هوامش وتعليقات

(١) المُرائي

الكلمتان الأصليتان، وهما Eironia وEiron، لا يُقصد بهما المعنى المألوف من الكلمتين المقابلتين لهما في اللغات الأوروبية الحديثة، وهو التهكم أو الدعابة والسخرية Irony وIronie، ولا المعنى «السقراطي» الذي ينطوي على التهكم المعروف المنسوب للفيلسوف مع التواضع والسعي لطلب الحقيقة عن طريق الحوار. فالمراد هنا أقرب إلى معنى التخفي أو التنكر، وربما يكون النفاق أو الكذب والتكلف والافتعال وعدم الإخلاص أنسب وأقرب إلى التعبير عن الكلمة التي وضعها المؤلف عنوانًا لهذه الفقرة، وهي كلمة الرياء التي يُوحي بها السياق. (١) أو هو تكلُّف الأسوأ والتظاهر به في القول والفعل.

(٢) المتملق

(٢) الكلمة الأصلية تعني الرواق المسقوف Stoa. والمقصود هنا بالقاعة هو مكان تجمُّع الناس. (٩) يحيط الغموض بتعبير «سوق النساء»، والظاهر أن الأدوات المنزلية كانت تُباع في هذا السوق، وأن العبيد هم الذين كانوا يُكلَّفون بشرائها وحملها إلى بيوت السادة.

(٣) كثير الكلام

يُلاحَظ ابتداءً من السطر الثالث من الفقرة الثالثة أن النص غير مؤكَّد، وأن الناشرين مختلفون فيما بينهم حول ترتيب عباراته، وإن كنت لحسن الحظ لاحظت أن التطابق شِبه تام بين الترجمتين الألمانية والإنجليزية، والمعروف أن ديونيزيوس هو إله الخصب، وقد سُمي في وقتٍ متأخر بإله الخمر (باخوس في اللاتينية وعند الرومان)، وهو في أصلٍ ثراقي وفريجي، وتروي الأساطير قصص الصراع في سبيل إدخال عبادته العنيفة وطقوسها الصارخة بالنشوة والوجد إلى بلاد الإغريق وانتشارها حتى الهند، وكانت الأعياد الديونيزية تُقام في الربيع (شهر مارس) احتفالًا بديونيزيوس، ولا سيما في منطقة أتيكا، كما أن الأغاني التي كانت تُنشَد في طقوس الاحتفال به، وهي المعروفة باسم الديثيرا مبوس، هي التي نشأت عنها الدراما اليونانية.

وعبادات الأسرار — المقصورة على أعضائها «المدشنين» فيها والملزمين بالصمت وعدم إفشاء شعائرها ورموزها الخفية — وُجدت منها أنواعٌ كثيرة تقوم كلها على عقائد الخلاص والتكفير والبعث وضمان الخلود. ومن أهم العبادات الإغريقية الصميمة تلك العبادات الإيلويزية (نسبةً إلى مدينة الويزيس إحدى المدن الأتيكية إلى الشمال الغربي من أثينا) التي كانت تُقام طقوسها للربَّات ديميتر وبرسيفون وكوري. أما الأوديون فهو المسرح المسقوف الذي تُقام فيه العروض والاحتفالات الموسيقية. وقد أقام بركليس أقدم أوديون في عام ٤٤٢ قبل الميلاد على المنحدر الجنوبي الشرقي من الأكروبوليس في أثينا، واشتهر بزخارف أعمدته البديعة. وأما الأباتوريات أو الفراتريات، أي التجمعات الأخوية، فكانت في الأصل اتحادات ذات طابع اجتماعي وسياسي وأملاك مشتركة وطقوس دينية خاصة بها وبأعضائها المحدَّدين والمؤلَّفين من أنساب وأعراق مختلفة، ولكنها فقدت منذ القرن السادس قبل الميلاد أهميتها السياسية، ولم يتبقَّ منها سوى الأعياد الدينية.

(٤) الريفي

(١) المقصود هو الريفي الذي تتسم طباعه بالفظاظة والخشونة و«الغشم»، ويفتقد إلى التهذيب والتحضر والمعرفة.

(٢) هو نوع من الشراب المتخمر، مزيج من النبيذ والعسل والدقيق، وكان يُستخدم أيضًا ضد الإمساك.

(٣) هكذا في الأصل وفي الترجمة الألمانية. أما الترجمة الإنجليزية فتقول إن الريفي يؤكد أن الثوم رائحته زكيةٌ مثل رائحة أي نبات عطري آخر.

(٦) أو يستشير العبيد ويأخذ رأيهم في أخص أموره ومشاغله العملية، وذلك كما تقول الترجمة الإنجليزية.

(١٠) الكلمة الأصلية تُفيد معنى الخبازة والطباخة معًا.

(١٣) يُلاحَظ أن هذا المبلغ المالي عبارة عن قطعة أو قِطع من الفضة يمكن أن توصف بأنها ماسحة.

(١٤) أي إنه يتذكر ما أعاره لغيره وهو راقد في فراشه، فيجفو النوم عينيه، ويُسارع بالمطالبة بردِّه في منتصف الليل.

(٥) المجامل

الكلمة الأصلية Areskeias وAreskos تعني الحرص والحريص على مجاملة الآخرين إلى حد القلق والتلهف على إظهار الإعجاب الشديد بهم، وذلك على الرغم من أن هذا السلوك لا يكون له وقعٌ حسن على النفوس، وربما يؤدي — على عكس المقصود منه — إلى ترك انطباع سيئ عن صاحبه.

(٥) لا يُعرَف شيء عن مضمون هذه اللعبة التي يَرِد ذِكرها في هذا النص وفي نصوصٍ أخرى عديدة. ويُلاحَظ أن بعض الناشرين يتشككون في أصالة الفقرات التالية، ابتداءً من الفقرة السادسة إلى العاشرة، وذلك بحجة أنها تقطع وحدة النص ولا تدخل بصورةٍ واضحة في دائرة التعريف الذي وضعه المؤلف للمجامل؛ الأمر الذي حدا بالمترجم الإنجليزي إلى إسقاطها تمامًا من ترجمته مُتذرعًا بأنها يمكن أن تكون منحولة (ص٣٧). والواقع أن هذا لا يبرِّر الشك في وحدة النص المأثور.

(٨-٩) من الواضح أن هذه كلها تذكاراتٌ ثمينة ونادرة كان «البرجوازيون» الأثينيون يحرصون على اقتنائها.

وكيزيكوس (التي تُسمى اليوم بلكيز) هي إحدى المستعمَرات الملطية على الساحل الأيوني، وكانت عضوًا في الاتحاد الأتيكي الذي تكوَّن تحت قيادة أثينا، ودارت بالقرب منها معركةٌ بحرية في سنة ٤١٠ق.م. استطاع فيها الأسطول الأثيني بقيادة ألكيسياديس أن يدمِّر الأسطول الإسبرطي عن آخره.

أما هيميتوس فهي سلسلة جبال تقع إلى الجنوب الشرقي من أثينا، وكانت في العصر القديم منطقة غابات اشتهرت بالعسل. وأما «توري» فهي إحدى المستعمرات التي أسَّسها الإغريق في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد في جنوب إيطاليا، ثم تحوَّلت في القرن الثاني ق.م. إلى مستعمرةٍ رومانية باسم كوبيا.

والمهم أن بعض البيوت الأثينية كانت تحرص على الاحتفاظ بالقرود ضمن حيواناتها المنزلية، وأن الحمَّام الصقلي كان مشهورًا بجماله، كما كانت قِطع الزهر المصنوعة من عظام الغزلان الليبية والزجاجات «التورية» الصغيرة المتميزة بأشكالها البديعة والعِصي الإسبرطية أشياءَ محبَّبة ومرغوبًا فيها لاستكمال مظاهر الترف.

(٦) الأحمق

الكلمة الأصلية Aponoia تعني كذلك الجنون واللامعنى، وربما دلَّت كذلك على اليأس أو الطيش.
(٣) الكورداكس Kordax هي إحدى الرقصات المنفردة التي كانت تُعرَض أحيانًا في الكوميديا القديمة أو خلال بعض المآدب، ويُلاحَظ أن سيد الكوميديا القديمة، وهو أرسطوفان، لم يلجأ إليها، ولم يَرِد أي ذِكر لها في مسرحياته.

(٨) المقصود أنه يمكن أن يمتنع عن الشهادة بأن يُقسِم أنه يجهل كل شيء عن القضية، أو بأن يعتذر عن الإدلاء بشهادته دون أن يتردد أيضًا عن حلف اليمين.

أما عن ملفات الوثائق التي كانت توضع في مغلفٍ خاص، فكانت تحتوي على نتائج التحقيقات الأولية في القضية المطروحة.

(٩) أي إن الفائدة تُعادل ربع قيمة القرض. والملاحَظ أن الفم أو الفك كان يوصف بأنه «محفظة الفقراء»، وقد ورد هذا الوصف في بعض الكوميديات القديمة. ولا يختلف وضع النقود في الفم اختلافًا كبيرًا عن وضع القلم وراء الأذن كما يفعل في أيامنا بعض الحِرفيين كالنجارين، أو بعض الموظفين والكتبة سهوًا أو بحكم العادة.

(٧) الثرثار

(٦) الإشارة هنا إلى المعارك الخطابية الحامية التي نشبت بين آيسخينيس (من ٣٨٩ إلى حوالَي ٣١٤ق.م. وممثِّل الحزب المقدوني في أثينا لصالح الملك فيليب) وديموستينيس السياسي والخطيب الأثيني الأشهر، ولا سيَّما حول موضوع الإكليل الذي طالَب كتيزيفون أن يتوَّج به رأس ديموستينيس عرفانًا وتقديرًا لإنجازاته السياسية وكفاحه في سبيل حرية أثينا واستقلالها. وقد ألقى أيسخينوس بهذه المناسبة خطبةً جعل عنوانها «ضد كتيزيفون»، ولكن خصمه العظيم «ديموستينيس» رد عليه وهزمه شر هزيمة؛ مما اضطرَّه في سنة ٣٣٠ق.م. للذهاب إلى المنفى.

أما عن أريسطفون فقد كان — كما يدل النص الأصلي — أحد كبار الموظفين التسعة (أو الأرخون) الذين كانوا يُنتخبون كل سنة وتُوزَّع عليهم الوظائف والمهام الكبرى، وقد كان المشرِّع والسياسي والشاعر الأثيني الشهير صولون من أوائل الذين أعلنوا سخطهم على هذا النظام، كما أن النظام نفسه بدأ في التحلل مع زحف الموجات الديمقراطية وزحزحة النبلاء والطغاة عن مراكز الحكم والتأثير، وذلك من أواخر القرن السادس قبل الميلاد، خصوصًا على عهد كلايستنيس الذي كان له أكبر الفضل في نشر الديمقراطية.

(٨) مروِّج الإشاعات

(٢) أو إذا قابَل أحدَ الناس واجَه نظرته العابسة بالابتسام وسأله … (عن الترجمة الإنجليزية).

(٤) الإشارة هنا إلى الصراعات الدامية التي دارت على مدى عشر سنوات في مقدونيا (من سنة ٣١٩ إلى سنة ٣٠٩ق.م.)، وربما أمكننا أن نستنتج من هذا تاريخَ تأليف ثيوفراسطوس لهذا الكتاب.

(٥) عاش ثيوفراسطوس (٣٧١–٢٨٧ق.م.) في شبابه ذروة الصراع الأخير بقيادة ديموستينيس للحفاظ على استقلال أثينا وحريتها من أطماع فيليب وولده الإسكندر الأكبر التوسعية. وفي حوالَي سنة ٣٣٨ استطاع فيليب المقدوني أن يضمَّ بلاد الإغريق برمَّتها تحت سيطرته. وعندما مات الإسكندر في بابل سنة ٣٢٣ق.م. كان أحد قادته، وهو أنتيباتر، هو الذي يتولى حكم مقدونيا وبلاد الإغريق أثناء غيبته الطويلة في الشرق. تربَّع أنتيباتر على عرش الملك بعد وفاة الإسكندر، وعقب وفاته هو نفسه في سنة ٣١٩ق.م. نشب صراعٌ مسلَّح بين ولده كاساندر وبين بوليبرخون الذي كان أنتيباتر قد رشَّحه لخلافته. والمهم أن من الضروري أن نأخذ هذه الخلفية المضطربة بعين الاعتبار عندما نفكر في الشخصيات والطباع المختلفة التي قدَّمها ثيوفراسطوس ونفخ فيها أنفاس الحياة أثناء هذه الاضطرابات، ولا بد من تذكُّرها أيضًا إذا اطَّلعنا على كوميديات ميناندر، وتوقَّفنا عند النساء والرجال والعبيد والتجار … إلخ الذين صوَّرهم قلمه الرائع (راجِع التمهيد).

(٨) استدرار الدموع من الأعين لإقناع المُستمعين بصدق ما يقوله مروِّج الإشاعات إضافةٌ من المترجم الإنجليزي الذي يلجأ في كثير من الأحيان إلى التصرف لإبراز المعنى وبث الحياة في تضاعيف النص لكي تُستساغ قراءته من جانب القُراء المعاصرين. وقد تابَعته في بعض هذه التصرفات مع الحرص على وضعها بين قوسين.

(٩) يُضيف المترجم الإنجليزي بعد هذه الفقرة فقرةً أخرى — لم تَرِد في النص الذي حقَّقه ونشره الأستاذ بيتر شتاينتز واعتمد عليه المترجم الألماني — وقد رأى (أي المترجم الإنجليزي) أن يُثبت هذه الفقرة الختامية بعد انتهاء النص المحقَّق للفقرة الثامنة عن مروِّج الإشاعات، مع إغفال غيرها من الإضافات التي انتحلها كُتابٌ متأخرون، وألحقوها بفقراتٍ عديدة أخرى (هي الأولى، والثانية، والثالثة، والسادسة، والعاشرة، والثامنة والعشرون، والتاسعة والعشرون)، وذلك عندما تصوَّروا أنهم أمام كُتَيب ثمين في فلسفة الأخلاق، واعتقدوا أن لديهم ما يُضيفونه إليه بزيادة في الموعظة والاعتبار.

وإليك هذه الإضافة المتأخرة لنص الفقرة الثامنة عن مروج الإشاعات: «إن الشيء الذي لا أفهمه عن أمثال هؤلاء الناس هو السبب الذي يجعلهم يفعلون هذا؛ فلا يقتصر الأمر معهم على التورط في الكذب، وإنما يتعدَّاه إلى الخسارة في أعمالهم اليومية. إن البعض منهم، هذا شيءٌ يتكرر حدوثه، قد سُرقت معاطفهم في الوقت الذي كانوا فيه يخطبون أمام جمهور من المستمعين في الحمَّامات العامة، والبعض الآخر خسر الدعوى المقدَّمة منه للقضاء بسبب تغيُّبه عن حضور الجلسة، بينما كان يُحرز الانتصارات في البر والبحر في الاجتماع الشعبي تحت سقف الرواق، فضلًا عن فريقٍ آخر منهم فاتَته وجبة الغداء أو العشاء لأنه كان في نفس الوقت مشغولًا بفرض الحصار الكلامي على المدن. والواقع إن انشغال هؤلاء الناس «بمثل هذه الأعمال» أمرٌ يدعو إلى الرثاء الشديد؛ فهم مشغولون طول اليوم في جميع الأماكن العامة وفي كل مصنع وكل ركن من السوق بإثارة الملل المُميت في نفوس المُستمعين إليهم، واستنفاد جهودهم وطاقاتهم بالأخبار والإشاعات الكاذبة التي يلفقونها.»

(٩) الوقح

الوقاحة Anaixuntia هنا تدل على معانٍ أخرى تدور في فلكها وإن بدت غير وثيقة الصلة بها، كالغش، والخداع، والرغبة في الإثراء بأي وسيلة، وإدمان التطفل على موائد الآخرين وممتلكاتهم، وذلك بجانب المعاني السلبية الأخرى الأعم من ذلك، والتي تلتصق عادةً بالسلوك الوقح.

(٣) كان من المعتاد في هذه المناسبة أن يُدعى الأصدقاء لحضور الاحتفال بتقديم الأضاحي والقرابين للآلهة، غير أن وقاحة صاحبنا تحمله على أن يدعو نفسه للطعام على موائد الآخرين، ويستأثر باللحم فيُملحه أو «يُخلله» ويُخزنه للمستقبل.

(٧) أو يذهب إلى بيتٍ غريب (كما تقول الترجمة الحرفية في النص الألماني). كذلك تحتمل العبارة الأخيرة أن تؤدَّى على هذا النحو، كما فعل المترجم الإنجليزي: ثم يلزم الشخص الذي أقرضه إياها أن يحملها بنفسه إلى بيته. ولا شك أن هذا الطلب ألصق بالوقاحة.

(٨) كان الماء الدافئ يُحفَظ في القدور النحاسية، ويطلب المستحمُّون من العامل أو صاحب الحمَّام أن يصبَّ منه على رأسه وجسده بما يُعادل «أوبولين» (كان الأوبول عملةً إغريقية قديمة من الفضة، ثم صارت نحاسية، وهي على العموم ذات قيمة متواضعة).

(١٠) النتن

الكلمة الأصلية Mikrologia تعني الصغار، كما تعني الشح الشديد إلى حد الوضاعة. ولأن كلمة «الصغير» لا تؤدي المعنى تمامًا، فقد فضَّلت كلمة النتن، التي تحتفظ بظلال المعنى العامي عندما يوصف شخص بأنه «قليل» أو نتن (دون أن تفوح منه بالضرورة رائحةٌ منفِّرة). والمعروف على كل حال أن النتانة يمكن أن تنصرف إلى كل شيء — حتى إلى الكلام والتفكير! — ولا تقتصر على الإمساك عن الإنفاق إلى حد الوضاعة.

(١) أي إنه يتحاشى الإنفاق فيما يملك، ويُبالغ في ذلك إلى حد الشطط.

(٢) ربما يكون المعنى أنه يذهب إليك أو إلى غيرك، فيُزعجك في منتصف الشهر بأن يطلب منك فائدةً صغيرة على الحساب، وتُقدَّر قيمتها المتدنِّية بنصف أوبول (راجِع الهامش الأخير — رقم ٨ — في التعليقات على الفقرة السابقة في الوقح والوقاحة).

(٣) من المعروف في الأساطير الإغريقية أن أرتميس هي ابنة زيوس وليتو، والشقيقة التوءم للإله أبولُّو، وأنها وُلدت في جزيرة ديلوس. وقد توحَّدت في شخصها خصائص عدد من الآلهة المعبودة عند الإغريق؛ فهي إلهة الصيد والطبيعة العذراء، وهي سيدة الحيوانات التي ارتبط اسمها بوجهٍ خاص بالغزال والدب، وتعوَّدت حوريات الماء أن تسير في ركابها، وارتبطت كذلك بالقمر ارتباط شقيقها بالشمس. وإذا كانت قد اشتهرت بأنها إلهة العفة والطهر، فقد عُرِفت كذلك كإلهة لخصوبة في النبات والحيوان؛ تُبارك الزواج، وتتضرع النساء باسمها إذا جاءهن المخاض. وكثيرًا ما صُوِّرت في الأعمال الفنية وهي تحمل السهم والقوس والحربة وتتبعها الغزلان والحوريات، ولها تمثال في متحف اللوفر يُطلَق عليه اسم «أرتميس فرساي»، وهو نسخةٌ رومانية من تمثالٍ برونزي يرجع للنصف الثاني من القرن الرابع قبل الميلاد، وتبدو فيه وهي تنتزع سهمًا من جرابها أثناء انشغالها بالصيد.

(٤) ما بين قوسين زيادةٌ للتوضيح، وهي مأخوذة عن الترجمة الإنجليزية (ص٤١).

(٥) لا أعلم هل كان العبيد يتقاضَون عن خدماتهم الشاقَّة مالًا أم كان السادة يكتفون بإطعامهم. لهذا وضعت الاحتمالين معًا.

(٦) الكلمة الأصلية معناها القرش (أو البنسات الثلاثة، كما نجد في الترجمة الإنجليزية الأوبرا القروش الثلاثة المشهورة للكاتب المسرحي الألماني برشت الذي أخذ فكرتها بدوره عن أوبرا بالاسم نفسه للإنجليزي جون جاي).

(٧) الضرر هنا يُرادف إتمام صفقة خاسرة.

(٩) أي الأحجار التي تُعيَّن بها الحدود الفاصلة بين أرضه وأراضي غيره. ومن الواضح أن كل هذه الأعمال تكشف عن صَغار صاحبنا وشحه إلى حد «النتانة».

(١١) الفظ

الكلمة التي وضعها المؤلف عنوانًا لهذه الفقرة، وهي Bdeluria، تدل في الأصل على نوع من السِّباب المُقذِع، كما تتصل بكل ما يُثير النفور والتقزز في النفس، ويكاد وصف المواقف المختلفة لصاحب هذه الشخصية أن يقتصر على الجوانب المضحكة من سلوك هذا الإنسان المقزز والكريه الفظ.

(٧) أو هو نوع من المزاج الخشن.

(٨) بعد هذه الفقرة التي ينتهي بها النص الأصلي وترجمته الألمانية، يورد المترجم الإنجليزي أربع عبارات أخرى أوردها المترجم الألماني في الفقرة التاسعة عشرة المخصَّصة لشخصية المقزز أو الكريه. وإذا دلَّ هذا على شيء فإنما يدل على الاختلاف في ترتيب فقرات النص بين ناشر وآخر، وذلك كما نلاحظ هنا بين نشرة أوشر الإنجليزي وشتاينمتز الألماني.

(١٢) عديم الذوق

الكلمة الأصلية في عنوان هذه الفقرة، وهي Akairia، تدل على تفويت اللحظة المناسبة للقول أو الفعل، أو عدم اختيار «مقتضى الحال» والظرف باﻟ Akairos أو عديم الذوق. ومما يذكر أن لكلمة الكايروس Kairos أو اللحظة المواتية تاريخًا عريقًا في الأدب والفلسفة منذ عهد الحكماء السبعة الإغريق إلى الفلاسفة المُحدَثين والمعاصرين من كيركجارد إلى هيدجروباسبرز وباول تليش (راجِع إن شئت مقالًا لكاتب هذه السطور عن اللحظة الخالدة ضمن كتابه شعر وفكر، هيئة الكتاب، القاهرة، ١٩٩٥، ص١٨٩ وما بعدها).

(١) هكذا في الترجمة الإنجليزية، أما الألمانية فتقول ما معناه أن عدم ملاءمة الوقت المناسب هي توافقٌ زمني مؤلم للواقعين تحت تأثيره أو ضاربهم.

(٣) في الترجمة الإنجليزية أنه ينشد لها أغنية حب عندما تكون مصابة بنزلة برد.

(٨) في الترجمة الإنجليزية: بعد أن تكون قد انتهيت من بيع بيتك.

(١٣) المفرط في حماسه

(٥) أي يفصل بين اثنين مشتبكين في شجار أو عراك حتى ولو كان لا يعرفهما.

(٦) أو يتطوع ليدل غيره على طريقٍ مختصر، وإن لم تكن لديه أدنى فكرة عن الطريق الذي يسير فيه (عن تصرف المترجم الإنجليزي).

(١٠) كان من عادة الإغريق عند وفاة امرأة أن يقتصروا على نقش اسمها مع اسم الأب والزوج، كما أن صفة المحترم أو الفاضل أو الطيب Xrestos لم تكن تُنسَب لكل من يدوِّن اسمه على شاهد القبر. والمفارقة هنا تكمن في أن صاحبنا «المفرط في حماسه» ليس ملزمًا على الإطلاق بإقامة شاهد قبر لامرأة لم يتضح لنا من النص أنها تمتُّ إليه بصِلة قرابة. دع عنك أن يجشِّم نفسه عناء تدوين الأسماء على هذا الشاهد، ولكن المؤلف يحاول فيما يبدو أن يؤكد أن صاحبنا المُغالي في عواطفه يُظهر الشهامة في غير موضعها.

(١٤) البليد

الكلمة الأصلية Anaisthesias وAnaisthetos تدل أساسًا على توقُّف الإدراك الحسي، وانعدام الشعور أو التبلد. وواضح من النص أن المقصود هو غياب الحضور الذهني أو بطء الفهم والافتقاد للفطنة والوعي.

(١) حرفيًّا خمول النفس أو بطؤها في الفهم والوعي.

(٧) أو هذا من بخته أو من حسن حظه!

(١٢) هذه الفقرة مضطربة في النص الأصلي، وقد صاغها المترجم الإنجليزي على هذه الصورة: «وعندما يسقط المطر يقول ما أزكى هذه الرائحة التي تهب من السماء.» وذلك في الوقت الذي يقول فيه غيره «من الأرض».

(١٥) المتعالي

تحتمل كلمة ومنها الصفة معانيَ كثيرة، من أهمها الزهو أو العُجب بالنفس الذي ينطوي بالضرورة على الادعاء والغرور والتكبر واحتقار الغير والتقليل من شأنهم. وقد أدَّاها المترجم الإنجليزي بالعدواني، وفضَّلت عليها المتعالي.

(١٦) المؤمن بالخرافات

عنوان هذه الفقرة، وهو Oeisidaimoia، يدل بمعناه الإيجابي على توقير الآلهة وإجلالهم والخشوع لهم، فإذا زاد كل هذا عن حده أمكن أن يؤدي إلى الإيمان بالخرافات والأوهام. وقد فكرت في اختيار كلمة الموسوس — على الرغم من ظلالها النفسية والمرَضية — للتعبير عن طباع هذه الشخصية التي تسكنها الهواجس وتتسلط عليها الخرافات، ثم عدلت عنها واستقرَّ رأيي على المعنى المباشر.

(٢) كان لأوراق الغار، في تصور قدامى الإغريق، القدرة على طرد القوى الشريرة.

(٤) كانت الثعابين غير السامَّة مقدَّسةً لدى ساباسيوس (زيوس أو جوبيتر عند الرومان)، كما كانت تُعتبر رموزًا للأبطال الراحلين.

(٥) يبدو أن هذه الأحجار المبارَكة كانت متوافرة بكثرة، غير أن التكريم والتوقير الذي تحظى به من المؤمن بالخرافات لا يخلو من مبالغةٍ مضحكة.

(٦) كان هؤلاء المفسِّرون يتمتَّعون بما يُشبِه السلطة الرسمية، ولكن معرفة رأيهم في مثل هذا الفأر العدواني لا تخلو كذلك من سخرية.

(٧) كانت هيكاتيه إلهةً قديمة جدًّا، وربما جاءت في الأصل من آسيا الصغرى. وقد عُرِفت منذ القرن السادس قبل الميلاد؛ إذ ورد ذِكرها في أنساب الآلهة (الثوجونيا) بهزيود، ثم في كثير من المسرحيات التراجيدية والكوميدية منذ القرن الخامس. وتُعتبر إلهةً «شعبية» للسحر والأشباح، تظهر للبشر بالليل فيفزعون من منظرها. وهي تقود الأرواح على ضوء المشاعل بينما الكلاب تنبح في موكبها، وتقيم في المدافن وعلى مفارق الطرق. ومن هنا جاءت تسميتها بتريفيا أو إلهة الطرق الثلاثة، وبأنتيا أو إلهة السحر.

(٨) لم تكن البومة علامة شؤم، ولكن المؤمن بالخرافات كما يوصف في هذه الفقرة يتوجَّس شرًّا من كل شيء.

(١٠) لا يُعرَف شيءٌ مؤكَّد عن دلالة هذه الأعمال والطقوس، كما أن النص في هذا الموضع مضطرب ولا يساعد على الاتفاق على رأيٍ موحَّد بشأنها. وهيرما فرود يتوس هو الابن الجميل الذي أنجبه الإله هرميس (رسول الآلهة إلى البشر) من أفرويت، وهو يرمز للجنسية المزدوجة في شخصٍ واحد، وكانت صوره وتماثيله التي بدأت تُقام له في البيوت منذ القرن الرابع قبل الميلاد تحظى بالتكريم وتُقدَّم لها الطقوس.

(١١أ) التكريس هنا بمعنى «التدشين»، أو الدخول في جماعةٍ سرية ذات عبادة خاصة وطقوس سرية يحظر ممارستها أو معرفة شيء إلا للأعضاء المُنتمين إليها. ولا يتضح من النص أي شيء عن طبيعة هذا التكريس وطقوسه، بالإضافة إلى أن كهنة أورفيوس لم يكونوا يتمتعون بسمعةٍ طيبة، ولم يكن لهم أي طابع رسمي.

(١٢) من المعروف عند الإغريق وغيرهم من الشعوب القديمة أن للماء المالح في البحار قدرةً على التطهير.

(٢٣) وهذه السطور أيضًا موضع خلاف بين الناشرين والشراح. وكان يُعتقد أن للثوم قدرةً على التطهير ومقاومة الشر. ويُلاحَظ أن هيكاتيه تعود هنا أيضًا للظهور، حيث يُحاول المؤمن بالخرافات أن ينجو من سحرها وشرها.

(١٤) يسود الاعتقاد حتى اليوم بأن البصق يحمي من سوء الحظ. ولا شك أن هذه الخرافات تنتمي للفولكلور والمعتقدات الشعبية، وتعبِّر عن تصورات الرجل العادي وعن مخاوفه وآماله منذ القِدم.

(١٧) التذمر

التذمر Mempsimoiria بمعنى السخط على الحظ المقدور بجانب الميل المستمر إلى الشكوى والتظلم.

(١) أو السخط على حظه من الحياة ونصيبه الذي قُسِم له في هذه الدنيا.

(٤) في صياغةٍ أخرى: لا لأن السماء تُمطر، بل لأن المطر تأخَّر كثيرًا. ويُلاحَظ أن الطباع التي يتسم بها المتذمر تتداخل إلى حدٍّ كبير مع طباع سيئ الظن أو المتشكك وعديم الثقة في الناس كما سنجدها في الفقرة التالية.

(١٨) سيئ الظن

Apistias وApistios تعني سوء الظن والتشكك في كل شيء وعدم الثقة في الجميع.

(١) أو بتعبيرٍ أبسط هو افتراض أن كل الناس تغشُّك وتظلمك.

(٤) أو أغلقت صندوق النقود.

(٥) لعل المقصود من وراء ذلك أنه حتى ولو لم يحصِّل منهم شيئًا فسيكون على الأقل قد أنذرهم أمام الشهود.

(٦) للتنظيف أو الرفي والترقيع.

(١٩) المقزز

عنوان هذه الفقرة Quesxereia، والصفة منها dusxeres، يمكن أن يُفهَم منها تلك الحالة المُزْرية التي تُظهر الإنسان في مظهرٍ كريه ومنفِّر ومُثير للتقزز في نفس كل من تقع عينه عليه، كما هو مُثير للاستغراب من القذارة التي وصل إليها (حتى الفقر والظلم الاجتماعي وغيبة التكافل الحقيقي لا يمكن أن تبرر أو تغفر قذارة المواطنين الذين نراهم في شوارع مدننا وعلى أرصفتها بصورةٍ مهينة للمجتمع كله وللإنسان والإنسانية!)

(٣) وبالطبع يجعل الاقتراب منه أو محاولة الكلام معه شيئًا لا يُطاق.

(٥) هكذا في الأصل، ولكن الترجمة الإنجليزية تتصرف فيها على هذه الصورة: وهو لا يغتسل قبل أن ينام مع زوجته.

(٦) الفعل الوارد في الأصل، وهو Sfusesthai، يعني رفع النبض أو إثارة النشاط في الجسم إلى حد الجيشان، والمقزِّز يصبُّ الزيت الزنخ على الماء الذي يستحم به لكي يحدث هذا الأثر فيما يبدو من ظاهر النص. ومع ذلك فإن الترجمات تتفاوت في أداء العبارة الأصلية. والمهم أن استعمال الزيت الزنخ يجعل رائحة المستحم مقززةً ولا تحتمل، وبخاصة عندما يسيل منه العرق.

(٨) أي يقرأ البخت عن طريق رصد حركة الطيور، وربما كانت كلمة «التطير» ذات صلة بهذا النوع من قراءة الحظ.

(٩) يُلاحَظ أن ترتيب العبارات الثلاث التالية (من التاسعة إلى الحادية عشرة) أمرٌ مختلَف عليه بين الناشرين.

(٢٠) الجلف

يمكن فهم الكلمة الأصلية، وهي Aedia، ومنها الصفة Aedes، بأنها سلوكٌ سقيم ينمُّ عن قلة الذوق ويبعث على الضيق، ولكنه لا يؤذي. ومن هنا يكون القائم بهذا السلوك هو الشخص المُتعِب أو المُزعِج أو غير المُريح. وقد فضَّلت أن أسمِّيه الجلف لقدرته على التعبير بجدارة عن كل هذه المعاني والظلال غير المستحَبَّة.

(٥) أو الوغد الصغير الطالع لأبيه.

(٦) يبدو أنه شرابٌ يُعَد من أعشابٍ معيَّنة ويُخلَط بالنبيذ ليُساعد على الإسهال الشديد.

(٨) النص مضطرب ويتعذر فهمه؛ ولهذا تتفاوت ترجماته عن بعضها تفاوتًا شديدًا. ولعل المقصود أن كل إنسان ينطوي على الخير والشر والسرور والألم على السواء، ولا يمكن تصور بشر لم يجرِّبهما معًا. والمهم على كل حال أن الجلف يبدأ هنا في الكلام عن نفسه.

(١٠) راجِع الشخصية الثانية (وهي شخصية المتملق) في هذه المجموعة من أصحاب الطباع المختلفة، وقارِن وهذه الفقرة بما يُقال في الفقرة العاشرة.

(٢١) الطموح

الكلمة الأصلية Mikrofilotimias تعني كذلك الغرور والعُجب بالنفس، والتطلع الحقير للظهور في الصورة — كما يُقال في أيامنا — أي الطموح الرخيص الذي يتعارض مع الشرف والكبرياء، ويؤكِّد به صاحبه أهميته المزعومة. وقد فكَّرت أن أستخدم كلمة المُتطلع، ثم استبعدتها واستبدلت بها كلمة الطموح، بشرط ألا يغيب عن ذهن القارئ أن المقصود هو الطموح الانتهازي الذي يقوم في تقديري على «الشطارة» و«الفهلوة» والجري وراء العلاقات العامة، ولا شأن له بالطموح الحقيقي المتدفِّق كالشلَّال الجيَّاش من نبع البذل والعطاء والعمل الجدي والإحساس بالكرامة وعزة النفس. ولا حاجة للقول بأن حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بوجهٍ خاص قد أصبحت اليوم كالمدن القديمة والوسيطة المحاصَرة بهذا الوباء الكاسح أو بطاعون العصر.

(٣) وذلك احتفالًا بوصوله إلى سن البلوغ بتقديم شعره إلى أبولُّو (في معبده المشهور في دلفي) الذي حُلِق شعره في سن الخامسة عشر.

(٤) وهو بطبيعة الحال نوع من الحرص على المظاهر وتأكيد الوجاهة والأبَّهة لدى الطبقة البرجوازية الصغيرة التي كانت في القرن الرابع قبل الميلاد وفي أثينا بوجهٍ خاص في ذروة صعودها، مع العلم بأن اقتناء العبيد من الزنوج أصبح «موضة» (بدعة منتشرة) في بلاد الإغريق منذ حروب الإسكندر الأكبر.

(٥) ربما يكون هذا حرصًا من «الطموح» على ردِّ دين سابق (لاحظ قيمته المتدنية!) بالعملة الفضية الجديدة؛ حتى لا يُحس أحد بأن له فضلًا عليه.

(٦) يُقحم المترجم الإنجليزي هنا عددًا من الجُمل التي وضعها الناشر والمترجم الألمانيان — اللذان سبقت الإشارة إليهما والإشادة بجهدهما — في الفقرة الخامسة المخصَّصة ﻟ «المجامل»، وتجدها في الفقرات ابتداءً من الرقم ٦ إلى الرقم ١٠. ولا شك أن هذا يُعطينا فكرةً واضحة عن الاختلافات بين الناشرين حول ترتيب فقرات النص الأصلي وإصلاح بعض الثغرات، والتفاوت بينهم تبعًا لذلك في ترجمته إلى لغاتهم. والطائر النادر الذي يحتفظ به صاحبنا الطَّموح إلى المظاهر هو نوع من الغربان يُسمى في المعاجم العربية (المورد!) بالعقعق أو غراب الزيتون.

(٩) كلادوس معناها فتًى أو شابٌّ من مالطة.

(١٠) يبدو أن مثل هذا الخاتم الذي يتخذ شكل إصبع صغير كان يُصنَع من معدنٍ صلب ويُقدَّم في الاحتفال بعيد إله الطب والشفاء أسكليبيوس؛ تبركًا به وحمدًا له لأنه شفى إصبع صاحبنا الطموح من مرضٍ أصابه.

(١١) البيراتيون هم كبار الموظفين أو الرؤساء الذين يشغلون أهم المناصب في المدينة، كما ينتخبون أعضاءً في المجلس الشعبي.

(٢٢) الوضيع

في الأصل Aneleutheria وAneleutheros، وتدل على السلوك الذي لا يشرِّف الإنسان الحر، بخاصة فيما يتعلق بالشح المهين في الإنفاق.

(٢) أي اسم زيوس وحده. ويُلاحَظ أن هذا الوضيع — أي الشحيح بماله إلى حد الوضاعة — يحتفل على طريقته بالنصر أو الجائزة التي استحقَّها كرئيس للجوقة، أو مسئول عن إعدادها وتزويدها بالملابس والزخارف؛ وذلك من حيث المادة التي اختارها ليصنع منها اللوح الذي سيهَبه لزيوس، ومن حيث الاختصار الشديد في النقش على هذا اللوح.

(٦) كانت المدارس تتمتع برعاية ربَّات الفنون، ولا يزال عيد المدارس في بلاد الغرب مرتبطًا بالعيد القديم.

(٢٣) الفشار

(١) الفشر هو المبالغة في الادعاء والكذب، وهي من الكلمات العامية التي سمح لها المجمع اللغوي بالدخول في المعجم الوسيط.

(٣) أي لم يُغادر أثينا أو منطقة أتيكا بوجهٍ عام.

(٤) راجع الهامش رقم (٥) من الفقرة الثامنة عن مروج الإشاعات: و«أنتيباتر» هو — كما سبق القول — أحد قُوَّاد الإسكندر، وتولَّى حكم مقدونيا أثناء غيبته في الشرق. وبعد وفات الإسكندر في سنة ٣٢٣ق.م. نصَّب نفسه ملكًا، ومات سنة ٣١٩ق.م. وقد كانت مقدونيا من أهم البلاد التي تورد الخشب لأثينا وتحصِّل الجمارك على تصديره. ويُلاحَظ أن الفشار يدَّعي أنه رفض صفقة استيراد الخشب لكيلا يُتهم بأنه من أنصار المقدونيين في وقتٍ كان الصراع فيه محتدمًا بين هؤلاء وبين المدافعين عن حرية أثينا واستقلالها بزعامة السياسي والخطيب المشهور ديموستينيس.

(٥) التالنت عملةٌ نقدية عالية القيمة، وتُقدَّر التالنتات الثلاثة بما يُساوي اليوم أربعين ألف جنيه مصري، أو عشرين ألف مارك ألماني.

(٦) كان يطلب من الأثرياء أن يتطوَّعوا على نفقتهم الخاصة بتجهيز سفينة حربية، أو التبرع بتكلفة جوقة مسرحية من ملابس وإكسسوارات وتدريبات … إلخ، وذلك مشاركة منهم في العمل في سبيل الصالح العام.

(٨) يكفي لتأكيد هذا الفشر أن نقول إن العملة السائدة في أثينا كانت فضية.

(٢٤) المتعجرف

(٤) يبدو أن المتعجرف يُشارك كأحد المحلفين في القضايا التي تتطلب التحكيم فيها. ومما يدل على عجرفته أنه يُصدِر قرار التحكيم بغير تأنٍّ أثناء سيره في الطريق. وقد حاولت التوفيق بين الترجمتين الألمانية والإنجليزية.

(٦) أي إن عجرفته تأبى عليه أن يكون البادئ بالتعرف على إنسان أو التقرب منه.

(٧) أو الموردون الذين لديهم شيء يبيعونه له، ويمكن أن يكون المستأجرون هم الذين يستخدمهم في العمل لديه.

(١١) أي التطيب بالمسح على أعضاء الجسد بدهان أو بلسمٍ معيَّن.

(١٢) ربما كانت هذه قِطعًا من الحجارة تُستخدم في العد والإحصاء، كما كان الحال لدى شعوب كثيرة في البدايات الأولى لتاريخ الرياضيات (وهذا ترجيح لا أجزم به ولا أُفتي فيه).

(٢٥) الجبان

(١) الكلمة الأصلية الانكماش أو التضاؤل أو حالة النكوص والتراجع التي تُصيب النفس إزاء الخطر، والمهم أنه نوع من الضعف أو التخاذل كما وصفته.

(٢) كان الاعتقاد الشائع أن كل من يدخل في عبادات الأسرار الساموثراكية (نسبةً إلى جزيرة ساموثراكي الجبلية أمام الشاطئ الجنوبي لثراقيا، واشتهرت بالمعبد المقدَّس لكبار الآلهة الذي كان مخصَّصًا للجماعات السرية لعبَدة الأسرار) ينجو من أخطار البحر.

(٢٦) الأوليجاركي (أو المتسلط)

(١) الأوليجاركي Oligarxikós هو الوصف الذي يُطلَق على الشخص (أو الشيء) المُتعلق بالأوليجاركية؛ أي حكم الأقلية الثرية. وطبيعيٌّ أن يكون التحيز لهذا الشكل من أشكال الحكم مُرتبطًا بالمزاج الرجعي وبالوضع الطبقي والاقتصادي، وأن ينعكس على طباع صاحبه كما ينعكس الميل إلى الحكم الديمقراطي على خلق وشخصية من يؤيد الديمقراطية. لهذا يُمعن المؤلف في سرد المواقف الأنانية المتزمِّتة للثري — أو الرأسمالي القديم — الذي يحتقر الفقراء ويُسميهم الرعاع، ويخجل من وجود المحرومين والجائعين بجانبه، ويشكو مُرَّ الشكوى من النفقات التي يُطالَب بالتبرع بها للصالح العام (كالمساهمة في تكاليف الحرب البرية والبحرية، وتدعيم المسرح، والمعاونة في تجهيز الأعياد الوطنية والاحتفالات الدينية والشعبية).
(٢) كان الأرخون إيبونيموس — رئيس المدينة — يتولى الإشراف على الأعياد والاحتفالات، ويوصف بصاحب السلطة المطلقة Autokrataor في هذا الشأن. وهو وصف لا يخلو من السخرية بالقياس إلى هذه المهمة.

(٥) يُضيف المترجم الإنجليزي بعد العبارة السابقة التي يستنكر فيها الأوليجاركي تدخُّل المُتطفلين في الأمور السياسية عبارةً لم تَرِد في الأصل الذي بين يديَّ، ولا بأس من ذِكرها لدلالتها على أنانيته وكراهيته للفقراء والطبقات العاملة: «إن الطبقات العاملة لا تتغير؛ فهي دائمًا جاحدة ومستعدة لطاعة كل من يقدِّم الرشوة أو البقشيش.» راجِع ما يقوله بعد ذلك عن الغوغائيين الذين يتصور أنهم يزدهرون في ظل الديمقراطية التي يكرهها كما كرهها مِن قبله كلٌّ من سقراط وأفلاطون؛ ربما لأن الديمقراطية على عهدهما كانت فاسدة؛ لأنها انتقمت من سقراط الذي شجَّع الناس — وأولاد الأغنياء والحكام بوجهٍ خاص! — على التساؤل والتفكير في كل شيء؛ الأمر الذي جعلهم يشعرون شعورًا حادًّا بتهديد «التفلسف الحر» لوجودهم ومناصبهم، فارتكبوا جريمة إعدام سقراط التي لم يغفرها لهم تلميذه أفلاطون.

(٦) يُعَد ثيسيوس مؤسس الديمقراطية الأثينية وأول ضحاياها. وقد أُدينَ للسبب الذي ذُكِر في هذه الفقرة من أول محكمة قضت عليه في شيخوخته بالنفي إلى جزيرة سكيروس التي ألقى بنفسه من فوق صخورها أو سقط عليها، ويضيق المجال عن ذكر مغامراته (ومن أهمها الانتصار على ثور الماراتون، وقتل ثور المينوتاوروس في المتاهة المشهورة التي خرج منها بمساعدة أريادمة ابنة ملك كريت). والمهم أنه اعتُبر منذ القرن الخامس ق.م. بطلًا قوميًّا لأثينا، ومؤسس الديمقراطية فيها، وأول ضحاياها. الجدير بالذِّكر أن أرسطو يعبِّر عن هذا الرأي أيضًا في كتابه نظام الأثينيين (٤١–٢، راجِع ترجمة طه حسين)، ولكن بصورةٍ أكثر تحفظًا من تلميذه وصديقه ثيوفراسط.

(٢٧) المتعلم على كبر

(١) الكلمة المستخدمة، وهي Opsimathia، تدل على التعلم في سنٍّ متأخرة أو على كبر. وأفضل نموذج معبِّر عن هذه الشخصية في الأدب اليوناني القديم هو «فيديبيديس» في مسرحية السحب لأرسطوفان. أما في الأدب الأوروبي الحديث فإن شخصية البرجوازي النبيل — في مسرحية موليير المعروفة بهذا الاسم — هي التي تخطر على البال بغير استئذان. وربما ابتسمنا ونحن نتذكر أن هذا المُواطن الفرنسي لم يُعرَف إلا بعد أن بلغ أرذل العمر. إنه كان طول حياته يتكلم نثرًا، وذلك بعد أن تعلَّم على كبرٍ أن الكلام ينقسم إلى نثر وشعر!

(٢) يمكن أن تكون أبيات الشعر المذكورة جزءًا من إحدى المسرحيات التراجيدية.

(٥) كان من عادة الشباب في الاحتفال بتقديم الأضاحي في معابد هرقل أن يحملوا الثور إلى أعلى ويشدُّوه من قرنَيه ليَلوُوا عنقه قبل الذبح.

(٨) لا يُعرَف شيءٌ مؤكَّد عن تفاصيل هذه الطقوس أو طبيعة الأحداث التي كانت تتم أثناء تأديتها.

(١١) ولا نعرف كذلك شيئًا عن أمثال هذه النوادي أو الاتحادات، ولكن يُفهَم من السياق أن الشباب كانوا ينظِّمون الاحتفالات ﻟ «كبار السن». ويتصرف المترجم الإنجليزي بعض التصرف، فيؤدي العبارة على هذه الصورة: وهو في الاحتفال بالأيام العشرة يؤلف مجموعة للغناء معه.

(١٢) يبدو أن هذه اللعبة كانت مجهولة في وقتها كما هي مجهولة لنا.

(٢٨) النمَّام

(٢) يكشف تغيُّر الأسماء في هذه الفقرة عن التحويلات الطبقية التي تمَّت في الفترة التي وُضِع فيها هذا الكتاب، أو على الأقل في عصر ثيوفراسط، وسوسياس اسم يُطلق كثيرًا على العبيد. أما المقطعان «ستراتوس» و«ديموس» فيدلَّان بالترتيب على الجيش والشعب. وأما عن «كوينوكوراكا» — وهو اسم السيدة التي تنحدر من أصلٍ نبيل — فيبدو أنه صياغةٌ يونانية لاسمٍ أجنبي، وإذا جاز أن يُترجَم أصلًا فربما يدل على نوع من الغربان.

(٣) الترجمة الحرفية هنا مستحيلة، إذ تتصل الكلمات بلغة البغايا والعاهرات ومصطلحاتهن في ذلك العصر القديم.

(٤) كان جهاز العرس (أو الدوطة) يبقى في البيت بعد إنجاب طفل. أما الاحتفال بعيد بوزيدون — إله البحر — فكان يتم في فصل الشتاء، ولكننا لا نعرف شيئًا يُذكَر عن هذا العيد.

(٢٩) الفاسد (أو المجرم)

الكلمة الأصلية، وهي Philoponeria، ومنها الصفة Philoponeros، تعني بوجهٍ عام حبَّ الشر، أو الميل المتأصِّل للفساد والجريمة والانحراف. والجدير بالذِّكر أن كلمة المفسدين أو الأشرار كانت تُطلَق في العصر الذي وُضع فيه هذا الكُتَيب (أي في الثلث الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد) على الديمقراطيين. ولا شك أن وصف المؤلف للفساد والمفسدين ينطوي على معانٍ وإشارات سياسية غير خافية، ويمكن أن يُعَد وصفه للديمقراطيين بمثابة الطرف المقابل لوصفه للأوليجاركيين أو المُناصرين لحكم الأقلية الثرية (راجِع الفقرة ٢٦ الخاصة بالأوليجاركي). ويُلاحَظ أخيرًا أنني حاولت التوفيق بين الترجميتن الألمانية والإنجليزية ابتغاء الوضوح وتقديم نص مقروء بقدر الإمكان، وذلك مع وضع كل إضافة لهذا الغرض بين قوسين.

(٣٠) البخيل

تدل الكلمة الأصلية Aisxrokerdeia بحسب تركيبها على الجري المُخْزي وراء الكسب.

(٩) كانت العملة السائدة في أثينا هي العملة الفضية؛ ولذلك تحوَّل إليها العملات النحاسية الزهيدة القيمة. وقد ورد ذِكر التالنت والمينة والدراخمة في النص وفي التعقيبات، وكان التالنت يُعادل مائة مينة، والمينة تُساوي مائة دراخمة.

(١٠) «يُجرجرها أو يسحبها وراءه» إضافةٌ تنطوي عليها الكلمة الأصلية Ephelkusai. والظاهر أن المِعطف أو العباءة كانت من الطول بحيث يتدلَّى طرفها على الأرض.
(١١) الفيدوني نسبة إلى فيدون الأجواسي (حوالَي سنة ٧٥٠ق.م.) الذي كان ملكًا أو طاغية على أرجوس، ووحَّد سكانها وأمَّنها من هجمات الإسبرطيين بالدخول في حلف كورنثة وإيجينا، بحيث أصبحت على عهده أهم دولة في البيلوبينيز (شبه جزيرة المورة). واشتهر فيدون بأنظمة القياس الجديدة التي أدخلها في بلده. والمهم في هذا السياق أن هذا المقياس المنسوب إلى فيدون الأرجوسي كان أصغر من نظيره الذي نُسِب بعد ذلك للمشرِّع والشاعر والسياسي المشهور صولون. ويرجِّح بعض علماء اللغة أن الفعل Pheid-Omai — ومعناه يوفر — ربما يكون متصلًا بصاحب المقاييس والمكاييل الشحيحة!

(١٢) النص الأصلي هنا غامض، والمعنى غير مؤكَّد، ولكن المترجمَين يتَّفقان على أن صاحبنا البخيل يحتال على صديقه البائع الذي يعتقد أنه يبيع بضاعته بأسعارٍ معقولة، وبمجرد أن يحصل البخيل عليها يتصرف فيها بالبيع بسعرٍ أعلى.

(١٤) كان يُحتفل في شهر فبراير بعيد الأنثيستيريون تكريمًا للإله ديونيزيوس وللأموات، وكذلك بعيد الدياريون الذي كان العيد الرئيسي للاحتفال بكبير الآلهة زيوس.

(١٥) الظاهر أن تحويل العملة النحاسية المُتدنية القيمة إلى عملةٍ فضية لم يكن يتم بدون تحصيل «نسبة» معيَّنة.

(١٦) كان المألوف في الولائم الجماعية التي تموَّل من خِزانة جماعة أو نادٍ أو اتحاد معيَّن ألا يُضيف ربُّ البيت — الذي تُقام فيه المأدبة — أجرة خدمة على الحساب. ولو فعل صاحبنا البخيل هذا لما وُصف بالبخل!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤