القرار

في نهاية النهاية الرجل مجرد قرار. وحين أتحدث عن الرجل لا أقصد الذَّكَر؛ ولكني أقصد الإنسان العام، أعلى مراحل تطور الحياة، الخالق، المدبر، الواعي. خليفة الله.

ذلك أننا. إذا حاول كلٌّ منا أن يُراجع حياته، وقيمة هذه الحياة فسيجد أنها تكاد تتلخص في عدة قرارات اتخذها، أو لم يتخذها، وبنی بها مجرًی خالدًا لوجوده، أو أحال ذلك الوجود إلى مستنقع سطحيٍّ راكد.

وكان عليَّ أن أتخذ قرارًا.

وأن تَتخذَ قرارًا في مشكلة خارجة عنك. مشكلة تخصُّ عائلتك أو حتى أقرب الناس إليك مسألة، إما أن تتخذ قرارًا في حالتك أنت، فتلك مسألة أخرى مختلفة تمامًا. فإذا كان هذا القرار لا يخصك فقط ولكنه سيحدد حياتك أو موتك، بلا أي حل وسط، فالمصيبة — كما يقولون — تكون أعظم.

ولقد ذهبت إلى أمريكا ولم يكن يخطر ببالي مطلقًا أني سأواجه هناك ذلك القرار، كنت أتصور على أقصى تقدير أن المشكلة لن تتعدی بعض تقصيرات نتيجة للأزمة القلبية التي حدثت لي وأنا في مستشفى المعادي، وأن علاجها سيكون سهلًا وبسيطًا جدًّا لا يتعدى بعض الأدوية الحديثة .. ولكن التجربة المروعة التي حدثت في مستشفى المعادي وكانت السبب في هذه الأزمة القلبية مسألة لا بد أن ترد هنا، فهي تجربة قل أن تعرَّض لها بشر، فلقد ظللت أشكو بألمٍ في رقبتي ما لبث أن امتدَّ إلى أكتافي حتى عجزتُ عن الحركة تمامًا، وأصبحت الآلام لا تُطاق. وشخَّص الأطباء حالتي بأنها «انزلاق غضروفي» في فقرات الرقبة، وصاروا يعالجوني بالحقن المسكنة. ورغم أن الجرعات التي كنت آخذها من هذه الحقن المسكنة ظلت تتزايد يومًا بعد يومٍ؛ رغم هذا فالألم مروع وغير بشريٍّ، والكميات تتضاعف، حتى ظن بعض أصدقائنا الصيادلة الذين كنت أشتري منهم هذه المسكنات أن المسألة انقلبت إلى إدمان، ولم تكن لعلاج مرضٍ. حتى جاء اليوم الذي لم تعُد أي كميات مسكنة تُجدي، وكان على أن أُنقَل وأنا في شبه غيبوبةٍ من الألم والمسكن إلى مستشفى المعادي، حيث وُضعت في عنبر «النفوس المعذبة» أو ما يُسمونه في المعادي «إنعاش الرابع». وهناك عملوا لي أشعة على الرقبة بعدما عالجوني من الغيبوبة، وكانت نتيجة الأشعة يكاد ينخلع لها القلب. وجاءني ذلك الصديق الطبيب بعينيه الصريحتين الجريئتين وجلس بجوار فراشي وقال: اسمع .. إن هذه الأشعة التي عملناها لك لا يمكن أن تكون إلا لسرطان في فقرات العنق. وهناك أملٌ ضئيلٌ جدًّا أن يكون التهابًا درنیًّا ولا شيء غير هذا.

استمعت إلى الكلمات وكأنه يتحدث لي عن شخص آخر. وصمت صمتًا غريبًا، وكان كل ما بداخلي من انفعالات قد مات فجأة. اكتشفت أمرًا حادًّا مُلحًّا: ألا يخبر الطبيب زوجتي بهذا الذي اكتشفوه، فقد لا تحتمل الصدمة.

ولكني كنت متأخرًا؛ ذلك أن الطبيب كان قد غادر العنبر، والمؤسف أنه قابل زوجتي في الطرقة ومعها قريبة لنا وأخذها إلى مكتبه وأخبرها بنتيجة الأشعة، وكانت كارثة انتهت بعمليات إغماء وإفاقة ومشهد مروع، وجاءت هي بعد ساعات وعلى وجهها ابتسامة وقابلتها أنا بابتسامة أوسع، وأخذنا نضحك على أشياء تافهة، غير أني أدركت — وفيما بعد علمت أنها هي الأخرى أدركت — أن كلانا كان يعرف رغم براعة التمثيل، إن حكمًا قدريًّا مهولًا قد صدر، فمعنی سرطان في العمود الفقري أن حياتي لن تتعدى الشهور القليلة جدًّا، بل ربما الأسابيع أو حتى الأيام، وأن هذه العائلة الجميلة التي نكوِّنها قد أُصيب عمودها الفقري هو الآخر بضربة ستقصم تمامًا ظهر العائلة، ولن تستمتع نسمة (عامان في ذلك الوقت) بأن تقول مرة أخرى، يا بابا.

في اليوم التالي جاءني الطبيب الصديق. إنه طبيبٌ جراح في الجيش، مقاتل بطبعه، شجاع بطبعه، صريح لا يهاب شيئًا، حتى ذلك الحكم الذي تصدره على المريض بحياته أو بإعدامه. جاءني وقال: اسمع، غدًا سأجري لك اختبارًا أخيرًا لآخذ عينة من عظام الفقرة بواسطة إبرة سندخلها في رقبتك من الأمام بدل أن نقوم بإجراء عملية جراحية نفتح فيها الرقبة وننحي القصبة الهوائية والبلعوم والأوعية الدموية الكبرى لنصل إلى العظم. وسنصل بهذه الإبرة إلى المنطقة المظلمة في الأشعة لنعرف إن كانت خلايا سرطانية أو مجرد التهاب، فاستعد يا بطل!

بطل؟!

ألم يكن باستطاعتك أيها الصديق الطبيب أن تؤجل محادثة الأمس إلى أن تقوم بتجربة الإبرة وتتأكد ثم تصدر هذا الحكم الذي عصف بحياتي عصفًا؟

وطفرت الدموع من عيني!

ليس حزنًا على نفسي، إنما إحساس أنِّي أخيرًا هُزِمت، وأن نهاية ذلك الذي آلى على نفسه ألا يترك الحياة إلا وقد غيرها جاءت أسرع مما يتصور أو كان يُقدِّر.

في اليوم التالي غاب الطبيب قليلًا عن موعده، فتناولت إفطاري، فقد كنت أحس بجوع لا حدَّ له، وكأن حب الحياة قد تحول داخلي إلى جشع للارتواء من كل ما فيها.

في الحادية عشرة ظهر الطبيب ومعه لفافة فيها الإبرة المشهورة، وأخذني إلى غرفة الأشعة، من أحدث ما رأيت من غرف الأشعات في العالم، مزودة بجهاز تليفزيون بحيث ترى على شاشته كل ما يدور داخل الجسم وتظهره أشعة إكس.

غير أن عقبة كئودًا ظهرت فجأة؛ فقد رفض طبيب التخدير أن يعطيني البنج ما دمت قد تناولت إفطاري، وكان عليَّ وعلى الطبيب إما أن نؤجل العملية كلها إلى الغد، وإما أن يقوم بغرس الإبرة في عنقي بلا تخدير، وأنا صاحٍ وواعٍ، ومشاهدٌ لكل ما يحدث.

ولم أتردد؛ فلنقم بالعملية دون تخدير .. بل بالعكس .. سرني أنِّي سأكون صاحيًا وواعيًا، فأخوف ما كنت أخافه أن يُخفي عني الطبيب والآخرون النتيجة، وأنا أريد أن أرى النتيجة بعيني، وألمسها بنفسي، وأعرف وأتحقق إن كنت سأموت أو سأحيا دون مداراةٍ أو إخفاء.

وهكذا استلقيت على المنضدة، وبدأ الطبيب بمخدر موضعي، يدخل الإبرة الغليظة التي تنتهي بكلابتين لينتزع بها جزءًا من العظم حين يصله، وأنا أرقب دخول الإبرة، مروعٌ أن تخترق شريان العنق مرة، خائفٌ أن تخترق زوري مرة؛ ولكن خوفي الأعظم كان أن تقترب من المنطقة المظلمة في الأشعة، ذلك أن أجزاء الثواني التي ستأخذها لتدخل أو لا تدخل في تلك المنطقة كانت ستحدد مصيري بشكلٍ قاطع وإلى الأبد.

أجزاء من الثواني، رهيبة، عام بأكمله مرَّ، حیاتي تلف كالكرة الملتهبة تحمل كل ذكرياتي، طفولتي وصباي، أحلامي وأشجاني وطموحاتي، أولادي وأحفادي، من يأتي من بعدي، آبائي وأجدادي.

وببطءٍ مخيف مُذهل تقترب الإبرة من المنطقة المظلمة، والنتيجة لن تحتمل الشك، فهي إذا دخلت في المنطقة المظلمة التي تُشكل جزءًا من جسم الفقرة العظمية فمعنى هذا أنها — تلك المنطقة — لم تعد عظمًا، وإنما تحولت إلى ذلك النسيج الطري السرطاني الرهيب، التهم السرطان عظمها وتركها رخوة تمهيدًا للموت الكامل الرخو الذي حالًا ما سيحدث. وإن لم يستطع الطبيب إدخالها وقاومت المنطقة المظلمة فمعنى هذا أن النسيج لا يزال عظمًا سليمًا، وأن الظلام له سبب آخر غير السرطان.

أجزاء من الثواني انتفض لها جسدي، وقفزت له كل خلية من خلاياه، وارتكزت على أطراف أصابعها ترتقب النتيجة، فهي لن تحدد عمري ككل؛ ولكنها ستحدد عمر كل خلية فيَّ، وكل جزء وكل عضوٍ، بل ستحدد مصير أناس آخرين كثيرين غيري.

•••

وكان أروع نقر سمعته في حياتي قاطبة هو صوت الكلابتين وهما تدقان فوق المنطقة المظلمة من الفقرة، نقر أسمعه بأذني ويصلني مباشرة من عظام الفقرة إلى الأذن الداخلية، ويصلني حتى من أُذني الخارجية.

الحمد لك أيها الإله العظيم!

مالكي ومالك الكون ..

ولم تطفر من عيني دموع، فجأة أحسست بتعبٍ وكأني ظللت أجري عمرًا بأكمله، كانت التجربة أكبر بكثير من احتمال البشر، وبمثل ما دأبت على مصارعة الحياة وتحديها ظننت أني أحتملها، ثقتي بهذا الجسد لا تقهر.

ولكن أيها السادة، للجسد أحيانًا حدود. وأبدًا لم يُخلَق الجسد لنحمل فوقه الجبل.

وثبت أن المسألة كلها لم تكن سوى التهاب بسيط في الفقرات شُفيت منه تمامًا بعد ثلاثة أسابيع.

ولكني قبل أن أُشفى منه، كان القلب الذي حمل على عاتقه هذا كله قد أُصيب بأزمة. ونقلت من عنبر النفوس المعذبة في الرابع إلى عنبر العناية القلبية المركزة في الثالث.

•••

وها أنا ذا في أمريكا، سليم تمامًا، معافى، وها هو التشخيص الدقيق يثبت أن هناك انبعاجًا في جزء من القلب نتيجة للأزمة المروعة. والأطباء ينقسمون على أنفسهم تمامًا، الأغلبية تقول: إن هذا الانبعاج ما دام لا يسبب أعراضًا فلا خوف منه إطلاقًا، وتستطيع أن تعيش به إلى السبعين والثمانين، والأقلية تقول: بل من المستحسن استئصاله من الآن؛ فربما سبب أعراضًا في المستقبل.

فماذا أفعل أنا؟

وحين أقول: «أنا» في الواقع لا أتحدث عن نفسي؛ وإنما أتحدث عن نوعي من الناس، ذلك النوع الذي لا يقبل إلا الكمال المطلق، الذي لا يستطيع أن يُساوم، الذي يمكن ولا يقدر أن يعيش خائفًا من شيءٍ، متوقعًا أن يُهاجمه عرض ما أو مرض ما، خائفًا من الهواء إذا هبَّ الهواء، ومن أي ألمٍ يعتريه إذا اعتراه ألم.

كانت أيامًا كئيبةً تمامًا، فالمسألة في حاجةٍ لقرار، وعمليات القلب ليس فيها هزار، فأي فشل معناه الموت، إنها ليست عملية في ساق أو مُصران أعور، إنها في صميم مكنون الحياة، تلك الحياة المركزة على هيئة كتلةٍ عضلية حمراء، تُخلَق وهي تنبض، وتظل تنبض حتى نهاية النهاية، العملية فيها، وتستدعي أن يتحول الدم عنها، ويوقف القلب تمامًا، كي تتلقفه يد الجراح.

وبعد ساعاتٍ يعيدونه إلى النبض، ويعيدون إليه دورة الدم، فماذا لو لم ينبض؟ ماذا لو قال: لا؟ وفي أحيان يقولها، ولا تفلح أي جهودٍ في إعادته ينبض؟

قلت: فلْأذهب لأعلى مستوى علمي في أمريكا، مستشفى البحرية الأمريكية في «بتسدا» بجوار واشنطن. والحق أن السفير أشرف غربال قد بذل كل جهده، ولكن إجابة وزارة الخارجية الأمريكية كانت واضحةً وصريحةً: إن هذا المستشفى لا يُعالج إلا الوزراء ومن هم من مستوى أعلى في الدول الصديقة، ومن يعتبر علاجهم هناك لمصلحة الولايات المتحدة.

ويبدو أن علاجي هناك لم يكن كذلك.

وشكرًا لله أن حكومتنا كانت قد اعتمدت مبلغًا مناسبًا تمامًا كي أستطيع أن أرى أكبر جراحي القلب هناك، وهكذا عُرِضتُ على الدكتور دیبكي جراح القلب الشهير، الذي أكَّد لي أن المسألة ليست بحاجة الآن لعملية: اذهب إلى مصر، وعش أربع خمس سنوات وإذا تعبت تعال هنا ونعمل لك العملية.

وكان سهلًا أن أعود هكذا إذا أردت أو كلما أردت.

كان إحساس ما يؤكد لي أن المسألة في حاجةٍ لقرار شجاع، وما أسهل أن تأخذ القرار الشجاع إذا كان الأمر يتعلق بغيرك أو بعملك أو حتى بأي أمر من أمور حياتك، وما أصعب وما أبشع أن يكون القرار خاصًّا بجسدك! بل بأهم ما في هذا الجسد، نبض الحياة فيه أو سریان الدم.

غريب في القارة الواسعة: أمريكا. غريب رغم الأصدقاء الكثيرين حولي، والمصريين هناك، وعلى رأسهم رجلٌ من أخلص وأنبل من قابلت في حياتي: الدكتور عبد الهادي مخلوف قنصلنا العام في أمريكا، من طبيب لطبيب، ومن مستشفى لمستشفى، ومن اختبار لاختبار.

والقرار لا يزال رابضًا هناك في أعماقي، ينظر لي بعينين لامعتين ماكرتين تتلمظان، إما لالتهامي والإجهاز عليَّ، وإما لكي ألتهمه أنا وأمضغه وأصنع من مادته حياة، حياة حرة طليقة بغير قيدٍ، بغير تحديد، بغير عجز، بغير ذلك الإحساس الممض: أني ضعيفٌ.

•••

ولكن، يبدو أنه كان للمشكلة وجه آخر لم ألحظه. ذلك أن الطب في أمريكا مثله مثل أي شيء آخر هناك، له طبيعة مختلفة إلى حدٍّ كبير عن الطب هنا، اختلاف الإنسان الأمريكي عن إنساننا هنا. المجتمع الأمريكي قام على انتزاع الوجود بالقوة، والقوة لا تزال هي القانون السائد، قوة المال أو قوة النفوذ أو قوة المسدس، أو حتى القوة العضلية المحضة؛ ولذلك فالصراع من أجل البقاء هناك صراعٌ رهيب لا يمكن أن يُقارن بالحياة الوادعة المنبسطة الممتدة هنا. هنا تحسُّ أنك حيٌّ .. لا يمكن أن تموت إذا متَّ من الجوع، لا بد لك قبيلة، أو قرية ما، أو مجتمع ما ممدود الأيدي دائمًا لانتشالك، مُحال أن تغرق. هناك إذا غرقت لن تمتد لك يد أبدًا بالمساعدة، إذا هویت هویت وحدك، وإذا عشت عشت وحدك، وإذا اغتنيت أو افتقرت أو مرضت فأنت وحدك الذي عليك أن تقبض أو تدفع، ولهذا فالإنسان في هذا المجتمع عليه أن يشحذ جميع أسلحة بقائه ليظل حيًّا؛ ولهذا ليس غريبًا أن يكون الأطباء على قمة أصحاب الدخول الكبيرة في أمريكا، ذلك أن الإنسان هناك مضطرٌّ أن يحافظ على صحته — رأسماله الحي — لكي يحيا ولكي يؤمِّن هذه الحياة.

وليست هذه هي المشكلة وحدها، المشكلة الكبرى أيضًا أن المجتمع الأمريكي قد وصل إلى أعلى درجات التصنيع، بحيث أن الطب نفسه أصبح صناعةً، حتى عمل العمليات أصبح صناعة، فالجرَّاح هنا لا يدخل ليشق الجلد بنفسه، ويصنع الجرح بنفسه، ويصل إلى مكان عمل العملية بنفسه. أبدًا لا توجد غرفة عمليات واحدة يتعهَّد فيها الجراح بعمل العملية من الألف إلى الياء، غرفة العمليات عبارة عن سبع أو ثماني غرف، يقوم فيها كل نائبٍ بعمل خطوة من خطوات العملية، ويقوم المساعد بالعمل الأكثر دقة، أما الجراح المتخصص فهو الذي يدخل هذه الحجرة ليضع اللمسة الأخيرة الخاصة به؛ سواء أكانت في القلب أم الرئة أم الكلية، ويغادر الحجرة ليضع اللمسة الأخيرة الخاصة به في مريض آخر. صناعة المستشفيات مهولة الحجم، تلحق بها فنادق خاصة لإقامة أقارب المرضى، والعمل يجري كما لو كنت في مصنع سيارات ضخم، فقط هنا يُصلَح الإنسان، ولكن على نفس الوتيرة، وتيرة اﻟ Mass production.

كيف لإنسان جاء من الوادي الوادع، ومن الطب حيث الطب لا يزال مهنة فردية وادعة، يقبل أن يضع نفسه في «خط» إنتاج وإصلاح الإنسان.

ولكن المحير أيضًا أن أمريكا هي الرائدة في جراحة القلب. سبقت أوروبا فيه بمراحل، ويكاد يكون من المستحيل أن يموت الإنسان هنا نتيجة خطأ إلا إذا كان عمره هو نفسه قد انتهى.

ذلك قرار آخر كان من المحير تمامًا أن تأخذه، أو لا تأخذه. أليست إنجلترا أقرب إلينا وإلى طبيعتنا من هذه المصانع البشرية الهائلة التي يُعالج فيها الإنسان؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤