الفرعون تحتمس الثاني

(١) كيف تولَّى الملك؟

ذكرنا أن «تحتمس الأول» لم ينجب من زوجه الشرعية «أحمس حنت تاوي» وارثًا لعرش الملك، وأن أولاده الكبار الذي كان يرغب في أن يتولَّى واحدٌ منهم من بعده المُلْكَ قد ماتوا في حياته، ولم يَبْقَ له من خلفه الذكور إلا ابن واحد من زوجةٍ غير شرعية تُدعَى «موت نفرت»، وفي الوقت نفسه كان له ابنة واحدة من أخته وزوجه الشرعية «أحمس حنت تاوي»، وهي «حتشبسوت». والظاهر أن «تحتمس» الأول كان يرغب في أن يجعلها خليفته على عرش الملك، كما تدَّعِي هي ذلك في النقوش التي خلفتها لنا ممَّا سيأتي ذِكْره، ولكن يظهر أن الأمور سارت على غير رغبته، وتولَّى العرش «تحتمس» الثاني ابنه بعد أن تزوَّجَ من أخته «حتشبسوت»، وبذلك أصبح تولِّيه الملك في نظر الشعب شرعيًّا لا غبارَ عليه. وتدل كل الأحوال على أن هذا الزوج كان زواجًا رسميًّا، ليظهر أمام الشعب المصري أن على أريكة الملك فرعونًا، ولكن الواقع كانت «حتشبسوت» هي المسيطرة على البلاد؛ لأنها كانت الوارثة الحقيقية للعرش، هذا فضلًا عن أن «تحتمس» الثاني لم يُخلَق ليكون فرعونًا.

fig25
شكل ١: مومية الملك تحتمس الثاني.

(٢) وصف تحتمس الثاني

حقًّا إنه كان شابًّا أنيقًا طويل القامة، عريض المنكبين، غير أنه مع ذلك لم يكن قوي البنية،١ ويدل شكل رأسه الكبير على أنه كان أكثر ذكاءً من والده المحارب العظيم، وقد كانت ملامحه تتفق مع ملامح أفراد أسرته؛ فنشاهد فيها أسنان الفك الأعلى البارزة، والذقن الغائرة بعض الشيء، ويلحظ أنه وقت وفاته كان أصلع الرأس، وأن الشعر الذي كان باقيًا على رأسه كان شعرًا مستعارًا مجعدًا تجعيدًا مصطنعًا ليظهر طبيعيًّا، وقد دلَّ تجميل أظافر قدمَيْه على أنه كان يعتني بها اعتناءً بالغًا، ولا نزاع في أن كل مظاهره كانت تدل على إغراقه في الترف والتأنق، كما تنمُّ على ذلك تقاسيمه التي تُشعِر بشيء من الأنوثة، وإنْ شئتَ فقُلِ التخنُّث. والحقيقة أنه كان على النقيض من أخته وزوجه «حتشبسوت»، التي كانت تدَّعِي الرجولة في معظم مظاهرها؛ ولذا كان النفور مستحكمًا بينهما طوال مدة حكمه.

(٣) أول وثيقة تدل على تولِّيه حكم البلاد

وأول وثيقة لدينا تدلُّ على أنه تولَّى الحكم مباشَرةً بعد والده «تحتمس» الأول، ما تركه لنا «إنني» في تاريخ حياته عن هذا الفرعون؛ إذ يقول عند ممات «تحتمس الأول» (راجع: Urkunden IV, p. 58):

وقد ارتاح الفرعون من الحياة، وصعد إلى السماء بعد أن أتَمَّ سنيه في سعادة، ثم ظهر الصقر الذي في العش على العرش، ملك الوجه القبلي والوجه البحري «عا خبرن رع» (تحتمس الثاني)، وبذلك أصبح ملكًا على الأرض السوداء (مصر)، وسيطر على الأرض الحمراء (الصحراء)، واستولى على الأرضين مظفرًا. وكنت أثير الفرعون في كل أماكنه، وما فعله لي كان أعظم ممَّا عمله لي مَن سبقه؛ وفي عهده وصلت إلى سن الشيخوخة الموقرة، وكنت في حظوة جلالته كل يوم، فأجلس على مائدة الملك، وآكل من خبز إفطار الفرعون، وأشرب من جعته، وكذلك كنتُ أتمتع باللحم السمين والخضر وأنواع الفاكهة المختلفة، والشهد والفطير، والخمر وزيت الزيتون، وكان الكل يسألون عن أحوالي راجين لي الصحة والحياة؛ لأن الملك نفسه كان لحبه لي يسألني عن أحوالي وصعد إلى السماء، وانضمَّ إلى الآلهة.

ففي هذه الفقرة من تاريخ حياة «إنني» نعلم علم اليقين أن «تحتمس الثاني» هو الذي تولَّى العرش مباشَرةً بعد وفاة والده «تحتمس الأول»، أما ما يقال من أن «حتشبسوت» أو «تحتمس الثالث» هو الذي تولَّى الحكم بعد «تحتمس الأول»، فقولٌ لا يرتكز إلا على أسباب ظاهرية، فقد خلقها التطاحُن على عرش الملك في عهد التحامسة.٢

(٤) منزلة «إنني» عند تحتمس الثاني

ومع هذا التحقيق التاريخي الذي تركه لنا «إنني» في هذه المسألة العويصة، قصَّ علينا كذلك حياته مع هذا الفرعون ومكانته في القصر الملكي، ووضع لنا كذلك صورةً من ألوان الطعام الذي كان ينفرد به الفرعون، والذي كان «لإنني» شرف مشاركة سيده في تناوُله معه حتى في الإفطار، فكان يأكل فطير شعت، ولا بد أنه هو نفس الفطير الذي يأكله علية القوم وقتَ الإفطار مع الشهد حتى الآن، كما كان يأكل اللحم السمين والخضر، وأنواع الفاكهة والخمور وزيت الزيتون، كل هذه الألوان تُعَدُّ حتى الآن أحسنَ المأكولات وأشهاها وأغلاها قيمةً، وسنعود إلى «إنني» كرةً أخرى عندما يحدِّثنا عن عهد «تحتمس الثالث».

(٥) محاربة تحتمس الثاني بلاد السودان

وقد كانت فاتحة أعمال هذا الفرعون إخماد العصيان الذي قام به بعض القبائل السودانية على مقربة من الشلال الثالث، وقد حفظت لنا نقوش هذه الحملة على الصخور الواقعة على الطريق بين أسوان والشلال الأول، وهاك ما جاء فيها حرفيًّا:

السنة الأولى، الشهر الأول من فصل الفيضان، اليوم الثامن، وذلك عندما ظهر جلالة «حور» الثور المظفر، الشديد القوي، صاحب العقاب والصل – صاحب المملكة الإلهية «حور الذهبي – صاحب الصور القوية، ملك الوجه القبلي والوجه البحري – عا خبرن رع» ابن الشمس – تحتمس الجميل الطلعة على عرش حور الأحياء؛ لأن والده «رع» حاميه، وآمون رب عروش الأرضين يقهران أعداءه.

وصف قوة الملك: كان جلالته في قصره، وكان صاحب شهرة عظيمة، وخوفه يعمُّ الأرض، وهيبته في أقاليم بحر «إيجة» (حاونبوت)، وكان شطرا الأرضين (أي: مملكة حور ومملكة ست) تحت سلطانه، وأقوام الأقواس التسعة تحت قدمَيْه جميعًا، وإليه تأتي سكان سينا «منتيو» حاملين الجزية، وبدو بلاد النوبة (أنتو بزت) بسلالهم (التي فيها إتاواتهم)، وحدوده الجنوبية قد وصلت حتى قرن الأرض، وحدوده الشمالية حتى آخر العالم، وآسيا أصبحت من رعايا جلالته، فلا يصد رسوله أراضي الفنخو.
إعلان قيام ثورة في بلاد النوبة: وجاء مَن يخبر جلالته أن بلاد «كوش» الخاسئة في طريقها إلى الثورة، وقد كانوا رعايا رب الأرضين يفكِّرون في إعلان العدوان، وقد كان الثوار على وشك أن يسرقوا المصريين، وذهبوا للاستيلاء على قطعان الماشية التي كانت خلف الحصون التي أقامها والدكم في حملته المظفرة، ملك الوجه القبلي والوجه البحري «تحتمس» الأول عاش مخلدًا، ليصد البلاد الأجنبية الثائرة، وهم بدو النوبة أهل «خنت حن نفر»، وهو أمير يقطن شمالي بلاد كوش الخاسئة، وقد أرسلت الأسرى للمساعدة، ومعهم اثنان من بدو بلاد النوبة من أبناء أمير «كوش» الخاسئة، وهما اللذان فرَّا أمام رب الأرضين في اليوم الذي قام فيه الإله الطيب (الملك تحتمس الأول) بمذبحة، وكان من جرَّائها أن قُسِّمت هذه البلاد خمسة أجزاء، وكان ابن كل أمير يحكم جزءًا، وعندما سمع جلالته هذا الخبر هاج كما يهيج الفهد وقال جلالته: إني ما دمت حيًّا، وما دام «رع» يحبني، وما دام والدي رب الآلهة، وسيد تيجان الأرضين يرعاني، فإني لن أدع واحدًا من رجالهم يعيش، وسأجعل الموت يحل بينهم.
الثورة تخضع وتعود المياه إلى مجاريها: وأرسل جلالته جيشًا عرمرمًا إلى بلاد النوبة للمرة الأولى ليشن حربًا لإخضاع كلِّ مَن أعلَنَ الثورة على جلالته، والذين عصوا سيد الأرضين، وقد وصل جيش جلالته إلى «بلاد كوش» الخاسئة، وقد كانت شهرة جلالته هي القائدة لهم، والخوف منه جعل طريقهم حرة، وعلى ذلك هزَمَ جيشُ جلالته أولئك الأجانب، دون أن يفلت واحد من رجالهم جميعًا، وذلك حسب أمر جلالته، عدا واحد من أبناء «كوش» الخاسئة سيق حيًّا أسيرًا، ومعه أهله إلى حيث كان جلالته، ووُضِعوا تحت نعل الإله الطيب، ثم ظهر جلالته على العرش المدرج، عندما جيء بالأسرى الذين ساقهم جيش جلالته، ومن ثَمَّ أصبحت هذه الأرض تابعةً لجلالته، كما كانت من قبلُ؛ وعندئذٍ هلَّل المدنيون المصريون، وفرح رجال الجيش، وابتهلوا بالدعاء لرب الأرضين، ومجدوا هذا الإله الممتاز بما تستحقه إلهيته، وقد وقع ذلك لما لجلالته من الشهرة؛ وذلك لأن والده آمون يحبه أكثر ممَّا أحب أيَّ ملكٍ آخَر منذ أن وُجِدت هذه الأرض، ملك الوجه القبلي والوجه البحري «تحتمس الثاني» الذي وهب الحياة والثبات والسعادة مثل رع مخلدًا.

أهمية هذه النقوش

وهذه النقوش في الواقع تكشف لنا عن حقائق عدة:
  • أولًا: يظهر أن أهل بلاد «كوش» كانوا يعلمون بأنه كان يوجد خلاف على تولية العرش، وأنهم قد انتهزوا هذه الفرصة وأعلنوا العصيان، وقد ظنَّ الأستاذ «زيته» أن «حتشبسوت» التي خلعها هذا الملك من العرش، هي التي أرسلت الجنود الأسرى لمساعدة الثورة على الملك «تحتمس» الثاني،٣ وذلك عندما يقول المتن: «وأرسل الأسرى للمساعدة.» ورأى «زيته» أن هذا يحبذ الفكرة القائلة إن «حتشبسوت» تولَّتِ الملك أولًا، ثم خُلِعت منه كما سيجيء تفصيل ذلك.
  • ثانيًا: نعلم أن الفرعون والده «تحتمس الأول» كان قد أقام حصنًا عند الشلال الثالث، وأن البلاد على ما يظهر كانت قد قُسِّمت خمسةَ أقسام تحت إدارة خمسة من أولاد الأمراء، هرب منهم اثنان وأصبح مكانهما خاليًا، ولا يبعد أن هذا التقسيم قد حدث في عهد «تحتمس» الأول. وتدل شواهد الأحوال على أن الملك لم يرافق هذه الحملة، بل يُحتمل أن الفرعون قد قابَلَ الحملة في عودتها عند الشلال الأول، والظاهر أنها قد قطعت المسافة ذهابًا وإيابًا في مدة خمسة أسابيع، وبخاصة أن الفيضان قد جعل المرور في الشلال أمرًا يسيرًا؛ ولا يبعد أنه قد جمع حاشيته في «أسوان»، حيث قابَلَ هناك رجالَ جيشه يسوقون إليه الأسرى، ومما يذكر بهذه المناسبة أن الملك «مر نرع» أحد ملوك الأسرة السادسة قد عقد مجلسًا لحاشيته في صحراء أسوان منذ ألف سنة مضت، وربما كان ذلك الحادث سُنَّة اتَّبَعَها الفراعنة من بعده. ومما يُلاحَظ في نقوش هذه اللوحة أيضًا أن الفرعون أعلن في بداية كلامه أنه كان صاحب شهرة عظيمة، وخوفه منتشر في الأرض، وهيبته في أقاليم بحر «إيجة» … إلخ؛ مما يدل على أنه كان يريد أن يسير على نهج والده الذي سلَّمه إرث ذلك الملك الواسع، ولكنه على ما يظهر كان ضعيف الأخلاق سهل القياد، ممَّا جعل زوجه «حتشبسوت» تجعله طوع بنانها؛ إذ لم يمضِ طويل زمن حتى جعلَتْه يأتمر بأمرها، وأصبحت هي صاحبة الحل والعقد في البلاد.

النقوش الأخرى التي تشير إلى حروبه في السودان وسوريا

وقد عُثِر على اسم هذا الفرعون على قِطَع من الحجر في جبل بركال عند الشلال الرابع؛ ممَّا يُشعِر بأن فتوح مصر قد امتدَّتْ إلى هذه النقطة في عهده،٤ وكذلك وجد «نافيل» نقوشًا مهشمة جدًّا من عهد هذا الفرعون في الدير البحري، يظهر أنها تُنسَب إلى حملة قام بها «تحتمس» الثاني إلى سوريا، غير أنها مهشمة جدًّا، وغير مرتبط بعضها ببعض، مما جعلنا نعرض عن إثباتها هنا.٥ وذكر لنا «أحمس بننخبت» حربًا أشعل نارها هذا الفرعون على البدو (شاسو) الذين يعيشون على الحدود السورية، فيقول: وتبعت الملك «عا خبرن رع» (تحتمس الثاني)، وأسرت في أرض «الشاسو» عددًا عظيمًا من الأسرى الأحياء لم أعدهم.٦

وفي واحة الفرافرة التي تقع على بُعْد ٢٠٠ ميل غربي أسيوط، يوجد نقش ذُكِر فيه اسم «تحتمس الثاني» يُشعِر بأن هذا الفرعون قد أخضع القبائل اللوبية التي تسكن في هذه الواحة والواحات الأخرى الواقعة في الصحراء الغربية.

والظاهر ممَّا وصَلَنا حتى الآن من الآثار أن «تحتمس» الثاني لم يَقُمْ بأية حروب أخرى غير التي أشرنا إليها.

(٦) مباني تحتمس الثاني

وقد قام بأعمال التعمير والمباني التي تركها والده من غير أن تتمَّ في معبد «الكرنك»، بل يُحتمَل أنه نحت تماثيل لنفسه وأقامها هناك، ومن المدهش أنه لم ينحت اسمه على المسلة الثانية التي تركها والده خاليةً من النقش، بعد أن أحضرها إلى «الكرنك»، وقد يُعزَى ذلك لعدة أسباب:
  • أولًا: أن هذه المسلة ربما لم تنصب عدة سنين؛ وذلك لأن المباني الأخرى التي كانت قائمة على قدم وساق في هذا المعبد، قد حتمت تأخير نصبها في مكانها مؤقتًا، وبخاصة أن ذلك كان يحتاج إلى مجهود جبَّار.
  • ثانيًا: إن الجفاء الذي كان بين الملك وبين «حتشبسوت» قد يكون حائلًا في انتحالها لنفسه، وبخاصة أن الملكة كانت متفانيةً في حب والدها وآثاره كما سنرى بعدُ.
  • وثالثًا: يُحتمَل أن المسلة كانت تُعَدُّ في نظر الملوك أثرًا يقام بمناسبة العيد الثلاثيني، وأن «تحتمس الثاني» لم يحتفل لنفسه بأي عيد من هذا النوع؛ لأنه لم يكن قد أتمَّ مدةَ الثلاثين سنة اللازمة للاحتفال بهذا العيد؛ لأنه لم يحكم أكثر من عشرين سنة، ولم يُعترَف به ولي عهدٍ من قبل للملك قبل توليته العرش؛ ولذلك فإنه لم يقطع مسلات لنفسه، ولم ينتحل المسلة الثانية التي أحضرها والده من «أسوان»، بل نصبها «تحتمس الثالث»، وانتحلها لنفسه في عيده الثلاثيني، وهذا ما يظن أنه قد حدث.٧
وقد بدأ «تحتمس» الثاني إقامة «البوابة» الثامنة، وكتب جزءًا من نقوش المدخل، وكذلك نحت لنفسه تمثالين نصبَا أمام هذه البوابة، هذا بالإضافة إلى أن عددًا من حجرات هذا المعبد قد تَمَّ نقشها في عهده.٨
وفي مدينة «هابو» تدل النقوش على أن هذا الفرعون قد أضاف بعض المباني للمعبد الذي أقامه في الأصل «أحمس» الأول، وانتحله لنفسه فيما بعدُ «تحتمس» الأول، وفي معبد الأمير «وازمس» في طيبة عُثِر على قطع من تمثالٍ كُتِب عليه السنة الثامنة عشرة من حكم تحتمس الثاني (A. S., I. p. 99)، وهذا التاريخ غاية في الأهمية؛ لأنه يبرهن لنا على أن ما قاله «مانيتون»، من أن هذا الملك حكم عشرين عامًا يقرب من الحقيقة.
والظاهر أنه أقام بعض المباني في «إسنا»؛ إذ وُجِد عمودان هناك نُقِش عليهما اسمه، واحد منهما عليه ألقاب واسم الابن المحبوب من الإلهة «ساتت»،٩ أما الثاني فقد اغتصبه لنفسه «رعمسيس» الثاني، وهو جزء من مسلة، وقد ذكر عليه الإلهين «تننت»، «ومنتو».١٠ ومن المحتمل أن هذين العمودين قد نُقِلَا من معابد «طود» المقابلة «لإسنا» على الضفة الثانية للنيل؛ وذلك لأن اسمها ذُكِر على كلٍّ منهما.
آثار في معبد قمة: وقد ترك لنا على معبد قلعة «قمة» نقوشًا على بابه، قام بتدوينها حاكم السودان «سني» الملقَّب بابن الملك، والظاهر أنه وضع اسمه بدلًا من اسم والده، وهاك النص:
على المصراع الأيسر: دوَّنها بتعطُّف الملك عمدة المدينة الجنوبية، والمشرف على مخازن غلال «آمون» وابن الملك، ومدير البلاد الجنوبية «سني»، والذي يسيطر على كل بلاد المازوي؛ لأنه كان رجلًا ممتازًا في قلب جلالة ملك الأرضين، له الحياة والسعادة والصحة.
على المصراع الأيمن: التعبُّد للإله «ختوم» وتقبيل الأرض أمام … ضرب حتى عنان السماء، وحتى عرض الأرض، وحتى قرار البحر، على يد ابن الملك المشرف على البلاد الجنوبية «سني»، يقول: الحمد لك هكذا لك آلهة الأفق، ويتضرع لك حاكم النجوم، ويرفع من شأنك تاسوع الفيضان العظيم (الفيضان العظيم هو المحيط في صورة بقرة)، كلَّ يوم أبد الآبدين (راجع: Urkunden IV. p. 141. ff).
وفي «سمنة» نجد اسم «تحتمس» الثاني مع والده في نقشٍ مدوَّن فيه قائمة عطايا للإله «آمون» على الجدار الأمامي للمعبد (راجع: L. D, III. Pl. 47c). ووجد له لوحة يُحتمَل أنها من معبد «هليوبوليس»، نقش عليها ألقابه (Urkunden IV, p. 144). وتوجد عدة آثار أخرى مختلفة ذُكِر عليها اسمه، منها لوحة لشخص يُدعَى «باخن» يقدِّم قربانًا لهذا الملك، وهي محفوظة في متحف تورين،١١ كما نجد اسمه في النقش الذي خلفه «بنعاتي» مدير الأشغال على صخور شط الرجال (راجع: Petrie, “Season” p. 476). وقد نحت «تحتمس» الثاني تمثالًا لوالده «تحتمس» الأول، وهو محفوظ الآن بمتحف «تورين»، وقد جاء عليه: «الإله الطيب رب الأرضين «عا خبرن رع» محبوب «آمون» معطي الحياة مخلدًا، صنعه (التمثال) بمثابة أثر لوالده «تحتمس» المشرق مثل الشمس المرحوم.»١٢ وكذلك أهدى لوالدته تمثالًا كشف عنه في معبد الأمير «وازمس» أحد أولاد تحتمس الأول.
وقد نُقِش عليه ما يأتي: «الإله الطيب رب الأرضين «عا خبرن رع»، صنعه بمثابة أثر لوالدته الزوجة الملكية، ووالدة الملك المرحومة «موت نفرت».» هذا وقد أُقِيم في عهده معبد في «بوهن» (وادي حلفة)، وقد ظهر هذا الملك على جدرانه هو و«حتشبسوت» في مرتبة واحدة من الأهمية.١٣ وفي عهد هذا الفرعون بدأ يظهر في أفق الحكومة المصرية «نب آمون» الذي كان يُلقَّب الأمير، والحاكم اليَقِظ الذي لا يعرف الملل، مدير قاعة الفرعون (أي: إدارة الموظفين) المرحوم «نب آمون»، وقد كان له مكانة عظيمة في عهد تحتمس الثالث.

(٧) تحسُّن الأحوال بين تحتمس الثاني وحتشبسوت في أواخر أيامه

والظاهر أن الجفاء الذي كان بين «حتشبسوت» وتحتمس الثاني أخذت تقل حدته، وحلَّ محله بعض الود والمهادنة، وبخاصة في أواخر أيام هذا الفرعون الذي كان يمتاز بضعف البنية، وخور الإرادة، ولا نعلم سببًا لهذا الجفاء إلا ادِّعاء «حتشبسوت» أنها هي الوارثة الشرعية للملك، وأن أخاها دخيل على العرش. والظاهر أن سبب هذا الود والصفاء الذي ظهرت بوادره بينهما أن «حتشبسوت» لم تكن قد أنجبَتْ بعدُ ولدًا ليكون وارثًا لعرش البلاد، ولم تكن رُزِقت من «تحتمس» الثاني إلا ابنة واحدة، وهي الأميرة «نفرو رع» التي وضعتها في أول عهد هذا الفرعون؛ ولذلك أُعِيدت أواصر الزوجية بينه وبينها رجاء أن تُنجِب ولدًا يتولَّى عرش مصر، ولكن الأقدار جاءت على عكس ما أرادت، ووضعت أنثى سمَّتْها «مريت رع حتشبسوت». ومن الغريب أن الآثار لم تحدِّثنا عنها قطُّ في أول الأمر، وبذلك ضاعت آخِر فرصة على «حتشبسوت» الطموحة في إبقاء الحكم في يد ابنٍ لها.

(٨) تحتمس الثالث والعقبة في تولية الملك

وكان الملك «تحتمس» الثاني بلا شك قد أنجب أولادًا آخَرين من زوجات أخريات، ولكن من بين هؤلاء كان له ولد يُدعَى باسمه وكان بارزًا، وهو الذي تسمَّى فيما بعدُ «تحتمس الثالث»، وهو من إحدى زوجات الفرعون الثانويات، ولم يكن الدم الملكي يجري في عروقها، وكانت تُسمَّى «إزيس»، وتدل ظواهر الأحوال وما وصل إلينا من النقوش التي ترجع إلى عهد «تحتمس الثالث» أن والده قد نصبه ملكًا على البلاد على الرغم من صغر سنه، على أن يتزوج من أخته «نفرو رع» عندما يبلغ الحلم، ومن ثَمَّ حانت الفرصة «لحتشبسوت» أن تضرب ضربتها السياسية الهائلة التي كانت نتيجتها أن تولَّتْ حكمَ البلاد بوصفها وصيةً على «تحتمس» الثالث، وابنتها «نفرو رع»، وبعد ذلك نفَّذَتْ ما كانت تصبو إليه نفسها، فأعلنت نفسها ملكةً شرعيةً على البلاد.

(٩) الموظفون في عهد تحتمس الثاني والحياة الاجتماعية

نب آمون

كان «نب آمون» بن «تتي رس» من أشهر الموظفين الذين عاشوا في النصف الأول من عهد الأسرة الثامنة عشرة؛ إذ قد بدأ حياته الحكومية في عهد «تحتمس الثاني»، واستطاع أن يمر بالعاصفة التي هبَّتْ بين «حتشبسوت» و«تحتمس الثالث»، وبقي يعمل في خدمة الأخير. وقد كان في أول الأمر يُلقَّب: الأمير الوراثي، والحاكم، والمدير اليَقِظ الذي لا يكل، ومدير ديوان الفرعون؛ وذلك في عهد «تحتمس» الثاني.

أما في عهد «تحتمس» الثالث فكان يحمل الألقاب التالية: الأمير الوراثي، والحاكم، ومدير بيت الزوجة الملكية «نبتو» المرحومة، وكذلك نجده يُلقَّب: المدير اليَقِظ الذي لا عيبَ فيه، ومدير السفينة الملكية (وفي رواية أخرى السفن الملكية)، ومدير المطابخ، وأخيرًا المحفوظ عند رب الأرضين، الممدوح من الإله الطيب (أي: الملك). وقبره في جبانة «ذراع أبو النجا»، وقد ترك لنا فيه لوحة ذكر فيها صيغة القربان الذي يطلب أن تُقرَأ له، ثم تكلَّمَ عن مصيره بعد الموت وتاريخ حياته الحكومية، وأخيرًا قدَّمَ رجاءً للقارئ في هذه اللوحة، وسنورد ترجمتها لأهميتها وهي:
قربان١٤ يقدِّمه الملك «لآمون رع» الذي خلق كل كائن، ملك الأبدية والملك حاكم «تاسوع الآلهة»، وللإله «أوزير خنتي أمنتي» (أول أهل الغرب)، وللإله «أنوبيس» رب «روستاو»، ولآلهة الأزمان الأولى الذين برءوا السماء والأرض والأرض العالية (الجبانة)، أرباب الطيبات والمأكولات، والغذاء والقربان … لأجل أن تبقى مائدة القربان حافلة بكل شيء طيب وطاهر بما ينزل من السماء، وينبته النيل على ظهور الحقول من شراب ونبات …
حديث عن مصير المتوفى بعد الموت: إنه يتخذ مكانته في التابوت، ويُدفَن على الأرض في القبر الصحراوي في الغرب، ويمكث صحيحًا فيه على الأرض دائمًا مخلدًا، الأمير الوراثي والحاكم الممدوح من الفرعون «نب آمون» المرحوم الذي أنجبه «تتي رس» المرحوم، والذي وضعته سيدة البيت «إبو» المرحومة، ولأجل أن يصبح روحًا حيًّا. ليت الخبز والماء والهواء تصل إليه، ويتحوَّل إلى صورة بجعة أو حمامة … إنك تتسلم خبزًا مما يخرج أمام «أوزير»، وقربانَ ربِّ الأرض العالية لأجل حضرة مدير بيت الزوجة الملكية «نبتو» … وتذهب للنزهة معهم، وتتنعم مع أتباع «حور» وتطلع وتنزل، ولا أحد يعترضك، ولا أحد يمنعك عند باب العالم السفلي … والمزالج تنفرج لك من نفسها، وأنت تصل إلى قاعة العدالتين، والإله الذي فيها يرحب بك ويجعلك تنزل في داخل العالم السفلي … وقلبك مبتهج بحرثك أراضيك، وحقول الغاب (يارو) وحاجياتك توجد مما عملته، ويأتي إليك المحصول بكثرة، ويؤذن لك بالخروج نهارًا والعودة ليلًا إلى قبرك، وتقاد لك عين «حور» هناك (أي: المصباح) إلى أن تضيء الشمس على جسمك … كما كانت حالتك على الأرض، وترى «رع» في أفق السماء، وتشاهد «آمون» … تخترق الأبدية بصحة في حظوة الإله الذي فيك، وقد عُملت لك عيناك لتبصر بهما، وأذناك لتسمع ما يقال، وفمك لتتكلم … ولحمك صلب (أي: لم يتعفن في القبر) وعروقك جيدة، وأنت تتمتع بكل أعضائك، ويُوضَع لك الخبر والماء على الموائد كل عيد … ومَن يقدِّم لك قربانًا بعد يوم الدفن سيُعطَى الحقول والماشية، ويُنعش بالماء ويُمنَح العبيد والإماء، ليسرَّ قلبه عندما يقدِّم لي الماء … ويقول ابنه ويتوارث حفدته هذا القول (لأنه لم يتحوَّل عن سيده): إن روحي تحيا وتصير نفسي قدسية، ويصبح اسمي معظمًا في فم الناس، وأطلع مع الشمس في وقت واحد، وسأحرق البخور في المعابد، وسأتبع إلهي الذي في بلدتي١٥ إلى «زسرو» (الدير البحري) إلى الأفق الغربي، وسيخرج الناس إليَّ بطاقة١٦ زهر هذا الإله عندما يغيب في أفقه.
ترجمة حياة «نب آمون»: لقد منحني سيدي ملك الوجه القبلي والوجه البحري «تحتمس الثاني» المرحوم حظوات، فنصبني «مدير إدارة الفرعون»، وقد منحني سيدي ملك الوجه القبلي «تحتمس الثالث» معطي الحياة حظوة؛ إذ رفعني أكثر مما كنتُ من قبلُ، فنصبني مدير بيت الزوجة الملكية «نبتو» المرحومة. وقد منحني سيدي ملك الوجه القبلي والبحري «تحتمس الثالث» معطي الحياة فضلًا، فقد عينني «مدير كل سفن الفرعون»، ولم يعمل ما يشقيني، ولا يوجد اسم ضدي، ولم أقترف غلطة مع زميلي، ولقد وصلت إلى (سن) التبجيل؛ لأني كنت ممدوحًا عند الفرعون.
المتوفى يطلب إلى قارئ اللوحة أن يقول صيغة القربان له: اسمعوا أنتم يا مَن في الوجود، إن ما قلته ليس فيه كذب، وأنتم يا أيها الأحياء، يا مَن في الوجود، وأنتم يا أيها العظماء، ويا أيها الرجال الذين على الأرض، وأنتم يا أيها الكهنة المطهرون، ويا أيها المرتلون، ورجال مجلس عدالة «الكرنك»، وكل الكتَّاب الذي يمسكون بألواح كتابتهم، والماهرون في كلام الإله، إن «رع» رب الخلد سيمدحكم، و«آمون» الذي كان في الأرضين منذ الأزل سيغني أولادكم عندما تقولون: قربانًا يقدِّمه الفرعون من الخبز وألفًا من الجعة، ومائة ألف من كل شيء طيِّب وطاهر ممَّا يعيش منه الإله لروح مدير بيت زوج الفرعون المسمَّى «نب آمون» المرحوم، بالقرب من الإله العظيم حاكم الأبدية.
مضمون هذه اللوحة: ومن كل ما جاء على لوحة «نب آمون» نستطيع أن نكوِّن فكرةً واضحة عن عقائد القوم في هذه الفترة، وما كان للإله «آمون» من مكانة، واعتقاد القوم في إمكان رجوعهم إلى عالم الدنيا بأجسامهم الأصلية؛ ولذلك كان المتوفى يعمل كلَّ ما في قدرته ليجعل كلَّ أجزاء جسمه سليمة معفاة؛ حتى يمكنه أن يخرج من القبر في خلال النهار ويعود إليه ليلًا، وكان كذلك يمقت الظلمة؛ ولذلك كانت تضاء له عين «حور»، وهي هنا تعبِّر عن مصباح، ولكنها في الواقع تعبِّر عن كل شيء طيِّب في الحياة الآخرة. وكذلك نشاهد في النص أن المتوفى لا بد أن يُحاسَب على أعماله في الحياة الدنيا، ويقف أمام «أوزير» رب الآخرة، وهناك تُفحَص كلُّ أعماله؛ ولذلك نجد المتوفى لم يعترف بأي خطيئة ارتكبها مع زميل له، وليس له شيء من الآثام، وأخيرًا نجده يطلب من كل مارٍّ على قبره أن يقرأ له صيغة القربان التي كان يعتقد أنها تنقلب إلى حقيقتها المادية بعد تلاوتها بالألفاظ، ويُلحظ أنه يُغرِي المارة بأن كلَّ مَن يقرؤها سيناله خير كثير؛ وبخاصة لأن الآلهة «سيمدحونه» ويكيلون له الثراء والغنى، وأن أبناءه سيرثونه من بعده.
ومن المناظر التي تلفت النظر في قبر هذا الموظف، منظرُ تسلُّمِ «نب آمون» وزوجه جزيةَ الوجه البحري، من خادمات (راجع: Urk. IV. p. 153. ff)، ولا بد أن تكون هذه الجزية هي ما كان يُجبَى من خراج من أرض الملك الخاصة؛ لأن «نب آمون» كان مدير بيته.

خع أم واست

كان «خع أم واست» من أبناء الجندي العظيم «أحمس بننخبت» الذين شاهدناهم ممثَّلين على جدران قبره «بالكاب»، حيث كان يحمل لقب «ابن الملك» الأول في «نخب»، ثم ألقابًا أخرى مهشمة، وأخيرًا لقب «كاهن الروح» لملك الوجه القبلي والوجه البحري «أمنحتب الأول» (راجع: L. D. III. Pl. 43b). ومما هو جدير بالملاحظة أن لقب خادم الروح (كا) كان خاصًّا بالأفراد في عهد الدولة القديمة، وكان في الاستطاعة أن يكون للفرد أكثر من خادم واحد من هذا الصنف، وفي عهد الدولة الوسطى أصبح لكلِّ فردٍ خادمٌ واحدٌ على وجه عام، أما الملوك فكان لهم كهنة يُطلَق على الواحد منهم لفظة «حم تتر» (خادم الإله)، وكان هذا الكاهن لا يخدم إلا الملك والإله فحسب، وفي عهد الدولة الحديثة نرى أن خادم الروح (كا) كان يقوم بخدمة الملوك، كما كان يقوم بخدمة الأفراد، ولعل السبب في ذلك يُعزَى إلى الانقلاب الذي حدث في العهد الإقطاعي، والمساواة الدينية المطلقة التي نشأت في هذا العهد.

تحوتي نفر

وكان يُلقَّب «الكاتب حاسب الغلال»، ويُشاهَد في رسوم مقبرة «باحري» الكائنة بالكاب وهو يؤدي واجباته تحت إشراف هذا الرجل العظيم، وهو الذي نشاهده جالسًا على كومة القمح مسجلًا المقادير التي كانت تُخزَّن في المخازن. وفي مقبرة والده «سن رس» عمدة «طيبة» (شيخ عبد القرنة رقم (٣١٧)) كان يُلقَّب «الكاتب حاسب الغلال» في مخازن قربان «آمون» المقدسة (راجع: Porter and Moss, “Bibliography”, Vol. I. p. 171).

إبو

وهي المرضعة العظيمة التي ربَّتِ الإله «تحتمس الثالث»، وقد تزوج «تحتمس الثالث» من ابنتها «سات أعح» وكانت أخته من الرضاعة؛ ولذلك أصبحت تُلقَّب زوج الملك العظيمة «سات أعح»، وهذا يدل دلالة واضحة على المكانة السامية التي كانت تحتلها مربيات الفراعنة في هذا العهد (Urk. IV. p. 604).
١  راجع: Elliot Smith, “The Royal Mummies,” p. 28–31.
٢  راجع: Sethe “Das Hatshepsut Problem noch Einmal.” Untersucht.
٣  راجع: Urkunden IV, p. 139, and translation, p. 68.
٤  راجع: Wilikinson, “Thebes”, p. 472.
٥  راجع: (Naville, “Dier el-Bahari”, Vol. III, p. 80).
٦  راجع: Urkunden IV. p. 43.
٧  راجع: Weigall, “History,” II. p. 286.
٨  راجع: Petrie, “History,” II. p. 76.
٩  راجع: Pierret, “Rec. d’Inscription,” p. 3.
١٠  راجع: Ibid. II. p. 43.
١١  راجع: Lanzone, “Catalogo Generaie dei Musei di Antichità Regio Musco di Torino”, 1458.
١٢  راجع: Urkunden IV, p. 143.
١٣  راجع: Maciver & Woolley, “Buhen”, p. 11.
١٤  راجع (Urk. IV. p. 145. ff).
١٥  كان لكل بلدة إله محلي يتعبَّد القوم إليه ويحترمونه، ولعل المشايخ التي لها أضرحة في القرى والبلدان المصرية الآن صدًى لذلك.
١٦  ومن ذلك نعلم أن وضع طاقات الأزهار على القبور كانت عادة مصرية ترجع إلى آلاف السنين، ونجد الطاقات موضوعةً بمثابة قربان منذ عهد الدولة القديمة، كما نشاهد ذلك في مقبرة «دوا كا» بالجيزة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤