ذات الأصابع الطويلة الشاحبة

ملحوظة: حين عُدت خجلان إلى زوجتي في الفندق، ذكرت لها أن بطل القصة كان رجلًا غليظ الصوت، ولعلها الآن تعرف أن البطل كان فتاة، امرأة أو آنسة، لا أعرف، ولكني أعتقد أنها كانت فتاة، وبالتحديد فوق العشرين. ثم إني ذكرت لها أنني أحسست بفوهة المسدس في ظهري، ولكن الحقيقة أني «تصورت» أنه — لا بد — مسدس، فما أحسسته كان شيئًا صلبًا حديديًّا دون شك، إما أن يكون مسدسًا أو غير مسدس. فتلك مسألة أخرى.

والآن بعد أن أرحت ضمیري، لنبدأ القصة من أولها. وأولها كان في واشنطن حيث وجدنا التعليمات في الفنادق، وحيث تولَّت سیدات الجالية المصرية في أمريكا بشكل عام عملية تحذيرنا بشدةٍ أن نسهر أو نمشي في الشوارع بمفردنا، أو أن نحمل نقودًا أكثر من عشرة أو عشرين دولارًا. ويجب إذا مشى الإنسان ألا يُسرع حتى لا يلحظ أحد أنه خائفٌ، وأيضًا ألا يُبطئ حتى لا ينتهز أحد الفرصة ويهاجم .. عليك أن «تضبط» مشيتك بحيث توحي لأي مارٍّ أو أي ممن تُحدثه نفسه أنك واثقٌ وقادر، وأنك غير مهزوزٍ.

في الحقيقة كانت أحاديث، وتحذيرات كهذه، تطن في أذني وكأنها صوت بعوض لا تجده إلا في مستنقعات الأرز، يطن حولك في قلب مدينة ومدن مزودة بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا مقاومة الحريمة، وبلاد غنية، الأجور فيها وافرةٌ، والحياة تبدو مسالمة إلى حدٍّ كبير، حياة النهار على الأقل. قلت ربما هو الخوف التقليدي من الغربة، وربما هو كثرة مشاهدة قصص العنف في التليفزيون الأمريكي، وهو أغرب تليفزيون في العالم، فعشرات المسلسلات كل يومٍ حافلةٍ بأنواع من العنف يقشعرُّ لها البدن، وكأنه لا همَّ لهؤلاء الناس إلا أن يقتلوا بعضهم بعضًا، ويضرب بعضهم بعضًا، الآباء دائمًا أعداء .. الأبناء، والبنات متمردات — إلى درجة الجريمة — على تعاليم الأسرة .. أفهم أنه مجتمعٌ عنيفٌ آه، ولكن أن يتحول التليفزيون إلى وسيلة لزيادة النار اشتعالًا، وتعليم الجريمة، والتحريض عليها رغم النهايات التي تقول دائمًا: إن الجريمة لا تُفيد؛ مسألةٌ تدعو إلى الدهشة الشديدة، ولا بد أن سبب انعدام أي إشرافٍ شعبيٍّ، أو حكوميٍّ، على محطات التليفزيون الكثيرة، بل لا يوجد حتى أي ميثاقٍ أو اتفاقٍ على حد أدنى من مراعاة أي قيمة، المسألة — كما ذكرت — متروكة للتنافس «الحر»، وفي محاولة لجذب الانتباه وتجميع أكبر عدد من المشاهدين لتعرض عليهم الإعلانات، فلا بد أن تعرض الأعنف، وكلما كان عنفك نادرًا ومثيرًا «نجحت»!

المهم؛ لم أكن حريصًا على تتبع هذه القصص المرعوبة والمرعبة، حتى وأنا أسمع نعيق عربات البوليس والإسعاف ليلًا نهارًا، حتى وأنا أقرأ هجومًا تعرض له السفير السويسري في حي السفارات بواشنطن، وهو أكثر الأحياء أمنًا. رجل عمره ستون عامًا هاجموه، وطعنوه، وأخذوا نقوده. حتى حين علمت أن نائب وزیر مصري دخلوا عليه في حجرته بفندق هيلتون وأخذوا كل ما معه من نقود بعد نصف ساعة فقط من وصوله إلى الفندق.

معظم القاتلين ينسبون الحوادث للزنوج، ولكني ألمح هنا تغيرًا كبيرًا في المجتمع، الزنوج أصبحوا موجودين — وبكثرة شديدة — في كافة مرافق الحياة، حتى إن الإعلانات عن البضائع لا بد أن تحتوي على أكبر عدد من الوجوه الزنجية، لإغراء المشتري الزنجي، وقد أصبح قوة اقتصادية، ومذيعو التليفزيون، لا بد على الأقل من مذيع أو أكثر زنجي، وعمدة واشنطن نفسها زنجي، الثورة الزنجية العنيفة، والثورة الزنجية غير العنيفة بقيادة مارتن لوثر كنج أدت إلى نتائج حاسمة فعلًا. فأنا لا أصدق الإحصاءات الرسمية التي تقول: إن الزنوج تعدادهم ٢٠ مليونًا فقط، إن الزنوج يشكلون على الأقل ربع هذا المجتمع الكبير؛ بل إنهم في المدن يبدو عددهم أكثر من البيض كثيرًا.

لم تعد إذن القضية العنصرية حادة إلى الدرجة التي تدفع إلى كل هذا العدد من الجرائم. وأنا لا أتحدث هنا عن الجرائم المنظمة التي تقوم بها عصابات كالمافيا وغيرها، تلك التي تُرتب لسرقة بنك أو قطار أو محل مجوهرات. هذه هي الجريمة التقليدية في الغرب الرأسمالي كله. إني إنما أتحدث عن الجرائم شبه التلقائية، الفردية، أو العصابات الكثيرة الصغيرة التي انتشرت بطريقةٍ محمومةٍ على مساحة أمريكا كلها، والمكونة غالبًا من فردين أو ثلاثة على الأكثر. أو ربما فرد واحد قد يُهاجم — أو حتى يقتل ضحيته — لمجرد لذة القتل، إن كان للقتل لذة. كمٌّ ضخم من المسدسات والخناجر والسكاكين، والأيدي التي يمكن أن تمسك بها كثيرة. أيدٍ مسئولةٍ وأيد غير مسئولة، لكأنما كانت الموضة في الستينيات هي موضة البيتلز والهيبز وثبت أنها وسيلةٌ غير مجديةٍ لقهر المجتمع الرأسمالي الكبير الراسخ، فلجئوا في السبعينيات إلى الجريمة، وإجرام بإجرامٍ فليكن الطوفان وليغرق الجميع.

•••

ولكن هذا كان آخر ما يدور في ذهني وقد وصلت إلى مدينة هيوستن الجميلة بولاية تكساس في الجنوب في انتظار موعد مع الدكتور دیبكي أشهر جراح قلب في العالم الآن .. الفندق الذي نزلت أنا وزوجتي فيه شاهقٌ وجميل ورخيص أيضًا، ففوق أن أسعار الفنادق في أمريكا أرخص من مثيلاتها في أوربا فإن الفندق ملحق بالمستشفى الذي يعمل فيه الدكتور دیبكي لينزل فيه أقرباء المرضى.

وصلنا بعد الظهر وكان اليوم يوم الكريسماس الماضي، كل شيءٍ في المدينة مغلق، ولن يغلق يومها فقط، ولكن سيظل كل شيء مغلقًا للأيام الثلاثة القادمة. وبحثت في سجائري فوجدت أنها كادت تنفد .. سألت في الفندق فقالوا لي: إن المكان الوحيد الذي تستطيع أن تحصل على سجائر فيه هو فندق هيلتون. وهو يقع على بعد لا يزيد على نصف كيلومتر من الفندق الذي كنا ننزل فيه. وفعلًا، حين خرجت من الباب الرئيسي وجدت علامة هيلتون أمامي يفصلني عنها متنزه يغطي المساحة كلها بين فندقنا وفندق هيلتون. سعدت أني سأتمشى عبر المتنزه. كانت السماء صحوًا والجو جميلًا، ورائحة الكريسماس تعبِّق وتُضفي الكثير من السلام على المدينة وعلى المتنزه. وصلت هيلتون بعد أقل من ربع ساعة من السير عبر المتنزه حين غادرته عائدًا وجدت الجو قد انقلب فجأة، وبدأ مطرٌ خفيف أول الأمر، ثم غزير جدًّا يتساقط. كانت السابعة مساء ولكن الظلام لم يكن سببه غروب الشمس. كان بسبب اختفائها خلف طبقات كثيفة من السحاب ظهرت فجأة في الأفق وكأنما دفعتها يد «میكائیل ملاك المطر» على عجلٍ، فقدت الأمل في ثيابي وأسرعت عبر ممرات المتنزه التي بدأت تمتلئ بالمياه وتصنع من حذائي مركبًا غارقًا يجاهد ليوصلني إلى الفندق.

فجأة أيضًا، سمعت الصوت .. يداك إلى أعلى. حسبته رجع الصدى في ذاكرتي لكثير من حلقات التليفزيون التي أراها ليل نهار … يداك إلى أعلى. كأنما الذاكرة ترددها. ولكنها حين جاءت صارمة حادة في المرة التالية ومعها جاء ذلك الإحساس بجسم معدني مسدد إلى عمود ظهري الفقري. انسحب الدم من رأسي في الحال حتى خفت أن أسقط. أنا إنسان غير عنيفٍ ولم أشترك — حتى وأنا طفل — في أي خناقةٍ أو قتال، ولا أحب العنف. مع اندفاقة الدم مرة أخرى إلى رأسي تدفق بركان مختلط من الأحاسيس والمشاعر والخواطر. ولكن يديَّ كانتا قد ارتفعتا تمامًا إلى أعلى. إنه صوت فتاة هذا واضح. كیف ومن أین جاءت والمتنزه واسع ولم يكن به أثر لمخلوق؟ .. تعليمات البوليس أن تُسلِّم كل ما معك دون بادرة مقاومة أو نقاش. وحتى إذا لم تكن هذه تعليمات البوليس فكيف تعصي ذلك المسدد إلى ظهرك. أحس أنه ليس مسدسًا، ولكن ما أدراني أنه ليس كذلك. المغامرة هنا على أي حالٍ احتمال آخر، انتحار .. هل تقتلني؟ .. في نفس اللحظة كانت اليد الأخرى تمتد لتفحص جيوب سترتي بسرعة وخفقان واضطراب. هنا فقط لمحت اليد .. أصابع طويلة نحيلة شاحبة جدًّا. هي بيضاء إذن .. ألف خاطر وخاطر .. ماذا لو — أيتها الحلوة — تلقي هذه اللعبة من يدك وتدعوني لقضاء كريسماس سعيد، وتأخذين كل ما معي بإرادتي أنا؟ .. ارفع يدك. يبدو أن اليدين كانتا انخفضتا تعبًا؛ فقد أحسست حقًّا بتعبٍ مفاجئ وشديد، وكأني عدوت مائة ميل .. تسمَّرت يداي مرتفعتين .. فجأة بدأت أخاف. هذا أرعب صوت، ولو أنه أنثوي إلا أن فيه نبرة قتل. الجو يُغري فعلًا بالقتل، المكان خاو تمامًا ولا أرى على امتداد البصر إنسًا أو جنًّا أو عربةً أو أي شيء متحرك أو حي. لكأنما فرغ العالم تمامًا من بشره. والدنيا — هكذا أدركت وكأنما كنت قد غبت عن الوعي صاحيًا — لا تزال تمطر، وبغزارة. جو تراجیدي مظلم مضبب يُغري بالاكتئاب، والاكتئاب يدفع حتمًا للجريمة. في لهفةٍ عصبية شديدة كانت كل محتويات جيوبي تستخرج بمهارة فائقة. حتى السجائر تستخرج، ولا ريب أنها تودع حقيبة يد معلقة في الكتف، تلك التي كانت تُخفي السلاح أو المسدس. هي ترتجف سارقة وأنا أرتجف مسروقًا، وبيننا ذلك الشيء المسدد إلى ظهري. وبيننا ما هو أكثر من هذا بكثير. نظام كامل أحالها سارقة مرعوبة وأحالني مسروقًا أشد رعبًا. فجأة أيضًا ذلك الفلاح المصري الشرقاوي الكامن فيَّ، بدأ من سُباته الطويل يستيقظ ويتمرد: كيف تسرقني امرأة ولو حتى بمسدس. ارتعش جسدي بالانفعال المفاجئ، هكذا لا بد أحست، أحسست أنا في الحال أن الجسم المعدني يغور أكثر في ظهري وأن الطلقة هي الخطوة القادمة بلا أدنى شكٍّ. امتلأ رأسي بدم أحمر. فكرت في حركة سريعة أنخلع بها من مجال التسديد، وأقلد الكاوبويز وما أكثر ما رأيتهم يفعلون هذا. ولكن هكذا يفعلون في الأفلام وفي البلاتوه. أنا هنا في بلاتوه آخر. مرعب لأنه حقیقيٌّ. لا مُخرج يقول: ستوب، لا ممثلة تُصافحني بعد انتهاء المشهد. هنا الموت فعلًا، ليس فقط ممكنًا، ولكنه الاحتمال الأغلب. يا رب .. أهذه ميتة .. أأُقبِل من آخر الدنيا لأموت في متنزهٍ عام في هيوستون تكساس، وبيد نحيلةٍ رشيقة لبيضاء مجهولة؟ .. فلينخمد الفلاح الشرقاوي! فما دام العنف بالعنف فالأذکی أن تستسلم إذا كنت في الكفة الأضعف. فلْينتهِ المشهد بسرعة. وفعلًا بسرعة انتهى المشهد ولكني أنا لم أتحرك. فالصوت جاءني واضحًا وصريحًا: قف في مكانك لا تتحرك لمدة ربع ساعة ويداك إلى أعلى. إذا تحركت ستقضي ليلة الكريسماس في جهنم .. وكأن الخطوات لجنيَّة تنسل فوق سطح الماء الذي غمر الممرات .. لم أشعر بها تذهب مثلما لم أشعر بها تقدم. واقفًا ظللت .. ماء المطر يتدفق بغزارةٍ رهيبة، يملأ عينيَّ ويلسعهما، ويتحول شعري إلى مزاريب تنسال على سترتي التي تهدلت وقلبت جيوبها. كل ما معي كان قد راح، ولكن المهم أني لا زلت حيًّا. المهم أني لا زلت حيًّا، فقد قالوا لي: إنهم يقتلون الضحايا لمجرد إغلاق الفم، أو حتى لمجرد التسلية.

وقفت مذنَّبًا وما في الموت بُد لواقف. تلميذ صغير أذنب، ويذنَّب على جريمة لم يرتكبها هو. أتلقَّی مزاريب المطر وتغسل عن عيوني كل آثار ناطحات السحاب والأوتوسترادات، والنجاح والغنى والثراء .. إنني في قلب الغابة الحديثة .. أشجارها عمارات .. وقرودها سماسرة .. وأفيالها جمهوريون (الفيل شعار الحزب الجمهوري) .. ونمورها سود وبيض، والأنثى حيَّة، تسدد نابها إلى الظهر. ما فائدة الغنى إذا كنا سنعود القهقري ونستحيل من بشرٍ إلى وحوش. أطلق التنافس على أشده .. يستحيل البشر إلى وحوش. البقاء للأصلح إذن البقاء للمسدس والدبابة والفانتوم. اصعد إلى القمر بجسدك، ولكن روحك تهبط إلى الجحيم. أي نظامٍ هذا الذي يدفع شابًّا أو فتاة إلى حمل آلة القتل والسرقة بالإكراه؟ ربما تحت تأثير عقاقير الهلوسة أو المخدرات، أو في النهاية سعيًا إلى إنفاق النقود على عقاقير الهلوسة والجنس والمخدرات. صناعة رهيبة عملاقة هذا صحيح، حريات خذ ما شئت من حريات، انتخابات مجالس محلية وسناتورات، ديمقراطية على أشدها ولكن النتيجة غابة، وإنسان رغم كل مظاهر التحضر، ينقلب إلى حيوان مفترسٍ يسرق وينهش. بودِّي لو لم أكن واقفًا وحدي هنا، ولكن معي، مسددة إلى ظهره المسدسات والخناجر كل أولئك الذين يحلمون بهذه الجنة على الأرض.

وقفت ربما لساعة، ربما لساعتين. وقفت وظللت واقفًا حتی حرکني الخوف. الخوف من أن يراني أحد واقفًا هكذا فيغريه أني هدفٌ جدید ويقتلني، إذ هكذا ذهب الأمن البشري عنِّي وانتهت تمامًا أسطورة أني في قلب مدينةٍ متحضرةٍ. أنت لا يمكن أن تری نظامًا على حقيقته إلا إذا اختلفت معه، إلا إذا عاداك أو عاديته، أو على الأقل كشف لك عن أنيابه. وأنياب أي نظامٍ خفية في العادة للعين الزائرة أو العابرة. تحركت وذهبت إلى الفندق، وأنا على بابه فقط بدأت أفكر، أو بدأت القدرة على التدبير تعود إلى حسِّي، إذن لقد ذهب عني كل ما أحمله من نقود مخصصة لعلاجي ولإنفاقي لحوالي الأسبوع الذي سأمكث فيه في هیوستون. فماذا أفعل والبنوك مغلقة للأيام الثلاثة التالية، ومطعم الفندق مغلق، وليس معي أنا وزوجتي حتی باكو بسكویت.

أبلغ البوليس؟!

وماذا سيفعل البوليس وأنا لم أر الفاعلة، وحتى لو رأيتها فهي قطعًا هاوية، لا سجلات لها ولا صور. كل ما سيحدث أني سأقضي الكريسماس — بإذن الله — مع ضابط بوليس متبرم بالعمل في يوم الإجازة المقدس. ولن يصنع لي في النهاية شيئًا.

كارثة .. ولكن الكارثة الأفدح أني كنت حزينًا تمامًا من أجل الإنسان. ذلك الذي يخترع التجارة والصناعة والزراعة لتنقذه، فإذا به يذهب في النهاية ضحيتها. يخترع الثورة فإذا بها أحيانًا تُطبق على عنقه. أما من خلاص؟ أما من نظام يكفي حاجاتي دون أن يسرقني، وأحكم به نفسي دون أن يتحكم حزب فيَّ، وأكون حرًّا ولا أدفع ثمن حريتي عقابًا ينزل عليَّ من «أحرار» آخرين؟!

حزينًا ومبتلًّا إلى النخاع أرتجف .. دخلت الفندق .. ولكني في وسط ذلك الكابوس الخانق تذكرت شيئًا، ودسست يدي بصعوبة في جيب بنطلوني المبتل، ولو كنت قد وجدت كنوز سليمان كلها في جيبي لما سعدت قدر سعادتي ببقية العشرين دولارًا التي أخذتها بعد خصم ثمن السجائر في الهيلتون. أربعة عشر دولارًا بأكملها، صحيح لا تكفي لشراء بضع علب محفوظة؛ ولكن المشكلة: كيف نشتري هذه العلب، من يشتريها، ومن أين وقد أصبحت المدينة عليَّ محرمة؟

ولكنها قصة أخرى …

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤