الفصل السابع

آراء سياسية

كانت الحكومة محصورة في شخصي.

تاربل، ص١٠٦

خليفة الله

ليس المستبد خليفة الله في الأرض.

هازلين، ص٤٠٥، جزء ٢

الدستور الفرنسوي

لا يمكن الحصول على نظام دستوري مؤسس على العقل إلا بعد التغلب على أوهام ثمانية عشر قرنًا.

بورين، ص٧٤

سياسة الدول

يمكن الوصول إلى الغايات المطلوبة وإصابة الأغراض المرغوبة، والتغلب على العقبات، وتفريج الكروب والأزمات بالتعقل والحزم والحلم، ولو أننا جعلنا النظر في العواقب وانتهاز الفرص قاعدة أعمالنا السياسية، استطعنا أن نبلغ أسمى مركز بين الدول، فيركن إلينا في التقاضي ويلجأ إلينا في الملمات (١٧٩٧).

تاليران

حب الوطن

كنت على الدوام أعمل لتحقيق الأمنية الكبرى، وهي أن يكون كل شيء فداءً للأمة الفرنسوية.

مونتولون، ص٢٤٦، جزء ١

حب الوطن

كل ما أرغب فيه من صميم فؤادي هو أن يكون اسمي مقرونًا باسم فرنسا إلى الأبد.

لورين، ص١٦١

السياسة والحوادث

لا ينبغي للسياسة أن تطأطئ رأسها للحوادث، بل ينبغي للحوادث أن تطأطئ رأسها للسياسة.

هازليت، ص١٣٤، جزء ٢

الأمة والحكومة

لا بد أن يكون نظام الحكومة موافقًا لروح الأمة ومشربها.

آبوت، ص١٤٥

كيف تُحكم الأمم

تُحكم الأمم بالحكمة والتدبير لا بالحدة والخرق.

روس، ص٢١٣، جزء ٢

الحياة السياسية

آخر شيء في السياسة الشروع في عمل وتركه ناقصًا، وخلط شئون المملكة بالعواطف القلبية.

كولينكور، ص١٨٥، جزء ١

العدل والرتب

يجب على الحكومة أن تعدل بين الجميع في سائر قوانينها وأعمالها، ويجب عليها ألا تمنح ألقاب الشرف والرتب السامية إلا لمن يستحقونها.

مونتولون، ص١٨٨، جزء ٨

نفوذ الأغلبية

إن مبدئي السياسي هو أن أحكم الناس كما يريد أغلبهم.

تاربل، ص١٢١

حظ الأمم

ليس ارتقاء الأمم وسقوطها بيد القضاء (١٨١٤).

كولينكور، ص٢٣٩، جزء ١

شرف الأمم

خير للأمة أن تفنى عن آخرها من أن تعمل ما يخالف روح الشرف؛ لأن ذلك يؤدي بها إلى التقهقر والانحطاط.

ماسون، ص١٠٣، جزء ٢

الأرستوقراطية والألقاب في الأمم

لا بد للحكومة الملكية من أرستوقراطية (طبقة الأشراف) لتناصرها وتشد أزرها؛ لأن الملكية بلا أشراف كالسفينة بلا دفة، أو كالقباب الطيارة لا يدري راكبها أين تذهب به الرياح، ولا يكون للأشراف قوة ونفوذ إلا إذا كانت أسرهم عريقة في المجد والقدم، وهذا الذي عجزت عن إيجاده. إن كل ما في وسع الديموقراطية الحكيمة هو نشر لواء العدل على الجميع، وقد كانت خطة الحكومة في هذه الأيام لا الانتفاع بالبقية الباقية من الأشراف واستعمال روح الديموقراطية وأشكالها، وكان من الضروري أيضًا استعمال أسماء العظماء وأبطال التاريخ، وكانت هذه الوسائل ماسة لصبغ نظاماتنا وشرائعنا الجديدة بالصبغة القديمة.

كانت خططي وأعمالي معدة للتنفيذ والإنجاز، ولكنني لم أتمكن من ذلك لقصر الوقت، وكانت خطتي في الانتفاع ببقايا الأشراف أن أرشح أبناء الوزراء والقواد إلى نيل لقب دوق على شرط أن يكون لديهم من الثروة والمتاع ما يناسب المقام السامي الذي يرفعون إليه، وكنت أرجو من هذه الطريق خيرًا كثيرًا؛ لأنها تقدم البعض وتملأ قلوب البعض الآخر بالأماني والآمال، وبذلك تدب روح المنافسة النافعة بين الجميع بدون أدنى أذى. إني واثق بأن الرتب والألقاب ألاعيب كألاعيب الأطفال، ولكنها ضرورية للحكومات. إن الأمم القديمة الفاسدة لا يمكن حكمها بالطرق والقواعد التي تحكم بها الأمم الحديثة النشء، فإن كان في الأمم القديمة واحد يضحي نفسه لأجل المنفعة العامة، فإن فيها آلافًا وملايين تحكمهم منافعهم وأغراضهم وشهواتهم. ومن الجنون أن يحاول المرء إصلاح مثل هذا الشعب في يوم. إن حذق العامل كائن في الانتفاع بما لديه من المواد واستخراج النفع مما يظنه الناظر في أول وهلة خلوًا منه، وهذا هو السر في إعادة الألقاب والرتب والوسامات، وفضلًا عن ذلك فإن لتلك الألاعيب منافع وليس لها مضار، لا سيما في عصر المدنية الذي نحن فيه، فإن الألقاب تستلزم احترام الشعب لحائزيها وتستدعي احترام النفس لدى أصحابها، وهي ترضي الضعيف العاجز، ولا تؤذي القوي.

آبوت، ص٢٨٥

الرتب والنياشين

من ذا الذي يدعي أن الألقاب الفارغة التي تمنحها الحكومة لأغراض سياسية تؤثر في علاقة الرجل بإخوانه وتكدر الصفاء بينه وبين أصحابه وخلانه؟

جورجو

فساد الأشراف

ليس في البلاد من يعمل بقلب سليم وهمة وعزم سوى جنودي وضباطي الذين لا يُنسبون إلى الأمراء والوزراء. لا شك في أن هذه الحقيقة مؤلمة، ولكنني لا أستطيع إنكارها، وكل ما يجب عليَّ أن أفعله الآن هو أن أسرِّح الأشراف والنبلاء فيذهبون إلى أهلهم يتمطون ويمرحون في قصورهم الشامخة، يجب عليَّ أن أخلص نفسي من ربق هؤلاء الأشراف المتنطعين، وأبدأ الحروب بجانبي شبان لا يعرفون الجبن ولا يخشون الردى (١٨١٤).

كولينكور، ص١٤٥، جزء ٤

الفرد والجماعة

إن المعصية خصيصة بالفرد ولا يمكن أن تكون من صفات الجماعة، مثال ذلك أن إخوة يوسف لم يتفقوا على قتله، ولكن يهوذا الشقي الخائن غدر بسيده بمفرده.

ذكر أحد الفلاسفة أن البشر يُخلقون ميالين للشر بطبيعتهم، وإنني أرى من العبث أن يحاول المرء إثبات تلك النظرية أو نفيها. إنما المحقق في نظري هو أن الجزء الأعظم من الناس غير ميال للشر؛ لأنه لو فرضنا ضد ذلك وصحَّ الفرض ما استطاعت الفئة القليلة من الميالين للخير كبح جماح الفئة الكبيرة إذا انتهكت تلك الفئة حرمة القوانين وعاثت في الأرض فسادًا، وفي هذه المسألة وحدها تظهر قوة روح المدنية. إن العواطف البشرية غير موجودة إلا في عالم الخيال، ومعظمها موروث من أجدادنا، فلولا أن أجدادنا كانوا يشعرون بانعطاف نحو هذا أو ببغض نحو ذاك، ويستحسنون أمرًا أو يستهجنونه، ما ظهرت عواطفنا بالمظهر الذي نراه، فإذا أمرونا أن ننظر إلى الإنسان بعين البصيرة، فلا بد لنا من العمل على ترقية العقل البشري؛ لأن في هذه الترقية وحدها مفتاح النشوء الإنساني، بل هي الغرض الوحيد الذي يسعى إليه المشترعون في جميع العصور، ولا يُبقي على جهل الأمة إلا الحاكم الظالم الذي يريد أن يخدعها ويحكمها لمجرد نفعه الذاتي؛ لأنه كلما استنار الشعب بنور العلم زاد شعوره بحاجة إلى القوانين، وكلما أحس بضرورة التفاني في الدفاع عنها وحمايتها حفظًا لسعادة الهيئة الاجتماعية وصيانة مصلحتها.

قد يكون تعليم الشعب خطرًا على الحكومة إذا كانت تعمل على كيد الأمة، أو تسير بمقتضى خطة سياسية تؤدي إلى هلاك الطبقات النازلة، فالتعليم في مثل هذه الحال يبعث في الشعب بروح جديد فينهض نهضة الأسد ويثب وثبته ليدفع الكيد عن نفسه جملة، أو تتفشى في أفراده الجرائم (١٨١٥).

لاس كاس، ص٣٧٩، جزء ١

مصر والإنسانية

يظهر أن مصر أعرق الممالك مدنية وأقدمها مجدًا، وبعدها بلاد غاليا، فألمانيا فإيطاليا، ولكنني أظن أن الجنس الإنساني نشأ في الهند أو في الصين لا في مصر التي لم يكن عدد سكانها يتجاوز بضعة ألوف.

وكل هذا يدلني على أن العالم ليس قديمًا، أو بعبارة أخرى أن تاريخ الإنسان على الأرض لا ينتهي إلى قرون بعيدة، ولذا أنا أعتقد بصدق التواريخ التي وردت في الكتب المقدسة التي لا يمتد أجلها أكثر من ألف أو ألفي عام، أعتقد أن الإنسان خلق من فعل حرارة الشمس في الطين، وروى هيرودوتس أنه رأى بعينه الجرذان تخلق من طمي النيل، وشاهد بعض تلك الجرذان في أثناء تكوينها.

جورجو، ص٦٩

قانون نابوليون ومدارسه

إن قانوني أفاد فرنسا أكثر من سائر القوانين القديمة؛ لبساطته وسهولة فهمه. إني أعلم على نموذج خاص في مدارسي التي أنشأتها جيلًا لم يرَ العالم مثله.

لا كاس، ص٣٨٠، جزء ١

فن السياسة

المهارة وحسن الفراسة وبُعد النظر أفضل في السياسة من الخديعة والدهاء. إن فن السياسة الذي كان يتنافس فيه الأقدمون قد أصبح اليوم ملكًا مشاعًا، فقد عرفت كل أصوله وفروعه، وفضلًا عن ذلك فإن المراوغة والمكر لا لزوم لهما إذا أمكن التصريح لا سيما بعد أن أصبحت المراوغة والختل من علامات الضعف والعجز.

كولينكور، ص٢٦، جزء ١

المثل الأعلى لأندية العلماء

إنني محتاج إلى مجمع من العلماء؛ لأن مثل هذا المجمع لا يموت مطلقًا إنما يترك روحه لمن يأتون بعده، ومقصدي أن يكون ذلك المجمع فوق كل المؤثرات الوقتية، فلا تنقض دعائمه إذا انقلبت الحكومة رأسًا على عقب، ولا تخور قواه إذا ضعف الحكام ودالت دولة الأحكام، وأود أن يكون هذا المجمع ذا علاقة كبرى بالأمة بحيث لا يمكن لأحد أن يتداخل في شئونه بدون أن يهيج سخطها، فإذا لم يوجد مجمع كهذا المجمع، فلا أمل للحكومة في الثبات ولا أمان لها من التزعزع ما دام أفراد الأمة لا يميزون منذ نعومة أظفارهم بين نظامات الحكومة والمذاهب الدينية المختلفة، أو بعبارة أخرى ما دام الولد لا يختار وهو في صباه أن يكون جمهوريًّا أو ملكيًّا كاثوليكيًّا أو بروتستانتيًّا، فلا يمكن تكوين أمة حقيقية، بل يبقى المجموع مزعزع الأركان غير ثابت البنيان عرضة للتغيير والتبديل في كل آن.

روس، ص٢٩٦، جزء ١

حاجة الشبان

مما يحزنني أن أرى شبان هذه المملكة العظيمة يقضون سنين طويلة في البحث بغير جدوى قبل أن يهتدوا إلى منابع العلم التي يستفيدون منها ليبلغوا غايتهم من الفنون التي يريدون أن يبرعوا فيها، فلا بد من تأسيس معاهد للعلم تسعف هذه الخاصة، وكثيرًا ما فكرت في تلك المعاهد لأنني في شبابي شعرت بحاجة الشبان إليها.

آبوت، ص٢٦٤

إلى الفاتحين

إن الفتوحات العظيمة التي تشرح صدر الفاتح هي التي يتغلب فيها العلم على الجهل؛ لأن أشرف واجب يجب على الأمم أن تسعى في تأديته هو نشر نور العلم وتوسيع نطاق العقل البشري.

آبوت، ص٧٩

قوة العقل

كل شيء في العالم يطأطئ لقوة العقل البشري.

آبوت، ص٧٩

تعليم الشعب

من أعظم الغايات التي كنت أسعى إليها نشر التعليم في جميع أنحاء البلاد، بحيث يصير سهلًا على كل إنسان، وقد أسست المدارس على نظام يخول للفقير حق تعليم أولاده بدون مقابل، وإذا كانت إحدى المدارس تتقاضى أجرًا فلا يكون هذا الأجر فوق طاقة الفلاح الفقير، وقد أمرت بفتح جميع المتاحف للأمة؛ لأن مساعيَّ كلها كانت موجهة نحو غرض واحد، وهو تنوير الشعب لا دفنه في قبور الجهل.

آبوت، ص١٤٥

أهل السلطة والعلم

لو كنت أود أن أستقل بالسلطة والنفوذ كما زعموا لعملت على إخفاء نور العلم عن الشعب، ولكنني في الواقع سعيت جهدي في نشر المعارف وإذاعتها بين الناس، ومع ذلك لم تتمتع النابتة الفرنسية بسائر الخيرات التي كنت أضمرها لها، فإن مشروع المدرسة الجامعة الذي وضعته كان فريدًا في بابه، ولم يكن لديَّ أدنى ريب في جزيل نفعه وعظيم نتائجه لو مد في عهدي (قديسة هيلانة ١٨١٥).

لا كاس، ص٢٥١، جزء ١

غرس الحاضر

لله ما أعظم الجيل الذي ينشأ بعدي! إن هذا الجيل من غرس يدي وسوف ينتقم هؤلاء الناشئون لي إذا رأوا آثار أعمالي وسمعوا أعدائي يقدحون فيَّ (١٨١٥).

لا كاس

عدو عاقل

إن دَين إنكلترا الوطني هو آفتها في مستقبلها، بل هو منشأ مصائبها؛ لأنها لا يمكنها أن تسد ثلمته إلا إذا ضربت على الشعب ضرائب فادحة، فلا تكاد ضرائب الأمة في وقت السلم تقل عنها في وقت الحرب، وهذا بلا ريب يؤدي إلى ارتفاع أثمان المآكل والمشارب وسائر أصناف المئونة. ونتيجة تلك الأزمة وقوع الأمة كلها في حضيض الشقاء، فيحدث حينئذ أحد أمرين، الأول: أن تزداد أجور العمال بحيث تعجز المتاجر والمصانع الإنكليزية عن مسابقة متاجر أوروبا ومصانعها، فتدور الدائرة على أرباب المصانع البريطانية، والأمر الثاني: أن تبقى أجور العمال كما هي فينتفع أصحاب المصانع ويعجز العامل عن الحصول على حاجاته الضرورية من مأكل ومشرب وملبس.

وإذا أضرت الضرائب بعيش الطبقة النازلة، كان ذلك مجلبة لسائر المصائب التي تهدد بها الأمة في حياتها.

فأهم شيء لإنكلترا هو الخلاص من الدَّين الذي ينخر عظامها، ويكون ذلك بجميع الوسائل الممكنة، كتقليل النفقات، وتوسيع دائرة التجارة مع ممالك العالم. وليعلم الإنكليز أن الطب يبيح قطع عضو من أعضاء البدن إذا كان في بقائه خطر على سائر الجسد، وتلك القاعدة تبيح لهم حبس الأرزاق التي يتقاضاها أهلها دون عمل يقابلها، وتقليل بعض مرتبات المستخدمين، وتدبير نفقات الجيوش البرية، وما شاكل ذلك. فإن عظمة إنكلترا السياسية في قوة أساطيلها، ولا دخل فيها لتلك الجيوش البرية الحقيرة التي بعثت بها أذنابًا للجيوش النمسوية والروسية والبروسية في الحروب الأوروبية، ويجب على إنكلترا أيضًا النظر في أمور أخرى كالمسائل المتعلقة بأملاك الكنيسة، ومسألة الملاك والفلاحين، وسياسة أيرلندا وعلاقتها بإنكلترا، ثم يجب عليها أن تفك القيود التي قيدت بها نحو ثلث سكانها لأجل معتقداتهم الدينية، وأن تمنح حق الانتخاب لمن يهتمون بالسياسة اهتمامًا حقيقيًّا؛ لأن نظام الانتخاب الحالي ظاهره يسُرُّ وباطنه يسوء ويضُرُّ، فهو في الواقع ينفع الأشراف والملك ويمنحهم كل سلطة، ويمتعهم بالنفوذ الشامل في مجلس الشورى، وكذلك أيرلاندا؛ فليس امتيازها السياسي بوجود نوابها في البرلمان الإنكليزي إلا امتيازًا وهميًّا، فالبلاد في الواقع مغلوبة مقهورة، وكان الأولى لها أن تعامل معاملة البلاد المقهورة؛ لأن مثل تلك المعاملة كانت على الأقل تنقذها من ازدياد دينها العمومي بامتزاجه بدين إنكلترا.

إن الأشراف في إنكلترا هم الحكام المطلقون، فإذا ظهر أي إصلاح يمس امتيازاتهم وحقوقهم بأذى صاحوا بالحكومة قائلين: «إن الأرسطوقراطية هي أساس الدستور، فإذا مست بسوء تهدم البناء وضاعت حرية الأمة.» ولا ريب في أن للدستور الإنكليزي حسنات كثيرة أنتجت نتائج باهرة بقطع النظر عن عيوبه ومساوئه، وتلك النتائج العظيمة هي التي تقف في وجه الأمة الإنكليزية، إذا أرادت أن تزيل بعض هذه العيوب. ولكن لا خوف على هذا الدستور إذا أصلح إصلاحًا معقولًا، فإن نتائجه تكون حينئذ أعظم وأفضل.

مونتولون، ص٣٠٩، جزء ٢

بعد فرار الفرصة!

إنني اقترفت ثلاث غلطات سياسية: الأولى أنني لم أعقد مع إنكلترا صلحًا بعد حروب إسبانيا، والثانية أنني لم أكوِّن مملكة بولاندا، والثالثة أنني واصلت السير إلى موسكو وكان يحسن بي أن أعقد صلحًا في درسدن وأن أتنازل عن هامبورج وغيرها مما لم يكن ينفعني.

جوسلين، جزء ٣١٢

سياسته وتدبيره

احترست من الوقوع في الأغلاط التي وقع فيها جماعة السياسيين الذين يفضلون أنفسهم على من عداهم ولا يعتقدون بصحة مبادئ غيرهم أو آرائهم، فيحرمون بذلك من حكمة الحكماء ومن ثمار سياسات الدول والأمم؛ لأن الحكمة الحقيقية ثمرة التجارب. إن الاقتصاديين الذين يعضدون مبدأ حرية التجارة يضربون المثل بثروة إنكلترا وغناها المادي، ولا يخفى أن فائدة الحماية الجمركية هي تعضيد المصانع والمتاجر الجديدة في المملكة، فإذا كانت هذه المصانع والمتاجر غير محتاجة إلى التعضيد فحرية التجارة أنفع شيء للبلاد.

ومن العجيب في أمر هذه المسائل أن أصحاب الرأي في كل أمة يعجزون عن حلها مع أهميتها للحياة القومية، ومع ذلك فقد يمكن الوصول إلى الحقيقة، إذا جعلت الترتيب الزراعي والصناعي والتجاري الذي استنبطته قاعدة للبحث، وهو:
  • أولًا: الزراعة روح البلاد ونبع حياتها القومية.
  • ثانيًا: الصناعة عضد الزراعة ومجلبة المال.
  • ثالثًا: التجارة الداخلية أهم وسيلة لتسهيل الانتفاع بمتاجر البلاد ومصانعها.
  • رابعًا: التجارة الخارجية وهي طريقة الانتفاع بما يزيد عن حاجة البلاد من متاجرها ومصانعها.
مونتولون، ص٣٠٢، جزء ٢

الوزير العاجز

الوزير العاجز يضر حكومته ووطنه باستخدام جماعة يعملون ويفكرون كما يريد لا كما يجب.

جورجو، ص٢٥٣

نصيحة للرؤساء المجاملين

إذا أهمل رجل في عمله فلا بد من عزله، فإن استبدال العمال مدعاة للاهتمام بالعمل.

جورجو، ص٨٦

من حسنات الإنكليز في بلادهم

لا ينبغي للقواد أن يقوموا بقيادة الجيوش أو بغيرها من الأعمال الحربية التي تستلزم الهمة والقوة بعد مضي ستين عامًا من عمرهم، بل ينبغي للحكومة أن تعينهم في وظائف سامية لا عمل فيها ولا مشقة.

جورجو، ٢٣٨

جبن الجنود والموظفين

إن كان الجندي الجبان يفقد أمته استقلالها، فإن الموظف الجبان يعبث بشرف القانون ويهدم دعائم العرش ويخل بنظام الهيئة الاجتماعية. لما أخذت على كاهلي إصلاح فرنسا طلبت من الله أن يمد في أجلي سنين معدودة؛ لأنني أعلم أن التعمير يحتاج إلى وقت أطول مما يحتاج إليه التخريب؛ فأنت تهدم دارًا في يوم ولكنك تشيدها في عام، إن الحكومة محتاجة في صلاح أمورها إلى عمال أمناء.

كان آباؤنا يقولون إذا توفي الملك «مات الملك ليحيَ الملك»، بهذه الكلمات القليلة تظهر منافع الملكية، هذا وقد عنيت بدرس أميال أمتي في القرون الماضية، وأمعنت النظر في حوادث التاريخ، وكنت كلما تعمقت في تلك الأبحاث اقتنعت بأهمية التفرغ للنظر فيها.

من خطاب ألقاه في مجلس الشيوخ بعد حرب روسيا.

أعطوا القوس باريها

إن الإنسان في هذه الحياة كالموسيقار في مجمع الموسيقى لا يتقن الضرب إلا على أداته، فإذا أعطيت له أداة أخرى للتوقيع عليها ظهر عجزه. خذ لذلك القائد (ناي) مثلًا؛ فقد كان يقود عشرة آلاف رجل بهمة وحذق، ولكنه فيما عدا ذلك كان لا يعرف شيئًا.

جورجو، ص٢٦٣

رُبَّ درة في مزبلة ورُبَّ كلب في عرين الأسد

إن في فرنسا رجالًا أقوياء قادرين على العمل، ولا يعوزنا إلا العثور بهم وتسهيل العقبات التي تعترضهم حتى يصلوا إلى الأماكن التي يستحقونها، فإن وراء المحراث رجلًا يليق به أن يكون وزيرًا، وفي دست الوزارة آخر الأفضل له ولغيره أن يكون عاملًا صغيرًا.

مونتولون، ص١٨٧، جزء ٣

الأشراف والشعب

مهما كان الفضل قليلًا فلا بد من مكافأة صاحبه وتشجيعه، إن الأسر الشريفة في لندن وفينا تزعم أنها جديرة بكل أماكن الشرف في الحكومة، وأنها حقيقة بتدبير شئون الأمة لأنها تعتبر أن شرف المولد بديل من المواهب العقلية ويعتقد الواحد من أفراد تلك الأسر أن كونه ابن أبيه كافٍ لأن يقوم بأعباء أعظم وظيفة في الحكومة، وأقول بعبارة أخرى: إن هذه الأسر تشبه الملوك الذين يعتقدون بأنهم خلفاء الله على الأرض، وأنه وحده كفيل بهم، وأنهم لا يسألون عن أقوالهم وأفعالهم إلا أمامه جل شأنه. وهؤلاء الأشراف المغالون لا يعتبرون الشعب إلا طائفة من الأبقار التي تحلب، فلا اهتمام لديهم بشأنها إلا فيما يتعلق بمنافعهم الذاتية، ولا عناية لهم بتلك الأبقار ما دامت الخزائن مملوءة والتيجان مرصعة.

كانت آمالي عظيمة جدًّا، ولكنني كنت رهين إشارة الشعب؛ لأنني أعتقد على الدوام بأن الشعب هو رأس كل حكومة، وإنني لم أكوِّن الإمبراطورية الفرنسوية إلا معتقدًا أنها جمهورية عظمى، فلما استدعاني الشعب إلى العرش كان شعاري «لا بد من فتح أبواب المجد في وجوه الرجال بدون النظر إلى أنسابهم وأحسابهم». ولأجل هذا المبدأ أبغضتني أوروبا الظالمة، ومع ذلك فقد كان الواجب على الإنكليز أن يقدروا مبدئي حق قدره؛ لأنهم الأمة الوحيدة التي يرتقي فيها الرجل إلى أسمى المناصب بدون نظر إلى أصله وفرعه.

مونتولون، ص١٣٨، جزء١

قوة الرأي العام

الرأي العام قوة عجيبة مهولة لا يمكن التغلب عليها، ومن عجائبها أنها سريعة التحول والتقلب، فهي مع وضوحها تراها غامضة، ومع ثباتها تراها مزعزعة، بيد أنها قوة عادلة عاقلة. لما ارتقيت إلى القنصلية كان أول عمل قمت به نفي خمسين فوضويًّا، فانقلب الرأي العام حالًا معهم، مع أنه كان من قبل ضدهم، فلما أطلق سراح هؤلاء المفسدين واشتغلوا بالدسائس مرة ثانية عاد الرأي العام فانقلب عليهم وعضدني بما كنت أرغب فيه، كذلك حدث من قبل؛ فقد أقبل الرأي العام على من قتلوا الملك والملكة في حوادث الثورة بعد أن كان يبغضهم ويقاومهم.

لا كاس، ص٣١٤، جزء ١

الرأي العام

الرأي العام يحفظ حرية الشعوب ويقيها.

بارنجوله، ص٤٤

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤