معنى المواطنة١

التهنئة واجبة لكل مصري بأعياد أربعة تزاحمت بالفرح على أفق فواتح عامٍ جديد خلال شهرٍ واحد، ربما كانت فألًا طيبًا وبشرى بأيامٍ أفضلَ آتية، عيد العبادة والصوم الرمضاني، وعيد النصر على الأعادي الذي يتوافق بالتاريخ العربي مع العاشر من رمضان، وعيد الميلاد المجيد يوم هبط الحب من المجد في الأعالي على الناس في الأرض بالمسرة، وعيد الفرح بيوم الفطر المبارك.

نعم بعضها أعياد مسيحية وبعضها أعياد إسلامية، لكن المحتفين في الحالين مصريون، ليس أحدهم طليانيًّا والآخر صينيًّا، مصريون يرتبطون بالأرض وتاريخهم المشترك فيها ومستقبلها الذي هو مستقبلهم جميعًا بغضِّ النظر عن عقائدهم، لكن العيد الذي اجتمع حوله المسلم المصري والمسيحي المصري في كرنفالٍ واحد شارك فيه الجميع من بين الأعياد الأربعة هو يوم النصر والعبور، سواء كان الاحتفاء به حسب التقويم الميلادي أو حسب التقويم العربي، إلا أن هذا العيد الوحيد المشترك شابت النفوس فيه الشوائب، وهو ما سبق وأشرنا إلى أسبابه في إلباس النصر الوطني الجامع لأبناء الأمة لباسًا طائفيًّا إسلاميًّا بصيحة الله أكبر التي زلزلت الأعادي وخلعت قلوبهم، وبحديث الملائكة البيض بثيابهم البيض، وهو ما يعني استبعاد مصريين آخرين قاتلوا واستشهدوا من أتباع الإنجيل، بعد أن اختلطت دماؤهم بدماء أشقائهم المسلمين على تراب سيناء الغالية، وهو المنهج الذي يعني تمزيق الإجماع الوحيد والنادر للاحتفالية الباقية بين الأعياد الأربعة.

أعلم أن بداية الموضوع بهذا الشكل تزعج البعض منا، لكن من قال إن هؤلاء المنزعجين يشغلون أحدًا، فما علينا من المنزعجين، ولينزعج من أراد؛ فقد آن أوان كل إزعاج ممكن لهؤلاء، لأن الوطن والإجماع الوطني المصري أعزُّ وأغلى من فئة المنزعجين التي سنثبت بعد قليل أنها لا تفكر بطريقةٍ مصرية، ولا تنتمي لهذا الوطن، وبالتالي فهي ليست مصرية بحال، ومصر اليوم بحاجة لكل مخلص ليخوص في أوعر المناطق حتى لو كانت شديدة الخطورة؛ فلم يعد هناك وقت أمامنا لنلحق بالأمم المتقدمة، دولةً قويةً مدنيةً متحضرة، وهي لن تكون قوية إلا بتجانسها أولًا وقبل أي أمر آخر، وإدراك أبنائها لمعنى المواطنة الصادق وفرزه عن معنى الطائفة، ومثل هذا التجانس المطلوب لن يحدث بمجرد إنكار أن هناك طائفية يسببها منهجٌ سائد تتبناه أجهزة الإعلام والتثقيف الرسمية، ولا بالتغطية عليها برمادٍ هشٍّ يحول الجمر الثاوي تحته إلى متفجرات، لن تنفجر إلا في وجوهنا وفي كبد هذا الوطن الأعز؟

ومصر ليست بلدًا اعتياديًّا، بل هي فاتحة بوابة التاريخ الإنساني على الكوكب الأرضي، وبصماتها على عتبات الحضارة الأولى بلا منازع ينازعها، ومقومات شخصيتها ومفاتيح ثراء هذه الشخصية تكمن في امتصاصها لكل وافد وتمصيره بقدرةٍ فذة لاحظها ودوَّنها كل من قام بدراسة تاريخ هذا البلد دراسةً منصفةً آمنة، ورغم كل ما دخل على العنصر المصري من تهجين الغزاة والفاتحين، فقد كانت الجينات المصرية — بلغة علم الأحياء — هي السائدة وغيرها هو المتنحي؛ لذلك ظلت فتوح مصر هي ذلك العابر الطارئ دومًا، حتى الفتح العربي الإسلامي ذاته، ورغم النزوح العظيم لقبائل الجزيرة العربية للاستيطان في مصر هربًا من شظف عيشها إلى فيء مصر وخيرها مع الغزوة الإسلامية. ومع تحول كثير من المصريين إلى العقيدة الجديدة الوافدة، فقد تمكنت عبقرية مصر التاريخية من إجراء معادلاتها الدقيقة ليس فقط لتمصير العنصر العربي الغازي، بل وتمصير العقيدة الوافدة، فصاغت إسلامًا مصريًّا شعبيًّا من لونٍ خاص، ضفرته مع حاصل مزيجها الفكري والعقدي والتاريخي منذ استقر المصري الأول في هذا الوادي.

نعم قد يكمن هذا الناتج العبقري مؤقتًا وينزوي إزاء موجات المد الطائفي الطارئة، لكنه عند حاجة الوطن يُفصِح عن نفسه جهيرًا في بناءٍ متكامل كما حدث إبان الاحتلال الإنجليزي لمصر وثورة ١٩١٩م وتكامل أبناء الوطن في لُحمةٍ واحدة أبهرت الدنيا آنذاك بما قدَّمته من مفاهيمَ متقدمة لمعنى الوطن والمواطنة والحريات، وأنجزت قبلها وبعدها صيغةً نهضويةً رائعة في ليبراليةٍ ناضجة، حتى توقف زخمها مع حركة ضباط الجيش في يوليو ١٩٥٢م.

لقد كان للتجربة اليولياوية أهدافها المفتوحة على المحيط العربي، من أجل تشكيل جبهةٍ عربية قادرة على مواجهة العالم الاستعماري، وكان طموحها الأكبر هو تكامل هذا المحيط في وحدةٍ عربية تشكل إمبراطورية تستعيد أمجاد إمبراطورية العرب الغابرة، ورغم نبالة كل المقاصد، فإن تلك التوجهات انطلقت من مفاهيمَ خاطئةٍ غير مدروسة بعناية، واستخدمت ممارساتٍ قهريةً كانت سببًا في نكساتٍ متتالية.

كانت الفكرة الأساس هي التوحُّد المطلق والصَّهر الكامل لكل أبناء الأمة العربية، حتى يصبح لكل شيء شكلٌ واحد ووجهٌ واحد وفكرٌ واحد ومنهجٌ واحد، ومن ثم لم ترَ تلك المفاهيم التعددية والتمايز في إطار التوحد المطلوب، بينما كانت العناصر المعلنة في لاءات الخطاب الوحدوي كأساس للتوحيد المرتقب هي وحدة التاريخ ووحدة اللغة ووحدة الدين ووحدة المصير المشترك، وهنا كمُنتْ كثير من المغالطات الكبرى التي انتهت إلى سقوط الخطاب الوحدوي الذي أسفر عن نفسه في تفجر وانشطار أول وحدة اندماجية بين مصر وسوريا حينذاك، بل وإلى بدء ظهور التفتُّت الجانبي داخل الأقطار ذاتها، لتُفصِح الجماعات غير المندرجة في لاءات الوحدة عن نفسها وعن وجودها حتى لا تذوب وتتلاشى بعد أن تم إهمالها كما لو كانت غير موجودة في الخطاب الوحدوي المعلَن حينذاك.

وأبرز تلك اللاءات الوحدوية هي وحدة التاريخ بين أقطار العرب، وهذا تزييفٌ كامل للحقيقة، لأن لكل قطر عربي تاريخه الخاص القديم الممتد قبل الفتح العربي الإسلامي، فللعراق تاريخه الأكادي والكلداني والآشوري والبابلي، وللشام تاريخه الفينيقي والكنعاني والأرامي، ولمصر تاريخها الفرعوني والقبطي … إلخ، وهذا التاريخ ظل ممتدًّا أو مستبطنًا داخل ضمير شعوب الأقطار المفتوحة، تحت ظل إمبراطوريةٍ إسلامية أقامت مجدها وفتوحها بالجيوش والاستيلاء على المَواطن المحيطة بجزيرة العرب، بالاحتلال القسري، وعليه تكون وحدة التاريخ المقصودة هي التراث الإسلامي الذي أصبح جامعًا لكثير من شعوب الأقطار المفتوحة، وشتان ما بين التاريخ والتراث.

فالتراث الإسلامي هو فعلًا تاريخ للعرب الفاتحين لأنهم كانوا جماعاتٍ متشظية من قبائل بلا تاريخ، فجاز لهم ابتداء التاريخ مع ابتداء تكوُّن دولتهم الأولى في عاصمتها يثرب، مع تكوُّن أول تراثٍ جامع لهم هو الإسلام بكل تفاصيله، لكن هذا التراث بالنسبة لشعوب البلاد المفتوحة شكَّل عقيدة وتراثًا وليس تاريخًا بحال؛ لأن تاريخها يمتد أبعد من ذلك ويضرب بجذوره في ماضٍ بعيد، ومن ثم فالتراث الإسلامي قد أضحى جزءًا من تراث البلاد المفتوحة، وليس هو كل تراثها، أما تاريخها فأمرٌ مختلف؛ وعليه فإن حركة التوحد المعاصر التي أقامت اللغة العربية والإسلام لاءات توحد، قطعت الشعوب عن ماضيها القديم وتاريخها الأعرق، وأحلَّت محله تاريخ أحداث الدعوة الإسلامية ودولتها، بينما أحداث الدعوة الإسلامية ووقائعها من بدر إلى أُحد إلى خيبر إلى فتح مكة إلى خالد بن الوليد إلى عقبة بن نافع هي تاريخ العرب وقبائل جزيرة العرب، وأصبحت تراثًا إسلاميًّا للمسلمين في الأقطار المفتوحة من بعدُ، لكن بدر أو أُحد ليست تاريخًا مصريًّا ولا رافديًّا ولا شاميًّا، وهنا كان الخلط الأول لمفاهيم وبداية سقوط المشروع الوحدوي، بعد تحوُّل التراث إلى تاريخ، وأصبحت بداية التاريخ مع العرب الغازين، مع بطولات ابن نافع واختفاء بطولات الفاتح الأعظم تحتمس الثالث، ومع بطولات ابن الوليد وتراجع تاريخ آشور بانيبال ونبوخذ نصر، بل أصبح الدرس الذي تُكرِّره كتب التاريخ الإسلامي هو كفر هؤلاء الأقدمين ووجوب التنصل منهم كعار يجب نسيانه.

أما وحدة اللغة العربية فهي حقيقة لا ريب فيها بعد التعريب الرسمي القسري للدواوين في الحقبة الأموية، وتحول شعوب الأقطار المفتوحة إلى اللسان العربي، الذي أنشأ تفاهمًا عظيمًا بين تلك الشعوب وقارب بينها وأذاب كثيرًا من العوائق والموانع بين تواصلها، لكن مع ذلك ظلت هناك كثير من الطوائف العريقة في البلاد المفتوحة تحافظ على دياناتها القديمة ولغتها القديمة؛ وهنا كانت الفجوة بين فكرة التوحد المطلق المصمت وذوبان الكل في واحد، وبين واقع لا يمكن إنكاره أو إبادة أصحابه أو أسلمتهم قهرًا، بعد أن حافظ هؤلاء على لغتهم إلى جوار العربية، وعلى ديانتهم في ظل الدولة الإسلامية، كما في طوائف شمالي العراق وسوريا ولبنان ومصر والمغرب العربي من أكراد إلى كلدانيين إلى أقباط إلى أمازيغ … إلخ؛ لذلك أهمل خطاب الوحدة تلك التمايزات بل غطَّى عليها وتغافل عنها وتعامل مع هذه الفئات الكبيرة الكثيرة العريقة في أقطارها بحسبانها غير موجودة أصلًا، بسبب قرار التوحد الكامل المصمت وليس التوحد للمتعدد والمتمايز والحفاظ على حقوق الجميع في مواطنة متساوية.

وهنا المنطقة الوعرة والخطرة التي لا مناص من مراجعتها إن أردنا تجاوز أخطاء الماضي والبناء على أسسٍ سليمة، بعد أن ورث المواطن المصري عن الحقبة اليولياوية كثيرًا من المفاهيم التي أفرزت تباعدًا عن مفهوم المواطنة وغموض الهوية، وهو ما تفاقم بعد أن تناولت الراية الوحدوية تيارات الإسلام السياسي مع توسيع مساحة التوحد المطلوب إلى بلاد البلغار والأفغان بتوحد كل المسلمين من باب توسيع جبهة المواجهة مع الغرب المستكبر، وزيادة وإمعانًا في إنكار التعدد والتمايز، بل والاستبعاد المعلن لكل غير المسلمين في الأقطار العربية.

ومع عملية السباق الذي مارسته أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية مع التيارات الإسلامية، لإثبات أنها أكثر إسلامًا وتدينًا، تم صبغ كل شيء بالمأثور الإسلامي وحده؛ مما كرَّس الواحدية المطلقة وأدى للمزيد من التباعد عن مفهوم المواطنة، حتى بات التوحد الإسلامي المطلوب يعني تفجير الوطن من الداخل إلى طوائفَ متناحرة.

وسارع في انتشار هذا الخطاب انتشارًا هائلًا في زمنٍ قياسي، آلة الإعلام الحديث الجهنمية مع المسلسلات التليفزيونية الرمضانية عن الموحدين الإسرائيليين الأوائل زمن الفراعنة الملاعين (كررتها في رمضان هذا العام القناة الرابعة ونقصد مسلسلات أمينة الصاوي رحمها الله وتجاوز عن سيئاتها)، وما أظهرته تلك المسلسلات أو تعمدته لتكريم البدو الإسرائيليين الوافدين، وإبراز الفراعنة في صورة مُزرية كوميدية؛ فهم طغاة جشعون نهمون، وبنو إسرائيل كرام ميامين. لقد كان هذا التوجه الإعلامي داعمًا بقوة لكل أطروحات الإسلام السياسي حول التاريخ المصري والهوية المصرية، بحسبان هذا التاريخ كان تاريخًا لمجموعة من الكفرة عبدة الأصنام يجب أن نتبرَّأ منهم ونلقي بأعظم أمجادنا في مقالب النفايات.

ومع السباق المحموم لإثبات الْتحاء مؤسسات الدولة وتدينها استمر إهمال حقبةٍ مصريةٍ تاريخية مجيدة امتدت ستة قرون من النضال ضد الاحتلال الروماني، كأنها كانت لقوم من المريخ وليست جزءًا من تاريخ مصر، وهو ما حدث في نظامنا التعليمي إلى جوار الإعلامي، اللذين ساهما في تزييف الهوية الوطنية وقطع الذاكرة المصرية بل وتدمير مفهوم المواطنة، عندما عاملا التاريخ المصري بعقلية غير مصرية، وأصبح تاريخ مصر الذي يشرف به الكوكب الأرضي على كل مداراته مجرد «خمسة سياحة»، أما الحقبة القبطية فلا يعرف أحد عنها شيئًا، بل تم إهمال الأقباط بمأثورهم العريق في هذه الأجهزة تمامًا «ويبدو أن تلفازنا المبروك وهو يخصص الحلقات الطوال لسيرة المرحوم الشيخ الشعراوي وحياته لا يعلم أن هناك قديسين مسيحيين مصريين لا يلقون شأنًا وجلالًا، قدموا أنفسهم ليس من أجل طائفتهم ودينهم فقط، بل من أجل مصر بمسلميها ومسيحييها، وكانوا يستحقون لفتة مخلصة ببرامج أو دراما تضعهم في مكانهم اللائق بتاريخ الوطن وقلوب أبناء الوطن لتجعل الفخر مشتركًا بين أبناء الوطن.»

وكان طبيعيًّا أن يتسم الشارع المصري باللامبالاة وبالانفلات بعد أن فقد المواطن معنى المواطنة والحس الوطني، بعد أن اقتصرت المناهج السائدة على بداية التاريخ المصري مع عمرو بن العاص، رغم أنها كيانٌ عظيم يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، ومن لا يعترف بذلك ولا يضع ذلك في خططه الدائمة لا يُفكِّر كمصري، بل يُفكِّر بعقلية العربي الغازي المستوطن، وما أبعد ذلك عن فكرة المواطنة الصادقة، والمنطق الوطني السليم لا يرى حسني مبارك جالسًا الآن في مقام عمرو بن العاص بقدر ما هو امتداد لتحتمس الثالث ولزينة ملوك العالم رمسيس الثاني، وهو ما وعته أدبيات الزمن الناصري (في بداية حقبتها فقط) فتغنَّت بأن عبد الناصر كان أول حاكم مصري يحكم مصر منذ أكثر من ألفي عام.

إن الخطوة الأولى لإصلاح الخلل الحادث في الهوية هي الاعتراف بالتعدد والثراء والتمايز في تاريخنا وبحق التمايز داخل وحدة الوطن، وأن العرب الفاتحين قد تمصَّروا وأصبحوا مصريين عنصرًا ووطنًا، وأن تاريخنا لا يقتصر على التراث العربي الإسلامي؛ لأن معنى ذلك هو التفكير بعقلية الغازي الذي يفرض ثقافته على البلد المفتوح، وأن نسعى لإزالة كل ما من شأنه أن يقيم حواجز بين أبناء الوطن، وبهذا وحده يمكن أن نحلم بأعياد يحتفي فيها كل المصريين معًا في كرنفالات حب تجمعهم معًا دون شعور بانفصالٍ طائفي؛ لأن التاريخ الواحد والهوية الواحدة والمواطنة الواحدة تجمعهم معًا، ليختفي الإرهاب نهائيًّا من ساحتها والتسيب من شارعها واللامبالاة من قاموس مواطنيها، لتحلَّ محلَّه مصرية يمكن أن تجمع المصريين كما كانوا يجتمعون في الأزمان السوالف حول أعيادٍ مختلفة لعقائدَ مختلفةٍ شتى، وليتوحَّدوا إزاء الطوارئ يدًا واحدة، كما اجتمعوا قديمًا وروَّضوا نيلهم الجبار في رضاه وغضبه، ولإنجاز معارف وعلوم وحريات ما كان يمكن أن يفرزها تاريخ كالذي يقدِّمه تلفازنا عن الأسلاف، بل أفرزته لا شك مواطَنةٌ حقة وصادقة وعبقرية لا تحتاج لإيقاظها سوى لمنهج يخلص أولًا للوطن، ثم اتركوا البقية لشعبها وهو كفيل بإيقاظ كل جميل وعظيم في جيناته الوراثية الباقية منذ كانت مصر درة الكوكب الأرضي وجوهرة مجموعتنا الكوكبية.

١  تم نشره في مجلة روز اليوسف القاهرية بتاريخ ١٨ / ١ / ١٩٩٩م، العدد ٣٦٨٤.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤