توطئة
كل إنسان يريد أن تسير الأمور على طريقته.
مند نعومة أظافرك وأنت تحاول إقناع الناس، وأساليبُ مثل البكاء والابتسام وضرب اليدين على الطاولة — على الرغم من كونها بدائيةً — هي طرق فعَّالة بالتأكيد.
هل تذكر السير مع والدتك عبر ممرِّ محلِّ البقالة؟ والتوسُّل من أجل الحصول على كل قطعة حلوى؟ لقد كان ذلك نوعًا من الإقناع.
هل تذكر مواعَدة الفتيات في المدرسة الثانوية؟ كان ذلك نوعًا من الإقناع.
لكن يبدو أنك بعدما طبعْتَ بطاقات العمل الخاصة بك، فقدتَ بعضًا من الإصرار المرتبط بمهارات الإقناع لديك.
لا تخَفْ؛ فإن هذا الكتاب يحتوي على حلول الإقناع التي تبحث عنها، سواء في قطاعات المبيعات أو الخدمات أو الاتصالات الداخلية أو في نطاق الأصدقاء أو الأسرة.
إنَّ دفْعَ الآخرين إلى رؤية وجهة نظرك، أو الاتفاق مع أفكارك، أو فِعْل ما تريد منهم، أو مجرد الاتفاق معك؛ لَمهارةٌ وعِلْمٌ. وفي هذا الكتاب ستتعلم هذه المهارة.
الإقناع ليس مجرد مهارة للبيع؛ وإنما هو مهارة للحياة.
عبر صفحات هذا الكتاب، ستُحَثُّ على تغيير طرق تفكيرك وتفاعلك مع الآخرين فيما يتعلَّق بكل شيء، بدايةً من ملابسك وحتى لغة جسدك. سأطلب منك فعْلَ أشياء، واتخاذ إجراءات، وستفعل ما يُطَلب منك. فأيُّ طريقة لتعلُّم الإقناع أفضل من رؤية نفسك وأنت تقتنع، وتتخذ إجراءً بناءً على ذلك الاقتناع، وتستمتع بالأمر؟!
يتمثَّل مفتاح الإقناع في إدخال الشخص الآخَر في حالة شعورية رائعة بعدما يقرِّر رؤية الأمر من وجهة نظرك، أو فعله كما تريد. ومن أجل تحقيق هذا، لا بد من فهم طريقة الإقناع على أفضل نحوٍ ممكن.
إن أسهل طريقة للإقناع مذكورةٌ بين طيَّات هذا الكتاب؛ أَلَا وهي: ادفَعِ الآخرين إلى إقناع أنفسهم. وهذا يحدث عن طريق طرح الأسئلة.
الإقناع ما هو إلا نتيجة، وسرُّ نتيجة الإقناع السعيدة يتبلور في كلمات بسيطة: عدم اللجوء إلى التلاعب؛ فالإقناع القائم على التلاعُب يعيش لفترة قصيرة، أما الإقناع الحقيقي فيوجد عندما يبقى لأبعد من اللحظة الحالية.