وقد اتفق مدير الجوق مع الكاتب إلياس فياض،١٤ عَلَى تعريب مسرحية جديدة للجوق كل شهر. وتم افتتاح الموسم بالمسرحية الجديدة «عيشة المقامر» تعريب إلياس فياض في ١٦ / ٩ / ١٩١١.١٥ ثمَّ أعاد الجوق المسرحيات القديمة حتى ديسمبر ١٩١٢، ومنها «ماري تيودور» و«تليماك»، هذا بالإضافة إلى عرض لصالح جمعية التهذيب الخيرية بالقللي.١٦
وفي يناير ١٩١٢، قدَّم الجوق مسرحيته الجديدة الثانية لهذا الموسم «الخداع والحب»، تأليف شيلر وتعريب د. نقولا فياض، بدار التمثيل العربي. وكانت من غناء زكي مراد وزكي عكاشة وعبد الله عكاشة، وقدَّمت ميليا ديان ومريم سماط بعض المنولوجات، وأيضًا عزف سامي الشوا عَلَى كمنجته عزفًا جميلًا. كما لمع من الممثلين جورج طنوس صاحب جريدة «الرقيب».١٧ وعن هذا العرض قال الممثل أحمد فهمي في جريدة «الأخبار» بتاريخ ٦ / ١ / ١٩١٢:

بالأمس مثَّل صاحب «الرقيب» ونفر من إخوانه رواية «الخداع والحب»، فرأينا لأول مرة تمثيلًا متقنًا وإبداعًا في الإلقاء والإيماء، ولا سيَّما من ممثلَيْ دَوْرَيِ الحاكم وسكرتيره «وارم». كما سمعنا ثلاثة من خير المطربين في حفلة واحدة، وهم زكي مراد وزكي عكاشة والبلبل المغرِّد. أمَّا صاحب «الرقيب» الذي مثَّل بطل الرواية، فقد شهدنا منه إبداعًا في تمثيل المعاني وتصويرها، وصوتًا مقتدرًا عَلَى التنقل من نغمة الحزن إلى نغمة الحب فاليأس فالغضب فالانتقام، ولفظًا عربيًّا فصيحًا؛ ولذلك كان التصفيق له حادًّا والإعجاب عظيمًا. ولا عجب فهو أقدر ممثل شهدتْه المراسح العربية في العهد الأخير، وقد سُرَّ الأفاضل من الرواية، ولا عجب؛ فالمؤلِّف شولر والمعرِّب الدكتور نقولا فياض.

قام الجوق بعد ذلك بتمثيل مسرحيات قديمة، منها «شهداء الغرام» و«عائدة»، مع تقديم الفصول المضحكة من محمد ناجي، وعزف سامي الشوا، هذا بالإضافة إلى عرض أُقيم في المنصورة.١٨ وفي ١٣ / ٢ / ١٩١٢ قدَّم الجوق مسرحيته الجديدة الثالثة لهذا الموسم، وهي «الملك العادل»،١٩ رغم تمثيلها من قِبَل جمعية الاتحاد الشرقي عام ١٩٠٤.٢٠ بعد ذلك استمر الجوق في إعادة المسرحيات القديمة، مثل: «ضحية الغواية»، «صلاح الدين الأيوبي»، «عظة الملوك»، «السيد»، «عائدة»، «ماري تيودور»، «صدق الإخاء»، «مغائر الجن»، مع تقديم الفصول المضحكة والعزف الموسيقي.٢١
وفي أوائل مارس ١٩١٢ انضم مرة أخرى الجوق العربي الجديد بإدارة عبد الله عكاشة إلى فرقة الشيخ سلامة حجازي بإدارة عبد الرازق بك عنايت، وأُطلِق عَلَى هذا الاتحاد اسم «الجوق العربي». وبذلك انتقل أولاد عكاشة من مسرحهم بشارع عبد العزيز إلى مسرح دار التمثيل العربي.٢٢ وافتتح هذا الجوق عمله في ٢ / ٣ / ١٩١٢ بمسرحية جديدة هي «سارقة الأطفال»، وقد تحدثنا عنها من قبل.
وعلى دار التمثيل العربي استمر الجوق العربي حتى نهاية الموسم في إعادة المسرحيات القديمة الخاصة بأولاد عكاشة، والخاصة بفرقة الشيخ سلامة حجازي أيضًا، ومنها: «تسبا»، «القضية المشهورة»، «ماري تيودور»، «أنيس الجليس»، «غانية الأندلس»، «الخداع والحب»، «مغائر الجن»، «صدق الإخاء»، «ثارات العرب»، «عائدة»، «شهداء الغرام»، «صلاح الدين الأيوبي»، «حفظ الوداد»، «عظة الملوك»، «مظالم الآباء». هذا بالإضافة إلى تقديم العزف الموسيقي والفصول المضحكة وخُطَب الأدباء، وكان الشيخ سلامة يلقي قصائده الغنائية بين الفصول.٢٣
وفي هذه الفترة قام الجوق بتمثيل مسرحية جديدة أخرى هي «سميراميس» تأليف فولتير وتعريب سامي نوار،٢٤ كما قام جوق عكاشة بالاشتراك مع فرقة جورج أبيض، وفرق فولي، بتمثيل مسرحيتي «أوديب الملك» و«عطيل» في يونية ١٩١٢ بتياترو عباس في حفلات خاصة تحت رعاية الأمير طوسون باشا. وفيها ألقى بعض الخطباء والشعراء مجموعة من القصائد والخطب، منهم: خليل مطران، نعوم شقير، سليم ثابت، رفيق العظم، إسكندر طراد.٢٥
وفي آخِر عرض لهذا الموسم، قالت جريدة «مصر» في ٤ / ٧ / ١٩١٢ تحت عنوان «ليلة الوداع الأخيرة»:

يمثِّل الجوق العربي مساء اليوم رواية «سارقة الأطفال» الشهيرة. وسيطرب الجمهور في خلال الفصول حضرة الممثل البارع الشيخ سلامة حجازي بصوته الرخيم، وسيقوم بأهم فصولها حضرة المبدع الشهير عبد الله عكاشة، وتصدح موسيقى الأوبرا بين كل فصل وآخَر. وفي الختام فصل مضحك جميل، فنحثُّ الجمهور للإقبال عليها، وخصوصًا لأنها ليلة الوداع الأخيرة.

موسم ١٩١٢-١٩١٣

ظل الجوق العربي — المكوَّن من أفراد فرقتي سلامة حجازي وعكاشة — يعمل بنشاط، منذ بداية هذا الموسم وحتى ديسمبر ١٩١٢. وقد بدأ الموسم بتمثيل مسرحية «عظة الملوك» بتياترو الهمبرا بالإسكندرية يوم ١٧ / ٨ / ١٩١٢، بطولة عبد الله عكاشة، مع إلقاء سلامة حجازي لبعض القصائد الغنائية بين الفصول. بعد ذلك انتقل الجوق إلى مدينة المنصورة، ومثَّل بها عدة مسرحيات في أوائل شهر سبتمبر، منها مسرحية «غانية الأندلس».٢٦
عاد الجوق إلى العاصمة، ومثَّل بدار التمثيل العربي مجموعة كبيرة من المسرحيات القديمة، حتى أوائل ديسمبر ١٩١٢، منها: «عائدة»، «القضية المشهورة»، «صلاح الدين الأيوبي»، «مغائر الجن»، «ضحية الغواية»، «مظالم الآباء»، «شهداء الغرام»، «تليماك»، «عظة الملوك»، «خداع الدهر»، «العفو القاتل»، «غرام وانتقام»، «محاسن الصدف»، «أنيس الجليس». وكان عبد الله عكاشة بطلها الأول. أمَّا الشيخ سلامة فكان يقوم بإلقاء القصائد والمنولوجات الغنائية بين الفصول، وكان يقوم أيضًا بتمثيل بعض المشاهد عندما يشعر بتحسُّن في صحته.٢٧
وفي هذه الفترة أيضًا مثَّل الجوق بمدينة الفيوم، في نوفمبر وديسمبر ١٩١٢، مجموعة مسرحيات منها: «عائدة»، «غانية الأندلس»، «خداع الدهر»، «تليماك».٢٨ وفي ٤ / ١٢ / ١٩١٢ انتقل الجوق من مسرح دار التمثيل العربي إلى مسرح حديقة الأزبكية، بسبب بعض الإصلاحات الجارية بدار التمثيل، ومثَّل عَلَى مسرح الحديقة مسرحيات: «صلاح الدين الأيوبي»، «عظة الملوك»، «صدق الإخاء»، «غانية الأندلس».٢٩
وفي يوم ١٩ / ١٢ / ١٩١٢ قالت جريدة «مصر»:

علمنا اليوم أن حضرة عبد الله عكاشة وشقيقيه زكي وعبد الحميد قد انفصلوا عن جوق حضرة الممثل الشهير الشيخ سلامة حجازي، ولا نعلم الحقيقة بعدُ، غير أننا علمنا أن حضرات الثلاثة سينضمُّوا إلى جوق جورج أبيض.

ولحين يتم هذا الانضمام قامت فرقة أولاد عكاشة بالسفر إلى الإسكندرية لتمثيل مسرحية «عظة الملوك» بمسرح الحمراء، لصالح جمعية الاتحاد القبطية.٣٠ ثمَّ عادت إلى القاهرة ومثَّلت بتياترو عباس بشارع جلال المسرحية نفسها، وكانت من تمثيل: أحمد فهيم، محمد بهجت، محمود حبيب، علي يوسف، مريم سماط،٣١ وأخيرًا مثَّلت مسرحية «شهداء الغرام» لصالح جمعية الشبيبة القبطية بمسرح عباس أيضًا يوم ٢٢ / ٢ / ١٩١٣.٣٢
بعد ذلك أعلنت الصحف في منتصف مارس عن انضمام أولاد عكاشة إلى فرقة جورج أبيض،٣٣ وأن هذا الانضمام سيمثِّل في نهاية مارس عدة مسرحيات بالأوبرا، منها: «نابليون»، «مصر الجديدة»، «عيشة المقامر»، «عائدة».٣٤ وقبل إتمام هذه العروض قامت فرقة جورج أبيض بتمثيل مسرحية «الساحرة» يوم ٢٠ مارس بتياترو برنتانيا، واشترك فيها بالغناء عبد الحميد عكاشة وزكي عكاشة كتجربة عملية لهذا الانضمام. وبعد يومين مثَّل أولاد عكاشة مسرحية «ضحية الغواية» بتياترو برنتانيا أيضًا.٣٥
بدأت فرقة جورج أبيض بمشاركة أولاد عكاشة عروضها بالأوبرا بمسرحية «نابليون» يوم ٢٩ / ٣ / ١٩١٣.٣٦ وكانت الفرقة بهذه المشاركة تتكون من: جورج أبيض، عبد الله عكاشة، عبد الحميد عكاشة، زكي عكاشة، عزيز عيد، فؤاد سليم، أحمد فهيم، محمد بهجت، علي يوسف، عبد العزيز خليل، محمود حبيب، حسن وصفي، عمر وصفي، محمود رضا، منسي فهمي، محمد إبراهيم، مريم سماط، فيكتوريا موسى، سرينا إبراهيم، صالحة قاصين، أستر شطاح، نظلي مزراحي، ماتيل نجار، روز اليوسف، جسماني شماس.
fig53
غلاف بروجرام مسرحية «الأفريقية».
fig54
صفحة الممثلين في البروجرام.

وفي أول أبريل ١٩١٣ عرضت الفرقة بالأوبرا أيضًا مسرحية «الأفريقية» ليوسف حبيش، وكانت من تمثيل: عبد الله عكاشة، أحمد فهيم، محمد بهجت، حسن وصفي، زكي عكاشة، محمود رحمي، محمود حبيب، منسي فهمي، نجيب فهمي، مريم سماط، فكتوريا موسى، صالحة قاصين، حنة.

بعد ذلك مثَّلت الفرقة عدة مسرحيات بالأوبرا، منها: «لويس الحادي عشر»، و«مصر الجديدة»، وشارك فيها أولاد عكاشة أيضًا،٣٧ وهكذا انتهى موسم الفرقة بالأوبرا، وبالتالي انتهى انضمام أولاد عكاشة إلى فرقة جورج أبيض في نهاية أبريل ١٩١٣. وذكرت صحيفة «الوطن» في ١٠ / ٥ / ١٩١٣ آخِر خبر عن أولاد عكاشة في هذا الموسم، قائلةً:

عزم جوق التمثيل المصري الذي يديره سليم عطا الله وأخواه عَلَى إحياء ليلة تمثيلية بدار التمثيل العربي في مساء الإثنين ليلة الثلاث الموافقة ١٢ مايو سنة ١٩١٣، وسيُمثِّل بها رواية «دموع البائسة»، وهي جديدة عصرية من نوع الروايات التي اعتاد تقديمها، والتي نالتِ استحسان كل مَن حضرها. وسينشد زكي وعبد الحميد عكاشة قصائد غنائية، وتُختم الحفلة بتقديم فصل مضحك يقوم به أحد مُديري الجوق أمين عطا الله.

موسم ١٩١٣-١٩١٤

قبل بداية هذا الموسم بستة أشهر ترددت أقوال بأن فرقة عبد الله عكاشة ستتخذ مسرح دار التمثيل العربي، الخاص بفرقة سلامة حجازي، الكائن بشارع الباب البحري لحديقة الأزبكية، مقرًّا تمثيليًّا لها لمدة عشر سنوات.٣٨ ومع بداية هذا الموسم تأكدت هذه الأقوال، عندما اهتم عبد العزيز باشا عزت وأحمد فؤاد باشا — وهما من أصحاب هذا المسرح الخاص بدائرة المرحوم عبد الله باشا عزت — بتجهيزه كمساعدة لفرقة عكاشة، وإيجاره لمدة خمس سنوات، وسيتم افتتاحه في أكتوبر ١٩١٣.٣٩
ولكن هذا الافتتاح لم يتم في موعده، فبدأت الفرقة موسمها بتياترو برنتانيا، في أواخر نوفمبر ١٩١٣ بمسرحية «شهداء الغرام».٤٠ ومن ثم سافرت إلى الإسكندرية فعرضت مجموعة من المسرحيات عَلَى مسرحَيِ الهمبرا والحمراء، ساهم فيها الشيخ سلامة حجازي بغنائه، وقالت جريدة «الأهالي» عن أحد هذه العروض في ١٧ / ١٢ / ١٩١٣:

سيمثِّل بتياترو الهمبرا جوق الممثل البارع عبد الله عكاشة في مساء السبت ٣ يناير سنة ١٩١٤ رواية «عائدة» الشهيرة، بعد أن استحضر جميع الملابس اللازمة لها من أوروبا، بما يزيد عن ماية وخمسين منظرًا. وستظهر لأول مرة عَلَى المراسح العربية بثوبها القشيب ومنظرها المبهج، وسيكون جميع الجوق المؤلَّف من سبعين ممثلًا حاضرًا في هذه الليلة، وستكون المناظر جميعها جديدة لم يَسبِق استعمالها. وسيُطرِب الحضور في خلال التمثيل بلبل مصر وأستاذ التمثيل العربي في هذه الديار حضرة الشيخ سلامة حجازي.

وبعد عودة الفرقة إلى العاصمة عرضت «صلاح الدين الأيوبي» ببرنتانيا، وشارك فيها سلامة حجازي بالغناء والتمثيل.٤١ وفي يوم ٩ / ٢ / ١٩١٤ أحيت الفرقة الليلة السنوية لمجلة «سركيس» ببرنتانيا، فمثَّلت مسرحية «الشيخ متلوف»، وشارك فيها الشيخ سلامة بالغناء.٤٢ وفي ٧ مارس أقامت الفرقة ببرنتانيا حفلة لصالح جمعية الاتحاد الخيرية — التي تقوم بتزويج البنات الفقيرات — فمثَّلت مسرحية «البرج الهائل»، وقام جورج طنوس بالمشاركة في التمثيل، وألقى خليل مطران قصيدة عصماء.٤٣
وفي أواخر مارس ١٩١٤ أقامت الفرقة ثلاث حفلات بالأوبرا برعاية الخديو، مثَّلت فيها مسرحيات جديدة، هي «فتح الأندلس»٤٤ تأليف عبد الحق حامد، و«القضاء والقدر» ترجمة خليل مطران، و«نعيم بن حازم» تأليف عبد الحليم دلاور.٤٥
fig55
غلاف مسرحية «فتح الأندلس».

ومسرحية «فتح الأندلس» أو «طارق بن زياد» تأليف الشاعر التركي عبد الحق حامد بك، وتعريف فتحي عزمي، تدور أحداثها حول الحادثة التاريخية المشهورة، عندما قام طارق بن زياد بفتح الأندلس بأمرٍ من موسى بن نصير أيام خلافة الوليد بن عبد الملك، وذلك من خلال قصص عاطفية، أهمها قصة حب طارق لزهراء ابنة موسى بن نصير. فعندما تولى طارق مهمة فتح الأندلس طلب من موسى أن يزوِّجه بابنته زهراء، فوافق موسى بشرط أن يكون المَهْر رأس رودريق ملك الإسبان. وبناءً عَلَى هذا الشرط ذهب طارق لفتح الأندلس، وبالفعل هزم الأعداء وحصل عَلَى رأس رودريق وأرسلها لموسى. ولكن فتوحات طارق لبقية المدن الأندلسية دون أخذ الإذن بفتحها، وحب الجند والشعب الأندلسي لسماحته وبطولته، جعل موسى يحقد عليه ويحسده. وأمام هذه المشاعر أمر موسى بوضع طارق في السجن، وبعد فترة حاسب موسى نفسَه واعترف بخطئه فأفرج عن طارق وزوَّجه من ابنته زهراء.

fig56
غلاف بروجرام مسرحيتي «القضاء والقدر» و«نعيم بن حازم».
وقد اختتمت الفرقة موسمها هذا بتمثيل عدة مسرحيات ببرنتانيا، كان آخرها مسرحية «القضية المشهورة» يوم ٧ / ٥ / ١٩١٤،٤٦ بعدها سافرت في رحلة صيفية فنية إلى الشام.

موسم ١٩١٤-١٩١٥

عادت فرقة عبد الله عكاشة من رحلتها الصيفية إلى الشام أثناء الحرب العالمية الأولى، في منتصف أغسطس ١٩١٤،٤٧ وبدأت موسمها بمسرح حديقة الأزبكية أيام عيد الفطر. وعن هذا الأمر قالت جريدة «المؤيد» في ١٩ / ٨ / ١٩١٤:

نزفُّ إلى عُشَّاق التمثيل الراقي ومحبِّي الطرب أحسن بشرى تسر خواطرهم وتقر نواظرهم، ألا وهي أن جوق عبد الله عكاشة وإخوته قد عزم عَلَى تمثيل ثلاث روايات من أحسن وأجمل رواياته الأدبية، في تياترو حديقة الأزبكية، لمناسبة أيام عيد الفطر المبارك. حيث يقدم في الليلة الأولى رواية «طارق بن زياد»، وفي الثانية رواية «الكابورال سيمون»، وفي الثالثة رواية «هملت» الشهيرة. ويتخلل التمثيل مونولوجات جديدة ينشدها عبد الله عكاشة وإخوته زكي وعبد الحميد، مما يعهده فيهم الجمهور من رخامة الصوت وحسن الإنشاد. فضلًا عن مناظر الصور المتحركة الجميلة «سينماتوغراف». وتُطلب التذاكر من الآن من دار التمثيل العربي، وفي أيام التمثيل من الباب الغربي لحديقة الأزبكية.

وعلى مسرح حديقة الأزبكية أعادت الفرقة تمثيل بعض المسرحيات، منها: «عظة الملوك»، «ماري تيودور»، «شهداء الغرام»، «القضاء والقدر».٤٨ كما عرضت مسرحيتين جديدتين في سبتمبر ١٩١٤، هما: «بائعة الخبز» ترجمة إلياس فياض، و«منقذ اليتامى» تأليف عبد الحليم دلاور.٤٩ ثمَّ تركت الفرقة مسرح الحديقة وانتقلت إلى مسرح برنتانيا طوال شهر أكتوبر، تمهيدًا لافتتاح مسرحها الجديد. وعلى مسرح برنتانيا قدَّمت الفرقة عدة مسرحيات، منها: «بائعة الخبز»، «القضية المشهورة»، «اليتيمتين»، «البريئة المتهمة»، «سارقة الأطفال».٥٠ وفي أكتوبر أيضًا قدَّمت الفرقة مسرحية «بائعة الخبز» لصالح نقابة عمال الصنائع اليدوية بالإسكندرية مساعدةً للعمال العاطلين.٥١
وبعد طول انتظار تم افتتاح مسرح دار التمثيل العربي الجديد كمقر جديد لفرقة عكاشة، فكان افتتاح خير عَلَى الفرقة، حيث قدَّمت أقوى موسم لها حتى الآن. وعن هذا الافتتاح قالت جريدة «مصر» في ٢٨ / ١٠ / ١٩١٤:

سيحتفل في الساعة التاسعة من مساء اليوم بافتتاح دار التمثيل العربي الجديد، لأصحابه حضرات الأفاضل آل عكاشة، الكائن أمام الباب البحري لحديقة الأزبكية، باحتفال حافل، بعد تشييده مثل المراسح الأوروبية، من حيث الترتيب والزخرفة، وقد أعدُّوا له مناظر وملابس جديدة من الخارج. ولا يسعنا في هذا المقام إلا الثناء عَلَى حضراتهم. وسيُمثِّل في حفلة اليوم فصل واحد من إحدى روايات الجوقة الأدبية، وبعض قصائد يُلقيها بعض الخطباء، وقصائد ينشدها أفاضل الشعراء. ولا شك أن هذه الحفلة التي يفتح بها هذا الجوق ستكون بالغة منتهى الأبهة والجمال. ولا يفوتنا الثناء عَلَى حضرة الفاضل محمد عبد الغني، صاحب اليد البيضاء في تقدُّم هذا الجوق، فهو يقابل الزائرين بما جُبِل عليه من كرم الأخلاق وحسن الذوق، فنتمنَّى لهذا الجوق النجاح.

وعلى هذا المسرح قدَّمت الفرقة طوال هذا الموسم مجموعة كبيرة من المسرحيات القديمة والجديدة في حفلاتها النهارية والليلية، ومن المسرحيات القديمة: «عائدة»، «بائعة الخبز»، «اليتيمتين»، «صلاح الدين الأيوبي»، «عظة الملوك»، «اللص الشريف»، «البرج الهائل»، «عواطف البنين»، «القضاء والقدر»، «ماري تيودور»، «تسبا»، «ضحية الغواية»، «هملت»، «مغائر الجن»، «سارقة الأطفال»، «البريئة المتهمة»، «تليماك»، «غانية الأندلس»، «شهداء الغرام»، «القضية المشهورة».٥٢
أمَّا المسرحيات الجديدة التي قدمتْها الفرقة، فهي: «شهادة الميت»، «لأجل الشرف» أو «هكذا عدل الناس» تعريب إلياس فياض، «نجلاء العين»، «عفيرة» تأليف عبد الحليم دلاور، «بريد ليون» أو «عبرة القضاء» تعريب محمود صادق حسن، «الحب والحيلة» تأليف حافظ نجيب، «أورلنده ملكة بولونيا» تأليف كاتول مانديس وتعريب حسن ثابت،٥٣ «جناية الملكة»، «السلطان صلاح الدين ومملكة أورشليم» تأليف فرح أنطون، «النساء العالمات» لمحمد عثمان جلال، «ورقة الآس» تأليف الشاعر أحمد شوقي، «بنات الشوارع» تأليف فرح أنطون، «أبو الحسن المغفل» لمارون النقاش.٥٤

وكأمثلة لموضوعات هذه المسرحية نجد مسرحية «عفيرة» تدور أحداثها حول الأشعث بن الضحاك، الذي أحب غادرة زوجة صديقه، فرُزِق منها عفيرة، وكانت ذات جمال ودلال، فأحبَّها نحيح بن معن أخوها من أمها، عَلَى غير علم منه بذلك. فحالت غادرة بين الحبيبين مخافة الارتباط المحرَّم، فأرغمت عفيرة عَلَى الرحيل، ففارقت الأم والأخ والحبيب وتزوجت بشرزق، الذي قَتَل سليمًا أخا نحيح وعفيرة من الأم أيضًا، الذي الْتَجَأ إلى خباء نحيح طالبًا الغوث والنجدة من طالبي ثأر سليم، فأمَّنه نحيح عَلَى حياته، من غير أن يعلم بما جنتْه يد شرزق، ومن غير أن يعلم أنه ساحق فؤاده، ومزاحمه في عشيقته عفيرة، فما علم نحيح بالأمر الأول لم يَشَأْ أن يَغدِر في أمانه، ولا أن يخلَّ بشرف العهود طالبًا لثأر أخيه، ولما علم بالأمر الثاني وهو في خلوة مع عفيرة التي جاءت تشكره لحمايته بَعْلَها من الثائرين ضدَّه، صار يضمُّها إلى صدره مرة بعد الأخرى وشرزق يناديها من الخارج. فلما جاءت لتودِّعه الوداع الأخير أراد الانتقام لأخيه ومن أجلها، غير أن عفيرة ذكَّرتْه بما وعد من الأمان، فعصى الحبَّ وأطاع الشرف. ثمَّ اجتمع نحيح بعفيرة ثانية، فأخذ يُداعِبها كالمرة الأولى. وفيما هو كذلك فاجأهما شرزق، فثارتْ عنده ثائرة الغضب لهذا المنظر المؤلِم، فطالب نحيحًا بالقتال ليغسل عاره، فجاءت غادرة وحالت بينهما ومنعتْهما عن المبارزة، فسألها نحيح عن السبب، فأخبرتْه بحقيقة الأمر، فقتلها جزاء خيانتها، ثمَّ قتل الأشعث بن الضحاك لخيانته، ثمَّ وأد عفيرة.

أمَّا مسرحية «أورلنده ملكة بولونيا» فتدور أحداثها حول مؤامرة من رهبان مملكة بولونيا بمساعدة جورجيو، للتخلص من الملكة أورلنده، بسبب فجورها وعلاقاتها الغرامية. وكان الهدف الأساسي من قتل الملكة اعتلاء زوجها جورجيو العرش؛ حيث إنه من أنصار الرهبان، ويتم اختيار الراهب الشاب دانيلو للقيام بمهمة اغتيال الملكة يوم السادس من أبريل. ونعلم أن دانيلو دخل الدير لأنه كان متسوِّلًا هو وأخوه، وأثناء نومهما في الطريق مرت امرأة وأخذتْ أخاه. وعندما يحضر دانيلو أمام الرهبان، ويعلم أنه سيقتل امرأة يرفض المهمة؛ لأنه يعشق امرأة، ومن أجلها يرفض إيذاء أية امرأة أخرى. فلم يجد كبير الرهبان إلا أن يُخبِره بأن المرأة المراد قتْلُها هي المرأة التي أخذتْ أخاه وقتلتْه، وأمام هذه الحقيقة يقبل دانيلو المهمة. وتنتقل الأحداث إلى قصر الملكة أورلنده، حيث نراها تتنكر في شكل خادمة، وتذهب ليلًا لمقابلة حبيبها في حديقة القصر، ونُفَاجَأ بأن حبيبها هذا ما هو إلا دانيلو، وبعد لقاء غرامي تطلب أورلنده من دانيلو أن يذهبا إلى كوخ بعيد عن القصر.

fig57
غلاف مخطوطة مسرحية «أورلنده ملكة بولونيا».

وفي هذا الكوخ يعيش الحبيبان ليلة كاملة، وفي الصباح تحضر إحدى الجاريات وتُخبِر الملكة بأن امرأة تريدها في أمر مُهِمٍّ، وتقابل الملكة المرأة وتعلم أنها فتاة إحدى الحانات، ساقتْها الظروف لأن تسمع مؤامرة تُدبَّر ضدَّ الملكة من قِبل زوجها وبعض الرهبان، وأنها ستُقتل غدًا بِيَدِ شابٍّ من الرهبان. وفي أثناء حديثهما يتقلَّب دانيلو أثناء نومه، فتراه المرأة وتصرخ للملكة بأن هذا الشاب النائم هو الشاب الذي سيقتلها غدًا. وفي الغد تقوم الملكة بتسهيل الأمور حتى يستطيع دانيلو أن ينفِّذ خطته، وعندما يهم بطعنها وهي تتصنَّع النوم يكتشف أنها حبيبته، فيتراجع عن القتْل أول مرة، وعندما يتذكَّر أخاه ومقتله عَلَى يد هذه المرأة يحاول طعنها مرة أخرى، ولكنها تستيقظ وتواجهه وتُقسِم له أن أخاه ما زال حيًّا، وهو زوجها الآن جورجيو، وأمام هذه الحقيقة يتراجَع عن قتْلها. ولكن جورجيو وبقية الرهبان يحضرون في هذه اللحظة، ويتهمون الملكة بجريمة الخيانة الزوجية مع دانيلو، ويأمرون بقتْلها مع عشيقها بضربة واحدة، ومن ثمَّ تنتهي المسرحية.

fig58
الصفحة الأولى من مخطوطة مسرحية «أورلنده ملكة بولونيا».
أمَّا مسرحية «السلطان صلاح الدين ومملكة أورشليم» لفرح أنطون،٥٥ فتدور أحداثها حول انتصارات صلاح الدين، وحقد ملوك أوروبا عليه، ومحاولة التخلص منه عن طريق المؤامرات، أملًا منهم في الاستيلاء عَلَى القدس. فنجد الأميرة ماريا — أخت رنولد دي شاتيليون أمير الكرك والشوبك — تتنكَّر في زي صبي مملوك، وتدخل قصر السلطان صلاح الدين عَلَى أنها هدية من أحد الملوك. وفي هذا القصر تقوم ببعض الفتن دون جدوى، وفي النهاية ينكشف أمرها فيعفو عنها السلطان، إلا أنها كانت عازمة عَلَى الانتقام؛ لأن صلاح الدين قتل أخاها الأمير بسبب إهانته للإسلام؛ لذلك نجدها تتفق تارة مع القائد المملوك أياز عَلَى الزواج منه إذا قتل السلطان، ثمَّ تتفق تارة أخرى مع مجد الدين ابن السلطان عَلَى هذا الأمر أيضًا، ولكنها في كل مرة تفشل. ومن جانب آخر نجد الأمير الأوروبي برنار يتنكر في زي أحد النساك، ويطلق عَلَى نفسه اسم برنت، وبهذه الحيلة يستطيع أيضًا أن يدخل قصر السلطان، وينجح في تأليب جنود السلطان عَلَى ملوك أوروبا، ومن ناحية أخرى يثير ملوك أوروبا ضدَّ السلطان صلاح الدين، وذلك من أجل نقض الهدنة بين الطرفين. وبعد أحداث كثيرة، منها خطف الأميرة أخت السلطان ومن ثمَّ الإفراج عنها، ينجح السلطان في هزيمة الأعداء في موقعة حطين، وتنتهي المسرحية بخبر موت سلطان بربروسا أمل الأوروبيين في النصر، مع نجاة السلطان صلاح الدين من محاولة ماريا لقتله بالخنجر.
fig59
غلاف نص مسرحية «السلطان صلاح الدين ومملكة أورشليم».

أمَّا مسرحية «ورقة الآس» لأحمد شوقي — وهي في الأصل قصة — فتدور أحداثها حول حب النضيرة ابنة ملك العرب لسابور قائد الفرس وعدو وطنها، وبدافع هذا الحب تساعد النضيرة القائد سابور في الاستيلاء عَلَى مدينة أبيها، وكانت مكافأتها الزواج من سابور. ولكن الأحداث بين الزوجين تتغيَّر، مما يجعل النضيرة تنقلب عَلَى زوجها، وتنكشف خيانتها لوالدها وللعرب. وبعد أحداث كثيرة يتم الصلح بين ملك العرب وبين القائد سابور، وتنتهي المسرحية بمقتل النضيرة جزاء خيانتها.

وإذا عدنا إلى فرقة عكاشة مرة أخرى سنلاحظ أنها لم تتقيد بمسرح دار التمثيل العربي بصورة مطلقة في هذا الموسم، بل كانت تعرض أيضًا بعض المسرحيات القليلة عَلَى مسرح حديقة الأزبكية ومسرح كازينو حلوان، منها: «مغائر الجن»، «البريئة المتهمة»، «البرج الهائل».٥٦ هذا بالإضافة إلى العروض الخاصة بالجمعيات والأندية الأدبية، مثل مسرحية «البريئة المتهمة»، لصالح نادي موظفي الحكومة بالقاهرة — مقر جمعية أنصار التمثيل — في ديسمبر ١٩١٤، ومسرحية «القضية المشهورة» للنادي نفسه في يناير ١٩١٥، ومسرحية «هملت» لصالح جمعية التقدم للعميان بالإسكندرية في مارس ١٩١٥.٥٧ كما خصصت الفرقة إيراد بعض حفلاتها لصالح أسرى وجرحى الجيش العثماني.٥٨

وبجانب هذه العروض كانت الفرقة تقدِّم الفصول المضحكة من محمد كمال المصري (شرفنطح)، وفوزي الجزايرلي، والمقطوعات الغنائية من توحيدة والسيدة اللاوندية وزكي مراد، والقِطَع الموسيقية من سامي الشوا وعبد الحميد علي، هذا بالإضافة إلى ألعاب التنويم المغناطيسي. وفي هذا الموسم ظهر بعض الممثلين ضمن أفراد الفرقة، ومنهم: حافظ نجيب، محمد يوسف، حسين حسني، ماري إبراهيم، لبيبة فارس.

وعلى الرغم من أن الفرقة عرضت مجموعة كبيرة من المسرحيات الجديدة، التي لاقت استحسان البعض، إلا أن مسرحية «عفيرة» لعبد الحليم دلاور لاقتْ هجومًا من أحد المغرَمين بالتمثيل، فكتب كلمة نشرتْها جريدة «الأفكار» في ١٩ / ١ / ١٩١٥، جاء فيها:

… رأينا فيها عيوبًا فاضحةً ألجأنا الحق إلى إظهارها، وقع المؤلِّف والممثِّلون في غلطات وَصَمَتِ العربَ، وخَالَفَتْ عوائدهم. وغريب جدًّا ألَّا يختار المؤلف مما اشتُهر به العرب، كما يشهد التاريخ، إلا الحب والغرام، وليتَه كان عُذْريًّا بل حبٌّ أدَّى إلى الزنى وسفك الدماء … ومن ذلك يظهر جليًّا أن الرواية لم تمثِّل العرب، إلا في الحب والخيانة ووأد البنات أحياء. فهل ضاق أمام المؤلف أمثال شجاعتهم النادرة، وكرمهم الجم، وقوة إرادتهم، وشدة ذكائهم، وغيرها من الأمثال التي وسَّعَتْ نطاقَ مُلْكهم، فجعله يمتدُّ من الهند والصين إلى حدود فرنسا شرقًا. وكان بودِّي أن أبيِّن الانتقادات واحدة بعد الأخرى، غير أنها لكثرته الخاصة بالرواية لا أرى إلا أن المؤلِّف إما أن يُصلِح موضوعها وإما أن يجعلها في سلة المهملات. أمَّا انتقاداتي بخصوص الممثلين، فإني أبسُطُها ليتلافَوْها؛ إذ جلُّ أمانينا أن يسيروا إلى الأمام خطوات واسعة، فأقول إن أبا صخري كان لكِبَر سِنِّه البالِغ عَلَى ما قدَّره بعض الظرفاء لطول ذقنه تسعين سنة عَلَى الأقلِّ، كان يمشي مشية الرجولية دون أي انحناء ولو قليلًا، مع أنه يمسك عكَّازًا في يده ما كان إلا ليتوكَّأ عليه، وكان يتكلم بصوت الشباب، وأؤكِّد أن ممثل هذا الدور هو حسين حسني لولا هذه الدقائق لنال استحسانًا عظيمًا، كما نال محمود حبيب ممثل دَوْر الأشعث بن الضحاك. أم شرزق وهو زكي عكاشة، فنأمل منه مراعاةً لذوق التمثيل أن يخلع خاتمه الألماس مرة أخرى إذا مثَّل عربيًّا في «عفيرة» و«القضاء والقدر». أمَّا بقية الممثلين فكانوا لابسين أحذيتهم العادية، وهذا ما لم تعهده العرب، فنرجوهم مراعاة ذلك حتى لا ينتقدهم منتقد. وإذ ذكرنا الممثلين فلا ننسى ممثلة دور عفيرة، فإنها لم تَلحَظ ذوقَ نساء العرب في ملابسهن وكلامهن وحركاتهن؛ إذ كانت مرتدية ثيابًا تبيِّن زنديها، وكانت جامدة في حركاتها، وصوتها فكان خافتًا جدًّا، بخلاف الست مريم سماط التي ألبستْ دَوْر غادرة لبوسًا جليلًا، فأعجب بها الجميع أيما إعجاب، وبرهنت حقيقةً عَلَى أنها الأولى بين زميلاتها.

ومن أهم الأحداث الخاصة بفرقة عكاشة في هذا الموسم الصراع مع فرقة جورج أبيض حول مسرحية «صلاح الدين وفتوحاته» تأليف فرح أنطون. وتتلخص القضية في أن فرح أنطون تعاقد مع جورج أبيض بخصوص هذه المسرحية في أبريل ١٩١٤، مقابل أقساط مالية محددة، وتمثيل ليلة خاصة للمؤلِّف. ولكن الأقساط لم تُدفع بكاملها، ولم تُمثِّل الفرقة الليلة الخاصة بالمؤلف، ولم تمثِّل المسرحية عَلَى الإطلاق. وعندما طالب فرح أنطون بحقه أبلغه جورج أبيض بأنه باع المسرحية لمتعهِّد إيطالي لمدة سنتين، وعليه مطالبة المتعهد بباقي الأقساط.

وفي مارس ١٩١٥ باع فرح أنطون المسرحية نفسَها لفرقة عكاشة، التي أعلنَتْ عن تمثيلها بدار التمثيل العربي يوم ١٦ / ٣ / ١٩١٥، وقبل العرض اقتحم محضر المحكمة المختلطة ومأمور قسم الأزبكية المسرح؛ لينفِّذا حكم قاضي الأمور المستعجلة بالحصول عَلَى جميع نسخ المسرحية من المخرج والممثلين والملقن؛ للحفاظ عَلَى حق المتعهد الإيطالي. فخرج المؤلف إلى الجمهور وشرح لهم الأمر، وأعلن أن المسرحية ستمثَّل اليوم. وبالفعل قام الممثِّلون بالتمثيل دون نُسَخ ودون ملقِّن، معتمدين عَلَى الذاكرة والتدريبات السابقة.

وفي يوم ١٨ / ٣ / ١٩١٥ أعلنت فرقة جورج أبيض تمثيل المسرحية بالأوبرا مساءً فقامت فرقة عكاشة بتمثيلها في نفس اليوم نهارًا وخفَّضتِ الأسعار انتقامًا من فرقة أبيض. وفي المساء وأثناء تمثيل فرقة أبيض للمسرحية بالأوبرا استصدر فرح أنطون من قاضي محكمة عابدين حكمًا بالحجز عَلَى إيراد الليلة ليستكمل أقساطه المتأخِّرة، وبالفعل حدث ذلك. واستمر الصراع حول هذه المسرحية فترة طويلة حتى صرَّحت نظارة الداخلية بتمثيلها، فعرضتْها فرقة عكاشة بدار التمثيل العربي يوم ٢٢ / ٤ / ١٩١٥.٥٩

موسم ١٩١٥-١٩١٦

اشتدت الحرب العالمية الأولى، وظهرتْ نتائجها عَلَى الفن المسرحي. ففرقة عكاشة أنْهَتْ موسمَها الماضي قبل موعده، وبدأتْ موسمها الحالي بصورة متأخِّرة، ولم تستطع أن تُسافِر إلى الشام كعادتها كل صيف. وقد بدأتِ الفرقة هذا الموسم يوم ٣ / ١٠ / ١٩١٥ بتمثيل مسرحية «الشيخ متلوف» بدار التمثيل العربي،٦٠ ثمَّ مثَّلت مسرحيات: «القضية المشهورة»، «عائدة»، «تسبا»، «بائعة الخبز»، أيام ٢٠–٢٣ أكتوبر بمناسبة العيد، مع تقديم الموسيقى الوترية والفصول المضحكة من محمد ناجي.٦١
ومع مرور الوقت قلَّ إقبال الجمهور عَلَى عروض فرقة عكاشة، التي فكَّرت في إيجاد وسيلة لجذبه مرة أخرى بالرغم من ظروف الحرب، فوجدت ضالَّتها في العروض الفودفيلية، التي بدأت تجذب الجماهير، وأصبحت حديث الصحافة سواء بالمدح أو بالقدح. ومن أهم الفِرَق التي كانت تقدِّم هذه العروض جوق الكوميدي العربي لعزيز عيد، وكان هذا الجوق تألَّف في مايو ١٩١٥، وقدَّم عروضه ببرنتانيا وبمسرح الشانزليزيه بالفجالة. فقامت فرقة عكاشة بضم أفراده إليها تحت اسم «جوق عبد الله عكاشة»، وكانت الفرقتان تقدِّمان عروضهما في دار التمثيل العربي بالتناوب وبصورة شبه مستقلة ابتداءً من أوائل نوفمبر ١٩١٥ وحتى أبريل ١٩١٦. وهذه العروض تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
  • الأول: عروض قديمة أعادت فرقة عكاشة عرضها، وشارك في تمثيلها عزيز عيد، ومنها: «عبرة الإبكار»، «اليتيمتين»،٦٢ «الكابورال سيمون»، «عائدة»، «العواطف الشريفة»، «تسبا»، «غانية الأندلس»، «القضية المشهورة»، «عواطف البنين» أو «الزوجة الطريدة»، «ابنة حارس الصيد»، «تليماك»، «خليفة الصياد»، «القضاء والقدر»، «صدق الإخاء»، «عظة الملوك»، «عائدة»، «طارق بن زياد»، «البريئة المتهمة»، «شهداء الغرام»، «هملت»، «صلاح الدين الأيوبي»، «عبرة القضاء».٦٣
  • الثاني: عروض جديدة قدَّمتها فرقة عكاشة ولم يمثِّلها جوق الكوميدي من قبلُ، وشارك فيها أيضًا عزيز عيد، ومنها: «الطواف حول الأرض»، «حادثة جرنجوار مع الملك لويس الحادي عشر» ترجمة عزيز عيد، «اليد السوداء» تعريف محمد توفيق، «الفرسان الثلاثة» تأليف إسكندر ديماس وتعريب ميخائيل بشارة، «الميت الحي» لمحمد لبيب أبي السعود، «مصرع الزباء» تأليف محمد عبد المطلب،٦٤ «زفاف النوتي».٦٥
  • الثالث: عروض فودفيلية، خاصة بجوق الكوميدي العربي، وقدَّمتْها فرقة عكاشة، ومنها: «خلي بالك من أميلي» تأليف جورج فيدو تعريب أمين صدقي، «الزوج ذو الوجهين»، «المدموازيل جوزيت مراتي»، «الابن الخارق للطبيعة»، «عندك حاجة تبلغ عنها»، «حماتان عَلَى رجل واحد» أو «مباغتات الطلاق»، «يا ستي ماتمشيش كده عريانة»، «القرية الحمراء» تعريب أمين صدقي.٦٦
وكمثال لموضوعات المسرحيات الجديدة لفرقة عكاشة في هذا الموسم نجد مسرحية «الميت الحي»، تأليف محمد لبيب أبي السعود أمين الكُتُبخانة الخديوية، تدور أحداثها حول الشيطان، وكيف يُزيِّن الشهوات للناس وذلك من خلال وسوسته لإحدى السيدات التي تُحاوِل إيقاع طبيب مستقيم في حبائلها، فقامتْ بادِّعاء المرض ومن ثمَّ أرسلتْ له خادمتها، وعندما حضر حاولتْ أن تستميله باسم الحب، ولكنه قاوم. وقبل انصرافه طلبت منه أن يحضر إلى حفلة ستقيمها في منزلها، وبعد يومين نجد الطبيب مريضًا في منزله حيث دبَّ الحب في قلبه، وأصبح لا يقوى عَلَى العمل من شدة تفكيره في هذه السيدة، وازدادت عاطفته حتى مات. وعندما دُفِن جاءه الشيطان واتفق معه أن يُعِيده إلى الحياة ليَعِيش حبَّه من جديد مع هذه المرأة، بشرط إذا نفخ في بوق معين ثلاث مرات، لا بُد له أن يعود إلى قبره مرة أخرى، فيوافق الطبيب وتعود إليه الحياة. ويذهب الشيطان مع الطبيب إلى إحدى الحانات، وفيها نجد الشيطان يوسوس للحاضرين، فهو في هذا الركن يوسوس للمقامرين، فيقتل أحدُهما الآخَرَ، ثمَّ يوسوس لضابط الشرطة فيأخذ الضابط رشوة مقابل ترك القاتل … إلخ هذه الأفعال. وفي النهاية يذهب الطبيب إلى حفلة السيدة ويتبادل معها لذة الحب والغرام، وفي أثناء ذلك يسمع نفخات البوق الثلاث، فيعلم أن مُتَعَ وشهوات الحياة ما هي إلا لحظات قصيرة، وفي النهاية يُلبِّي النداء ويعود إلى قبره. وتنتهي المسرحية.٦٧
fig60
غلاف مسرحية «الميت الحي».
أمَّا عروض الفرقة الخاصة بالجمعيات في هذا الموسم، فتمثَّلت في عرضين؛ الأول: مسرحية «القضاء والقدر» لصالح الجمعية السورية المصرية للروم الأرتوذكس بالأوبرا، في مارس ١٩١٦، وقد غنَّتْ في هذه الليلة المطربة توحيدة، وعزف الموسيقى سامي الشوا، وقد حضر التمثيل صادق وهبة مندوب السلطان، والأمير إسماعيل داود صهر السلطان، والمستر لورنس قنصل فرنسا. أمَّا العرض الآخَر فكان مسرحية «غانية الأندلس» لصالح جمعية التوفيق الخيرية القبطية، بمسرح الحمراء بالإسكندرية، في أبريل ١٩١٦.٦٨ وبالإسكندرية أيضًا قدَّمتِ الفرقة عدة مسرحيات بتياترو الهمبرا، في أبريل ١٩١٦، منها: «القرية الحمراء»، «يا ستي ما تمشيش كده عريانة»، «الشاعر جرنجوار».٦٩

وقد ظهر في هذا الموسم بصورة لافتة للنظر بعض الممثلين، سواء من جوق الكوميدي العربي أو من فرقة عكاشة. فمِن ممثلي الجوق الكوميدي ظهر: نجيب الريحاني، محمد يوسف، محمد بهجت، أمين عطا الله، روز اليوسف. ومن فرقة عكاشة ظهرت: نهوى حسني، مريم سماط، عمر وصفي.

وإذا كان الموسم الماضي مرَّ عَلَى فرقة عكاشة كأفضل موسم لها حتى الآن، فإن هذا الموسم جاء عَلَى النقيض تمامًا! وذلك بسبب وجود عزيز عيد وأفراد جوقته ضمن فرقة عكاشة، فعزيز عيد كان يشارك في تمثيل وإخراج مسرحيات عكاشة التاريخية والتراجيدية الغنائية، بأسلوبه الكوميدي والفودفيلي! مما جعل الكاتب عبد الحليم دلاور ينتقده بشدة في إحدى مقالاته، عن مسرحية «الفرسان الثلاثة»، بجريدة «المنبر» في ٩ / ٣ / ١٩١٦، قائلًا فيها:
… لقد بولغ في الإعلانات عن مأساة «الفرسان الثلاثة»، ونُوِّه بذِكْرها إلى حدٍّ جعل أهل المعرفة من أرباب التمثيل يعتقدون الاعتقاد الثابت بأن الإقبال عليها سيكون عظيمًا، وفاتهم أن الصديق عزيز عيد قد كاد لهم كيدًا كبيرًا، ومكر بهم مكرًا، فإنه وضع اسمه المفخم «الأستاذ معلم التمثيل!» إزاء اسم البطل «دارتانيان»، فظن عشاق التمثيل المقبلون عليه أن الرواية ستُمثَّل في صورة مضحكة … فلم يُقبِلوا عليها. أمَّا الذين شهدوا تمثيلها وهم القليل،٧٠ فقد خرجوا ساخطين لاغين يتساءلون، إذا كان الممثلون قد أرادوا جدًّا في هزل، أم هزلًا في جد؟ عَلَى أننا إن استحسنا من الصديق عزيز عيد دأبه عَلَى قبر هذه المآسي الساذجة، فقد لا نوافقه عَلَى متابعة لحد كل المآسي التي تصادفه. بل أننا نستنكر عليه تمثيل «لاندري» في رواية «ابنة حارس الصيد». فقد كان فيه مسخة هزءة، عَلَى أنه أب وقور خليق بالاحترام والاعتبار … وما فعله الصديق عزيز عيد في هذه المأساة جرَّأَه عَلَى فِعْل مثلِه في رواية «الطواف حول الأرض».
fig61
عزيز عيد.

أمَّا المشكلة الكبرى التي تعرَّضت لها فرقة عكاشة في هذا الموسم، فتمثَّلت في تمثيل المسرحيات الفودفيلية، الخاصة بجوق عزيز عيد، باسم فرقة عكاشة، وعرضها بدار التمثيل العربي. وعلى الرغم من تمثيل هذه المسرحيات، من قِبَل فرقة عزيز عيد عام ١٩٠٧، إلا أنها لم تُهاجَم وقتَها، بمثل ما هوجمت به في هذا الموسم. وترتب عَلَى ذلك قضية رأي عام، شاركت فيها معظم الجرائد المصرية، بمجموعة كبيرة من المقالات، بصورة يومية لمدة شهرين، وبالأخص في جريدتي «المنبر» و«الوطن» حيث تحوَّلت القضية فيهما إلى معارك فنية وأدبية.

fig62
روز اليوسف.
فجريدة «المنبر» خصَّصت صفحة لتلقِّي المقالات والرد عليها تحت عنوان «الباب المطلق». وقد بدأت في نشر مقالاتها حول الفودفيل يوم ١٤ / ٢ / ١٩١٦، وظلت تنشر الردود بصورة شبه يومية حتى توقفت في ١٠ / ٣ / ١٩١٦. وبدأت المعركة عندما نشرت الجريدة خطابًا بتوقيع «آنسة متفرِّجة» تحت عنوان «التمثيل مفسدة الأخلاق». وفي هذا الخطاب أبانتِ الآنسة أنها شاهدتْ مسرحية «يا ستي ماتمشيش كده عريانة»، فلاحظتْ أن بطلة المسرحية الممثلة روز اليوسف تَظهَر عَلَى المسرح بملابس البحر «المايوه»، وأن موضوع المسرحية يشرح كيف تكون الدعارة وكيف السبيل إليها، ومِن ثمَّ فهي تناشد عبد الله عكاشة بأن يمنع هذا النوع من المسرحيات، وأن يحذو حذو أستاذه الشيخ سلامة حجازي عندما منع عزيز عيد من أن يمثِّل إحدى مسرحياته الفودفيلية عَلَى مسرحه، وألْقَى بإعلاناتها إلى الأرض، وأغلق المسرح في وجه هذا النوع من المسرحيات المُخِلَّة بالآداب.٧١
وفي ١٩ / ٢ / ١٩١٦ نشرت الجريدة مقالة أخرى بتوقيع «بهلول»، وفيها عضَّد الكاتب ما كتبتْه الآنسة موضِّحًا بعض الأمور المهمة التي كانت خافية عن القراء، قائلًا:

… إن بعض دور الصور المتحركة (السينما) كانت تحظر في بعض الحفلات عَلَى السيدات والآنسات شهود بعض المناظر، هكذا يفعلون في دور الصور المتحركة، ولكن في دار التمثيل العربي لإخوان عكاشة تُمثَّل أمامنا مناظر الفضائح مجسَّمة ناطقة بخلاعة مستنكَرة. وقد يلتمس بعض العارفين لعبد الله عكاشة عذرًا له في تمثيل هذه الفضائح في داره؛ إذ يقولون إن الحظ العاثر قد أدركه، والأزمة أخذتْ بخناقه، حتى إنه في تمثيل لياليه العادية إنما يتفرج هو وممثلوه وموزِّعو إعلاناته عَلَى التمثيل، يضم إليهم نفر، لا يكادون يُعدُّون عَلَى أصابع اليدين والرجلين. وبهذه الوسيلة تدركه الخسارة، حتى إن دخْل ليلته لا يوازي قيمة طبع الإعلانات التي يلصقها أو يوزعها. ويقولون إن بعض أصدقائه زيَّن له انضمام جوقة الكوميدي إليه، تحايلًا عَلَى العيش والكسب، ولكن الحياة الفاضلة تدعو إلى القناعة بالقليل من الكسب مع الشرف والفضيلة، دون الكثير مع الفضائح والعار والرذيلة. وعندي أنه لأسلم له والخير أبقى أن ينقطع إلى عقر داره، لا أن يكون عونًا ونصيرًا لتفشِّي وباء هذه الرذيلة الجانية.

وفي ٢١ / ٢ / ١٩١٦ نشرت الجريدة أول مقالة تُناصِر الفودفيل، وتُهاجِم خطاب الآنسة المتفرِّجة، بتوقيع محمود خيرت المحامي. فقامت الآنسة بكتابة مقالين كردٍّ عليه في ٢٣ و٢٤ فبراير تحت عنوان «نَعَم، الفودفيل مفسدة الأخلاق»، أتتْ فيهما ببعض الأقوال المنطقية، مثل قولها: «مسرحيات «خلي بالك من أميلي»، و«يا ستي ما تمشيش كده عريانة»، و«عندك حاجة تبلغ عنها»، و«ليلة الزفاف» فيها من المشاهد المخزية الظاهرة ما تتحرَّج له الصدور الكريمة، ومن الألفاظ الفاحشة والمشاهد الشائنة ما لا يسوغ أي ذوق مهما بلغ من الجمود. بل كيف يجوز في نظر حضرته ولو لأحوال خاصة أن يُمثَّل السرير بمَن فيه بالمرسح، وأن تُلقَى عَلَى الأسماع ألفاظ لو سمعها المارُّ في الطريق من السوقة أو الرعاع للَعَنَ قائليها ألف مرة ومرة.»

وفي ٢٥ فبراير نشرت الجريدة مقالة لمحمد طاهر المخزنجي، حذَّر فيها الناس من المسرحيات الفودفيلية، وحثَّهم عَلَى مشاهدة التمثيل الراقي. وفي اليوم التالي كتب عبد الحليم دلاور مقالة في الموضوع تحت عنوان «ما هو الفودفيل؟ وهل هو مفيد؟»، قال فيها:

هذا النوع من التمثيل ليس من الأدب في شيء، بل هو شائن له، مُزْرٍ بكل عالق كَلِف به من الأدباء … إن الفودفيل مضيع للفضائل، عابث بالأخلاق، مُكسِب للرذائل. وفي ذلك ما فيه من سوء المَغَبَّة، وقُبْح الغاية، وإفساد وإضلال الأفراد والجماعات … إن القائمين بأمر الفودفيل اليوم … لجئوا إلى شرِّ الروايات، وأقذرها، وأشدِّها خطرًا عَلَى الآداب، أمثال: «عندك حاجة تبلغ عنها»، و«خلي بالك من أميلي»، و«يا ستي ما تمشيش كده عريانة». ففي الأول يتباهى الممثلون بخلع أثوابهم، وتبادلها أمام الجمهور. وفي الثانية يَنعَم عزيز عيد بلذَّة النوم مع ممثلته الأولى في فراش واحد، وفي الثالثة … ولكن ماذا عسى أن أفعل؟ أأدنِّس قلمي بسرد حوادث تلك الموبقات؟ إني لأخجل من ذكرها، وأخشى أن أسبِّب للقارئ انزعاجًا أو اشمئزازًا.

وفي ٢٨ فبراير كتب محمود خيرت المحامي مقالة ثانية دافع فيها عن الفودفيل، وهاجم فيها أقوال الآنسة المتفرجة، فكتب عبد الحليم دلاور في اليوم التالي مقالة، قال فيها:

روايات الفودفيل حاضَّة عَلَى الرذائل المُثِيرة للشهوات … لا يُعنَى بها ناقد، ولا يُعِيرها كاتب أهمية. فإن الناقد يربأ بقلمه أن يدنِّسه بنقد فضائحها، والكاتب يتنزَّه عن أن يخط كلمة في وصفها، وأمَّا ما نقرؤه أحيانًا في مدحها، فإنه مدح مأجور يكتبه فريق من الكُتَّاب والنقاد. ولكن بضاعتهم المزجاة، لا تَرُوج إلا عَلَى نفر من السُّذَّج، وطائفة من الجُهَّال. أمَّا مؤلِّفو الفودفيل أنفسهم، فهم فئة نبذتْهم الإنسانية الكاملة، ولفظتْهم الآداب الفاضلة، لا فرق بينهم وبين أصحاب دُور المَيْسِر … ولو جدَّتِ الحكومات في محاربة الميسر واستئصاله من البلاد … فأخْلَقُ بها أن تكون جادَّة كذلك، في منع تمثيل هذا النوع من التمثيل الشائن الساقط، صيانة للآداب … إن الفودفيل نوع من التمثيل الساقط، وليس من الأدب في شيء. وأنه في حلته العربية العامية، أسمج وأقبح منه في أية حلة سواها. وليفخر عزيز عيد بعد ذلك، بأنه مبتكر فن الفودفيل في مصر … وليفخر مَن يعرِّب الفودفيل، بأنه مُحيِي اللغة العامية عَلَى المسارح … فكلاهما عاملان مجدَّان، عَلَى أعفاء أثر البقية الباقية من أخلاقنا وكرامتنا، اللهم إلا إذا أثارت النخوة في النفوس، وعاونت الحكومة الجمهور، في إيقاف هذا الفساد العاجل.

وفي أول مارس أضاف عبد الحليم دلاور مقالة أخرى، قال فيها تحت عنوان «الفودفيل خطر عَلَى الآداب»:

إذا شهدتَ تمثيل رواية «عندك حاجة تبلغ عنها» شاهدتَ … حثًّا عَلَى الزنا، وحضًّا عَلَى الفحشاء. يُقارِب هذا ما جاء في رواية أخرى من هذا النوع الساقط، من أن الإنسان الذي يريد أن يكون من أهل الكياسة والمعرفة، ملزم بتجريب طبقات ثلاث من النساء، فيتخذ عشيقاته من الخادمات أوَّلًا، ومن المُومِسات ثانيًا، ومن المتزوجات ثالثًا. بأمثال هذه الآراء الفاسدة، والمبادئ الساقطة، تُستثار الشهوات، وتحبَّذ المساوئ، ويُحَضُّ عَلَى المخازي، ويُحَثُّ عَلَى الموبقات. عَلَى أن ما حَوَتْه هذه الرواية من الفضائح، لا يُعَدُّ بجانب ما تحويه رواية «خلي بالك من أميلي» ورواية «يا ستي ما تمشيش كده عريانة»، فإن مؤلِّفهما قد أربَى فيهما عَلَى القحة والفحش. أفبعد هذا لا يُقال بأن الفودفيل خطر عَلَى الآداب؟

وفي يوم ٣ مارس كتب عبد الحليم دلاور مقالة أيضًا، قال فيها تحت عنوان «واجب الحكومة إزاء الفودفيل منعه ومصادرته»:

ننشد معونة الحكومة، وننبِّهها إلى الخطر الداهم، حتى تفلَّ تلك الأيادي العاملة عَلَى تضليل العقول وإفساد النفوس بنشر هذا النوع من التمثيل الساقط … ليس إلا واجب واحد، عَلَى الحكومة إزاء الفودفيل وهو منعه ومصادرته! … وإذا كان المنع من شأنه، إبعاد مضرة عن الجمهور، فأخلق بالحكومة أن تُباعِدنا شرًّا تستطيره هذه الروايات العابثة بالآداب، المفسدة للأخلاق، المُثيرة للشهوات. إن فعلَتِ الحكومة ذلك، ولا نخالُها إلا فاعلة، فقد تطمئنُّ نفوسُنا.

وفي يوم ٦ مارس كتب عَلي ذو الفقار مقالة، قال فيها:

أطلب من أجواق التمثيل عامة، ومن عبد الله أفندي عكاشة وعزيز أفندي عيد خاصة، أن يبطِّلوا تلك الروايات، ويمثِّلوا لنا القصص التاريخية التي تبعث في النفس التمسك بالفضيلة، والتخلِّي عن الرذيلة، وهم عَلَى ذلك قادرون، إن شاءوا، أن يأخذوا بِيَد أمَّتِهم الضعيفة إلى مراقي الفلاح، وليعلموا بأن ذلك النوع «الفودفيلي» لا يُلائِم أحوالَ بلادنا لما يأتيه الممثلون مع الممثلات عَلَى المراسح من الأعمال، التي يَحمَرُّ لها وجه الفضيلة خجلًا، والله مع العاملين.

وفي يوم ٨ مارس كتب محمود خيرت المحامي مقالة أخيرة له دافع فيها عن الفودفيل دفاعًا مستميتًا، فاختتمتِ الآنسة المتفرِّجة هذه المعركة بمقالة يوم ١٠ مارس قالت فيها، كردٍّ منها عَلَى المحامي، تحت عنوان «نعم الفودفيل مفسد الأخلاق»:

لا يمكن للأستاذ خيرت أن ينكر ذلك، وهو يعلم أن عبد الله عكاشة عطل غير مرة تمثيل رواياته لعدم الإقبال عليه. ولعل السبب في عدم هذا الإقبال راجع، عَلَى ما أدري إلى تسويفه تمثيل هذه الروايات المُخجِلة الفاضِحة، في دار يُقال لها دار التمثيل العربي. فأنِف الفُضَلاء والفُضْلَيات من الآنسات والسيدات تشجيع دار يُقال إنها مدرسة للفضيلة، والرذائل تُمثَّل فيها مكشوفة عارية مجسَّمة.

وهكذا أوقفتْ جريدة «المنبر» متابعة القضية، فتلقتْها جريدة «الوطن» ونشرتْ عدة مقالات بدأتْها بمقالة لميخائيل أرمانيوس في ٨ / ٣ / ١٩١٦، دافع فيها عن الفودفيل. فردَّ عليه فرح أنطون بمقالة يوم ١٠ مارس، قال فيها:

الكُتَّاب والأدباء الذين كتبوا في هذا الموضوع يخطئون في طلب مداخلة الحكومة لمنع هذه الروايات، ويجب الاكتفاء بمداخلة الرأي العام، وقد كان الرأي العام ذا تأثير فعَّال في هذه القضية؛ لأن جوق حضرات عبد الله عكاشة وإخوته، اضطُرُّوا أن يوقِفوا وقتيًّا تمثيل روايات الفودفيل، بعد ما شَهِدوه من قيام الناس عليهم … إن كان الربح هو المقصود فقط، بقطع النظر عن الفن والأدب ورُقِيِّ الأخلاق التي هي أغراض المراسح، فالأفضل إذن أن تُجعَل المراسح قهوات تمثيلية، تَسقِي فيها النساء البيرة، ويكون الربح أعظم بكثير. إن مجرد الربح وحده لا يكفي في تبرير الأعمال الشاذة في وسط شرقي كوسطنا.

وفي يوم ١٤ مارس كتب ميخائيل أرمانيوس مقالة ثانية تحت عنوان «نحن والنابغة فرح أنطون»، حاول فيها تفنيد آراء فرح أنطون، فلم يستطع، فانحرف بالقضية إلى مسار آخَر. فكتب فرح أنطون ردًّا عليه في آخِر مقالاته يوم ١٥ مارس قائلًا فيها:

أذكر لحضرته أن الممثل الفني عزيز أفندي عيد، منشئ نوع الفودفيل في مصر، قد أخبرني بعد تمثيل روايته الأخيرة التي قامت عليها القيامة، إنه وجوق حضرات عبد الله عكاشة وإخوته، عقدوا النية عَلَى ترك الفودفيل غير الأدبي، والاقتصار فيما يمثِّلونه من الروايات الجديدة، عَلَى الفودفيل الأدبي، مثل رواية «مباغتات الطلاق» و«الابن الطبيعي» و«حادثة شارع لورسين»، أي إن رواياتهم الجديدة تكون أدبية، وقد سمعتُ مثل هذا الخبر أيضًا، من فم حضرة الأديب أمين أفندي صدقي الذي يعرِّب للجوق رواياته. وسمعتُه أيضًا من أحد أصحاب جوق عكاشة وإخوته، المنشد اللبق زكي أفندي عكاشة. وبناءً عَلَى ذلك لا يَبقَى خلاف أو نزاع في هذا الموضوع، وكل حق أصبح مصونًا: حق حرية التمثيل، وحق الأدب، وحق الجوق الذي يمثل الفودفيل. وإذا أبطل جوق عكاشة وعزيز عيد ذلك النوع، واستمر الأدباء يتناقشون في هذا الموضوع، بعد هذا النبأ كان للمسألة وجوه أُخرَى لستُ ممَّن يدخلون فيها.

والْتَزَم فرح أنطون بذلك فلم يكتب في هذا الموضوع، ولكن ميخائيل أرمانيوس استمر في مقالاته، فكتب يوم ١٦ مارس مقالة، جاء فيها بأقوال لنجيب الريحاني وروز اليوسف كدفاع منهما عن التمثيل الفودفيلي. وفي يوم ١٨ مارس كتب مقالة أخرى هاجم فيها أقوال فرح أنطون، ودافع فيها أيضًا عن الفودفيل، فردَّ عليه آخَر بمقالة في يوم ٢٠ مارس جاءت بتوقيع بنتاءور. فكتب ميخائيل أرمانيوس ثلاث مقالات متتالية، في أيام ٢٣ و٢٤ و٣٠ مارس هاجم فيها فرح أنطون، ومدافعًا فيها عن الفودفيل.

انتهتِ القضية أخيرًا، وتوقفتِ الصحف عن نشر المقالات، فقد انتصر الرأي العام، وامتنع الجمهور عن الإقبال عَلَى مشاهدة المسرحيات الفودفيلية، وامتنعتِ الفرق عن تقديمها وبالأخص فرقة عكاشة التي عادت إلى سيرتها الأولى في تقديم المسرحيات الغنائية والتاريخية. وأمام هذا لم يجد عزيز عيد مفرًّا من أن ينسحب بجوقته من فرقة عكاشة، ويلجأ إلى تقديم مسرحياته في مكان آخَر. وبذلك توقف التعاون بين الجوق الكوميدي العربي بقيادة عزيز عيد، وبين فرقة عكاشة في مايو ١٩١٦.

موسم ١٩١٦-١٩١٧

حاول بعض الأجانب بالاشتراك مع بعض المصريين في مارس ١٩١٦ إقامة مشروع استثماري بالإسكندرية، من خلال استئجار تياترو زيزينيا من مالكه الأمير يوسف كمال، بغرض ترقية التمثيل المسرحي، وذلك بجلب الفرق الأجنبية. وبالفعل تكوَّنتْ لجنة قامت بالتفاوض مع الأمير، وأطلقتْ عَلَى هذا المشروع اسم «شركة ترقية التمثيل»، وظل التفاوض بين أخذٍ وردٍّ ما يَقرُب من شهرين، استطاعتِ الصحف المصرية أن تُتابِعه باهتمام بالِغ حتى توقف المشروع، بسبب إصرار كل جانب عَلَى شروطه.٧٢
وفي ١٤ / ٧ / ١٩١٦، قالت جريدة «الوطن» تحت عنوان «مشروع العاصمة بعد مشروع الإسكندرية»:

رأى جماعة من وجوه العاصمة وأفاضلها الحالة التي صار إليها فن التمثيل العربي، وسمعوا بخبر الشركة التي أرادت في الإسكندرية ترقية التمثيل الإفرنجي، فأخذتْهم الغَيْرة عَلَى هذا الفن الجميل، الذي هو وسيلة من وسائل الرُّقِيِّ والنهوض وترقية الشعب. فاجتمعوا وقرروا إنشاء شركة رأس مالها يتراوح بين ٤ آلاف جنيه و٦ آلاف جنيه، وغرضهم إحياء فن التمثيل العربي بإنشاء جوق جديد يعمل بحسب أصول الفن، ويكون هذا الجوق مستقلًّا عن الأجواق الموجودة، ومسمًّى باسم جديد … وقد شاع في وسط التمثيل، أن الشركة تنوي طلب تياترو حديقة الأزبكية، لكي تُصلحه وتتخذه مرسحًا لها … وقد شرعت الشركة في كتابة صيغة عقد الاتفاق … والأسماء التي شرعت في تأسيس هذا العمل العمومي المفيد كفيلة بنجاحه؛ لأن أصحابها من أهل الكفاءة والفضل والشهرة في الاقتصاد والتجارة.

وبعد أيام قليلة تابعت الجريدة الموضوع، فأضافت معلومات أخرى تمثَّلت في أن الشركة وقع اختيارها عَلَى إحدى الفرق المسرحية، وفاوضتْها في شروط الاتفاق، وبدأت في جرد الملابس والمناظر الموجودة في مخازنها. كما أن الشركة طلبت من الشيخ سلامة حجازي أن يُفيدها بخبرته الإدارية والفنية، ولمحت الجريدة إلى أسماء بعض مؤسسي هذه الشركة، ومنهم: مالي مشهور صاحب شركة مالية، وعضو في الجمعية التشريعية، واقتصادي مصري شهير، وتاجر وطني من أكبر تجار العاصمة، وموظف كبير أديب.٧٣

وعلى الرغم من أن هذه المعلومات مبهمة، ولا تدل عَلَى حقيقة هذه الشركة، ولا أسماء أصحابها، ولا تشير إلى الفرقة التي وقع عليها الاختيار. إلا أننا سنعلم فيما بعد، أن هذه المعلومات، تخص فرقة أولاد عكاشة.

وإذا تركنا هذا الأمر بصفة مؤقتة، ونظرنا إلى فرقة عبد الله عكاشة، نجدها بدأتْ موسمها بتمثيل مسرحية «الشيخ متلوف» بدار التمثيل العربي، يوم ٢٣ / ٩ / ١٩١٦، ومسرحية «تليماك» يوم ٢٦ سبتمبر. بعدها سافرت إلى المنيا بدعوة من أعيانها، ومثَّلت مسرحية «البخيل» عَلَى مسرح بلاس في أواخر سبتمبر، ثمَّ عادت إلى العاصمة، ومثلت «عائدة» يوم ٣ أكتوبر بدار التمثيل العربي.٧٤
وعلى دار التمثيل العربي عرضت الفرقة أربع مسرحيات في عيد الأضحى أيام ٨–١١ أكتوبر، أعادتْ فيها ثلاث مسرحيات قديمة، هي: «البخيل»، «القضاء والقدر»، «مصرع الزباء». أمَّا المسرحية الرابعة فكانت جديدة وهي «حرب البسوس»٧٥ أو «المهلهل بن ربيعة» تأليف محمد عبد المطلب وعبد المعطي مرعي.
وظلت الفرقة تُعيد عرض مسرحياتها عَلَى دار التمثيل العربي، حتى أواخر يناير ١٩١٧؛ ليكون آخر موسم تعرض فيه الفرقة مسرحياتها، عَلَى هذا المسرح، ومنها: «الأفريقية»، «القضاء والقدر»، «عظة الملوك»، «البريئة المتهمة»، «تليماك»، «البخيل»، «غانية الأندلس»، «عواطف البنين»، «هملت»، «الشيخ متلوف»، «اليتيمتين»، «القضية المشهورة»، «مصرع الزباء»، «اليد السوداء»، «محاسن الصدف»، «ضحية الغواية».٧٦ وقد قدَّمت الفرقة في هذه الفترة مسرحيتين جديدتين؛ الأولى: مسرحية «ليلة في بغداد» في ٢١ / ١٢ / ١٩١٦، والثانية: «شمس الصباح» ببرنتانيا في ٢٤ / ١ / ١٩١٧.٧٧
fig63
غلاف مخطوطة مسرحية «الأفريقية».
هذا بالإضافة إلى إحياء الفرقة ليلة تمثيلية لصالح جمعية ثمرة الاتحاد الخيرية المركزية، مثَّلت فيها مسرحية «القضية المشهورة» بدار التمثيل العربي في أكتوبر ١٩١٦. كما أحيت الفرقة ليلتين خيريتين، ببندر سنورس، تحت رعاية أحمد حمدي سيف النصر مدير الفيوم، في منتصف نوفمبر ١٩١٦، حيث مثَّلت مسرحية «مصرع الزباء». وأخيرًا أحيَتِ الفرقة ليلة خيرية بدار التمثيل العربي خصَّصت دخلها لإعانة صالح شكري، أحد رجال جريدة «المؤيد»، فعرضت مسرحية «الأفريقية»، واختتمتها بفصل مضحك من عمر وصفي يوم ٣ / ٢ / ١٩١٧.٧٨

وبجانب العروض السابقة كانتِ الفرقة تقدِّم الفصول المضحكة من محمد ناجي، والقِطَع الموسيقية من محمود خطاب، والغناء من زكية الشامية، وبعض ألحان محمود رحمي. وتميز من الممثلين في هذه العروض: أحمد فهمي، عبد الله عكاشة، محمد يوسف، عبد الحميد عكاشة، محمد بهجت، نهوي حسني، محمد أمين، حسن حبيب، علي حمدي، الشيخ إبراهيم أبي السعود، حسن كامل، السيد جمال الدين، عثمان حلمي، أحمد ناجي. أمَّا الملقِّن فكان محمد أبو عمة.

وفي يناير ١٩١٧ ظهرتْ أخبار جديدة بخصوص شركة ترقية التمثيل العربي، ونشرت جريدة «الأفكار» إعلانًا في ٢١ / ١ / ١٩١٧، جاء فيه الآتي:

شركة ترقية التمثيل العربي، شركة توصية بأسهم، عبد الله عكاشة وإخوته وشركاؤهم

تتشرف بإعلان الجمهور بأنها اتَّخذت مؤقَّتًا محلًّا بمكتب إدارتها، بشارع الخليج خلف الكُتُبخانة السلطانية، في شارع محمد علي في الدور الثالث، تليفون ٣٤٠٥، وأنها ستُحيِي في دار الأوبرا تحت رعاية حضرة صاحب العظمة مولانا السلطان، اثنتي عشرة ليلة، تبدأ يوم ٨ فبراير المقبل، تُمثِّل فيها جملة روايات. وأخذت تستعدُّ من الآن لإتقانها، حتى تحوز رضى الجمهور، واستحسان محبِّي الأدب، وأنصار التمثيل، والله — تعالى — ولي التوفيق. والمخابرة حضرة محمود عزت، مأمور إدارة الشركة.

وهكذا علمنا أن أصحاب مشروع الشركة وقع اختيارهم عَلَى فرقة عكاشة، وأن رئيس هذه الشركة هو عبد الخالق مدكور باشا، ويساعده طلعت حرب بك وفؤاد سلطان، ويوسف قطاوي باشا. وبلغ رأس مال الشركة ألفي جنيه، أودعت في بنك حسن سعيد باشا، وقد ابتاع أسهم الشركة بعض أعيان المصريين والسوريين. وقد رفض الشيخ سلامة حجازي الانضمام إلى هذا المشروع، وقد سَعَتِ الشركة لدى وزارة الأشغال العمومية، من أجل أخذ حق التمثيل في مسرح حديقة الأزبكية،٧٩ وبالفعل أخذتِ الشركة امتياز المسرح لمدة ٥٠ سنة بإيجار سنوي ١٢ جنيهًا.٨٠
وقد ذكر «الدليل المصري» لسنة ١٩١٧ معلومات تفصيلية عن هذه الشركة، منها أن الشركة مسجلة بالمحكمة المختلطة، وأن مأمور إدارتها محمود عزت. أمَّا سكرتيرها فهو أحمد ثابت، ومدير المرسح محمود رحمي، والصراف أسعد سعد، ومديري المخازن الشيخ عبد الباقي عكاشة وصالح محمد. ومركز إدارة الشركة يقع في شارع عبد العزيز بأول حارة ترب المناصرة منزل مختار ممتاز.٨١
هذا هو الجانب الإداري لشركة ترقية التمثيل، أو لفرقة عكاشة. أمَّا الجانب الفني في هذه الفترة، فقد بدأتْه الفرقة في أوائل فبراير ١٩١٧، حيث مثَّلت بعض المسرحيات في الأوبرا — بناء عَلَى الإعلان السابق — بدأتْها بمسرحية «القرصان» أو «لصوص البحر»، ترجمها عن الفرنسية يوسف حبيش. وكان إقبال الجماهير عَلَى رؤية هذه المسرحية قليلًا، رغم إجادة الممثلين لأدوارهم، وذلك راجع إلى أن المسرحية لم تكن حديثة، بل كانت قديمة العهد.٨٢ وممن قاموا بتمثيلها: توفيق ظاظا، محمد بهجت، محمد يوسف، أحمد فهمي، محمود وهبي، مريم سماط، لبيبة فارس، نهوى حسني، لطيفة حجازي.٨٣
أمَّا المسرحية الثانية «أبو الحسن المغفل»، فكانت أكثر حظًّا من سابقتها من حيث الإقبال الجماهيري. فقد كتبتْ جريدة «الأفكار» في ١٨ / ٢ / ١٩١٧ كلمة عنها، قالت فيها:

شهد الجمهور ليلة الجمعة الماضية، تمثيل رواية «أبي الحسن المغفل» في الأوبرا السلطانية، وكانت غاصَّة به. فخيل إليه أنه يرى حقائق واقعية؛ ذلك لأن الممثلين والممثلات أبدعوا في تمثيلها إبداعًا، ملأ أفئدة الحضور سرورًا، وجعلهم يوقنون أو «الجوق العكاشي» نهض نهضة كبرى، لم تكن متوقعة في ذلك الأمد القصير. وأنه عَلَى قاب قوسين أو أدنى من الكمال، الذي نتمنَّاه ونرغب فيه. لم تكن الرواية حديثًا الوجود، ولا عظيمة المغزى، ولا رائعة المناظر، ولا قوية اللغة. ولكن براعة الممثلين أكسبتْها جمالًا جعلها خيرًا من الروايات العظيمة بذاتها، وكذلك يفعل التمثيل الصحيح. رأينا النابغة محمد بهجت بطل الرواية يمثِّل أبا الحسن المغفل، فرأينا الغفلة الفطرية، والسذاجة الطبيعية، وأمعنَّا النظر في جميع حالاته علَّنا نجد عيبًا نرشده إليه ليتجنَّبه حين يعود لتمثيله مرة أخرى، فلم نجد غير الإبداع في جميع أدوراه، سكرانًا ومفيقًا، مؤمِّلًا ويائسًا، خليفةً وصعلوكًا، ذكرًا أو أنثى، عاشقًا مؤمِّلًا ومعرضًا عنه قانطًا. وإذا ذكرنا بهجت وإجادته، فلا ننسى أبدًا حضرة أحمد فهمي، ممثل دور عرقوب خادم أبي الحسن، وحضرة الممثل المطرب عبد الله عكاشة وأخويه الممثلين المطربين، ومحمد يوسف وتوفيق ظاظا، والممثلات فكتوريا موسى ومريم سماط ونهوى حسني وجراسيا قاصين، فلقد أجادَ كلٌّ منهم دوره إجادةً دلَّت عَلَى أنه خَلِيق للتمثيل. وإذ نحن أثنينا عَلَى التمثيل، فلن يفوتنا الثناء عَلَى حضرة الموسيقار البارع محمود خطاب رئيس الموسيقى الوترية، ومحمود رحمي واضع ألحان الرواية، فقد أبدعا إبداعًا جعل الحضور يقولون إن في مصر موسيقيين.

fig64
محمود رحمي.
أمَّا المسرحية الثالثة «الاتِّجار بالأزواج»، فكانت إحدى مسرحيات الفرقة الجديدة التي مثَّلتْها بالأوبرا، وقد ألَّفها من واقع المجتمع المصري حسين محمود الطالب بمدرسة الحقوق السلطانية.٨٤ وهي تدور حول محمود بك، الذي تزوج من فتاة غنية، وبعد أن استنزف ثروتها طردها من منزله، وهي تحمل في أحشائها ابنًا له. ثمَّ نراه يلهو ويعربد مع الغانيات وأصدقاء السوء بين كئوس الخمر وضحكات الغواني. وهنا ترمي الراقصة زكية شباكها حوله فتتزوجه ومِن ثمَّ تستنزف ماله، وبعد عدة سنوات طويلة نجد مطلقة محمود بك أصبحت أمًّا لشاب محامي ناجح في عمله، بعد أن تعذَّبت في تربيته، حيث عملت عدة أعمال شاقة من أجْل لقمة العيش، ومن أجل تربية وتعليم ابنها. وعَلَى الجانب الآخر نجد زكية الراقصة بعد أن أفلست زوجها محمود ألقتْ بشباكها عَلَى أحد أصدقائه فأصبح عشيقها. وفي ذات يوم يحضر الزوج في غير موعده، ويضبط زوجته في أحضان صديقه، فيقوم بقتلهما ويتم القبض عليه. وفي السجن يأتي ابنه المحامي للدفاع عنه، وفي المحكمة يستطيع الابن أن يُثبت أن القتل جاء كدفاع عن الشرف، وبذلك يحصل الأب عَلَى البراءة، وتنتهي المسرحية بلمِّ شَمْل الأسرة من جديد.
fig65
محمد عبد القدوس.
وهذه المسرحية لاقت نقدًا دقيقًا منظَّمًا من قِبَل أحمد أبي الخضر منسي، الذي راح يعدِّد عيوب تأليفها، من حيث عدم تتابع الأحداث المتسلسلة، والانتقال المفاجئ من زمن إلى آخَر دون وجود الدليل عَلَى هذا الانتقال، وسرد بعض الأحداث كان التمثيل أفضل لها من سردها، وعدم ملائمة لغة الحوار لبعض الشخصيات تبعًا لطبقاتهم الاجتماعية. ثمَّ عرج الناقد إلى الموسيقى، فطلب من محمود خطاب أن يُسمِع الجماهير الألحان الشرقية المعروفة لا الألحان الغربية. وأخيرًا تحدَّث عن الممثلين، فأثْنَى عَلَى كلٍّ مِن: عبد الله عكاشة، زكي عكاشة، توفيق ظاظا، فكتوريا موسى، لطيفة حجازي، محمود وهبي.٨٥
وقد أعادت فرقة عكاشة تمثيل مسرحية «الاتِّجار بالأزواج» بالإسكندرية وببني سويف في أبريل ١٩١٧، وكتب عبده أحمد الجرجاوي كلمة نقد مادحة عن عرض بني سويف.٨٦ وفي شهر أبريل أيضًا أعلنت جريدة الأفكار أن فرقة عكاشة ستمثل خمس مسرحيات بالأوبرا، تتنوع بين العروض الجديدة والقديمة، هي «معارك الحياة» تأليف أوجين سو، تعريب خليل مطران وخليل مرشاق، «القضية المشهورة»، «المرأة الفاتنة» لمصطفى ممتاز، «الشيخ متلوف»، «البريئة المتهمة».٨٧ ولكن واقع الفرقة في ذلك الوقت خالف هذا الإعلان بعض الشيء، حيث وجدنا الفرقة تُقيم حفلات نهارية بالأوبرا حيث مثَّلت مسرحيات: «أبو الحسن المغفل»، «مصرع الزباء»، «محاسن الصدف»، ثمَّ «البريئة المتهمة» في حفلة مسائية.٨٨
وظلَّت الفرقة تتنقل بعروضها بين مسرحَيِ الكورسال وبرنتانيا طوال شهر مايو، وفي نهاية هذا الشهر ضمَّت محمد عبد القدوس إلى ممثليها، حيث قام ببطولة مسرحية «عواطف البنين» ببرنتانيا يوم ٢٠ يونية، وألقى منولوج «حلوة حلوة خالص دي العروسة» في عرض مسرحية «اليتيمتين» ببرنتانيا أيضًا يوم ٢٥ يونية.٨٩
وفي أوائل يولية ١٩١٧ قدَّمت الفرقة موسمًا صيفيًّا بمسرح الحمراء بالإسكندرية، وقد أعلنت أنها ستمثِّل مسرحيات: «معارك الحياة»، «الأفريقية»، «تليماك»، «مصرع الزباء».٩٠ ولكنها في الحقيقة مثَّلت مسرحيات: «الشيخ متلوف»، «عائدة»، «مصرع الزباء».٩١ بعد ذلك استكملت الفرقة موسمها الصيفي في رأس البر، فمثَّلت بقية مسرحياتها المعلنة.٩٢

موسم ١٩١٧-١٩١٨

عادت الفرقة من موسمها الصيفي في منتصف سبتمبر ١٩١٧، وبدأت بتمثيل عروضها السابقة ببرنتانيا، ومنها: «معارك الحياة»، و«أبو الحسن المغفل».٩٣ وفي موسم عيد الأضحى مثَّلت عدة مسرحيات، منها: «طارق بن زياد» بمسرح الحمراء بالإسكندرية.٩٤ وبعد عودتها قدَّمت عروضًا سابقة عَلَى مسرحي الشانزليزيه بالفجالة وبرنتانيا، منها: «مصرع الزباء»، و«طارق بن زياد».٩٥ والمسرحية الأولى قدَّمتْها أيضًا في إمبابة مساعدةً منها لجمعية الصليب الأحمر البريطاني، وكانت تحت رعاية مدير الجيزة أحمد حمدي سيف النصر.٩٦ أمَّا مسرحية «القضاء والقدر»، فقدَّمتْها الفرقة بالأوبرا السلطانية في ليلة جمعية القديس جاورجيوس الخيرية السورية المصرية الأرتوذكسية في نوفمبر ١٩١٧.٩٧
وفي أوائل ديسمبر ١٩١٧ مثَّلت الفرقة عدة مسرحيَّات بالأوبرا السلطانية، منها: «طارق بن زياد»، «عظة الملوك»، «بنت حارس الصيد»، «مصرع الزباء»، «مي وهوراس». كما مثَّلت مسرحيتين جديدتين، هما: «أنجومار المتوحش»، تعريب مصطفى ممتاز، و«الراهب المتنكر» أو «الحضارتين» تأليف الشيخ أمين الخولي.٩٨
كما عرضت الفرقة من أواخر ديسمبر ١٩١٧ وحتى فبراير ١٩١٨ عروضًا خاصةً بالجمعيات الخيرية والمدارس، منها: مسرحية «مصرع الزباء» لجمعية المساعي الخيرية المارونية بالأوبرا، و«أبو الحسن المغفل» لجمعية رعاية العميان بالإسكندرية بمسرح الحمراء، و«مصرع الزباء» لمدرسة شيكولاني للبنات بشبرا، بالأوبرا السلطانية، تحت رعاية صاحب الدولة حسين رشدي باشا.٩٩
وفي أواخر فبراير ١٩١٨ عادت الفرقة إلى الأوبرا لاستكمال عروضها السابقة، فعرضت مسرحيات: «الراهب المتنكر»، «أنجومار المتوحش»، «القضية المشهورة». كما مثَّلت مسرحية جديدة أخرى، هي «الأمير الظافر» أو «الخليفة الظافر» أو «مأساة ابن تميم» تأليف إبراهيم حداد.١٠٠

ومسرحية «الخليفة الظافر» تدور أحداثها حول حبٍّ نشأ بين الأمير الظافر وبين غصن البان شقيقة ابن تميم، وتدور أيضًا حول حبٍّ آخَر نشأ بين نصر بن تميم وبين أسماء ابنة الظافر. ولكن أطماع ابن تميم دمَّرت هذا الحب؛ حيث إنه طمع في عرش الظافر؛ لذلك دبَّر خطة بمساعدة ابنه نصر كي يستدرجا الظافر إلى منزلهما، واحتالا عَلَى ذلك بخطاب وقَّعت عليه أسماء دون أن تعلم فحواه؛ لأن ابن تميم أغراها بعقد من اللؤلؤ حيث إنها مغرمة بالجواهر. وهذا الخطاب عبارة عن استنجاد من أسماء إلى أبيها، تُخبِره بأن بعض اللصوص خطفوها، وسجنوها في منزل ابن تميم ولابد من نجدتها. وبالفعل يحضر الأمير ويتم قتلُه بِيَد ابن تميم ونصر. بعد ذلك يذهب ابن تميم إلى قصر الظافر ويُخبِر الجميع بأن الظافر قُتِل بخنجر وجده في غرفة الأميرين يوسف وجبريل شقيقَيِ الظافر. وهكذا استطاع ابن تميم أن يعتلي العرش بعد أن تخلَّص من الظافر وشقيقيه. وأمام هذه الأمور تستنجد غصن البان بالأمير الصالح بن زريك، حتى يخلِّص البلاد من ظلم شقيقها ابن تميم، ولينتقم لحبيبها المقتول الظافر. كما نجد نصرًا وقد تزوج من أسماء، ولكنه أُصيب بالجنون، حيث إن دم الظافر يطارده في كل مكان، وبعد عدة أيام استطاع فيها ابن تميم أن يتنعَّم بملذَّات الحياة، جاء الصالح بن زريك لنجدة البلاد، فهرب ابن تميم مع ابنه نصر. وبعد مطاردة كبيرة لهما من قِبَل جنود الصالح يتم القبض عليهما، فيُصاب ابن تميم بالجنون، حيث إن دم الظاهر يطارده أيضًا، وبعد صيحات الجنون وتصرفات النادم عَلَى أفعاله يموت ابن تميم، وتنتهي المسرحية.

fig66
غلاف مخطوطة مسرحية «مأساة ابن تميم» أو «الخليفة الظافر».
بعد ذلك عرضت الفرقة طوال شهر أبريل بمسرح الكورسال مسرحيات: «عظة الملوك»، «الشيخ متلوف»، «الأفريقية»، «أبو الحسن المغفل»، «اليد السوداء».١٠١ وفي ٤ / ٥ / ١٩١٨ مثَّلت الفرقة بمسرح الحمراء بالإسكندرية، مسرحية جديدة هي «الزنبقة الحمراء». بعدها عادت الفرقة ومثَّلت ببرنتانيا «الطواف حول الأرض» في منتصف مايو،١٠٢ ثمَّ بدأت موسمها الصيفي بالإسكندرية، ومثَّلت عدة مسرحيات بمسرح الحمراء، منها: «مغائر الجن» و«الراهب المتنكِّر».١٠٣ وبذلك انتهى موسمها التمثيلي الذي كان مضطربًا بعض الشيء؛ لعدم وجود مسرح ثابت للشركة باستثناء عروضها في الأوبرا.

موسم ١٩١٨-١٩١٩

بدأت الفرقة موسمها هذا في أوائل أكتوبر ١٩١٨، بعرض عدة مسرحيات عَلَى أكثر من مسرح منها «القضاء والقدر» بمسرح كازينو الكورسال، و«اليتيمتين» ببرنتانيا، و«القضاء والقدر» مرة أخرى بمسرح برنتانيا، في ليلة خيرية لصالح عمَّال المطابع.١٠٤
ومن أواخر أكتوبر حتى ديسمبر ١٩١٨ قدَّمت الفرقة مجموعة كبيرة من المسرحيات بالأوبرا، منها: «الراهب المتنكر»، «الزنبقة الذهبية»، «القضاء والقدر»، «أنجومار المتوحش»، «زفاف النوتي»، «طارق بن زياد»، «البريئة المتهمة»، «أبو الحسن المغفل»، «ضحية الغواية»، «غانية الأندلس»، «اليتيمتين»، «معارك الحياة»، «الاتِّجار بالأزواج».١٠٥
وفي ٤ / ١ / ١٩١٩ قررت الجمعية العمومية لمساهمي شركة ترقية التمثيل القيام بتنفيذ أعمال بناء تياترو حديقة الأزبكية، كما قررت زيادة رأس المال لمواجهة متطلبات بناء المسرح وتجهيزه، كما قررت أن مدة هذه الشركة هي ٣٥ سنة.١٠٦
وفي الفترة من منتصف يناير وحتى نهاية الموسم الشتوي في مايو ١٩١٩ مثَّلت الفرقة عدة مسرحيات ببرنتانيا، اقتطعت منها عدة أيام، ومثَّلت بالمنيا ثلاث مسرحيات، في فبراير ١٩١٩، هي: «القضاء والقدر»، «اليد السوداء»، «غانية الأندلس».١٠٧ أمَّا المسرحيات التي مثَّلتْها ببرنتانيا، فهي: «الطبيعة والزمن»، «تسبا»، «البريئة المتهمة»، «مصرع الزباء»، «الاتِّجار بالأزواج».١٠٨
وفي يولية وأغسطس ١٩١٩ أحيت الفرقة موسمها الصيفي بتياترو الكونكورديا بالإسكندرية، بالاشتراك مع جوق الأوبريت كوميك، لأصحابه سليم وأمين عطا الله وكاميل شامبير، حيث مثَّلت عدة مسرحيات، منها، «الأمير سليم» لإبراهيم رمزي،١٠٩ وهي من مسرحيات الفرقة الجديدة. وبذلك انتهى هذا الموسم، الذي تميَّز بالقِصَر وعدم الاستقرار بسبب الثورة المصرية بقيادة سعد زغلول.

موسم ١٩١٩-١٩٢٠

بدأت الفرقة موسمها هذا مع بداية الاحتفال بالعيد في سبتمبر ١٩١٩، وذلك بتمثيل عدة مسرحيات عَلَى مسرح برنتانيا، منها: «الأمير سليم»، «اليتيمتين»، «شهداء الغرام»، «أنجومار المتوحش»، «مصرع الزباء»، «مغائر الجن».١١٠ وفي يوم ٦ / ٤ / ١٩٢٠ قدَّمت الفرقة أولى مسرحياتها الجديدة لهذا الموسم بالأوبرا السلطانية، وكانت مسرحية «الشريط الأحمر» أو «مصارع الشهوات» لعباس علام، وكانت من تمثيل: زكي عكاشة، محمد يوسف، محمود رحمي، عبد الله عكاشة، فكتوريا موسى، لبيبة فارس، ألمظ أستاتي، عبد الحميد عكاشة، صالح محمد، أحمد فهمي، أمين عفيفي، حسن حبيب، يوسف خليل، متولي السيد، حامد المغربي.
fig67
إعلان مسرحية «الشريط الأحمر» أو «مصارع الشهوات».

ومسرحية «الشريط الأحمر» تدور أحداثها حول أسرة عاكف بك قائمقام في البوليس، وهي أسرة متكوِّنة من زوجته لبيبة هانم وابنته حكمت، ويعيش معهم أيضًا حقي بك القاضي بالمحاكم الأهلية، المتزوج من إحسان هانم شقيقة لبيبة، والشيخ عبد الحق والد حقي، وعبد التواب عسكري المراسلة لعاكف، وزوجته ظريفة خادمة المنزل. وهذه الأسرة تعيش في سعادة وهناء، رغم تأخُّر عاكف كل ليلة حتى الفجر، وعندما تسأله زوجته عن سبب هذا التأخير يقول لها إن السبب هو ظروف عمله في البوليس، حيث كان يضبط واقعة ما. وفي ليلة أرادتِ الأسرة أن تذهب إلى المسرح، فاعتذر عاكف بسبب عمله، كما اعتذرت ظريفة الخادمة لأن أعمال المنزل كثيرة. وفي الصباح نجد ظريفة تدخل عَلَى عاكف مكتبه في المنزل وتقدِّم له القهوة، فيمسك يدها بدلال، ويحدث تقبيل وضمٌّ بينهما، ونفهم من الحوار أن لقاءً محرَّمًا تمَّ بينهما في الليلة الماضية، عَلَى غرار ليالٍ أخرى سابقة، بل وكانت ظريفة تذكِّره بمحمد ابنهما، الذي نسبتْه إلى زوجها العسكري عبد التواب.

fig68
غلاف مخطوطة مسرحية «الشريط الأحمر» أو «مصارع الشهوات».

وفي أثناء ذلك كان عبد التواب يتسمَّع لحوارهما، فيدخل عليهما فيرى زوجته في أحضان سيده، فيُظهِر لهما بلاهةً وغباءً كأنه لم يسمع ولم يَرَ شيئًا، فيقوم عاكف بإنهاء الموقف سريعًا وهو مضطرب، فيقع منه خطاب عَلَى الأرض. وبعد انصراف الجميع تدخل لبيبة وترى الخطاب، ومِن ثمَّ تقرؤه فتجده خطابًا غراميًّا من سيدة متزوجة إلى زوجها عاكف تعتذر له عن موعد سابق كان بينهما في تياترو البدع، ولكنها لم تستطع الحضور؛ لأن زوجها لم يترك لها مجالًا للخروج. وفي المساء نجد عاكف بك مع أصدقائه في تياترو البدع في حالة سكر شديدة، وبجوارهم يجلس رجل متنكِّر، وهو مدير البوليس الذي كان في مهمة رسمية لمراقبة تصرفات عاكف. وبعد قليل تدخل التياترو سيدة ذات برقع عَلَى وجهها، فيتراهن الجميع عَلَى الإيقاع بها، ومن ثمَّ يتقدَّم إليها عاكف، وبعد حوار طويل بينهما يشكو لها عاكف من قُبْح منظر زوجته وغبائها، ويُقارن ذلك بجمالها وذكائها، وأخيرًا يطلب منها أن ترفع البرقع، وعندما تفعل ذلك يجد عاكف زوجته لبيبة أمامه.

وفي اليوم التالي يُوقَف عاكف عن العمل ويتمُّ وقْف راتبه أيضًا بأمر من مديره، كما تطلب لبيبة منه الطلاق والتنازل عن حضانة ابنته، ولكنه يرفض ويحاول أن يستدرَّ عطفها وشفقتها عَلَى أمل نسيان الماضي، ولكنها كانت تصدُّه. ثمَّ بعد ذلك تعلم لبيبة بعلاقة زوجها مع الخادمة ظريفة، وأنه أنجب منها ولدًا نسبه إلى العسكري عبد التواب. وتظل القطيعة بين الزوجين فترة، فتفكر لبيبة في طريقة لإرغام عاكف عَلَى الطلاق والتنازل عن ابنته، خصوصًا وأنها تعلم أنه ما زال يخونها مع الخادمة. وفي إحدى الليالي تختبئ لبيبة في غرفة الخادمة بعد أن اتفقت مع حقي زوج شقيقتها إحسان أن ينتظر أسفل النافذة كي يكون شاهدًا عَلَى جريمة زوجها، ويساعدها في طلب الطلاق وحضانة الابنة. وبعد لحظات يحضر عاكف ومن بعده تحضر سيدة، وعندما يلتهب اللقاء في الظلام تَظهَر لبيبة وتُضيء النور؛ لتكتشف أن السيدة التي بين أحضان زوجها ما هي إلا شقيقتها إحسان. وأمام هول هذه المفاجأة تموت إحسان ويكتب عاكف إقرارًا بطلاق زوجته والتنازل عن حضانة ابنته، وبذلك تنتهي المسرحية.

وفي أبريل ١٩٢٠ أيضًا قدَّمتِ الفرقة مجموعة من مسرحياتها السابقة بالأوبرا السلطانية، منها: «معارك الحياة»، «مغائر الجن»، «تليماك»، «الأمير سليم»، «غانية الأندلس»،١١١ كما قدَّمت مسرحية جديدة ثانية هي «الشريف الطريد» لمصطفى ممتاز، وألحان محمود رحمي، وقد برز في تمثيلها كل من: عبد الله عكاشة، زكي عكاشة، محمد يوسف، أحمد فهمي، ألمظ أستاتي، وردة ميلان.
وفي أول يونية ١٩٢٠ عادت الفرقة إلى تقديم عروضها ببرنتانيا، فقدمت مسرحيات: «الطبيعة والزمن»، «مظالم الآباء»، «اليتيمتين»،١١٢ وكلها من المسرحيات القديمة، كما قدمت مسرحيتها الجديدة الثالثة لهذا الموسم، وهي مسرحية «شجرة الدر» بطولة محمد ناجي.١١٣ وبذلك انتهى هذا الموسم القصير أيضًا؛ لتنطلق الفرقة انطلاقتها الكبرى بعد ذلك.

موسم ١٩٢٠-١٩٢١

بدأت الانطلاقة الكبرى والحقيقية لفرقة عكاشة في هذا الموسم، الذي بدأ متأخِّرًا؛ وذلك لافتتاح مسرح حديقة الأزبكية أو المسرح الدائم لشركة ترقية التمثيل العربي. وأخذت الصحف المصرية منذ منتصف ديسمبر ١٩٢٠ تعلن عن افتتاح هذا المسرح، ومدى استعداد الفرقة لتقديم مسرحياتها الجديدة، خصوصًا بعدة عودة الممثلة «لبيبة ماللي» للتمثيل. ومن المسرحيات المُعلَن عنها: «هدى» تأليف عمر عارف وتلحين الشيخ سيد درويش، و«عبد الرحمن الناصر» تأليف عباس علام وتلحين سيد درويش، و«ألا مود» لعباس علام، و«عدل المأمون» لزكي يوسف.١١٤
كان يوم ٣٠ / ١٢ / ١٩٢٠ يومًا مشهودًا في تاريخ فرقة عكاشة، ففيه تم الاحتفال بافتتاح مسرح حديقة الأزبكية بعد تجديده وتجهيزه من قِبَل أعضاء الشركة. وقد حضر هذا الاحتفال جمهور كبير من أعضاء الوزارة والأدباء والفنانين. ثمَّ عزفت الموسيقى الوترية بقيادة عبد الحميد علي، ثمَّ خطب خليل مطران خطبة عن تاريخ التمثيل في مصر والشام حتى وصل إلى فرقة آل عكاشة. ثمَّ ألقى الشاعر محمد الهراوي١١٥ قصيدة في فضل التمثيل، ثمَّ تلا بعض الممثلين قصيدة «مناجاة أبي الهول» لأحمد شوقي.١١٦

بدأت فرقة عكاشة تمثيلها بمسرح الحديقة في أول يناير ١٩٢١ بمسرحيتها الجديدة «هدى»، تأليف عمر عارف، وتلحين سيد درويش، ومن تمثيل: المدير الفني (المخرج) عبد العزيز خليل، أحمد ثابت، بشارة واكيم، عبد الله عكاشة، محمد يوسف، زكي عكاشة، فكتوريا موسى.

وتدور أحداثها حول هدى التي افترقتْ عن عريسها ملك الجن، ومن ثمَّ تُقابِل رضا المصري فتحبه، وتُهديه حجابًا به طلسم لسرِّ أبي الهول، إذا اقترب منه أو مسَّه أحد الجان يهلك في الحال. وكان يتلصَّص عليهما في ذلك الوقت الجني زوبعة، الذي يُخبِر ملك الجان بأمر حب هدى للإنسي رضا المصري، فيغضب ملك الجان ويأمر بسجن الحبيبين، كما يأمر زوبعة بإحضار الحِجَاب. وبالفعل يستطيع زوبعة إحضار الحجاب، ولكنه يموت لأنه مسَّه وأمسكه بيده؛ لأن رضا رفض فك رموز الحجاب. بعد ذلك يحاول الملك إرغام هدى عَلَى الزواج، ولكنها ترفض، فيأمر بإحضار رضا المصري لإعدامه، كما أمر بمَسْخ هدى وصاحباتها. وفي يوم الزفاف يحضر والد ليلى، ويعقد قرانها عَلَى حبيبها، وعندما يعلم الملك بهذه الخديعة يقوم بتحويل الجميع إلى تماثيل حجرية، ولكن رضا المصري يستطيع الهرب قبل مَسْخه، ومن ثمَّ يعود ومعه الحِجَاب والطلسم، ثمَّ يفك رموزه، فيتحول ملك الجان إلى تمثال حجري، ويُفَكُّ أسْر الجميع من تحجُّرهم، فتعود إليهم الحياة مرة أخرى، وتنتهي المسرحية بزواج هدى من رضا المصري.

ومسرحية «هدى» هاجمها الكاتب١١٧ كيرلس تادرس المنقبادي في مقالة بجريدة «مصر» في ١٤ / ١ / ١٩٢١، قال فيها:

رواية «هدى» قدَّمها إخوان عكاشة، وهي أول رواياتهم فجاءت خالية من المغزى، ليس فيها عبرة تُذكر، أو حادثة تَترُك أثرًا في النفس … فهي خليط من الألحان والأسجاع العقيمة البالية … اهتم إخوان عكاشة بالألحان كل الاهتمام، فانصرف نظرهم عن جوهرة الرواية وموضوعها إلى المَغنَى والطَّرَب، زعمًا أن في ذلك إرضاء الجمهور … كان غرض أولاد عكاشة إرضاء الجمهور بأي شكل، كأن يصرفوا النظر عن فائدتهم اكتفاءً بالغناء والألحان فقط. فحريٌّ بهم أن يصرفوا جهدهم إلى تكوين جوقة طرب وتخت ومَغنًى، ولا ينتحلوا لأنفسهم اسم ممثلين بدون وجه حق. إن الجمهور ساخط كل السخط عَلَى هذه الرواية، فهي عديمة الجدوى في نظره، وليس لها غرض معين يرمي إليه المؤلف. وعلى شركة ترقية التمثيل أن تُحسِن انتقاء الروايات وتدرس قيمتها وفائدتها، وهذا أهم غرض يجب أن تُوجِّه الشركة إليه جُلَّ همِّها.

بعد عرض الافتتاح توالت العروض الجديدة لفرقة عكاشة، ومنها، «عدل المأمون» لزكي يوسف، وقام بتمثيلها: عبد الله عكاشة، أحمد فهيم، محمد يوسف، بشارة واكيم، جميلة إلياس، ماري كفوري. وقد قال الناقد حسن الهلالي عنها: «فالذي لاحظتُه عَلَى المؤلف أنه أدخل في دور إبراهيم بن المهدي، الذي قام بتمثيله عبد الله عكاشة، الغناء، وكان هذا في غير موضعه؛ لأنه لا يُعقَل أن يَعمِد خائف، والعسس يُفتِّش عنه وقد اختفى في دار فقير، إلى الغناء وهو عَلَى مقربة منهم. دعْ ما كان يصدر من بعض الممثلين من اللحن في العربية، وهذا يرجع إلى أن الأدوار تُوزَّع دون أن تُضبط بالشكل.»١١٨

أمَّا المسرحية الجديدة الثالثة، فكانت مسرحية كوميدية باسم «ألا مود» لعباس علام، وقام بتمثيلها كل من: عبد العزيز خليل، أحمد فهيم، بشارة واكيم، زكي عكاشة، أحمد ثابت، محمد يوسف، فكتوريا موسى. وتدور أحداثها حول سنية هانم المتحرِّرة، التي تزوَّجتْ من شوكت بك الشاب المتحرِّر، بعد أن رفضت ابن خالها مهدي وابن عمها الدكتور مختار؛ لأن الأول أبله والثاني فظٌّ. كما قامتْ سنية بكتابة خطابات غرامية عَلَى لسان شاب إلى صديقتِها عزيزة كنوع من التسلية، بعد أنْ أوْهَمتْها بأن كاتب هذه الخطابات هو ابن خالها مهدي. وبسبب هذه الخطابات تزوَّجت عزيزة من مهدي، وبعد مرور سنتين نجد سنية تقرِّر الانفصال عن زوجها لأنه متحرِّر زيادة عن اللزوم، وأيضًا نجد عزيزة تريد الانفصال لأن مهدي غير متحرِّر بصورة كافية. وتقوم والدة سنية بإسداء النصائح المفيدة لها كي لا تهدم بيتها، ويُحاول ابن عمها الدكتور مختار التدخل في الأمر، لا من أجل الإصلاح بل من أجْل مراودة سنية عن نفسها. وبعد عدة أحداث ومواقف كثيرة تنتهي المسرحية بجمع شمل الأسرتين، حيث عادت سنية إلى شوكت، كما عادت عزيزة إلى مهدي.

وقد قال حسن الهلالي عن تمصير مسرحية «ألا مود» بعد ذكر ملاحظاته عليها: «عَلَى أنه إذا كانتْ حاجتنا إلى تمصير بعض الروايات الغربية شديدة، فحاجتنا أشد إلى روايات مصرية بحتة، روايات تصف الحالة المصرية والروح المصري، وتتمشى مع الرقي في كل منحًى من مناحي القومية المصرية. وإذا كان لنا ما نتقدم به إلى المعرِّبين والنَّقَلة من أية لغة إلى لغة الضاد، فذلك ألَّا يشغلهم واجب الأمانة في التعريب عن واجب مراعاة القومية المصرية والخُلُق المصري. وقد انقضى الزمن الذي كان فيه مشاهدو الروايات يصفِّقون طربًا لكل شيء، ونحن الآن في زمن نضجت فيه الأفكار، واتجهت إلى طلب الكمال المستطاع، فعسى معرِّبونا أن يلحظوا ذلك. إن مصر كلها الآن في دور انتقال، دور تطور جدي، يناسب أن كل شيء يُعرض عَلَى الجمهور يجب أن يكون كاملًا.»١١٩
وكانت مسرحية «عبد الرحمن الناصر» المسرحية الرابعة الجديدة لفرقة عكاشة في انطلاقتها الفنية الكبيرة بمسرح الحديقة، وهي من تأليف عباس علام،١٢٠ وتلحين سيد درويش، وديكور المسيو كازولي، وإخراج محمد تيمور،١٢١ وقام بتمثيلها كلٌّ مِن: أحمد فهيم، زكي عكاشة، عبد العزيز خليل، عبد الله عكاشة، بشارة واكيم، فؤاد فهيم، عبد الحميد عكاشة، أحمد عبد الرحمن، حسن حبيب، أحمد ثابت، أحمد فهمي الكبير، أحمد فهمي الصغير، محمد يوسف، لبيبة ماللي، لبيبة فارس، ماري كفوري. وقد وضع مصطفى ممتاز كلمات أغاني الفصول الثلاثة الأولى للمسرحية.
fig69
غلاف مسرحية «عبد الرحمن الناصر».

ومسرحية «عبد الرحمن الناصر» تدور أحداثها في الأندلس أيام حكم عبد الرحمن الناصر، وذلك من خلال محاولة ابن الحجاج التخلص من الناصر عن طريق دسِّ الفِتَن والمؤامرات. فقد استطاع ابن الحجاج أن يجمع حوله فريقًا من المتآمرين، ممن لهم مصلحة في التخلص من الناصر، ومن هؤلاء كبير الفتيان «يأسر» الذي يخون مولاه الناصر انتقامًا من جاريته الزهراء التي تُهينه دائمًا، ومنهم أيضًا الأمير عبد الله بن الناصر، الذي يطمع في الخلافة بدلًا من أخيه الحَكَم، ومنهم الفقيه ابن عبد البر، الذي طرح العلم وراء ظهره وتآمر عَلَى الناصر كي يحصل عَلَى منصب قاضي الجماعة. هذا بالإضافة إلى قادة الجيش المعزولين الذين يريدون العودة إلى مناصبهم. أمَّا رأس الفتنة ابن الحجاج فأراد من التآمر عودته كأمير لإشبيلية بدلًا من منصبه المتواضع الحالي كصاحب الشرطة.

ومن خلال الأحداث تتشكل المؤامرة عَلَى الناصر بأكثر من صورة، فنجد الفقيه ابن عبد البر، يؤلِّب الأمير عبد الله عَلَى أبيه الناصر وعلى أخيه الحَكَم، وذلك من خلال منافسة الشقيقين حول اقتناء الكتب والمخطوطات الثمينة، وكانت هذه المنافسة تنتهي دائمًا بفوز الحكم عَلَى عبد الله، مما جعل عبد الله ينضم إلى المتآمرين. ثمَّ نجد ابن عبد البر يقول للناصر إن خطيبًا أساء إلى الناصر في خطبة يوم الجمعة؛ لأن الناصر امتنع عن صلاة الجمعة مرتين؛ لذلك فهو لا يصلح للخلافة. وعندما حضر هذا الخطيب، وكان منذر بن سعيد، نجد الناصر يشكره عَلَى شجاعته ويولِّيه منصب قاضي الجماعة. وعندما أراد الناصر أن يحارب مدينة سمورة للجلالقة، نجده يعطي قيادة الجيش لنجدة الصقلبي، وهنا يشعل ابن الحجاج الفتنة قائلًا للمتآمرين: إن الناصر يفضل الصقالبة عَلَى قادة العرب. أمَّا الحادث الرئيسي الذي جمع هذه المؤامرات بعضها ببعض، فكان ظهور «سيف النقمة» وإعلانه العصيان وتحدي الناصر.

وعندما تسأل الجارية الزهراء مولاها الناصر في إحدى الليالي عن سبب تكدُّره يقول لها إنه أخطأ مرة واحدة في حياته، عندما مات ابن حفصون وتم دفنه، فقام هو بإخراج أشلائه من القبر ثم صلبها أمام ابنه وابنته. وتدور الأيام ونعلم أن سيف النقمة هذا ما هو إلا أذفونش بن حفصون، الذي رأى أشلاء والده مصلوبة. كما نعلم أن الجارية الزهراء ما هي إلا شقيقة أذفونش بن حفصون. وهنا يلتفُّ المتآمِرون حول سيف النقمة والزهراء من أجل التخلص من الناصر. وكانت الخطة الموضوعة تتمثل في أن الزهراء تستدرج الناصر إلى مخدعها، وتدسُّ له المخدر، حتى ينام في سريرها فيأتي المتآمرون ويطعنوه. ولكن الزهراء ترفض أن يموت الناصر، فتتنكَّر في زيِّه وتنام في سريره، وتتفق مع الأمير عبد الله وشقيقه الحاكم عَلَى إنقاذ الناصر. ولكن الناصر علم بالمؤامرة فاختفى في الغرفة ليشاهد الأحداث، ويأتي المتآمرون وقبل طعنهم النائم يظهر الأمير عبد الله والأمير الحكم والناصر أيضًا، وتحدث مقاومة تنتهي بالقبض عَلَى المتآمرين. ويعفو الناصر عن سيف النقمة، ولكن سيف النقمة يرفض هذا العفو ويصرُّ عَلَى الموت مع بقية أعوانه. أمَّا الأمير عبد الله فيقتل نفسَه بالسيف؛ لأنه في لحظة ما اتفق مع المتآمرين عَلَى قتل والده، وتنتهي المسرحية ببكاء الناصر عَلَى ولده عبد الله.

وقد كتب إسكندر شلفون مقالة عن المسرحية قال فيها: «شاهدتُ رواية «عبد الرحمن الناصر»، فأعجبني ما ابتكره فيها مؤلِّفها عباس علام من المواضيع الموسيقية الجديدة. ففي لحن «هذي الرياض الناضرة» قدَّم للفن والتلحين نوعًا جديدًا، هو مخاطبة الرياض ومناجاة الأزهر ومحادثة الورد والرياحين. كذلك في اللحن الذي ألْقتْه الصبايا عند بركة الماء، قدَم للملحنين مقالًا يرشدهم إلى أن الموسيقى لا تقف عند معاني الغزل والتشبيب، بل تتناول كل شيء، وأنه يجب عَلَى الملحن أن يبحث لنغماته الموسيقية عَلَى معانٍ أخرى غير التي تعوَّد أن يتخيَّرها حتى اليوم. منذ زمن بعيد وأنا أنادي بهذا المبدأ الموسيقي الجميل، وأخاطب أهل الفن باللسان واليراع ليزيدوا لنا أنواعًا جديد ومعانيَ عصرية حديثة في دائرة التلحين، ويسكتوا ولو يومًا واحدًا عن ترديد تلك النغمة المملة نغمة العشق والغرام، التي مجَّتْها الأسماع واستجارتْ منها الموسيقى.»١٢٢
وظلت فرقة عكاشة حتى أواخر فبراير ١٩٢١ تُعيد تمثيل هذه المسرحيات الأربع بمسرح حديقة الأزبكية، ومِن ثمَّ انتقلتْ بها إلى المسارح الأخرى داخل وخارج العاصمة، مثل: برنتانيا، والحمراء بالإسكندرية، وعدن بالمنصورة.١٢٣ بعد ذلك قامت الفرقة بإعادة تمثيل مسرحياتها القديمة مع مسرحياتها السابقة بمسرح الأزبكية حتى أول مايو ١٩٢١، سواء في حفلاتها النهارية أو الليلية. ومن هذه المسرحيات: «القضاء والقدر»، «طارق بن زياد»، «الأفريقية»، «مصرع الزباء»، «اليتيمتين»، «الشيخ متلوف»، «عظة الملوك»، «غانية الأندلس»، «تليماك»، «عائدة»، «أبو الحسن المغفل»، «الراهب المتنكِّر»، «معارك الحياة»، «أنجومار المتوحش».١٢٤
fig70
وطوال هذه الفترة لم تمثل الفرقة إلا مسرحيتين جديدتين: الأولى «الزوبعة» ابتداءً من منتصف مارس ١٩٢١، وهي كوميدي درامتيك، اقتبس فكرتَها عباس علام عن GASTON DEVORE في روايته LA CONSCIENCE DE L’ENFANT.١٢٥ وهي تمثِّل معركة من معارك الحياة بين القديم والحديث، وتُشِيد بفضائل الاعتماد عَلَى النفس والكفاح من أجل تنمية الثروة الوطنية، كما تبيِّن مساوئ الخيانة الزوجية وأثرها عَلَى الأسرة.١٢٦
fig71
عباس علام.
ويقول عباس علام عن ظروف تأليف هذه المسرحية: إن موضوعها «يدور حول تحليل نفسية امرأة هي طاهرة بطبيعتها، ولكنها معجبة بنفسها وبجمالها، وقد ساقتْها الظروف إلى أن تحوم حول الحب فضعفتْ وأغمضتْ عينيها وتدهورتْ، فلم تُفِق إلا وهي تتخبَّط بين ذِرَاعَيْ رجل ليس حليلَها، فثَارَ ضميرُها عليها وقَضَتْ حياة كلُّها آلام. وكان طبيعيًّا — وهذا هو موضوع الرواية — أن أختمها بالعفو عن مثل هذه الخاطئة التائبة، على أني لقيتُ اعتراضًا على هذه الفكرة من كل مَن قرأتُ عليهم روايتي. قدمتُها في سنة ١٩١٧ إلى الأستاذ عبد الرحمن رشدي فرَفَض أن يُمثِّلها ما لم أختمها بقَتْل هذه المرأة. طلبتُ تحكيم أستاذيَّ الدكتور منصور فهمي وحسين بك رمزي، فانضمَّا إلى رأي عبد الرحمن، فحفظتُ الروايةَ لديَّ. وفي سنة ١٩٢٠ قدَّمتُها لشركة ترقية التمثيل العربي، وكان للشركة لجنة جمعتْ بين فحول العلماء والفلاسفة والمفكرين، فأجمع الكل على ضرورة قَتْل المرأة. بل قال لي أحدهم، وهو مِن خيرة شبيبتنا المفكِّرة: «لو مُثِّلتْ روايتُك على حالها وعلمتُ أن قرينتي شاهدتْها، فإني أقتلك.» طلبتُ التحكيم مرة أخرى، وكان الحَكَم الأستاذ كامل بك البنداري، فانضمَّ إلى رأي اللجنة. وأخيرًا قال لي المرحوم محمد تيمور: ما دامتِ النفوس لم تتهيَّأ لقبول فكرتك فليس أمامك إلا أن تقتل هذه المسكينة خيرًا من تعطيل روايتك … فقتَلْتُها! ثمَّ مُثِّلتِ «الزوبعة» ومَثَّلت فكتوريا دَوْر الخاطئة. فرأيتُ ورأى الناس، ومنهم كل مَن قرءوا الرواية قبل تمثيلها، رأينا شيئًا غير الذي كتبتُه! … الألفاظ والعبارات هي هي، ولكن الروح الذي ظهرتْ به فكتوريا كان شيئًا آخَر لم يطرأ حتى على بالي أنا! بَلَّغتْ فكتوريا رسالتي إلى الناس بروح أقوى مما كتبتُ.»١٢٧
أما المسرحية الجديدة الثانية، فكانت مسرحية «الهاوية» أو «أنا الجاني»، تأليف محمد تيمور، ومثَّلتْها الفرقة لأول مرة يوم ٣ / ٣ / ١٩٢١ بمسرح حديقة الأزبكية، وقام بتمثيلها: أحمد فهيم، بشارة واكيم، عبد الله عكاشة، عبد العزيز خليل، وردة ميلان، فكتوريا موسى، روز اليوسف، أحمد ثابت، سيد جمال الدين، عثمان حلمي.١٢٨

ومسرحية «الهاوية» تدور أحداثها حول الشاب أمين بك بهجت، الذي يعيش حياة استهتار وإدمان للكوكايين، مع صديقين هما شفيق ومجدي، وهما من أصدقاء السوء، فلا همَّ لهما إلا استغلال هذا الصديق واستنزاف ماله. وبسبب إدمان أمين بك تنهار ثروته، ويعرض عزبته للبيع. أمَّا رتيبة هانم زوجته، فكانت لاهية في حياتها، بسبب إهمال زوجها لها، وهذا الإهمال أدَّى إلى وقوعها في براثن شفيق صديق زوجها، فأحَاطَها بالكلام المعسول حتى وقعتْ في حبه، وبعد إلحاح كبير من شفيق توافق رتيبة عَلَى مقابلته في منزله. وفي اليوم الموعود يتصل أمين بشفيق يدعوه لسهرة إدمان، ولكن شفيق يعتذر لأنه مريض، وأخيرًا تحضر رتيبة وقبل أن تجلس يحضر مجدي فيقوم شفيق بإخفائها في غرفة النوم، ويحاول أن يُخرِج مجدي بكل وسيلة، مما جعل مجدي يشك في وجود سيدة في المنزل، فيقول له شفيق فعلًا هناك سيدة ولكنها متزوجة ومن عائلة، ولا يريده أن يعرفها. وأمام هذا يُصرُّ مجدي عَلَى رؤيتها، وبالفعل يراها فيُبهَت عندما يعلم أنها رتيبة زوجة صديقهما أمين بك.

وأخيرًا استطاع شفيق أن يُنهِيَ هذا الأمر بأن دفع مبلغًا لمجدي حتى يصمت وينصرف. وبعد قليل يحضر أمين بك كي يطمئنَّ عَلَى صحة شفيق، فيُحاوِل شفيق صرفه دون جدوى، وهنا يشك أمين في تصرفات شفيق، ويفهم أن هناك امرأة في المنزل، فيعترف له شفيق بأن هناك امرأة بالفعل، وهي شقيقة صديقهما مجدي، ويطلب من أمين كتمان الأمر، وبهذا المنطق انصرف أمين. وتخرج رتيبة وتشكر ربها لأنها كادت أن تُفضح، وأن تسقط في الهواية، وتعتريها نوبة من صحوة الضمير، فتنهال عَلَى شفيق بالسب واللعن، وتقسم بأنها لن تعرفه بعد الآن. وفي اليوم التالي يأتي مجدي إلى أمين في منزله، وبسبب الكوكايين يصل الصديقان إلى درجة كبيرة من الإدمان، وصلتْ حدَّ قذْف التُّهَم والشتائم، فيقوم أمين بمُعايَرة مجدي لأن شقيقته كان بالأمس في منزل شفيق، فيقوم مجدي بمعايرته بالمثل قائلًا له إن زوجتك كانت بالأمس عند شفيق. وهنا يواجه أمين زوجته بما قاله مجدي، فنجدها تنهار وتعترف له بجريمتها، ولكنها تقول له أيضًا إنها السبب لأنه زوج غير جدير بها، وغير جدير بأن يحيا حياة الرجال. وهنا تتأزَّم حالة أمين النفسية، خصوصًا بعد تَعاطِيه كمية كبيرة من الكوكايين، فتنتهي المسرحية بموته.

fig72
غلاف مخطوطة مسرحية «الهاوية» أو «أنا الجاني».
أمَّا نشاط فرقة عكاشة منذ أوائل مايو، وحتى آخر الموسم في سبتمبر ١٩٢١، فقد تمثَّل في عرض مسرحيات جديدة بجانب العروض السابقة والقديمة أيضًا. وقد بدأتِ الفرقة هذه الفترة بنشر إعلان قالت فيه: «تعلن شركة ترقية التمثيل العربي بأنها أعدَّتْ بوفيه خارج التياترو، في ليالي شهر رمضان المبارك، به أفخر المرطبات وأجود المشروبات. وستشنف الآذان فيه جوقة الموسيقى الوترية برياسة حضرة النائب عبد الحميد علي في كل ليلة بين الساعة الثامنة والتاسعة. وابتداء حفلات التمثيل بالتياترو في شهر رمضان يكون الساعة التاسعة والنصف.»١٢٩
fig73
غلاف مخطوطة مسرحية «المنافقين».
fig74
مصطفى ممتاز.
وكانت مسرحية «المنافقين» أول مسرحية جديدة تمثِّلها الفرقة في هذه الفترة، ابتداءً من ١٢ مايو ١٩٢١. وهي اقتباس مصطفى ممتاز،١٣٠ وتمثيل: عبد العزيز خليل، عبد الحميد عكاشة، أحمد فهيم، أحمد ثابت، حسن حبيب، بشارة واكيم، محمد يوسف، أحمد فهمي الكبير، أحمد فهمي الصغير، فؤاد فهيم، فكتوريا موسى، فكتوريا سويد.١٣١

ومسرحية «المنافقين» تدور أحداثها حول حسن بك، وهو موظف في المعاش، يعيش في رغد في قصره بالريف، ويتميز بالكرم والعطاء، ويعشق الأصدقاء. وتعيش معه في المنزل زوجته أمينة هانم، وابن عمه فريد، وهو شاب مريض، وكان يُعالِجه الدكتور زكي. وفي يومٍ ما قام حسن بك بدعوة بعض الأصدقاء القدامى ليقضوا معه بضعة أيام في الريف، وبالفعل يحضر الأصدقاء، وهم: مرسي وشعبان ورمضان، ثمَّ يحضر أيضًا صاغ متقاعد في الجيش لأنه من الأصدقاء، ولكن حسن لم يتذكَّرْه، وخَجِل أن يسأله عن اسمه، وهكذا انضمَّ هذا الصاغ إلى صحبة الأصدقاء. ومن خلال وجود هذه المجموعة في منزل حسن بك تحدث أحداث كثيرة تتسم بالنفاق والرياء للاستفادة القصوى من عطف حسن بك وخيرات منزله. وفي أثناء ذلك يحضر الدكتور زكي ليُباشِر علاج فريد، فيلاحظ عليه تغيرات كثيرة بسبب الحب.

وأخيرًا يعلم الدكتور أن فريد يحب أمينة هانم زوجة ابن عمه حسن بك، فيجتهد في إنهاء هذا الحب الذي سيَقضِي عَلَى سعادة هذا المنزل. وفي لحظة انفراد فريد بأمينة، نجده يبثُّها أشواقَه وحبَّه ممسكًا يدها، وهي في ذهول مما تسمع، حيث إنها تعامله معاملة الأخ، وهنا يدخل عليهما أصدقاء حسن بك فيرتبكان. وفي اليوم التالي نجد الأصدقاء يُخبِرون الزوج بما شاهدوه، وبذلك أدخلوا الشك في قلبه، ونصحوه بأن يُفاجِئ العشيقين متلبِّسين، وذلك بأن يُخبِرهما بسفره المفاجئ إلى العاصمة، وأنه سيأتي غدًا، وفي الليل يحضر ليضبطهما. وبالفعل يقوم حسن بتنفيذ خطة أصدقائه، وبعد عدة مواقف مؤثِّرة ومتناقضة بين الشك واليقين استطاع الدكتور زكي الذي يعلم حقيقة الأمر أن يُنقِذ أمينة هانم، ويُنقِذ فريد أيضًا، وتنتهي المسرحية بسفر فريد ليُباشِر عملَه الجديد في أسيوط، كما سافر جميع الأصدقاء الذين كانوا السبب في زلزلة سعادة المنزل، وبالأخص الصاغ الذي يكتشف أن حسن بك ليس صديقه القديم حيث تشابهت عليه الأسماء.

أمَّا المسرحية الجديدة الثانية التي مثَّلتْها فرقة عكاشة، فكانت مسرحية «قابيل» اقتباس عباس حافظ، ومُثِّلتْ بمسرح الأزبكية ابتداءً من ١٣ / ٦ / ١٩٢١. وقد برز من ممثليها: عبد العزيز خليل وبشارة واكيم وعبد الله عكاشة.١٣٢ والمسرحية الثالثة كانت «صباح» ترجمها حامد الصعيدي عن رواية «مينيون»، ومن تلحين داود حسني، ومُثِّلت ابتداءً من ٩ / ٧ / ١٩٢١.١٣٣ والمسرحية الرابعة كانت «الرئيس بولمان» تعريب بشارة واكيم، وعُرِضت في ٢ / ٩ / ١٩٢١.١٣٤ والمسرحية الأخيرة كانت «العمدة»، تأليف القاضي إبراهيم جلال. وقد كتبها من واقع عمله بالقضاء الأهلي، ومثَّلتْها فرقة عكاشة ابتداءً من ٢٣ / ٩ / ١٩٢١، وكانت من تمثيل: عبد الله عكاشة، محمد يوسف، أحمد ثابت، فؤاد فهيم، جميلة إلياس، فكتوريا سويد، وردة ميلان.١٣٥
وقد نشر إبراهيم جلال مضمون مسرحية «العمدة» بجريدة «الأخبار» في ١٣ / ٩ / ١٩٢١، قائلًا:

(أردتُ أن أصوِّر) المشاهد التي تنوء بها القرى، تلك المشاهد التي خَبَرْتُها أربعة عشر عامًا كاملة استعرضتُ فيها كثيرًا من أمراض مصر الاجتماعية، وتبيَّنتُ أن العمدة علة الأمن العام، فإذا أحسنوا اختياره فلم يُرهِقوه أو يورِّطوه، وكان له من نفسه وازع الخير وكفَّ يدَه ولسانَه عن المحارم، واستمع لكل شاكٍ؛ عاش أهل القرية بسلام وامتنع الكثيرون عن الإجرام. أمَّا إذا اتخذ العمدة وظيفته موردًا للرزق، واستعان بأعوانه عَلَى ابتزاز المال؛ قضى بعمله عَلَى السلامة والسلام وأيقظ في أعوانه شهوة الإجرام. فترى الصيرفي يُغالِط عامة أهل القرية في حساب الضرائب، ودلَّال المساحة يُظاهِر الأقوياء من أصحاب المزارع عَلَى ضعافهم، والقابلة تعمل عَلَى إجهاض كل حامل وإخفاء آثار جرائم الأعراض، وترى الخُفَراء وشيخهم في الأسواق العامة يضربون المكوس عَلَى الدجاج والسمن والبيض والبقل، لا يخافون الله ولا يستحون؛ ذلك لأنهم أشركوا العمدة فيما كسبتْ أيديهم فأمِنوا حسابَه واتخذوه شاهد نفي إذا عَلَتِ الأصوات بالشكوى فبلغتْ مسامع الحكومة. وسيرى الناس في عرض الرواية كيف ينتقم العمدة وأنصاره من الرجل الشريف الذي تصدَّى لهم، وكيف يَقتُل شيخ الخفراء رجلًا آمنًا في داره ثمَّ يلصق الجريمة بذلك الرجل الشريف، ثمَّ يَظهَر الحق بعد ذلك ناصعًا أبلج. هذا هو مدار رواية «العمدة» ومحور وقائعها.

وفي هذه الفترة أيضًا اشتركت الفرقة بعروض خاصة للأعمال الخيرية، منها مسرحية «عبد الرحمن الناصر» ضمن مهرجان الجمعية الخيرية الإسلامية بحديقة الأزبكية في أول مايو.١٣٦ كما شاركت بنفس المسرحية أيضًا في ليلة خيرية مساعدةً منها لقسم التعليم المجاني بكلية مصطفى كامل في منتصف مايو. وقد ألقى علي فهمي كامل شقيق الزعيم مصطفى كامل خطبة مناسِبة لهذا الاحتفال.١٣٧ وأخيرًا قدمت الفرقة مسرحية «الزوبعة» لصالح نادي التجارة العليا، وكانت تحت رعاية الأمير محمد علي، في ٢٢ / ٥ / ١٩٢١.١٣٨
وبخلاف المسرحيات الجديدة والعروض الخيرية، أعادت الفرقة عَلَى مسرح حديقة الأزبكية منذ مايو وحتى نهاية الموسم مجموعة من مسرحياتها القديمة والسابقة، منها: «تليماك»، «عظة الملوك»، «اليتيمتين»، «مغائر الجن»، «القضاء والقدر»، «هدى»، «ألا مود»، «أنجومار»، «القضية المشهورة»، «اليد السوداء»، «الناصر»، «الشيخ متلوف»، «غانية الأندلس»، «عائدة»، «مصرع الزباء»، «أنس الجليس»، «هملت»، «ضحية الغواية»، «الراهب المتنكر»، «أبو الحسن المغفل»، «الكابورال سيمون»، «الأمير سليم»، «القضاء والقدر».١٣٩

موسم ١٩٢١-١٩٢٢

لم تبدأ فرقة عكاشة موسمها هذا كبداية أي موسم سابق، حيث إنها لم تتوقف لتفصل بين الموسمين، بل ظلت تعمل باستمرار. وفي هذا الموسم، ومن الناحية الإدارية والتنظيمية، كانت تقدِّم حفلات نهارية بمسرحها بالأزبكية يومي الجمعة والأحد، ولكنها أوقفتْ هذه الحفلات في شهر رمضان، واكتفتْ بالحفلات المسائية فقط.١٤٠ كما زوَّدت الفرقة مسرحها بعشرين مروحة كهربائية من أجل راحة الجمهور.١٤١
أمَّا من الناحية الفنية فقد قدَّمت الفرقة في هذا الموسم ثماني مسرحيات جديدة؛ الأولى: «أبطال المنصورة»، تأليف إبراهيم رمزي، وبدأ تمثيلها في أواخر أكتوبر ١٩٢١.١٤٢ ومسرحية «آه يا حرامي» اقتبسها عباس علام من رواية PICK POCKET، وبدأ تمثيلها في أواخر ديسمبر ١٩٢١، وهي من تلحين كامل الخلعي،١٤٣ ومن تمثيل: عبد الله عكاشة، عبد العزيز خليل، فؤاد فهيم، عبد الحميد عكاشة، لبيبة ماللي، فكتوريا سويد، فاطمة سري، روز اليوسف، وردة ميلان، بشارة واكيم، أحمد ثابت، محمد يوسف، حسن كامل، عبد الرحمن شعراوي.١٤٤
fig75
غلاف مخطوطة مسرحية «آه يا حرامي».

ومسرحية «آه يا حرامي» تدور أحداثها حول كمال بك، وهو متعلِّم ومن الأغنياء، ومُؤمِن بحرية المرأة، وكان يكتب مقالات كثيرة في هذا الموضوع. وبسبب هذه المقالات تزوجتْه بهيجة هانم المتحرِّرة. وفي يوم يأتي إلى منزلهما ظريف، وهو شاب يريد أن يتزوج ودائمًا يغازل النساء، لعله يجد عروسة مناسبة. وعندما أراد ظريف مقابلة كمال لم يجده فقَابَل زوجته بهيجة، التي استحسنتْ كلامه، فطلب أن يرسم لها صورة فوافقتْ. وبعد انتهاء الصورة يحضر كمال، ويتعرف عَلَى ظريف. ونعلم من حوارهما أن ظريف أحضر خطاب توصية من أحد أصدقاء كمال، كي يجد كمال له وظيفة. وعندما يقرأ كمال الخطاب، يعلم من كاتبه أن ظريف يبحث عن عروسة، وفي سبيل ذلك يغازل كل امرأة يقابلها. وهنا يشك كمال في زوجته وظريف، خصوصًا عندما رأى صورتها المرسومة بيد ظريف. وفي اليوم التالي نجد ظريف يحضر إلى المنزل مرة أخرى، فيجد الآنسة فكرية جارة بهيجة، وقد حضرتْ كي تعرف اسم اللوكاندة التي ستذهب إليها بهيجة في أسوان لقضاء الشتاء، وذلك كي تذهب إليها مع خالها المتمارض فضلي بك.

وبذلك عرف ظريف اسم اللوكاندة، فقرَّر الذهاب إليها قبل الجميع؛ لأنه أُعجِب بفكرية وصمَّم عَلَى الزواج منها. وفي أسوان تحدث مواقف كوميدية كثيرة، بسبب سوء التفاهم. فمثلًا نجد كمال بك يتنكر في زي تاجر ريفي، كي يراقب زوجته؛ لأنه يشك في وجود علاقة بينها وبين ظريف، خصوصًا وأنه رأى ظريف مقيمًا في نفس اللوكاندة، ويتقابل كثيرًا مع زوجته بهيجة. والحقيقة أن بهيجة صادقت ظريف عندما علمتْ منه أنه يحب فكرية، فوعدتْه بالمساعدة. كما نجد فكرية تميل إلى ظريف، ولكنها خائفة منه لأنها رأتْه يسرق منديلًا من التاجر الريفي. والحقيقة أن ظريف سرق المنديل، بإيعاز من بهيجة، عندما رأتِ التاجر وشكَّتْ في أنه كمال زوجها. وفي المسرحية مواقف كثيرة مماثلة، وأخيرًا تنتهي هذه المواقف باتهام ظريف بأنه حرامي، ولكن الحقيقة تظهر للجميع، وتتم خطبة ظريف عَلَى فكرية، ويندم كمال لأنه شك في زوجته، وبذلك تنتهي المسرحية.

أمَّا المسرحية الثالثة فكانت أوبرا «شمشون ودليلة»، تعريب بشارة واكيم، وتلحين داود حسني، وديكور مسيو لوريه رسام الأوبرا، وملابس مسيو كباريني خياط الأوبرا، وبدأ تمثيلها في أوائل يناير ١٩٢٢.١٤٥ ومسرحية «الثقلاء» كانت الرابعة، وهي من تأليف موليير، وتعريب محمد عثمان جلال، وبدأ تمثيلها في أواخر فبراير ١٩٢٢.١٤٦ والمسرحية الخامسة كانت «شيك»، تأليف حامد الصعيدي، وتلحين داود حسني، وإخراج عبد العزيز خليل. وبدأ تمثيلها في أواخر أبريل ١٩٢٢.١٤٧
ومسرحية «ملاك وشيطان» أو «أسرار القصور»١٤٨ لعباس علام، كانت السادسة، وبدأ تمثيلها في أوائل يولية ١٩٢٢.١٤٩
fig76
غلاف مخطوطة مسرحية «ملاك وشيطان».
أمَّا المسرحية السابعة فكانت أوبريت «الدموع» أو «الدموع الجديدة»، لوصفي عمر وأحمد حلمي سلام، وتلحين داود حسني، وإخراج عبد العزيز خليل، وتمثيل وغناء فاطمة سري، وبدأ تمثيلها في أواخر يولية ١٩٢٢.١٥٠ أمَّا مسرحية «العقد الذهبي» التي بدأتِ الفرقة تمثيلها في أواخر سبتمبر ١٩٢٢،١٥١ فكانت آخِر مسرحية جديدة تقدِّمها فرقة عكاشة في هذا الموسم.
fig77
إعلان مسرحية «الدموع».
أمَّا حفلات الفرقة التي قدَّمتْها لصالح الأعمال الخيرية في هذا الموسم، فكانت متنوعة، منها: عرض مسرحية «صباح» يوم ٢٦ / ٢ / ١٩٢٢، وخصَّصت الفرقة إيرادها لصالح الممثل أحمد فهيم، الذي انقطع عن التمثيل بسبب مرضه. ويشاء القدر أن يُتوفَّى هذا الممثل بعد هذا الاحتفال بأيام قليلة.١٥٢ كما مثَّلت الفرقة المسرحية نفسها يوم ١٧ مارس وخُصِّص إيرادها لصالح المدرسة الإعدادية الثانوية.١٥٣ وفي ١١ أبريل مثَّلت الفرقة مسرحية «عبد الرحمن الناصر» بالأوبرا، وخصَّصت دخلها لصالح ملجأ الأيتام واللقطاء التابع لجمعية رعاية الأطفال المصرية.١٥٤ وقد عرضت الفرقة أيضًا هذه المسرحية بالأوبرا في شهر أبريل، وخصَّصت إيرادها لجمعية القديس جاورجيوس الأرتوذكسية الخيرية.١٥٥ كما عرضت الفرقة بالأوبرا، وفي أبريل أيضًا أوبرا «شمشون ودليلة» لصالح جمعية التوفيق القبطية، ومسرحية «هدى» لصالح قسم التعليم المجاني بكلية مصطفى كامل.١٥٦
ولم تبرح الفرقة العاصمة طوال هذا الموسم، إلا في الأسبوع الأول من سبتمبر ١٩٢٢، حيث قامت برحلة فنية إلى الإسكندرية، فعرضت بتياترو الهمبرا، معظم مسرحياتها الجديدة: ومنها: «شمشون ودليلة»، «آه يا حرامي»، «الدموع»، «شيك»، «ملاك وشيطان».١٥٧
لم يتبقَّ من نشاط فرقة عكاشة في هذا الموسم سوى ما قامتْ به من إعادة عرض مسرحياتها القديمة، ومسرحياتها من المواسم السابقة، ومنها: «صباح»، «هدى»، «الرئيس بولمان»، «الزوبعة»، «العمدة»، «ألا مود»، «محاسن الصدف»، «ضحية الغواية»، «عائدة»، «مصرع الزباء»، «الشيخ متلوف»، «اليتيمتين»، «عبد الرحمن الناصر»، «عظة الملوك»، «أبو الحسن المغفل»، «القضاء والقدر»، «الطبيعة والزمن»، «الهاوية»، «الكابورال سيمون»، «الراهب المتنكر»، «تليماك»، «المنافقين»، «أنجومار المتوحش» أو «تنازع الرئاسة»، «قابيل»، «أنيس الجليس»، «شهداء الوطنية».١٥٨

موسم ١٩٢٢-١٩٢٣

يُعتبر هذا الموسم هو ثالث موسم تُحيِيه فرقة عكاشة دون توقُّف، وهذا دليل عَلَى نجاحها ومدى إقبال الجماهير عَلَى عروضها. ومن الناحية الإدارية أعادتِ الفرقة في هذا الموسم نظام الحفلات النهارية، ظُهْر كل يوم أحد وجمعة، ابتداءً من أول أكتوبر ١٩٢٢. كما حدَّدت أسعار الدخول بصورة ثابتة للحفلات الليلية والنهارية، وذلك للمسرحيات التي مُثِّلت في المواسم الماضية. فأسعار الحفلات الليلية تم تحديدها بالقروش كالآتي: ١٢٠ بنوار، ٢٠٠ لوج ممتاز، ١٥٠ ألواج منمرة، ١٠٠ لوج، ٢٥ كرسي فوتيل مخصوص، ٢٠ كرسي فوتيل، ١٥ كرسي بلكونة مخصوص، ١٠ كرسي بلكونة. أمَّا أسعار الحفلات النهارية، فكانت كالآتي: ١٠٠ بنوار، ١٥٠ لوج ممتاز، ١٢٠ ألواج منمرة، ١٠٠ لوج، ٢٠ كرسي فوتيل مخصوص، ١٥ كرسي فوتيل، ١٠ كرسي بلكونة مخصوص، ٨ كرسي بلكونة. أمَّا المسرحيات الجديدة فلها أسعار أخرى.١٥٩
وفي ٣ / ١ / ١٩٢٣ نشرتْ جريدة الأفكار خطابًا من محمد سعيد باشا رئيس الوزراء إلى طلعت حرب، بمناسبة زيارته إلى مسرح حديقة الأزبكية، قال فيه:

عزيزي طلعت بك … أُهديك خالص التحية والسلام وبعدُ؛ فإني أحمد الله — تعالى — عَلَى تلك الفرصة، التي أتاحتْ لي بناءً عَلَى دعوتك، زيارة ذلك المعهد الأخلاقي «تياترو الأزبكية». فقد سرَّني ما رأيتُه من إتقان البناء وإبداء النظام، فضلًا عن البراعة التي أظهرها الممثِّلون في زمن قريب كهذا، وإني وإنْ شكرتُ لك هذه الدعوى، فإنما أُحيِّي فيك هِمَّة الرجال العاملين في هذا البلد، وهو أحوج البلاد إلى مجهود أبنائه. فالحمد لله الذي وفَّقك لوضع أساس الاستقلال المالي في «بنك مصر»، وألهمك وضع أساس الاستقلال الأخلاقي في «معهد التمثيل». والأمم لا تَرقَى إلا بالرجال، تُحلِّيها الأخلاق ويؤيِّدها المال. جزاك الله عن مصر خير الجزاء، ووفَّقك وإيَّانا لسواء السبيل. آمين.

وإذا نظرنا إلى النشاط الفني للفرقة في هذا الموسم، سنجده يتمثَّل في عرض أربع مسرحيات جديدة، تألَّق فيها ممثلون انضمُّوا حديثًا للفرقة، وهم: عمر وصفي، حسين رياض، عبد المجيد شكري.١٦٠ وكانت مسرحية «الخطيئة»، أولى المسرحيات الجديدة، وهي بقلم مصطفى ممتاز وأحمد حلمي سلام، وبطولة عبد العزيز خليل وفكتوريا موسى، وبدأ تمثيلها يوم ١٩ / ١٠ / ١٩٢٢.١٦١ وهذه المسرحية تبحث في كثير من أمراض المجتمع الإنساني، وبالأخص ما يتعلَّق بسقوط المرأة، ذلك السقوط الذي يقضي عَلَى حياتها وسمعتها.
fig78
طلعت حرب.
أمَّا المسرحية الجديدة الثانية فكانت أوبرا «اللؤلؤة» تلحين كامل الخلعي، وإخراج عبد العزيز خليل، وتمثيل: فاطمة سري، زكي عكاشة، عبد الله عكاشة، عبد الحميد عكاشة، وبدأ تمثيلها أواخر أكتوبر ١٩٢٢.١٦٢ والمسرحية الثالثة كانت «٢٤ ساعة» تأليف وصفي عمر وسليمان نجيب، وبدأ تمثيلها في منتصف ديسمبر.١٦٣ والمسرحية الأخيرة كانت «المحامي المزيف»،١٦٤ وتم تمثيلها في أواخر يناير ١٩٢٣.١٦٥

وكمثال لموضوعات هذه المسرحيات الجديدة نجد مسرحية «اللؤلؤة» تدور أحداثها في جزيرة سيلان، حيث يتجمع الصيادون في أحد الشواطئ لاختيار رئيسهم الجديد، ويعتبر هذا الشاطئ فريدًا في نظامه المعيشي، حيث لا يسكنه إلا الرجال فقط تبعًا لتعاليم الإله برهمة. وبعد محاولات كثيرة لهذا الاختيار يتفق الجميع عَلَى «زورجا» كرئيس للصيادين، وبعد عدة أيام يحضر إلى الجزيرة «نادر»، وهو من ألَدِّ أعداء زورجا في الماضي، ولكنه الآن أتي له كصديق. وبالفعل يتم الوفاق بينهما عَلَى أساس الوفاء والإخلاص. وفي يوم ما تحضر إلى الجزيرة الفتاة ليلى، وتطلب من الصيادين أن تعيش بينهم، فيوافق زورجا بشرط ألا تعشق أي إنسان عَلَى هذا الشاطئ تبعًا لتعاليم برهمة، فتوافق ليلى عَلَى هذا الشرط. وفي أثناء تواجدها عَلَى الشاطئ يراها نادر ويعرف شخصيتها، وهنا يتذكر قصته معها، حيث كان منذ سنوات مطارَدًا من جماعة أشرار، فاستنجد بكوخٍ في الطريق، وكانت ليلى صاحبة الكوخ، وقد ساعدتْه عَلَى الهرب. وبعد انصراف الأشرار خرج نادر وشكر ليلى وأعطاها عقدًا هديةً لها بعد أن شعر بحبِّه نحوها.

وفي أثناء تذكر نادر لهذه الأحداث يرى ليلى مرتدية العقد، وبعد أحداث كثيرة تتعرف ليلى عَلَى نادر، وتُخبِره بحبِّها له منذ أن الْتَقتْ به في الكوخ، كما يبوح نادر لها بحبِّه أيضًا، ولكن ليلى تخشى من انتقام الإله برهمة ومن رئيس الصيادين زورجا؛ لأنها أحبَّتْ رجلًا يعيش في هذا الشاطئ. وفي لحظة عِنَاق بين نادر وليلى يحضر الصيادون ويُشاهِدون هذا المنظر، فيحكم الكاهن عَلَى العاشقين بوضعهما في أتون النار الموجود في معبد برهمة كقربان له. وفي يوم تنفيذ هذا الحكم يحضر زورجا إلى المعبد، ويصيح في الحاضرين بأن النار تلتهم منازلهم ومزارعهم، فيترك الجميع المعبد ويذهبون لإخماد النار، وهنا يقوم زورجا بفكِّ قَيْد العاشقين ويساعدهما عَلَى الهرب؛ لأنه مؤمن بالصداقة والحب. وبعد هرب العاشقين يحضر الصيادون إلى زورجا بعد أن علموا بأنه هو الذي أضرم النار في منازلهم ومزارعهم، فيحكم الكاهن عليه بالموت حرقًا، وتنتهي المسرحية بأن أَلْقَى زورجا بنفسه في أتون نار الإله برهمة.

أمَّا عروض فرقة عكاشة الخيرية، فتمثَّلت في عرض مسرحية «عبد الرحمن الناصر» يوم ١٠ نوفمبر ١٩٢٢ لصالح لجنة التجار السوريين الخيرية، وأوبرا «شمشون ودليلة» يوم ٢٦ ديسمبر لصالح جمعية الإيمان القبطية الأرتوذكسية، ومسرحية «هدى» يوم ١٠ أبريل ١٩٢٣ بالأوبرا لصالح جمعية التوفيق القبطية.١٦٦
ولم تبرح الفرقة مسرحها بالعاصمة إلا يوم ٢٠ / ١٢ / ١٩٢٢ لتمثيل مسرحية «العمدة» بتياترو المجلس البلدي بالمنصورة، ولم يبقَ من نشاط الفرقة في هذا الموسم إلا إعادتها لبعض مسرحياتها من المواسم السابقة، ومنها: «أبطال المنصورة»، «شمشون ودليلة»، «عظة الملوك»، «آه يا حرامي»، «الزوبعة»، «الدموع»، «عبد الرحمن الناصر»، «شيك»، «ملاك وشيطان»، «ألا مود»، «عائدة»، «العقد الذهبي»، «أبو الحسن المغفل»، «تليماك»، «مصرع الزباء»، «صباح»، «الشيخ متلوف»، «البخيل»، «غانية الأندلس»، «هملت»، «هدى»، «العمدة»، «اليتيمتين»، «اليد السوداء».١٦٧
ومن الملاحظ في هذا الموسم أن بعض النقَّاد بصحيفة الأفكار بدءوا يوجِّهون أقلامهم نحو عروض الفرقة، حتى ولو كانت هذه العروض لمسرحيات تمَّ عَرْضُها في المواسم السابقة. فمثلًا نجد محمود عماد بوزارة الأوقاف يكتب مقالة في ٢٥ / ٣ / ١٩٢٣ عن مسرحية «شمشون ودليلة» بمناسبة تمثيلها في ليلة عيد ميلاد ملك مصر، قال فيها:

مؤلِّف هذه الرواية أو واضعها عَلَى الأصح لم يُحسِن إعدادَها للمسرح … ولم يُبرِز من حوادث شمشون الجبار المدهشة الشاذة ما يستفزُّ اهتمامَ الجمهور وانتباهه. واكتفى منها بحادثة عادية، هي قتْل رجل من الفلسطينيين، مع أن له من حوادث البطولة في عدائه لهؤلاء، ومن حادثة شَطْر الأسد إلى شطرين وغيرها، ما هو أدْعَى إلى إظهار شخصيته العظيمة وتقريبها من عقول الناس، حتى يعجبوا من ضعفه واستكانته بعد قصِّ شعره، ويَرَوْا في الرواية شيئًا من المفاجآت الروائية المشوِّقة التي هي رأس مال التمثيل. ولولا حادثة زحزحة العمودَيْن التي أدَّتْ إلى هَدْم المعبد، وخُتِمتْ به الرواية؛ لرأى الناس في شمشون رجلًا عاديًّا لا يُعتدُّ به … والغريب أن فترات الانتظار خلال الفصول كانت أطول من الفصول نفسها. أضِفْ إلى ذلك أن القائم بدور شمشون الجبار هو الشاب الرقيق الأنيق زكي عكاشة، صاحب الصوت الذائب الأغنِّ، وأن عبارة الرواية من صوغ الممثِّل المَاجِن الخفيف بشارة واكيم، الذي عرفناه ممثِّلًا فقط، ولم نعرفه كاتبًا ومعرِّبًا. وزِدْ عَلَى ما تقدَّم أن الرواية نثرية وأنها أوبرا (تلحينية)، وأن ملحِّنها داود حسني الذي لا يَعرِف من الموسيقى إلا الموَّال والمذهب والدور … وإذا ضربنا صَفْحًا عن كل ما سردناه من عيوبها، فلا نصفح أبدًا عن سوء ذوق الفرقة في اختيارها تمثيل هذه الرواية التي تنتهي بالهدم والتخريب في عيد ميلاد مليك البلاد، ولا يخفى أن ذلك ليس من التأديب والتفاؤل في شيء.

بعد نشر هذه المقالة بيوم واحد كتب الصحفي عبد العزيز توفيق مقالة أخرى بعنوان «تاريخ رواية «شمشون ودليلة»» بدأتْ بتعضيد كل ما قاله محمود عماد في مقالته السابقة، ثمَّ زاد عليه كمًّا هائلًا من الذمِّ والسبِّ في رجال فرقة عكاشة، حتى وصل إلى غرضه الأساسي، وهو أن إبراهيم رمزي ترجم لفرقة عكاشة هذه المسرحية منذ سبع سنوات، وأن الفرقة لم تأخذ بها، وعهدت لبشارة واكيم بترجمتها حتى يستطيع أن يُقحِم القِطَع الغنائية بصورة تُرضِي الفرقة، حتى ولو كانت هذه الأغاني لا تتفق مع الموضوع، وهو الأمر الذي لم يَقُمْ به إبراهيم رمزي.١٦٨
fig79
فاطمة سري.
وفي ١٦ / ٤ / ١٩٢٣ كتب محمود طاهر مقالة ثالثة عن مسرحية «آه يا حرامي»، قال فيها: «أصل «آه يا حرامي» مهزلة إنجليزية اسمها «بيبوكيت»؛ آه النشال، لكاتب إنجليزي يُدعَى «جورج بهاوتراي»، مُثِّلت للمرة الأولى عَلَى مسرح جلوب بلوندرا (لندن) يوم ٢٤ / ٤ / ١٨٨٦؛ لذلك لا أرى ما يُبرِّر لعباس علام إغفاله ذكر المؤلِّف بتاتًا، وإيهام الجمهور بأن الرواية «بقلمه»١٦٩ … فأمَّا من ناحية التمصير فالحق يُقال، إن علام قد أجاد إعداد الشخصيات الأصلية للمسرح المصري — من حيث هي شخصيات في مهزلة — إجادة تشهد له بالشيء الكثير من الحذق والمهارة في هذا المضمار، كما تشهد له نكاته فيها بخِفَّة الروح وسلامة الذوق ورقة المزاج، وإن المُشاهِد ليَشعُر بالروح المصرية منتشرة عَلَى المسرح، الشيء الذي لم يُوفَّق إليه أغلب الممصِّرين … وكان مجهوده في هذه الرواية عَلَى وشك الكمال، لولا كَبْوةٌ كَبَاها كُنَّا نظنُّه أكثر احتراسًا منها وأبعد عن مواطنها. فالظاهر أنه خضع للفكرة المتسلِّطة عَلَى عقول القائمين بأمر مسرح حديقة الأزبكية، فكرة وجوب إيجاد الألحان في الروايات التي تُقدَّم إليهم … أراد علام أن يُجارِيَ هذه الفكرة، فنَحَا نحوَ أمين صدقي في تمصير رواياته فحشر مواضع الأغاني حشرًا بمناسبة وبغير مناسبة! … وإن كان وجود الغناء والرقص حتمًا، فمِن الواجب عَلَى المؤلِّف أو الممصِّر أن يُوجِد لهما المناسبات الصالحة، التي تربط بينهما وبين صلب السياق، فلا يكونان دخيلين فضوليين … بَقِيَ الممثلون: فأما عبد العزيز خليل فقد أبرز شخصية الرجل المتمارض كاملة غير منقوصة، فهو لذلك يستحق الثناء كاملًا غير منقوص. «بشارة يواكيم»: قام بدور ظريف بما عهدناه فيه من حذق وخفة روح، ولكنه كان كثير الحركات سريع اللهجة أكثر مما يجب، «عبد الله عكاشة»: كان إذا تكلم كمَن يحاول أن يغنِّي، وإذا غنَّى كان كمَن يحاول أن يتكلم، «السيدة فاطمة سري»: لولا جمال صوتها لاتَّضح ضعف التلحين، ولكانت الموسيقى في هذه الرواية أول عناصر سقوطها، «ثابت أفندي»: قام بدور «البربري» وأضحك المشاهدين في مواطن كثيرة. ولقد عجبنا من أمره في الفصل الثالث، إذ لم يَأْبَه بالحائط الفاصلة بين غرفتي الفندق، فكان يَختَرِقها بسهولة وبدون أي مجهود، حتى ليَحسِبه المشاهد أنه من الشياطين السود.»

موسم ١٩٢٣-١٩٢٤

لم نقف بصورة دقيقة عَلَى بداية هذا الموسم بالنسبة لفرقة عكاشة، وذلك بسبب قلة أخبارها وإعلاناتها في الصحف. تلك الصحف التي وجَّهت اهتمامها منذ مارس ١٩٢٣ إلى ظهور أحدث فرقة في ذلك الوقت، وهي فرقة يوسف وهبي. وبالرغم من ذلك — وبناءً عَلَى ما بين أيدينا من أخبار وإعلانات ووثائق — فقد بدأت أخبار فرقة عكاشة في الظهور منذ منتصف ديسمبر ١٩٢٣.

وهذه الأخبار دلَّتْنا عَلَى وجود شقاق بين إخوان عكاشة، عبَّرت عنه مجلة «التمثيل» قائلةً: «من المُضحِكات المُبكِيات أن فرقة عكاشة منقسمة إلى حزبين؛ حزب عَلَى رأسه عبد الله عكاشة وفكتوريا موسى وعبد العزيز خليل، والآخَر عَلَى رأسه زكي عكاشة وحاشيته. فرئيس الحزب الأول يُحاوِل جهدَه إخراج الروايات الكوميدية والدراما، لتمثِّل فيها زوجته فكتوريا موسى الدورَ الأول. ورئيس الحزب الثاني لا يمثِّل إلا الأوبريت، وهكذا فالمسألة مسألة شُهْرة وحب ظهور، أمَّا الفن فعليه السلام ورحمة الله.»١٧٠
ومهما يكن مِن أمر هذا الانقسام، فإن فرقة عكاشة عرضت في هذا الموسم مجموعة مسرحيات جديدة، منها: «معروف الإسكافي» تمصير محمد عبد القدوس ومحمد محمد، ومُثِّلت في أواخر ديسمبر ١٩٢٣.١٧١ ومسرحية «زبيدة» تأليف محمد حلمي الحكيم ومحمد فريد أبو حديد، ومن تلحين داود حسني، ومن إخراج زكي عكاشة، ومن تمثيل: محمد بهجت، أحمد فهمي، علية فوزي، زكي عكاشة. وقد عرضتْها الفرقة في مارس ١٩٢٤. ومضمونها يقوم عَلَى أن الفتاة الفقيرة التي لا نصيب لها من رفاهية الحياة وزخرفها، يجب ألا يغضَّ البصرَ عنها الشابُّ المتعلِّم العاقل الغني، ولا يجب أن يجعل من فقْرها فاصلًا بينها وبينه، يمنع عواطفه نحوها من الانطلاق في مجراها الطبيعي، خصوصًا إذا كانت هذه الفتاة من أصل طيب، ومن بيئة عَرَفَتْ كيف تُهذِّبها وتَغرِس في نفسها بذور الفضيلة والخير.
وقد كتب الناقد عدلي جرجس كلمة عن مسرحية «زبيدة»، قال فيها: «هي رواية من النوع الغنائي، الذي يسود فيه التلحين عَلَى جوهر الرواية نفسها … ولقد حاول زكي عكاشة جهدَ استطاعته أن يغنِّي دوره جيِّدًا ويمثله كذلك، فكان في الحالة الأولى موفَّقًا أكثر منه في الثانية. إلا أننا نأخذ عليه بعض الحرارة في غير موضعها … ولنا كذلك ملاحظة نُبدِيها عَلَى الأستاذ محمد بهجت، الذي كان له الفضل في إخراج هذه الرواية، فلقد أجاد دوره كل الإجادة، ولكنه تصرَّف فيه تصرُّفًا كبيرًا، وأضاف عليه ألفاظًا من عندياته، ليست من الرواية في شيء، كما علمنا من مصدر وثيق. غير أننا نُهنِّئ أحمد فهمي عَلَى تمثيله الكوميدي اللطيف، فهو ممثل خفيف الظل حلو الروح، قد يبلغ شأوًا بعيدًا، لو أنه اعتنى بإلقاء الكلام جيِّدًا وتقوية مخارج اللفظ. أمَّا الآنسة علية فوزي، فقد أدهشتْنا أيَّما اندهاش وأجبرتْنا عَلَى الإعجاب بها، والنظر إليها نظرة خاصة من حيث إنها حديثة العهد بالمسرح، وعلى رغم حداثتها هذه، أبدعتْ كل الإبداع في معظم مواقفها. والذي سرَّنا للغاية هو أنها كانت لا تُغنِّي دورها فقط، بل تمثِّله تمثيلًا يكاد في بعض الأحايين يفوق غناءها وقعًا وتأثيرًا … والآن لنا كلمة عن تلحين الرواية، وعن أسلوب داود حسني الذي اتخذه لذلك، فنقول إن مزاجه الموسيقي شطَّ به في مواضع كثيرة من الرواية، وإن هناك بضعة ألحان لا تتفق مع المعنى الذي تؤدِّيه، خصوصًا في الفصل الأول الذي كان يستلزم كمية كبيرة من الطرب، ما دامت أشعاره عبارة عن موشَّحات أندلسية. وفي الختام نلفت نظر حضرة المدير الفني زكي عكاشة، إلى أن الفصل الأول طويل جدًّا، وأنه يحسن به شطره إلى قسمين، ينتهي أولهما عند رقصة «أحلام العاشقة»، التي لحَّنتْها بمهارة نادرة، صاحبة العصمة خديجة هانم فخري، فإن فعل لك كانت الرواية أشد وقعًا عَلَى المتفرِّج.»١٧٢

أمَّا المسرحية الجديدة الثالثة فكانت مسرحية «سوسو هانم»، وهي من تأليف حسين سعودي، ومن تمثيل: عبد العزيز خليل، فكتوريا موسى، وردة ميلان، وبدأ تمثيلها في أواخِر مارس ١٩٢٤. وتدور أحداثها حول سوسو هانم، وهي فتاة خليعة لها أخٌ يُدعَى محسن بك، متزوج إلا أنه مستهتر. وكانت سوسو تحب ضابطًا، هو شقيق إحدى صديقاتها، له أب مجرم بدَّد مبلغًا من النقود، واتَّهم أحدَ الموظفين وهو علوي بك شقيق عفَّت هانم زوجة محسن بك، إلا أن علوي بك لاذ بالفرار فثبتتْ عليه التهمة. وكانت أختُه تُقابِله سِرًّا، فارتابتْ حماتُها في سَيْرها، وأوْعَزَتْ إلى أخيها خليل بك بمُداعبة الزوجة لامتحان إخلاصها، إلا أن خليل يعود بالصَّدِّ والتحقير. ويَبِيت خليل بك عند أخته في حجرة ابنِها محسن بك. وفيما هو نائم يحضر ابن أخته سكرانًا مترنِّحًا، وينهال عَلَى خاله ضربًا بالعصا، مشتبهًا فيه، بعد أنْ رأَى حِذَاءَه، فظنَّ أن امرأته خانتْه مع عشيقٍ لها. وفي النهاية تتألَّم سوسو هانم من أن حبيبها الضابط رفض أن يُعِيد إليها رسائلها الغرامية وصُوَرها، مهدِّدًا إيَّاها بإرسالها لأخيها إذا لم تُؤثِّر عَلَى أهلها بقبوله زوجًا لها. وبالفعل استطاع هذا الحبيب أن يُرسِل هذه الرسائل، ولكن عفت هانم تحايلت عَلَى زوجها وأخذتْ منه الرسائل وأنقَذَتْ سوسو. ثمَّ لم تُطِقْ عفت شكوك حماتها نحوها، فأوعزتْ إلى أخيها علوي بالمَجِيء، وكاد يقتله زوجها محسن بك، إلا أنه يُدرِك في النهاية أنه شقيق زوجته، وأنه بريء. وتنتهي المسرحية بزواج علوي من سوسو هانم.

وقد كتب عدلي جرجس مقالة عن هذه المسرحية قال فيها: ««سوسو هانم» قطعة مؤلَّفة بالمعنى الصحيح، لا أثر فيها للنقل أو الاقتباس؛ لذا فقد جاءت عَلَى قدْر ذهن كاتب شرقي، لا دراية له بالمؤلَّفات المسرحية الأوروبية، كي ينسج عَلَى منوالها، ويستعين بها عَلَى تفهُّم أسرار مهنته وكيفية حَبْك رواية … موضوع الفصل الأول أوهى بكثيرٍ من مادته الكلامية … ثمَّ إن الأشخاص لا يتكلمون في دائرة الموضوع، بل عَلَى هوامشه، فيخطبون ويَعِظون وَعْظًا اجتماعيًّا، ويرشدون الناس إلى فضائل كان يجب أن تكون نتيجة لحوادث الرواية. وهناك مسألة المنولوجات، فالفصل الأول وحده مملوء بأربعة أو خمسة منها، وهي مكتوبة بأسلوب شعري مرصوص كأسلوب المواويل البلدية، تدخل سوسو هانم في الفصل الثاني بدون أي مناسبة (كما تدخل وتخرج بقية أشخاص الرواية جميعًا) لتُلقِي منولوجًا وتنصرف … هذه بعض المآخِذ. وهناك أفظع منها إلا أننا لا نُبالِي فهي أول عمل لكاتب مصري يجب علينا تنشيطه وتشجيعه.»١٧٣
أمَّا مسرحية «فتاة الأناضول»، فكانت المسرحية الجديدة الرابعة، وهي من اقتباس سليمان نجيب،١٧٤ وبطولة: عبد العزيز خليل، وفكتوريا موسى، وأستر شطاح. وقد بدأ تمثيلها في أول أبريل ١٩٢٤. وخلاصتها أن فتاة الأناضول أوصى لها خالها بثروته، عَلَى شريطة أن تَترُك أبَاهَا وتذهب إلى القاهرة للسكن مع خالتها، فتصل الفتاة إلى القاهرة ويبدأ سوء التَّفاهُم بينها وبين الوسط الغريب، الذي تراقبه مراقبة شديدة، وتقف في كل لحظة عَلَى عيوبه ومخازيه. وتساعدها الظروف في أن تُنقِذ ابنة خالتها من خطر الهروب مع عشيقٍ لها متزوج ورب عائلة. وفي النهاية لا تُطيق فتاة الأناضول شذوذ أخلاق خالتها واستبدادها فتعتزم الرحيل، إلا أنها تُدرِك أن رحيلها سيوقع العائلة في ضنك شديد، فتَبقَى وتتزوج من قاضٍ قد مالتْ إليه لرزانته ورجولته.
وقد كتب عدلي جرجس مقالة عن مسرحية «فتاة الأناضول» قال فيها: «هي كوميدية خفيفة الموضوع، لا أثر فيها للملاحظة الأخلاقية ولا للتفكير العميق. اقتبسها صديقنا الفاضل صاحب العزة سليمان نجيب عن رواية pag my heart لأحد الكُتَّاب الإنجليز المعاصرين … فالمُقتَبِس لم يهتمَّ بتصوير شخصيات حية صحيحة … وأكبر عيب في الرواية أن كاتبها لم يعبأ بغير شخصية فتاة الأناضول فجعلها محور الحوادث … والذي نعيبه على المقتبس أيضًا هو تركيب الرواية وحبكها من حيث خروج الأشخاص … وفي الختام نتقدم إلى مسرح حديقة الأزبكية بكلمة ثناء وتشجيع، راجين منه تحويل وجهة نظره نحو أنواع الكوميديا والدرامة من الروايات، بنفس العناية التي يُبديها في الأوبريت والأوبراكوميك؛ لأنه من الواجب عليه أن يدرك في النهاية أنه من المستحيل عليه إخراج رواية أوبريت أو أوبراكوميك بالمعنى الصحيح لفَقْر موسيقانا الشرقية وضئولة أذهان ملحِّنينا. وأن أنواع الكوميديا والدرامة هي الوحيدة التي مارسها ممثِّلون جيِّدًا، وعالجوا إخراجها كثيرًا، وهي الأقرب إلى الفن، والأشد رابطة بحقائق الحياة.»١٧٥
أما آخِر مسرحية جديدة في هذا الموسم فكانت مسرحية «الميت الحي»، تأليف سليمان نجيب، ومن تمثيل: عبد العزيز خليل، عبد المجيد شكري، محمد يوسف، فؤاد فهيم، محمد بهجت، فكتوريا موسى. وبدأ تمثيلها في يولية ١٩٢٤.١٧٦ وهي مسرحية هزلية، تصوِّر جناية بعض الأُسَر المصرية على بناتها، عندما تتسرَّع هذه الأُسَر في زواج بناتهن من أزواج أغنياء، بغض النظر عن طبيعة أعمالهم، التي لا تتفق مع أخلاق وعادات هذه الأسرة. وتوضح المسرحية أيضًا نتيجة هذه الأفعال وكثرة مشاكلها.١٧٧
أما عروض فرقة عكاشة الخيرية في هذا الموسم، فقد تمثَّلت في عرض مسرحية «عبد الرحمن الناصر» لصالح جمعية الاتحاد والإحسان الخيرية السورية في طنطا، تحت رعاية حلمي باشا عيسى مدير الغربية، وذلك في منتصف ديسمبر ١٩٢٣. وأيضًا عرض مسرحيتي «معروف الإسكافي» و«شمشون ودليلة» يومي ٢٤ و٢٥ ديسمبر ١٩٢٣، مساعدةً من الفرقة لمنكوبي السيول في المنيا، تحت رعاية يحيى باشا إبراهيم رئيس الوزراء. وأخيرًا قدَّمت الفرقة مسرحية «هدى» لصالح طلاب التعليم المجاني بمدارس الجامعة الإسلامية الخيرية، تحت رعاية حسن حسيب باشا، في ٢٢ / ٥ / ١٩٢٤.١٧٨
fig80
أستر شطاح بطلة مسرحية «فتاة الأناضول» ومقتبسها سليمان نجيب.

موسم ١٩٢٤-١٩٢٥

في هذا الموسم لم يَطرَأ أي تغيير في نظام الفرقة وخط سيرها الإداري، إلا في مارس ١٩٢٥، عندما أعلنت عن اتِّباع أسلوب جديد نشرتْه في الصحف قائلةً: «إحياءً لذكرى فقيد فنَّيِ التمثيل والغناء، المرحوم الشيخ سلامة حجازي، تعلن شركة ترقية التمثيل العربي، جوق عكاشة وشركاهم، أنها عزمت على إحياء مساء الأربعاء ليلة الخميس من كل أسبوع بتياترو حديقة الأزبكية، بتمثيل رواية تمثيلية غنائية من روايات الشيخ المرحوم، اعترافًا بفضله وتخليدًا لذكراه، وتكون أسعار الدخول في هذه الليلة بنصف القيمة المقرَّرة في باقي ليالي الأسبوع.»١٧٩ كما أعلنت الفرقة في مايو عن افتتاح بوفيه فصل الصيف لتقديم المرطِّبات مع سماع الموسيقى.١٨٠
وإذا تطرَّقنا إلى المسرحيات الجديدة التي أخرجتْها الفرقة في هذا الموسم سنجدها تسع مسرحيات؛ الأولى: «الدنيا وما فيها»، وبدأ تمثيلها بمسرح حديقة الأزبكية يوم ١٣ / ١١ / ١٩٢٤،١٨١ وهي من تأليف الشيخ محمد يونس القاضي،١٨٢ ومن تلحين داود حسني، ومن تمثيل: زكي عكاشة، عبد الحميد عكاشة، علية فوزي، وردة ميلان، لبيبة ماللي، محمد يوسف، منسي فهمي، عبد المجيد شكري، عبد العزيز خليل، حسن حبيب، أحمد فهمي، محمد المغربي، محمد حسن … أما الملقِّن فكان محمد حجازي.

ومسرحية «الدنيا وما فيها» تدور أحداثها حول حب وقع بين الشوفير خليل وبين الخادمة حميدة، وبالرغم من ذلك فحميدة دائمًا تصُدُّ محاولات خليل للتقرُّب منها. وبجانب عمل خليل كسائق نجده أيضًا كاتم أسرار إحسان بك ابن متولي، الوصي على أموال عم فولي بعد أن تمَّ الحَجْر عليه، والذي يعيش حياة مَهِينة فقيرة، بعكس حياة متولي الذي يتمتع بأمواله. وبمرور الوقت يحضر جابر على أنه سباك لإصلاح حنفية القصر، فيشاهد متولي يُعنِّف الفولي فيتدخَّل في الأمر، ونكتشف أن جابر ما هو إلا عريس ابنة فولي، وقد جاء كي يُهدِّد متولي إذا لم يُعطِ الفولي حقوقه. ولكن متولي يُصِرُّ على موقفه، فيفكِّر جابر في تنفيذ حيلة ماكرة، وتمثَّلت هذه الحيلة في أن بمبة زوجة الفولي تحضر إلى القصر وتصمِّم على البقاء فيه، وتنجح الحيلة وتعيش بمبة والفولي في مكان فوق سطح القصر.

بعد ذلك نجد جابر يعمل سفرجيًّا في القصر، ويتودد إلى إحسان ابن متولي من أجل توفير الخمر، والتغطية عليه أمام أبيه. بعد ذلك تحضر لويزة عشيقة إحسان، ونفهم من دورها أن إحسان عرض عليها كتابة بعض الأطيان مقابل زواجها منه، ولكن جابر يتدخل ويوضِّح لها أن الأطيان كلها ملك الفولي، وأن إحسان ووالده وصيَّان عليها؛ لذلك تتركه لويزة. وعندما حاول إحسان منعها تضربه بالرصاص، وبذلك نجح جابر في إشعال الفِتَن داخل القصر وفي صميم أسرة متولي. وفي المحكمة تظهر أسرار كثيرة، منها أن جابر ما هو إلا الأخ الأصغر لفولي، وأن حميدة الخادمة وخليل الشوفير من أبناء فولي، بعد أن أبعدهما متولي عن أبيهما طوال عشرين سنة، بعد أن أخذ الوصاية على أموال الفولي. وأخيرًا يحكم القاضي برد جميع أموال الفولي إليه، وتنتهي بذلك المسرحية.

أما المسرحية الجديدة الثانية فكانت مسرحية «المشكلة الكبرى» اقتباس سليمان نجيب، وبدأ تمثيلها يوم ١٦ نوفمبر ١٩٢٤.١٨٣ والمسرحية الثالثة كانت «العريس» اقتباس حسين توفيق الحكيم، وبدأ تمثيلها في نوفمبر ١٩٢٤، وكانت الفرقة تستعين بغناء منيرة المهدية بين فصولها لخلوِّها من الغناء.١٨٤ وقد قام بتمثيلها: زكي عكاشة، عبد العزيز خليل، محمد بهجت، عبد المجيد شكري، أستر شطاح، سرينا إبراهيم، علية فوزي.
fig81
غلاف مخطوطة مسرحية «الدنيا وما فيها»، ومؤلِّفها الشيخ محمد يونس القاضي.

ومسرحية «العريس» تدور أحداثها حول عزيز فهمي الشاب الوسيم، الذي تعرَّف على الأرملة فردوس هانم في مصيف رأس البر، فنشأتْ بينهما علاقة حب. ولكن عبد الله التركي شقيق زوج فردوس المتوفَّى يُلِحُّ دائمًا عليها كي تتزوَّجه، ولكنها تصدُّه بسبب حبِّها لعزيز. وبعد عودة الجميع من المصيف نجد عزيز وقد أُعجب بالفتاة الثرية أفادات ابنة تاجر غلال الفيوم أبي الدهب، فيطلب يدها من أبيها الذي يوافق على الزواج. وبدأ عزيز يتهرَّب من إلْحاح فردوس التي تصمِّم على استمرار علاقتهما خصوصًا عندما أصرَّتْ على الحضور إلى منزله. وقبل موعد حضورها قام عزيز بالاتفاق مع خادمه بيومي على تبادل الأدوار أمام فردوس؛ أي يقوم عزيز بدور الخادم ويقوم بيومي الخادم بدور سيد المنزل. وعندما تحضر فردوس ويُخبِرها عزيز بهذه الحقيقة نجدها تتعلَّق به أكثر، وتطلب من بيومي أن يَتَنَازَل لها عن خادمه عزيز كي يعمل لديها سائقًا.

fig82

وهكذا أصبح عزيز يعيش في منزل فردوس كسائق، مما زاد شعور الغَيْرة عند عبد الله التركي، الذي لاحظ اهتمامًا غريبًا من فردوس لهذا السائق. وتشاء الظروف أن يكون في منزل فردوس خادمة اسمها بهية، كان قد غَرَّر بها منذ زمن بيومي خادم عزيز، وتشاء الظروف أن يحضر بيومي إلى منزل فردوس كي يطمئن على سيده، فتراه بهية وتهجم عليه وتحدث مشاحنات كثيرة، اشترك فيها عبد الله التركي الذي تسلَّم خطابًا من مراقب له كان قد كلَّفه بمراقبة فردوس، أبلغه فيه إنها زارت عزيز في منزله وكانت مرتدية ثوبًا أحمر، فعندما رأى عبد الله التركي بيومي يزور السائق ظنَّه عزيز بك فهجم عليه بالكرباج، وانتهى هذا الموقف بهروب بيومي وعزيز عن منزل فردوس.

وبعد أيام وفي الفيوم نجد الزينات معلَّقة والأغاني تتردد، ابتهاجًا بزواج عزيز من أفادات، ولكن في هذا اليوم تحضر فردوس من القاهرة لتعمل خادمة عند أبي الدهب، كي تنتقم من عزيز الذي سيتزوج من غيرها، وأيضًا تحضر بهية للانتقام من بيومي الذي غرَّر بها، وأخيرًا يحضر عبد الله التركي كي ينتقم لشرفه من عزيز بك. وفي هذا اليوم تحدث مواقف كثيرة بسبب تضارُب أقوال وتصرُّفات الجميع أمام عزيز وبيومي، حتى أصبح أبو الدهب لا يعلم مَن منهما خطيب ابنته. وتنتهي المسرحية بإيضاح الأمر للجميع، وبزواج عزيز من أفادات، وزواج بيومي من بهية، وأخيرًا زواج فردوس من عبد الله التركي.

وكانت مسرحية «خاتم سليمان» المسرحية الجديدة الرابعة، وهي اقتباس مصطفى ممتاز وحسين توفيق الحكيم، وتلحين كامل الخلعي،١٨٥ وبدأ تمثيلها يوم ٢١ / ١١ / ١٩٢٤،١٨٦ وكانت من تمثيل: زكي عكاشة، عبد الحميد عكاشة، محمد بهجت، علية فوزي.

ومسرحية «خاتم سليمان» تدور أحداثها في إحدى المدن العربية القديمة، حول الفارس الشجاع سليمان الذي يتمتع بخفة روح عالية، جعلتْه يعيش في لهوٍ ودعابةٍ دائمةٍ مع النساء والفتيات. وفي إحدى المرات يقع في حب الجارية بدور، وأثناء تَقبِيله لها يضبطه الأمير فيأمر بزواجهما، ويوافق سليمان على مضض؛ لأن الزواج سيحرمه من حياته اللاهية. وفي هذا الوقت يرسل الأمير ولي عهده إلى ميدان القتال، بشرط أن يرافقه سليمان ومؤدِّب ولي العهد أيضًا، وهنا تحدث مواقف كوميدية كثيرة؛ حيث إن هذا المؤدِّب كان متزوِّجًا سرًّا ببهانة، وهي امرأة لعوب تعشق الإيقاع بالرجال ومغازلتهم. وعندما يقوم سليمان بمغازلتها أمام زوجها المؤدِّب، نجد هذا المؤدِّب يَكظِم غيظَه، ولا يَقدِر أن يَبُوح بأنه زوجها. وعلى الجانب الآخَر نجد بدور تُصِرُّ على الذهاب مع سليمان إلى المعركة كي تتزوجه، ولكن يهرب منها قائلًا إذا استطعتِ أن تحصلي على الخاتم الموجود في أصبعي سأتزوجك، وأمام هذا التحدي نجد بدور تتنكر في زي فارس وتُرافِق سليمان باعتبارها الأخ الأكبر لبدور.

وأمام الشَّبَه الكبير بين بدور وهذا الفارس نجد سليمان يحتار في هذا الأمر، ولكن بدور أو الفارس يستطيع أن يكسب صداقة سليمان، ويوهمه بأنه على استعداد لأن يمهِّد الطريق بينه وبين بهانة فيوافق سليمان. وهنا تتفق بدور مع بهانة على لقاء خارج منزلها؛ لأن بهانة معجبة بهذا الفارس؛ أي بدور، وتتفق في الوقت نفسه مع سليمان بأن بهانة تنتظره في منزلها. وفي الموعد المحدد، وعندما تتأكد بدور من خروج بهانة من منزلها، تدخل هي وتتنكر في زي بهانة، فيحضر سليمان ويقضي وقتًا غراميًّا معها على أنها بهانة، التي طلبتْ منه خاتمه الثمين دليلًا على حبِّه لها. وهكذا استطاعتْ بدور أن تَحصُل على خاتم سليمان، وبعد مواقف مضحكة كثيرة قامت على سوء الفهم تظهر الحقيقة ويعلم سليمان أنه قضى وقت غرامه مع بدور، وتنتهي المسرحية بزواج سليمان من بدور.

fig83
غلاف مخطوطة مسرحية «خاتم سليمان»، وإيصالات كامل الخلعي بخصوص تلحين المسرحية.
والمسرحية الخامسة كانت «السلطان قلاوون»، تأليف عبد الحليم دلاور المصري، وبدأ تمثيلها في يناير ١٩٢٥،١٨٧ بعد أن منعتْها الرقابة عشر سنوات.١٨٨ وهي تحكي عن تاريخ قلاوون، ذلك المملوك الشركسي الذي حكم مصر، وبلغ من استبداده أنه أمر بتحكيم السيف في الرقاب ثلاثة أيام، حتى جَرَتِ الدماء أنهارًا في القاهرة، وقد قصد المؤلِّف بتأليفها إظهار استبداد المماليك ومعايب حكمهم في عصر السلطان قلاوون.
أمَّا المسرحية السادسة، فكانت مسرحية «التوبة» أو «سالومي» تأليف ريشار ستروس، ترجمة محمد مصطفى سامي، وبدأ تمثيلها في يناير ١٩٢٥.١٨٩ وهي تدور حول زوجة جميلة أغراها جمالها فقامتْ بخيانة زوجها، دون أن تضع في حسبانها أنها زوجة وأمٌّ؛ حيث كان سلطان شيطانها أقوى عليها من ضميرها. وبعد فترة أرادتْ أن تُكفِّر عن خطيئتها، بعد أن استيقظ ضميرها، فعادت إلى بيتها تسترحم زوجها، ولكنَّه طردها، فلم تجد هذه الزوجة غير العمل في فرقة مسرحية، فاشتُهرت في أدوار فنية، خصوصًا دورها في رواية «سالومي»، حيث قامت بدور الراقصة، التي طلبتْ رأس يوحنا المعمدان من المَلِك هيرو ثمنًا لرقصها.
أما المسرحية السابعة فكانت «محمد علي الكبير وفتح السودان»، تأليف بديع خيري، وغناء أم كلثوم، وتمثيل كل من: عبد العزيز خليل، عبد الله عكاشة، محمد يوسف، عبد المجيد شكري، زكي عكاشة، محمد بهجت، حسن حبيب، أحمد فهمي، علي حمدي، فكتوريا موسى، عبد الحميد عكاشة، محمد المغربي، محمد فهمي أمان، أبو العلا، محمد هلال، علي حسن، لطيفة حجازي، وبدأ تمثيلها يوم ٥ / ٢ / ١٩٢٥.١٩٠
fig84
غلاف مخطوطة مسرحية «محمد علي» وصفحة شخصيات المسرحية.

ومسرحية «محمد علي» تدور أحداثها في عهد محمد علي باشا الكبير، حيث أرسل حملته على السودان بقيادة ابنه الأمير إسماعيل باشا، وذلك من خلال أحداث تدور في مدينة شندي بالسودان، حيث يقوم الأهالي بالتبرُّع للمجاهدين بكل ما في حوزتهم من مؤن ومجوهرات وأموال … إلخ هذه الأشياء. ومن ناحية أخرى نجد نادية تتبرع بكل مصاغها من أجل المجاهدين، وهي ابنة أبي المعاطي شيخ مدينة شندي، وزوجة خير الدين الضابط في الحملة المصرية التي تغزو السودان. ومع الأحداث نفهم أن الحملة استطاعت أن تستولي على مدينة بربر، ثمَّ دخلت إلى مدينة شندي. بعد ذلك نجد الأمير إسماعيل (الخديو إسماعيل فيما بعد) يحضر لمقابلة النمر ملك مدينة شندي، ويطالبه بجزية الحرب، ولكن النمر ومعه أعيان المدينة يرفضون هذه الجزية؛ لأن المدينة لا تستطيع أن تتحمل دفعها، وتحدث مناقشات كثيرة حول هذا الأمر دون الوصول إلى حلٍّ، فالأمير إسماعيل مصرٌّ عليها والنمر يرفضها. وبعد انصراف إسماعيل نجد النمر يقرِّر أمرًا فرديًّا، لا يأخذ فيه مشورة أحد. وتنتهي المسرحية بصراخ من الأهالي لأن النار أُضرِمت في منازل المدينة، ونكتشف أن الذي أضرمها هو ملكها النمر، حيث أراد أن يُبِيد المدينة بِيَدِه، بدلًا من وقوعها في يد الأمير إسماعيل.

وكانت مسرحية «الأعمى المصور» المسرحية الجديدة الثامنة في هذا الموسم، وقد عرضتْها الفرقة في مارس ١٩٢٥، وغنَّتْ بين فصولها أم كلثوم.١٩١ أما آخِر مسرحية جديدة فكانت مسرحية «بثينة»، وهي من تأليف محمد يوسف، وبدأتِ الفرقة في تمثيلها يوم ٤ / ٦ / ١٩٢٥.١٩٢
ومن حيث الحفلات الخيرية في هذا الموسم، فقد عرضت فرقة عكاشة مسرحية «شمشون ودليلة» يوم ١٨ / ٢ / ١٩٢٥ مساعدةً لمستشفيات اللادي كرومر. وعرضت أيضًا مسرحية «معروف الإسكافي» يوم ١٨ / ٤ / ١٩٢٥ مساعدةً لجمعية أمهات المستقبل.١٩٣
لم يَبقَ من نشاط الفرقة في هذا الموسم، سوى عروضها المُعادة من المواسم السابقة، والتي كانت تُغنِّي بين فصولها بعض المطربات، مثل: منيرة المهدية، وأم كلثوم، والمطربة ملك؛ وذلك بسبب توقُّف مطربة الفرقة فاطمة سري عن الغناء لزواجها. ومن هذه المسرحيات: «شمشون ودليلة»، «عائدة»، «الميت الحي»، «القضاء والقدر» أو «حسن الفقير وكريمته نعمى»، «معروف الإسكافي»، «أنجومار المتوحش»، «آه يا حرامي»، «سوسو هانم»، «غانية الأندلس»، «الزوبعة»، «ملاك وشيطان»، «عبد الرحمن الناصر»، «صباح»، «تليماك»، «هدى»، «٢٤ ساعة»، «فتاة الأناضول»، «العمدة».١٩٤
ومن الجدير بالذكر أن فرقة عكاشة أَحْيَتْ موسمًا صيفيًّا فنيًّا بالإسكندرية في شهر يولية، ثمَّ استكملتْه في سوريا حتى نهاية سبتمبر ١٩٢٥، أملًا في تعويض خسائرها التي تكبَّدتْها في هذا الموسم.١٩٥ ولكن الفشل — بكل أسَفٍ — كان مِن نَصِيبها أيضًا في سوريا، وهناك اتسعت فجوة الخلاف بين إخوان عكاشة، ذلك الخلاف الذي أصاب أيضًا ممثلي الفرقة، مما جعل إشاعة قوية تتردَّد مفادُها أن فرقة عكاشة سوف تُحلُّ، أو ستنقسم إلى فرقتين، ولكن أعضاء شركة ترقية التمثيل قاموا بمجهود ضخم في لمِّ شمْل الفرقة مرة أخرى حتى تبدأ موسمها الجديد.١٩٦

موسم ١٩٢٥-١٩٢٦

بعد عودة الفرقة من الشام وقبل أن تبدأ موسمها الجديد أعلنتْ عن حاجتها إلى ملحِّنين وملحِّنات من ذوي الأصوات الرخيمة.١٩٧ وهذا الإعلان يدل على أن الخلاف ما زال قائمًا بين إخوان عكاشة؛ حيث إن زكي عكاشة المهيمن على إدارة الفرقة يَمِيل إلى إنتاج عروض الأوبرا والأوبريت، أما عبد الله عكاشة وزوجته فكتوريا موسى بطلة الفرقة، فيميلان إلى إنتاج عروض الدرام والكوميدي درامتيك. والإعلان السابق يدل على إصرار زكي عكاشة على رأيه، وكان من نتيجة هذا الإصرار والاستمرار فيه خروج عبد الله عكاشة وزوجته من الفرقة نهائيًّا في أول فبراير ١٩٢٦، ومن ثمَّ تكوينهما لفرقة فكتوريا موسى في صيف هذا الموسم.١٩٨ وكان من أثر هذا الانقسام، اهتمام زكي عكاشة ببوفيه الفرقة الصيفي المُقام أمام المسرح.١٩٩
وقد كتب عبد الوهاب البرعي المحامي مقالة في نهاية هذا الموسم هاجم فيها زكي عكاشة قائلًا: «إن شخصًا محرومًا من كل كفايةٍ علميةٍ، إذا أُلْقِيَتْ إليه مقاليد مسرح هائل كمسرح الحديقة استبدَّ بِهِ، وأخَّر استبدادُه بالفن لأنه استبداد جهول، أراد زكي أن يكون مسرح الحديقة ذا صبغة مصرية بحتة. ولكن سوء تصرف المدير مع الكُتَّاب ومع غيرهم جعل إنتاج هذا المسرح قليلًا، بل جعله عقيمًا، ونفَّر الكُتَّاب من الكتابة. والفرقة التي عمادها والتي يأخذ أهم أدوارها زكي عكاشة، كيف تريد من الجمهور أن يُقبِل عليها؟ … عيوب كثيرة جدًّا وحُمْق كان من نتائجها أن دبَّ دبيب الشقاق بين الإخوان وبينهم وبين الجمهور، فأقْفَر المسرح وهجره الجمهور، ونبذ الكُتَّاب الكتابة من تصرُّف زكي معهم … أرادت (الفرقة) أن تستقرَّ إلى ما يُسمِّيه مديرها جهلًا الأوبرا العربية، وهي قِطَع ليست فنية، وكل ما وضع فيها، هي بعض ألحان تُلقَى كمَا كانت تُلقَى القصايد القديمة في رواية «صلاح الدين» و«شهداء الغرام» في المدرسة القديمة أيام المرحوم الشيخ سلامة حجازي. فكأن كل جهود شركة ترقية التمثيل العربي، إنما أَنتَجَتْ رجوعًا بالفن إلى الوراء ثلاثين سنة، ثمَّ بدا لهم مِن بعدِ مَا تبيَّن، أن هذا الطريق ليس فيه غير موت مسرحهم أن يشطروا الفرقة شطرين … والخلاصة أن مسرح الحديقة الفخم، ورأس المال الذي أُنفِق في سبيله، لم يقدم التمثيل قيد شعرة؛ ولذلك يرى جمهور الكُتَّاب وكثير من النقاد أن يعتبره كأنه غير موجود.»٢٠٠
fig85
زكي عكاشة.
وبالرغم من هذا الهجوم، فإن فرقة عكاشة استطاعت أن تقدِّم خمس مسرحيات جديدة في هذا الموسم، الذي تأخَّر بدؤه، كما أنها مثَّلتْ مسرحية «ملاك وشيطان»، ولكن تحت اسم «أسرار القصور» يوم ٢٣ / ٦ / ١٩٢٦، في ثالث أيام عيد الأضحى.٢٠١
وكانت المسرحية الجديدة الأولى «ليلة كليوباترا»، وبدأ تمثيلها في ٥ / ١١ / ١٩٢٦ بمسرح حديقة الأزبكية، اقتبسها د. حسين فوزي، وقام بتلحينها داود حسني، ومثَّلها كل من: زكي عكاشة، عبد العزيز خليل، عبد المجيد شكري، علية فوزي. وقد مُثِّلت أكثر من مرة في هذا الموسم، وكانت تلقي أم كلثوم وفتحية أحمد القِطَع الغنائية بين فصولها.٢٠٢
fig86
صورة من عرض مسرحية «ليلة كليوباترا».

ومسرحية «ليلة كليوباترا» تدور أحداثها حول شاب يُدعَى ميامون، أحبَّ الملكة كليوباترا وترقَّب خروجَها من المعبد، فقدَّم إليها باقة من الزهور رمزًا لحبه وإخلاصه، فقَبَضَ عليه الحُرَّاس، فأمرتْهم الملكة بإخلاء سبيله، محذِّرة إيَّاه من العودة إلى مثل هذا العمل. ولكن الغرام مَلَكَ عليه مشاعِرَ نفسِه، فترقَّبها مرة أخرى وهي في الحَمَّام مع جواريها، وقذَفَها بسهم وضع فيه رسالة يشرح فيها هواه. فأوعزَتْ كليوباترا إلى بعض أتباعها، بالبحث عمَّن ألْقَى هذا السهم، فجِيءَ بميامون وشرح لها ما يُعانِيه من الآلام في حبِّها، فأجابتْه أن ليلتها بحياته، فهي تَهَبُه ليلةً يَنعَم فيها بكل ما يُريد، وفي الصباح تُقدِّم له كأسًا من السمِّ يشربه فتنتهي حياته. وبالرغم من قسوة هذا الشرط إلا أن ميامون قَبِلَه مسرورًا، ولكن الملكة أحبَّتْه في ليلتها هذه، حتى إنها عدلت عن تنفيذ الشرط وطلبتْ منه البَقَاءَ بقربها. ولم تَكَدْ تُعلِنه بعزمها هذا حتى جاء رسول أنطونيوس، يَدعوها كي تذهب إلى مولاه خاضعة، فترى حينئذٍ كليوباترا أن الواجب يقضي عليها الذهاب إلى ذلك الجبار، الذي يُهدِّد مُلْكَها كي تأسره بجمالها، فتطلب من ميامون أن ينساها وأن يرحل عن البلاد، ولكنه أبى الرحيل، ومن ثمَّ تناول الكأس فشرب السم، مفضِّلًا الموت عَلَى فراقها، وبذلك تنتهي المسرحية.

وقد قدَّم حسين فوزي مسرحيته هذه بمقدمة قال فيها: «ليست هذه رواية تاريخية عن كليوباترا، ولا هي بحث أخلاقي أو تحليل عن شخصية الملكة الفتَّانة، التي قَضَتْ حياة ملأى بالعواصف السياسية، وانتهتْ بتلك المأساة المشهورة. فهي رواية غنائية، والرواية الغنائية ليستْ مجالًا للأبحاث التاريخية، ولا موضعًا للتعمُّق في درس الشخصيات. وإنما هذه حادثة بسيطة في حياة الملكة كليوباترا، تلك الحياة المملوءة بالغرائب والأعاجيب، وقد تغلَّبتْ عليها طبيعتها النسائية، حين تشعر في بعض اللحظات بعبء الحياة العامة، فتطرح عنها ذلك العبء قليلًا من الزمن، لتترك نفسها لنوع من التمتع، قد لا يرحم التاريخ في الحكم عليه، ولكنها حقيقة واقعة في حياة أكثر الملكات، اللائي اشتُهرْنَ في التاريخ، وعلى الأخص مَن عاش منهن في عصور الانحلال وشيخوخة الأمم. والرواية مبنية عَلَى قصة صغيرة للكاتب الكبير «بنوفيل جوتيه» … فعزمت أن أتَّخذها موضوعًا لرواية غنائية. ولكن قبل أن أُقدِم عَلَى ذلك ذهبتُ إلى ما قاله التاريخ عن كليوباترا … بدأتُ في وضْع روايتي غير مقيَّد بشيء مما ورد في قصة جوتيه، بل متتبعًا ما يقضى به عَلَيَّ التأليف الغنائي المسرحي، وقسمتُها إلى ثلاث فصول، ونظمتُها كلها شعرًا حتى أرسم للموسيقي طريق تأليف ألحانه، وحتى يُتاح له أن يلحِّنها مِن أولها إلى آخِرِها، ووضعتُ موضوعات الرقص بنفسي، كي لا يخرج معلِّم الرقص عن فكرتي، محتذيًا في كل ذلك بالأوبرات الأوروبية. وأشرفتُ عَلَى عمل الملابس والمناظر واللوازم المرسحية، مستنيرًا في كل ذلك بالمؤلَّفات التاريخية، فأنا أَعُدُّ نفسي مسئولًا عن كل كلمة، وكل حركة ومنظر في هذه الرواية. فليس هنا ترجمة أو تمصير أو اقتباس، وبذلك أكون قد تمشيَّتُ مع الفكرة الجليلة التي أُنشِئ من أجلها تياترو حديقة الأزبكية، وهي إظهار روايات مؤلَّفة خصيصًا للمسرح المصري.»٢٠٣
وقد لاقت هذه المسرحية استحسان معظم النقاد، فكتبوا عنها مدحًا عظيمًا،٢٠٤ باستثناء كتابات قليلة، تَوَجَّه أصحابُها نحو بعض العيوب، مثل قول محمد علي حماد، بجريدة «البلاغ»، في ١٦ / ١١ / ١٩٢٥:

يحق لنا أن نقول إنها بدأت في مصر تاريخ الأوبرا المصرية الصميمة الخالصة. وكان الفضل في ذلك للدكتور حسين فوزي أوَّلًا، ولمسرح حديقة الأزبكية ثانيًا … أمَّا عن الموسيقى وتلحين الرواية، فقد كان غير موفَّق ولم يفرِّق الملحن الأستاذ داود بين ألحان من المدرسة الموسيقية القديمة، وما يتطلَّبه تلحين هذه الأوبرات من الموسيقى المسرحية، التي وإن كانت تتفق مع موسيقى الأدوار والتخت في القواعد والأصول، إلا أنها تختلف عنها في اللون والصبغة. وعلى ذلك نقول إن موسيقى «ليلة كليوباترا» لا يُعتدُّ بها كثيرًا … وقد يُعذَر الرجل، فقد ظلَّ طَوَالَ عمره يمارس نوعًا خاصًّا من الموسيقى، كالتواشيح والأدوار والطقاطيق وما إليها، فكان من المستحيل عليه بعد هذا العمر الطويل، عَلَى أسلوب ووتيرة واحدة أن يُغيِّر من الشيء الذي ألِفَه واعتادَ عليه، وكان من الخطأ البيِّن أن يُعهَد إليه بما لا يُحسِن القيامَ به.

أمَّا المسرحية الجديدة الثانية فكانت «سهام» مصَّرها عباس علام، عن رواية جورج فيدو «حانة مكسيم» LA DAME DE CHEZ MAXIME، وقال عباس في مقدمتها: «رأيتُ هذه الرواية تُمثَّل في السينما، باسم «غادة ملهى مكسيم»، فرَاقَنِي ما فيها من المواقف المضحكة، وفكَّرتُ في تقديمها للمسرح العربي. الأصل فيها الفودفيل، ولكني أَمقت هذا النوع لمخالفته للفن والآداب. فاستخرتُ الله وكتبتُها من عندي، وجعلتُها من نوع الكوميدي القائم على التمثيل والأخلاق، وذلك بعد أن طهَّرتُها من الفُحْش وابتعدتُ بها عمَّا هو غير معقول، وأنا في هذا أحاول أن لا أحْرِم جمهورَنا من الضحك، والضحك المتواصل. لحسن الحظ أن أحد مسارحنا المصرية سبقني إلى إخراج هذه الرواية، منذ أسابيع قليلة (يقصد مسرح رمسيس)، ولكن على أصلها الإفرنجي، وكما كتبها جورج فيدو، عساي أن أكون قد وُفِّقتُ في عملي، وهو ما أرجو من الله.»٢٠٥
fig87
غلاف مخطوطة مسرحية «سهام».
وهذه المسرحية مثَّلتْها الفرقة ابتداءً من ٢٦ / ١١ / ١٩٢٦،٢٠٦ وكانت من تمثيل: عبد العزيز خليل، عبد الله عكاشة، عبد المجيد شكري، محمد بهجت، محمد يوسف، فكتوريا موسى. وقد لاقت هذه المسرحية نقدًا لاذعًا شديدًا، من حيث نصها، وما قام به عباس علام من عبث بنص المؤلف جورج فيدو. وهذا النقد اللاذع قابَلَه نقد مادِح شديد للممثلين وللمناظر، ولباقي عناصر العرض المسرحي.٢٠٧

ومسرحية «سهام» تدور أحداثها حول الراقصة سهام، التي تجذب بجمالها جميع الزبائن إلى ملهى النوفوتيه، فيقوم هؤلاء الزبائن بإرضائها بشتى الطرق، إلا أنها لا تَرضَى بأحد منهم. ومن الملاحظ أن كل زبون كان يُمنِّي نفسه بحبِّها، ولكنها لا تحب إلا شخصًا واحدًا هو عزيز بك، وفي الوقت نفسه نجدها لا تُصرِّح له بهذا الحب، رغم وجوده كل يوم في الملهى. وفي ليلة حضر عزيز وأخبر الجميع أنه سيتزوج من فتاة في أسيوط، فجُنَّ جنون سهام وحاولتْ أن تُثِير غَيْرَته، ويشاء القدر أن يحضر في هذا الملهى ولأول مرة الدكتور سماحة مع صديقه سمري. وكان الدكتور سماحة مستقيمًا لا يقرب الخمر ولا يلهو، ولكنه جاء بضغط من صديقه. هنا وجدتْ سهام ضالَّتها، فغازَلَتِ الدكتور، واستطاعَتْ أن تَسقِيَه الخمرَ وتشرب معه، رغم أنها لم تُجالِس زبونًا واحدًا من قبل، فثَارتْ غَيْرة عزيز، وقام بضرب الدكتور سماحة، وحدثت مشادة عنيفة، فرَّ على أثرها سمري، وترك صديقه الدكتور.

fig88
فكتوريا موسى في دور سهام.

وفي الصباح استيقظ سماحة فوجد نفسه نائمًا أسفل الكنبة، وأن صوتًا غريبًا يصدر من غرفة النوم، وعندما يتفقد هذا الصوت يجده لسهام وقد ارتدت بجامته، فيفزع منها وتحكي له ما حدث بالأمس، وأنه كان مُصابًا ومخمورًا فنقلتْه إلى منزله، وعندما تبحث عن فستانها لم تَجِدْه، فتعلَم أن سكينة هانم زوجة سماحة أخذتْه، ظنًّا منها أنه هدية من زوجها، فقامتْ سهام بارتداء أحد فساتين الزوجة، وعندما بدأتْ تهمُّ بالخروج يحضر عم الدكتور من الصعيد، ليدعو سماحة وزوجته لحضور حفل زواج ابنته. وعندما يرى سهام يظن أنها سكينة زوجة ابن أخيه، حيث إنه لم يَرَها من قبلُ، وتتعقد الأمور، ويضطر سماحة أن يأخذ سهام إلى أسيوط لحضور حفلة الزواج على أنها زوجته، وفي الحفلة يتضح أن العريس هو عزيز بك حبيب سهام، وبالمصادفة تحضر الحفلة سكينة زوجة الدكتور الحقيقية، فتتعقَّد الأمور أكثر. وبعد مواقف كوميدية كثيرة يتضح الأمر للجميع، وتستطيع سهام أن تتزوج من حبيبها عزيز بك.

أما مسرحية «كوثر» فكانت المسرحية الجديدة الثالثة، ومصَّرها عباس علام،٢٠٨ عن رواية «السارق» LE VOLEUR للكاتب الفرنسي هنري برنشتين، وبدأتِ الفرقة تمثيلها منذ ١٧ / ١٢ / ١٩٢٥، وكانت من تمثيل: فكتوريا موسى، أستر شطاح، محمد يوسف، عبد الله عكاشة، محمد بهجت، عبد المجيد شكري. وهذه المسرحية كسابقتها، لاقت نقدًا لاذعًا انصبَّ على تمصيرها وتشويه أصلها الفرنسي٢٠٩ رغم كثرة عرضها في هذا الموسم.٢١٠
وقد كتب عباس علام كلمة عن مسرحية «كوثر» في بروجرامها، قال فيها: «هذه ابنة من بنات هنري برنشتين، سجَّلها في دفاتر مواليد فرنسا باسم «السارق»، وقدَّمتْها إلى التياترو الفرنسي مدام سيمون باعتبارها والدة لها، كان ذلك في عام ١٩٠٦. أناشيد الإعجاب بهنري برنشتين، وبأولاده الذين أنجبهم، والذين يجري في عروقهم دمه الحار، المملوء بالنشاط والقوة والحياة. ولطالما تاقَتْ نفسي لأن أقدِّم ولدًا من أولاده إلى أبناء وطني الأعزاء كمثال للتربية الفرنسية وللأدب الفرنسي وللتفكير الفرنسي، على أني أعلم أن الجو في مصر لا يوافق مزاج أبناء برنشتين، فلو نقلتُ أحدهم إلى بلدنا دون وقاية، فمصيره أن يذبل في الطريق، وأن يموت ساعة تطأ قدمه أرض مصر. وحرام أن نأخذ أبناء الناس أحياء لنُعيدهم إليهم في نعيش وكفن. لم أجِدْ من أبناء برنشتين مَن هو أقرب إلى بيئتنا غير هذه البنت، ولم أجد للمحافظة على حياتها من أن أتبنَّاها. اتَّخذتُها ابنة لي، وسجَّلتُها في دفاتر مواليدنا باسم «كوثر»، ولم أجد مَن تصلح لإرضاعها وتغذيتها بلبانها، فتقوم نحوها بما قامت به مدام سيمون، غير السيدة فكتوريا موسى. وقد ألبستُ كوثر الملابس الموافقة للطقس المصري، وغذَّيتُها بالأغذية المصرية وأشربتها بالذوق المصري، وعلَّمتُها التعليم المصري، وجعلتُها تفكر وتتكلم كما يفكر المصريون ويتكلمون. لست أدَّعي أني بالغ بكوثري ما بلغ برنشتين بسارقه، ولا أنا طامع أن يُعترف للسيدة فكتوريا موسى بمثل ما اعترف الفرنسيون لمدام سيمون، ولكني أرجو بمثل هذا التبني أن أمهِّد الطريق لأخ من إخواني المصريين يكون له ما كان لهنري برنشتين، ولأخت من أخواتنا المصريات أن يكون لها ما كان لمدام سيمون.»٢١١

ومسرحية «كوثر» تدور أحداثها في قصر الباشا الثري، صاحب مزارع البنِّ في البرازيل، وله زوجة هي أسما هانم، تهتم بالمجوهرات والملابس الفاخرة وتُنفِق دون حساب، وله ابن من زوجة أخرى هو فكري، وهو شاب عاطفي رقيق المشاعر. وفي يوم يحضر إلى القصر نجيب وزوجته كوثر، ونجيب هذا هو وكيل أعمال الباشا في البرازيل، ويمكث الجميع في القصر عدة أيام، فيقع فكري في حبِّ كوثر، التي كانت تُمنِّيه وتُرغِّبه دون أن تُسلِّمه نفسَها، فما كان منه إلا أن يكتب لها خطابًا كل ليلة ويتسلَّل إلى غرفتها ويتركه، فتأتي هي وتقرؤه وتحتفظ به. وبعد أيام لاحظتْ أسما هانم نقصًا ملحوظًا في أموالها، فأخبرت زوجَها بذلك، فقام الزوج بإبلاغ الشرطة سرًّا، فجاء له مخبر سري متنكِّر في شخصية الشيخ رضوان، ومكث معهم في القصر بصفته أحد أصدقاء الباشا. وقام المخبر بعمله حيث وضع نقودًا معلومة بعلامات معينة، وبعد فترة استطاع أن يحدد الجاني، وجمع كل من في القصر لتحديده، وأمام الجميع اتهم المخبر ابن الباشا فكري، وأخرج من جيبه الأوراق المالية المعلومة. واعترف فكري بجريمته وسط دهشة الجميع خصوصًا كوثر.

fig89
جزء من الصفحة الأولى لمخطوطة مسرحية «كوثر».

وفي الليل يكتشف نجيب أوراقًا ماليةً معلومةً أيضًا في دولاب زوجته، وعندما ضيَّق عليها الخِنَاق في أسئلته اعترفتْ له أنها السارقة. وهنا جُنَّ جُنُونُه، وأخذ يتساءل لماذا اعترف فكري على نفسه، إذن زوجته خائنة، وما اعتراف فكري إلا ليُنقِذَ عشيقتَه. وحاولت كوثر تبريرَ موقِفِها، وفسَّرتْ وجود الأموال مع فكري، بأن زوجة أبيه تحرمه من المال، فأعطتْه كوثر بعضًا مما سرقَتْ، ولسوء الحظ كانت من الأموال المعلومة. وفسَّرت السرقة بأنها خافَتْ عليه من أسما هانم؛ لأنه دائمًا يتحدث عن جمالها وثرائها، فأرادت أن تكون ثرية مثلها. ويَرضَى الزوج بهذا التبرير الواهي، حيث قامت الزوجة بإغرائه في هذه الليلة. وفي الصباح يحكم الباشا على ابنه بالنفي إلى مزارعه في البرازيل، وتحاول كوثر منع ذلك، ولكنها لا تستطيع فينفرد بها زوجها ويتهمها بالخيانة، وعدم احتمالها بُعْدَ عشيقِها عنها، فتصرخ في وجهه، فيَحضُر جميع مَن في القصر وتعترف كوثر أمامهم بأنها السارقة، ويتهمها زوجها بالخيانة، فلم تُطِقْ هذا الضغط من حولها فقامت بإطلاق الرصاص على نفسها.

ورابع مسرحية جديدة كانت «طيف الخيال»، وتم تمثيلها ابتداءً من ٢٤ / ١٢ / ١٩٢٥، وهي من تأليف حامد الصعيدي، وتلحين كامل الخلعي. ومن الغريب أن هذه المسرحية لم تَلْقَ أي اهتمام من قِبَل النقاد،٢١٢ رغم إعادة عرضها أكثر من مرة في هذا الموسم.٢١٣

ومسرحية «طيف الخيال» تبدأ أحداثها في عزبة الباشا، حيث نجد جميع مَن في قصره يستعد لاستقبال محروس بك ابن الباشا، الذي أنْهَى دراستَه في الهندسة. ونلاحظ أن دنيا ابنة ناظر الزراعة تُبدِي اهتمامًا أكثر من الجميع، حيث نعلم أنها تُكِنُّ كلَّ حبٍّ لمحروس منذ صِغَرها، ولكنها لا تستطيع أن تبوح بذلك الحب، بسبب الفارق الاجتماعي بينها وبين سيدها محروس. وبعد قليل يحضر محروس من القاهرة، فيستقبله الجميع بالأغاني والأفراح، وبالأخص جاره فلان بك البرطماني، الذي يُخبِره بأنه اتفق مع عمِّه عَلَى أن يزوِّجه من ابنته علية. وهنا يُبهَت محروس حيث لا علم له بأمر هذا الاتفاق، وتحضر علية ويُعجَب بها محروس. ومن جهة أخرى نجد مظهر بك، وهو جار فلان بك، يُحاوِل تدبير المؤامرات لإفشال زواج محروس من علية؛ حيث إنه قد خطبها من والدها من قبلُ، ولكن والدها فسخ هذه الخطبة قبل حضور محروس بأسبوع.

fig90
الصفحة الأولى من مخطوطة مسرحية «طيف الخيال».

والسبب في ذلك أن فلان بك يُتاجِر بابنته علية، من أجْل الحصول عَلَى رتبة الباشوية، فقد وافق فلان عَلَى زواج ابنته علية من مظهر، عندما علم أن خال مظهر في يده مَنْح رُتَب الباشوية. ولكن بعد أيام حدثت مشاحنات بين فلان وخال مظهر، اضطُرَّ بسببها هذا الخال أن يُنهِيَ علاقته بفلان، وبالتالي عدم منحه رتبة الباشوية؛ لذلك فسخ فلان الخطبة، ووافق عَلَى زواج ابنته من محروس لأنه من الأغنياء، وعندما تعلم دنيا بأن مظهر يدبِّر المؤامرات لحبيبها محروس، نجدها تلتحق بالعمل لديه، كي تطَّلع عَلَى أسراره ومؤامراته، ومِن ثمَّ تُحذِّر محروس منها. وبالفعل قامت دنيا بذلك، وكانت تُرسِل الرسائل إلى محروس وتوقِّع باسم طيف الخيال، واستمرَّتْ دنيا عَلَى هذا المنوال كثيرًا، ومحروس في حيرة من أمر هذه الرسائل، لدرجة أنه عَشِقَ طيف الخيال قبل أن يَعلَم مَن هي. وبعد أحداث كثيرة يعلم محروس أن دنيا هي طيف الخيال، التي أنقذتْه أكثر من مرة، فيفسخ خطبته من علية ويتزوج من دنيا، وتنتهي المسرحية.

أمَّا المسرحية الجديدة الخامسة والأخيرة في هذا الموسم، فكانت مسرحية «الثائرة» أو «فتاة الإسكندرية»، وهي من اقتباس مصطفى صادق، وغناء أم كلثوم، وتمَّ تمثيلُها ابتداءً من ١٣ / ٥ / ١٩٢٦. وكانت من تمثيل: دولت أبيض، أمينة محمد، عبد العزيز خليل، عبد المجيد شكري، منسي فهمي، حنا وهبة، محمد يوسف.٢١٤

ومسرحية «الثائرة» تدور أحداثها حول سعيد بك، وهو متزوج من حورية هانم المرأة الطيبة ذات الحسب والنسب، والتي تُطِيع زوجَها في كل شيء. وما كان من هذا الزوج إلا أن يَقوم بخيانتها كلَّ ليلة مع مدام أنطوان، في الغرفة رقم ١٦ ببنسيون مدام كلاريس، ثمَّ يعود فيقصُّ عَلَى زوجته في فخْر قصص مغامراته الليلية. وكانت الزوجة تسمع منه وتكتم غَيْرَتَها وغَيْظَها، وهو يزيد في عذابها، وعندما كانت تتبرَّم من قصصه كان ينهال عليها بوابل من الشتائم والتجريح وهدر الكرامة، ويصفها بأنها قطعة أثاث في المنزل، لا تستطيع أن تتحرَّك من مكانها إلا بإذنه، ولا تستطيع أن تخرج من المنزل إلا إلى قبرها. وبمرور الأيام نجد الزوجة تثور عَلَى جميع الرجال في صورة زوجها، وتتبرَّم بالقوانين، وتُجادِل زوجها في قيمة الأحكام التي لا تَعدِل بين المرأة والرجل … إلخ هذه الأمور.

وفي يوم من الأيام خرجتِ الزوجة دون إذن من زوجها، وتعمَّدتْ أن تعود بعد حضوره، وعندما سألها عن سبب خروجها وغيابها قالت له إنها تعرَّفتْ عَلَى رجل آخَر، فتمتَّعتْ معه كامرأة بما لم تتمتَّع به من قبلُ، حيث استأجرتِ الغرفة رقم ١٤ في بنسيون مدام كلاريس. بل وأتتْ له بدلائل قوية حيث سردت عليه ما حدث بينه وبين مدام أنطوان في الغرفة رقم ١٦، وأسمعتْه نصوصًا من كلامه وكلام عشيقته، حتى يَتيَقَّن من أنها بالفعل خانتْه في هذه الليلة. هنا ثار الزوج وحاول قتْلها، ولكن الجيران تجمَّعوا عَلَى الصراخ والعويل، ومَنَعُوه من ارتكاب تلك الجريمة. وبعد أن هدأت النفوس حاولوا أن يفهموا الموضوع من الزوجة، فقصَّت عليهم مغامرتها مع عشيقها، وكانت تتفنَّن في الوصف، والزوج يَغلِي ويتمتم، حتى انتهت من روايتها، بعد أن وصل الزوج إلى درجة الانهيار. وهنا صرَّحت الزوجة بالحقيقة الخفية، حيث إنها زوجة شريفة، فقد لفَّقَتْ هذه القصة كي تُعطِيَ زوجَها درسًا قاسيًا، ولكي يَشعُر بما كانت تشعر به هي كل ليلة عندما كان يخونها، ويقص عليها قصص خيانته. وتنجح الزوجة في تلقين زوجها هذا الدرس، فيطلب منها الغفران، ويقسم بأنه سيمحو في المستقبل سيئاته بحسنات كثيرة.

ومن الملاحظ في هذا الموسم أن فرقة عكاشة حاولت تعويض عدم وجود العنصر النسائي الغنائي بها، بسبب زواج فاطمة سري — كما مرَّ بنا — وذلك بالاستعانة ببعض المطربات، أمثال: أم كلثوم، التي رفضتِ التمثيل، ولكنها وافقتْ عَلَى الغناء فقط بين الفصول أو في ختام العروض. ولأن أم كلثوم بدأ نجمها يسطع في هذا الوقت، وافقتِ الفرقة عَلَى شروطها، ومن ثمَّ أخذتْ تُعلِن عن عروضها المسرحية المشتملة عَلَى غناء أم كلثوم بصورة خاصة.

فعلى سبيل المثال نجد جريدة «السياسة» في ١٨ / ٢ / ١٩٢٦ تقول:

مَن أراد أن يُضيف إلى عمره أعمارًا جديدة، كي يشاهد أكبر معرض فني، ويسمع أطرب الألحان، من أعظم مغنية مصرية، احتجبت بضع أسابيع فشَاقَتِ الجمهور إلى حنان صوتها الساحر. تياترو حديقة الأزبكية، يوم السبت ٢٠ فبراير سنة ١٩٢٦، هناك تُشاهِد أجمل المناظر الفرعونية، وتسمع أرقَّ الألحان الجديدة وأشجاها، من مغنية الشرق «الآنسة أم كلثوم». وستمثل شركة ترقية التمثيل العربي، جوق عكاشة وشركاهم، الرواية الأوبرا الجديدة «عروس الفراعنة كليوباترا». إبداع مدهش، مناظر أثرية، ألحان مطربة، مغاني شجية، رواية فرعونية، تياترو شرقي، مجتمع أدبي، «ليلة كليوباترا»، ليلة حب وهيام، ليلة مغنًى وطرب … وفي جنة الفراعنة، تَظهَر عروس المطربات «الآنسة أم كلثوم»، فتملأ القلوب فرحًا والصدور ابتهاجًا، إذ تغنِّي كلَّ مطرب وجديد، فتعوض عشَّاق صوتها الساحر ما فاتهم في مدة احتجابها، وتملأ ذلك الفراغ الفني الذي أحدثه في مدة غيابها.

وقالت أيضًا جريدة «البلاغ» في ١٧ / ٣ / ١٩٢٦:

إلى الشرقيين عامة والمصريين خاصة، أدعوكم جميعًا يا خير شعب، لا فرق بين كبير وصغير، فكلكم في الوطن سواء. تعالَوْا لتشاهدوا رواية بطل الشرق والتاريخ، أكبر شاهد عَلَى مسرح تياترو حديقة الأزبكية، يوم الثلاثاء ١٦ مارس … باستعداد عظيم جوق عكاشة وشركاهم، الرواية المصرية السودانية، رواية المُصلِح الكبير المغفور له وَالِي مصر «محمد علي باشا وفتح السودان.» في هذا اليوم يتجلَّى التاريخ أمام كل مُشاهِد لهذه الرواية، وفي هذا اليوم يَعلَم كل مصري أن مِن حقِّه المبادرة إلى التياترو، وليشترك في هذا المهرجان الوطني … ويتخلل الرواية مقطوعات غنائية جميلة، من ربة الصوت الساحر، مغنية أرض مصر المقدسة، الآنسة «أم كلثوم». تغني كل ما يطرب ويشجي، تغني أجمل المغاني وأطرب الألحان، تغني فتستهوي القلوب وتخلب الألباب.

وأخيرًا قالت جريدة «الأهرام» في ٩ / ٥ / ١٩٢٦:
جوق عكاشة وشركاهم لأول مرة رواية «الثائرة» … إنها أول رواية وُضعت في الأخلاق … وخير ما جادتْ به قرائح الروائيين … ولكثرة حوادث الرواية ومفاجآتها ومدهشاتها ومضحكاتها ومبكياتها، وما يتخللها من المواقف المهمة، ستُغنِّي القومَ بأجمل ما كان يغني به أسحق النديم في مجلس الخليفة الرشيد، الموسيقية الفنانة الآنسة «أم كلثوم». تغني فتجعل القوم سكارى من الطرب، وتحملهم عَلَى طلب الإعادة، تغني فتُنسِي المهموم همومه، والمحزون أحزانه، تغنِّيهم حتى يختلط الحابل بالنابل من لذيذ النغم، ويتساوى الجميع في موقف الأشجان، فلا نسمع إلا صرخات وتأوُّهات صادرة من أعماق القلوب، وتصفيق الاستحسان يصمُّ الأذان.٢١٥
fig91
المطربة أم كلثوم.
وإذا نظرنا إلى عروض الفرقة الخيرية في هذا الموسم، سنجدها تتمثل في عرض مسرحية «شمشون ودليلة» في ١٥ / ١١ / ١٩٢٥ لصالح الجمعية الخيرية للروم الكاثوليك، ومسرحية «ليلة كليوباترا» يوم ١٤ / ١ / ١٩٢٦ لصالح نقابة كَتَبة وموظَّفِي المصالح الأهلية، والفصل الأول من مسرحية «عبد الرحمن الناصر»، والفصل الثاني من مسرحية «ليلة كليوباترا» يوم ٢٠ يناير لإعانة المنكوبين السوريين، ومسرحية «طيف الخيال» يوم ٢٥ فبراير لصالح نادي الكشافة النوبية بالإسكندرية، ومسرحية «المشكلة الكبرى» يوم ٢٢ أبريل لصالح الجمعية الخيرية الإسلامية، وأخيرًا مسرحية «ليلة كليوباترا» في منتصف مايو ١٩٢٦ لصالح جمعية تحسين حالة العمياوات بالزيتون.٢١٦
أمَّا عروض فرقة عكاشة في الأقاليم لهذا الموسم، فقد تمثَّلت في مسرحية «الناصر» ببني مزار في ٢٩ / ١ / ١٩٢٦، و«طيف الخيال» بميت غمر في ٥ مارس، و«ليلة كليوباترا» بكوم أمبو في ١٨ مارس، وبأسيوط في ٢٢ مارس، وببور سعيد يوم ٢٩ مارس، و«شمشون ودليلة» ببور سعيد أيضًا يوم ٣٠ مارس ١٩٢٦.٢١٧
وفي هذا الموسم أعادت الفرقة تمثيل كثير من مسرحياتها السابقة، مثل: «صباح»، «هدى»، «اللؤلؤة»، «معروف الإسكافي»، «شمشون ودليلة»، «التوبة» أو «سالومي»، «المشكلة الكبرى»، «الزوبعة»، «العريس»، «خاتم سليمان»، «فتاة الأناضول»، «عائدة»، «آه يا حرامي»، «العمدة»، «السلطان قلاوون»، «٢٤ ساعة»، «غانية الأندلس»، «عظة الملوك»، «محمد علي باشا وفتح السودان»، «سوسو هانم»، «الدنيا وما فيها».٢١٨

موسم ١٩٢٦-١٩٢٧

قبل بداية هذا الموسم كُتبت مقالات كثيرة عن المشاكل التي تتعرض لها الفرقة،٢١٩ والتي تنبأت بنهايتها.٢٢٠ وبعد نهاية الموسم السابق وعودة الفرقة من رحلتها الصيفية أعلنت عن حاجتها إلى ممثلات للعمل بالفرقة بعد خروج فكتوريا موسى وتكوينها لفرقة خاصة بها وبزوجها عبد الله عكاشة.٢٢١
ورغم هذا فقد قدَّمت فرقة عكاشة في هذا الموسم أكبر كم من المسرحيات الجديدة، بدأتْها بمسرحية «علي بابا» في افتتاح الموسم يوم ٤ / ١١ / ١٩٢٦، والمسرحية تأليف حسين توفيق الحكيم، وأزجال بديع خيري، وتلحين زكريا أحمد، وإخراج عمر وصفي، ومن تمثيل: علية فوزي، زكي عكاشة، عمر وصفي، عباس فارس، محمد يوسف، لطيفة نظمي، بشارة واكيم، محمد بهجت، أحمد فهمي، عبد الحليم القلعاوي، حسن حبيب، حسين عسر. وقد لاقت هذه المسرحية استحسان بعض النقَّاد،٢٢٢ وتكرَّر تمثيلها كثيرًا في هذا الموسم.٢٢٣
fig92
إعلان مسرحية «علي بابا».

ومسرحية «علي بابا» تدور أحداثها في جوٍّ من حكايات ألف ليلة وليلة، حيث نجد علي بابا الذي يحب جاريته مرجانة، ولكنه لا يستطيع العيش في سعادة بسبب ديونه المتراكمة، خصوصًا دينه لابن عمه قاسم، الذي يتصف بالبخل رغم ثرائه. وفي لحظة يأس يُقرِّر علي بابا الانتحار، فيذهب إلى الغابة وقبل أن ينتحر تأتي مرجانة وتطلب منه أن يبيعها حتى يُسدِّد دينه، ولكنه يرفض، فتذهب مرجانة يائسة. وفي هذه اللحظة تأتي عصابة من اللصوص، وتقف أمام مغارة في الغابة، ويصيح قائدها بعبارة: «افتح يا سمسم»، فيُفتح باب المغارة. وفي أثناء ذلك كان علي بابا مختبئًا خلف الشجرة، وقد عَرَف سِرَّ فتح باب المغارة، وبعد انصراف اللصوص قام علي بابا بدخول المغارة، فوجد فيها كمية كبيرة من المجوهرات، فحمل منها ما يستطيع حمله وذهب به إلى مرجانة. وبعد أيام لاحظ قاسم الثراء الفاحش الذي يتمتع به علي بابا، فبدأ يُراقِبه كي يعلم السرَّ، وبالفِعْل استطاع قاسم أن يعرف سِرَّ المغارة.

fig93
غلاف بروجرام مسرحية «علي بابا».

وفي اليوم التالي ذهب قاسم إلى المغارة ودخلها، وحمل منها مجوهرات كثيرة، ولكنه لم يُفلِح في الخروج لأنه نَسِي كلمة السِّرِّ. هنا تحضر العصابة وتقبض عليه، ويُقرِّر رئيس العصابة قتْلَه، ولكن أحد أفراد العصابة، وهو زريق، يطلب من الرئيس تولِّي هذه المهمة؛ لأنه في الماضي كان عاملًا لدى قاسم، فقام الأخير بطرده لسبب تافِهٍ. ولكن قاسم أخذ في استرحام زريق، فوافق زريق عَلَى عتقه بشرط أن يصبح من العصابة، فيوافق قاسم الذي تغيَّب عن منزله وعن زوجته زبيدة أيَّامًا كثيرة، فظن الجميع أنه مات. وبعد أيام لاحظ رئيس العصابة أن أموال المغارة نقصتْ، فيعلم أن علي بابا هو الذي استولى عليها، فتقوم العصابة بتدبير خطة لقتْل علي بابا، وكان موعد التنفيذ هو يوم زفاف علي بابا عَلَى زبيدة زوجة قاسم. وفي اليوم المحدَّد استطاعت مرجانة أن تُفسِد خطة العصابة، وأن تُنقِذ علي بابا من الموت، وتعود زبيدة إلى زوجها قاسم بعد أن عَلِمَتْ بأنه عَلَى قيد الحياة، وتنتهي المسرحية بالقبض عَلَى العصابة وزواج علي بابا من مرجانة.

fig94
صورة من عرض مسرحية «علي بابا».
والمسرحية الجديدة الثانية كانت «المرأة الجديدة»، تأليف حسين توفيق الحكيم أيضًا، وبدأ تمثيلها في أوائل نوفمبر ١٩٢٦، وهي من تمثيل: علية فوزي، عمر وصفي، بشارة واكيم، عباس فارس، زكي عكاشة، عبد الحليم القلعاوي، أحمد فهيم، وردة ميلان، عفيفة خوري، عائدة حسن. وقد مُثِّلت هذه المسرحية عدة مرات في هذا الموسم،٢٢٤ كما وجَّه النقاد نقدًا عنيفًا إلى مؤلِّفها توفيق الحكيم.٢٢٥
fig95
إعلان مسرحية «المرأة الجديدة».

ومسرحية «المرأة الجديدة» تدور أحداثها حول رجل غني كبير في السِّنِّ، هو محمود بك لمعي، الذي يعيش في حرية تامَّة ولذَّة محرَّمة، ولا يُحبُّ القيود لدرجة أنه ترك ابنته ليلى تعيش عند عمَّتها حتى يتنصل من مسئوليته تجاهها، وحتى يستطيع أن يعيش بحرية مع ملذَّاته المحرمة. وبعد أن تموت العَمَّة تُضطَرُّ ليلى إلى العيش مع أبيها، ولكنه يتضجر من وجودها؛ لأنها تُقيِّد حياته، فيفكر في الخلاص منها بتزويجها، ويطلب من وكيله البحث عن عريس لها. وينجح الوكيل في إيجاد نجيب الشاب المستهتر ليكون هو زوجها المرتقب. وفي أول لقاء بين نجيب وليلى نكتشف أنهما من دُعاة السفور، وكلٌّ منهما يرفض الزواج والارتباط بالآخَر، طالما يستطيع كلٌّ منهما أن يُصادِق الآخَر وينفرد به دون زواج بدعوة السفور والتحرُّر. وهنا تحضر نعمت صديقة ليلى، ويدور بينهما حوار، نفهم منه أن نعمت هي خليلة نجيب، رغم أنها متزوجة من سامي، الذي تركتْه عندما اكتشفتْ علاقته بليلى، وهي الآن تعيش مع إبراهيم. وتتطور الأحداث ليصبح نجيب من أصدقاء الأسرة، ويذهب معهم إلى عزبة محمود بك، وتلحق به نعمت، ويلحق بها زوجها سامي الذي يعنِّفها عَلَى سلوكها مع نجيب، فتخبره أنها فعلتْ ذلك بسبب علاقته مع ليلى، ويسمع هذا الحوار نجيب، فيُقرِّر عدم الزواج من ليلى؛ لأنها فتاة تفرِّط في شرفها، فيخرج غاضبًا حانقًا لاعنًا السفور والسفوريين، وتنتهي المسرحية.

ومسرحية «ناهدشاه والمغفلين الثلاثة» كانت المسرحية الجديدة الثالثة، وبدأ تمثيلها يوم ١٨ / ١١ / ١٩٢٦، وهي من تأليف محمد عبد القدوس، وتلحين داود حسني، وتمثيل: زكي عكاشة، علية فوزي، بشارة واكيم، عمر وصفي، عبد الحليم القلعاوي، وردة ميلان، عباس فارس. وقد أعادتِ الفرقة تمثيلها عدة مرات في هذا الموسم.٢٢٦

ومسرحية «ناهدشاه» تدور حول اجتماع مجلس الكهنة والأمراء في بلاد الدند لاختيار السلطان الجديد، وكان المتوقَّع أن يكون ولي العهد هو السلطان المنتخب، ولكن المجلس عدل عن هذا الرأي لغباء ولي العهد وسوء تصرُّفه. وهنا يَظهَر الكاهن الأعظم، ليقرأ عَلَى الجميع وصية الحكيم هنكا بن تاووس، وفيها يُبشِّر الأهالي بفتح الباب الجنوبي للعاصمة دندابارا، وأول مَن يدخل منه يكون هو السلطان ويتزوج الأميرة ناهدشاه، وهذا حسب الوصية المكتوبة. وبالفعل يتم فتح باب العاصمة، وفي هذه اللحظة يصل إلى الباب ثلاثة أشخاص من مصر؛ الأول: حسن، والثاني: حسون، والثالث: الشيخ حواش. والأول حضر للتجارة، والثاني حضر بحثًا عن ناهدشاه حبيبته، والثالث أخذه معه حسُّون ليتبارك به في رحلته. ويشاء القَدَر أن يَدخل حسن أوَّلًا، فيُهلِّل الأهالي وينصِّبونه سلطانًا عليهم، ويُحدِّدون لهذا التنصيب يومًا محدَّدًا، ليكون أيضًا يوم زفافه عَلَى ناهدشاه. وفي صباح يوم التنصيب تتعرف ناهدشاه عَلَى حبيبها حسُّون، وتتفق معه عَلَى خطة لإبعاد حسن عن التنصيب وعن زواجه منها. وبالفعل تُقابِل ناهدشاه حسن، وتُخبِره أن التنصيب هذا سيكون سببًا لأن يأكله الأهالي حيًّا، وهذا حسب عوائد أهل هذه البلاد، والحلُّ أنه يتنحَّى عن هذا المنصب. وهكذا يُعلن حسن تنازله عن السلطنة، وبالتالي يئول التنصيب إلى مَن دخل المدينة من بعده، وهو حسُّون. وبالفعل يتم تنصيب حسُّون كسلطان عَلَى البلاد ويتزوج من ناهدشاه، وسط تهليل الأهالي ووسط حسرة المغفلين.

fig96
إعلان مسرحية «ناهدشاه والمغفلين الثلاثة».
وقد كتب الناقد محمد توفيق يونس كلمة عن هذه المسرحية، قال فيها: «لعل «ناهدشاه» أقوى ما أخرجه مسرح الحديقة من الروايات حتى الآن. فهي أوبراكوميك رائعة الجمال، محكمة البناء، قوية التأثير، تسير في جو بديع من الخيال الواسع، والفكاهة الرقيقة، والظرف الكثير. اجتمع في هذه الرواية كثير من عوامل النجاح، فقد ملأها المؤلف الأستاذ محمد عبد القدوس بالشخصيات الفَكِهة والحوادث الغريبة والأحاديث اللذيذة، فلم يملَّ الجمهور طول الوقت، من عامل يبعث فيه السرور والانشراح، ويحمله عَلَى الانتباه والإصغاء، حتى نهاية الفصل الأخير، دون أن يفتر اهتمامه ويقلَّ ابتهاجه. كان ظهور هذه القطعة بعد خيبة الأمل في كثيرٍ من الروايات المؤلَّفة تبريرًا لما ملأ قلوبنا من اليأس، وتجاوز المدى المرجوَّ من القريحة المصرية في هذا الفن الحديث. فإن نجاح هذه الرواية ذلك النجاح الباهر طمأن القلوب عَلَى أننا لا نَقِلُّ عن أبناء الغرب ذكاءً ونبوغًا إذا داومنا العمل وواصلنا الدرس وتركنا الغرور الأحمق والادِّعاء الباطل.»٢٢٧
وفي يوم ٢٥ / ١١ / ١٩٢٦، بدأت الفرقة تمثيل مسرحيتها الجديدة الرابعة، وهي «بنت نابليون» أو «نابليونيت»، تأليف أندريه دي لوردوجان مارسيل، تعريب إسماعيل رشدي، ومن تمثيل: عزيزة أمير، زكي عكاشة، عمر وصفي، بشارة واكيم، محمد يوسف، عباس فارس، عبد الحليم القلعاوي، أحمد فهمي، حسن حبيب، عفيفة خوري، وردة ميلان، فكتوريا سويد، لطيفة نظمي، عائدة حسن. وقد استقبل النقاد انضمام عزيزة أمير للفرقة استقبالًا حسنًا،٢٢٨ خصوصًا عند تكرار تمثيل المسرحية.٢٢٩
fig97
عزيزة أمير.
fig98
إعلان مسرحية «بنت نابليون».

ومسرحية «بنت نابليون» تدور أحداثها حول انتقال جماعة من أعوان نابليون إلى خدمة ومعاونة لويس الثامن عشر، الذي خَلَفه في الحكم، بعد موقعة واترلو الشهيرة. وكان من بين هذه الجامعة نابليونيت ابنة الكولونيل دي سيرينان، الذي قُتِل في موقعة واترلو، فأصبحت نابليونيت تحت وصاية عمها المركيز دي سيرنيان ناظر قصر الملك لويس، والذي يطمع في ثروتها، ويريد أن يزوِّجها من ابنه الضابط روجيه. ولكن روجيه كان يحب إحدى الوصيفات في القصر، وكانت نابليونيت تحب الضابط شالندري، الذي ضمَّد جراحها عندما أُصيبتْ في موقعة واترلو. وتنعم نابليونيت بعيشة رغدة، حتى تعلم بخبر مؤامرة ضدَّ الملك، سيقوم بها أعوان أخيه شارل. وتنجح نابليونيت أخيرًا في إخفاق هذه المؤامرة، ويُحاوِل المتآمِرون خطْف الملك نفسه، وتنجح هي أيضًا في إخفاق هذا الأمر بعد أن أُصيبت بطعنة غير قاتلة. وبعد اكتشاف هذا الأمر برمَّته يُجازيها الملك بتزويجها من حبيبها الضابط، ويُرضِي عمَّها بأن يُزوِّج ابنه إلى الوصيفة، بعد أن دفع صداقها من ماله الخاص، وبذلك تنتهي المسرحية.

fig99
إعلان مسرحية «أحب أفهم».
أمَّا مسرحية «أحب أفهم» فكانت المسرحية الجديدة الخامسة، وبدأ تمثيلها يوم ٢ / ١٢ / ١٩٢٦. وقد مصَّرها بشارة واكيم عن مسرحية «حلاق إشبيلية» لبومارشيه، وهي من تلحين داود حسني، وإخراج عمر وصفي، ومن تمثيل: زكي عكاشة، علية فوزي، بشارة واكيم، عبد الحليم القلعاوي، عمر وصفي. وقد لاقت المسرحية نقدًا لاذعًا وُجِّه إلى ممصِّرها،٢٣٠ بالرغم من كثرة تمثيلها في هذا الموسم.٢٣١

ومسرحية «أحب أفهم» تدور أحداثها حول رأفت ابن الباشا الذي يقع في حب لواحظ، بعد أن شاهدها كثيرًا واقفة في الشباك بجانب زوجها مظهر. وأثناء تردُّد رأفت على شارع لواحظ تنشأ بينه وبين الأسطى علي صداقة، فيبوح له رأفت بحبه، فيساعده الأسطى علي، خصوصًا بعد أن وضَّح لرأفت أن مَن يعيش مع لواحظ هو الواصي عَلَى أموالها وليس زوجها. وهكذا تمَّ التعاون بين الأسطى علي وبين رأفت. وبعد فترة يتم تبادل الأخبار بين رأفت ولواحظ عن طريق الأسطى علي، فنعلم أن مظهر قرَّر الزواج من لواحظ سرًّا حتى يستولي عَلَى ميراثها. وهنا يتفق الأسطى علي مع رأفت عَلَى خطة لتخليص لواحظ، فيقوم رأفت بالتنكُّر في زي شيخ أزهري يُدعَى الشيخ مؤنس، جاء كي يعطي الدرس إلى لواحظ بدلًا من شيخها الأصلي الشيخ عبد العاطي، الذي أصابه مرض مفاجئ. وبعد عدة مواقف مضحكة ومعقدة في نفس الوقت يستطيع رأفت أن يتزوج من لواحظ بعد أن تنازلت عن ثروتها لمظهر.

وفي يوم ٩ / ١٢ / ١٩٢٦ بدأت فرقة عكاشة تمثيل مسرحيتها الجديدة السادسة «الحماة»، تأليف عباس رحمي، وإخراج عمر وصفي، ومن تمثيل: زكي عكاشة، علية فوزي، عائدة حسن، بشارة واكيم، عباس فارس، محمد يوسف، أحمد فهمي، عمر وصفي. وقد عرضتْها الفرقة أكثر من مرة في هذا الموسم.٢٣٢
fig100
إعلان مسرحية «الحماة».

ومسرحية «الحماة» تدور أحداثها حول الطالب إبراهيم الذي يدرس بعيدًا عن أهله، وهو في نفس الوقت مُتيَّم بحب قريبته نظلة. وفي يوم يأتيه خبر قراءة فاتحة نظلة عَلَى شفيق، فيذهب إبراهيم في هذا اليوم باعتباره من الأهل، فيشاهد في صالة الاستقبال نظلة، التي تتنحَّى به جانبًا وتُخبره عن عدم موافقتها عَلَى الارتباط بشفيق، ولكنه يُخالِفها الرأي، ويؤكِّد لها ضرورة موافقتها طالما هذه رغبة الأهل، وقبل أن ينصرف يُقبِّل يدَها لحظة دخول والدها وخطيبها شفيق، فتثور ثورة الجميع عَلَى إبراهيم ظنًّا منهم أنه عَلَى علاقة بنظلة. وتمرُّ أربع سنوات لنَجِد نظلة في منزل زوجها شفيق، يُجرِّعها هو ووالدته مُرَّ العذاب، رغم إشفاق والد زوجها عليها، ولكنه مغلوب عَلَى أمره بسبب سطوة ابنه وزوجته عليه. وفي يوم يشتدُّ النِّقاش بين العائلة فتُصرُّ الأم عَلَى أن يُطلِّق ابنها شفيق زوجته نظلة، وبالفعل يُطلِّقها، ثمَّ يندم ندمًا شديدًا. وبعد الطلاق تستنجد نظلة ووالد طليقها — الذي طُرِد من المنزل — بإبراهيم، الذي أصبح ملازمًا أول في الجيش، فيكرمهما إكرامًا كبيرًا، ولكن شفيق كان يراقب والدَه ومطلقته حتى علم بمكانهما، فينجح في اختطاف مطلقته، ولكن بعض الخفر يستطيعون الإمساك به وإعادة نظلة إلى إبراهيم.

وقد كتب الناقد محمد توفيق يونس كلمة عن هذه المسرحية، قال فيها: «… حشر المؤلف في روايته كثيرًا من الحديث الطويل والحوار المُمِلِّ، مع أنه لا عمل له في الرواية ولا أثر، غير أنه لجأ إليه لتطول فصولها. إن أهم ما نأخذه عَلَى المؤلف أنه لم يترك حوادث روايته تسير حسب الطبيعة، فكنَّا نتخيله واقفًا أمام أشخاص روايته عَلَى المسرح يسحبهم ويدفعهم، وليس هناك أسوأ من التصنُّع والتعمُّد إذا ما استثنَيْنا الغموض والإيهام … كذلك ملأ المؤلف روايته بالسباب والشتائم، التي تخدش الأذن ويتنزَّه عنها المسرح.»٢٣٣
أمَّا مسرحية «المجاهدين» فكانت المسرحية الجديدة السابعة، وبدأ تمثيلها يوم ١٦ / ١٢ / ١٩٢٦، وهي من تأليف شارل موريه، وتعريب إسماعيل رشدي، وإخراج عمر وصفي، ومن تمثيل: عزيزة أمير، بشارة واكيم، عباس فارس، عبد الحليم القلعاوي، محمد يوسف، عمر وصفي.٢٣٤ وتدور أحداثها حول المسيو براندون، رجل الأعمال الثري الذي يحاول أن يحصل عَلَى كل شيء، ويساعده في ذلك ولداه روبير وجورج. وتصل أطماع براندون إلى أن يحصل عَلَى جميع الأملاك من حوله كي يَهدِمها ويبني مطارًا خاصًّا له. ورغم ذلك لم يستَطِع الحصول عَلَى قصر جاره هنري دبلمون، رغم علمه بقيمة هذا القصر عند صاحبه، الذي لا يفرِّط فيه بسهولة؛ لأنه ميراث آبائه وأجداده. وتشاء الظروف أن يحب هذا الجار الفتاة جان ابنة براندون، ويعلم بذلك الأب فيفاجأ ابنته بين أيدي حبيبها، فيُخيِّرها بين أن تأتي معه، أو أن تعيش منبوذة مع عدوِّه ولو كان حبيبها، فترفض الابنة الذهاب وتُصرُّ عَلَى البقاء مع الحبيب. ويقوم الأب بمساعدة ولديه عَلَى خطف جان، ومِن ثمَّ أخذوا في مساومة الحبيب، إما التنازل عن القصر مقابل عودة الفتاة إليه، وإما احتفاظه بالقصر مقابل عدم رؤية الحبيبة، ويرضخ الحبيب للأمر الواقع، فيوقِّع التنازُل وحضر جان وتأخذ في تعنيف ومعاتبة والدها وشقيقيها، فتُوقِظ ضميرَ أبيها، فيَعتَذِر عمَّا فعله، ويصرِّح بأنه ظل أربعين سنة يعمل لنيل السعادة، ولكنه في الحقيقة نال الشقاء.
وكانت المسرحية الجديدة الثامنة مسرحية «شهوزاد» لعزيز عيد،٢٣٥ وقد عرضتْها الفرقة إحياءً لذكرى الشيخ سيد درويش، يوم ٢٨ / ١٢ / ١٩٢٦،٢٣٦ وهي من إخراج عمر وصفي، وتمثيل: زكي عكاشة، عزيزة أمير، علية فوزي، لطيفة نظمي، صوفي يوسف، بشارة واكيم، عباس فارس، محمد يوسف. وقد قالتْ عنها مجلة «العروسة» في ٥ / ١ / ١٩٢٧:

من الناس عظماء يعيشون في عزلة وسكون، ويعملون في غير ضجة ولا ضوضاء، فإذا ما طواهم الموت أدرك الناس بعد فقْدهم سِرَّ عظمتهم، وأحسُّوا بنبوغهم العجيب، فعضُّوا عليهم بنان التلهُّف والحسرة، وتمنَّوْا لو قدَّروهم في حياتهم بما هم به جديرون. ولكن تلك سنة الله في خلقه، ولم تجد لسنة الله تبديلًا! وقد عاش المرحوم الشيخ سيد درويش الموسيقي الفذُّ مجهولًا، إلا من نفر قليلٍ من أصدقائه، وكانت ألحانه التي تفيض بشتَّى العواطف تستقر في كل قلب ويتغنَّى بها كل لسان، والناس تَطرَب منها وتبكي، وهم لا يعرفون من أمره شيئًا حتى مات، وظهر في عالَم الموسيقى ذلك الفراغ الكبير، فارتفع شأنه بموته وذاع صيته، وتجلَّت مظاهر عظمته الفنية العجيبة. ومن آثاره الخالدة رواية «شهوزاد» الذي سكب في ألحانها روحه العظيمة، فأخرج منها معجزة فنية، تمر السنون وتفنى الأجيال، وهي باقية لا تفنى ولا تزول! مثَّلها بنفسه منذ سنين ثمَّ طُويت بوفاته، إلى أن اشتراها مسرح الحديقة من ورثته، وأخرجها في الأسبوع الماضي، فعاد الناس يسمعون تلك الموسيقى الآخذة بالنفوس ويخشعون باهتين أمام ذلك الفيض السماوي الساحر، وهم في نشوة الطرب والإعجاب. وقد أتقن أفراد الفرقة تمثيل الرواية وغناءها إتقانًا يشهد لهم بالمقدرة في فنِّهم، ويبيِّن جليًّا مقدار النهضة التي ينهضها هذا المسرح.

fig101
إعلان مسرحية «البروكة».
وفي ٢٣ / ١٢ / ١٩٢٦ بدأت الفرقة تمثيل مسرحيتها الجديدة التاسعة، وهي «إحسان بك»، تأليف محمد عبد القدوس، وإخراج عمر وصفي، ومن تمثيل: عزيزة أمير، علية فوزي، لطيفة نظمي، عفيفة خوري، فكتوريا سويد، عائدة حسن، أحمد فهمي، بشارة واكيم، عباس فارس، محمد يوسف، عبد الحليم القلعاوي، عمر وصفي. وقد أعادت الفرقة عرضها أكثر من مرة في هذا الموسم.٢٣٧ وهذه المسرحية تتشابه إلى حدٍّ كبيرٍ مع مسرحية «المرأة الجديدة»؛ حيث عالَج فيها المؤلف قضية السفور، ولكن من خلال سفور المرأة المتزوجة، التي سمحت لصديق زوجها أن يكون أكثر من صديق. والمسرحية تُثير سؤالًا مُهمًّا، هل العيب في الزوجة التي سمحتْ بذلك لإيمانها بالسفور؟ أم العيب في الزوج الذي سمح لصديقه أن يدخل بيته، ويتعرَّف عَلَى زوجته بحرية مطلقة لإيمانه بالتحرر والسفور أيضًا؟!
أمَّا المسرحية العاشرة فكانت أوبرا «البروكة»، تأليف محمود مراد، وتلحين الشيخ سيد درويش،٢٣٨ وبدأت الفرقة تمثيلها يوم ٢٧ يناير ١٩٢٧، وكانت من إخراج عمر وصفي، ومن تمثيل: عزيزة أمير، محمد يوسف، بشارة واكيم، علية فوزي، عباس فارس، عمر وصفي.٢٣٩
واختتمت فرقة عكاشة مسرحياتها الجديدة لهذا الموسم بمسرحية «فرنسيسكو» أو «ابن الأعمى»، تعريب محمود سعيد، وبدأ تمثيلها يوم ١٤ / ٢ / ١٩٢٧.٢٤٠ وهذا الكم من المسرحيات الجديدة أثَّر بلا شك عَلَى مقدار ما أعادتْه الفرقة من مسرحيات، التي تم تمثيلها في المواسم السابقة، ومنها: «طيف الخيال»، «عبد الرحمن الناصر»، «هدى»، «ليلة كليوباترا»، «معروف الإسكافي»، «شمشون ودليلة».٢٤١
وفي موسم الصيف لم تعرض الفرقة أية عروض مسرحية، وتفرَّغت للاهتمام ببوفيه الحديقة في الهواء الطلق، حيث الموسيقى والمشروبات والمأكولات، وعرض المناظر والأفلام السينمائية التي تتغير كل أسبوع، وكان منها في هذا الصيف فيلم «الممثل كين» وفيلم «خطيبته الصغيرة».٢٤٢
fig102
إعلان عن بوفيه مسرح حديقة الأزبكية.

موسم ١٩٢٧-١٩٢٨

يُعتبر هذا الموسم هو آخِر موسم تمثيلي شبه منتظم في تاريخ حياة فرقة عكاشة عَلَى الإطلاق، فمع بدايته كثرت المشاكل وساءت الإدارة. هذا بالإضافة إلى خروج ودخول الكثير من الممثلين. ووصل الأمر بفرقة عكاشة — ذات رأس المال الضخم في السابق — أن تُؤجِّر مسرحَها للفِرَق الأجنبية! ومنها كانت فرقة مدام ماري تيريزا الفرنسية، التي مثَّلت عَلَى مسرح الحديقة في يناير ١٩٢٨ عدة مسرحيات، منها: مسرحية «الماريونيت» لبيير وولف.٢٤٣ ولم يَقِفِ الحال عند هذا الحدِّ، بل وجدنا الفرقة تهجر مسرحها بالأزبكية فترات طويلة؛ لتعرض مسرحياتها بالأقاليم.
fig103
إعلان مسرحية «فاتنة بغداد».
وهذه الأمور بلا شك أثَّرت عَلَى الإنتاج الفني، فلم تعرض الفرقة في هذا الموسم إلا مسرحيتين جديدتين فقط؛ الأولى «فاتنة بغداد» ومثَّلتْها في افتتاح هذا الموسم يوم ١٩ / ١٢ / ١٩٢٧، وهي بقلم أحمد زكي السيد، وتلحين داود حسني، وإخراج عمر وصفي، وتمثيل: علية فوزي، لطيفة نظمي، زكي عكاشة، محمد بهجت، محمد يوسف، أحمد فهمي، أحمد ثابت. وقد أعادت الفرقة تمثيل هذه المسرحية عدة مرات.٢٤٤

وتدور أحداث مسرحية «فاتنة بغداد» في جو من حكايات ألف ليلة وليلة، حيث نجد الشاب علي الذي أفلس بعد ثراءٍ كبيرٍ يذهب إلى سوق الجواري والعبيد كي يَبِيع عبده فيروز ليعيش بثمنه. وفي السوق تراه الجارية بدر البدور أو فاتنة بغداد، فتتعلَّق به وتُحبُّه، وتعطيه مالًا كي يشتريها من سيدها لتعيش معه. وبالفعل يقوم علي بذلك، وتعيش معه بدر البدور كزوجة في سعادة غامرة، كدَّرها بعض الحاقدين، فقاموا بخطف بدر البدور. وبعد حوادث كثيرة تعود بدر مرة أخرى إلى علي، بعد أن أصبحت ذات شأن كبير في الدولة، فتجعله أميرًا.

وقد كتبت مجلة «المصور» كلمة في ٣٠ / ١٢ / ١٩٢٧ تحت عنوان «فرقة عكاشة ورواية فاتنة بغداد»، قالت فيها:

قضى الله أن يحل الشقاء بين عناصر هذه الفرقة … كوَّن عبد الله أكبرهم فرقة كان نصيبها الفشل لقلة المال، وها هو جبَّارهم زكي لمَّ شعثَه وكوَّن فرقته هذه للموسم الجديد، الذي افتتحه برواية «فاتنة بغداد». وهي قصة مقتبسة من ألف ليلة، تدور حول اختطاف جارية من دار إلى دار، ومن كهف إلى مغار، لصوص تقتل لصوصًا جارية تفر من بغداد، فتصبح في الهند أميرة تعثر عَلَى حبيبها، فيتعانقان ويعيشان في «التبات والنبات ويخلِّفون صبيانًا وبنات، وتوتة توتة فرغت الحدوتة.» هكذا الأوبراكوميك وإلا فلا. والفرقة جديرة بالتهنئة عَلَى حسن اختيارها، وقد استحق الأستاذ زكي السيد مؤلف الرواية عظيم الشكر ورقيق التهاني عَلَى مجهوده، أمَّا الإخراج فقد كان في غاية الدقة وحسن الذوق، والمناظر بديعة غالية، مما يدل عَلَى سخاء الفرقة عَلَى الفن، وهذا يرجع إلى مقدرة المدير الفني الأستاذ عمر وصفي، ولحَّن الأستاذ داود حسني الرواية تلحينًا مطربًا. وكان الأستاذ زكي مطربًا حنونًا مشجِّعًا كعادته، وقد حلَّى أناشيده ببحَّات في صوته، كادت تأخذ بأرواح النظارة، لولا لطف الله، فاستحق كل إعجاب. وبهجت «العبد سرور» الهزلي الشهير، مثَّل لأول مرة عبدًا فنجح فيه نجاحًا أعجب به الحاضرون. وفي جد نهنِّئ الآنسة علية فوزي عَلَى قيامها بتمثيل «بدور» تمثيلًا فنيًّا وغناءً مشجيًا، مما يدل عَلَى أن هذه المطربة في تقدُّم مطَّرِد. وكذا الآنسة «لطيفة» قامت بدور الأميرة برشاقة وخِفَّة ودَعَة وكبرياء، كما لو كانت من بيت الإمارة.

fig104
زكي عكاشة وعلية فوزي في عرض مسرحية «فاتنة بغداد».
أمَّا المسرحية الجديدة الثانية والأخيرة في هذا الموسم، بل وآخِر مسرحية جديدة تعرضها فرقة عكاشة طوال تاريخها الفني، فكانت مسرحية «لص بغداد»، وتمَّ عرضها بمناسبة العيد في ٢٣ / ٣ / ١٩٢٨. وقد اقتبسها — من فيلم سينمائي عرضتْه سينما المتروبول عام ١٩٢٥ — أحمد زكي السيد، ولحَّنها كامل الخلعي، وأخرجها عمر وصفي، ومثَّلها كل من: زكي عكاشة، علية فوزي، عائدة حسن، عمر وصفي، محمد بهجت، محمد يوسف، حسين عسر، لطيفة نظمي. وقد أعادت الفرقة تمثيل هذه المسرحية أكثر من مرة في هذا الموسم.٢٤٥
fig105
إعلان مسرحية «لص بغداد».
أمَّا رحلات الفرقة في الأقاليم لهذا الموسم، فقد تمثَّلت في عرض مسرحيات «ناهدشاه»، «معروف الإسكافي»، «علي بابا» بسينما الأمريكان بالمحلة الكبرى، و«فاتنة بغداد»، «ناهدشاه» ببنها، وأيضًا بسينما الباتيناج بطنطا، وذلك في شهر يناير ١٩٢٨. ثمَّ مسرحية «علي بابا» ببني سويف والفيوم، وبسرادق أُقيم بجوار مدرسة مجلس مديرية بني مزار، وتم عرضها أخيرًا بسينما أبولون بالزقازيق، وذلك في شهر فبراير ١٩٢٨.٢٤٦
لم يبقَ من عروض الفرقة في هذا الموسم غير مسرحياته المُعادة من المواسم السابقة، ومنها: «علي بابا»، «ناهدشاه»، «هدى»، «معروف الإسكافي»، «شمشون ودليلة»، «صباح»، «ليلة كليوباترا».٢٤٧
وفي موسم الصيف عادت فرقة عكاشة إلى الاهتمام بسينما بوفيه الحديقة، فعرضت بعض الأفلام، مثل فيلم «جريدة باتيه» لمكس لندر، وفيلم «دون جوان».٢٤٨

موسم ١٩٢٨-١٩٢٩

لا يُعتبر هذا الموسم موسمًا تمثيليًّا بالمعنى المعروف والمعتاد كمواسم الفرقة السابقة! ولكنه كان آخِر موسم قرأنا فيه إعلانات تَذكُر اسم «فرقة عكاشة»، حيث توقَّفت نهائيًّا عن العمل المسرحي فيما بعد. والسبب في ذلك أن إدارة زكي عكاشة وصلت إلى حدٍّ كبيرٍ من الاضطراب، ومخالفة شروط الشركة. بل ووصل الأمر بين إخوان عكاشة إلى رفع القضايا فيما بينهم أمام المحاكم، من أجل نصيب كلٍّ منهم في أسهم الشركة.٢٤٩
هذه الأمور أثَّرت عَلَى الفرقة من الناحية الفنية، فلم تقدِّم أية مسرحية جديدة في هذا الموسم، واقتصرت عَلَى عروضها بمسرح الحديقة عَلَى إعادة مسرحياتها السابقة لصالح بعض الجمعيات والمدارس، ومن هذه العروض مسرحية «عبد الرحمن الناصر» لصالح جمعية النجاح بالقللي في يناير ١٩٢٩. والمسرحية نفسها عرضتْها لصالح مدرسة النجاح الأدبية في فبراير ١٩٢٩،٢٥٠ لتكون آخِر مسرحية عرضتْها فرقة عكاشة في تاريخها. بعد ذلك مباشرة انحلَّت الفرقة وتفرَّق ممثلوها، وتوقفت نهائيًّا عن العمل المسرحي، وتفرَّغ زكي عكاشة لإدارة بوفيه الحديقة، حيث العروض السينمائية، ومنها فيلم «باتاشون بوليس سري» وفيلم «بنت الشعب».٢٥١

وهكذا أُسدِل الستار عَلَى فرقة عكاشة، التي عملت ما يقرب من عشرين سنة بسواعد نوابغ الفن التمثيلي المسرحي، حيث ضمَّت الفرقة من الكوادر الفنية والإدارية عددًا كبيرًا نذكر منهم: إبراهيم أبي السعود، أبريز أستاتي، أبو العلا، أحمد ثابت، أحمد عبد الرحمن، أحمد فهمي الصغير، أحمد فهمي الكبير، أحمد فهيم، أحمد ناجي، أستر شطاح، أسعد سعد، ألمظ أستاتي، أمين عطا الله، أمين عفيفي، أمينة محمد، بشارة واكيم، توفيق ظاظا، جراسيا قاصين، جميلة إلياس، جورج طنوس، حافظ نجيب، حامد المغربي، حسن حبيب، حسن كامل، حسن مرعي، حسين حسني، حسين رياض، حسين عسر، حنا وهبة، روز اليوسف، زكي عكاشة، زكي مراد، زكية الشامية، سرينا إبراهيم، سليم عطا الله، سيد جمال الدين، صالح محمد، صالحة قاصين، صوفي يوسف، عائدة حسن، عباس فارس، عبد الباقي عكاشة، عبد الحليم القلعاوي، عبد الحميد عكاشة، عبد الحميد علي، عبد الرحمن شعراوي، عبد العزيز خليل، عبد الله عكاشة، عبد المجيد شكري، عثمان حلمي، عزيز عيد، عزيزة أمير، عفيفة خوري، علي حسن، علي حمدي، علي يوسف، علية فوزي، عمر وصفي، فؤاد إبراهيم، فاطمة سري، فكتوريا سويد، فكتوريا موسى، فوزي الجزايرلي، لبيبة فارس، لبيبة ماللي، لطيفة حجازي، لطيفة نظمي، ماري إبراهيم، ماري كفوري، متولي السيد، محمد أبو عمة (ملقِّن)، محمد أمين، محمد المغربي، محمد بهجت، محمد حجازي (ملقِّن)، محمد حسن، محمد عبد القدوس، محمد فهمي أمان، محمد كمال المصري «شرفنطح»، محمد ناجي، محمد هلال، محمد يوسف، محمود حبيب، محمود خطاب، محمود رحمي، محمود رضا، محمود عزت، محمود وهبي، مريم سماط، مصطفى أمين، منسي فهمي، ميليا ديان، نجيب الريحاني، نهوى حسني، وردة ميلان، يوسف خليل.

١  انظر: مجلة «روز اليوسف» ٩ / ٦ / ١٩٢٦.
٢  انظر: فكتور هوجو، رواية «تسبا» أو «شهيدة الوفاء»، صفحة توزيع الأدوار. وأيضًا انظر حديثنا السابق عن تمثيل فرقة سلامة حجازي لهذه المسرحية عام ١٩٠٥.
٣  انظر: جريدة «مصر» ٤ / ١٢ / ١٩٠٩.
٤  انظر: جريدة «مصر» ٩ / ١٢ / ١٩٠٩. ومن الجدير بالذكر أن جمعية مرقاة التمثيل مثَّلتْ مسرحية «شهداء الوطنية» مرتين قبل ذلك؛ الأولى: بمسرح زيزينيا بالإسكندرية في ١٧ / ١٢ / ١٩٠٠، والأخرى: بتياترو عباس بالإسكندرية في ١٠ / ٧ / ١٩٠٩. انظر جريدة «مصر» في هذين التاريخين.
٥  قالت جريدة «مصر» في ٤ / ٩ / ١٩٠٨:

مثَّل جوق الشيخ سلامة حجازي مساء أمس رواية «شهداء الغرام» الشهيرة، وكان الإقبال عليها كثيرًا، وحازت استحسان جميع الحاضرين من إتقان التمثيل، وخصوصًا أدوار حضرة صاحب الجوق كما هو المشهود له في هذا الفن عند الجميع. وسيمثِّل في خلال هذه السنة أربع روايات جديدة من الروايات الشهيرة، وهي: رواية «النجم الآفل» و«عواطف البنين» و«البخيل» و«شهداء الوطنية». وقد أُعدَّ لكل رواية منهم ملابس ومناظر جديدة، فنرجو من الجمهور تعضيد هذا الجوق الوطني الوحيد والإقبال عَلَى رواياته البديعة.

٦  انظر إعلانات شركة التمثيل العربي في صحف: «مصر» ٧ / ١٢ / ١٩٠٩، ١١ / ١٢ / ١٩٠٩، ١٤ / ١ / ١٩١٠، ٢٢ / ١ / ١٩١٠، ٢٨ / ١ / ١٩١٠، ٥ / ٢ / ١٩١٠، ٨ / ٢ / ١٩١٠، ١٥ / ٣ / ١٩١٠، ٢٤ / ٣ / ١٩١٠، ٣١ / ٣ / ١٩١٠. «المحروسة» ٢٥ / ١ / ١٩١٠، ٢٦ / ٣ / ١٩١٠، «المؤيد» ٦ / ٤ / ١٩١٠.
٧  انظر إعلانات صحف: «المؤيد» ١٢ / ٤ / ١٩١٠، ١٤ / ٤ / ١٩١٠، ١٦ / ٤ / ١٩١٠، ٢١ / ٤ / ١٩١٠، ٢٣ / ٤ / ١٩١٠، ٩ / ٥ / ١٩١٠، «مصر» ١٥ / ٤ / ١٩١٠، ٦ / ٥ / ١٩١٠، ٩ / ٥ / ١٩١٠، «الوطن» ٩ / ٥ / ١٩١٠.
٨  انظر: جريدة «المؤيد» ١ / ١٠ / ١٩١٠، ٢ / ١٠ / ١٩١٠.
٩  انظر صحف: «المؤيد» ١٣ / ١٠ / ١٩١٠، ١٥ / ١٠ / ١٩١٠، ١٧ / ١٠ / ١٩١٠، ٢٠ / ١٠ / ١٩١٠، ٢٧ / ١٠ / ١٩١٠، ٢٩ / ١٠ / ١٩١٠، ١٠ / ١١ / ١٩١٠، ١٢ / ١١ / ١٩١٠، ١٧ / ١١ / ١٩١٠، ١٩ / ١١ / ١٩١٠، ٢٢ / ١١ / ١٩١٠، ٢٤ / ١١ / ١٩١٠، ٢٩ / ١١ / ١٩١٠، ٣ / ١٢ / ١٩١٠، ٧ / ١ / ١٩١١، ١٠ / ١ / ١٩١١، ١٢ / ١ / ١٩١١، ١٤ / ١ / ١٩١١، ١٥ / ١ / ١٩١١، ١٩ / ١ / ١٩١١، ٢١ / ١ / ١٩١١، ٢٤ / ١ / ١٩١١، «مصر» ١٣ / ١٠ / ١٩١٠، ٢٢ / ١٠ / ١٩١٠، ٢٥ / ١٠ / ١٩١٠، ٣ / ١١ / ١٩١٠، ٤ / ١١ / ١٩١٠، ٨ / ١١ / ١٩١٠، ٢٢ / ١٢ / ١٩١٠، «البلاغ المصري» ١٨ / ١٠ / ١٩١٠.
١٠  انظر: جريدة «المؤيد» ٢٦ / ١ / ١٩١١.
١١  انظر: جريدة «المؤيد» ٢٨ / ١ / ١٩١١، ٣١ / ١ / ١٩١١، ٢ / ٢ / ١٩١١، ٩ / ٢ / ١٩١١، ١١ / ٢ / ١٩١١، ٢١ / ٢ / ١٩١١، ٢٣ / ٢ / ١٩١١، ٢٧ / ٢ / ١٩١١.
١٢  انظر صحف: «المؤيد» ٢٣ / ٣ / ١٩١١، ٢٨ / ٣ / ١٩١١، ٤ / ٤ / ١٩١١، ٢٧ / ٤ / ١٩١١، ٨ / ٥ / ١٩١١، «الأخبار» ٥ / ٥ / ١٩١١.
١٣  انظر: جريدة «المؤيد» ١٤ / ٦ / ١٩١١، ١٨ / ٦ / ١٩١١، ٢٩ / ٦ / ١٩١١.
١٤  إلياس فياض: أديب لبناني، وُلِد سنة ١٨٧٢ في بيروت ونشأ بها، وتلقَّى العلم بمدرسة الثلاثة أقمار، ثمَّ اشتغل بالصحافة والتحرير في جريدة «الرائد المصري» بالقاهرة سنة ١٨٩٦، ثمَّ في مجلَّتَيِ «الضياء» و«البيان». ودرس الحقوق بمصر، ولمَّا تخرَّج اشتغل بالمحاماة فترة من الزمن، ثمَّ سافر إلى بيروت بعد الحرب العالمية الأولى، وعُيِّن مديرًا للشرطة ثمَّ مستشارًا في محكمة التمييز، ثمَّ وزيرًا للزراعة، ثمَّ مديرًا للمعارف، وتوفي عام ١٩٣٠. وله ديوان طُبِع في بيروت. وقد ألَّف وتَرجَم وعرَّب مسرحيات وقصصًا كثيرة منها: «ابنة حارس الصيد»، «حياة المقامر»، «بائعة الخبز»، «تبكيت الضمير»، «عواطف البنين» أو «الشهيدة»، «بين نارين»، «هكذا عدل الناس» أو «لأجل الشرف»، «ماري تيودور»، «الزفاف»، «عبرة الإبكار»، «فران البندقية»، «القضية المشهورة»، «نابليون»، «لويس الحادي عشر»، «مضحك الملك»، «الضمير الحي»، «عشيقة مازارين».
١٥  انظر صحف: «الأخبار» ٣٠ / ٨ / ١٩١١، «مصر» ١٥ / ٩ / ١٩١١، ١٦ / ٩ / ١٩١١.
١٦  انظر صحف: «مصر» ٢١ / ٩ / ١٩١١، ٢٨ / ٩ / ١٩١١، ٣ / ١ / ١٩١٢، ٥ / ١ / ١٩١٢، «الأخبار» ٢٨ / ١٠ / ١٩١١، ٢٩ / ١٠ / ١٩١١.
١٧  انظر صحف: «مصر» ٤ / ١ / ١٩١٢، «الأخبار» ٥ / ١ / ١٩١٢.
١٨  انظر صحف: «المقطم» ١٣ / ١ / ١٩١٢، «مصر» ١٥ / ١ / ١٩١٢، «الوطن» ٢٦ / ١ / ١٩١٢.
١٩  انظر: جريدة «المقطم» ١٣ / ٢ / ١٩١٢.
٢٠  قالت جريدة «المقطم» في ١٢ / ٢ / ١٩٠٤:

تُحيِي جمعية الاتحاد الشرقي الليلة الأولى من سَنَتِها الثانية هذا المساء في التياترو المصري بشارع عبد العزيز، فتمثَّل رواية «الملك العادل» وتُختم بفصل مضحك ثمَّ تعرض الصور المتحركة.

٢١  انظر صحف: «مصر» ١٣ / ٢ / ١٩١٢، ١٥ / ٢ / ١٩١٢، ٢٢ / ٢ / ١٩١٢، ٢٤ / ٢ / ١٩١٢، ٢٧ / ٢ / ١٩١٢، ١ / ٣ / ١٩١٢، «المقطم» ١٥ / ٢ / ١٩١٢، ١٧ / ٢ / ١٩١٢، ٢٠ / ٢ / ١٩١٢، ٢٩ / ٢ / ١٩١٢، ٢ / ٣ / ١٩١٢.
٢٢  انظر صحيفتي: «الوطن» ١ / ٣ / ١٩١٢، «مصر» ٤ / ٣ / ١٩١٢.
٢٣  انظر إعلانات صحف: «مصر» ٥ / ٣ / ١٩١٢، ٧ / ٣ / ١٩١٢، ١٩ / ٣ / ١٩١٢ /  ٢١ / ٣ / ١٩١٢، ٢٣ / ٣ / ١٩١٢، ٣ / ٤ / ١٩١٢، ١٤ / ٥ / ١٩١٢، ٢٧ / ٦ / ١٩١٢، ٢٩ / ٦ / ١٩١٢، ٢ / ٧ / ١٩١٢، «المقطم» ٥ / ٣ / ١٩١٢، ٩ / ٣ / ١٩١٢، ٢٦ / ٣ / ١٩١٢، «الوطن» ٢٣ / ٣ / ١٩١٢، «المؤيد» ٧ / ٤ / ١٩١٢، ١٤ / ٤ / ١٩١٢، ٢٣ / ٤ / ١٩١٢، ٩ / ٥ / ١٩١٢، ٣٠ / ٥ / ١٩١٢، ٦ / ٦ / ١٩١٢، ١٥ / ٦ / ١٩١٢، ٢٢ / ٦ / ١٩١٢.
٢٤  انظر: جريدة «مصر» ٨ / ٣ / ١٩١٢.
٢٥  انظر: جريدة «المؤيد» ٨ / ٦ / ١٩١٢.
٢٦  انظر صحف: «الوطن» ١٠ / ٨ / ١٩١٢، ٣٠ / ٨ / ١٩١٢، «مصر» ٥ / ٩ / ١٩١٢، ٧ / ٩ / ١٩١٢.
٢٧  انظر صحف: «مصر» ٩ / ٩ / ١٩١٢، ٢٦ / ٩ / ١٩١٢، ٢٨ / ٩ / ١٩١٢، ١ / ١٠ / ١٩١٢، ٣ / ١٠ / ١٩١٢، ١٠ / ١٠ / ١٩١٢، ١٥ / ١٠ / ١٩١٢، ١٩ / ١٠ / ١٩١٢، ٢٩ / ١٠ / ١٩١٢، ٧ / ١١ / ١٩١٢، ١٣ / ١١ / ١٩١٢، ١٤ / ١١ / ١٩١٢، ١٦ / ١١ / ١٩١٢، ١٩ / ١١ / ١٩١٢، ٢٥ / ١١ / ١٩١٢، ٢٨ / ١١ / ١٩١٢، ٢ / ١٢ / ١٩١٢، «الوطن» ٢٤ / ٩ / ١٩١٢، ٢٤ / ١٠ / ١٩١٢، «المؤيد» ١٠ / ١٠ / ١٩١٢، ٢٢ / ١٠ / ١٩١٢، ٣٠ / ١١ / ١٩١٢.
٢٨  انظر صحف: «المؤيد» ٢ / ١١ / ١٩١٢، ٢٤ / ١١ / ١٩١٢، ٣٠ / ١١ / ١٩١٢، «مصر» ٥ / ١١ / ١٩١٢.
٢٩  انظر صحف: «مصر» ٤ / ١٢ / ١٩١٢، ٩ / ١٢ / ١٩١٢، «المؤيد» ١١ / ١٢ / ١٩١٢، ١٩ / ١٢ / ١٩١٢.
٣٠  انظر: جريدة «مصر» ٣٠ / ١ / ١٩١٣.
٣١  انظر: جريدة «الوطن» ٢٠ / ٢ / ١٩١٣.
٣٢  انظر: جريدة «المؤيد» ٢١ / ٢ / ١٩١٣.
٣٣  سنتحدث عن هذا الانضمام بصورة تفصيلية في الجزء الخاص بفرقة جورج أبيض، إن شاء الله.
٣٤  انظر صحف: «الوطن» ١١ / ٣ / ١٩١٣، «مصر» ١٢ / ٣ / ١٩١٣.
٣٥  انظر: جريدة «المؤيد» ١٧ / ٣ / ١٩١٣، ٢٢ / ٣ / ١٩١٣.
٣٦  انظر: جريدة «مصر» ٢٨ / ٣ / ١٩١٣.
٣٧  انظر صحيفتي: «الشعب»، ٣ / ٤ / ١٩١٣، «المؤيد» ٥ / ٤ / ١٩١٣.
٣٨  راجع: جريدة «مصر» ٢٦ / ٢ / ١٩١٣.
٣٩  راجع: جريدة «المؤيد» ٦ / ٨ / ١٩١٣.
٤٠  انظر: جريدة «المؤيد»: ٢٤ / ١١ / ١٩١٣.
٤١  انظر: جريدة «المؤيد» ٥ / ١ / ١٩١٤.
٤٢  انظر صحف: «مصر» ٩ / ٢ / ١٩١٤، ١٠ / ٢ / ١٩١٤، «المؤيد» ٩ / ٢ / ١٩١٤.
٤٣  انظر: جريدة «المؤيد» ٧ / ٣ / ١٩١٤.
٤٤  مثَّل أعضاء المجتمع الأخوي مسرحية «طارق بن زياد» عام ١٩٠٥، ومثَّل أحد فصولها في مصر جوق برهان الدين التركي عام ١٩١٣. انظر: «الوطن» ٢ / ٣ / ١٩٠٥، و«الشعب»، ٣ / ٤ / ١٩١٣.
٤٥  انظر صحف: «الأفكار» ١٠ / ٣ / ١٩١٤، «مصر» ٢٠ / ٣ / ١٩١٤، «المؤيد» ٢٦ / ٣ / ١٩١٤.
٤٦  انظر: جريدة «مصر» ٦ / ٥ / ١٩١٤.
٤٧  انظر: جريدة «مصر» ١٥ / ٨ / ١٩١٤.
٤٨  انظر صحف: «المؤيد» ٢٦ / ٨ / ١٩١٤، ٢٩ / ٨ / ١٩١٤، ١٠ / ٩ / ١٩١٤، ١ / ١٠ / ١٩١٤، «مصر» ٢ / ٩ / ١٩١٤.
٤٩  انظر صحف: «مصر» ٥ / ٩ / ١٩١٤، «المؤيد» ١٩ / ٩ / ١٩١٤.
٥٠  انظر صحف: «الأفكار» ١ / ١٠ / ١٩١٤، ١٥ / ١٠ / ١٩١٤، ١٩ / ١٠ / ١٩١٤. «المؤيد» ٧ / ١٠ / ١٩١٤، «مصر» ٨ / ١٠ / ١٩١٤، ١٧ / ١٠ / ١٩١٤، ٢٢ / ١٠ / ١٩١٤.
٥١  انظر صحف: «المؤيد» ٥ / ١٠ / ١٩١٤، «مصر» ٧ / ١٠ / ١٩١٤.
٥٢  انظر صحف: «المؤيد» ١٤ / ١١ / ١٩١٤، ١٨ / ١١ / ١٩١٤، ٢٨ / ١١ / ١٩١٤، ١ / ١٢ / ١٩١٤، ٥ / ١٢ / ١٩١٤، ٩ / ١٢ / ١٩١٤، ٢١ / ١٢ / ١٩١٤، ٢٩ / ١٢ / ١٩١٤، ٣١ / ١٢ / ١٩١٤، ٤ / ١ / ١٩١٥، ٧ / ١ / ١٩١٥، ١٢ / ١ / ١٩١٥، ١٣ / ١ / ١٩١٥، ١٧ / ١ / ١٩١٥، ١٩ / ١ / ١٩١٥، ٢٤ / ١ / ١٩١٥، ٢٧ / ١ / ١٩١٥، ١٨ / ٢ / ١٩١٥، ٢٨ / ١ / ١٩١٥، ١٠ / ٢ / ١٩١٥، ١٤ / ٢ / ١٩١٥، ١٦ / ٢ / ١٩١٥، ٢٤ / ٢ / ١٩١٥، ٢٥ / ٢ / ١٩١٥، ٢٧ / ٢ / ١٩١٥، ٢ / ٣ / ١٩١٥، ٤ / ٣ / ١٩١٥، ١ / ٤ / ١٩١٥، ٦ / ٤ / ١٩١٥، ١٠ / ٤ / ١٩١٥، ١٣ / ٤ / ١٩١٥، ١٥ / ٤ / ١٩١٥، ١٧ / ٤ / ١٩١٥، ٢٩ / ٤ / ١٩١٥، «مصر» ٥ / ١١ / ١٩١٤، ٧ / ١١ / ١٩١٤، ١٢ / ١١ / ١٩١٤، ١٧ / ١١ / ١٩١٤، ٢٦ / ١١ / ١٩١٤، ٢٢ / ١٢ / ١٩١٤، ١٦ / ٣ / ١٩١٥، «الأفكار» ٢٤ / ١٢ / ١٩١٤، ٣ / ٢ / ١٩١٥، ٩ / ٢ / ١٩١٥، ١٣ / ٤ / ١٩١٥، ٣٠ / ٤ / ١٩١٥، ١٣ / ٥ / ١٩١٥، ٩ / ٦ / ١٩١٥، «الأخبار» ١٤ / ٤ / ١٩١٥، ١٣ / ٦ / ١٩١٥، «الوطن» ٢٩ / ٥ / ١٩١٥، ١٠ / ٦ / ١٩١٥.
٥٣  في أواخر أبريل ١٩١٥، منع مندوب وزارة الداخلية فرقة عكاشة من تمثيل مسرحية «أورلنده» بحجة أن الداخلية لم تطَّلع عليها، فأُرغِم عبد الله عكاشة عَلَى إعلان الأمر للجمهور وفض الحفلة، وقد تم له ما أراد. وفي أول مايو ١٩١٥، أذِنتِ الداخلية لفرقة عكاشة بتمثيل المسرحية، بعد أن عدَّلت بعض فصولها. ولكن الفرقة وضعتِ احتمال مصادرة المسرحية مرة أخرى، فكتبت أسفل الإعلان هذه العبارة: «إذا لم تُمثَّل الرواية لأي سببٍ ما، فلحامل التذكرة الحق في استرداد ثمنها.» وأخيرًا تم تمثيل مسرحية «أورلنده» بدار التمثيل العربي يوم ٢٠ / ٥ / ١٩١٥. وللمزيد: انظر صحف: «الأخبار» ١ / ٥ / ١٩١٥، ٥ / ٥ / ١٩١٥، «مصر» ٢٠ / ٥ / ١٩١٥.
٥٤  انظر صحف: «المؤيد» ٢١ / ١١ / ١٩١٤، ٣ / ١٢ / ١٩١٤، ٧ / ١ / ١٩١٥، ٩ / ٢ / ١٩١٥، ١٢ / ٢ / ١٩١٥، ٢ / ٤ / ١٩١٥، ١٠ / ٤ / ١٩١٥، ١١ / ٤ / ١٩١٥، ١٩ / ٤ / ١٩١٥، ١ / ٥ / ١٩١٥، «مصر» ١٦ / ٣ / ١٩١٥، ٥ / ١ / ١٩١٥، ٢٠ / ٥ / ١٩١٥، ٣ / ٦ / ١٩١٥، ١٣ / ٦ / ١٩١٥، ١٧ / ٦ / ١٩١٥، «الأفكار» ١٨ / ٣ / ١٩١٥، ٩ / ٤ / ١٩١٥، ٧ / ٥ / ١٩١٥، «الأخبار» ٩ / ٤ / ١٩١٥، ١١ / ٥ / ١٩١٥.
عَلَى الرغم من أن هذه المسرحيات عرضتْها فرقة عكاشة لأول مرة في هذا الموسم، إلا أن بعضها تم تمثيله من قبلُ من خلال فِرق مسرحية أخرى، فمثلًا فرقة جورج أبيض مثَّلت مسرحية «النساء العالمات» عام ١٩١٢، ومثَّلت مسرحية «بنات الشوارع» عام ١٩١٣ باسم «بنات الشوارع وبنات الخدور». أمَّا مسرحية «أبو الحسن المغفل» فمثَّلتْها معظم الفرق العربية في مصر منذ القرن التاسع عشر.
٥٥  وُلِد فرح أنطون سنة ١٨٧٤ في طرابلس الشام ونشأ بها، وتعلَّم في مدرسة كفتين اللغة العربية والفرنسية، ونال شهادتها في السادسة عشرة من عمره. ولما وجد أن ميدان الحرية القلمية في سوريا ضعيف اضطر إلى الهجرة إلى مصر عام ١٨٩٧، فأقام بالإسكندرية وأنشأ مجلة «الجامعة العثمانية» عام ١٨٩٩، ثمَّ غيَّر اسمها إلى «الجامعة». واشتغل زمنًا في تحرير جريدة «صدى الأهرام» بالإسكندرية. وسافر إلى أمريكا عام ١٩٠٧، وأصدر مجلة «الجامعة» هناك. وكانت له اليد الطولى في إنشاء مجلة «السيدات» التي كانت تديرها شقيقته روز أنطون قرينة نقولا الحداد. وعمد بعد عودته إلى مصر التحرير في الصحف اليومية، فاشتغل في «اللواء» و«الوطن» و«المحروسة»، وحاول في سنة ١٩١٠ إعادة «الجامعة» فلم يوفَّق. وتوفِّي عام ١٩٢٢. أمَّا آثاره الأدبية فهي: «فلسفة ابن رشد»، «أورشليم الجديدة»، «سياحة في أرز لبنان»، «الدين والعلم والمال»، «مريم قبل التوبة»، «الحب حتى الموت»، «تذكار افتتاح المبعوثين»، «رأي في مسألة»، «العثمنة أو التبرزل والتأمرك»، «تفنيد بلاغ الاستقلال المصري»، «تاريخ المسيح لرينان»، «تاريخ الرسل»، «الكوخ الهندي»، «بول وفرجيني»، «أتلا»، «نهضة الأسد»، «ملفا»، «زارا وأسترا»، «السماء»، «المرأة في القرن العشرين». هذا بالإضافة إلى مسرحيات: «صلاح الدين وبيت المقدس»، «مصر الجديدة»، «بنات الشوارع وبنات الخدور»، «البرج الهائل»، «ابن الشعب»، «أوديب الملك»، «الساحرة»، «المتصرف بالعباد»، «كرمن»، «كرمنينا»، «تاييس»، «أدنا»، «روزينا»، «الشيخ وبنات الكهربا».
٥٦  انظر صحف: «الأفكار» ١١ / ١١ / ١٩١٤، «المؤيد» ٢٤ / ١١ / ١٩١٤، ٢٨ / ١١ / ١٩١٤.
٥٧  انظر صحف: «الأفكار» ٢ / ١٢ / ١٩١٤، «المؤيد» ٦ / ١ / ١٩١٥، «مصر» ٦ / ١ / ١٩١٥، ٣ / ٣ / ١٩١٥.
٥٨  انظر صحف: «مصر» ١٦ / ٣ / ١٩١٥، «الأخبار» ١٤ / ٤ / ١٩١٥، «المؤيد» ١٥ / ٤ / ١٩١٥.
٥٩  راجع صحف: «مصر» ١٦ / ٣ / ١٩١٥، «الأفكار» ١٨ / ٣ / ١٩١٥، ٢١ / ٣ / ١٩١٥، «الأخبار» ٩ / ٤ / ١٩١٥، «المؤيد» ١٠ / ٤ / ١٩١٥، ١٩ / ٤ / ١٩١٥.
٦٠  انظر: جريدة «الأفكار» ٣ / ١٠ / ١٩١٥.
٦١  انظر: جريدة «الأفكار» ١٩ / ١٠ / ١٩١٥.
٦٢  قالت جريدة «الأخبار» في ١٥ / ١٢ / ١٩١٥:

عُهِد إلى أحد ضباط البوليس في تنفيذ قرار القائد العام بإقفال المحلات العمومية والملاهي في الساعة الثانية عشرة مساء، وكان جوق إخوان عكاشة يمثِّل ليلة تنفيذ الأمر رواية «اليتيمتين»، وهي رواية ذات خمسة فصول، وكانوا قد وصلوا في الساعة الثانية عشرة إلى أول الفصل الرابع منها، فأمر الضابط بإنزال الستار وصرف الحاضرين، فكان له ما أراد.

٦٣  انظر صحف: «الأفكار» ١٠ / ١٢ / ١٩١٥، ٢٠ / ١٢ / ١٩١٥، ٢١ / ١٢ / ١٩١٥، ٢٦ / ١٢ / ١٩١٥، ٢ / ١ / ١٩١٦، ٥ / ١ / ١٩١٦، ١ / ٢ / ١٩١٦، ٣ / ٢ / ١٩١٦، ١٧ / ٢ / ١٩١٦، ٧ / ٣ / ١٩١٦، ٣٠ / ٣ / ١٩١٦، ٢ / ٤ / ١٩١٦، ٥ / ٤ / ١٩١٦، ١٣ / ٤ / ١٩١٦، ٢٣ / ٤ / ١٩١٦، ٢ / ٦ / ١٩١٦، ٤ / ٦ / ١٩١٦، ٩ / ٦ / ١٩١٦، ١٥ / ٦ / ١٩١٦، ٢٨ / ٦ / ١٩١٦، «الأخبار» ١٥ / ١٢ / ١٩١٥، ١٦ / ١٢ / ١٩١٥، ١١ / ٣ / ١٩١٦، ٣ / ٦ / ١٩١٦، «المقطم» ٣ / ١ / ١٩١٦، ٢٠ / ١ / ١٩١٦، ٢٦ / ١ / ١٩١٦، ٥ / ٢ / ١٩١٦، ١٢ / ٢ / ١٩١٦، ٢٦ / ٢ / ١٩١٦، ٢ / ٣ / ١٩١٦، ١٠ / ٣ / ١٩١٦، ١١ / ٣ / ١٩١٦، ٢٤ / ٣ / ١٩١٦، ٢٥ / ٣ / ١٩١٦، ٥ / ٤ / ١٩١٦، ٢٠ / ٤ / ١٩١٦، ٢٧ / ٤ / ١٩١٦، ٢ / ٥ / ١٩١٦، ٩ / ٥ / ١٩١٦، ٢٥ / ٥ / ١٩١٦، ٢٧ / ٥ / ١٩١٦، ١ / ٦ / ١٩١٦، ٣ / ٦ / ١٩١٦، ٦ / ٦ / ١٩١٦، ٧ / ٦ / ١٩١٦، ٨ / ٦ / ١٩١٦، ٢٨ / ٦ / ١٩١٦، «الأهرام» ٢١ / ١ / ١٩١٦، «الوطن» ٢٩ / ١ / ١٩١٦، ١١ / ٣ / ١٩١٦، ٢٧ / ٣ / ١٩١٦، ٤ / ٤ / ١٩١٦، ١٤ / ٤ / ١٩١٦، ٦ / ٧ / ١٩١٦، «مصر» ١٨ / ٤ / ١٩١٦، ٢٩ / ٤ / ١٩١٦، ٢ / ٦ / ١٩١٦، ٩ / ٦ / ١٩١٦، ١٥ / ٦ / ١٩١٦، ٣٠ / ٦ / ١٩١٦.
٦٤  هو محمد عبد المطلب واصل بكر بخيت حارس قراع علي أبي الخير، وُلِد عام ١٨٧١ في قرية أصونة بمديرية جرجا، درس في الأزهر، ثمَّ في دار العلوم، وأخذ العلم عَلَى الشيخ حسن الطويل ومحمود العالم وحسونة النواوي وسليمان العبد، ولما تخرج من دار العلوم عام ١٨٩٦ عُيِّن مدرِّسًا بالمدارس الابتدائية والثانوية، ثمَّ بمدرسة القضاء الشرعي ثمَّ بدار العلوم، إلى أن أُحيل إلى المعاش. وقد صاحب الشيخ عبد الرحمن قراعة واكتسب كثيرًا من معارفه وأدبه وطيب أخلاقه، واشترك في الحركة القومية الوطنية، وخاض غمار السياسة. وكان عضوًا في جمعية المحافظة عَلَى القرآن الكريم، وجمعية الشُّبَّان المسلمين والهداية الإسلامية. وقد تُوفِّي في عام ١٩٣١ بالقاهرة، وأُقيمت حفلة لتأبينه في قاعة يورت بالجامعة الأميركية، وحفلة أخرى في جمعية الهداية الإسلامية. ومن مؤلَّفاته: «ديوان عبد المطلب»، «علوية عبد المطلب»، «تاريخ آداب اللغة العربية» (ثلاثة أجزاء)، «إعجاز القرآن»، مسرحية «ليلى العفيفة»، مسرحية «مصرع الزباء»، مسرحية «حياة امرئ القيس بن حجر»، مسرحية «حرب البسوس».
٦٥  انظر صحف: «الوطن» ١٣ / ١ / ١٩١٦، «المقطم» ٢٢ / ١ / ١٩١٦، ١ / ٣ / ١٩١٦، ١٤ / ٣ / ١٩١٦، ٢٣ / ٣ / ١٩١٦، «الأفكار» ٢٠ / ٢ / ١٩١٦، ٣ / ٣ / ١٩١٦، ٦ / ٣ / ١٩١٦، ١٦ / ٣ / ١٩١٦، ٢٣ / ٤ / ١٩١٦، ١٠ / ٥ / ١٩١٦، «المنبر» ٩ / ٣ / ١٩١٦، «مصر» ٢٠ / ٥ / ١٩١٦.
٦٦  انظر صحف: «الأفكار» ٥ / ١١ / ١٩١٥، ١١ / ١١ / ١٩١٥، ١٥ / ١٢ / ١٩١٥، ٢٤ / ١٢ / ١٩١٥، ٤ / ١ / ١٩١٦، ٢٧ / ١ / ١٩١٦، ١٠ / ٢ / ١٩١٦، ٢٠ / ٢ / ١٩١٦، ١٦ / ٣ / ١٩١٦، ٢ / ٤ / ١٩١٦، ٩ / ٤ / ١٩١٦، «الأهرام» ١١ / ١ / ١٩١٦، «المقطم» ١٩ / ٢ / ١٩١٦، ١٥ / ٤ / ١٩١٦، «الوطن» ١٨ / ٣ / ١٩١٦، ٨ / ٤ / ١٩١٦.
٦٧  اختتم محمد لبيب هذه المسرحية بكلمة قال فيها: «الحمد لله أولًا وآخرًا، أمَّا بعد؛ فهذه رواية «الميت والحي»، وهي الحلقة الأولى من سلسلة الروايات العصرية التي شرعتُ في وضعها خدمةً لفن التمثيل العربي. ولقد أبَنْتُ بها نقائض الحضارة الأوروبية، التي بدأ الشرقيون يستحدثونها بينهم، فيما يقتبسونه من أضواء تلك المدنية. وأعني بذلك الشهوات التي أخذ شيطانها يفتك بالنفوس والأرواح، ويهتك أستار الفضيلة والآداب. وإني أخالني قد أبنتُ ذلك إبانة تامة، ولم أحجم عن استعارة الخيال ليساعد الحقيقة في التأثير عَلَى النفوس، التي كأنها عَمِيَتْ عن إبصار الحق، وكأنها لم تستطع الحقيقة وحدها أن ترشدها إلى سواء السبيل. إن الأديان ما قصَّرت قط في التحذير عن الانقياد إلى الشهوات، والناس يقرءون ويسمعون كثيرًا زواجر الأديان، فما منع الناس أن يزدجروا. يا ليتَ شعري! وما أغرى الناس بأن يتمادَوْا فيما نَهَتْ عنه الأديان؟! آفة الناس أن لا تخلص لهم مدنية وأن يشوب مدنيتهم كثير من النقائض؛ لكي لا تصفو لهم حياة، ولا تتم لهم سعادة، وما يظلم ربُّك الناسَ ولكن الناسَ أنفسَهم يظلمون. زُيِّن للناس حبُّ الشهوات، واقتضتِ الحياة أن يستزيد الناس لنفوسهم من شهواتها، والاستزادة من الشهوات مهلكة، وشيطان النفوس يُغرِيها بالاستزادة. فيا ليتَ شعري! ما سلاح الناس في هذا المعترك؟! وما دليلهم في هذا الضلال؟! وما منارهم في هذه الدياجى؟! اللهم لا سلاح ولا دليل ولا منار، سوى شيء واحد هو أشد قوة وأكثر هدًى من كل شيء في هذه الدنيا، هو ذلك الصوت الهابط من السماء إلى الأرض، هو الدِّين! هذه حقيقة لا يجهلها أكثر الناس كما قلنا، وأكثر الناس لا يهتدون بها في سبيل الحياة الدنيا كما ذكرنا، فكأنهم في حاجة لأن تتجسَّم لهم هذه الحقيقة لتتأثر بها مشاعرهم وحواسهم جميعًا، فيَرَوْن بأعيُنِهم شيطان الشهوات، كأنه إنسان منهم يسمعون أقواله ويبصرون أعماله، ويَرَوْن كيف أنه بما يُزيِّن لهم من الأهواء والشهوات لا يَسِير بهم إلى حيث السعادة والنعيم، وإنما هو يُردِيهم في مهاوي الشقاء والبؤس، ويُصلِيهم نار جهنم والجحيم. إذا كان الأمر كذلك ففكرة إنشاء رواية «الميت والحي» ووضع الخيال فيها موضع الحقيقة، قد تكون فكرة صائبة، وقد يكون منها خير للناس والله الهادي إلى سواء السبيل.»
٦٨  انظر صحف: «المقطم» ٢٤ / ٣ / ١٩١٦، «الوطن» ٢٧ / ٣ / ١٩١٦، ٤ / ٤ / ١٩١٦، ١٤ / ٤ / ١٩١٦.
٦٩  انظر: جريدة «الأفكار» ٩ / ٤ / ١٩١٦.
٧٠  قال إبراهيم رمزي في مجلته «الأدب والتمثيل»، الجزء الأول، أبريل ١٩١٦:

لم نكن نظن أن رواية الفرسان الثلاثة التي ألَّفها دوماس الكبير، وعرَّبها المرحوم نجيب الحداد، ثمَّ وُضعت في القالب الروائي بالأفرنسية، بقلم والد المؤلِّف نفسِه، ونقلها إلى العربية في شكلها هذا، الكاتب بشارة داود صاحب مجلة العظماء تصادف ما صادفت من قلة الإقبال والوأد في المهد. لقد حضرنا الليلة الأولى، فإذا بدار التمثيل العربي ليس فيها إلا ما يسع ثلث فنائها. وحضرناها في الليلة الثالثة (وقد مُثِّلت ثلاث ليالٍ متواليات)، فإذا هي تكاد تكون خالية. لِمَ هذا يا ترى؟ لقد أنفق عزيز عيد مهارته، في إعدادها، وقام بتمثيل الأدوار كبار ممثلي الجوق وممثلاته، ولم نجد عليهم عيبًا لا يغتفر في التمثيل. بل أجاد كلٌّ منهم دَوْرَه، أتُرى هو لتعدد مناظر فصول الرواية؟ أم لأن أكثر الناس تعرفها؟ أم لأن الإعلان لم يكن كفيلًا بالإعلام؟ أم لأن الناس سَئِمتْ هذه المنقولات؟ ولقد حضرنا تمثيلها لرابع مرة، فإذا دار التمثيل تكاد تكون من الناس قاعًا صفصفًا، هذا ما يُحيِّرني.

٧١  راجع: جريدة «المنبر» ١٤ / ٢ / ١٩١٦.
٧٢  انظر صحف: «الوطن» ٢٧ / ٣ / ١٩١٦، «الأخبار» ١ / ٤ / ١٩١٦، «الأهرام» ١١ / ٤ / ١٩١٦، ١٢ / ٤ / ١٩١٦، ٢٧ / ٤ / ١٩١٦، ١٨ / ٥ / ١٩١٦، «المقطم» ١٣ / ٤ / ١٩١٦، «مصر» ١٥ / ٤ / ١٩١٦، «البصير» ٢ / ٥ / ١٩١٦.
٧٣  انظر: جريدة «الوطن» ١٨ / ٧ / ١٩١٦، ٢٤ / ٧ / ١٩١٦.
٧٤  راجع: جريدة «الوطن» ٢٣ / ٩ / ١٩١٦، ٢٦ / ٩ / ١٩١٦، «مصر» ٣ / ١٠ / ١٩١٦.
٧٥  انظر صحف: «الأفكار» ٦ / ١٠ / ١٩١٦، ٩ / ١٠ / ١٩١٦، ١٠ / ١٠ / ١٩١٦.
٧٦  انظر صحف: «البصير» ٧ / ١٢ / ١٩١٦، «مصر» ٤ / ١١ / ١٩١٦، ٢١ / ١١ / ١٩١٦، ٢٥ / ١١ / ١٩١٦، ٢٨ / ١١ / ١٩١٦، ٥ / ١٢ / ١٩١٦، ١٤ / ١٢ / ١٩١٦، ١٦ / ١٢ / ١٩١٦، ٢٣ / ١٢ / ١٩١٦، ٣٠ / ١٢ / ١٩١٦، ٢ / ١ / ١٩١٧، ٦ / ١ / ١٩١٧، ١٣ / ١ / ١٩١٧، «الأفكار» ١٢ / ١٠ / ١٩١٦، ١٥ / ١٠ / ١٩١٦، ١٩ / ١٠ / ١٩١٦، ٢٢ / ١٠ / ١٩١٦، ٢٦ / ١٠ / ١٩١٦، ٢٩ / ١٠ / ١٩١٦، ٣ / ١١ / ١٩١٦، ٧ / ١١ / ١٩١٦، ١٦ / ١١ / ١٩١٦، ٢٣ / ١١ / ١٩١٦، ٣٠ / ١١ / ١٩١٦، ٧ / ١٢ / ١٩١٦، ٨ / ١٢ / ١٩١٦، ١١ / ١٢ / ١٩١٦، ١٤ / ١٢ / ١٩١٦، ٢١ / ١٢ / ١٩١٦، ٢٤ / ١٢ / ١٩١٦، ٢٨ / ١٢ / ١٩١٦، ٤ / ١ / ١٩١٧، ٧ / ١ / ١٩١٧، ١٢ / ١ / ١٩١٧.
٧٧  انظر صحيفتي: «مصر» ٢١ / ١٢ / ١٩١٦، «الأفكار» ٢٤ / ١ / ١٩١٧.
٧٨  انظر صحف: «الوطن» ١١ / ١٠ / ١٩١٦. «الأفكار» ١٦ / ١ / ١٩١٧، «مصر» ١١ / ١١ / ١٩١٦.
٧٩  انظر صحف: «مصر» ١٤ / ١٢ / ١٩١٧، ١٩ / ٢ / ١٩١٧، «المنبر» ١٨ / ٢ / ١٩١٧. «الأهرام» ٣ / ٣ / ١٩١٧. وأيضًا مجلة «روضة البلابل» في ١ / ٤ / ١٩٢١، فقد ذكر صاحبها إسكندر شلفون، اسمَيْ فؤاد سلطان ويوسف قطاوي.
٨٠  للتعرف عَلَى تفاصيل عقد إيجار الشركة لمسرح حديقة الأزبكية، انظر: سمير عوض، «مسرح حديقة الأزبكية»، منشورات المركز القومي للمسرح، ١٩٨٣، ص١٩–٢١.
٨١  راجع: «الدليل المصري لسنة ١٩١٧»، مطبعة الشركة الشرقية لنشر الإعلانات، ص٢١٩.
٨٢  قالت جريدة «المقطم» في ١٩ / ٦ / ١٨٩٤:

يمثِّل الجوق الجديد الذي ألَّفه حضرة الأديب البارع سليمان أفندي حداد لتمثيل الروايات العربية، أول رواية من رواياته هذا المساء، في التياترو الوطني الجديد قرب الجران بار. أمَّا الرواية التي سيمثلها فهي رواية «القرصان» (لصوص البحر)، بقلم حضرة الشيخ يوسف حبيش، الرئيس الثاني لقلم الترجمة في الدومنين، وهي من الروايات البديعة التي لم يسبق تمثيلها في اللغة العربية، تبدأ في مدينة باريس وتنتهي في بلاد المكسيك بأمريكا. ويتخللها كثير من الوقائع الغريبة والمشاهد الطبيعية، التي تروق الناظر وتشوق الحاضر. وقد جاء حضرة مدير الجوق بأشهر الممثلين والممثلات، وبلغنا أن الناس أقبلوا عليه إقبالًا عظيمًا، حتى كاد الملعب يضيق بهم عَلَى سعته، فنرجو له مزيد التقدم والنجاح، ونحث الجمهور عَلَى زيادة الإقبال عليه، تنشيطًا لهذا الجوق العربي، وإحياءً لهذا الفن الأدبي.

وفي اليوم التالي قالت الجريدة نفسها:

مثَّل جوق حضرة الأديب سليمان أفندي الحداد أمس، رواية «القرصان» (لصوص البحر)، وهي من أجمل الروايات ولم تمثل بالعربية قبلًا. فغصَّ المكان بالحضور وأجاد الممثِّلون جميعًا في تمثيل أدوارهم، وخصوصًا ممثلة هيلانة، فإنها أظهرتْ من الحنو عَلَى بنتها بما استوقف الأبصار وأثار الأشجان. وأجاد أندريس فيما أبداه من الشهامة والمخاطرة بنفسه لإنقاذ حواء وإرجاعها إلى أمها. وأجاد روبير كل الإجادة عندما أراد أن يسكر بيرار الطبيب، حتى يطلع عَلَى ما يكنُّه صدره، فسكر هو دونه، وأبدى من الحركات والإشارات ما أذهل الحاضرين. وأحسنت مانوليتا صاحبة الحانة في تمثيل دورها، فصفَّق لها الجمهور استحسانًا. أمَّا حواء الشحاذة فأبدت من الأنفة وكبر النفس ما دل عَلَى طيب عنصرها وكرم عندها، وأظهرت من معرفة الجميل لمخلِّصها أندريس ما سُرَّ به الحاضرون. وأجاد بيرار الطبيب وسيمون في تمثيل حالة السكر، وأحسن الأمريكي فيما أظهره من الرصانة والمخاطرة بنفسه، وبذل أمواله لتخليص الفتاة. وبالجملة فقد كان التمثيل بالغًا حدَّ الإتقان والكمال، ولكن البعض انتقدوا طول الفترة بين الفصول، عَلَى أن ذلك كان لا بُد منه لتطبيق المناظر عَلَى وقائع الرواية، بحيث جاءت ممثلة لها كل التمثيل.

٨٣  انظر صحف: «الأفكار» ١٠ / ٢ / ١٩١٧، ١١ / ٢ / ١٩١٧، ١٢ / ٢ / ١٩١٧، «مصر» ١٤ / ٢ / ١٩١٧.
٨٤  انظر: جريدة «الأفكار» ٢١ / ٢ / ١٩١٧.
٨٥  راجع صحيفتي: «الأفكار» ٢٨ / ٢ / ١٩١٧، «مصر» ٣ / ٣ / ١٩١٧.
٨٦  انظر: جريدة «البصير» ٤ / ٤ / ١٩١٧، «المنبر» ٨ / ٤ / ١٩١٧.
٨٧  انظر: جريدة «الأفكار» ٨ / ٤ / ١٩١٧.
٨٨  انظر: جريدة «الأخبار» ١٨ / ٤ / ١٩١٧، ٢٨ / ٤ / ١٩١٧.
٨٩  انظر: صحيفة «الأخبار» ٢٥ / ٥ / ١٩١٧، ٢٨ / ٥ / ١٩١٧، ١٩ / ٦ / ١٩١٧، ٢٣ / ٦ / ١٩١٧.
٩٠  انظر إعلانات جريدة «المقطم» من يوم ٢ / ٧ / ١٩١٧ إلى يوم ١٢ / ٧ / ١٩١٧.
٩١  انظر صحيفتي: «المقطم» ١٤ / ٧ / ١٩١٧. «البصير» ١ / ٨ / ١٩١٧.
٩٢  انظر: جريدة «المقطم» ١٣ / ٩ / ١٩١٧.
٩٣  انظر: جريدة «المقطم» ١٣، ١٧ / ٩ / ١٩١٧.
٩٤  انظر: جريدة «البصير» ٢٢ / ٩ / ١٩١٧.
٩٥  انظر: جريدة «المقطم» ٢٧ / ٩ / ١٩١٧، ٤ / ١٠ / ١٩١٧.
٩٦  انظر: جريدة «المقطم» ٦ / ١١ / ١٩١٧.
٩٧  انظر: جريدة «المقطم» ٢٧ / ١١ / ١٩١٧.
٩٨  انظر صحف: «المقطم» ٢٤ / ١١ / ١٩١٧، «الأفكار» ٩ / ١٢ / ١٩١٧، ١٦ / ١٢ / ١٩١٧.
٩٩  انظر صحف: «المقطم» ٢٩ / ١٢ / ١٩١٧، ٢ / ٢ / ١٩١٨، ٨ / ٢ / ١٩١٨، «البصير» ١ / ٢ / ١٩١٨.
١٠٠  انظر: جريدة «المقطم» ٢٥ / ٢ / ١٩١٨، ٤ / ٣ / ١٩١٨، ٥ / ٣ / ١٩١٨، ٨ / ٣ / ١٩١٨.
١٠١  انظر صحف: «مصر» ٥ / ٤ / ١٩١٨، ١٠ / ٤ / ١٩١٨، ٣٠ / ٤ / ١٩١٨، «الأفكار» ١٩ / ٤ / ١٩١٨.
١٠٢  انظر: جريدة «الأفكار» ١٧ / ٥ / ١٩١٨.
١٠٣  انظر: جريدة «البصير» ١٧ / ٦ / ١٩١٨.
١٠٤  انظر صحف: «الأخبار» ٩ / ١٠ / ١٩١٨، «المقطم» ١٠ / ١٠ / ١٩١٨، «الأفكار» ١١ / ١٠ / ١٩١٨.
١٠٥  انظر: جريدة «المقطم» ١٩ / ١٠ / ١٩١٨، ٢٣ / ١٠ / ١٩١٨، ٢٥ / ١٠ / ١٩١٨، ٢٨ / ١٠ / ١٩١٨، ٣٠ / ١٠ / ١٩١٨، ١٤ / ١١ / ١٩١٨، ١٨ / ١١ / ١٩١٨، ٢١ / ١١ / ١٩١٨، ٢٢ / ١١ / ١٩١٨، ٢٦ / ١١ / ١٩١٨، ٢٧ / ١١ / ١٩١٨، ٤ / ١٢ / ١٩١٨، ٧ / ١٢ / ١٩١٨.
١٠٦  للمزيد عن تفاصيل هذه القرارات انظر: سمير عوض، «مسرح حديقة الأزبكية»، ص٢٢-٢٣.
١٠٧  انظر: جريدة «البصير» ١٨ / ٢ / ١٩١٩.
١٠٨  انظر صحف: «المقطم» ١٦ / ١ / ١٩١٩، ٢٠ / ١ / ١٩١٩، ٢٨ / ١ / ١٩١٩، ٧ / ٢ / ١٩١٩، «الأهرام» ٢٤ / ٤ / ١٩١٩، ٦ / ٥ / ١٩١٩، «مصر» ٨ / ٥ / ١٩١٩.
١٠٩  انظر صحيفتي: «المقطم» ١٠ / ٧ / ١٩١٩، «الأهالي»، ٢ / ٨ / ١٩١٩.
١١٠  انظر: جريدة «المقطم» ٦ / ٩ / ١٩١٩، ٢٨ / ١٠ / ١٩١٩، ٦ / ١١ / ١٩١٩، ١٣ / ١١ / ١٩١٩، ٢٩ / ١٢ / ١٩١٩.
١١١  انظر صحف: «الأهرام» ١٧ / ٣ / ١٩٢٠، «الوطن» ١ / ٤ / ١٩٢٠، «الأخبار» ٤ / ٤ / ١٩٢٠، ٧ / ٤ / ١٩٢٠، ١٥ / ٤ / ١٩٢٠، «المقطم» ٦ / ٤ / ١٩٢٠، ٧ / ٤ / ١٩٢٠، ١٢ / ٤ / ١٩٢٠، ١٦ / ٤ / ١٩٢٠.
١١٢  انظر صحف: «المقطم» ١ / ٦ / ١٩٢٠، «الأخبار» ٢٤ / ٦ / ١٩٢٠، «مصر» ٢٧ / ٦ / ١٩٢٠.
١١٣  انظر: جريدة «الأهرام» ٣ / ٦ / ١٩٢٠، ١٨ / ٦ / ١٩٢٠.
١١٤  انظر صحف: «الأخبار» ٢٢ / ١٢ / ١٩٢٠، ٢٩ / ١٢ / ١٩٢٠، «المنبر» ٢٤ / ١٢ / ١٩٢٠، «مصر» ٣٠ / ١٢ / ١٩٢٠.
١١٥  هو محمد حسين محمد الهراوي، ابن الدكتور محمد الهراوي المصري. وُلِد عام ١٨٨٥ في قرية هرية رزنة، ونشأ بها وتلقَّى العلم في مدرسة القربية بالقاهرة، ومدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية. وترك المدرسة وهو في الثانية التجهيزية، وعُيِّن بوزارة المعارف عام ١٩٠٢، ثمَّ رئيسًا للحسابات بدار الكتب المصرية، وأنشأ وهو طالب مجلة «الرسول»، وكان عضوًا في لجنة التأليف والترجمة والنشر بالقاهرة، وقد تُوفِّي سنة ١٩٣٩. ومن مؤلَّفاته: «السمير الصغير»، «الطفل الجديد»، «أغاني الأطفال»، «مسرحيات الأطفال»، «سمير الأطفال» (أربعة أجزاء)، «أنباء الرسل»، «ديوان شعر»، «قصص الأطفال»، «أناشيد في الحركة الوطنية بمصر».
١١٦  انظر: جريدة «الأهرام» ٤ / ١ / ١٩٢١. وللتعرف عَلَى نص خطبة خليل مطران، انظر: مجلة «الستار»، عدد ٥، ٣١ / ١٠ / ١٩٢٧، ص٢٧. وعدد ٦، ٧ / ١١ / ١٩٢٧، ص٢٤. وقسطندي رزق، «الموسيقى الشرقية والغناء العربي»، جزء أول، المطبعة العصرية، ١٩٣٦، ص١٣١–١٣٣.
١١٧  وهناك هجوم آخَر بتوقيع «أنا» لمسرحية «هدى» أيضًا في جريدة «مصر» بتاريخ ١٧ / ١ / ١٩٢١، وهجوم ثالث عَلَى الفرقة بصفة عامة بتوقيع «أ.ف.» بجريدة مصر بتاريخ ١٨ / ١ / ١٩٢١.
١١٨  جريدة «الأفكار» ٦ / ١ / ١٩٢١.
١١٩  جريدة «الأفكار» ٩ / ١ / ١٩٢١.
١٢٠  وعن ظروف تأليف وتمثيل هذه المسرحية قال عباس علام في آخِر سبتمبر ١٩٢٠: «طلب إليَّ حضرة محمد طلعت حرب بك أن أضع رواية تليق بحفلة افتتاح تياترو حديقة الأزبكية. وكنتُ من زمن بعيد أفكِّر في دراسة هذه الشخصية الكبيرة، شخصية «عبد الرحمن الناصر»، وفي الكتابة عن هذا العصر الذهبي، عصر دولة العرب في الأندلس، فاستخرتُ الله وكتبتُ هذه الرواية متوخِّيًا فيها إظهار الحقائق التاريخية والبُعْد عن الخيال جهد الإمكان، مع الخروج منها بعبرة تنفعنا في حالنا وتُطابِق ما نحن فيه. وإذا كانت هذه الرواية قد نَجَحَتْ من الوِجْهة العلمية، فإني مَدِين بنجاحها إلى حضرات أساتذتي أحمد تيمور باشا، والشيخ محمد الخضري بك، وأمين واصف بك، طلعت حرب بك، فهو الذي قدَّمني إلى هؤلاء السادة الأجِلَّاء وأوصاهم بي، فضلًا عمَّا كان يمدُّني به مِن علْمِه الواسع. أمَّا النجاح الفني، فإني مَدِين به إلى أخي محمد تيمور، الذي وقف بنفسه عَلَى إخراج الرواية، وإلى المسيو كازولي سكرتير عام بنك مصر، الذي شارك مشاركة كبرى في إعداد المناظر وترتيب المسرح، وإلى الأستاذ سيد درويش الذي أبدع في تلحين الأناشيد الغنائية إبداعًا ليس وراءه إبداع، وإلى الأستاذ عبد الحميد علي الذي قاد فرقة الموسيقى، وإلى السيدة المحترمة لبيبة ماللي التي تنازلتْ فقادتْ بنفسها فرقَتَيِ الألحان والرقص. فإلى هؤلاء جميعًا أرفع شكري وأسجل اعترافي بفضلهم عليَّ، والله يحفظهم.» عباس علام، «عبد الرحمن الناصر»، مطبعة الاعتماد بشارع حسن الأكبر لصاحبها محمود الخضري، ١٩٣٣، ص١-٢.
١٢١  انظر صحيفتي: «الأخبار» ٩ / ١ / ١٩٢١، «الأفكار» ١٠ / ١ / ١٩٢١.
١٢٢  مجلة «روضة البلابل» ١ / ٤ / ١٩٢١.
١٢٣  انظر صحف: «وادي النيل» ٢١ / ١ / ١٩٢١. «الأفكار» ٢٣ / ١ / ١٩٢١، ٢٧ / ١ / ١٩٢١، «الأخبار» ١٤ / ٢ / ١٩٢١، «مصر» ١٩ / ٢ / ١٩٢١، «المقطم» ٢٤ / ٢ / ١٩٢١.
١٢٤  انظر صحف: «الأخبار» ٢٨ / ٢ / ١٩٢١، ١ / ٣ / ١٩٢١، ٦ / ٣ / ١٩٢١، ١٠ / ٣ / ١٩٢١، ١٣ / ٣ / ١٩٢١، ١٤ / ٣ / ١٩٢١، ١٥ / ٣ / ١٩٢١، ٢١ / ٣ / ١٩٢١، ٢٢ / ٣ / ١٩٢١، ٢٤ / ٣ / ١٩٢١، ١١ / ٤ / ١٩٢١، ١٢ / ٤ / ١٩٢١، ١٤ / ٤ / ١٩٢١، ١٨ / ٤ / ١٩٢١، ٢٥ / ٤ / ١٩٢١، «المنبر» ٤ / ٣ / ١٩٢١، «مصر» ٥ / ٣ / ١٩٢١، ١٨ / ٣ / ١٩٢١، «المقطم» ٢ / ٤ / ١٩٢١، ٩ / ٤ / ١٩٢١، ١١ / ٤ / ١٩٢١، ١٥ / ٤ / ١٩٢١، ١٩ / ٤ / ١٩٢١، ٢٦ / ٤ / ١٩٢١.
١٢٥  انظر صحف: «الأخبار» ١٤ / ٣ / ١٩٢١، ٨ / ٤ / ١٩٢١، ٨ / ٥ / ١٩٢١، «مصر» ٢٦ / ٣ / ١٩٢١، «المقطم» ٨ / ٤ / ١٩٢١. وعباس علام، «عبد الرحمن الناصر»، السابق، ص٢٢٨-٢٢٩.
قال محمد علي حماد في جريدة «البلاغ» بتاريخ ٣٠ / ١٢ / ١٩٢٥ إن مسرحية «الزوبعة» مصَّرها عباس علام عن مسرحية «شمشون» لهنري برنشتين.
١٢٦  راجع: سمير عوض، «مسرح حديقة الأزبكية»، السابق، ص٥٨.
١٢٧  صلاح الدين كامل، «عباس علام الكاتب المسرحي»، الدار القومية، ١٩٦٧، ص١٥٨.
١٢٨  انظر صحف: «الأخبار» ٤ / ٤ / ١٩٢١، ٦ / ٤ / ١٩٢١، ٢٩ / ٤ / ١٩٢١، «المقطم» ٢١ / ٤ / ١٩٢١.
١٢٩  جريدة «الأخبار» ٩ / ٥ / ١٩٢١.
١٣٠  وُلِد مصطفى ممتاز في ١٤ / ٩ / ١٨٩٢ بحي السيدة زينب، واسمه الحقيقي مصطفى محمود فهمي ممتاز أحمد، وهو والد الرقيبة المشهورة المرحومة «اعتدال ممتاز» زوجة المرحوم الكاتب رشدي صالح. حصل عَلَى الابتدائية عام ١٩٠٧، وعلى الثانوية عام ١٩١٢. عُيِّن كاتبًا بمصلحة خفر السواحل عام ١٩١٣، وظل يترقَّى حتى وصل إلى وظيفة رئيس إدارة بمحافظة السويس التابعة لوزارة الداخلية عام ١٩٢٥، وفي العام التالي نُقِل إلى الفيوم، ومن ثمَّ نُقِل إلى القليوبية عام ١٩٢٨، وفي العام التالي أصبح رئيسًا لقلم الجنايات الإفرنجي بحكمدارية بوليس مدينة نصر. وفي عام ١٩٣٥ أصبح رئيسًا لقلم تعيين العُمَد والمشايخ. وفي عام ١٩٣٨ أصبح وكيلًا لإدارة الشياخات بوزارة الداخلية، وأُحيل إلى المعاش ١٩٥٢، ومن ثمَّ تُوفِّي إلى رحمة الله بعد أن ترك مجموعة من المسرحيات المؤلَّفة والمترجمة والمقتبسة، من أهمها: «أنجومار المتوحش»، «الشريف الطريد»، «المنافقين»، «المرأة الفاتنة»، «عبد الرحمن وعمر»، «الخطيئة»، «المرحوم»، «خاتم سليمان» (بالاشتراك مع توفيق الحكيم). وللمزيد انظر دراستنا عنه بعنوان: «مصطفى ممتاز بين الفن والحياة»، مجلة «البيان» الكويتية، أبريل ١٩٩٩.
١٣١  انظر: جريدة «الأخبار» ٩ / ٥ / ١٩٢١، ٢٢ / ٥ / ١٩٢١، ٢٣ / ٧ / ١٩٢١، ٢١ / ٩ / ١٩٢١.
١٣٢  انظر صحف: «الأخبار» ١٣ / ٦ / ١٩٢١، ١٩ / ٦ / ١٩٢١، ٢٦ / ٧ / ١٩٢١. «المقطم» ١٤ / ٦ / ١٩٢١.
١٣٣  انظر: جريدة «الأخبار» ٢٩ / ٦ / ١٩٢١، ١ / ٧ / ١٩٢١، ٣ / ٧ / ١٩٢١، ١٢ / ٨ / ١٩٢١، ٨ / ٩ / ١٩٢١.
١٣٤  انظر صحيفتي: «الأخبار» ٢٨ / ٨ / ١٩٢١، «المقطم» ٢ / ٩ / ١٩٢١.
١٣٥  انظر صحف: «الأخبار» ٢١ / ٩ / ١٩٢١، ٢٨ / ٩ / ١٩٢١، «الأهرام» ٨ / ١٠ / ١٩٢١.
١٣٦  انظر: جريدة «الأخبار» ١ / ٥ / ١٩٢١.
١٣٧  انظر صحيفتي: «الأخبار» ١٠ / ٥ / ١٩٢١، «الأهرام» ١٦ / ٥ / ١٩٢١.
١٣٨  انظر: جريدة «الأخبار» ١٨ / ٥ / ١٩٢١.
١٣٩  انظر إعلانات صحف: «الأخبار» ١ / ٥ / ١٩٢١، ٦ / ٥ / ١٩٢١، ٩ / ٥ / ١٩٢١، ١٠ / ٥ / ١٩٢١، ١١ / ٥ / ١٩٢١، ١٣ / ٥ / ١٩٢١، ١٧ / ٥ / ١٩٢١، ٢٨ / ٥ / ١٩٢١، ٢ / ٦ / ١٩٢١، ١٢ / ٦ / ١٩٢١، ٢٤ / ٦ / ١٩٢١، ٢٨ / ٦ / ١٩٢١، ٢٩ / ٦ / ١٩٢١، ١ / ٧ / ١٩٢١، ٣ / ٧ / ١٩٢١، ٤ / ٧ / ١٩٢١، ٥ / ٧ / ١٩٢١، ٦ / ٧ / ١٩٢١، ٨ / ٧ / ١٩٢١، ١١ / ٧ / ١٩٢١، ١٣ / ٧ / ١٩٢١، ١٥ / ٧ / ١٩٢١، ١٨ / ٧ / ١٩٢١، ١٩ / ٧ / ١٩٢١، ٢٠ / ٧ / ١٩٢١، ٢٥ / ٧ / ١٩٢١، ٢٧ / ٧ / ١٩٢١، ١ / ٨ / ١٩٢١، ٢ / ٨ / ١٩٢١، ٣ / ٨ / ١٩٢١، ٤ / ٨ / ١٩٢١، ٨ / ٨ / ١٩٢١، ٦ / ٩ / ١٩٢١، ٩ / ٩ / ١٩٢١، ١٢ / ٩ / ١٩٢١، ١٣ / ٩ / ١٩٢١، ١٤ / ٩ / ١٩٢١، ١٦ / ٩ / ١٩٢١، ١٨ / ٩ / ١٩٢١، ١٩ / ٩ / ١٩٢١، ٢٦ / ٩ / ١٩٢١، ٢٧ / ٩ / ١٩٢١. «المقطم» ١ / ٦ / ١٩٢١، ١٠ / ٦ / ١٩٢١، ١٤ / ٦ / ١٩٢١، ١٨ / ٦ / ١٩٢١، ٢١ / ٦ / ١٩٢١، ١٩ / ٨ / ١٩٢١.
١٤٠  انظر: جريدة «الأفكار» ٢٧ / ٤ / ١٩٢٢.
١٤١  انظر: جريدة «الاستقلال» ٦ / ٧ / ١٩٢٢.
١٤٢  انظر أيام تمثيل هذه المسرحية طوال هذا الموسم في إعلانات صحف: «المقطم» ٢٦ / ١٠ / ١٩٢١، ١١ / ١١ / ١٩٢١، ١٥ / ١١ / ١٩٢١، ١٩ / ١  / ١٩٢٢، ١ / ٣ / ١٩٢٢، «الأخبار» ٢ / ١ / ١٩٢٢. «الاستقلال» ١٢ / ٩ / ١٩٢٢. ومن الجدير بالذكر أن فرقة عبد الرحمن رشدي هي أول فرقة مثَّلت مسرحية «أبطال المنصورة» عام ١٩١٨.
١٤٣  وُلِد كامل الخلعي عام ١٨٧٩ بكوم الشقافة بالإسكندرية، وتوفِّي بالقاهرة في ٥ / ٦ / ١٩٣٩. وفي شبابه جاء إلى القاهرة وعمل خطَّاطًا بشارع محمد علي، فتعرَّف عَلَى أهل الفن والموسيقى في هذا الشارع، وكانت له علاقة قوية بالشيخ محمد توفيق البكري. وعندما جاء القباني إلى مصر ووجد الموهبة عند الخلعي اصطحبه إلى الشام فترة من الوقت، حيث تتلمذ الخلعي عَلَى يديه. وفي عام ١٩٠٤ ألَّف كامل الخلعي كتابًا هو «الموسيقى الشرقي»، فكان مرجعًا مهمًّا في هذا الفن. وعندما ظهر سلامة حجازي وكوَّن فرقته انضم إليها الخلعي حيث لحَّن لها عدة مسرحيات، ومِن ثمَّ ذاع صِيته في مجال التلحين المسرحي، فلحَّن لمعظم الفِرَق المسرحية، ومنها: عكاشة، منيرة المهدية، جورج أبيض، علي الكسار.
١٤٤  انظر أيام تمثيل هذه المسرحية طوال هذا الموسم في إعلانات صحف: «المقطم» ٢٧ / ١٢ / ١٩٢١، ١٤ / ١ / ١٩٢٢، ١٩ / ١ / ١٩٢٢، ٥ / ٢ / ١٩٢٢، «الأخبار» ٤ / ١ / ١٩٢٢، ٩ / ٣ / ١٩٢٢، ٩ / ٥ / ١٩٢٢، ٢٨ / ٥ / ١٩٢٢، «الأهرام» ٨ / ٢ / ١٩٢٢، «الاستقلال» ٣٠ / ٣ / ١٩٢٢، ٧ / ٤ / ١٩٢٢، ٣ / ٥ / ١٩٢٢، ٣١ / ٥ / ١٩٢٢، ٨ / ٧ / ١٩٢٢، ٣ / ٨ / ١٩٢٢، «الأفكار» ٢٥ / ٦ / ١٩٢٢. أمَّا أسماء الممثلين فمأخوذة من صفحة توزيع الأدوار الموجودة في مخطوطة المسرحية.
١٤٥  انظر أيام تمثيل هذه المسرحية طوال هذا الموسم في إعلانات صحف: «الأهرام» ٢٨ / ١ / ١٩٢٢، ٤ / ٢ / ١٩٢٢، ٨ / ٢ / ١٩٢٢، ١٥ / ٣ / ١٩٢٢، «الأخبار» ١ / ٢ / ١٩٢٢، ١١ / ٥ / ١٩٢٢، ٢٨ / ٥ / ١٩٢٢، ١١ / ٦ / ١٩٢٢، «المقطم» ٢٢ / ٢ / ١٩٢٢. «الاستقلال» ١٧ / ٣ / ١٩٢٢، ٣٠ / ٣ / ١٩٢٢، ٢٠ / ٥ / ١٩٢٢، ٣١ / ٥ / ١٩٢٢، ٨ / ٧ / ١٩٢٢، ٢٣ / ٧ / ١٩٢٢، ٤ / ٨ / ١٩٢٢، ١٩ / ٨ / ١٩٢٢، ٢٥ / ٨ / ١٩٢٢، ١٢ / ٩ / ١٩٢٢، ٢٢ / ٩ / ١٩٢٢، «الأفكار» ١٦ / ٦ / ١٩٢٢.
١٤٦  انظر أيام تمثيل هذه المسرحية طوال هذا الموسم في إعلانات صحف: «المقطم» ٢٥ / ٢ / ١٩٢٢، «الأخبار» ٢٦ / ٢ / ١٩٢٢، ٢٠ / ٦ / ١٩٢٢، «الاستقلال» ١٤ / ٤ / ١٩٢٢.
١٤٧  انظر أيام تمثيل هذه المسرحية طوال هذا الموسم في إعلانات صحف: «الأخبار» ٢٤ / ٤ / ١٩٢٢، ١٩ / ٥ / ١٩٢٢، ١ / ٦ / ١٩٢٢، «الأفكار» ٢٥ / ٤ / ١٩٢٢، «الاستقلال» ٢٧ / ٤ / ١٩٢٢، ١٢ / ٩ / ١٩٢٢.
١٤٨  قال عباس علام — في ختام مسرحيته المطبوعة «عبد الرحمن الناصر» ص٢٢٧ — عن مسرحية «ملاك وشيطان»: «مُثِّلت لأول مرة بمعرفة جمعية من الهواة بتياترو الكديفيال في بور سعيد سنة ١٩١٥. ثمَّ مثَّلتْها فرقة أحمد الشامي لأول مرة بتياترو برنتانيا سنة ١٩١٦، ثمَّ مثَّلتْها شركة ترقية التمثيل العربي بتياترو حديقة الأزبكية لأول مرة في سنة ١٩٢٢.»
١٤٩  انظر أيام تمثيل هذه المسرحية طوال هذا الموسم في إعلانات صحيفة «الاستقلال» ٤ / ٧ / ١٩٢٢، ٨ / ٧ / ١٩٢٢، ٣ / ٨ / ١٩٢٢، ٤ / ٨ / ١٩٢٢، ٢٥ / ٨ / ١٩٢٢، ٢٢ / ٩ / ١٩٢٢.
١٥٠  انظر أيام تمثيل هذه المسرحية طوال هذا الموسم في إعلانات صحيفة «الاستقلال» ١٣ / ٧ / ١٩٢٢، ٢٠ / ٧ / ١٩٢٢، ٤ / ٨ / ١٩٢٢، ١٢ / ٩ / ١٩٢٢.
١٥١  انظر: جريدة «الاستقلال» ٢٢ / ٩ / ١٩٢٢.
١٥٢  انظر: جريدة «الأخبار» ١٥ / ٢ / ١٩٢٢.
١٥٣  انظر: جريدة «الأخبار» ١٥ / ٣ / ١٩٢٢.
١٥٤  انظر: جريدة «الأفكار» ٧ / ٤ / ١٩٢٢.
١٥٥  انظر: جريدة «مصر» ٧ / ٤ / ١٩٢٢.
١٥٦  انظر صحيفتي: «مصر» ٩ / ٤ / ١٩٢٢، «الأخبار» ٢٥ / ٤ / ١٩٢٢.
١٥٧  انظر صحيفتي: «المقطم» ٢٢ / ٨ / ١٩٢٢، «الاستقلال» ١ / ٩ / ١٩٢٢.
١٥٨  انظر إعلانات فرقة عكاشة لهذه المسرحيات في صحف: «المقطم» ٢ / ١٠ / ١٩٢١، ٦ / ١٠ / ١٩٢١، ١١ / ١٠ / ١٩٢١، ١٦ / ١٠ / ١٩٢١، ١٨ / ١٠ / ١٩٢١، ١ / ١١ / ١٩٢١، ٣ / ١١ / ١٩٢١، ٥ / ١١ / ١٩٢١، ٨ / ١١ / ١٩٢١، ١١ / ١١ / ١٩٢١، ١٣ / ١١ / ١٩٢١، ١٦ / ١١ / ١٩٢١، ١٨ / ١١ / ١٩٢١، ٢٢ / ١١ / ١٩٢١، ٢٤ / ١١ / ١٩٢١، ٩ / ١٢ / ١٩٢١، ٦ / ١ / ١٩٢٢، ١٠ / ١ / ١٩٢٢، ١٤ / ١ / ١٩٢٢، ١٩ / ١ / ١٩٢٢، ٢٢ / ١ / ١٩٢٢، ٢٤ / ١ / ١٩٢٢، ٧ / ٢ / ١٩٢٢، ١٥ / ٢ / ١٩٢٢، ١٦ / ٢ / ١٩٢٢، ١٩ / ٢ / ١٩٢٢، ٢١ / ٢ / ١٩٢٢، ٢٣ / ٢ / ١٩٢٢، ٢ / ٣ / ١٩٢٢، ٨ / ٣ / ١٩٢٢، ١٠ / ٣ / ١٩٢٢، ١٢ / ٣ / ١٩٢٢، ٢٤ / ٣ / ١٩٢٢، «الأخبار» ١ / ١ / ١٩٢٢، ٤ / ١ / ١٩٢٢، ٨ / ١ / ١٩٢٢، ١٥ / ١ / ١٩٢٢، ٢٢ / ١ / ١٩٢٢، ١٤ / ٢ / ١٩٢٢، ٢٨ / ٢ / ١٩٢٢، ٧ / ٣ / ١٩٢٢، ١٥ / ٣ / ١٩٢٢، ١٢ / ٥ / ١٩٢٢، ١٦ / ٥ / ١٩٢٢، ٢١ / ٥ / ١٩٢٢، ٢٣ / ٥ / ١٩٢٢، ٢٥ / ٥ / ١٩٢٢، ٢٨ / ٥ / ١٩٢٢، ١ / ٦ / ١٩٢٢، ٦ / ٦ / ١٩٢٢، ١١ / ٦ / ١٩٢٢، ١٨ / ٦ / ١٩٢٢، ٢٢ / ٦ / ١٩٢٢، «الاستقلال» ١٦ / ٣ / ١٩٢٢، ٢١ / ٣ / ١٩٢٢، ٢٦ / ٣ / ١٩٢٢، ٣٠ / ٣ / ١٩٢٢، ٤ / ٤ / ١٩٢٢، ١٠ / ٤ / ١٩٢٢، ١٤ / ٤ / ١٩٢٢، ٢٠ / ٤ / ١٩٢٢، ٢١ / ٤ / ١٩٢٢، ٢٩ / ٤ / ١٩٢٢، ٢ / ٥ / ١٩٢٢، ٣ / ٥ / ١٩٢٢، ٣١ / ٥ / ١٩٢٢، ٤ / ٦ / ١٩٢٢، ٨ / ٦ / ١٩٢٢، ٨ / ٧ / ١٩٢٢، ١٣ / ٧ / ١٩٢٢، ٢٣ / ٧ / ١٩٢٢، ٢ / ٨ / ١٩٢٢، ٤ / ٨ / ١٩٢٢، ١٩ / ٨ / ١٩٢٢، ٢٥ / ٨ / ١٩٢٢، ٣١ / ٨ / ١٩٢٢، ١٢ / ٩ / ١٩٢٢، ٢٢ / ٩ / ١٩٢٢، «الأفكار» ٢٥ / ٤ / ١٩٢٢، ٥ / ٥ / ١٩٢٢، ٢٦ / ٥ / ١٩٢٢، ١٧ / ٦ / ١٩٢٢، ٢١ / ٦ / ١٩٢٢، «الأهرام» ٨ / ١٠ / ١٩٢١، ١٥ / ٣ / ١٩٢٢.
١٥٩  انظر: جريدة «الأفكار» ٢٧ / ٩ / ١٩٢٢، ٢٩ / ٩ / ١٩٢٢.
١٦٠  انظر: جريدة «الأخبار» ٢ / ١١ / ١٩٢٢.
١٦١  انظر: جريدة «الأخبار» ٨ / ١٠ / ١٩٢٢، ٢٢ / ١٠ / ١٩٢٢، ٣ / ١٢ / ١٩٢٢، ٤ / ١ / ١٩٢٣.
١٦٢  انظر صحف: «الأخبار» ٢٩ / ١٠ / ١٩٢٢، ٩ / ١١ / ١٩٢٢، ١٤ / ١ / ١٩٢٣. «الأفكار» ٢٦ / ٢ / ١٩٢٣.
١٦٣  انظر صحف: «الأخبار» ١٢ / ١٢ / ١٩٢٢، ٣ / ١ / ١٩٢٣، «الأفكار» ٩ / ٢ / ١٩٢٣.
١٦٤  قامت عدة فِرَق بتمثيل هذه المسرحية من قبلُ، ومنها: فرقة عبد الرحمن رشدي عام ١٩١٨، وفرقة عمر وصفي ١٩٢٠، وفرقة سيد درويش ١٩٢١.
١٦٥  انظر: جريدة «الأخبار» ٢٢ / ١ / ١٩٢٣.
١٦٦  انظر صحف: «مصر» ٦ / ١١ / ١٩٢٢، ٢٥ / ١٢ / ١٩٢٢، ٤ / ٤ / ١٩٢٣، «الأخبار» ١٧ / ١٢ / ١٩٢٢.
١٦٧  انظر إعلانات فرقة عكاشة لهذه المسرحية في صحف: «الأخبار» ١ / ١٠ / ١٩٢٢، ٢ / ١٠ / ١٩٢٢، ٣ / ١٠ / ١٩٢٢، ٤ / ١٠ / ١٩٢٢، ٥ / ١٠ / ١٩٢٢، ٦ / ١٠ / ١٩٢٢، ٧ / ١٠ / ١٩٢٢، ١٢ / ١٠ / ١٩٢٢، ١٨ / ١٠ / ١٩٢٢، ١٩ / ١٠ / ١٩٢٢، ٢٤ / ١٠ / ١٩٢٢، ٢٦ / ١٠ / ١٩٢٢، ٣١ / ١٠ / ١٩٢٢، ٢ / ١١ / ١٩٢٢، ٥ / ١١ / ١٩٢٢، ٩ / ١١ / ١٩٢٢، ٢١ / ١١ / ١٩٢٢، ١ / ١٢ / ١٩٢٢، ٥ / ١٢ / ١٩٢٢، ١٠ / ١٢ / ١٩٢٢، ١٤ / ١٢ / ١٩٢٢، ١٧ / ١٢ / ١٩٢٢، ٢٤ / ١٢ / ١٩٢٢، ٢٨ / ١٢ / ١٩٢٢، ٢٩ / ١٢ / ١٩٢٢، ٢ / ١ / ١٩٢٣، ٣ / ١ / ١٩٢٣، ٥ / ١ / ١٩٢٣، ٧ / ١ / ١٩٢٣، ٩ / ١ / ١٩٢٣، ١١ / ١ / ١٩٢٣، ٢١ / ١ / ١٩٢٣، ٢٣ / ١ / ١٩٢٣، ٣٠ / ١ / ١٩٢٣، ١٣ / ٣ / ١٩٢٣، «الأفكار» ٨ / ١ / ١٩٢٣، ٢٨ / ١ / ١٩٢٣، ٦ / ٢ / ١٩٢٣، ٩ / ٢ / ١٩٢٣، ١٤ / ٢ / ١٩٢٣، ٢٧ / ٢ / ١٩٢٣، ٢٨ / ٢ / ١٩٢٣، «المقطم» ٨ / ٦ / ١٩٢٣.
١٦٨  راجع: جريدة «الأفكار» ٢٦ / ٣ / ١٩٢٣.
١٦٩  لم يعترف عباس علام بهذا الأمر، إلا في عام ١٩٣٣، عندما طبع مسرحيتي «عبد الرحمن الناصر»، فقال في تذييلها عن مسرحية «آه يا حرامي»: إنها «أوبرا بوف عصرية مصرية في ثلاثة فصول. والفكرة فيها مأخوذة عن الرواية الإنكليزية PICK-POCKET مثَّلتْها شركة ترقية التمثيل العربي لأول مرة بتياترو حديقة الأزبكية في سنة ١٩٢٢.» عباس علام، «عبد الرحمن الناصر»، السابق، ص٢٢٩.
١٧٠  مجلة «التمثيل»، عدد ٤، ١٠ / ٤ / ١٩٢٤.
١٧١  انظر صحيفتي: «الوطن» ١٤ / ١٢ / ١٩٢٣، «المقطم» ١٠ / ٧ / ١٩٢٤.
١٧٢  مجلة «التمثيل» عدد ٢، ٢٧ / ٣ / ١٩٢٤.
١٧٣  مجلة «التمثيل» عدد ٣، ٣ / ٤ / ١٩٢٤. وانظر أيضًا: جريدة «المقطم» ١٠ / ٧ / ١٩٢٤.
١٧٤  وُلِد سليمان نجيب في ٢٢ / ٥ / ١٨٩٢، واسمه الحقيقي إسماعيل نجيب مصطفى نجيب. حصل عَلَى الابتدائية عام ١٩٠٨، والكفاءة عام ١٩١٢، والثانوية ١٩١٤. والْتَحق بمدرسة الحقوق لمدة سنتين، ولم يُتمَّ دراستَه فيها. وعُيِّن موظَّفًا بوزارة الأوقاف عام ١٩١٨، وفي العام التالي أصبح سكرتيرًا خاصًّا لوزير الأوقاف، ثمَّ انتقل إلى وزارة المواصلات في أكتوبر ١٩٢١. وفي عام ١٩٢٢ تم نقلُه إلى قسم المدارس والملاجئ. وفي عام ١٩٢٣ تم تغيير اسمه في محكمة مصر الابتدائية الشرعية، من إسماعيل نجيب مصطفى نجيب إلى سليمان نجيب. وفي عام ١٩٢٥ عُيِّن كاتبًا بالقنصلية المصرية بإستامبول، وعاد إلى مصر عام ١٩٢٧ ليعمل بوزارة الحقانية. وفي عام ١٩٣٠ أصبح سكرتيرًا خاصًّا بمكتب الوزير، وفي عام ١٩٣٧ أصبح وكيلًا لدار الأوبرا، ثمَّ مديرًا لها عام ١٩٤٤، وفي العام نفسه حصل عَلَى رتبة البكوية. وفي عام ١٩٥٢ عُيِّن مديرًا عامًّا بالفنون الجميلة، وبعد أيام قليلة أُحيل إلى المعاش في ٢٢ / ٥ / ١٩٥٢، وتُوفِّي عام ١٩٥٥. أمَّا نشاطه المسرحي، فقد بدأه كممثل في فرقة عبد الرحمن رشدي، ثمَّ انتقل إلى فرقة جورج أبيض. وكان سليمان نجيب من أبرز أعضاء جمعية أنصار التمثيل والسينما. أمَّا كتاباته المسرحية فهي تتنوع بين التأليف والترجمة والاقتباس والتعريب، ومنها: «شروع في جواز»، «عفريت مراتي»، «٢٤ ساعة»، «فتاة الأناضول»، «المشكلة الكبرى»، «الدكتور»، «في سبيل الواجب»، «٦٦٧ زيتون»، «حادث طربوش»، «إنقاذ ما يمكن إنقاذه»، «الزوجة الثانية»، «الأمل»، «انتصار توت عنخ آمون»، «رجال»، «في بيوت الناس»، «صفقة مع الشيطان»، «عريس مستعجل»، «جوز عفاريت»، «الميت الحي»، «عريس الساعة ٧»، «جنان وسلك ودكتور».
١٧٥  مجلة «التمثيل» عدد ٤، ١٠ / ٤ / ١٩٢٤. وانظر أيضًا: جريدة «المقطم» ١٠ / ٧ / ١٩٢٤.
١٧٦  انظر: جريدة «المقطم» ١٠ / ٧ / ١٩٢٤، ٢٩ / ٧ / ١٩٢٤.
١٧٧  ومن الملاحظ أن هذا المضمون يختلف تمامًا عن مضمون مسرحية «الميت والحي» لمحمد لبيب أبي السعود، التي مثَّلتْها فرقة عكاشة من قبلُ. كما أن هناك مسرحية ثالثة باسم «الميت الحي» كتبها عبد الوهاب خضر عام ١٩١٦، وتم تمثيلها بدار التمثيل العربي.
١٧٨  انظر صحف: «الوطن» ١٤ / ١٢ / ١٩٢٣، ١٧ / ١٢ / ١٩٢٣، «الأخبار» ٢١ / ٥ / ١٩٢٤.
١٧٩  جريدة «السياسة» ٢٩ / ٣ / ١٩٢٥. وجريدة «كوكب الشرق» ٣٠ / ٣ / ١٩٢٥.
١٨٠  انظر: جريدة «السياسة» ٥ / ٥ / ١٩٢٥.
١٨١  انظر صحيفتي: «السياسة» ١ / ٣ / ١٩٢٥. «كوكب الشرق» ٢ / ٣ / ١٩٢٥.
١٨٢  وُلِد محمد يونس القاضي في حارة درب الدليل بحي الدرب الأحمر بالقاهرة في ١ / ٧ / ١٨٨٨، وتتلمذ في الصحافة والأدب والوطنية عَلَى الزعيم مصطفى كامل. كتب في نحو عشرين مجلة وجريدة من الصحف السياسية والأدبية والفكاهية، منها: «اللواء»، «المؤيد»، «مصر الفتاة»، «النيل»، «الرشيد»، «السيف»، «العفاف»، «مصر». وعمل محرِّرًا في دار اللطائف من عام ١٩١٥ حتى عام ١٩٤٢ حيث اشتُهر بكتابة الزجل السياسي. وقد اعتزل الصحافة بعد أن عُيِّن رقيبًا عَلَى الصحف ثمَّ رقيبًا عَلَى المسرحيات والأغاني ومفتِّشًا عَلَى المسارح ودُور الملاهي. وأُحيل إلى المعاش عام ١٩٥٣، وتوفِّي في ٣٠ / ٧ / ١٩٦٩. أمَّا اشتغاله بالمسرح فقد بدأ عام ١٩١٢، عندما ألَّف الأغاني التي كان يُلقِيها المطرب والممثل مصطفى أمين، ثمَّ اتجه إلى كتابة المسرحيات لمعظم الفِرَق، ومِن أهم هذه المسرحيات: «حسن أبو علي سرق المعزة»، «مظلوم يا وعدي»، «كلام في سرك»، «حرم المفتش»، «المظلومة»، «كيد النساء»، «كلها يومين»، «التالتة تابتة»، «السعد وعد»، «الدنيا وما فيها»، «حلاوة البخت»، «حماتي»، «بنت غلطة»، «الجنون فنون»، «حاجب الظرف»، «المساواة»، «المعذَّبة»، «الوكيل»، «الطاعة»، «المداحة»، «كليوباترا ومارك أنطوان»، «مملكة الحب»، «آدم وحواء»، «المخلصة»، «رومية الحب»، «فاتنة الأندلس»، «اللي وقع يتصلح»، «الفهلوية»، «البدر لاح».
١٨٣  انظر صحف: «السياسة» ٩ / ١ / ١٩٢٥، ١١ / ١ / ١٩٢٥، ٨ / ٣ / ١٩٢٥، ١٤ / ٤ / ١٩٢٥، «كوكب الشرق» ١٤ / ٢ / ١٩٢٥، ٤ / ٤ / ١٩٢٥.
١٨٤  انظر صحف: «السياسة» ٢٥ / ١ / ١٩٢٥، ٢٢ / ٥ / ١٩٢٥، «كوكب الشرق» ٢٦ / ١ / ١٩٢٥.
١٨٥  كتب كامل الخلعي ثلاثة إيصالات بخصوص تلحين هذه المسرحية، كتب في الأول «رددتُ هذه الرواية ثانية إلى جوق إدارة شركة ترقية التمثيل العربي، بعد أن ألَّفتُ موسيقة نصف فصل منها؛ لأننا لم نتَّحِد عَلَى ثمنها من جهة، ولأن أرباب الأدوار فيها لا يأخذون غناء أدوارهم إلا بعد أن يذهب أغلبه ضياعًا لطول الوقت. أول مارس سنة ١٩٢٣ (توقيع) كامل الخلعي الموسيقي بمصر.» وكتب في الثاني: «استلمتُ من حضرتَيْ ممتاز أفندي وتوفيق أفندي مؤلِّفي رواية «خاتم سليمان» مبلغ ١٠٠ مائة غرش صاغًا كمكافأة عَلَى حسن الألحان التي وضعتُها في روايتهما، وهذا وَصْل بالاستلام. ١١ نوفمبر ١٩٢٤ (توقيع) كامل الخلعي ملحن رواية «خاتم سليمان».» وفي الثالث كتب: «وردتْ إليَّ ثانية في ١٠ ديسمبر ١٩٢٤، ولكن بعد أن ذهب تلحين ما ألَّفتُه تمامًا، وسأبدأ بوضعها بإتقان وتؤدة، وسأجتهد أن يخرج للناس بعد مُضِيِّ ستة شهور من تاريخه؛ لأنها تحتاج إلى تنقيح في نظمها الشعري وإبداع في تأليفها الموسيقي. ١٠ ديسمبر ١٩٢٤. (توقيع) كامل الخلعي.»
١٨٦  انظر صحف: «كوكب الشرق» ٢٩ / ١ / ١٩٢٥، «السياسة» ٢٩ / ٣ / ١٩٢٥، ١٠ / ٥ / ١٩٢٥. وأيضًا: د. رمسيس عوض، «توفيق الحكيم الذي لا نعرفه»، دار الشعب، ١٩٧٣، ص٣٧.
١٨٧  انظر صحف: «السياسة» ٢ / ١ / ١٩٢٥، ٥ / ٤ / ١٩٢٥، ١ / ٥ / ١٩٢٥، «كوكب الشرق» ١٦ / ٢ / ١٩٢٥، ٦ / ٤ / ١٩٢٥، ٢٩ / ٦ / ١٩٢٥.
١٨٨  قالت جريدة «الأخبار» في ١ / ٥ / ١٩١٥:

الروايات التمثيلية بين المحافظة والداخلية

منعتْ وزارة الداخلية تمثيل رواية «ابن طولون» لمؤلِّفها الأديب عبد الحليم دلاور المصري، بعد أن رخَّصت المحافظة بتمثيلها.

وفي اليوم التالي قالتِ الجريدة نفسُها تحت عنوان «رواية قلاوون بين المحافظة والداخلية»:

روينا أمس أن وزارة الداخلية منعت تمثيل رواية «ابن طولون» التي ألَّفها الأديب عبد الحليم دلاور المصري، بعد أن رخَّصت المحافظة بتمثيلها. وقد قابلنا المؤلف أمس وسألناه عن تفصيل المسألة، فقال لنا إن اسم الرواية «السلطان قلاوون» لا «ابن طولون» كما نُقل إلينا.

١٨٩  انظر صحف: «السياسة» ١٨ / ١ / ١٩٢٥. «كوكب الشرق» ١٩ / ١ / ١٩٢٥، ١٣ / ٢ / ١٩٢٥، ١٧ / ٤ / ١٩٢٥.
١٩٠  انظر صحف: «السياسة» ١١ / ١ / ١٩٢٥، ١٤ / ١ / ١٩٢٥، ١٨ / ١ / ١٩٢٥، ١٣ / ٥ / ١٩٢٥، «كوكب الشرق» ١٩ / ١ / ١٩٢٥، ٢١ / ١ / ١٩٢٥، ٢٧ / ٢ / ١٩٢٥، ١٠ / ٣ / ١٩٢٥.
١٩١  انظر: جريدة «كوكب الشرق» ٢٤ / ٣ / ١٩٢٥.
١٩٢  انظر صحيفتي: «السياسة» ٣١ / ٥ / ١٩٢٥، «كوكب الشرق» ٢ / ٦ / ١٩٢٥.
١٩٣  انظر صحيفتي: «السياسة» ١٣ / ٢ / ١٩٢٥، «الأخبار» ٢٢ / ٣ / ١٩٢٥.
١٩٤  انظر صحف: «السياسة» ٤ / ١ / ١٩٢٥، ١ / ٢ / ١٩٢٥، ٤ / ٥ / ١٩٢٥، ١٧ / ٥ / ١٩٢٥، ٢٤ / ٥ / ١٩٢٥، «كوكب الشرق» ١٤ / ١ / ١٩٢٥، ٢٤ / ١ / ١٩٢٥، ٢٧ / ١ / ١٩٢٥، ٣٠ / ١ / ١٩٢٥، ٢ / ٢ / ١٩٢٥، ١٠ / ٢ / ١٩٢٥، ١٢ / ٢ / ١٩٢٥، ١٧ / ٢ / ١٩٢٥، ١٩ / ٢ / ١٩٢٥، ٣ / ٣ / ١٩٢٥، ٥ / ٣ / ١٩٢٥، ٦ / ٣ / ١٩٢٥، ٧ / ٣ / ١٩٢٥، ١٠ / ٣ / ١٩٢٥، ١٢ / ٣ / ١٩٢٥، ١٣ / ٣ / ١٩٢٥، ١٨ / ٣ / ١٩٢٥، ٢ / ٤ / ١٩٢٥، ١٨ / ٤ / ١٩٢٥، ٢٢ / ٤ / ١٩٢٥، ٢٩ / ٤ / ١٩٢٥، ٣ / ٥ / ١٩٢٥، ٥ / ٥ / ١٩٢٥، ٢٥ / ٦ / ١٩٢٥، ١ / ٧ / ١٩٢٥، ٢ / ٧ / ١٩٢٥، «البلاغ» ١ / ٧ / ١٩٢٥، ٢ / ٧ / ١٩٢٥.
١٩٥  قالت مجلة «روز اليوسف» في ٧ / ١٢ / ١٩٢٥:

كثيرًا ما تساءل الناس وهم يَرَوْن قلة الإقبال عَلَى فرقة بوفيه حديقة الأزبكية … كيف استطاعت الفرقة المذكورة أن تصمد هذه السنين الطويلة، وأن تدرأ عنها الإفلاس؟ وقد بَنَوْا حكمَهم عَلَى ما يَرَوْنه من خلوِّ القاعة في غالب ليالي التمثيل! إلى أن قصَّ علينا صديق أن بنك مصر يوزِّع اشتراكات الموسم عَلَى عملائه، وخاصة المقيمين منهم في الأرياف، ويتقاضى منهم أثمانًا باهظة. فثمن البنوار مثلًا هو ١٧ جنيهًا واللوج عن الليلة الواحدة جنيهان! وروى لنا هذا الصديق أن صهره يُقِيم في … يدفع سنويًّا ما لا يقل عن ٥٠ جنيهًا ثمنًا لمقاعد ومقصورات في تياترو الحديقة! يدفعها من غير تأفُّف ولا تذمُّر؛ لأن له حسابات جارية مع بنك مصر تبلغ عشرات الألوف من الجنيهات، وهو لا يستطيع أن يرفض هذه التذاكر لئلا يُغضِب أولي الغرض والحجز في بنك مصر! ولما كانت … في مديرية … وتبعد عن القاهرة ٧ ساعات بالإكسبربس، فإن العميل المذكور ليس في وسعه أن يحضر خصِّيصًا لمشاهدة تمثيل سي زكي وسماع صوت ست علية! وهكذا يدخل الزائر دار ترقية التمثيل العربي، فيراها قاعًا صفصفًا، مع أن جميع المقاعد والمقصورات تكون مُبَاعة لأعيان الريف.

١٩٦  راجع: مجلة «التياترو» ١ / ٩ / ١٩٢٥، «كوكب الشرق» ٢٩ / ٩ / ١٩٢٥، مجلة «المصور» ٦ / ١١ / ١٩٢٥.
١٩٧  انظر صحيفتي: «البلاغ» ٢٧ / ٩ / ١٩٢٥، «كوكب الشرق» ٢٩ / ٩ / ١٩٢٥.
١٩٨  راجع: مجلة «روز اليوسف» ٢٦ / ١٠ / ١٩٢٥، مجلة «المسرح» ٨ / ٢ / ١٩٢٦.
١٩٩  انظر: جريدة «البلاغ» ٢ / ٥ / ١٩٢٦، ٣٠ / ٥ / ١٩٢٦.
٢٠٠  مجلة «روز اليوسف»، ٩ / ٦ / ١٩٢٦. وللمزيد انظر أيضًا مقال «إلى نواب الأمة بشأن تياترو حديقة الأزبكية» بتوقيع «قمر الزمان» بمجلة «روز اليوسف»، ١٨ / ٨ / ١٩٢٦.
٢٠١  انظر: جريدة «كوكب الشرق» ١٨ / ٦ / ١٩٢٦. ومن الجدير بالذكر أن فرقة أحمد الشامي مثَّلت مسرحية «أسرار القصور» منذ عام ١٩١٦؛ أي قبلَ أن تمثِّلها فرقة عكاشة لأول مرة بزمن طويل.
٢٠٢  انظر إعلانات الفرقة عن «ليلة كليوباترا» في: «السياسة» ٢٦ / ١٠ / ١٩٢٥، ٣ / ١١ / ١٩٢٥، ١٨ / ٢ / ١٩٢٦، ٧ / ٣ / ١٩٢٦، «الأهرام» ٦ / ١ / ١٩٢٦، ٤ / ٢ / ١٩٢٦، ٩ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٧ / ٣ / ١٩٢٦، ١٦ / ٤ / ١٩٢٦، ١٣ / ٥ / ١٩٢٦، ٢٩ / ٧ / ١٩٢٦، «البلاغ» ٢٨ / ١٠ / ١٩٢٥، ٩ / ١١ / ١٩٢٥، ١٥ / ١ / ١٩٢٦، ٢٠ / ٢ / ١٩٢٦، ١ / ٣ / ١٩٢٦، ١٩ / ٣ / ١٩٢٦، ٨ / ٤ / ١٩٢٦، «كوكب الشرق» ٢٧ / ١٠ / ١٩٢٦، «المقطم» ٢٩ / ١٠ / ١٩٢٥. مجلة «المصور» ٦ / ١١ / ١٩٢٥، ٤ / ١٢ / ١٩٢٥.
٢٠٣  جريدة «كوكب الشرق» ١٠ / ١١ / ١٩٢٥.
٢٠٤  انظر مقالات: «كوكب الشرق» ١٠ / ١١ / ١٩٢٥، «البلاغ» ١١ / ١١ / ١٩٢٥، ١٥ / ١١ / ١٩٢٥، مجلة «التياترو» المصورة: ١ / ١٢ / ١٩٢٥.
٢٠٥  جريدة «كوكب الشرق» ١ / ١٢ / ١٩٢٥.
٢٠٦  انظر إعلانات فرقة عكاشة عن مسرحية «سهام» في: «البلاغ» ٢٨ / ١٠ / ١٩٢٥، ٣٠ / ١١ / ١٩٢٥، ١١ / ١ / ١٩٢٦، «الأهرام» ٨ / ١ / ١٩٢٦، ٨ / ٢ / ١٩٢٦، ١٣ / ٢ / ١٩٢٦، مجلة «روز اليوسف» ٣٠ / ١١ / ١٩٢٥. «السياسة» ٢٥ / ١١ / ١٩٢٥، «كوكب الشرق» ١ / ١٢ / ١٩٢٥، ١٨ / ٦ / ١٩٢٦. مجلة «المصور» ٦ / ١١ / ١٩٢٥، ١١ / ١٢ / ١٩٢٥، مجلة «المسرح» ٩ / ١١ / ١٩٢٥.
٢٠٧  انظر المقالات النقدية في: «كوكب الشرق» ١ / ١٢ / ١٩٢٥، ٢ / ١٢ / ١٩٢٥، مجلة «روز اليوسف» ٧ / ١٢ / ١٩٢٥، «البلاغ» ٩ / ١٢ / ١٩٢٥.
٢٠٨  قال محمد علي حماد في جريدة «البلاغ» بتاريخ ٣٠ / ١٢ / ١٩٢٥، أثناء نقده لمسرحية «كوثر»:

كلمة صريحة أُرِيد أن أُفضِيَ بها إلى مَن يُهمُّهم تتبع الحركة التمثيلية في مصر، ورأيِي أن يعرفه عني الجميع، أكره التمصير إلى أبعد غايات الكُرْه ولا أوافق عليه أبدًا. وواحدة من اثنين، إما أن يكون كُتَّابنا المسرحيون مُعرِّبين أو مؤلِّفين، ولا وسط بين الطرفين، فهنا شرُّ الأمور الوسط! والتمصير في أسمى درجاته وفي كمال نجاحه، ليس إلا إقرارًا بعجز، واعترافًا بنقص في المقدرة، ولا يمكن أن يخلو من مسخ أو تشويه. ثمَّ لا تستطيع من رواية مُمَصَّرة أن تعلم مبدأ لممصِّرها في المسرح أو في الحياة، أو أن تلمس قدرته ككاتب له رأي وله عقيدة، وفي النهاية لا تستطيع أن تلمح شخصيته من خلال الرواية؛ لأن عمله فيها محدود محصور مهما بدَّل فيها وغيَّر. فهل هذا يُرضِي كُتَّابنا المسرحيين؟ وهل هذا يرضى عَلَى الأخص عباس علام أفندي؟ أمامك الحياة المصرية والبيئة الشرقية ملأى بالمواضيع، التي تستطيع أن تضع منها مئات الروايات، ويكون لك عندنا فخر تأليفها. أمامك التاريخ، سواء أكان تاريخ مصر الحديث والقديم، أم تاريخ عظماء الشرق وأبطاله، بل تاريخ العالَم بأسْره، وفيه من العِظَات والقصص ما يسهل أمام المؤلف البارع السبيل إلى الكتابة والتأليف. أمَّا التمصير يا سيِّدي، فهو جهد البائس وقِبْلة الضعيف، الذي يَخشَى اقتحام البحر بعبابه، ليخوض قناة صغيرة فيأمن العاقبة، ويضمن لنفسه النجاة ولو بجِلْده!

٢٠٩  انظر المقالات النقدية في: «كوكب الشرق» ٢٥ / ١٢ / ١٩٢٥، ٢٦ / ١٢ / ١٩٢٥، ٢٨ / ١٢ / ١٩٢٥، مجلة «روز اليوسف» ٢٨ / ١٢ / ١٩٢٥، «البلاغ» ٣٠ / ١٢ / ١٩٢٥.
٢١٠  انظر إعلانات فرقة عكاشة من مسرحية «كوثر» في: «البلاغ» ٢٨ / ١٠ / ١٩٢٥، ١٨ / ١٢ / ١٩٢٥، ١١ / ٢ / ١٩٢٦، «الأهرام» ١٠ / ٢ / ١٩٢٦، «السياسة» ١٦ / ١٢ / ١٩٢٥، ١٥ / ١ / ١٩٢٦، «كوكب الشرق» ١٨ / ٦ / ١٩٢٦، مجلة «المصور» ٦ / ١١ / ١٩٢٥، مجلة «المسرح» ٩ / ١١ / ١٩٢٥.
٢١١  جريدة «البلاغ» ٣٠ / ١٢ / ١٩٢٥.
٢١٢  أعلنت جريدة «الأخبار» بتاريخ ١٩ / ٣ / ١٩٢٣، أن فرقة عكاشة سوف تمثِّل مسرحية «طيف الخيال» قريبًا، ولكننا لم نجد لها أثرًا في مقالات الصحف في ذلك الوقت، لنستدل عَلَى تمثيلها. وعندما مُثِّلت في هذا الموسم لم نَجِدْ أي نقْد عنها، مما يجعلنا نشك إنها ربما مُثَّلت في أواخِر مارس ١٩٢٣، فكان هذا بداية تمثيلها. وتفسيرنا بعدم وجود نقد لها أو إعلانات في هذا التاريخ، أن هذا التاريخ كان بعد أيام قليلة من افتتاح مسرح رمسيس، ذلك المسرح الذي شغل معظم المساحات الصحفية والنقدية المخصصة للمسرح في ذلك الوقت.
٢١٣  انظر إعلانات فرقة عكاشة من مسرحية «طيف الخيال» في: «البلاغ» ٢٨ / ١٠ / ١٩٢٥، ٢٧ / ١٢ / ١٩٢٥، ٢٤ / ١ / ١٩٢٦، ٢٨ / ١ / ١٩٢٦، ١ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٨ / ٢ / ١٩٢٦، «السياسة» ٢٣ / ١٢ / ١٩٢٥، «كوكب الشرق» ٢٤ / ١٢ / ١٩٢٥، مجلة «المسرح» ٩ / ١١ / ١٩٢٥، «الأهرام» ٢٣ / ١ / ١٩٢٦، ٢٥ / ٢ / ١٩٢٦، ٢ / ٤ / ١٩٢٦، ٣٠ / ٤ / ١٩٢٦.
٢١٤  انظر إعلانات فرقة عكاشة عن مسرحية «الثائرة» في: «البلاغ» ٦ / ٥ / ١٩٢٦، ١٧ / ٥ / ١٩٢٦، ٢١ / ٥ / ١٩٢٦، «الأهرام» ٩ / ٥ / ١٩٢٦، ١٣ / ٥ / ١٩٢٦.
٢١٥  وللمزيد عن هذه الإعلانات انظر صحف: «الأهرام» ٣ / ١ / ١٩٢٦، ١٠ / ٤ / ١٩٢٦، ١٦ / ٤ / ١٩٢٦، «السياسة» ٣ / ١ / ١٩٢٦، «البلاغ» ٢٠ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٦ / ٤ / ١٩٢٦، «المقطم» ١٦ / ٣ / ١٩٢٦.
٢١٦  انظر صحف: «المقطم» ١٣ / ١١ / ١٩٢٦، «الأخبار» ١٠ / ١ / ١٩٢٦، ١٤ / ١ / ١٩٢٦، «البلاغ» ٢١ / ١ / ١٩٢٦، «الأهرام» ٢٥ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٢ / ٤ / ١٩٢٦، «مصر» ١٠ / ٥ / ١٩٢٦.
٢١٧  انظر صحف: «الأهرام» ٢٩ / ١ / ١٩٢٦، «البلاغ» ١ / ٢ / ١٩٢٦، ٥ / ٣ / ١٩٢٦، ١٩ / ٣ / ١٩٢٦، ٢٢ / ٣ / ١٩٢٦، ٣٠ / ٣ / ١٩٢٦، «السياسة» ١ / ٤ / ١٩٢٦.
٢١٨  انظر إعلانات الفرقة في: «الأهرام» ٣ / ١ / ١٩٢٦، ١٦ / ١ / ١٩٢٦، ٢٢ / ١ / ١٩٢٦، ٣ / ٢ / ١٩٢٦، ١٢ / ٢ / ١٩٢٦، ١٥ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٢ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٦ / ٣ / ١٩٢٦، ١ / ٤ / ١٩٢٦، ٤ / ٤ / ١٩٢٦، ٦ / ٤ / ١٩٢٦، ١٦ / ٤ / ١٩٢٦، ٢١ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٤ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٧ / ٤ / ١٩٢٦، ١ / ٥ / ١٩٢٦، ٧ / ٥ / ١٩٢٦، ٢٩ / ٧ / ١٩٢٦، «البلاغ» ١٧ / ١١ / ١٩٢٦، ٢١ / ١١ / ١٩٢٥، ٣ / ١٢ / ١٩٢٥، ٥ / ١ / ١٩٢٦، ١٠ / ١ / ١٩٢٦، ١٧ / ١ / ١٩٢٦، ١ / ٢ / ١٩٢٦، ٨ / ٢ / ١٩٢٦، ١٥ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٠ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٣ / ٢ / ١٩٢٦، ١١ / ٣ / ١٩٢٦، ١٧ / ٣ / ١٩٢٦، ٢٤ / ٣ / ١٩٢٦، ٢ / ٤ / ١٩٢٦، ٩ / ٤ / ١٩٢٦، ١٩ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٠ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٢ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٦ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٩ / ٤ / ١٩٢٦، ٣٠ / ٤ / ١٩٢٦، ٢ / ٥ / ١٩٢٦، «السياسة» ١٢ / ١١ / ١٩٢٥، ٢ / ١٢ / ١٩٢٥، ١٣ / ١٢ / ١٩٢٥، ٣١ / ١٢ / ١٩٢٥، ١ / ١ / ١٩٢٦، ٣ / ١ / ١٩٢٦، ١٧ / ١ / ١٩٢٦، ٥ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٥ / ٣ / ١٩٢٦، «كوكب الشرق» ١٦ / ١١ / ١٩٢٥، «المقطم» ٢٢ / ١١ / ١٩٢٥، ١٠ / ١٢ / ١٩٢٥، ١٦ / ٣ / ١٩٢٦، مجلة «المسرح» ٩ / ١١ / ١٩٢٥.
٢١٩  قالت مجلة «ألف صنف وصنف» في ٢١ / ٩ / ١٩٢٦:

كان صباح الأربعاء الماضي موعد انعقاد محكمة الموسكي الجزئية لنظر الدعوى المرفوعة من زكي عكاشة موكِّلًا عنه كامل البنداري، ضدَّ محمد عبد المجيد حلمي صاحب مجلة «المسرح» موكِّلًا عنه حسين خليل المحامي. وكان موضوع الدعوى أن الأول يتهم الثاني بأنه اعتدى عليه بالإهانة والسب والضرب، وكل هذا — كما يزعم — وقع من المتهم عَلَى المدَّعي داخل عرينه في حديقة الأزبكية أمام هذا التياترو، وعلى ذلك طلب محاكمته بالمادة ٤٥. فسمعت المحكمة أقوال الشهود، ثمَّ حكمت حضوريًّا برفض الدعوى المدنية، وبالبراءة، وإحالة المصاريف إلى جانب المدَّعي. فنُهنِّئ حضرة زميلنا ببراءته، ونهنِّئ الصحافة عامة والصحافة المسرحية خاصة بهذه السلامة التي قرَّتْ بها عين العدالة، واغتبطت بها الحرية والسلامة.

٢٢٠  انظر: مجلة «ألف صنف وصنف» ١٣ / ٧ / ١٩٢٦، مجلة «روز اليوسف» ١٨ / ٨ / ١٩٢٦، مجلة «الفنون» ١٩ / ٩ / ١٩٢٦، جريدة «الاتحاد» ٢٨ / ٩ / ١٩٢٦.
٢٢١  انظر: جريدة «الأهرام» ٢٦ / ٨ / ١٩٢٦.
٢٢٢  انظر: جريدة «السياسة» ٩ / ١١ / ١٩٢٦، ١٥ / ١١ / ١٩٢٦.
٢٢٣  انظر: «الأهرام» ٢٣ / ١٠ / ١٩٢٦، «البلاغ» ٦ / ٤ / ١٩٢٧. مجلة «روز اليوسف» ٣ / ١١ / ١٩٢٦، ١٣ / ١ / ١٩٢٧، «السياسة» ١٠ / ٤ / ١٩٢٧، ٢٤ / ٤ / ١٩٢٧، «كوكب الشرق» ١٠ / ١ / ١٩٢٧، ٢٩ / ٤ / ١٩٢٧، «المطرقة» ١٠ / ١ / ١٩٢٧، ٧ / ٢ / ١٩٢٧، ١٤ / ٢ / ١٩٢٧، ٢٨ / ٢ / ١٩٢٧، «المقطم» ٣ / ١١ / ١٩٢٦، ٨ / ١ / ١٩٢٧، ١١ / ٢ / ١٩٢٧.
٢٢٤  انظر: «المقطم» ٣ / ١١ / ١٩٢٦، مجلة «روز اليوسف» ٣ / ١١ / ١٩٢٦، «السياسة» ٩ / ١١ / ١٩٢٦، ٧ / ٣ / ١٩٢٦، «الأهرام» ١٧ / ١١ / ١٩٢٦.
٢٢٥  انظر: مجلة «الممثل» ١٨ / ١١ / ١٩٢٦، جريدة «السياسة» ٢٢ / ١١ / ١٩٢٦.
٢٢٦  انظر: «الأهرام» ١٧ / ١١ / ١٩٢٦، ٢٣ / ١١ / ١٩٢٦، مجلة «روز اليوسف» ١٣ / ١ / ١٩٢٧، «السياسة» ٩ / ١١ / ١٩٢٦، ١٥ / ٣ / ١٩٢٧، «المطرقة» ١٠ / ١ / ١٩٢٧، ٧ / ٢ / ١٩٢٧، «المقطم» ٨ / ١ / ١٩٢٧.
٢٢٧  جريدة «السياسة» ٢٢ / ١١ / ١٩٢٦. وللمزيد عن المقالات النقدية الخاصة بمسرحية «ناهدشاه» انظر: مجلة «ألف صنف وصنف» ٣٠ / ١١ / ١٩٢٦، ومجلة «روز اليوسف» ١ / ١٢ / ١٩٢٦.
٢٢٨  انظر المقالات النقدية في: «السياسة» ١ / ١٢ / ١٩٢٦، مجلة «روز اليوسف» ٨ / ١٢ / ١٩٢٦.
٢٢٩  انظر إعلانات الفرقة في هذا الموسم لهذه المسرحية في: «الأهرام» ٢٣ / ١١ / ١٩٢٦، ٢٥ / ١١ / ١٩٢٦، «السياسة» ٢٣ / ١١ / ١٩٢٦، «روز اليوسف» ٢٤ / ١١ / ١٩٢٦، ١ / ١٢ / ١٩٢٦، ١٣ / ١ / ١٩٢٧، «كوكب الشرق» ١٠ / ١ / ١٩٢٧، «المطرقة» ١٠ / ١ / ١٩٢٧، ٧ / ٢ / ١٩٢٧، ٢٨  / ٢ / ١٩٢٧، «المقطم» ٥ / ٢ / ١٩٢٧.
٢٣٠  انظر: جريدة «السياسة» ١٢ / ١٢ / ١٩٢٦.
٢٣١  انظر: «الأهرام» ٢٥ / ١١ / ١٩٢٦، ١ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢ / ١٢ / ١٩٢٦، «روز اليوسف» ١ / ١٢ / ١٩٢٦، ٨ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢٠ / ١ / ١٩٢٧، «السياسة» ٢ / ١٢ / ١٩٢٦، ٨ / ٣ / ١٩٢٧، ٢٨ / ٣ / ١٩٢٧، «ألف صنف وصنف» ٧ / ١٢ / ١٩٢٦، «المطرقة» ٢٤ / ١ / ١٩٢٧، ٧ / ٢ / ١٩٢٧، «المقطم» ٥ / ١٢ / ١٩٢٦.
٢٣٢  انظر: «روز اليوسف» ٨ / ١٢ / ١٩٢٦، ١٥ / ١٢ / ١٩٢٦، ١٣ / ١ / ١٩٢٧، ٢٠ / ١ / ١٩٢٧، «البلاغ» ٧ / ٤ / ١٩٢٧، «السياسة» ٢ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢٠ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢٣ / ٣ / ١٩٢٧، «كوكب الشرق» ١٠ / ١٢ / ١٩٢٦، «ألف صنف وصنف» ٧ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢٥ / ١ / ١٩٢٧، «المطرقة» ١٣ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢٤ / ١ / ١٩٢٧، «المقطم» ٥ / ١٢ / ١٩٢٦.
٢٣٣  جريدة «السياسة» ٢٠ / ١٢ / ١٩٢٦.
٢٣٤  انظر ما كُتِب عن هذه المسرحية من مقالات نقدية في: «السياسة» ٢٤ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢٩ / ١٢ / ١٩٢٦، «المطرقة» ٣ / ١ / ١٩٢٧. وكذلك انظر إعلانات الفرقة عن تمثيلها في: «روز اليوسف» ١٥ / ١٢ / ١٩٢٦، ١٣ / ١ / ١٩٢٧، ٢٠ / ١ / ١٩٢٧، «الأهرام» ١٦ / ١٢ / ١٩٢٦، «السياسة» ١٧ / ١٢ / ١٩٢٦، «المقطم» ٢٣ / ١٢ / ١٩٢٦، «ألف صنف وصنف» ٢٥ / ١ / ١٩٢٧.
٢٣٥  أول تمثيل لمسرحية «شهوزاد» كان يوم ٧ / ٦ / ١٩٢١، من خلال جوق سيد درويش. وقالت جريدة «المطرقة» في ٢٤ / ١ / ١٩٢٧:

الرواية أوبراكوميك، تأليف الأستاذ عزيز عيد، اقتبسها أو ألَّفها في فترة من فترات الحماس، فجاءت آية في السلطنة.

٢٣٦  انظر إعلانات الفرقة عن هذه المسرحية في: «المقطم» ٢٣ / ١٢ / ١٩٢٦، ١٥ / ١ / ١٩٢٧، ٤ / ٣ / ١٩٢٧، «البلاغ» ٦ / ٤ / ١٩٢٧، «روز اليوسف» ٣٠ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢٠ / ١ / ١٩٢٧، «السياسة» ١٣ / ٣ / ١٩٢٧، «المطرقة» ١٣ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢٤ / ١ / ١٩٢٧، ٧ / ٢ / ١٩٢٧، ١٤ / ٢ / ١٩٢٧، ٧ / ٣ / ١٩٢٧.
٢٣٧  انظر إعلانات الفرقة لهذه المسرحية في: «الأهرام» ٣٠ / ١٢ / ١٩٢٦، «روز اليوسف» ٣٠ / ١٢ / ١٩٢٦، ١٣ / ١ / ١٩٢٧، ٢٠ / ١ / ١٩٢٧، «المقطم» ١ / ١ / ١٩٢٧، ١٥ / ١ / ١٩٢٧، ٩ / ٢ / ١٩٢٧، «المطرقة» ٣ / ١ / ١٩٢٧، ١٠ / ١ / ١٩٢٧، ٢٤ / ١ / ١٩٢٧، ٧ / ٢ / ١٩٢٧.
٢٣٨  أول تمثيل لأوبرا «البروكة» كان يوم ٢٤ / ١١ / ١٩٢١، من خلال فرقة الشيخ سيد درويش.
٢٣٩  انظر إعلانات الفرقة لهذه المسرحية في: «المطرقة» ٣ / ١ / ١٩٢٧، ٣١ / ١ / ١٩٢٧، ١٤ / ٢ / ١٩٢٧، ٢٨ / ٢ / ١٩٢٧، «روز اليوسف» ٢٠ / ١ / ١٩٢٧، «السياسة» ١٨ / ٣ / ١٩٢٧، «كوكب الشرق» ٢٦ / ١ / ١٩٢٧، «ألف صنف وصنف» ٢٥ / ١ / ١٩٢٧، «المقطم» ٢ / ٢ / ١٩٢٧، ٢ / ٣ / ١٩٢٧.
٢٤٠  انظر إعلانات الفرقة عن هذه المسرحية في: «المقطم» ١١ / ٢ / ١٩٢٧، «المطرقة» ٢٨ / ٢ / ١٩٢٧.
٢٤١  انظر إعلانات الفرقة لهذه المسرحيات في: «المقطم» ١ / ٣ / ١٩٢٧، ٥ / ٣ / ١٩٢٧، ٩ / ٤ / ١٩٢٧، ١٣ / ٤ / ١٩٢٧، ١٦ / ٤ / ١٩٢٧، «السياسة» ٢٥ / ٣ / ١٩٢٧، ١٢ / ٤ / ١٩٢٧، ٢٦ / ٤ / ١٩٢٧، «البلاغ».
٢٤٢  انظر: مجلة «الفنون» ١ / ٥ / ١٩٢٧، ١٥ / ٥ / ١٩٢٧، «المقطم» ٥ / ٨ / ١٩٢٧، مجلة «الناقد» ٧ / ١١ / ١٩٢٧.
٢٤٣  انظر: جريدة «الأهرام» ١٨ / ١ / ١٩٢٨.
٢٤٤  انظر: إعلانات الفرقة في: «المقطم» ١٣ / ١٢ / ١٩٢٧، مجلة «الناقد» ١٩ / ١٢ / ١٩٢٧، ٢٦ / ١٢ / ١٩٢٧، ٢ / ١ / ١٩٢٨، «السياسة» ٨ / ١ / ١٩٢٨، ١١ / ١ / ١٩٢٨، «الأهرام» ١٠ / ٢ / ١٩٢٨.
٢٤٥  انظر إعلانات: «الأهرام» ١٢ / ٢ / ١٩٢٨، «السياسة» ١٩ / ٣ / ١٩٢٨، «الناقد» ١٩ / ٣ / ١٩٢٨، ٢ / ٤ / ١٩٢٨، «المقطم» ٣٠ / ٣ / ١٩٢٨، ١ / ٤ / ١٩٢٨.
٢٤٦  انظر: «الأهرام» ٨ / ١ / ١٩٢٨، ٢٢ / ١ / ١٩٢٨، ٣١ / ١ / ١٩٢٨، ٢٣ / ٢ / ١٩٢٨، «السياسة» ٨ / ١ / ١٩٢٨، ١١ / ١ / ١٩٢٨، ١ / ٢ / ١٩٢٨.
٢٤٧  انظر: مجلة «الناقد» ٢٦ / ١٢ / ١٩٢٧، «الأهرام» ١ / ١ / ١٩٢٨، ٤ / ١ / ١٩٢٨، ١٤ / ١ / ١٩٢٨، ٢٠ / ١ / ١٩٢٨، ٤ / ٢ / ١٩٢٨، ٢٧ / ٢ / ١٩٢٨، ٢٩ / ٢ / ١٩٢٨، «السياسة» ١ / ١ / ١٩٢٨، ٢ / ١ / ١٩٢٨، ١٥ / ١ / ١٩٢٨، «المقطم» ١ / ١ / ١٩٢٨، ١٥ / ٤ / ١٩٢٨.
٢٤٨  انظر: جريدة «الأهرام» ٢٧ / ٧ / ١٩٢٨.
٢٤٩  راجع: مجلة «المصور» ٢٩ / ٣ / ١٩٢٩.
٢٥٠  انظر: جريدة «الاتحاد» ٥ / ١ / ١٩٢٩، ٧ / ٢ / ١٩٢٩، «الأهرام» ٧ / ٢ / ١٩٢٩.
٢٥١  انظر: جريدة «المقطم» ٢ / ٨ / ١٩٢٩.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤