اللهمّ قاهرَ القياصر، ومُذلَّ الجبابر، وناصرَ مَن لا له ناصر؛ ركنَ الضعيف ومادَّةَ
قُواه، ومُلهِمَ القويّ خَشْيَتَهُ وتَقْواه، ومَنْ لا يحكم بين عِباده سواه؛ هذه كِنانَتُك
فَزِعَ
١ إليك بَنُوها، وهَرَعَ إليك ساكنوها؛ هلالاً وصليبًا،
٢ بعيدًا وقريبًا، شُبَّانًا وشِيبا، نجيبَةً ونجيبا؛
٣ مُستَبِقِين
٤ كناش سَك المكرَّمة، التي رفعْتَها لقدسك أعْتَابا، مُيَمِّمين مساجدك المعظمة،
التي شرعْتَها لكرمك أبوابا؛ نسألك فيها بعيسى روح الحق، ومحمد نبيّ الصدق، وبموسى الهرب
من
الرق؛ كما نسألك بالشهر الأبَرِّ والصائِميه،
٥ وليله الأَغرِّ والقائِميه، وبهذه الصلاةِ العامَّةِ من أقباط الوادي
ومُسْلميه: أن تُعزَّنا بالعتق
٦ إلاَّ من وَلائِك، ولا تُذِلَّنا بالرق لغير آلائِك، ولا تحملنا على غيرِ حكمِك
واستعلائِك،
٧ اللهم إنَّ الملأ
٨ مِنَّا ومنهم قد تداعَوْا
٩ إلى الخُطَّة الفاضلة، والكلمة الفاصلة، في قضيتنا العادلة، فآتنا اللهم
حقوقَنا كاملة، واجعل وفدَنا في دارهمْ هو وفدَك، وجندَنا الأَعزل إلا من الحق جندَك؛
وقلِّده
١٠ اللهمَ التوفيق والتسديد، واعْصمْهُ في ركنك الشديد. أَقمْ نوَّابنا المقامَ
المحمود، وظَلِّلْهُمْ بظلِّك الممدود، وكن أنت الوكيل عنَّا توكيلاً غير محدود، سبحانك
لا
يُحَدُّ لك كرمٌ ولا جود، ويُرَدُّ إليك الأمر كلُّهُ وأمرُك غير مردود؛ واجعل القوم
محالفينا ولا تجعلهم مخالفينا، واحمل أهل الرأي فيهم على رأيْك فينا. اللهم تاجَنا منك
نطلبُه، وعَرْشَنا إليك نخْطُبُه، واستقلالَنا التامَّ بك نستوجبُه؛ فقَلِّدْنا زِمَامنَا،
وولِّنَا أحكامَنا، واجعل الحق إمامنا، وتممْ لنا الفرح، بالتي ما بعدها مُقْتَرح، ولا
وراءَها مُطَّرح،
١١ ولا تجعلنا اللهمََّ باغين ولا عادين، واكتبْنا في الأرض من المُصْلحين، غيرِ
المفسدين فيها ولا الضالين.. آمين.