البليد

إذا أردنا أن نعرِّف البلادة «قلنا إنها» هي الخمول، سواء في الكلمات أو في الأفعال. أما البليد فهو ذلك الذي:

يحسب «بعض الأرقام» بواسطة الأحجار، ويستخلص الناتج، ثم يسأل جاره قائلًا: ما هو الحاصل (في رأيك)؟

وعندما تُقام عليه الدعوى في إحدى القضايا، ويكون في نيته أن يحضر (الجلسة التي ستُنظَر فيها)، فإنه ينسى ذلك ويذهب إلى الريف (لقضاء يوم فيه).

وإذا ذهب إلى المسرح (للفرجة)، بقي وحده «في الصف الخلفي» مُستغرقًا في النوم.

وإذا تعشَّى عشاءً ثقيلًا، واستيقظ بالليل من نومه لكي يذهب إلى المرحاض، فإنه يتوه (عن الطريق)، ويعضه كل الجيران.

وإذا حصل على شيء ووضعه جانبًا (بحرصٍ شديد)، فإنه يظل يبحث عنه (بعد ذلك) دون أن يتمكن من العثور عليه.

وإذا أبلغه إنسان بأن أحد أصدقائه قد مات، وأن عليه أن يذهب «لحضور الجنازة»، فإنه يقول له والحزن الشديد على وجهه والدموع في عينيه: «تهنئتي القلبية!»

وإذا استردَّ «مالًا من مدين، أصرَّ» على وجود شهود على ذلك.

وفي (عز) الشتاء يتشاجر مع عبده لأنه لم يشترِ خيارًا من السوق.

ويُجبر أولاده على أن يتصارعوا مع بعضهم، وينطلقوا في الجري إلى حدِّ الإعياء.

وعندما يكون في الريف ويريد أن يطبخ البسلة بنفسه، فإنه يضع الملح مرتين في الوعاء، ويجعل الوجبة ممجوجة الطعم.

وعندما يأذن زيوس بنزول المطر يقول: ما أبدعَ النجوم الساطعة! فإذا كانت تلمع (في السماء) كان من رأيه، بصرف النظر عن آراء الآخرين، أن الليل أسود من القطران.

وعندما يسأله أحد: كم عدد الجثث التي تعتقد أنها حُملت عبر البوابة المقدَّسة؟ فإنه يرد عليه قائلًا: «هو عددٌ كبير بالقدر الذي أتمنَّاه لك ولنفسي.»