صالة رتيبة وأنصاف رشدي

بدأت أنصاف رشدي عملها الفني عام ١٩٢١ كممثِّلة مع شقيقتها فاطمة رشدي في كازينو دي باريس، عندما اشتركت في تمثيل مسرحية «السعد وعد» للشيخ محمد يونس القاضي. وظلَّت أنصاف بهذا الكازينو فترة من الوقت، ثمَّ احتجبت خمس سنوات، ومن ثمَّ عادت مرة أخرى مع شقيقتها رتيبة رشدي ضمن ممثِّلات فرقة علي الكسار بمسرح الماجستيك عام ١٩٢٦، حيث اشتركت في تمثيل مسرحية «الكرنفال». وبعد فترة قصيرة انضمت إلى فرقة أمين صدقي بمسرح سميراميس بشارع عماد الدين، طمعًا في الراتب الكبير، واشتركت في تمثيل عدة مسرحيات، منها «الكونت زقزوق» و«مملكة العجائب.»١ وبعد ذلك تركت أمين صدقي وقررت افتتاح صالة باسمها.
أمَّا شقيقتها رتيبة رشدي، فقد عملت في بادئ الأمر وبصورة مؤقتة بفرقة نجيب الريحاني، ثمَّ بفرقة عبد الرحمن رشدي. وفي عام ١٩٢٤ انضمَّت إلى فرقة علي الكسار وأمين صدقي، ولاقت نجاحًا مقبولًا. وعندما انفصل أمين صدقي عن شريكه الكسار عام ١٩٢٥ فضَّلت رتيبة البقاء مع الكسار، حتى أصبحت بريمادونة مسرحه، وقامت ببطولة مسرحيات: «الطمبورة»، «الخالة الأمريكانية»، «٢٨ يوم»، «أنوار»، «آخر مودة»، «ناظر الزراعة»، «عثمان حيخش دنيا»، «نادي السمر»، «ألف ليلة»، «الكرنفال»، «الأستاذ»، «الوارث»، «السفور»، «الأميرة الهندية»، «ابن فرعون»، «زهرة الربيع»، «الحساب»، «بدر البدور»، «نصيحة عَلَى الهامش»، «حلم ولا علم»، «الشيخ عثمان». وفي يناير ١٩٢٩ انضمت رتيبة إلى فرقة شقيقتها فاطمة رشدي، ومثَّلت معها مسرحيات: «الدكتور»، «تيودورا»، «الحب»، «يوليوس قيصر». وفي ديسمبر ١٩٢٩ انضمت إلى شقيقتها أنصاف لتعمل معها في صالتها.٢
وهذه الصالة افتتحتْها أنصاف رشدي في ديسمبر ١٩٢٧ بشارع عماد الدين، وأطلقت عليها «صالة أنصاف رشدي»، وهي في الأصل صالة البيجو بلاس الخاصة بمنيرة المهدية، وخصَّصت أنصاف هذه الصالة لتقديم الطرب والرقص والموسيقى. واشتمل البروجرام عَلَى غناء أنصاف رشدي ووجيدة وروحية في بادئ الأمر، ثمَّ انضمت إلى الصالة حكمت الإسكندرانية وفوزية صبري ولويزا ونعيمة، وعزيزة رشدي شقيقة أنصاف.٣
وفي ديسمبر ١٩٢٩ انضمَّت رتيبة رشدي إلى شقيقتها أنصاف كشريكة لها، وافتتحا سويًّا صالة جديدة بشارع فؤاد الأول، أُطلِق عليها «صالة رتيبة وأنصاف رشدي». وظلَّت هذه الصالة تعمل لمدة ستة أشهر، حتى أصدرت حكمدارية بوليس مصر الأمر بإغلاقها في أبريل ١٩٣٠ بسبب كثرة المشاغبات والمشاحنات بين زبائنها، مما أخلَّ بالأمن العام. وبعد أكثر من عام، وفي يونية ١٩٣١، قامت أنصاف رشدي بافتتاح كازينو المهدي الذي كان يخص ماري منصور، وأطلقتْ عليه «صالة أنصاف رشدي» تحايُلًا عَلَى أمر الحكمدارية، الذي نص عَلَى إغلاق «صالة رتيبة وأنصاف.»٤
fig172
رتيبة وأنصاف رشدي.
وفي صيف ١٩٣٢ عادت الشقيقتان مرة أخرى، وافتتحا صالة في الجيزة باسمهما مرة أخرى، أُطلِق عليها «صالة رتيبة وأنصاف رشدي»، وهي في الأصل مسرح الفنتازيو الذي تركه نجيب الريحاني مؤخَّرًا بسبب الأزمة الاقتصادية. وبدأت هذه الصالة العمل تحت إدارة رتيبة وأنصاف في موسم ١٩٣٢-١٩٣٣ وبصورة مستمرة. وفي هذا الموسم قدَّمت الصالة المسرحيات القصيرة عَلَى غرار ما كانت تقدِّمه بديعة مصابني في صالتها. ومن هذه المسرحيات: «رئيس التحرير» لسعد الدين شريف. و«جوز الهند»، «شفت بعيني»، «عشق الغلابة»، «أولاد الأمراء»، «الكشافة المصرية»، «عريس الهنا» لمحمد الدبس، و«بنت المزين» لأنصاف رشدي. وهذه المسرحيات من تلحين محمد الدبس، وتمثيل وغناء: فاطمة الشنتورية، حسين إبراهيم، محمود عقل، عزيزة حسن، ماري، سعاد، حياة، لطيفة، زينب السودانية، محمد العربي، محمد سلامة، سيد فوزي، محمود القلعاوي، عباس الدالي.٥

وموضوع مسرحية «رئيس التحرير» لسعد الدين الشريف، كنموذج للموضوعات التي كانت تُقدِّمها الصالة، يدور حول رئيس تحرير إحدى الصحف أثناء حواره مع إحدى المحرِّرات حول كيفية تلفيق الأخبار لكتابة صفحات الجريدة في حالة عدم وجود أخبار مُثيرة، ومِن هذه التلفيقات أخبار كاذبة حول ظهور عين ماء في الصين إذا نظر الإنسان فيها يرى ما يدور عَلَى سطح القمر، وأن امرأة أنجبتْ طفلًا بقَدَم واحدة، وأن باريس احترقت، وأن زوجة أَكَلَتْ ذراع زوجها … إلخ. كما أن المسرحية تُظهِر مَدَى قيام رئيس التحرير بابتزاز الفنانين، من أجل قيامهم بالإعلان في جريدته، وذلك عن طريق تهديد يوسف وهبي بنشر تحقيق حول سرقته لبعض المسرحيات، وتهديد المطربة أم كلثوم بالكتابة ضدها … إلخ هذه الأمور.

وفي موسم ١٩٣٤-١٩٣٥ افتتحتِ الشقيقتان رتيبة وأنصاف كازينو بشارع الألفي، بدلًا من صالتهما بالجيزة، أُطلِق عليه «كازينو رتيبة وأنصاف رشدي»، وفيه تم تقديم مسرحيات: «صبحية مباركة»، «الدنيا بخير»، «عين الحسود»، «اللي ما يشتري يتفرج» لمحمود الناصح، و«مستشار الغرام» لحسني الحسيني، و«شيء يجنن» لمحمود عبد المجيد. وإسكتشات: «صحتك بالدنيا»، «مدينة العجائب»، «سوق بغداد»، «تمثال الجمال»، «المسحراتي»، و«أمَّا مرستان»، و«تعداد العذاب» لحسني الحسيني.٦

وفي ٢٨ / ١٢ / ١٩٣٤ قال الناقد الفني لمجلة «المصور» عن مسرحيات هذه الصالة: «يسرُّنا ما تُبديه هذه الصالة من نشاط في إخراج القطعة التمثيلية، ولكن نلاحظ أن هناك أعمالًا معيَّنة في عمل البروفات، فالنقص يبدو واضحًا في كل حركات الأرتيست؛ في الرقص والتمثيل عَلَى السواء، مع أن قليلًا من العناية أثناء البروفات يقضي عَلَى هذه العيوب الشائنة، ويُزيل كل نقص نعتقد أنه كان باديًا للجمهور قبلَ النقاد. كما أن ملابس الراقصات سواء كانت عَلَى المسرح أو في الصالة تحتاج إلى عناية أشد؛ لأن نظام الصالة الآن عَلَى درجة كبيرة من الوجاهة وحسن الذوق.»

وإذا نظرنا إلى موضوعات المسرحيات أو الإسكتشات المقدَّمة في هذا الموسم، سنجد مسرحية «الدنيا بخير» تدور حول النزاع بين بقدونس وحماته التي تضربه باستمرار، فيترك المنزل ويذهب إلى المقهى فيتعرَّف عَلَى رجل سوري يعمل بشركة حبوب، ويُخبِره بأن لديه بعض الحبوب السامَّة كي يقتل بها حماته، فيفرح بقدونس لهذه الفكرة. وتدخل عليهما قارئة البَخْت وتقول لبقدونس بأن حماته تنغِّص عليه عيشته، وتؤكِّد له أنها ستموت. وهنا يطلب بقدونس من السوري بعض الحبوب السامَّة، ويذهب إلى المنزل ويقدِّمها لحماته عَلَى أنها حبوب صحية لتقوية الجسم من الأمراض، وتأخذها الحماة بالفعل، ولكنها تشعر بشفائها من آلام البطن التي كانت تُعاني منها. وأمام هذه المفاجأة تعود المشكلة مرة أخرى، ويذهب بقدونس إلى الرجل السوري، ويحكي له ما حدث فيُخبِره السوري بأن هذه الحبوب صحية بالفعل، ولكنه قال عنها بأنها تتخلص من الحماوات من باب الدعاية فقط. وعندما يعود بقدونس إلى المنزل يجد حماته قد ماتت بالفعل، ولا يعلم السبب، ولكنه يفرح لأن المشاكل قد انتهت بموتها.

fig173
غلاف مسرحية «عين الحسود».

أمَّا مسرحية «عين الحسود»، تأليف محمود الناصح، فتدور حول حورية التي تزوجت من رجل شديد الغَيْرة، دون رغبة أهلها عَلَى هذا الزواج. وفي يوم ما تزورها أختها، فتتركها حورية وحدها في المنزل من أجل شراء بعض الأغراض المنزلية قبل أن يحضر زوجها من العمل. وفي هذا الوقت يطرق الباب أحد السكارى، متوهِّمًا أنه يطرق باب اللوكاندة المجاورة للمنزل، وعندما تفتح له الأخت الباب تظنه زوج أختها؛ لأنه دخل مباشرةً إلى غرفة النوم. وهنا يحضر زوج أختها الحقيقي، وعندما يرى هذا السكير ويسأل عن هويته، تخبره الأخت بأنه شقيقها خوفًا من غَيْرته. وأخيرًا تحضر الزوجة وتدور معركة تنتهي باكتشاف الحقيقة.

fig174
الصفحة الأولى من مسرحية «اللي ما يشتري يتفرج».

أمَّا مسرحية «اللي ما يشتري يتفرج» لمحمود الناصح أيضًا فتدور حول شقيقين توأمين؛ أحدهما طبيب أمراض عصبية، والآخَر جزار. وكل شقيق تزوج دون أن يُخبِر شقيقَه الآخَر. وفي يوم ما زار الجزار وزوجته شقيقه في العيادة أثناء قيام الطبيب بعمله، وأثناء وجود زوجته في العيادة أيضًا. وبسبب التشابه التام بين الشقيقين تدور عدة مواقف كوميدية بين الزوجتين عندما ترى زوجة الجزار شقيقه في ملابس الطبيب، فتظن أنه جُنَّ، وكذلك الأمر بالنسبة لزوجة الطبيب عندما ترى شقيقه في ملابس الجزارة فتظن أن زوجها جُنَّ أيضًا. وبعد عدة مواقف مضحكة تَظهَر الحقيقة للجميع.

ويدور موضوع إسكتش «أمَّا مرستان» لحسني الحسيني حول تاجر في خان الخليلي يُدعَى أحمد، له صديق اسمه دسوقي، زاره يومًا ما، وأثناء حوارهما تدخل فتاة محتالة، فتختار عِقْدًا أثريًّا ثمينًا، وأثناء تفحُّصها للعِقْد كانت تتبادل نظرات الإعجاب مع دسوقي، ثمَّ أظهرتْ للتاجر أحمد أن الثمن غير مكتمل معها، وتقترح عليه أن يرسل معها دسوقي إلى عيادة زوجها الطبيب النفساني كي تُرسِل معه الباقي. ويوافق الجميع عَلَى ذلك، وتذهب الفتاة مع دسوقي إلى العيادة وتتركه خارج غرفة الكشف، وتدخل للطبيب وتُخبِره أن ابن عمِّها في الخارج، وهو مريض ويتوهَّم أنها زوجة طبيب ويُطالِبها بثمن عِقْد أثري، وتطلب من الطبيب علاجه، وتتوسل إليه أن تهرب من ابن عمها عن طريق الباب الآخَر للغرفة كي لا يعتدي عليها. وبالفعل تهرب الفتاة ويدخل دسوقي ويطلب من الطبيب ثمن العِقْد، فيتأكد للطبيب صدق كلام الفتاة، فيأمر باحتجاز دسوقي مع المجانين، وبعد عدة مواقف كوميدية تَظهَر الحقيقة ويتم الإفراج عن دسوقي.

وفي موسم ١٩٣٥-١٩٣٦ قدَّمتِ الشقيقتان بالكازينو تحت إدارة مدير المسرح إبراهيم رمزي،٧ مسرحيات: «كنت فين إمبارح»، «الأستاذ سامي»، «فرخة بكشك»، «الشيطان شاطر»، «آدي دقني»، «ابن حظ»، «طب العريس»، «طابور الغرام»، «مؤلف بالعافية»، «عفريت النسوان»، «جوز الهانم»، «شيء بالعقل»، «ماكنش ينعز»، «ماعلش يا زهر»، «اطلع يا نمس»، «قلبي عندك»، «خليك لطيف»، «إديني عقلك»، «ابقى سلم»، «الأستاذ عيوشة»، «حمارتك العارجة». هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الإسكتشات، منها: «صبي المكوجي»، «المسحراتي»، «علي يا علي»، «صاحب بالين»، «التدبير المنزلي»، «دروس خصوصية»، «العزاب»، «عربية الكلاب»، «مفتاح الخزنة»، «مجنون سكينة»، «أشعة إكس»، «حرس العفاف»، «شرابة الخُرج»، «بنات الباشا»، «فرح آخر مودة»، «أودة الفراخ». وأغلب هذه الأعمال كانت من تأليف أحمد زكي السيد، عبد الفتاح حامد السيد، وليم باسيلي، عبد الفتاح عزو، عباس الدالي، ومن تلحين حسن سلامة ومحمود الشريف. وبجانب ذلك قدم الكازينو منولوجات ليحيى اللبابيدي، كان يُلقِيها يوسف حسني. أمَّا ممثلو هذه الأعمال فهم: عبد الفتاح القصري، عباس الدالي، محمد إدريس، محمد سلامة، ممدوح النمر، حسين إبراهيم، امتثال فوزي، زوزو لبيب، كريمة أحمد.٨

ومسرحية «حرس العفاف» لعبد الفتاح حامد السيد تدور حول أحد الأمراء، الذي يَخشَى عَلَى عفاف ابنتَيْه؛ حيث إنهما في سِنٍّ خَطِرة؛ لذلك عيَّن عليهما مجموعة من الحرس النسائي، أطلق عليها «حرس العفاف». وفي أثناء غياب الأمير في إحدى المعارك يتلصَّص عَلَى القصر أميران يَقَعَانِ في حب الأميرتين، ولكي يحتالا عَلَى حرس العفاف جعلا بعض قوَّادهما من الشباب يقومون بمغازلة الحرس وشغلهن عن حراسة الأميرتين، وبذلك استطاع الأميران مقابلة الأميرتين يوميًّا. وفي إحدى الليالي يحضر الأمير الأكبر ويُفاجِئ الجميع وهم في وضع العِشْق والغرام، وبعد عدة مواقف مضحكة يُوافِق الأمير الأكبر عَلَى زواج ابنتيه من الأميرين.

fig175
أحد إعلانات كازينو رتيبة وأنصاف رشدي.

أمَّا إسكتش «اطلع يا نمس» لوليم باسيلي، فيدور حول الأميرة دلال ابنة والي بغداد، التي تحب أحد رعاياها من الأعراب، ولكن والدها الوالي يخطبها إلى شلضم أغا وزيره دون رغبة منها. وفي أحد الأيام يُفاجِئ الوالي ابنتَه وهي في أحضان حبيبها، فيَقبِض عليه ويأمر بإعدامه في الصباح، ولكن الأميرة بمساعدة إحدى جارياتها تتمكن من فك قيد الحبيب، ومساعدته عَلَى الهرب عَلَى أن تلحق به فيما بعد. وبعد عدة أيام تهرب الأميرة من القصر ومعها بعض أعوانها، وتُفاجَأ بأن حبيبها وقع أسيرًا في يد إحدى القبائل البدوية، وبمساعدة أعوان الأميرة يتم تحرير الحبيب، وينتهي الإسكتش بزواج الأميرة دلال من حبيبها جميل.

وفي موسم ١٩٣٦-١٩٣٧ قدَّمتْ رتيبة وأنصاف رشدي بالكازينو مسرحيات: «ابن الداية»، «أمَّا نباهة»، «المعلم روميو»، و«بعد ما شاب» لعبد العزيز أحمد، واستعراض: «مصر والسودان»، وإسكتشات: «مملكة الشياطين»، «غرام أم أحمد»، «مكسوف مني»، «أصلها غلطة»، «توبة من دي النوبة» لطلعت شريف. وهذه الأعمال كانت تمثيل وغناء: نزهة العراقية، يوسف حسني، زوزو لبيب، فتحية شريف، بمساعدة فرقتي روتوري دوسيشتر وتريو أنجليش.٩

وإسكتش «توبة من دي النوبة» لطلعت الشريف يدور حول إبراهيم صاحب أحد الفنادق المتواضِعة والمشبوهة، والذي يُغازِل خادمات وموظَّفات الفندق، فمَن شاءت أن تحتفظ بوظيفتها فعلَيْها الرضوخ لمغازلة إبراهيم. وفي أحد الأيام يأتي زعيط ومعه إحدى النساء ليبيت ليلة في الفندق، ونفهم من الأحداث أن هذه السيدة زوجة صديقه معيط، التي شاءت الظروف أن يحضر هو أيضًا إلى نفس الفندق في ذات الليلة ومعه خطيبة زعيط. وفي الفندق تحدث عدة مواقف كوميدية بسبب هذه العلاقات الشاذة وينتهي الإسكتش بتوبة الجميع وعودتهم إلى الصواب.

وإسكتش «أصلها غلطة» لطلعت شريف أيضًا يدور حول عم يحضر من القرية ليزور ابن أخيه، ليُبارِك له زواجه الميمون، فيُفاجَأ به يُقبِّل الخادمة. وبعد عدة مواقف يتضح للعم أن هذه الخادمة ما هي إلا زوجته في الحقيقة، ولكنها ارتدت ملابس الخادمة بسبب قيام الخادمة الحقيقية بإجازة. وفي اليوم التالي يُشاهِد العم أحد الخدم يُقبِّل إحدى السيدات، فيظن العم أنها زوجة ابن أخيه، ويتضح بعد ذلك أن الخادمة ارتدت ملابس سيدتها أثناء غيابها … وهكذا ينتهي الإسكتش بمعرفة هذه الحقائق.

fig176

أمَّا إسكتش «مملكة الشياطين» لوليم باسيلي، فيدور حول هبوط طائرة مدنية اضطراريًّا بجميع ركابها في إحدى الجزر التي تسكنها الشياطين. ويصمم أهل الجزيرة من الشياطين عَلَى الانتقام من الآدميين لأنهم من الأعداء. ويشاء القدر أن يمرض وزير مملكة الشياطين، ويتطوَّع طبيب كان من ركاب الطائرة لمعالجته، وينجح بالفعل في شفائه، وينال هو وجميع الركاب حريتهم ويعودون إلى وطنهم.

وفي موسم ١٩٣٧-١٩٣٨ قدَّمت رتيبة وأنصاف رشدي بالكازينو مسرحيات: «ليلتك نادية»، «ننوس عينه»، «صحتك بالدنيا»، «قسمة ونصيب»، «إذاعة نص الليل»، «ما فيش لزوم» لعبد العزيز أحمد، و«راحت السكرة»، «الدنيا شبكة» لزكي إبراهيم، و«الحال من بعضه» لأمين عادل وطلعت حسن. و«الحل الأخير» لعبد الرحمن البيه وعبد الفتاح حسني، و«كليوباترا ومارك أنطوان»، «عاصفة في مسمط» لزكي إبراهيم وعبد الرحمن البيه. و«العريس اليافاوي» لأمين صدقي، «لزقة أمريكاني» لأبي السعود الإبياري. كما تم تقديم استعراضات: «أفراح الليالي»، «يا طير الحمام» لعبد العزيز أحمد، و«اللي حب ولا طلشي»، «مطرح ما ترسي» لزكي إبراهيم. هذا بالإضافة إلى إسكتشات: «كلية الأنس»، «كاريه دام»، «الباحثات عن»، «نضارة المستقبل». وهذه الأعمال من تلحين عزت الجاهلي وإبراهيم علي، ومن تمثيل وغناء: حسين المليجي، نعمات المليجي، حسين إبراهيم، فهمي أمان، محمد إدريس، علي حسن، عبد العزيز أحمد.١٠

ومسرحية «إذاعة نص الليل» لعبد العزيز أحمد تدور حول الجزار قرقر، الذي يخطب فتاة جميلة اسمها سميرة، وبمرور الوقت يتم القبض عَلَى قرقر في جريمة قتل ويُسجن. وبعد فترة تتعرَّف سميرة عَلَى حنكش الذي يقوم بخطبتها دون أن يعلم قرقر بالأمر. وبعد شهر يهرب قرقر من السجن بمساعدة صديقه، ويذهب إلى سميرة التي كانت مع خطيبها حنكش، وعندما ترى قرقر يطرق الباب تقوم بإخفاء حنكش خلف الراديو. ومن الحوار بين سميرة وقرقر يعلم حنكش بأن قرقر هارب من السجن، فيقوم بإغلاق الراديو ويقلد صوت المذيع، ويعلن أن البوليس يطارد قرقر في كل مكان، وعندما يحاول قرقر الهرب يأتي البوليس ويقبض عليه.

أمَّا مسرحية «لزقة أمريكاني» لأبي السعود الإبياري، فتدور حول توأمين ملتصقين أحدهما ليمون والآخر زيتون، وبسبب هذا الالتصاق تحدث مفاجآت كثيرة، فمثلًا إذا مرض ليمون لا بد أن يشاركه زيتون في هذا المرض، وإذا حاول زيتون أن يغازل خطيبته كان ليمون يتسمَّع لهذه المغازلة. وفي يوم ما تُوفِّي زيتون، وعندما يحضر الحانوتي ويشاهد هذا الالتصاق يُصِرُّ عَلَى دُفِن التوأمين معًا، ولكن يمنعه الشاويش الذي جاء للقبض عَلَى ليمون، وتحدث مواقف كوميدية عديدة حول أحقيَّة الحانوتي في المتوفَّى لدفنه، وأحقية الشاويش في الحي للقبض عليه.

وفي موسم ١٩٣٨-١٩٣٩ حوَّلت الشقيقتان رتيبة وأنصاف الكازينو إلى كازينو وكباريه. وفيه تم تقديم مسرحيات: «ابن الداية»، «الدنيا شبكة»، «فاميليا حربية». وإسكتشات: «عفاريت مودرن»، «اللي حب ولا طلش»، «طوخ أوتيل». وهذه الأعمال من تمثيل وغناء: يوسف حسني، إيفا، حسين المليجي، نعمات المليجي، حسين إبراهيم.١١

ويُعتبر هذا الموسم هو آخِر موسم استطعنا أن نتتبعه لنشاط رتيبة وأنصاف رشدي الفني، ذلك النشاط الذي شارك فيه أكثر الفنانين، ومنهم: إبراهيم رمزي، امتثال فوزي، حسين إبراهيم، حسين المليجي، حكمت الإسكندرانية، حياة، روحية، زوزو لبيب، زينب السودانية، سعاد، سيد فوزي، عباس الدالي، عبد العزيز أحمد، عبد الفتاح القصري، عزيزة حسن، عزيزة رشدي، علي حسن، فاطمة الشنتورية، فتحية شريف، فهمي أمان، فوزية صبري، كريمة أحمد، لطيفة، لويزا، ماري، محمد إدريس، محمد العربي، محمد سلامة، محمود القلعاوي، محمود عقل، ممدوح النمر، نزهة العراقية، نعمات المليجي، نعيمة، وجيدة، يوسف حسني.

١  انظر: «مصر» ١٤ / ١ / ١٩٢١، «كوكب الشرق» ٣ / ٦ / ١٩٢٦، «البلاغ» ٩ / ٦ / ١٩٢٦. «المسرح» ٥ / ٧ / ١٩٢٦، «المقطم» ١٠ / ٩ / ١٩٢٦، «ألف صنف وصنف» ٢١ / ٩ / ١٩٢٦، «روز اليوسف» ٢٩ / ٩ / ١٩٢٦، «السياسة» ٥ / ١٠ / ١٩٢٦.
٢  انظر: «أبو قردان» ٢٢ / ١٠ / ١٩٢٥، «الأفكار» ١٣ / ٥ / ١٩٢٦، ١٣ / ١ / ١٩٢٩، «الأهرام» ٢٧ / ٥ / ١٩٢٦، ٢٧ / ٧ / ١٩٢٨، «البلاغ» ٣ / ٣ / ١٩٢٦، ٥ / ٤ / ١٩٢٦، ٨ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٩ / ٤ / ١٩٢٦، ١٥ / ٤ / ١٩٢٧، ٢٠ / ١٠ / ١٩٢٧، ١١ / ١١ / ١٩٢٧، ٣٠ / ٥ / ١٩٢٨، ١٧ / ٦ / ١٩٢٨، مجلة «التياترو» ١ / ١٠ / ١٩٢٤، مجلة «الستار» ٥ / ١٢ / ١٩٢٧، «السياسة» ٨ / ١ / ١٩٢٦، مجلة «ألف صنف وصنف» ٢ / ٢ / ١٩٢٧، «كوكب الشرق» ١٢ / ١٠ / ١٩٢٥، ١٨ / ١١ / ١٩٢٥، ٣ / ٦ / ١٩٢٦، ٢٤ / ١١ / ١٩٢٦، ٣ / ١٠ / ١٩٢٧، ٣ / ١٢ / ١٩٢٧، ٩ / ١٢ / ١٩٢٧، مجلة «المصور» ٨ / ٢ / ١٩٢٩، ١٥ / ٢ / ١٩٢٩، ١ / ٣ / ١٩٢٩، «المطرقة» ٢٢ / ١١ / ١٩٢٦، «المقطم» ٤ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٧ / ٢ / ١٩٢٦، ٢١ / ٥ / ١٩٢٨، مجلة «الناقد» ٢٤ / ١٠ / ١٩٢٧، ١٤ / ١١ / ١٩٢٧.
٣  انظر: مجلة «الستار» ٥ / ١٢ / ١٩٢٧، ٢٦ / ١٢ / ١٩٢٧، ٨ / ٥ / ١٩٢٨، مجلة «الناقد» ٦ / ٢ / ١٩٢٨.
٤  انظر: «الأفكار» ١٥ / ١٢ / ١٩٢٩، مجلة «مصر الحديثة» المصورة ٣ / ٤ / ١٩٣٠، مجلة «المصور» ٢٦ / ٦ / ١٩٣١.
٥  انظر: جريدة «المقطم» ١ / ١ / ١٩٣٣، ١٠ / ١ / ١٩٣٣، ٢٤ / ١ / ١٩٣٣، ٣١ / ١ / ١٩٣٣، ١٤ / ٢ / ١٩٣٣، ٢٥ / ٢ / ١٩٣٣، ٢٩ / ٩ / ١٩٣٣، مجلة «المصور» ٤ / ٩ / ١٩٣١.
٦  انظر: جريدة «المقطم» ١٨ / ١١ / ١٩٣٤، ٢٩ / ١١ / ١٩٣٤، ٦ / ١٢ / ١٩٣٤، ١٨ / ١٢ / ١٩٣٤.
٧  وهو ليس الكاتب المسرحي المعروف إبراهيم رمزي، بل هو أحد المشتغلين بالفِرَق المسرحية المغمورة التي كانت تجوب الأقاليم، وأخيرًا عمل في عدة صالات غنائية. وقد كتب بعض النُّبَذ، عَلَى هيئة مذكِّرات وطبعها في كتاب متواضع الطبع والشكل، أطلق عليه «مسرحنا أيام زمان وتاريخ الفنانين القدامى» بقلم إبراهيم رمزي خبير التراث الغنائي المسرحي! هكذا جاء عَلَى غلاف الكتاب الذي طُبِع بمطبعة السلام القاطنة في ١٧ شارع السيد هاشم المتفرع من شارع معمل الألبان (مدرسة المماليك) الخلفاوي شبرا، عام ١٩٨٤.
٨  انظر: جريدة «المقطم» ١ / ١١ / ١٩٣٥، ٧ / ١١ / ١٩٣٥، ١٤ / ١١ / ١٩٣٥، ٢٢ / ١١ / ١٩٣٥، ٢٨ / ١١ / ١٩٣٥، ٥ / ١٢ / ١٩٣٥، ١٢ / ١٢ / ١٩٣٥، ١٩ / ١٢ / ١٩٣٥، ١ / ١ / ١٩٣٦، ٣ / ١ / ١٩٣٦، ٩ / ١ / ١٩٣٦، ١٨ / ١ / ١٩٣٦، ٢٤ / ١ / ١٩٣٦، ٣١ / ١ / ١٩٣٦، ٧ / ٢ / ١٩٣٦، ١٣ / ٢ / ١٩٣٦، ٢٠ / ٢ / ١٩٣٦، ٢٨ / ٢ / ١٩٣٦، ١ / ٣ / ١٩٣٦، ١٣ / ٣ / ١٩٣٦، ٢٠ / ٣ / ١٩٣٦، ٢٨ / ٣ / ١٩٣٦.
٩  انظر: جريدة «المقطم» ٢ / ١٠ / ١٩٣٦، ٧ / ١٠ / ١٩٣٦، ١٤ / ١٢ / ١٩٣٦، ١٨ / ١٢ / ١٩٣٦، ٢٦ / ١٢ / ١٩٣٦، ١ / ١ / ١٩٣٧، مجلة «المصور» ٤ / ١٢ / ١٩٣٦، ١٨ / ١٢ / ١٩٣٦، ٢٥ / ١٢ / ١٩٣٦، ٤ / ٦ / ١٩٣٧،  ١١ / ٦ / ١٩٣٧، ٢ / ٧ / ١٩٣٧.
١٠  انظر: مجلة «المصور» ٨ / ١٠ / ١٩٣٧، ١٥ / ١٠ / ١٩٣٧، ٢٢ / ١٠ / ١٩٣٧، ٢٩ / ١٠ / ١٩٣٧، ٥ / ١١ / ١٩٣٧، ١٢ / ١١ / ١٩٣٧، ٢٦ / ١١ / ١٩٣٧، ١٠ / ١٢ / ١٩٣٧، ١٧ / ١٢ / ١٩٣٧، ٢٤ / ١٢ / ١٩٣٧، ٣١ / ١٢ / ١٩٣٧، مجلة «الصباح» يناير ١٩٣٨.
١١  انظر: مجلة «المصور» ١٣ / ١ / ١٩٣٩، ٢٠ / ١ / ١٩٣٩.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤