الملك سعنخ-تاوي-سخم كارع

•••

وخَلَفَه على العرش الفرعونُ «سعنخ تاوي سخم كارع»، ولا نعلم عن أعماله في مدة حكمه — الذي دام نحو ست سنوات — إلا القليل. وأهمُّ أثرٍ له عُثر عليه لوحةٌ في «أتريب» (بنها الحالية)، وقد رُسم عليها صورة إله النيل يقدِّم القربان إلى الصقر المتوَّج (الملك)، واللوحة لأمير يدعى «مري رع».١

وكذلك وُجد له في «تانيس» (صان الحجر) عقبا باب من الشَّبَهِ المطعَّم بالفضة نُقش عليها اسمه الحوري، واسم الملكة زوجه، وثلاث أميرات من بناتها.

(راجع: Mariette, “Monuments Divers Recueiliis en Egypte et en Nubie”, pls. 103-104).
ووُجد اسم هذا الفرعون منقوشًا على صخور «شط الرجال» بالقرب من بلدة السلسلة (Petrie, “A Season in Egypt” pl. XV. No. 466)، وفي أوراق «كاهون» وُجد تاريخ باسم هذا الفرعون في السنة الثانية (؟) وكذلك في السنة الثالثة (Kahun Pap. Pl. 1X, 11. 8 & 1 (Pap. 1. 3)) ويدل اسم وزيرِه «خنمس» في صخرة في «أسوان» على أنه كان غير غافل عن هذا الجزء الجنوبي من بلاده، (راجع: De Morgan, “Catalogue des Monuments et Inscriptions de l’Egypte Antique” p. 26, 186).
وقد أهدى هذا الفرعونُ وزيرَه «خنمس» تمثالًا من الجرانيت الأسود، وقد اشتراه الأستاذ «نيوبري» من القاهرة، (راجع: “Proceedings of the Society of Biblical Archeology”, Vol. XXIII (1901) p. 222-223).

بوادر الانحلال في الحكم

ولا نزاع في أن بوادر الانحلال أخذت تظهر في نهاية حكم أول فراعنة هذه الأسرة بصورة جلية واضحة وفي حكم الفراعنة الذين خَلَفوا هذا الملك، ففضلًا عن انقطاع تدوين مقاييس النيل بعد السنة الرابعة من حكم هذا الفرعون وانقطاع قوائم التعداد في حكمِ خَلَفِه في ورقة «كاهون»، وفضلًا عن كل ما بذله الفراعنة الذين خَلَفوه من جهود للمحافظة على تقاليد الملك العظيمة التي سارت على نهجها البلاد، فقد كان الانحطاط سريعًا؛ إذ نجد أن انتقال الحكم من فرعون إلى فرعون كان يجري في سرعة خاطفة مدهشة. ولا أدلُّ على ذلك من أن ثلاثة من هؤلاء الملوك الذين تربعوا على عرش البلاد لا نعرف لواحد منهم اسمَ تتويجٍ؛ مما يدل على أنهم قد خُلعوا عن العرش على إثر توليتهم قبل أن يُتاح لهم التتويج رسميًّا. يضاف إلى ذلك أن خامس فراعنة هذه الأسرة، وهو «إيوني» كان يحمل — على ما يظهر — اسمًا لا يدل على أنه دَرَجَ في حجر الملكية، ولا بد أن هذا العصر كان يمتاز بالثورات التي كانت تشبُّ في القصر، فيَغتصب العرشَ مَن كان في جانبه القوة.

وإنه لَمِن العبث أن نحاول ترتيب هؤلاء الملوك ترتيبًا تاريخيًّا، أو نذكُر أسماءهم حسبما جاء في ورقة «تورين»، وبخاصة أننا لا نعرف عن معظمهم شيئًا إلا مجرد الأسماء، هذا فضلًا عن أن الورقة ممزقة ومهشمة إلى درجة مُوئِسة.

والواقع أننا لا نعرف على وجه التأكيد ترتيب ملوك الأسرة كما ذكرنا، هذا إذا استثنينا الفرعونَين الأوَّلَين؛ وعلى ذلك فإن الملوك الذين سنذكرهم هنا هم الفراعنة المرجَّح توليتُهم العرش بعد الملكين السابقين، ونخص بالذكر منهم …

١  راجع: Brugsch “Thesaurus”, p. 1455; & Budge, “A Guide to the Egyptian Collections in the British Museum” (1909) p. 223, Pl. XXVIII; and “A Guide to the Egyptian Galleries (Sculpture)” (1909) p. 80.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤